رواية أحببتُ خديجه
(((الفصل العاشر)))
صدمت ودهشت ووضعت يدها علي فمها لتمنع شهقة وصرخة قوية شعرت بها.
لقد رأته يجلس وامامه الطاولة ويساوي مسحوق ابيض بواسطة بطاقة الائتمان خاصته. وبعدها اخذ انبوب مجوف ووضعه في انفه وإستنشقه !!
نعم هو يتعاطي المخدرات !!
يااا االلله ما هذا؟!
ماذا يحدث لي ماهذا العقاب الذي اتلاقاه.
خرجت الكلمات بصعوبة من بين شفتيها. وهي تبكي بصدمة.
خديچة: مروان. انت بتتعاطي مخدرات.
فزع منها عند سماع صوتها وانتبه لوجودها وغضب من دخولها عليه ورؤيتها له بهذا الوضع المخجل المخزي.
اندفع ناحيتها وكمم فمها بيده بغضب. واغلق الباب من خلفها خشيه ان يسمعها احد.
وهدر بها بعصبية وغضب
مروان: اكتمي بوقك ده. واقسم بالله لو مخلوق عرف باللي شوفتيه دلوقتي. لاقتلك يا خديچة . انتي فاهمة.
ازاحت يده التي تكمم انفاسها وهمست بدموع ووجع.
خديچة: ليه .. ليه يا مروان تعمل كدة ليه
حاول ان يداري خجله منها. بكبرياء
مروان: وانتي مالك يخصك ايه . انا حر
خديچة : لا مش حر. انا مراتك وليا حق عليك. ومش ممكن اقبل اني اعيش معاك . وانت مدمن مخدرات. انت سامع. لو فضلت علي حالك ده وهتكابر. يبقي طلقني
وقعت الكلمة علي مسامعه مثل الصاعقة. ماذا قالت طلاق؟!
لم يتمالك نفسه ورفع كفه في الهواء وهبط علي وجهها بضربة قوية افقدتها توازنها ووقعت ارضا وهي تمسك بخدها المتألم ومسحت خيط الدماء الذي نزل من جانب فمها من اثر الضربة .
لم يتوقف هو عند هذا. بل نزل بمحازاتها وامسكها من حجابها الذي انخلع في يده بسهولة. وامسك بخصلات شعرها بقوة وهزها بعنف . وهي يتوعدها.
مروان: قولتي ايه سمعيني تاني. طلاق ! طلاق ايه ده اللي بتطلبيه. انا مروان الغندور مراته تطلب منه الطلاق. ده بموتك يا خديچة. سامعه. بموتك.
انا اللي اقرر. اطلقك ولا لا. مش انتي. وبعيدهالك تاني. اي مخلوق هيسمع باللي حصل ده. هيكون اخر يوم في عمرك. سامعة.
ازاحت يده واخذت حجابها ونقابها وارتدتهم علي عجالة. وخرجت من غرفته مهرولة تبكي لا تري امامها وكادت ان تقع عدة مرات وهي تسير في مرر الغرف . وهي مندفعة بقوة كادت تقع ولكن وجدت نفسها بين ذراعين قويتين امسكتها بإحكام. ووجدت نفسها بين احضانه . رفعت نظرها له وكان هو. معذبها وسبب شقائها. حبيبها الخفي. زين.
نظر لها بقلق وفزع فحالها الذي هي عليه وهروبها المخيف من شئ يجهله وعيونها الباكية الحزينة. خلعت قلبه وافزعته عليها وسألها بإهتمام.
زين : ديچة انتي كويسة مالك بتجري ليه كدة. وليه بتعيطي ايه اللي حصل.
انتزعت نفسها من بين ذارعيه بحدة وغلظة . فهي تحمله ذنب ماهي فيه الان وما آلات اليه . من حزن وضياع. وفرت من امامه مهرولة اللي غرفتها واغلقت الباب خلفها بعنف وقوة .
دهش هو من فعلتها فهي حتي لم تجيبه وركضت من امامه دون كلمه. فحزن بشدة. فهو منذ عودتها مع اخيه من اجازة الزواج. وهو لم يراها الا مرات قليلة ولا يتسني له محثتها ولا الاطمئنان عليها. فهي دائما تتجاهله. هو لا يريد شئ سوي الاطمئنان عليها ورؤيتها سعيدة.
لكن ماذا بها الان من ما كانت تهرب ولما كانت تبكي.!
بالتأكيد هو وليس غيره مروان الغبي المتهور. لابد انه اغضبها فهي بالتأكيد كانت تأتي من غرفته. كور قبضته واندفع ناحية غرفة اخيه وفتحها ودخل فلم يجده. في الغرفة
وبعد لحظات وجده يخرج من المرحاض . ويطوق خصره بمنشفة والاخري يجفف بها راسه.
اندهش الاخير من دخول اخيه غرفته في هذا الوقت وسأله .
مروان: زين؟! في ايه. ايه اللي جابك هنا دلوقتي .
زين بغضب: انت عملت ايه لخديچة خلاها تخرج تجري بالشكل ده. وبتعيط.
مروان بلا مبالاه: وانت مالك. مراتي وانا حر فيها مالكش دعوة
زين يحاول ان يتمالك اعصابه قدر المستطاع لكي لا يهشم رأس هذا المستفز الغبي.
كام مرة هقولك ان ديچة تهمني زيك تمام انت اخويا وهي اختي. ومش هسمحلك تهنها او تجرحها انت فاهم. وتتعدل كدة وترجع أوضتك. انا مش فاهم ايه حكاية نومك لوحدك دي. ده انت كنت هتموت عليها من كام شهر بس.
مروان وهو يرتدي بنطاله القطني و التيشرت خاصته وذهب امام المرأة وبدأ يمشط شعره ببرود .
ابدا زهقت. عادي انت عارفني بمل بسرعة.
ووضع الفرشاة والتفت له ثم بقي انا عايزك تفكك من حكاية اختي واسمح ومش اسمح دي. انت عارفني كويس مش بحب حد يمشي كلامه عليا. انا حر في مراتي . وانت تخليك في حالك. سامع. واتفضل بقي روح اوضتك عايز انام.
كان مندهش من برود اخيه وحديثه السئ عن خديچة. هل حقا مل منها! هل حقا لم يكن يحبها من البداية! هل كانت له تجربة فقط! والان مل منها لعبة لعب بها ومل واصابه الزهق.
نظر له وجده قد استلقي علي الفراش واغمض عينيه.
مروان: اطفي النور وخد الباب في ايدك . مع السلامة
صك علي اسنانه بغيظ . وخرج وصفق الباب خلفه بقوة. وذهب لغرفته واخذ يجوب الغرفة ذهابا وايابا . وهو يكاد ينفجر. يريد ان يذهب اليها يطمئن عليها وضمها لصدره. فهو. عند رؤية عينيها تبكي وهو يشعر بقلبه يتمزق من الألم.
ودخل لشرفة غرفته يستنشق الهواء لعله يطفئ نار شوقه اليها واشتعال جسده من لهفته عليها.
وهو علي حاله ينظر الي الغراغ ويستنشق الهواء . سمع همس لنحيب وشهقات مكتومة . نظر بعينيه فوجدها تجلس في ارضيه شرفتها ضامة ساقيها وتبكي في صمت وحزينة .
فزع اكثر واكثر . تري ماذا بها لما تبكي. لما تجلس بهذا الشكل.
ماذا فعل بكي هذا المختل يا صغيرتي.
ناداها بهدوء وولع وقلق .
زين: ديچة مالك ايه اللي حصل بتعيطي ليه وايه اللي مقعدك كدة. طمنيني عليكي.انا قلقان علي
رفعت رأسها ونظرت له بلوم وعتاب. تريد ان تصرخ به وتقول له انت السبب. انت الذي اعطاني الامل. انت من تخيلت وتوهمت حبه وخلي بي .انت من جعلني انتقم منه في نفسي. اردت ان اثبت لك انني انثي وكبرت ولست الفتاه الصغيرة التي كنت تجلسها علي قدميك في الماضي. اني اصبحت فتاة عاشقة محبه . ولكن وااسفاه. ذبحت نفسي بيدي. قتلت قلبي وألقيت بنفسي في النار . نار اخيك المهمل المدمن . الذي تطاول علي وصفعني ويعلم الله ما يخبئه لي القدر غير ذالك.
كل هذا كان حديث نفسها تتمني ان تصرخ بيه وتلقيه في وجهه. ولكن آثرت الصمت. فماذا يجدي انكشاف السر الان. لا شئ هو بكل الاحوال لم يراني غير اخت صغيرة. يحمل نفسه همها ومسؤليتها وهي بعيدة عن اهلها. لن يراها غير ذالك. ابداااا
هكذا ظنت هي.
لم تجيبه ولا بكلمة واحدة وقامت من مجلسها بوهن وضعف ودخلت غرفتها واغلقت زجاج شرفتها والقت بجسدها علي الفراش وظلت تبكي وتبكي حتي نامت علي حالها باكية وحزينة.
……………………..
اما هو فبعد تجاهلها له وعدم ردها عليه غضب وقلق اكثر واكثر. وتيقن ان الامر كبير.
هي تتألم . نعم تتألم في صمت.
تري ماذا تخبئين عني حبيبتي. ماذا اصابك.
وامسك براسه بقوة وكاد ان يقتلع خصلاته من شدة غضبه .دخل الي غرفته وجلس علي الاريكة . يفكر بها وبنفسه والحال التي آلا اليه الاثنان. ولكن لم تذق جفونه النوم لم ينعم جسده بالراحة . طوال الليل.
……………………..
في الصباح دخل هو ليأخذ حماما باردا بالرغم من برودة الطقس. الا انه لم يشعر بهذه البرودة بل يشعر بجسده كأنه كتلة من النار.
فقلبه لم يهدأ ابدا حتي يطمئن عليها ويعرف سبب حالتها التي كانت عليها .
انتهي من حمامه وارتدي ملابسه وهبط الي اسفل فوجدها تجلس مع والدته علي مائدة الافطار ويبدوا عليها الحزن والارهاق. فيبدوا انها لم تهنأ بالنوم مثله.
جلس بهدوء عكس البركان الذي يتأچچ بداخله .
زين : صباح الخير
فاطمة : صباح الفل يا حبيبي . مالك انت كمان. شكلك شايل الهم ليه كدة. مش كفاية ديچة.
زين بترقب وقلق : مالها ديچة. ونظر لها بحنان. فيكي ايه من امبارح وانتي كدة. ايه اللي حصل بس قوليلي. لو مروان هو اللي مزعلك. والله العظيم لجبلك حقك منه. بس انطقي مالك.
فاطمة بقلق: هو فيه ايه . هو ايه اللي حصل امبارح مش فاهمة.
تنهد زين بحيرة من صمت صغيرته: مش عارف يا امي . انا رجعت بالليل متأخر وانا رايح اوضتي. قابلت ديچة وهي بتجري من اوضة مروان وكانت هتقع وانا لحقتها وبتعيط. سألتها مالك ماردتش عليا. وطول الليل قاعدة تعيط في بلكونة اوضتها. ومش عايزة تقولي مالها.
فاطمة نظرت بقلق لخديچة التي كانت تزيل دموعها المنهمرة بصمت .
فاطمة: مالك يا بنتي ايه اللي حصل. هو مروان زعلك. قولي والله انا اللي هقفله بس قولي مالك .
قطع حديثهم نزول مروان . جلس بمنتهي اللا مبالاه . والقي عليهم الصباح بتأفف.
مروان: صباح الخير. ونظر لها وهو يرمقها بوعيد ان نطقت بحرف .
نظرت له بغضب وتقزز منه ومن افعاله التي تخزي .
نظرت لهم فاطمة وفهمت انه هو من وراء ما هي فيه . نظرت له ووجهت له الحديث بعتاب.
مروان. مالها مراتك زعلانة وبتعيط ومش عايزة تقول مالها انت عملتلها ايه امبارح .
نظر لها واجاب ببرود كعادته.
مروان: ماعملتش حاجة . اساليها هي مالها.
فاطمة بتأفف: لا اله الا الله. ما انا بقولك بنسالها مش بترد.
زين بغضب : اظن انت اكيد عارف. لانك انت اللي مزعلها. انطق بقي وخالي عندك دم.
قام من مقعده وهو يرمقهم بسخرية.
مروان: انا قولت ما عملتش حاجة. ومش عايز وجع دماغ.
انا ماشي هتأخر علي الشركة.
ونظر لها بغرور. هاه جاهزة علشان اوصلك جامعتك .
خديچة من دون ان تنظر له : انا مش رايحة الجامعة النهاردة. عايزة ازور ماما وحشتني.
رمقها بغضب وصك علي اسنانه. فهو يخاف ان تذهب هناك وتفضح امره .
مروان بعصبية: واشمعن النهاردة. عايزة تروحي ليه. مافيش خروج لوحدك. هي تجياك هنا.
خديچة بغضب قامت من مقعدها وهدرت به بسخط:
انت ليه بتتحكم فيا كدة. انا عايزة ازور امي . وهي مش ملزمة تيجي هنا هي تيجي بمزاجها. انت فاهم. وكمان . انا هروح لوحدي هو انت حابسني وانا ماعرفش.
اقترب منها وهو يصك علي اسنانه وكاد ان يفتتهم. من شدة غضبه :
انتي اكيد اتجننتي ازاي تردي عليا كدة. وايه رئيك بقي مش هتروحي لوحدك. واذا كان عاجبك
خديچة بعند وتحدي : لا مش عاجبني وهروح ازور امي.
غضبه وصل للقمه من تحديها له. فرفع كفه وكاد يكرر فعلة امس. ويصفعها ولكن وجد قبضة حديدية تعتصر معصمه بقوة وكادت ان تكسره.
انه هو زين. ازاح يده.ودفعه بعيدااا بقوة وجنون ووقف بينهم وهو يشتعل غضبا. يصك علي اسنانه بجنون. وهدر به
زين بغيرة مدمرة: انت اكيد اتجننت انت عايز تمد ايدك عليها قصادي كمان ايه الجنان ده. اوعي تفتكر اني هسمحلك بكدة انت فاهم. الا خديچة يا مروان. ده انا مش اكسر ايدك..لا انا اكسر دماغك وعظمك…انت فاااهم
دفعه مروان بعصبية ولكن اثبات وقوة بنيان زين لم يستطع ان يحرك فيه ساكنا: انت مالك بتدخل في اللي ملكش فيه ليه . مراتي وانا حر فيها اربيها علي كيفي..
زين بغضب وكزه بقوة في صدره ضربة اوجعته: انت بتحلم..اني اسيبهالك…. انا اللي هقفلك من هنا ورايح واياك تفكر بس انك تكرر اللي كنت هتعمله وده . اقسم بالله اقتلك… انت سامع.
مروان بغضب: اسمع بقي انا زهقت منك. اانا..
صرخة والدته بترت كلاماته وسبابه
فاطمة: بااااااااس. اسمع انت . انت واخد بنت ناس علشان تحافظ عليها وتتقي الله فيها . مش تضربها وتهينها. انا كمان مش هسمحلك بكدة ابدا . انت فاهم وزين عنده حق هو. زي اخوها ولازم يقفلك. وانت راجع نفسك واتقي الله في بنات الناس. ولعلمك خديچة هتروح لامها البنت محتاجة تفضفض مع امها . ايه هتمنعها من اهلها كمان…
مروان اعتصر قبضته بغضب وهو يحاول ان يتمالك نفسه فجميعهم يعنفوه ويقفون بجانبها هي. حسنا فلنصفي حسابتنا علي انفراض انا وانتي يا خديچة ..
مروان بنفاذ صبر:مش هتخرج لوحدها وانا مش هستناها انا ورايا شغل مش صايع
تترزع تستني لما ابقي افضي انا ابقي اوديها بنفسي هناك.
خديچة بتحدي: انا هروح لامي النهاردة انا مش صغيرة ومش لازم استناك توصلني.
قبض قبضته وكاد ان يلكمها بها ولكنها اختبأت خلف زين ووقفت ورائه وامسكت بقميصه بقوة تحتمي به.
زين بغضب چم: انت شكلك غبي ومابتفهمش..ماقولتلك مش هتمد ايدك عليها افهم….امشي يا مروان ..امشي…انا هوصلها عند مامتها. واياك تفكر تكررر اللي كنت عايز تعمله ده. علشان دي مش رجولة…راجل مد ايدك عليا انا راجل لراجل مش علي عصفورة زي دي..
مروان نظر لها وله بشر: ماشي يا خديچة. انا هخليكي تروحي . بس بوقك يتفتح بكلمة هقطع لسانك. وانتي فهماني كويس…
فاطمة بإستغراب: ايه اللي بتقوله ده. انت عملتلها ايه.
مروان بعصبية: ماعملاش حاجة. هو فيه ايه. عاملينلي محامين عنها. انا حر في مراتي مش كل شوية س وج. في ايه انا زهقت والله اخدها واعيش بعيد عن هنا. وابقي اربيها علي كيفي.
زين: اقسم بالله انت اكيد اتجننت. تربي مين. دي متربية احسن تربية. بس انت اللي مش واخد علي النظافة. امشي دلوقتي . ونتكلم بعدين انت دماغك ضربت. امشي..
مروان بغيظ منها فهي سبب ما حدث وثورته علي امه واخيه: احسن انا اصلا مش طايقها. بس اسمع ما تسبهاش تخرج لوحدها انت فاهم..
زين عقد ساعديه بسخرية : مش محتاج تقولي كدة. بالسلامة انت..انا معاها..اتكل
رمقها بوعيد وخرج وهو يستشيط غضبا.
اغمض عينيه بألم وهو مازال يشعر بقبضتيها الصغيرتين المتشبثة بقميصه تنهد بحصرة علي ما آلات اليه من خوف وفزع من اخيه المعتوه. التفت لها وهو ينظر لها بحنو. وهو يقتله زبلان عينيها وحزنهما ودمعتها المتساقطة…اااااه يا صغيرتي ما اقسي قدري وقدرك…الذي اوقعك مع هذا المختل….
زين بحنو ولين: ديچة مروان عملك ايه. لو رايحة فعلا لاهلك تشتكي منه قوليلي وانا هوقفه عند حده..والله . بس اتكلمي..انا قلبي مش متطمن عليكي…
نظرت هي لاسفل بقهر وبكت.
اعتصر قلبه حزنا عليها..ايعقل ان يكون فعل شئ تستحي من ذكره….ااااه منك يا غبي ااااه من منك…
زين بغصة في حلقه: طيب لو مكسوفة مني قولي لامي . وهي هتفهمني…علشان خاطري..
فاطمة اقتربت منها وضمتها بحب وبكت هي في صدرها : مالك حبيبتي. قوليلي ايه اللي
حصل بس.
خديچة خرجت من حضنها برفق ودموع : مافيش حاجة . انا بس عايزة اشوف ماما محتاجة اقعد معاها يمكن ارتاح…
فاطمة: طيب يا نور عيني. روحي البسي وتعالي زين هوديكي عندها.
نظرت له بعتاب ووجع. لا معلش مش عايزة اتعبه. انا هاخد تاكسي هو اكيد عنده شغل.
رمقها بحنين وشوق: شغل ايه بس. انتي اهم. اطلعي البسي وتعالي انا هوصلك . انا مستنيكي. يا ست البنات ياللا..
فاطمة بإبتسامة ربتت علي كتفها: روحي حبيبتي البسي ماتتأخريش. زين مش هيسيبك.. .
نظرت له بعتاب وحسرة..لن يتركني..!!! حقاا!!!. هو بالفعل تركني…هجرني ومزق قلبي…وانتهي الامر..
زين : ديچة عايز اقولك حاجة مهمة قصاد أمي..لو في اي وقت..مروان فكر يمد ايده عليكي اجري وتعاليلي وانا اقسملك هكسره قصادك…فاهمة اوعي يضربك وانتي تسكتي تعاليلي بسرعة..
نظرت له بإمتنان وحب وهزت رأسها : حاضر عن اذنك..
والتفتت بهدوء..وصعدت لغرفتها وابدلت ملابسها وهبطت لاسفل وذهبت معه وركبا السيارة سويا. وادار محركها وانطلق.
كانا الاثنان يشعران بشوق وحنين لوجودهما سويا في مكان واحد…
هي شعرت انها رغم غضبها منه وانه السبب في زواجها من اخيه. الا انها مازالت تحبه تتمني ان ترتمي في احضانه وتبكي وتشتكي وتخرج كل ما يثقل صدرها ويرهقها. فلا يوجد حضن في هذه الدنيا افضل من احضانه هو.
هو . تمني نفس امنيتها في صمت . اراد ان يوقف السيارة ويضمها اليه يشعرها حبه وحنانه . يطمأنها فهو يشعر ان بها هم وحزن كبير. ولكن ما باليد حيلة فهي لا تحل له لا يستطيع لمسها ولا البوح بما في قلبه نحوها.
اراد هو ان يكسر حاجز الصمت الذي يعم السيارة. بينهم.
زين : احممم. بقولك ايه تحبي اشغل اي حاجة تسليكي لحد ما نوصل
خديچة بلا مبالاه: مش فارقة عادي.
زين ادار مشغل الموسيقي وللحظ العسر. ترتفع موسيقي وكلمات جعلت قلبها يدق بعنف ويعتصر الما دموعها تنهمر في صمت وهي تداري وجهها في زجاج السيارة الذي بجوارها لكي لا يري هو دموعها.
حبيته بيني وبين نفسي وماقولتلوش علي اللي في نفسي. ماعرفش ايه بيحصلي لما بشوف عنيه. مابقتش عارفة اقوله ايه . ماعرفش ليه خبيت عليه . بضعف اوي وانا جنبه وبسلم عليه. كل حب الدنيا دي في قلبي ليك. ده انت اغلي الناس عليا روحي فيك. ده انت لو قدام عنيا اشتاق اليك.
علي بالي ولا انت داري باللي جرالي . والليالي سنين طويلة سيبتهالي يا انشغالي بكل كلمة قولتهالي.
اغمضت عينيها بألم. فقد لامست هذه الكلامات جرحها فهي تعاتب نفسها لتفكيرها فيه بإستمرار . وهو لا يدري عنها شئ تحبه في الخفاء. اخرچت تنهيدة حاااررة تولچ معها وجع وجرح كبير.
اما هو فقد صك علي اسنانه بقوة وبرزت عروق رقبته من شدة غضبه من نفسه وتأخره في طلبها للزواج. تمني انه كان تقدم من وقت مبكر لما كانت ضاعت منه الان. كانت الان زوجته هو وليست زوجة اخيه . جرحته الكلمات وانبته كثيراااات
حبيته بيني وبين نفسي وماقولتلوش علي اللي في نفسي ماعرفش ايه بيحصلي لما بشوف عنيه. مابقتش عارفة اقوله ايه . ماعرفش ليه خبيت عليه. بضعف اوي وانا جنبه وبسلم عليه.
الكلام لو كان يعبر علي الحنان. كنت قولت اني بحبك من زمان. كل يوم الشوق بيكبر عبيا باااان.
علي بالي ولا انت داري باللي جرالي.
قبض علي محرك السيارة بقوى. فقد غضب من نفسه بشدة. لعدم البوح لها بحبه من البداية. فهو احق بها من اخيه. هو لا يقدر قيمتها لا يحبها مثلي ابدا. ابدا.
وصل الاثنان امام منزل خديچة. صف السيارة امام البناية. والتفت اليها. ورمقها بود. وابتسم.
زين: وصلنا يا ديچة تحبي اطلع معاكي
هي كانت هائمة تفكر ولم تنتبه لوصولهم . الا علي صوته هو. التفتت له ورات ابتسامته الجذابة التي تذوب فيها عشقا
خديچة :طبعا تنور. بس انا هدخل المسجد قبل ما اطلع عايزة اسلم علي المحفظة بتاعتي قبل ما اطلع البيت. من يوم ما تزوجت ماشوفتهاش.
زين بإعجاب: للدرجة دي بتحبيها علشان تروحيلها قبل ما تشوفي مامتك.
خديچة تنهدت بتعب: اصلي بحبها اوي هي معايا من وانا صغيرة ومربياني وكمان برتاح في الكلام معاها بهدي وارتاح جدااا من كلامها.
زين ابتسم: طيب اللي يريحك. تحبي ابقي اعدي اروحك انا.
خديچة: احمممم. هو مروان مش هيجي يا خدني.
زين:مش عارف هو ماقلش. تحبي اتصل اسأله
خديچة:لا لا خلاص انا هبقي اكلمه واسأله روح انت شغلك انت اتعطلت جدااا انا عارفة.
زين اغمض عينيه بشوق: اتعطلت ايه بس.عطليني انتي ياستي كل يوم ولا يهمك. ولو تحبي انا اللي اوصلك الجامعة كل يوم بدل مروان.انا تحت امرك.
ابتسمت خديچة. رغما عنها:امممم. تسيب شغلك يعني وتشتغلي سواق
قهقه زين بسعادة: هههههههههه. وانا اطول ابقي سواق ديچة هانم الصغننة اللي منورة البيت والدنيا بحالها.
نظرت له بعشق وسألته من دون وعي: هو انت لسة شايفني صغيرة
يازين لحد النهاردة.
فاجأهه سؤالها وتصلب نظره وعينيه تنظر في عينيها بعشق. نعم اراكي صغيرة فأنتي حبيبتي ومعشوقتي ومدللتي. ولكن انتي اكمل انثي رئيتها فأنتي تفعلي بي مالم تستطع فعله اعتي النساء. واكثرهن اثارة.
ولكن لم يستطع ان ينطق بحرف واحد من هذا الحديث. افاق من شروده وابعد نظره عنها بصعوبة واخذ شهيقا قويا.
زين: احممم. طبعا انتي لحد ما تعجزي هفضل اشوفك ديچة الصغيرة اللي كانت بتشوفني تجري عليا وتتعلق في رقبتي وتسألني علي الشيكولاته . فاكرة يا ديچة.
شعرت بألم وجرح كبير ورغبة قوية في البكاء. وآثرت الهروب من امامه بسرعة قبل ان تفقد زمام نفسها وتنفجر باكية في احضانه . اغمضت عينيها بقوة وتنهدت بيأس.
خديچة: ايوة طبعا فاكرة. عن اذنك انا نازلة.
فتحت باب السيارة وترجلت منه واغلقته مرة اخري .
نزل هو الاخر ونظر لها من اعلي السيارة وبنظرة حنان ونبرة خوف وقلق.
زين: ديچة خالي بالك من نفسك. ولو مش عايزة مروان يوصلك كلميني. وانا هجيلك بسرعة. ماتقلقيش. اتفقنا
خديچة أومات برأسها برفق: ان شاء الله ربنا يسهل. مع السلامة انت
التفتت وتركته وتوجهت الي المسجد. وراقبها هو بأعين عاشقة خائفة يريد ان يطمأن عليها. وبعد دخولها المسجد .ارتدي نظارته الشمسية و استقل سيارته وانطلق.
……………………..
دخلت المسجد وبحثت بنظرها عن محفظتها وجدتها تجلس في حلقة قرأن وحولها عدد من النساء والفتيات . هي تقرأ وهن يرددن خلفها.
اتجهت لها مباشرة. وجلست في الحلقة في صمت. حتي انتهت الحلقة. قامت بلهفة الي محفظتها والتزمتها في عناق طويل مفحم بالعواطف والحنان.
حفصة المحفظة بسعادة: حبيبتي يا خديچة وحشتيني جداااا والله عاملة وايه اخبار الزواج.
خديچة بضياع وحزن چلي علي ملامحها وصوتها.
خديچة: انا تعبانة ومحتجالك جدااا . جداااا. وبكت بكاء يدمي القلب.
حفصة بخوف وريبة: لا حول ولا قوة الا بالله. مالك يا بنتي فيه ايه.
قصت عليها خديچة كل شئ من البداية. لم تخبئ ولم تداري شئ. فهي تريد النصيحة والنصيحة الصحيحة . لن تحصل عليها ان كذبت او دارت شئ. وبعد انتهائها من الحديث.
تچهمت ملامح حفصة وتمتمت: استغفر الله العظيم . انتي كان عقلك فين يا خديچة لما عملتي كدة. ليه لما تيقنتي انه مش حاسس بيكي وجالك يخطبك لاخوه. ما رفضتيش مروان. ليه تزوجتيه وانتي قلبك مش ليه. ليه تتزوجي شخص وقلبك وعقلك مع غيره. وده مش اي حد. ده اخوه يعني اقرب شخص ليه. مافكرتيش انك ممكن تضعفي في يوم وتقربي منه وممكن يقع المحظور. افرضي هو حس بيكي وفهم انك بتحبيه مافكرتيش ممكن يحصل ايه وقتها وانتي علي زمة اخوه. ليه ماجتيش قولتيلي ليه!
خديچة بدموع الندم والذنب: غصب عني والله
الشيطان كان مزينلي كل حاجة. استغل ضعفي وحيرتي . انا منار قالتلي نفس كلامك بس حاولت من وقتها ابعد عنه. والله ماكنتش بكلمه كتير ولا بقعد معاه . كمان هو مش متواجد في البيت بإستمرار. بس تغير مروان معايا وادمانه اللي اكتشفته ده. تعبني ووجعني زيادة. مش عارفة اعمل ايه. انا لازم اتطلق لازم.
حفصة بتعقل: وواجبك. اللي لازم تعمليه ؟
خديچة بعدم فهم: مش فاهمة حضرتك تقصدي ايه!
حفصة: اقصد انك لازم تفكري في حكمة ربنا من كل اللي حصل ده. اينعم انتي غلطي لكن كل شئ بقدر. وربنا يريد انك تتزوجي مروان. مش يمكن تكون هدايته وتوبته علي ايدك. وانتي كمان تتوبي من ذنب حبك لزين وتنشغلي معاه في مصيبته دي. وحاله ينصلح وتعيشي معاه مرتاحة…خديچة يا بنتي ربنا اوقات بيحي قلوب بموت قلوب…بيصحي احساس بموت احساس…بينجي ناس بهلاك ناس…بس الاكيد كله بما كسبت ايدينا ولا يظلم ربك احدااا..الخلاصة ان كل اللي حصل بحكمة وتدبير ربك….احتسبي وحاولي واستغفري واستعيني بالله لعله يريح صدرك ويزيح همك…ربك حنان منان…ولا يمكن يظلمك..دوري علي الحكمة من زواجك وعذابك…يمكن تبردي قلبك…
خديچة بتفكير وارتياح من حديث محفظتها: طيب لو مروان رفض…و ماتغيرش ومارضيش يتعالج. اعمل ايه وقتها.!!؟
حفصة: تبقي عملتي اللي عليكي وعندك عذرك..وقتها انا اللي هقولك اتطلقي. بس المهم تكونوا بذلتي قصاري چهدك ولم تختذلي جهد ولا محاولة…
خديچة اغمضت عينيها بتعب واخذت زفيرا ملتهب: حاضر هعمل اللي قولتي عليه…واحاااول.. بس ادعيلي ارجوكي انا محتاجة دعائك.
حفصة ابتسمت بدفئ: هدعيلك حبيبتي وانتي كمان صلي وادعي. وان شاء الله ربنا يسدد خطاكي ويعينك علي ما إبتلاكي.
خديچة خرجت من عندها وهي عازمة علي تحدي نفسها ومروان وعاهدت نفسها ان تبذل اقصي جهدها. وتحاول ان تساعد مروان في محنته. وذهبت لوالدتها وقضت معها اليوم وجاء والدها واخيها ومنار زوجته. وقضت مع عائلتها وقتا جميلا ملئ بالضحك والفكاهة والعواطف الجميلة والدفئ. وفي المساء اتصلت بمروان وطلبت منه الحضور لياخذها الي المنزل.
……………………..
كان ينتظرها في السيارة اسفل البناية حتي تهبط اليه. وعند ركوبها معه السيارة . انطلق بالسيارة وهو عبوث غاضب منها بسبب الشجار الذي شب بينهم في الصباح. ولا يعرف ما اذا كانت فضحت امره لاهلها ام لا.
خديچة نظرت له بهدوء: مروان ممكن نقعد نتكلم في مكان هادئ قبل ما نرجع البيت.
نظر لها مروان بتسائل فهو لا يعرف اهي غاضبة ام راضية! ماذا تنوي معه: ليه ؟
خديچة بنعومة: من غير ليه. عايزة اسهر مع زوجي شوية فيها حاجة دي
مروان لانت ملامحه العابثة وابتسم: لا مافيهاش حاجة . حاضر هوديكي مكان يجنن.
……………………..
في مطعم راقي وذو ذوق عاااالي جداا. كان يجلسان سويااا
مروان: هاه ايه رئيك في الكان ده حلو.!!
خديچة ابتسمت : اه جميل جداااا وهادئ اوي كمان.
واكملت بتردد. مروان ممكن اتكلم معاك بصراحة ومن غير نرفزة وغضب
تنهد مروان : اتفضلي عايزة تقولي ايه.
خديچة: انا بجد محتارة ليه واحد زيك يدمن بالشكل ده. ليه تخلي شوية كيمياء تتحكم فيك وتقتلك بالبطئ كدة . وليه ماحولتش تتعالج
مروان اراح ظهره علي مقعده وتنهد بمرار: اول لما بابا مات كنت لسة في ثانوية عامة نجحت بصعوبة بسبب الحالة اللي كنا فيها. ودخلت الجامعة وابتديت اتابع الشركة بتاعت بابا وابتديت افهم واعرف يعني ايه رجل اعمال. انجذبت للوسط ده والعالم الجديد… وابتدت السهرات والاتفاقات والمعارف . وطبعا القعدات دي ماكنتش بريئة . كانت مليانة كل انواع المخدرات والمشروبات الكحولية. شربت وجربت كل حاجة. مع الوقت ادمنت ومابقتش عارف ابطل . خديچة انا عارف انك كرهتيني بعد اللي عرفتيه ومابقتيش بتثقي فيا. بس صدقيني انا بضعف مش عارف ابعد عن كل الارف اللي انا فيه ده .
وامسك يدها بحب وقبلها برقة وبتوسل. ديچة ارجوكي خاليكي جنبي انا محتاجلك….انا حقيقي حبيبتك يمكن حاولت كتير اتغير بس ماكنش عندي القدرة ولا الدافع لده…ارجوكي خاليكي القوة والدافع ده….ديچة انا…اااانا ببقي واحد تاني وانا باخد الزفت ده….بس…بس مش قادر ابطله صدقيني مش قادر…هاه هتفضلي معايا ولا هتفضحيني وتتخلي عني!!؟
اطلقت تنهيدة مريرة تحمل معها الكثير من الحيرة والآلم…
تري هذه فرصتها للخلاص!!؟
ام تستجيب لمشيئة القدر!!؟
ام تتخلي عن الجميع وتنجوا بنفسها!!؟
بالتأكيد سوف نعرف ردها في الفصل القادم…..
انتهي الفصل حبايبي واشوفكم الفصل القادم رئيكم وتوقعكم للي جاي