جبابرة العشق – عشق بلا رحمة
الفصل الثاني …….
ضمها اليه بحب و حنان مقبلا رأسها …
-متزعليش مني انا عارف اني دبش بس والله العظيم بحبك !!
كادت تجيب عندما سمعت اصوات صاخبه قادمه من الشارع !!!
انتفض مصطفي ووضعها علي الفراش بسرعه و خفه متناقضة مع ضخامة وتقلص عضلات جسده منطلقا الي الشرفة …..لتتبعه هي سريعا فتلمح بذعر رجل يرفع سيف طويل و يخبط احدهم علي رأسه فتنفجر الدماء حولهم ….
صرخت فجذبها مصطفي للداخل قائلا بحده …..
-خليكي جوا متطلعيش انا هاجي علي طول !!
هرع الي باب الشقة لتستوقفه سمر وهي تقفز امام الباب بخوف واصرار ….
-انت رايح فين !!
نظر لها وكأنها مجنونه !!
-نازل طبعا !
-انت اتجنيت انت عايز تموت !!!
……………………..
(نسيبهم يولعوا شويه وندخل علي ناس تانيه ???…..)
في شقه ندي و بلال ……
اطلقت ندي ضحكتها الرنانة وهي تقلب الطعام ويقف خلفها حبيب العمر و رفيق الدرب يضمها اليه لتردف…
-الله باب الشقة مفتوح اتلم!!
قبل بلال رقبتها من الخلف قائلا بابتسامه…
-متخافيش ابنك مع حبيبه القلب !!!
-انا مش عارفه مين اللي فرحان بقصه الحب دي اكتر انت ولا ابنك !!
ليضحك بلال بانتصار…
-انا طبعا ؛ سيبيني اطلع القديم والجديد علي جتت ابوها !!
ضحك ندي علي سخافته و شماتته في ابن العم قائله….
-والله مصطفي ده لي الجنه منك انت وابنك هتجننوا !!!….
-احسن انتي ناسيه كان مجننا ازاي واحنا صغيرين بس انا مش هعمل كده مع عيالنا ؛ انا راجل اوبن مايند !!!
كادت تسقط ندي اثر ضحكاتهم معا لتردف بعد دقائق….
-يخربيت دماغك جبتها منين دي اكيد سمر قالتها لمصطفي مش كده !
اتسعت ابتسامته ليردف بمشاكسه …
-طبعا !!!
حاول ضمها مره اخري فلوحت بمغرفتها محذرة …
-برا يا بلال اخلص و هاجي !!
لوي ملامحه بغيظ قائلا…
-يعني داخل وابنك بيلعب فوق و عمال ادلع في امك ومفيش اي دم !!
مصمصت ندي بثقه قائله …
-تدلعني غصب عنك يا عينيه ؛ انا قعده علي قلبك و مربعه !!
-ماشي يا مدلع حسابنا بعدين ….
قالها وهو يرسل قبله هوائية لتلتقطها بمغرفتها وتضعها علي شفتيها غامزة …..
خرج بلال ضاحكا ليرتفع حاجبيه بابتسامه تتسع كل ثانيه وهو يشاهد فهد الصغير يدلف ومعه ليليان الباكيه متجها بها الي والدته بالمطبخ ….
ليتمتم بضحك….
-هذا الشبل من ذاك الاسد !!!!
وبذلك اردف مناديا لندي ….
-خلصي مصيبه ابنك وتعالي يا بطه عشان نازل انا !!
اتجه الي غرفته يغير ملابسه وسط ضحكاته وهو يتذكر افعاله مع زوجته و حب الطفولة في ايام الصبا…..
التفت ندي فوجدت فهد بملامح طفوليه واجمه ليردف…..
-ماما انا مش بحب تيتا !!
اتسعت عينيها بتعجب قائله …
-تيتا مين ؟
-امك دي !!
-انت يا ولا ايه امك دي اسمها تيتا ومش بتحبها ليه ان شاء الله !!
امسك يد ليليان الحمراء قليلا يريها لوالدته قائلا بغضب ….
-عشان مش بتحبني انا وليلو شوفي ضربتها ازاي !!
نظرت بقلق نحو باب المطبخ لتنزل الي مستواهم قائله بخفوت خوفا ان يستمع اليهم بلال فيقلب الدنيا علي رأس والدتها ….
-وطي صوتك يا حبيبي ؛ اكيد متقصدش معلش اصل تيتا كبيره وتعبانه اكيد انت و ليلو عملتوا دوشه !!
هز رأسه نافيا ليردف بتأكيد وهو يتابع والدته وهي تقبل يد ليليان بحنان بالغ…
-لا كنا قاعدين علي السلالم مستنين مازن ولي لي عشان نلعب ع السطح خرجت تيتا وانا بشيل ورقه من شعر ليلو قعدت تزعق و ضربتني انا وهي وقالتلي طبعا ما انت ابن بلال !!!!!
-وماله بلال ان شاء الله !!
شهقت ندي لتقف و تلتفت الي صوت زوجها الغاضب لتردف بسرعه ….
-مفيش حاجه يا حبيبي ده لعب عيال …
اشار بلال برأسه لصغيره قائلا….
-تعالي يالا هنا ؛ في ايه و متكذبش ؟
اخذت ندي تبرم اصابعها بتوتر و خجل من افعال والدتها !! فما باليد حيله لا تستطيع اهانتها فهي تبقي والدتها حتي وان كانت روحها سوداء ترفض المسامحة !!
انتبهت لرد بلال علي اقوال فهد…
-لا يا حبيبي مغلطش ؛ وانا المره دي مش هسكت روح العب و خد ليلو حبيبة عمها معاك !
اسرع الصغيران الي الخارج للصعود الي اعلي فتبعهم بلال بحنق و هو ينوي محادثه عمته ووضع حد لسم افعالها فان لم تكن تأخذ اي اعتبار لكون فهد حفيدها فسيقنعها انه ابنه الوحيد ولن يقبل بان تمسه بأي سوء هو او ابنه شقيقه الروحي و ابن عمه مصطفي ؛ فمن الذي يملك قدرة لان يكره اطفال فقط لانهم ابن لبلال او ابنه لسمر !!!!
امسكته ندي عند باب الشقة بخوف قائله …
-اهدي يا بلال معلش دي ست كبيره !!
-لو سمحتي يا ندي انا ساكت السنين دي كلها عشان خاطرك لكن امك كده مش طبيعية !!
وقفت بظهرها يسند علي الباب امامه قائله ….
-عشان خاطري امي بردو مهما كان !!
-يا سلام يعني هي امك حتي لو بتأذي ابني !!!!
-ما هو ابني بردو يا بلال !!
-بقولك ايه يا ندي عديني انا خدت قرار !!
لتردف ندي بغضب و قله حيله !!
-انا مش هرضي انك تهين امي يا بلال حتي لو بموت فيك !! …
نظر لها بلال بصدمه غير مصدق تفضيلها لولدتها الشريرة عليه …
-بسم الله ما شاء الله ؛ لا وتموتي فيا علي ايه !! دي امك بردو امك اللي مدخلتش بيتك من يوم ما اتجوزتي و امك اللي مشافتكيش في المستشفي وانتي بتولدي و هي امك بردو اللي لما ابنك ايده اتكسرت شافته و دخلت قفلت الباب و كأنه كلب بيعوي مش طفل بيصرخ قدامها !!!
كان صوته يعلو بتوالي كلماته بينما كان كل حرف يمزق ندي كالخنجر في قلبها !!
انهمرت دموعها بحزن واسي وهي تطرق برأسها بانكسار فشعر وكأنه سادي يرش الملح علي جراح حبيبته تلك من تولي تربيتها وحمايتها منذ الصغر !!!
-لا حول ولا قوة الا بالله !!
رفعت كفها تسكته لتردف بدموع…
-ماشي متشكره يا ابن الاصول !!
التفتت لتفتح الباب فامسكها بحزم….
-انتي رايحه فين !!
-رايحه في داهيه عشان ترتاح مني انا وامي !!
-لا خليكي في الداهيه اللي هنا وهرتاح بردو !!
نظرت له شزرا قائله ….
-انا هروح لخالتي منال اقعد عندها !!
-ندي متضايقنيش مفيش خروج من بيتك !!
-وانا لو مبعدتش عنك دلوقتي هتخنق وهموت يا بلال !!
-ويرضيكي انك تبعدي عن بلال حبيبك !!
قالها بخفوت فسندت رأسها علي الباب بتعب قائله بحزن….
-انا هسيبك تهدي من نحيتي واضح انك معبي مني ومن امي اوي…
ادارها ليضمها الي صدره قائلا…
-مش مهم اقول اللي عايزة واعمل اللي اعمله بس هتفضلي هنا جنبي ومش هسمحلك تبعدي عن عينيه لحظه ؛ انتي تربيتي يا بت !!
لاحت ابتسامه علي وجهها فكل كلمه تخرج منه تصيب قلبها بسهام عشق !!!
-يخربيتك كده وانت واكل بعقلي حلااااوة !!!
قالتها وهي تضع رأسها علي صدره وتضمه اليها بقوة ليميل عليها مقبلا اياها بحب وحنان …..
…………………..
نرجع لمصطفي و سمر ?
-يعني ايه ؟!!!!!!
قالها مصطفي بحده !!!!لتردف سمر بعناد !!
-يعني زي ما سمعت كده !!!
-سمر متحاوليش تخرجيني من شعوري !
-مش هتنزل يا مصطفي يعني مش هتنزل !!!
-انتي اتجنيني ؛ اوعي من قدام الباب و عديني الناس بتموت تحت!!
-لا يعني لا لا لاااااا انت مش خارق انت انسان زيك زيهم!!
صرخت بقوة معترضة….
فضرب كف علي كف بقوه و زفر بضيق وهو يشعر بكل دماءه تغلي ؛ ماذا سيقول الجميع الان ؛ ان كبير المنطقة بعد والده رحمه الله يختبئ في بيته ولا يفعل شيئا لإيقاف المجزرة التي تحدث !!!
اتاهم صوت صراخ غاده بذعر قبل ان تطرق الباب بحده ….
-يا مصطفي الحق !!!
شهقت سمر برعب وهي تفتح الباب قائله بلهفه ….!!!!
-في ايه يا غاده هو مراد تحت ؟!!!!!!
ضيق عينيه بغضب وغيرة من تلك اللهفة و الخوف ؛ الان تناست مخاوفها بشأنه لأجل ذلك الابله ذو العيون الرماديه !!
استغل مقاطعه غاده ليمر بلمح البصر من بينهم وسط ذهول سمر ، كيف يمكن لعملاق مثله ان يتحرك بتلك الخفة والانسيابية !!!!
-لا بس الدنيا مولعه تحت شويه بلطجية ماسكين في خناق الناس تحت !!
قالت غاده بخوف ؛ لتزفر سمر بحنق قائله….
-ومفيش غير جوزي هو اللي يتدبس فيها !!
ارتفع حاجبي غاده بتوتر و ذهول قائله….
-مش كبير المنطقه !!
-كبير زفت علي دماغك ؛ اومال لو مش اخوكي !!
-يوووه أسطوانة كل مره ؛ بقولك ايه محدش ضربك علي ايدك وقالك اتجوزي انتي عارفه انه هيكون الكبير من الاول !!!!
-الهي تنشكي يا غاده الكلب ؛ امشي انجري قدامي ع السطح اما نشوف الراجل هيضيع مني !!!
تمتمت غاده بملل وهي تشير الي حجم اخيها الشبه عملاق وان لا احد قادر علي مواجهه غضبه وانها تقلق اكثر من اللازم و بالطبع زمت سمر شفتيها متجاهله اياها حتي وصلت الي السطح…..
دق قلبها بسرعه و خوفها يسيطر علي اوصالها وهي تدعوا الله ان يخرج سالما فالمشهد امامها لا يبشر بالخير !!!!
انطلق مصطفي وسط زحام المعركة الشعبية الدائرة وماهي الا ثوان حتي وصل الي منتصفها وهو يبعد الرجال علي يمينه و يساره و يفرق بينهم ليصل الي قائد هذا القطيع من الذئاب الذي تجرأ علي اراقه الدماء في حارته ؛ فاسرع طريقه لوقف تلك المذبحة هو اقطع رأس الأفعى لتحاشي سمومها !!!
لمح شاب من ثيران منطقه بجوارهم يمسك بسيف طويل ممتلئ بالدماء؛ و بدون اي مقدمات تقدم نحوه ينطحه برأسه بقوه في منتصف وجهه مستهدفا انفه ليملئ صوت كسرها المكان و تنهمر الدماء منها بقوة ؛ حاول احد اصدقاء الشاب مباغته مصطفي بضربه من مطواه المطويه بمهاره بين كف يده و لكنه كان اسرع منه وهو يتفادها و يركله بين ساقيه بقوة جعلته يرتمي ارضا ……
وضعت سمر يد علي فمها و الأخرى علي قلبها تكاد تبكي وتدعوا الله ان ينتهي الامر علي خير فان كانت تكره امرا فهو مشهد الدماء !!
……………………..