جبابرة العشق – عشق بلا رحمة

جبابرة العشق (نوفيلا تكميليه لروايه عشق بلا رحمة)

الفصل الاول…..

خرج مصطفي من غرفة النوم ليجد صغاره الثلاثة ليالي و ليليان و دياب اصغرهم بسنتين ينتظروه علي مائده الطعام و جنيته الصغيرة برقتها الخلابة سارقه عشقه تحوم حولهم بنشاط ام برعت في تأدية دورها وهي تضع الطعام بعنايه ووفره امامهم …
ارتفع جانب وجهه بسعادة ، ماذا سيطلب اكثر وهو يستيقظ يوميا علي هذا المشهد الجذاب ….
-صباح الخير !!
اتسعت ابتسامه ليالي وليليان ليردفا معا كأنهم في منافسه !!
-صباح الخير يا بااااباا!!
-صباح الخير !!.
اردف دياب وهو يركض نحو والده بسعادة ليحمله مصطفي بسهوله بالغه ويتجه الي زوجته مقبلا رأسها بحنان قبل ان تستوقفه نظرة يحفظها جيدا تنذره باقتراب عاصفه !
ضيق عينيه اليمني رافعا حاجبه الايسر بترقب ولكنها ابتسمت مظهره غمازاتها الرائعة التي تجعله يرغب في حجزها داخل جدران قلبه ….
-صباح الخير يا حبيبي!!
ارتفع كلا حاجبيه علي نبرتها الرفيعة المنمقة ليردف بتساؤل…
-هو في ايه بالظبط !!
-ايه يا مصطفي اقعد افطر هو مينفعش ادلع جوزي و ابو عيالي القطاقيط دول !!
جلس بعد ان وضع دياب بجواره قائلا..
-وماله دلعيه ، دلوقتي هنشوف !!
زمت شفتيها تخفي ابتسامه ترغب في الهروب منها ؛ تبا لتلك السهولة التي يقرأ اقل افعالها و ما بين اقوالها قبل ان تتفوه به و كأنها مؤدية وهو المخرج يعلم ما ستتلوه ولكنه ينتظر لالتقاطه برؤيته المناسبة !!
ما لبث ان قدمت له الطعام و تناول منه القليل حتي قالت بخفوت …
-دبدوبي !!
نظر لها بطرف عينه وهو يمضغ كارها لقبها له ليقول….
-قولي يا سمر ماتلفيش و تدوري اللي ربى خير من اللي اشترى !!!
-انت رخم علي فكره ؛خلاص مش عايزة اقول حاجه !!
ضحك ليردف بذهول…
-هو انا اتكلمت يا بنتي !!
-ايوة اهوه بقولك دبدوبي تقولي لف و زفت ؛ انت مابقتش تحبني زي الاول و مش طايقلي كلمه !!
قاطعتهم ضحكه سخيفة من ليالي وهي تغمز لشقيقتها قائله ….
-أسطوانة كل يوم !!
ضيقت سمر عينيها بتوعد قائله …
-انتي يا بنت مش خلصتي اكل اتفضلي قومي من هنا !!
وقفت ليالي و هاله التمرد الموروثة من والدها تحيط بهيئتها التي لم تتعد السبعة سنوات لتتجه بكل غرور الي الأريكة بالخلف وتتبعتها ليليان بكل ادب و سكون مخالفا تمام لطباع شقيقتها !
اعادت سمر نظرها الي مصطفي الضاحك لتردف…
-شفت عمايلك !!!
-انا !!!!!
-ايوة انت !!
وضعت يدها علي وجنتها لتردف بضيق…
-انا مكنش ليا في جواز انا ؛ ولا عيال كمان هاه ومش هقولك حاجه تاني !!
ابتسم علي طفولتها اللامتناهية والتي تتفوق بها علي اطفالهم احيانا ليمد ساقيه اسفل مقعدها و يجرها نحوه ….
لم تهتز شعره منها او تتحرك انشا فقد اعتادت علي ان يرفعها ويضعها بسهوله في اي مكان وبكل شكل تصورته او لم تتصوره !!
وضع ذراعه السميك علي رقبتها وقربها نحو فمه يقبل وجنته قائلا…
-خلاص متزعليش قولي ، عايزة ايه يا روح دبدوبي ؟!
نظرت الي الجهة الأخرى متمنية تذوق الانتصار لتردف ….
-ليالي و ليليان زعلانين !
-ليه ؟ مش فاهم ؟
امسكت ذراعه الملتفه حول رقبتها بتوتر لتردف….
-عايزين يروحوا مدرسه تانيه …
-و مالها المدرسة اللي هما فيها ،حد ضايقهم ؟!!
كاد يقف و يتجه الي الفتاتان لتردف سمر مستوقفه اياه…
-لا لا اصل هما عايزين يبقوا مع دياب و فهد و مازن !!
نظرت له بطرف عينيها بقلق لتري ملامحه تتغير للجمود ليردف بحده…
-هنرجع للموال ده تاني يا سمر ، انتي مش بتتعبي !!
زفر وهو يبتعد لتعتدل وهي تمسك ذراعه بقوه …
-يا حبيبي افهمني انت كده بتعقد البنات !!
-لا معلش انا حر في تربيه بناتي !!
-طيب ربيهم وايه علاقه المدرسة بده !!
-انتي غريبه جدا ؛ اول مره اشوف ام عايزة بناتها تختلط بالأولاد مش تحافظ عليهم عشان يبقوا متربين !!
-نعم !!!! قصدك ايه بالظبط ؟؟ انا طول عمري في مدارس مختلطه و متربيه احسن تربيه !!
وضع يده علي رأسه بتعب قائلا…
-انتي حاله خاصه !!
ابتسمت بتهكم قائله ….
-و خاصه ليه انا مش متربيه يا سيدي !!
-خلاص يا سمر اقفلي علي الموضوع ده !!
لتردف بإصرار و قد طفح الكيل…
-لا يا مصطفي و اعمل حسابك بكره هروح انقلهم البنات عايزين يبقوا وسط بقيت العيال انت ليه عنصري كده !!
وقف مصطفي مذهولا ليردف بغضب …
-انا عنصري انا !!!!!
رفعت اصبعها بغضب قائله…
-و ديكتاتوري سلطوي !!
كان يتنفس بغضب من انفه ليردف من بين اسنانه وهو يغيم عليها بجسده الضحم قائلا….
-طيب يا سمر ، مفيش بنات هتتنقل ايه رأيك بقي !!
-ليالي ، ليليان !!!
اسرعت الفتاتان لتلبيه نداء والدتهم الغاضبة لتنظر لهم سمر قائله بأصبع اتهام موجهه لوالدهم….
-معلش يا حبايبي بابا مش عايزكم تروحوا مع مازن و دياب و فهد مدرستهم !!
انكمشت ملامح ليالي بغضب بينما ظهر الحزن جليا علي وجه ليليان التي مطت شفتيها لأسفل وقالت بصوت شبه باكي …
-ليه انا عايزة العب معاهم في البريك ؛ البنات في المدرسه مش بيحبوني !!!
-وانا لازم اروح معاهم ؛ العيال بتضايق مازن وانا مش بعرف ابقي معاه!!
قالت ليالي وهي تعقد ذراعيها بعند لتردف الفتاتان بغضب باكي…
-ماليش دعوه انا عايزة اروح المدرسة العادية !!!!
نظر مصطفي بغضب وتوعد لسمر قبل ان يجذبها من ذراعها متجها الي غرفتهم وسط مقاومتها البسيطة حتي لا تجذب انتباه اطفالها ليقول للفتاتين وهو يهم بإغلاق الباب….
-بس انتي و هي مفيش مدرسه !
ما ان اغلق الباب حتي سمع صوت ارتطام شئ به ليتوعد ليالي في سره تلك الصغيرة المتقمصة لأدق تفاصيله وصفاته !!
نفضت سمر ذراعها قائله…
-شفت تصرفاتك ؛ اهي البنت بقت متوحشة زيك !!
-متوحشة زيي !! بتثبتيني قدام العيال يا سمر !!!!
اخذ خطوه تجاها لتبتعد بتوتر تحاول اخفاؤه بقناع من الشجاعة ليردف بتحذير..
-اقفي مكانك احسنلك !
رفعت رأسها بشموخ قائله …
-انا مش بخاف !!!
ليبتسم بغموض و ثقه وهو يرفع ذراعه نحو رأسها ولكنها انتفضت هاربه للخلف صارخه بقلق…
-والله العظيم لو جيت نحيه ودني لأصوت والم عليك الناس !!
لم تبتعد ثلاث خطوات حتي ؛ ليحيطها بذراعيه وينفضها نحوه ..
-اااه بطني !!!
-ايه وجعتك يا حبيبتي !!!
التفت بين ذراعيه بذعر وهي تضع كلا كفيها علي اذنيها قائله بعيون شرسة موجهه اليه …
-لو لمست ودني يا مصطفي هاكل صوابعك !!…..
لم يستطع كبح ضحكاته متناسيا خلافهم بالخارج ليردف بمشاكسه….
-طيب بلاش ودنك !!
اتسعت عينيها وقبل ان تأخذ رد فعل كان يغطي شفتيها بشفتيه الصلبة محاولا تعميقها و التراقص علي احبال تمردها !!
-مامتي انا طالعه لطنط ندي انا و دياب !!!!
قالت ليليان لتخرجها من غيوم احاطت عقلها ولكنه كان سريع الرد ……
-لا استني مع ليالي و شويه ماما هتطلع معاكم ، واقعدوا مؤدبين مش شايفاني بتكلم مع ماما !!!
نظرت له سمر شزرا وكادت توافق علي مطلب ليليان عندما اردفت الصغيرة بتأفف…
-ليالي طلعت اصلا عند طنط غاده عشان تلعب مع مازن !!
اتسعت ابتسامه سمر بحاجب مرفوع علي احمرار وجه مصطفي الغاضب من تمرد ابنته الصغيرة لتردف مستغله انشغال عقله ….
-اطلعي يا حبيبتي و خدي بالك من دياب اوعي يتعور !!
اتاهم ردها الحماسي الذي يدل ابتعاده عن مرمي سمعهم علي تحركها بالفعل !!
-حاضر يا ماامتي !!!
وضعت سمر كفها علي فمه مغطيه وابل اعتراضاته حتي سمعت اغلاق الباب فانفجرت الضحكات منها علي ملامحه الغاضبة ليردف بتوعد….
-انتي فرحانه انها طالعه للواد الملزق ابن بلال ، شغل الافلام القديمة وانهم هيحبوا بعض ده مفرحك !! لكن بعنيكم كلكم انا بناتي محدش هيلمح ضفرهم !!!
-الله وانا مالي وبعدين دول اطفال سبع سنين بلاش التخيلات اللي في دماغك دي !!
-تخيلات !!!! انتي عارفه ابوة كان عامل ايه في امه !! بلاش تطلعي البت غلبانة وهبله زيك !!
شهقت باعتراض لتردف بعيون ضيقه وهي تنفض ذراعيه من حولها مشيره الي صدرها….
-انا هبله !!!!!!
زفر مصطفي كارها ان كل كلمه تأول الي شجار حاد بينهم ، وضعت ذراعيها علي جانبيها لتميل بحركة شعبيه الي اليمين قائله …..
-اسم الله !! طيب وليالي انا بردو اللي خلتها عنيفة و متملكه زيك هاه !!! انطق مين اللي فضل يقول انتي بتاعتي و يتخانق معايا قدام العيال عشان بابا كان عايز يمسكني المطاعم مش انت بردو !!
ليردف بغيظ مشابه بصوته الخشن….
-نسيب الموضوع الاساسي ونفكر في اني رفضت شغل ابوكي ولا قبلته !! واهو اي نكد والسلام ؛ بقولك ايه يا سمر هو انا كده انسان ديكتاتوري بقي سلطوي مش عارف ايه ، انتي متجوزاني وانا كده انا مضحكتش عليكي ؛ انا راجل شعبي رجعي و مش هشغل مراتي و هدخل بناتي مدارس بنات بس ومش هجوزهم كمان عاجبك و لا مش عاجبك !!
انهي كلماته وهو علي بعد خطوه منها ويميل قليلا الي مستواها عسي ان تتفهم كل كلمه يتفوه بها ….
علا صوت انفاسهم الغاضب وهم يتشاحنون بأبصارهم المتحاربة !!
لتستسلم هي اولا رغما عنها عندما شعرت بحراره دموعها تصارع للهبوط ؛ حاولت تخطيه ولكنه وضع ذراعه امامها يستغفر الله بصوت عالي …
استدارت رافضه النظر الي همجيه ملامحه لكنه ضمها الي صدره وسط مقاومتها للابتعاد لتردف باختناق…
-اوعي ايدك دي !!
حاولت ازاحته ولكنه كالحائط المنيع يرفض التزحزح …
-اهدي بقي !
-يا بجاحتك !! انت ماسكني عشان تنرفزني اكتر يا مصطفي !!!
ابتسم رغما عنه فبعد 9 سنوات لا يزال يفشل في التعبير عن مكنونات قلبه …
-متعيطيش طيب ؛ انتي عارفه انا مش بعرف اقول كلام يهدي بس عايز اهديكي والله انا مقصدتش ازعلك انتي اللي بتنرفزيني بكلامك و حركاتك دي !!
اطلقت صوت اعتراضي بغيظ قائله..
-لا اله الا الله !!! اسكت يا مصطفي احسنلك !!
-هو انتي مفيش فرصة للتفاهم معاكي ؛ كل ما اكحلها اعميها !!
-قول لنفسك يا محترم !!!!
قالتها لترضي بمصيرها مستسلمة لذراعيه فيجر جسدها وهو يعود للوراء و يحملها عل ساقيه بعفويه زوجين اعتادا علي ذلك الفعل ….
(زوجين هاااه متفتكروش للحظه ان الكلام الفارغ ده موجه للسناجل الكرام ? متعيشوش الدور انتي وهو وهي ?? )
وضع رأسها بين رقبته و كتفه قائلا بتحذير لمقاومتها…
-اثبتي بقي !!
-اهدي بقي و اثبتي بقي هو كله امر بكلمه واحده !!!!!!
حاول تخفيف الموقف بمزاح ليردف…
-اولا دول كلمتين وبعدين مش احسن من اسكتي !!
عادت ذكرياتهم الي اول انفعالاتهم والتي استمرت كلما التقوا….

فلاش باااااااك …..

(الفصل الثالث عشان لو نسيتوا???انا لسه هحسب الوقت ??)

ارتجف صوت والدتها وهي تنظر اليه برجاء…
-معلش يا ابني احنا اسفين وهي ان شاء الله مش هتعمل اي حاجه تضايقك ،دي نزلت تشتري …..!!
قاطعها مصطفي بعد ان اغمض عينيه ونظر ارضا حتي يقلل من هيبه هيئته الطاغية عليه مهما فعل …
-العفو يا حاجه انا مقصدش … انتي ضيفه هنا وعلي راسي و لو الارض مشالتكمش اشيلكم انا ،احنا ولاد بلد ونعرف الاصول …انا بس بتكلم عن لبسها عشان هي ممكن تجبرني ادافع عنها لو حد ضايقها !!
اراد ان يقول ان تجبره علي ارتكاب مذبحه ولكنه انقذ نفسه وماء وجهه قليلا من تدخله الغير مسبوق في حياة شخص ما !! وليس اي شخص بل امرأتان لا حول لهم ولا قوة !!
غضب اكتر علي نفسه فهو لن ينزل الي هذه القذارة حتي لو فعل الاسوء !!
ضايقته دموع سمر اللامتناهيه كثيرا بعد ان ابعدت يد والدتها بخفه رافضه ان تحتضنها …فقال بضيق وقله حيله بصوته الخشن..
-اسكتي !!……

انتهي الفلاش بالك ……
مسحت دموعها بابتسامه ترفض الاختفاء قائله …
-كتك القرف في مشاعرك !!!
امسك فكيها يقبلها رافضا محاولتها للهروب ليبتعد بعد ثوان قائلا….
-بس بتحبيني !!
تنهدت وهي تحيطه بذراعيها قائله …
-للأسف اه بحبك يا رخم !!

error: