جاري سداد الدين
الفصل5
رنين مزعج شق سكون غرفته، فتململ بعبوس ومازالت أجفانه منغلقة فوق عيناه! يتحسس هاتفه بالجوار، ليوقف رنينه، عائدًا بكلنومه الذي آتاه بصعوبة ليلة أمس، حين عاد ولم يجد زوجته هند في المنزل!!
تكرر رنين الهاتف، فانتفض فجأة متذكرًا موعد ذهاب أولاده للمدرسة، فهب هاتفًا لنفسه:
الولاد هتتأخر والأتوبيس خلاص جاي!
أسرع ليغتسل سريعا، ثم ذهب لصغيريه يوقظهما :
يلا يامحمد قوم يابطل فوق واتشطف عشان تروح مدرستك.. وانتي يا نونة قومي حبيبة بابا عشان باص المدرسة خلاص قرب يوصل.. فوقو ياولاد على ما اعملكم الفطار والسندويتسات!
هتفت حنان: صباح الخير يا بابا، هو فين ماما ؟
فتبعها أخيها: ماما لسه مش جت من عند تيتة؟
حزن غزى روحه عندما تذكر ما حدث، وأنها ماعادت معهم! كيف سيتعامل مع أولاده فيما بعد؟
نفض عنه شروده، متمتما بابتسامة كاذبة:
معلش ياحبايبي أنتوا عارفين تيتة تعبانة، وماما هتقعد معاها كام يوم لحد ماتخف شوية، وانا قلتلها إن محمد بقي راجل كبير وشاطر وحنان عسولة ومش هيتعبو بابا.. صح؟
هتف محمد ببراءة: أيوة أنا كبرت، بقى عندي تسع سنين ودول كتير أوي يا بابا..!
ضحك عصام: هما دول كتير؟! ده أنا عايش بقالي كتير بقى على كده .. ثم قبل رأسه هاتفا: ربنا يباركلي فيك، وطبعا بطلي بقى راجل زي العسل .. يلا بقي أنت واختك روحوا اتشطفوا على ما احضرلكم الفطار. واللبن!
هتفا سويا: حاضر يا بابا.. ثم هتف محمد لشقيقته:
يلا يانونة أعملي زي ما ماما علمتك، تغسلي أسنانك وتتشطفي كويس وتلبسي الهدوم لوحدك..!
حنان : أيوة بس ماما هيا اللي بتعرف تعملي ضفيرة حلوة في شعري.. هتعرف تعملهالي يابابا؟؟؟
لم يجربها يومًا.. كيف سيصنع للصغيرة چديلة مثل ما تفعل هند؟! يبدو أن الأختبارات ستتوالى عليه ولا يعرف فيما سيخفق بصنعه وما سيُصيب به..!
أجاب الصغيرة: حاضر ياحبيبتي هعملك ضفيرة حلوة بس روحي الأول أعملي زي ما قالك محمد على ما أعمل أنا الفطار وسندوتشات المدرسة!
واقفًا يتملكه الحيرة! بماذا يبدأ أولا ؟!
هل يسلق البيض أم يسخن الخبز أم يعد مشروب اللبن الدافيء أم يجلي بعض الأكواب والصحون المتسخة التي سيحتاجها وهو يحضر فطور صغاره؟؟
لمحت عيناه مؤشر التوقيت فأدرك أن الوقت داهمه وهو حائرا فيما يبدأ.. وبالفعل وضع طنجرة صغيرة ليسلق البيض ثم أخرج الخبز ووضعه بالمايكرويف، وراح يحضر من الثلاجة بعض الجبن الذي يفضله محمد والمربى التي تعشقها حنان، ثم أخذ جولة رتب بها سريعا سفرتهم الصغيرة حتى يجد مساحة يضع بها أطباق الإفطار.. وما أن أنتهى حتى راح يحشو لهم أرغفة الخبر الأبيض الذي كاد أن يحترق لولا إنقاذه من حرارة الميكرويف.. والذي تزامن مع فوران الحليب فوق الموقد حين غفل عنه أثناء ترتيب السفرة المزدحمة ببقايا عشاء أمس!!
أخيرًا أنتهت مهمته الأولى والشاقة من إعداد الإفطار، وتناوله مع صغيريه، وحان موعد اختباره الأصعب بصنع چديلة الصغيرة.. وإن خيروه بين إدارة شركة بكامل موظفيها ومهامها وبين صنع چديلة! سيفضل الخيار الأول..!”
الوقت يمضي والفشل يصاحبه بهندمة خصلات الصغيرة التي تذمرت قائلة:
_معقولة يا بابا مش عارف تضفرلي شعري زي ماما؟!
فأجاب: عمري ما عملتها يا حنان.. بس أوعدك اتعلمها.. وعشان خاطر بابا هعملك شعرك ديل حصان انهاردة على ما اتعلم اعملهالك!!
صدح صوت قدوم الباص المدرسي، فأسرع بتوصيلهما، ثم عاد يلتقط أنفاسه وكأنه عائدا من مباراة.. وحان وقت غسل صحون الإفطار وترتيب غرفة الصغار وغرفته بالطبع وتحضير ملابسه، وقبل كل هذا يجب أن يأخذ حماما دافئا حتى يهدأ توتره قليلا..ويذهب لعمله الذي تأخر عليه بالفعل!!
_ ازيك يافريال عاملة أيه؟ تعالي خدي نفسك الأول من السلالم!!
_اه والله ياهند خلاص نفسي اتقطع، معرفش ليه بقيت بتعب من أقل مجهود وبحس نفسي بيروح!
هند بشفقة: معلش حبيبتي أدخلي لماما أطمني عليها وارتاحي جمبها وأنا هعملك حاجة تشربيها واجي!
بعد برهة قصيرة عادت هند تحمل كوبين من عصير الليمون، وقدمت إحداهما لشقيقتها، ولاحظت أن والدتها تنظر بعيدا وكأنها لا تريد إبصار فريال فقالت: إيه ياحاجة فاطمة ماوحشتكيش فريال ولا أيه، دي بقالها كام يوم ماشافتكيش من وقت ما أنا جيت!
لم يختلف حال فريال كثيرًا عن والدتها، هي الأخرى! تجنبت النظر إليها وكأن يُخجلها شيئًا ما، فهتفت هند: مالك انتي كمان يافريال، هو في حاجة؟ ليه قاعدة بعيد كده عن ماما.. ؟!
هتفت بارتباك: لالا ابدا .. ابدا ياهند، انا قلت اريح في اقرب مكان وبعدين هقوم معاكي نحمي ماما ونغيرلها..!
هند متذكرة شيئًا: فكرتيني صحيح، صابون ماما المعقم خلص، لازم أنزل أجيب غيره مع لوازم كده بسيطة وهاجي، خليكي أنتي مع ماما على ما ارجع، ومش هتأخر..!
………………
ذهبت هند، فاقتربت فريال من والدتها وأمسكت كفها فأصدرت الأم همهمة غاضبة وارتعشت يدها معلنة رفضها لذاك القرب، فتركت فريال كفها وهتفت:
أنتي زعلانة مني ياماما؟ عشان ماكنتش باجي؟ طب ما انا كنت ببعتلك رجاء وعايدة يراعوكي بدالي، انا كبرت وبقيت اتعب ومش هقدر اراعيكي زي هند واحمد!! ظلت الأم ترمقها بعداء وكأن مبررات فريال زادتها غضبًا ترجمته بهمهمة أخرى وهي تشيح بوجهها المستاء!!
فتمتمت فريال:
_ عندك حق .. حتى لو مش هقدر اخدمك كان المفروض أجي مع رجاء او عايدة واقعد معاكوا.. بس غصب عني أنا مابتحملش اشيل هم حد وخُلقي بيضيق، يمكن أكون أنانية بس أنا كده أعمل أيه، ومادام كنت ببعتلك اللي يخدمك بدالي زعلانة ليه؟ هما قصروا في طلباتك؟ دول بنات أصول وأكيد عاملوكي زي جددتهم واحسن!!!
ابتسامة ساخرة حُفرت معالمها على وجه الأم!
ألا تدري تلك الجاحدة أنها تركتها محاطة بعقربتين؟!
تركتها تتجرع سموم قسوتهما في كل مرة وهي تشاهد أفعالهما وسرقاتهما لأشيائها دون قدرة على البوح أو الاعتراض، تركتها تعاني إهمالهما وسوء رعايتهما لها..! تتحدث وكأنها لم تفعل شيء! ليتها لم تأتي أو تتحدث!
_ أنا جيت يافريال.. أتأخرت عليكم!
_ لا ياهند ما اتأخرتيش!
_ طب يلا بقى نحمي ماما بدري ونعمل الغدا عشان أحمد هايجي يتغدى معانا..!
توترت هاتفة: معلش ياهند أنا هحمي ماما معاكي ونغيرلها وانزل أتغدا مع الولاد.. اصلهم هيعدوا عليا كل واحد بمراته وعياله.. بكرة هجيلك واقضي اليوم كله معاكي!
هند بعتاب: كده يافريال! عايزة تمشي بسرعة وماتستنيش اخوكي.. دي حتى فرصة تتصافوا سوا، خصامكم طول يافريال والدنيا مش مستاهلة.. خليكي عشان. خاطري، وأحمد حنين أول ماهيشوفك هيفرح وهيكلمك هو.. ها قلت أيه؟؟؟
ترددت فريال.. هي تعلم أنه سيكون حتمًا غاضب لعلمه بمجيء رجاء بالمرة السابقة، وسيعنفها وهي لن تتحمل أو تنتظر أحتكاك يثمر مزيد من الجفاء بينهما، الأفضل أن تغادر قبل قدومه!! فهتفت بإصرار:
معلش ياهند، مرة تاني والأيام. جاية كتير .. يلا عشان احمي ماما معاكي قبل ما أنزل!!!
وغادرتها دون إنتظار، تاركة إياها تتسائل داخلها عن سبب الفجوة التي لا تزيدها الأيام إلا اتساعًا بين أحمد والأخت الكبرى!
تنهدت وتمنت داخلها بصلاح الأمور!!
عادل: مش عوايدك تيجي متأخر ياعصام، ومالك جاي كده مش مصرح شعرك ومبهدل على غير العادة؟!
أجابه بعبوس: مافيش وسبني في حالي الله يكرمك يا عادل، أنا مش عايز اتكلم!
فهتف الأخير: الحق عليا، مش عاجبني حالك وعايز اطمن عليك ثم هتف مبدلًا الحديث: عليك. كام حصة أنهاردة؟!
عصام بضجر: الجدول متروس انهاردة ومافيش حصة فاضية عندي!
_ما أنا زيك، عندي حصص كتير، ودروس لأخر اليوم..!
عصام: بس أنا بفكر اعتذر عن أخر كام حصة والغي الدروس!
عادل بتساؤل: تعتذر؟ غريبة، عمرك ما سبت حصة أو درس ودايما كنت نشيط، أنت تعبان ياعصام؟؟؟؟
بادله نظرة صامتة دون إجابة.. فليت العله بجسده لكان أهون بكثير من ألم ينخر روحه نخرًا .. هناك عطب داخله ولا يعلم كيف الشفاء.. هل يتخلى عن غروره ويذهب ليعيدها؟ هل يغفر لها عصيانه؟!
هل يقول لها فشلت بصنع ابسط الأشياء التي كنتِ تفعليها يوميًا بمنتهى السلاسة وبابتسامة راضية تزين شفتيكِ .. أم يخبرها أنه أشتاق لها؟؟؟
حقًا يقتله الشوق إليها، ولدفء وجودها حوله!
_ هيييييي.. عصاااام بكلمك رد عليا، هتأجل كل الدروس ولا درس واحد؟!
_ كل الدروس ياعادل، هخلص المدرسة وارجع البيت!
_ خلاص يبقى هشوفك بالليل على القهوة!
_ معتقدش هاجي، معلش سبني مع نفسي اليومين. دول ياعادل!!!!!!
رمقه بتعجب! حاله الذي لا يسر منذ فترة! ويعلم أنه لن يتحدث بشيء! فليس من عادات صديقه الثرثرة بمشاكله الخاصة، حسنًا سينتظر حين يقرر هو البوح!
_سرحانة في أيه ياهند؟!
_ ابدا يا أحمد مافيش حاجة!
أحاطها بذراعه متمتما : تحبي أروح اجيبلك الولاد منه .. أنا لحد دلوقتي ما ادخلتش عشان ده طلبك، بس أوعي ياهند تفتكري لحظة إنك لوحدك او مكسورة، أنا جمبك وأي حاجة عايزاها هعملها..!
دفنت وجهها بصدره وذرفت دموعها بلوعة شوق لصغارها ولبيتها.. ولكن لا مفر من فراقهما، فأحيانًا نحتاج اتخاذ مواقف مؤلمة علها تداوي جروحًا وتخفف أوجاعًا وترمم أرواحًا تآكلت وخبأ رونقها..علها تحافط على بقايا عشقها القديم لزوجها.. فلو ضلت معه وتحملت أكثر ..لكانت بغضته وأنمحي داخلها كل حبه الذي لم يغادر حنايا قلبها لتلك اللحظة!! ولكن حين يقارن بعشقها الفطري لمن حملتها وهنًا على وهن.. يتضائل أي حب أمامها..!
أحمد مطمئنًا: هند.. لو فاكره إني هروح اتخانق معاه تبقي غلطانة..صحيح انا مضايق منه وعايز اخنقه بأيدي عشان زعلك، بس لعيونك انتي والأولاد هكون هادي لدرجة البرود، وهحل المشكلة وارجعك معززة مكرمة بعد ما اخليه يعتذر ويراضيكي!
كفكفت دموعها هاتفة: صدقني يا احمد أنا وعصام محتاجين البعد ده شوية عشان نحافظ على اللي باقي بنا.. عشان هو يفهم انا شايلة عنه أيه وبعمل أيه كل يوم وكل ساعة، ويجرب بنفسه المسؤلية اللي كان بيستهون بيها طول الوقت، وده من أسباب حزني منه .. عصام مش هيحس بيا إلا أما يكون في مكاني، وإن كان على الولاد فعلى عيني فراقهم والله، بس ده لمصلحتهم بعدين.. ماتحملش أنت همي، أهم حاجة ناخد بالنا من ماما ومانقصرش معاها.. وربنا يصلح الحال ويزيل الغمة إن شاء الله!!!
عاد عصام عقب انقضاء عمله سريعًا، ليبدأ علي الفور بإعداد وليمة غداء مناسبة. لصغاره، بعد أن تحير كثيرًا فيما يفعل واستقر أخيرًا على صنع لحم مسلوق وبجانبه صينية بطاطس “أورنج” كما تسميها ابنته حنان..!
“” بنتك عندها عمى ألوان ياعصام! “”
ابتسم عندما لاح من عمق ذاكرته صوت هند الناعم وهي تسخر من إصرار صغيرتهما، أن البطاطس المطبوخة لونها برتقالي وليس أحمر!!
صدح صوت الساعة المعلقة بحائط المطبخ، وعلم أنه لم يتبقى سوى القليل ويصلوا الصغار!!
فأسرع بصنع الغداء ليكون جاهزًا عند قدومهما..!
……………………
أثناء الغداء..!
محمد: المستر سألنا سؤال في الحصة ومحدش عرفه بس أنا جاوبته يابابا وهو خلى كل زمايلي يصقفولي!
حنان: وانا كراسة الرسم بتاعتي خلصت وعايزة غيرها وكمان ألون جديدة!!
محمد: أيوة صح، المسطرة اتكسرت يابابا وعايز غيرها..!
حنان: أنا اتخانقت مع سوسو صاحبتي عشان اتريقت على شعري لأنه كان منكوش وخاصمتها..!
محمد: البنت دي وحشة يا نونة ماتكلميهاش تاني مادام اتريقت عليكي!
صداع رهيب يكاد يشق رأسه نصفين وهو جالس بينهما يسمع ثرثرتهما التي لم تنقطع منذ قدومهما، عدم نومه أمس كما يجب وإرقاق عقله من التفكير
ومجهوده بإعداد طعام لهما، جعله حقًا عاجز عن تحمل أي شيء أخر!!! گأنه أصبح آلة معطلة!!!
محمد: بابا..حضرتك هتذاكرلي العربي زي ماما صح؟
أصلي ضعيف في النحو بس ماما بتعرف تفهمني!
حنان: وأنا عايزك تذاكرلي الأنجليزي بتاع انهاردة يابابا .. وتساعدني في موضوع الرسم لأنه صعب.!
أغمض عينه وأمسك جانبي رأسه بقوة عله يُخرس طرقات الألم التي تنغزه دون رحمة.. فلا مجال للراحة التي تمناها بعد الغداء.. يجب ألا يقصر مع صغاره، سيفعل ما كانت تفعله هند!! ويتمني النجاح!
“” أنتي محسساني إنك ماسكة شئون دولة عظمى، ده حتة بيت وطفلين ياهانم، تعبانة في أيه بلاش دلع ستات!!! “”
هاجمته ذكرى أخرى من ذكرياته الراكده بقاع عقله الباطن وهو يستجلب سخرية كلماته اللاذعة لزوجته وهو يقلل مما تفعله له ولصغاره!! شعوره بالحماقة والغباء الآن يكاد يقتله خجلًا من نفسه!
_ حاضر يامحمد هذاكر معاك العربي، وبعدها هذاكر مع أختك الأنجليزي، واساعدها في الرسم!!
وبدأ بأختبار جديد مع أطفاله، وبكل لحظة يزداد حنقًا وضيقًا من نفسه، كيف استهان بما تفعله هند بمفردها كل يوم! أما هو نفسه فقصة أخرى، فلم يذكر بعد عبئه هو وطلباته التي لا تنتهي منها..
وبعد كل تلك المعارك التي تقودها، يطلب منها الأهتمام والتزين والتصرف وكأنها لا تعاني من شيء!!
تُري! هل نعت نفسه بضميره ثانيًا أم. تلك المرة الأولى التي يسُبُ فيها ذاته بأفظع اللعنات؟!
في منزل الأم فاطمة!
_ عاملة أيه ياحجوجة.. طبعا البت هند واجعة دماغك طول اليوم رغي رغي صح .. ما أنا عارفها..!
هند بضيق مصطنع: أنا رغاية يا ميدو.. ماشي! عقابًا ليك مش هتدوق الكنافة اللي عملتهالك مخصوص!
أحمد بمزاح: يا بنتي أنا اصلا هاخد الصينية كلها وانا ماشي ليا أنا ويمنى والعيال!
ضحكت هاتفة: بالهنا على قلوبكم ياحبيبي!
أحمد مقبلا كف والدته: هروح اصلي المغرب واجيلك ياطمطم ثم غمز بعينه : ومش هتاكلي غير من أيد ميدو أنهاردة..!
أبتسمت الأم برضا وفرحة شديدة.. فما عادت تقاسي مثل السابق بعد مكوث هند معها ومجيء أحمد يوميًا لرؤيتها.. ورغم قلقها على ابنتها وشعورها بأزمة تعصف باستقرارها، إلا أنها تطمئن لوجود أخيها.. فلن يسمح أحمد بفشل زواجها.. هي أكيدة من حكمته!
انتفضت من شرودها على تساؤل أحمد بحاجبين مقطوبين: فين الخاتم بتاعك يا ماما؟؟؟؟؟
مقدمة
أزرع بدنياك حقولًا من البر..!
تعصمكَ من عقوقٍ ستحصده إن أخفقت!
وتعيش العمر تقاسي توابع حسابٍ.. جاري سداده.!