رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد/ كاملة
رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد الفصل الثاني عشر
تجلس فى غرفتها امام المراَه شارده تعبث فى الخاتم التى ارتدته امس وتفكر فى ذكرياتها القديمه هى تذكرت بعض الاحداث القليله ولكن بعدها تشعر بالصداع القوى نظرت الى الخاتم الالماسى ومازلت تفكر فى تلك الرسمات هل حقا كريم الذى رسمهم ام باهر لتخرج من شرودها بسبب دخول ميرا غرفتها ” سمو الاميره ”
ابتسمت هاجر” ميرا كنتى فين ده كلو ”
ابتسمت ميرا ” كنت بجهز نفسى عشان هتجوز ”
شعرت هاجر بالسعاده لمجرد انها سعيده ” بجد الف مبروك بس هتسيبنى ”
تنفى ميرا برأسها ” لا هتجوز هنا فى القصر رئيس الخدم كريم ”
تتصدم هاجر ولكن تظهر ابتسامه هادئه على وجها ” فرحتينى يا ميرا ”
تبتسم ميرا ” بعد ازنك هروح اوضب امورى ”
خرجت ميرا ووقفت بعيد عن الغرفه بحيث انها ترى هاجر وهى متجه الى كريم وهاجر لا تراها .
بعد خروج ميرا قررت هاجر ان تذهب الى كريم وتسأله عن ما قاله فى المرسم وما علاقته بها نعم هى كانت مقربه منه فى هادى كما قال باهر لها ولكن هى تريد ان تسمع من جميع الاطراف خرجت من غرفتها متجه الى غرفته التى لم يخرج منها حتى امس عندما علم بأمر زواجه من ميرا والسبب ثمالته واعتقاده انها هاجر وليست ميرا.
تأكدت ميرا من انها دخلت الى غرفه كريم لتذهب مسرعه الى غرفه مكتب الملك تدعى البكاء وتظهر بكاء التماسيخ خاصتها ” مولاى الملك ”
يعقد باهر حاجبيه ” فى ايه ”
تبكى بكثره ” مولاى كريم طردنى من اوضته وقالى انه بيحب الاميره هاجر وهيهرب معاها ولما طلعت اقول للاميره ضربتنى وراحت عند كريم وسمعتها بتقوله يا حبيبى ”
تتشكل يده على شكل قبضه يضرب بها المكتب العروق اصبحت ظاهره فى يده ورقبته اخذ سيفه معه واتجه الى غرفه كريم بكل غضب . . . .
دخلت غرفه كريم بعد ان طرقت الباب لينظر لها من اعلى السرير الذى لم يفارقه وقال بلهفه ” هاجر اقصد سمو الاميره ”
جلست بجواره على السرير ” مالك يا كريم فى عريس يكون حزين كده ومكتئب ”
ابتسامه باهته ظهرت على شفتاه ” مين قال كده انا مبسوط اهو وزى الفل ”
تنظر اليه بتمعن ” بطل كدب باهر قالى ان احنا كنا صحاب قبل ما تعرف انى بنت ”
ليهمس ” انتى افتكرتى ”
هزت رأسها بلا ” لا لسه بس بحاول افتكر وجيت ليك يمكن تساعدنى ”
يبتسم بخفه ” اكيد يا سمو الاميره هساعدك”
تحاول ان تخفف من شده الموقف ” بلاش سمو الاميره طب اعتبرنى هادى واحكيلى ”
يضحك بشده وتضحك معاه لتقول بعدها ” من ساعه ما قلتلى فى المرسم انك بتحبنى وانا مش عارفه انام وبفكر في كلامك طول الوقت ”
ليفتح الباب على مصراعيه ويدخل باهر ويفتح السيف ويضعه على رقبه كريم ” وقالك ايه كمان تعالى نهرب ”
تذعر من غضبه ” باهر انت اتجننت انت بتعمل ايه هنا وايه الكلام الى انت بتقوله ده ”
تجد ميرا تقف خلفه تبكى تعقد حاجبيها غير فاهمه للوضع ” اخرسى يا خاينه مش عايزه اسمع صوتك وانت يا صحبى بتخونى مع خطيبتى ”
تقف هاجر لتبتعد ميرا عنها بخوف وتنكمش فى باهر ” انتى بتبعدى ليه كده وخايفه ليه هو انتى مش قلتيلى انك بتحبى كريم وكريم بيحبك بتعيطى ليه ”
” بتعيط عشان ضربتيها يا هانم وجايه تتفقى مع عشيقك على الهرب ”
لتصرخ به ” اخرس يا باهر انت زودها وبعدين انا مضربتش حد دى كدابه ”
يرفع السيف على رقبتها ” انتى الى كدابه تربيه شوارع زى امك الفقيره عمى تخلى عن كل حاجه عشان بيحبها وانتى تربيتها يبقى اكيد زيها جايه تلفى علينا واحد واحد تحبى ده شويه وده شويه يمكن حظك يطلع حلو ولا ايه يا صحبى ”
يرفع كريم عينيه ” انا الى اقولك يا صحبى فاكر نرمين الى كنت بحبها كانت هنا خادمه فى القصر قبل ما تقسمه يوم ما طلبتها فى الخلوه ويومها اتحيلت عليك تختار غيرها بس انت كنت اعمى ومحستش بصحبك ولما رفضتك قطعت راسها عشان تبقى عبره لكل جاريه ولما قلتلك انى حبيتها طلعت قرار تقسم القصر وتمنع الحب ، انا حبيت هاجر قبلك اه حبيتها بس عمرى ما اعترفت ليها عشان خايف اجرحك وشايف حبها ليك بس انت هنا الى اعمى وقلبك كمان اعمى والحربايه الى وراك وشفتها هنا فى سريرى امبارح هى الى جاتنى وعرضت عليا نفسها وانت ظلمتنى للمره المليون وقررت انى اتجوزها مع انى عارف كل علاقتها مع كل الخدم هنا ، قولى يا باهر انا رفضت وقفت قدامك كسرت امرك الى هفضل طول عمرى متعذب بيه لا يا باهر كله إلا سمعه وشرف هاجر عمرها ما كانت خاينه ولا هتخونك ”
يقترب من باهر ليأخذ الخنجر من جيبه ويفتحه رمى باهر السيف متجه الى كريم ” ابعد عنى يا باهر ”
كانت هاجر تبكى بحرقه امامه ” ارجوك يا كريم متعملش كده ”
يهز رأسه نافيا ” لازم اروح لنرمين ” ليغرز الخنجر فى قلبه
ليصرخ كل من فى الغرفه ” كرييييم ”
تذهب هاجر مسرعه الى غرفتها تخلع الخاتم من يدها متجه الى باب القصر مقرره الخروج منه نهائيا لن تعيش مع متوحش بمثل هذا الشكل لتخرج بهدوء توقف سياره اجرى وتعطيه العنوان التى تريد الذهاب اليه .
يأخذ صديقه بين احضانه فى حسره وتأنيب “حراااااااس ” يصرخ منادى على حراسه ليدخلو بسرعه البرق ” امرك مولاى ”
يشير الى ميرا” حطوها فى السجن ولا اكل ولا شرب لحد ما اجيلها بنفسى ”
يجرون ميرا التى تصرخ بين ايدهم محاوله ان تفلت ” سيبونى سيبونى ”
يضمه الى صدره ” كل ده زعل فى قلبك من ناحيتى يا كريم انا اسف معرفش ازاى ظلمتك اووى كده ” ليغلق عيناه المفتوحه ” سامحنى يا كريم ”
يدخل مصطفى مهرولا الى غرفه كريم ” فى ايه ايه الى بيحصل . . . كررريم ”
يركض ناحيه كريم غير مصدق يهزه بهستيريه ” كريم كريم قوم فوق متعملش فينا كده ايه الى حصل يباهر ليه ليه مات ”
يترك باهر كريم وعيونه مفتوحه لا يرمش يتحدث بجفاء ” عايز ليه جنازه تليق بمقامه ”
ليمسك مصطفى كتفه ” انت رايح فين ايه الى حصله ”
يزيل يده ببرود ” رايح لهاجر وكريم موت نفسه ”
يمسكه مصطفى من كتفيه ” فى ايه يا باهر هاجر مش هنا خرجت من القصر شايفها بنفسى وكريم ليه موت نفسه فهمنى فى ايه ”
يعقد حاجبيه بغضب ” ازاى تخرج من غير ازنى حراااااااس هاتولى الاميره هاجر من تحت الارض المملكه تتقلب وتتعدل اليقها عندى مفهوم ”
يخرجون بسرعه باحثين عنها كما امرهم ملكهم .
يحاول الخروج من الغرفه لكن مصطفى يمنعه مره اخره حتى يخبره بالحقيقه وماذا يحدث ويكف عن اللف والدوران كعاداه استسلم باهر لمصطفى وجلسوا بجوار جثه كريم على احدى الكراسى المقابله للسرير ” اتهمت هاجر وكريم بالخيانه بسبب الحربايه الى اسمها ميرا ” يقاطعه مصطفى ” انت اتهبلت فى عقلك صح هاجر وكريم ازاى ”
يضع اصابعه فى خصلات شعره الحريرى ممشطها للخلف بضيق ” شفت كريم قبل ما هاجر تفقد الذاكره بيبوسها ”
ليصرخ به مصطفى ” طب وبعد كده متحركتش من الاوضه ويوم ما خرجت كانت فى المرسم وكريم كان معانا يا غبى ”
يقوم باهر بغضب ” محتش بنفسى لما البت الخدامه قالتى ناووين على الهرب وهاجر ضربتها لما واجهتها بالحقيقه ” يهدئ صوته وتتجمع الدموع فى عيناه ينظر الى جثه صديقه الملقيه على السرير ودمائه متناثره على ملابسه وسريره والارض ابتلع ريقه بهدوء ” ياريتنى ما جيت يا مصطفى وشفتهم مع بعض هنا ولا رفعت السيف على رقبته ولا سمعت كلامه الى يجرح القلب حسيت انى قتلته مش هو الى قتل نفسه وهاجر يا مصطفى سمعت كلامه جرحتها بكلام وحش اووى وضاعت منى هى كمان”
يقوم مصطفى من مكانه متجه الى باهر يعانقه محاولا ان يخفف عنه قليلا ” هنلاقيها متخفش ”
تجلس فى السجن العفن رائحه مقززه تخرج منه تبكى بسبب وجع يدها المقيدتين الى اعلى وعلى وضعها ربما لو لم تخطط الى ذلك كانت فى فراش الزوجيه مع كريم ولكنها فعلت ذلك من اجل الانتقام من باهر الذى طالمت كانت تقف امام ابابه ولكن كان يرفضها وترجع الى قصر للجوارى خائبه الامال لتكون محض سخريه للفتيات الاخرى جعلت الكراهييه تعميها وتستغل منصب كريم وشك باهر الدائم وسذاجه هاجر .
يفتح باب السجن ويدخل منه مصطفى يجلس على الكرسى بطريقه عكسيه” اهلا بالمخططه والمدبره العظيمه ”
تحاول ان تحرك يدها ولكن تؤلمها وتصرخ متألمه ” فكونى انتوا عايزين منى ايه ”
يشير لاحد الحراس الذين يقفون خلفه ليذهب ويصفعها على وجهها ” كلمى الوزير بحترام ”
تبصق بعض الدماء من فمها ” ايه المطلوب منى ”
ابتسامه جانبيه ظهرت على مصطفى ” اعتراف كامل يا جميل ”
ترفع حاجبها ” ايه المقابل ”
يشير للحارس يصفعها على الخد الاخر لتصرخ متألمه ” مش هتكلم غير لو ضمنت خروجى من هنا ”
يقوم مصطفى من مكانه مشيرا الى الحراس ” مش عايز حته فيها سليمه لحد ما تعترف من غير مقابل ”
خرج بهدوء وترك المهمه للحراس ويعلم جيدا انه كيف سوف يجد هاجر ركب سيارته متجه الى وجهته توقف بسيارته ودخل الى باب المقابر ليجدها كما توقع امام مقبره ابيها تبكى وقف خلفها يستمع الى صوتها الباكى ” بقى انا يا بابا تربيه شوارع قالى كده مستغله زى امك ليه اتخليت عن كل حاجه عشانها ليه عشان تموت واسمع انا الكلام ده من الشخص الى قلبى دقله ايوه انا افتكرت كل حاجه ويارتنى ما افتكرت ياريتنى ما افتكرت ” وضعت وجها على قبره تبكى بشده .
” هاجر ” تلتفت بسرعه نحو الصوت تمسح دموعها بشده ” عايز ايه انت كمان ”
“ممكن اتكلم معاكى شويه ” تنظر الى الناحيه الاخرى متجهاله وجوده ” ارجوكى يا هاجر عندى كلام لازم تسمعيه وياريت يكون بعيد عن هنا ”
تنظر له وتمد يدها يمسك بيدها ويساعدها على الوقوف يخلع جاكته ويضعه على كتفيها ” الجو ساقعه عليكى مينفعش تبقى كده هتتعبى ”
تركب بجواره فى السياره ويسوق فى منتهى الصمت حتى يصلوا الى مكان هادى يجلسون قليلا توقف فى احدى الكافتريات الباهظه اعلن رتبته وامر ان جميع من فى المكان يذهبوا وبالفعل حدث ما امر به وجلسوا سويا على الطاوله الخشبيه المربعه ليبداء بالحديث ” هحكيلك حكايه صغيره اووى كان فى ملك الملك ده عنده اميرين جوز الاميرين لاميرتين اخوات الاخ الكبير طبعا معروف هو ولى العهد والصغير بيكون مستشار الدوله. ولى العهد خلف ولد ومستشار الدوله بردو خلف ولد فى نفس السنه وكانت مملكه سعيده وخصوصا كمان ان رئيس الخدم خلف ولد واصبحوا الثلاثه اصدقاء طفوله ولكن ابن ولى العهد كان يعلم انه سوف يصبح ملك فى يوم من الايام لذلك كان ابن رئيس الخدم اقل فى صداقته عن ابن عمه ومستشار دولته فى المستقبل ” شرب بعض من الماء واكمل قصته ” فى يوم من الايام سمع ابن مستشار الدوله خناقه بين ابوه وامه وان ابوه متجوز امه عشان العادات وتقاليد الدوله وانه بيحب واحده من العامه وهيتجوزها بمزاجها او غصب عنها الطفل راح للملك جده يحكيله على الى حصل بطفوله الجد خير ابنه ليفضل مع مراته وابنه ومنصبه او يتخلى عن كل ده ويتجوز الى بيبحبها طبعا الاب اختار حب حياته وساب ابنه ومراته وراح لبنت العامه اتجوزها وبقى انسان عادى الام مستحملتش الصدمه اتجننت وراحت مصحه عقليه بعيده عن المملكه وذاع فى المملكه انها ماتت الطفل ده اتربى على ايد جده بقى من غير احساس ولا ام ولا اب هو الجد وبس لحد ما مات جده ومسك عمه المملكه وبقى بردو مع عمه الى فى الوقت ده كان ابنه بيلعب مع امه لحد ما بقى وزير الدوله ومتشارها مع بعض اخد منصبين مش منصب واحد عارفه الطفل ده مين اسمه ” مصطفى صالح البهيرى يا هاجر صالح البهيرى “.