رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد/ كاملة

رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد الفصل التاسع

جلس باهر على مكتبه الملكى وكريم يقف امامه يفكر ماذا سوف يقول لباهر او يخبره كيف علم انها بنت ليست ولد .

” قولى بقى يا كريم عارف من امتى ان هاجر هى هادى ”

يحاول كريم ان يخفى توتره ” مش رجعتلك هاجر يا باهر عايز ايه بقى ”

ضرب باهر المكتب بيده ” انت نسيت نفسك يا رئيس الخدم انت بتكلم الملك ”

انحنى كريم ” السماح يا مولاى ”

رفع باهر يده بمعنى موافق ” مش ناوى تقول الحقيقه ولا اقطع راسك ”

نظر كريم بغير تصديق لما يقوله صديق عمره ولكن نظر مره اخرى الى الارض فهو يحادث الملك فى النهايه ” لقد اعترفت لى فى اليوم الذى اخذتها الى قصر الجوارى مولاى ”

هز رأسه بحكمه ” وليه منفذتش حكم الاعدام فيها على خيانتها ”

لم يرفع عينه كريم ومزال ينظر الى الارض ” ولكنها ليست جسوسه يا مولاى ”

يقوم باهر من على مكتبه ويقف امام كريم ويسند على المكتب ويضع اصباعه على ذقنه بتفكير ” اممم قلتلى مش جاسوسه طب وعرفت منين بقى ان شاء الله يا رئيس الخدم ”

عض كريم شفتيه السفليه ” طابقت اعترفاتها مع البحث الى عملته عنها وطلعت مزبوطه يا مولاى ”

ربع يديه على صدره ” وايه بقى البحث الى عملته عنها اشجينى يا صحبى ”

تنهد كريم ” ابوها مات من اربع خمس شهور كده وامها فى الانعاش عايشه ع الاجهزه باعت بيتهم عشان تصرف على امها واتنكرت فى هادى عشان تشتغل وتصرف على امها ”

ضيق عيناه مفكرا فى كلام كريم ” طب اسمها ايه بالكامل ست هاجر دى ”

رفع نظره بسرعه الى باهر وتوتر خائف من رده فعله عندما يسمع اسمها هو لن يستطيع ان يكذب فيه ” هاجر صالح البهيرى ”

تجمد باهر عندما سمع اسم هاجر اخرج سيفه ورفعه على رقبه كريم الذى عيونه توسعت على اخرها وهو ينظر الى نصل السيف الحاد الذى يعكس صورته ” انت متأكد من الى انت بتهبب تقوله ده ”

ابتلع كريم ريقه بحرز خائف ان يتحرك حتى لا ينقطع رأسه ” ايوه متأكد يا مولاى وكمان الوزير مصطفى حقق فى الموضوع ده بنفسه ”

وضع سيفه فى مكانه واعطى ظهره الى كريم ” روح اجرى هاتلى مصطفى ” . .

تجلس فى الغرفه التى استيقظت بها بعد ان خرجت بعد ان ذهب الملك الخاطف لتجد احمقين يقفون على الباب يمنعوها من الخروج بأمر الملك قررت ان تصرخ ولكن لا فائده حاولت الهرب من النافذه ولكنها محكمه الغلق جلست على السرير مربعه القدم واضعه يدها على خدها ” طب ادعى عليك بأيه يا بيعيد حابسنى فى اربع حيطان زمان امى هتموت بحسرتها دلوقتى يا ترى انا غايبه عن البيت قد ايه ”

انفتح الباب لتنظر على من جاء وجدت رجل اخر يدخل لوت فمها ووضعت يدها على قدمها “وانت مين يا ترى انت الاخر ”

وقف امامها بهيبه ” يلا قومى تعالى معايا الملك عايزك ”

اعتدلت فى جلستها ” وادى قاعده وروح قول للملك بتاعك الى عايزنى يجيلى انا مبروحش لحد ”

اقترب منها بغضب ” انتى بتقولى ايه يابنت انتى ”

لترجع الى الخلف ” يمين الله لو لمست منى شعره لاكون مصوته ولامه عليك امه لا إله إلا الله واقول متحرش ”

ضرب وجهه بكف يده ” يارب صبرنى . لا يماما قومى عشان عفريت الدنيا بتنطط فى وشى ”

لتسخر منه ” خاف يا عيد يامى يامى يامى خوفت انا وكشيت انا قلت الى عندى الى عايزنى يجيلى انا مبروحش لحد ”

نظر لها نظره غاضبه وخرج من الغرفه واغلق الباب بقوه جعلها تنتفض ” اهو اخد الشر وراح ”

بعدها بقليل تجد الباب فتح وادخل خادم الطعام ” ازيك يا هاجر انا صاحب اخوكى هادى ”

نظرت اليه بملل ” انا معرفش حد بالاسم ده وكمان مليش اخوات وهات الصنيه دى انا جعانه ”

اخذت من يده الصنيه وبدأت بالاكل ليخرج محمد متعجب من تصرفاتها ” معقول الشلاء دى اخت الواد هادى الى كان بيتكسف من خياله ”

فتح الباب مره اخرى للتحدث وهى فمها مملوء بالطعام ” هو شكلى مش هعرف اكل فى يومى المهبب ده ”

سمعت نفس الصوت الغاضب الذى سبب الم فى يدها ” هو انا مش قلت عايزك مجتيش ليه ”

احذت قطعه من البطاطس واكلتها ” ما انت جيت اهو خسيت ”

امسك باهر بيدها ” انتى يابت اتعدلى بدل ما اعدلك ”

نظرت له ببرود وتجهالته واكملت اكل بيدها الاخرى ليمسك يدها الاخرى ” هو انا مش بكلمك ردى عليا ”

سحبت يداها من يداه ” انت عايز منى ايه ساكته مش عاجب اتكلم مش عاجب ممكن اعرف ايه المطلوب ”

اخذ الصنيه من امامها مع صراخها ” استنى انا عايزه الدبوسه دى كنت هموت عليها ” فتح الباب غير مبالى بصراخها مثل الاطفال واعطها لاحد الحراس ” المطلوب انك تحترمينى لانى انا الملك ”

وضعت رأسها فى الارض ” حاضر هحترمك بس والنبى رجعلى الدبوسه ”

وضع يده بجوارها على السرير وجلس بعدها ” هاجر فى موضوع مهم عايز اقولك عليه ”

وضعت يدها على خدها ” قول قول انا سمعاك ”

تنهد باهر معلنا عما يقوله ” البقاء لله ”

لترد عليه بسرعه ” فمين ان شاء الله ”

صرخ بحده جعلها تنتفض ” هاجر الموضوع مش متستحمل هزار ابوكى هو الى مات ”

خرجت ضحكه منها وتضرب كف على كف ” انت بتهزر صح ابوه مين الى مات ”

امسكها من كتفها ” هاجر انتى فاقده الذاكره وابوكى مات من اربع شهور ” ط

دفعت يده بغضب” انت كدااااب ابويا عايش احنا فى شهر 7 ”

” لا مش كداب يا هاجر واحنا فى شهر 1/ 2018
تعالى معايا ”

وضع الشال على وجهها واخذ بيدها وهى مصدومه مستسلمه اخذ بيدها فتح الباب ” العربيه هاجزه ”

ليرد الحارس ” اجل مولاى جاهزه تحت ”

سحبها من يداها الى الاسفل وهى لا تسمع صوى بعض لكلمات التى تصدى فى عقلها ” ابوكى مات 2018 ”
غير مستوعبه تلك الصدمه واين امها اين ذهبت هل هى فى تلك المتاهه التى تعيش بها الان حتى لم تشعر انها ركبت سياره تنظر الى الامام غير شاعره بكل ما حولها تلك الحياه هؤلاء الاشخاص حتى توقفت السياره حتى لمحت ما جعلها تقع على الارض على ركبتيها تلمس تلك الحروف المنقوشه على الحجر زالت ذلك الوشاح على وجهها وعيونها امتلئت بالدموع سقطت واحده تلو الاخرى تهمس ” بابا مش مصدقه سبتنى كده بالسهوله ”

لتنظر الى تاريخ الوفاه وتعقد حاجبيها اى انه صادق فى كوننا فى 2018 تبداء تبكى بصوت عالى وباهر واخف خلفها حزين عليها على رغم غضبه منها انها كذبت وتنكرت بشأن هادى اثنان من الحراس يقفون خلفه ينظرون حولهم اذا كان المكان خطر ، يقترب منها جالس الى طولها يضع يده على كتفها ” هاجر ” لتفاجئه انها ترتمى فى احضانه وتبكى بشده وتشهق بصوت عالى ” والنبى لو عارف مكان امى ودينى ليها ” لا يعرف ماذا يفعل هل يبادلها العناق ويدخلها الى داخل حضنه ويشعرها بالأمان ام يأخذها من هذا العالم ويذهب بها الى مكان يعيشون هما الاثنان فقط كاد ان يضع يداها على ظهرها ولكنها ابتعدت عنه عندما شعرت بالاحراج انها اندفعت هكذا وارتمت فى احضانه هو الملك ايضا وكونه يعطف عليها لا يعطيها المساحه ان تعانقه او حتى تلمسه ، نظرت الى قبر ابيها مره اخرى ” هو حضرتك عارف مكان امى ”

ليخرج صوته ” اه عارف مكانها بس هنروح بكره عشان صحتك لازم تروحى عشان تاكلى ”

هزت رأسها بنعم ومشت ولكن اوقفتها يد باهر الذى جعلها تواجهه ورفع الشال ووضعه على وجهها ” اى واحده من العايله الملكيه مينفعش وشها يبان لمخلوق غريب غير جوزها فهمتى ”

نظرت الى يديه الذى تعدل الشال على وجهها” طب وانت غريب ومش جوزى ”

نظر الى عيونها مباشره ” ركزى فى كلامى هتفهمى يا غبيه ”
وسحبها من يدها حتى السياره واجلسها وهى تفكر فى كلامه تجلس بجواره تنظر اليه من الحين الى الاخر تريد قول شئ ولكن خائفه منه لا تنكر انها الملك ولكن شئ بداخلها.يحب اغاظته هى لا تعلم ما هو ولكن هذا الجانب يعجبها حقا لتقرر انها سوف تخبره ولكن تبالى بشئ ” على فكره انا مش غبيه ”

ينظر لها من طرف عينه ” ماشى ”

لتربع يدها بغضب لانها لم تستفزه ليبتسم هو ابتسامه جانبيه على طفولتها الحمقاء ولكن هى تحاول ان تخفف ذلك الالم الموجود بداخلها من فقدان ابيها المفاجئ . . . .

بعثه الملك فى زياره الى بيت صديقتها التى كانت تعيش فيه ليعرف اكثر واكثر عنها هو لم يجد اوفى منه صديق هو فى المرتبه الاولى يليها كريم ، يقف امام الباب ينظر الى الملف الذى فى يده متأكد من انه المنزل الصحيح اخذ نفس عميق وبداء يطرق الباب بخفه ليسمع صوت انثوى من الداخل ” مييييييين ”

لم يرد ولكنه اكتفى بطرقات اخرى ليمسع نفس الصوت ” ما ترد ردت المايه فى زورك ” ويفتح الباب ليجد فتاه تقف قليل ان يقال عليها فتاه ترتدى منامه قطنيه عليها احدى شخصيات الكارتون احدى قدم المنامه مرتفعه الى اعلى والاخرى واصله الى نهايتها تمسك بخياره وتقطمها بفمها وشعرها مرفوع على شكل قطتين تحدثت وهى تمتضغ الخياره ” الكهربا والميه دفعينهم والغاز ماشين فى اجراءت تركيبه فى حاجه ”
ليعقد حاجبيه ارجع ختطوين للخلف يرى اذا كان المنزل صحيح ولكنه بالفعل صحيح يتحمم ” هو ده مش بيت الاستاذ وجدى الهلالى ”

ابتلعت ما فمها وتهز رأسها ” ايوه بيته وانا بنته ”

ليخرج صوت امها من الداخل ” مين على الباب يا زفته الطين يالى اسمك ساره ”

تبتسم وتشير على نفسها ” ده اللقب متستغربش ” وتصرخ بصوت عالى ” ده واحد شكله كده خارج من فيلم هندى اكشن عايز بابا ”

ليعقد حاجبيه ويتمتم ” فيلم هندى اكشن مين بنت المجنونه دى ”
لتسمع صوت امها ” خليه يتفضل يا اخره صبرى ”

لتبتعد عن الباب ويدخل وعندما يمر بجانبها ” لو المجنونه سمعتك ممكن تخليك تغسلها المواعين دلوقتى ”

ليبتسم غصب عنه عن تصرفاتها العفويه الحمقاء يجلس على تلك الاريكه التى امام التلفاز ويجد ان هناك طبق من الخضروات المقطعه فى طبق على الطاوله التى تفصل بين الاريكه والتلفاز تأتى بنت المجنونه لتجلس بجواره مربعه على الاريكه وتأخذ طبق الخضار مع نظراته لها ترفع احدى الجزرات وتمدها اليه ” تاخد جزره ”
” لا متشكر ”

لتمد يدها مره اخرى ” ده بيقوى النظر خد بقى ”

ليأخذ منها الجزره ويبداء فى قطمها وهى تجلس بجواره تثرثر عن حكايه الفيلم الهندى الذى تشاهده ولكنه غير مهتم سوى بها لا يعرف وكأنه يرى الاول مره فتاه اخرجه من هاله شروده صوت والدها ” انا وجدى الهلالى يابنى خير ”

يصافحه مصطفى بكل احترام ويمد وجدى يده ليجلس مصطفى على الاريكه وبعدها يجلس مصطفى ” ما تقومى يا حبيبه قلب بابا اعملى حاجه للضيف ”

ترد وهى لا تترك عيناها من التلفاز ” هو اكل جزر هناك وبعدين دى اهم حته فى الفيلم هيعترف بحبه دلوقتى ”

لتسمع صوت والدها الحازم ” ساره ”

لتقف وتدب قدمها فى الارض ” فينك يا هاجر كنتى شايله عنى هم جبال ” وذهبت من امامهم

ليعتدل فى جلسته ” مين حضرتك وعايز ايه ”

يكح مصطفى ” انا الوزير مصطفى كنت عايز من حضرتك شويه معلومات كده على جاركم ” صالح البهيرى ”

يفكر قليلا ” والله يابنى انا جيت البيت ده هما كانو ساكنين قبلى وكل الى اعرفه انهم ناس محترمين جدا وكانو فى حالهم بس الى ربطنا هى صحوبيه بنتى على بنت الله يرحمه هاجر وهاجر دلوقتى جاريه عندكم فى القصر ”

يصافح مصطفى وجدى معلنا عن ذهابه ” متشكر جدا استاذ وجدى وفرصه تانيه ان شاء الله ”

كاد ان يمشى ولكن صوتها اوقفه ” انت رايح فين ”
يتعجب من هذا السؤال انه امام الباب واكيد ذاهب الى الخارج ليخرج صوت ابيها ” خلص شغل يا ماما وماشى خلاص ”

تغضب ” والعصير الى قومتنى من الفيلم الهندى عشان اعمله ” لتمسكه من زراعه متجه به الى الاريكه ” بقولك ايه انت هتقعد تشرب العصير وتمشى مهو مش تعب ومتفرجتش على الفيلم ”

ليهز رأسه ” موافق يا ستى ”

لتبتسم بحماس وتذهب مسرعه الى الداخل يحزن وجدى على تصرفات ابنته ” اسف يا ابنى بنتى هبله ”

ليضحك مصطفى ” بس هبلها عاجبنى “

error: