رواية عشق الزاهد
الجزء الرابع
عشق الزاهد
جلس عبد الرحمن بعد ان خارت قواه واصبحت قدماه لاتتحملاه جلس ملوما محسورا نادما لما اقترفه في حق تلك الفتاة التي انسحبت فور ان انهت حديثها دون انتظار اي رد من ذلك الخطيب الذي كان…
اعتزر ابو عبد الرحمن من صديقه واخذ يوبخ ابنه معنفا اياه لانه لم يتحري الصدق فيما قال …والام تحسرت علي تلك العروس التي لن تجد مثلها وعلي حال ابنها الذي لا يقوي علي الحديث الأن
من شدة الصدمة واحساسه بالذنب …اما هو لم يعد يقوي علي الكلام فقد اخطاء في حق فتاة فقد رمي محصنة بغير بينة واذاها بمر الكلام شاهدها اي نعم ولكنه لم يتحري الصدق فيما شاهد وسمع وهو الامام التقي كيف له ان يخطئ ويظلم ويقصف…
اعتزابو عبد الرحمن من صديقه وهو في صدمة مما اقترفه ابنه في حق حسناء واخذ يعنف ابنه لانه لم يتحري الصدق فيما اتاه اما ام عبد الرحمن فتحسرت علي تلك العروس التي لن تجد مثلها وعلي حال ابنها الامام …اما هو فاصبح غير قادر علي الكلام فقد اخطاء في حق فتاة ورماها بمر الكلام فقد رمي محصنة بغير بينة شاهد وسمع دون ان يتحري الصدق فيما اتاه…. اعتزر الصديق مرة اخري من ابو حسناء والام ابدت الندم فيما كان …همو جميعا بالانصراف ووقف الامام يجمع شتات نفسه ثم توجه جميعا الي منزلهم في هم وصمت وهم في خزي من اهل الفتاة ..وعند دلوفهم الي البيت اخذ الاب مناديا ابنه انتظر عبد الرحمن اود الحديث معك الان فيما اقترفته في حق تلك الفتاة وانت التقي كيف لك ان تفعل ذلك …اجابه عبد الرحمن في خزي منه مستسمحا . استسمحك ابي انا لا استطيع الكلام الأن انا لااقوي علي الحديث في هذا الموضع استحلفك بالله …غضب الاب وكاد ان يكمل استرسال …تدخلت الام قائلة في حنان رفقا ابو عبد الرحمن فهو الان ليس مؤهل للكلام اجابها الاب في حيرة من امر ابنه ولما من الاساس كان عليه ان يتحري الصدق ويتسم بالصبر فهو الامام فكيف يخطئ ويسئ في سمعة فتاة فقد رمي محصنة بغير بينة اجابته الام رفقا بنفسك ابو عبد الرحمن فجل مالايخطئ ونحن وهو بشر فالتمس له العز بالله عليك واخذت ابنها المنهار من الخزي وتأنيب الضمير في حضنها مهدهده اياه قائلة له اهدئ بني حتي تستطيع ان تكفر عما كان وكأن الام ارشدته الي مايجب عمله وهو التكفير عما أقترفه من ذنب استأذن عبدالرحمن بعد تقبيل يدي ابويه في احترام وتوجه الي غرفته …التزم عبد الرحمن حجرته وانب نفسه كثيرا وبكا خزي من الله ثم توجه الي المرحاض واغتسل وتوضاء وذهب الي الصلاة فهي الملجاء الي التوبة وتوجه الي الله مناجيا ربه داعيا اياه ان يزيح عنه البلاء ويغفر له زلته في حق تلك الملاك التي ظلمها فهو لم يستطع ان يبتعد عن التفكير فيها لقد اخطأ في حقها فكيف ستسامحه علي ما كان؟ فقد تعلق قلبه بها منذ ان رأها فهو اعترف لنفسه بذلك نعم فهي اجتذبته منذ ان رأها…هكذا اعترف لنفسه التي لامها علي ما اقترفه بحق تلك الفتاة التي اعطته درس لا ينسي…
وبالنسبة الي ما فعله بها من اتهام فكان من نابع غيرته عليها فقد اعترف انه منذ ان شاهدها مع الشباب لفتت نظره واعجب بها وجذب اليها ولاكنه كان ينفي لانه ظن بها السوء …ولاكنه تيقن بان بعض الظن اثم وما اكبره اثم ان يرمي محصنة ويظلمها ولكنه عزم علي ان يطلب منها العفو والسماح …توجه عبد الرحمن الي الله داعيا بعد ان ادي صلاة استخارة لانه عزم علي فعل ما ولكي يرشده الله الي الصلاح في الفعل فمن افسد شئ عليه اصلاحه هكذا اهتدي الامام فقد توجه الي ابيه قائلا . ابي اود الذهاب الي بيت صديقك ابو حسناء اجابه الاب في حيرة. لما بني بعدما كان…اجابه متحمسا لكي اطلب منه السماح ثم استرسل لقد اخطأت ياابي ومن حق حسناء ان اعتزر منها وارد لها كرامتها التي اهنتها ارجوك ابي ….اجابه ابوه حسناً بني ساذهب اليه واحدثه في ذلك الامر ..اجابه مهللا شكرا ياابي …شكرا…دعي عبد الرحمن وتوسل بالدعاء الي الله ان يتقبل ابو حسناء اعتزار ابيه وان يسمح له ان يقوم بزيارتهم حتي يستطيع الاعتزار منها ….
توجه ابو عبد الرحمن لاداء فريضت الظهر في الجامع وهنا قابل ابو حسناء توجه اليه بالسلام وهو في خزي وهم بالاعتزار مسترسلا..السلام عليك اخي العزيز …ارجو منك السماح وقبول اعتزاري لما اقترفه عبد الرحمن في حق ابنتنا حسناء….اجابه ابو حسناء قائلا لا عليك يااخي فانت لم تخطئ لكي تعتز مني فالخطأ من الامام ….
اجابه ابو عبد الرحمن .نعم لديك كل الحق وهذا ما كنت اود الحديث معك الأن اجابه في ترحاب . تحدث يا اخي بكل سرور حكي له ما اقترفه الامام بالشعور بالذنب واخبره انه يريد ان التوجه الي منزلهم للاعتزار من حسناء ….تفهم ابو حسناء فهو رجل طيب الاخلاق وهو يعلم انه سوء فهم ادي الي ذلك فهو يحترم ذلك الامام فقد علم عنه حسن الخلق واكيد انه لم يكن يقصد ما كان …استرسل ابو حسناء قائلا سنكون في الانتظار بعد صلاة العصر ان شاء الله…. ابلغه ابوه بما حدث مع والد الفتاة فرح عبدالرحمن بما كان ثم توجها الي بيت حسناء وكان ابوها في الانتظار …دلف الي منزلها وكأنه الملهوف ان يراها حتي يلقي بحمله من فوق عاتقهه فهو يريد منها السماح …وبعد القاء التحيه والسلام اعتز عبد الرحمن من ابو حسناء وطلب ان يستسمح الام لما اقترفه في حق ابنتها وقال لها في خزي .سامحيني خالتي فقد اخطأت في حق فتاتك فبالله عليكي سامحيني واغفريلي زلتي اجابته الام بحنو .ليس عليك يا بني فقد كان ما كان وما علمنا منك سوي كل خير وما حدث فهو سوء فهم اكيد ليس عليك اجاباه .انتي كريمة ياخالتي فالعفو من شيم الكرام هكذا اجابها ممتنا …واكمل في احراج اود الحديث مع حسناء فهل لي السماح وذلك في حضوركم جميعا ارجوكم عمي وخالتي ناظرا اليهم في استعطاف…
تري ماذا سيكون هل ستقبل حسناء الاعتزار ؟