الصديقتان
الصديقتان (قصه قصيره)
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة
الفصل الاول
جلست أميرة متكئة إلى الوراء باكية
.. بداخلها شعور لا يمكن وصفه بكلمات
أمامها حياتها و في الإتجاه الآخر ضياع صديقتها الوحيدة
صديقة طفولتها علا
احست بأن كل الأبواب مغلقة أمامها ولا يوجد شيئا تفعله إلا الدعاء بالمغفرة و نجاة صديقتها
ثم شردت و تذكرت علا و طيبتها و محبتها لها
*****
– أنا مخنوقة قوي يا علا
قالتها أميرة وهي تفكر فيما حدث و هل تصارح صديقتها به أم الأفضل الصمت
ردت عليها علا و هي تضع يدها على كتفها قائلة
– يبقى لازمتي إيه في حياتك لو سيبتك مخنوقة .. فهميني الأول إيه اللي خانقك كده
ضمتها أميرة وقالت باكية
– أنا حياتي كلها كتاب مفتوح بالنسبة لك .. و أول مرة أكون مش قادرة أصارحك بحاجة
ضمتها علا أكثر لتطمئن ثم قالت
– في إيه يا حبيبتي بس؟
– هاتعرفي في الوقت المناسب
قطعت تفكيرها يارا التي دفعت الباب قائلة
– عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي
نظرت أميرة إليها ثم مسحت دموها
– سيبيني دلوقتي يا يارا لو سمحتي .. محتاجة أبقى لوحدي
– لأ بقى .. أنتي من امبارح لوحدك .. لازم أفهم مالك ؟
– أنا مش عارفة ليه الدنيا مقفلة في وشي قوي كده .. اطلع من مصيبة أقع في الأكبر منها
جلست يارا على السرير بجانبها و قالت لها
– إيه اللي حصل بس .. ليه عاملة في نفسك كده و كأنك ميتلك ميت .. في ايه يا أميرة
– هي علا مجاتليش ولا سألت عليا
ـ يعني معقول هاتكون جت و هانخبي عليكي .. أكيد لو جت هانقول لك
– أستر ياااا رب
– ممكن أفهم بقى في ايه ؟
و قبل رد أميرة .. دق جرس الباب .. نهضت يارا قائلة
– هاشوف مين برة .. و هاجي أفهم منك
– ماشي
خرجت يارا من الغرفة 5 دقائق و عادت و معها علا و هي تقول
– جيبنا في سيرة القط جه ينط .. آدي صاحبتك جاتلك أهي
أقترتبت علا إلي صديقتها و الدموع في عينيها .. نهضت أميرة ثم قالت
– أعمل إيه يا علا ؟
– يارا عارفة ولا لأ ؟
نظرت إليهم يارا و إلي عينيهم الممتلئة بالدموع و قالت
– ده الموضوع كبير بقى !!!
نظرت أميرة إلى أختها قائلة
– ممكن تسيبينا شوية لوحدنا يا يارا
– لأ .. أنا مش هاخرج من هنا غير لما أفهم
نظرت إليها علا و هي تقول
– هاتفهمي كل حاجة بعدين .. من فضلك سيببنا لوحدنا
ازداد القلق في قلب يارا عندما رأت دموع علا تهبط كالمطر .. و تركتهم و خرجت بصمت.
جلست علا و قالت
– أنتي ازاي تعملي كده .. انتي مجنونة !!
– غصب عني والله .. اقفي جنبي يا علا .. انتي صديقتي الوحيدة و اللي بسند عليها اول ما الدنيا تضيق بيا
– انتي عارفة اني مستحيل أتخلى عنك
– طب قولي لي .. أعمل إيه في المصيبة اللي أنا فيها دي
قالت علا بإرتباك
– أميرة .. أنتي لازم تسلمي نفسك و تعترفي بكل حاجة
– انتي اتجننتي !!! يعني إيه أسلم نفسي ؟
– ساعتها أكيد هاتاخدي حكم مخفف ده غير إنك قتلتيه دفاع عن النفس .. يعني ممكن تاخدي براءة .. احسن ما يقبضوا عليكي
شردت أميرة و هي تستمع إلى صديقتها
****
– عايزة منك خدمة يا علا
– أنا تحت أمرك في أي حاجة
– محتاجة الدبلة بتاعتك
نظرت إليها علا بتعجب قائلة
– عايزة الدبلة ليه ؟
حملت أميرة كوب العصير و هي تقول
– أحمد زودها قوي .. و انا لازم أحط حد للي هو بيعمله ده .. كل ما أقوله يتقدم .. يتحجج حجج مالهاش أي لازمة .. و أنا خلاص قرفت .. أنا قبل كده قلت له إني اتقدم لي عريس علشان يتحرك .. و مفيش أي جديد .. المرة دي بقى بقالي كام يوم مطنشاه .. علشان هالبس دبلتك و هاقول له اتخطبت غصب عني .. و مستعدة أسيب خطيبي لو هاييجي بعد ما أسيبه يتقدم لي
قالت علا بإبتسامة خفيفة و هي تعطيها دبلتها
– فكرة حلوة قوي
أخذت أميرة الدبلة قائلة
– ربنا يخليكي ليا يا أجدع صديقة في الدنيا
– و مايحرمنيش منك أبدا يا حبيبتي يا رب
ظلت أميرة شاردة حتى سمعت علا تقول بصوت مرتفع غاضب
– أميرة !! .. إنتي سمعاني ولا أنا بكلم نفسي ؟
– معلش يا علا .. سرحت شوية .. كنتي بتقولي إيه ؟
نهضت علا ثم قالت
– أنا ماشية
– هاتسيبيني لوحدي في المصيبة دي
– لازم تعرفي إني مش هاسيبك تضيعي نفسك بسكوتك ده
– يعني إيه ؟
قالت علا و هي تسير في إتجاه باب الغرفة
– عن اذنك
خرجت علا من منزل صديقتها .. ثم فتحت حقيبتها و حملت الهاتف الجديد .. و أتصلت ب يارا ردت يارا
– الو
– أيوة يا يارا
– ياريت يا علا تفهميني في إيه ؟ أنا قلقانة جدا
تنهدت علا ثم قالت
– أنا متصلة علشان أفهمك كل حاجة
– ياريت
صمتت علا و قالت يارا مرة أخرى
– ياريت تفهميني يا علا
قالت علا بإرتباك
– أنا مش عارفة أبدأ الكلام ازاي
– اتكلمي بقى .. أنا خلاص أعصابي مابقيتش مستحملة
– أختك هاتضيع نفسها يا يارا
– ليه .. هي عملت ايه ؟
– عملت مصيبة.. أميرة قتلت أحمد