الصديقتان

الفصل الأخير
_ أخوكي يا علا مش عايز يسيبني في حالي
نظرت إليها علا بتعجب ثم قالت
_ أخويا مش عايز يسيبك في حالك ازاي .. عايز منك إيه ؟
و ساد الصمت للحظات حتى قطعته علا قائلة
_ في إيه يا أميرة ؟
_ في إن أخوكي بيبيع برشام و حشيش و بلاوي سودا و عمال يزن عليا أشتغل معاه .. قال ايه محتاجين واحدة زيي تبقى معاهم و بيقولي هانشتغل في السر كده و ماتقوليش لحد علشان ماتعمليش مشاكل .. لكن أنا زهقت و مش قادرة افضل ساكتة و هو بيضايقني طول الوقت
قالت علا و في عينيها نظرة ذهول
_ أنا مش قادرة أصدق
_ لا صدقي .. علشان دي الحقيقة و انتي لازم تخليه يبعد عني
ـ حاضر
ـ أنا هامشي بقى
ـ ماشي يا أميرة
ذهبت أميرة و بعد مرور خمس ساعات
***
ـ إحنا معانا أمر بتفتيش البيت
قالها الضابط لوالد علا الذي ينظر إليه بذهول
ـ تفتيش البيت ليه !! في إيه ؟
و لكن الضابط لم يجيب و أمر العساكر بالتفتيش .. و أنتاب الجميع الدهشة عندما خرج أحدهم من غرفة محمد أخو علا و في يديه مخدرات قائلا
ـ لقيت الحاجات دي .. في الأوضة دي
نظر الجميع في الاتجاه الذي شاور فيه و حدثت الأم نفسها قائلة
ـ علشان ده مكنش بيخليني أنضف أوضته و كان بيهتم ينصفها لنفسه
قال الضابط
ـ ده إبنك يا حجة صح
ردت عليه الأم قائلة
ـ أكيد في حاجة غلط
*****
قالت علا لشكري المحامي
ـ فاكر لما أخويا اتحبس بسبب أميرة .. عمري ما هانسى لما جاتلي و حكتلي انه عايز يورطها معاه في بيع المخدرات .. و بدل ما تستنى أتكلم معاه و أعقله .. راحت بلغت عليه بحجة انه لو سابها هايورط غيرها
ـ يااه انتي لسة شايلة منها من ساعتها
ـ أيوة .. أخويا اتحكم عليه بمؤبد و اتحرمت من وجوده جنبي بسببها .. و كنت مستنية اللحظة اللي هاخد منها حقه فيها .. مستنية أشوفها مزلولة زينا
ـ إيه علاقة كل ده بموضوعنا .. إيه جاب موبايلك مكان الجريمة يا علا
ـ علشان أنا كنت في بيت أحمد وقت الجريمة
****
حوار بين أميرة و يارا
ـ أنا هاتجنن يا يارا .. نفسي أعرف موبايل علا هناك ازاي ؟ علا ماتعرفش أحمد .. ازاي موبايلها في بيته
قالت يارا و علامات الحيرة على وجهها
ـ حاجة غريبة بجد
ـ أنا كنت رايحة علشان أعترف بكل حاجة .. لكن لما الضابط قال ان موبايلها كان هناك ماتكلمتش
ـ و ماتتكلميش خالص لغاية ما نفهم كل حاجة .. و نعرف إيه علاقة علا بأحمد
شردت أميرة للحظات ثم قالت
ـ لو علا تعرف أحمد ليه خبت عليا … إيه مصلحتها في كده ؟
ـ لغاية بقى ما نعرف إيه مصلحتها .. ماتعترفيش بحاجة
ـ أنا في ميعاد الزيارة الجاي هاروح و هاصمم أعرف منها
****
باقي حوار علا مع المحامي
ـ كنتي في بيت أحمد ازاي !!؟
ـ هاحكيلك كل حاجة بالضبط .. أحمد كان بيحبني من زمان .. من قبل خطوبتي و أنا ببعد عنه .. لما لقيت انه مستعد يعمل أي حاجة علشان أسيب خطيبي و أقرب منه .. وافقت أسيب خطيبي و ابقى معاه هو و كان شرطي انه يدمرلي حياة أميرة .. و فعلا اتفقت معاه عليها
ـ و إيه كان الإتفاق ده .. يعني هايعمل إيه علشان يدمر حياتها
ـ يفضل وراها لغاية ما تحبه و يخليها ماتنفعش تتجوزه ولا تتجوز غيرو .. يخسرها شرفها و يصورها و يفضحها .. يخليها تعيش مزلولة طول عمرها و ماتقدرش ترفع عينيها في أي حد .. انا قولت له لازم كل حاجة تحصل برضاها .. بس هو كان غبي .. حاول يعتدي عليها و هي كانت رافضة .. و في الآخر قتلته علشان تحافظ على نفسها
ـ أنا عرفت انك قولتي عليها انها هي اللي قتلت لكن الأدلة ضدك انتي
ـ أيوة
ـ كملي طيب .. إزاي كنتي في مكان الجريمة وقتها
ـ أميرة أخدت دبلتي علشان تقنع احمد انها اتخطبت و ممكن تسيب خطيبها لو هو قرر يخطبها .. و كانت بتفكر انه لو معملش حاجة علشانها .. هاتسيبه .. طبعا انا اتضايقت لما عرفت كده .. و اتصلت بأحمد علشان افهمه هي بتفكر في إيه .. لكن موبايله اتقفل و أنا بكلمه .. روحتله البيت علشان أعرفه اللي في دماغ أميرة و إنه لازم ينفذ خطتنا .. لما روحتله عرفت ان أميرة كلمته علشان عايزة تقابله و قالها انه تعبان و صمم يخليها تجيله البيت .. و وافقت .. و الباب خبط و بص أحمد من العين السحرية لقاها أميرة .. طبعا ماعرفتش أعمل إيه و استخبيت .. و اتفاجئت بأميرة بتتصل بيا و بتقولي انها قتلت أحمد .. طلعت و لقيت أحمد سايح في دمه .. ماعرفتش أعمل إيه .. شيلت السكينة من بطنه على أمل انه يكون عايش .. لكن كان مات .. ساعتها عقلي اتشل من التفكير و جريت من عنده و نسيت الموبايل هناك
ـ و مسمعتيش صوتهم يعني .. ازاي محستيش ان في مصيبة بتحصل
ـ كنت فاكرة أنهم بيتخانقوا بس لكن مجاش في بالي انها هاتقتله
ـ أنا بجد مستغرب إن جواكي السواد ده كله
ـ هو أنا بحكيلك علشان تقولي سواد ! أنت لازم تساعدني
ـ معنى كلامك إن بصماتك على السكينة و هم رفعوا البصمات خلاص و مستنيين النتيجة .. موقفك صعب قوي
و بعد مرور يومين
تم استدعاء جارة أحمد القتيل كشاهدة
ـ أنا عرفت إن في حاجة مهمة عايزة تقوليها
جلست الشاهدة قائلة
ـ أيوة يا فندم
ـ إيه هي
ـ أنا شفت اللي قتلت أحمد و هي طالعة و بتجري من بيته .. كان شكلها غريب و بتجري زي المجنونة .. و بعدها سمعت إنه اتقتل .. أكيد هي اللي قتلته
ـ طب اللي شفتيها دي علا ولا لأ
ـ أنا مش عارفة مين علا .. بس شفت شكلها كويس و لو شفتها تاني هاعرفها
طلع الضابط ملف القضية و قدمه أمامها و ضع اصبعه على صورة علا قائلا
ـ هي دي ؟
نظرت الشاهدة إلى الصورة بتركيز ثم قالت
ـ أيوة أيوة هي .. دي اللي قتلته أكيد
ـ تمام .. في حاجة تانية عايزة تقوليها
ـ لأ
ـ اتفضلي طيب
****
و في ميعاد زيارة علا القادم .. ذهبت إليها أميرة و قالت لها
ـ أنا عرفت إن جارة أحمد شافتك خارجة من عنده يوم الجريمة و عرفت انهم لقوا بصماتك على السكينة
ـ هو مفيش حد من أهلي جه ليه ؟
ـ أهلك طالع عينهم علشان عاوزين يطلعوكي .. مش فاضيين
ـ إنتي لازم تعترفي و تقولي الحقيقة
ـ مش قبل ما تقولي إنتي الأول .. خبيتي عليا ليه انك تعرفي أحمد و بتروحي له بيته .. ازاي كنتي عنده وقت الجريمة ؟ .. كنتي موجودة و هو بيحاول يتعدى عليا و لا روحتي بعد ما مات
ـ أظن كل ده مش هايغير حقيقة إنك قتلتيه
ـ لأ يا علا .. ماقتلتوش
قالت علا بصوت مرتفع
ـ يعني إيه .. هاتسيبيني أتحبس و يتحكم عليا و إنتي عارفة إني بريئة
ـ لو ماعرفتش إيه علاقتك بأحمد هاسيبك
أنهارت علا و قالت بدون تفكير
ـ كنت متفقة معاه عليكي .. علشان انتي دمرتي حياتنا لما ضيعتي أخويا .. كنت عايزة حقي منك .. و المفروض تتحملي نتيجة غلطتك اللي غلتطيها من البداية .. و تعترفي انك إنتي اللي قتلتي أحمد
نظرت إليها أميرة بذهول .. و صمتت قليلا قبل أن تقول
ـ أنا كنت بعتبرك أختي .. كنت موهومة انك انتي كمان بتعتبريني أختك .. مستحيل كنت أتخيل إن جواكي الكره ده ليا
ـ كرهي ليكي بسبب اللي عملتيه فينا
نهضت أميرة و قالت باكية
ـ أنا مسحت بصماتي من على السكينة و مفيش حد شافني .. لكن إنتي بصماتك عليها و موبايلك و دبلتك كانوا هناك و جارة أحمد شافتك .. وريني هاتثبتي إزاي إن أنا اللي قتلت .. علشان أنا مش هاعترف بالحقيقة
****
فعل المحامي و والدي علا كل ما في استطاعتهم لإنقاذ علا من حبل المشنقة ولكن فشلت كل محاولاتهم
و تم الحكم على علا بالإعدام

تمت بحمد الله

 

 

error: