نوڤيلا : صقر الصعيد الجزء الثانى (2)

•• الفصـــــل الـــرابـــع ( 4 ) بعنــــوان ” كــل نـهــــايــة بــدايـــة ” ••

ظلت فى صدمتها من أختفاء طفلها فوقفت مذعورة ،، فتح باب الغرفة ودلف منها يحمل “مروان” بين ذراعيه فركضت نحوه مُسرعة تأخذه منه وتغمغم هاتفة :-
– أنت جيت أمتى ؟؟ وقعت قلبي

أجابها مُستغربًا خوفها ووجهها الشاحب قائلاً :-
– من شوية كان بيبكى خدته البلكونة

وضعت “مروان” على الفراش وأستدارت له تضربه برفق جاهشة فى البكاء وتزداد قوة ضربها له مع تزايد بكاءها فمسك يدها بحنان وقال مُستفهمًا عن سبب بكاءها وأنهيارها المُفاجىء :-
– مالك يا جالان ؟؟ بتبكى ليه ؟؟

همهمت بلهجة واهنة وسط بكاءها وضرباتها له تنفث به غضبها وخوفها قائلة :-
– مين قالك تأخده ،، خوفتنى عليه فكرتهم دخلوا هنا وأخدته منى ،، حرام عليكى قلبي كان هيقف

جفف وجنتيها من دموعها الحارة التى لوثتهم ولوثت عيناها بأنامله مُتأملاً ملامحها وبداخله يتواعد لهؤلاء الأوغاد بالأنتقام على خوف مُحبوبتها الذي أصبحت تعيش به بسببهم ،، ضمها لصدره بحنان فتشبثت به بكلتا يديها تحاوط خصره بضعف وخوف يستحوذ عليها ،، هتف هامسًا لها بأذنها بينما يربت على ظهرها بيده والآخري يمسح على رأسها :-
– متخافيش ياحبيبتى محدش يجدر يجرب منكم تانى دا على جثتى

كان يشعر بأنتفاض جسدها بصحبة بكاءها فأردفت لها بين شهقاتها بنبرة واهنة قائلة :-
– بعد الشر عليك ياحبيبى يارب هم

وضع سبابتها أسفل ذقنها ثم رفع رأسها له ناظرة لعيناها ثم قال بلطف :-
– متبكيش تانى ياجالان دموعك دى غالية جوى عندى

ثم وضع قبلة على جبينها بحنان فأبتسمت له وسط بكاءها بخفوت ،، رأته يقترب نحوها بهدوء تام دون أن يتفوه بكلمة واحدة ثم شعرت بأنفاسه الدافئة تداعب ملامح وجهها ويده تلمس عنقها بنعومة ،، أغمضت عيناها تلقائبة حين أطبق شفتيه على عينها اليسري مُقبلاً حبيبات دموعها الدافئة ثم ضمها لصدره فطوقته بحنان …..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أستيقظ بعد منتصف الليل وبحث عنها بجواره ولم يجدها فقام من فراشه خارجًا للخارج باحثًا عنها ووجدها جالسة على الأريكة تتألم من بطنها وتكتم صوت أنينها واضعة يدها على بطنها ..
أقترب منها بخوف وقلق عليها نظرت نحوه نظرة واهنة ثم حاولت الوقوف تخفي عنه ألم فخرجت منها صرخة لا إرادية فأسرع نحوها يمسكها من ذراعها وجعلها تحاول الجلوس وهو يقول بحزم :-
– مصحتنيش ليه لما أنتى تعبانة كدة

– محبتش أقلقك وأنت وراك شغل الصبح
قالتها بصعوبة وهى تكز على أسنانها ،، فصاح بوجهها خوفًا عليها :-
– ما يتحرق الشغل يا قمر ،، هو الشغل أهم من صحتك عندى ،، قومى غيري هدومك خلينى أوديكى المستشفي

وقفت معه بصعوبة مُتكية على جسده وتقول بتلعثم من شدة ألمها :-
– روح صحى الولاد نأخدها معانا

فتح باب الغرفة وهو يقول مُستغربًا تفكيرها بصياح :-
– ولاد أيه هو أنا واخدك أفسحك ياقمر

صرخت به من شدة ألمها وهو يجادلها :-
– أمال هسيب عيال عمرهم ٧ سنين لوحدهم فى البيت يولعوا البوتاجاز ولا يحطوا فيشة الكهرباء

– متقلقيش يوسف معاهم ،، ألبسي بس أجبلك عباية اسرع
أجابتها
قالها وهو يجعلها تجلس على الفراش ثم اتجه نحو الدولاب فأخبرته بأغتياظ منه هو وابنه الموجود فى أحشاءها الذي يضربها بقوة ويؤلمها :-
– هو يوسف كبير أوى دا أشقي منهم اااااه

ركضت نحوها مُسرعاً حين تألمت بصراخ وجلس أمام قدمها أرضًا يساعدها فى أرتدي عبايتها فصاحت به أكثر :-
– أجري صحيهم يا أيمن ابنك مش هيستنى أكتر من كدة اااااه قوم

لا يعلم أى زوجة هذه تأخذ أطفالها معاها بينما هى ذاهبة للولادة ،، ركض مُسرعًا للخارج يُلبي طلبها فهو يعلم كما هى عنيدة ولم تتحرك خطوة للخارج بدونهم وليس لديه وقت للنقاش فطفله الآخر ينذرهم أن موعد خروجه حان الآن ،، أخذها هى والأطفال بسيارته ذاهبين للمستشفي وهى تصرخ بألم بينما حبيبات العرق تترقرق من جبينها فى حين جفنيها أمتلئوا بالدموع و “ملك” و “مكة” يجلسوا بجوارها فى الخلف يمسحوا لها دموعها مُربتين على كتفها بحنان ،، و”يوسف” جالسًا بالأمام مع والده ناظراً للخلف عليها وهو يربت على يدها فصرخت بألم تزداد أكثر :-
– بسررررعة يا أيمـــن أنا بـولد اااااه

– سوق بسرعة يابابا ،، أنتوا يا عربيات الوحوش أبعدوا عن الطريق
قالها مُحدثًا السيارات المارة أمامهم بينما ينظر من النافذة صارخًا بهم ،، فصرخت هى الأخرى به رغم ألمها قائلة :-
– أدخل يا واااااد جوا ،، دخله يا أيمن

جذبه “أيمن” من تيشرته بأغتياظ فتوتره يزيد مع صرخها وقد نفذت قوته على الآخر ،، وصل للمستشفي وفتح الباب ليحملها على ذراعيه بينما أطفاله أنتشروا فى المستشفي ركضًا يصرخوا بالجميع هاتفين :-
– دكتور ،، عاوزين دكتور مامى بتولد

مسك “يوسف” يد ممرض مار من جواره وقال بعصبية طفولية بينما يصطنع الرجولة كوالده :-
– أنت دكتور ؟؟

جلس الممرض على قدمه بمستواه وسأله بلطف :-
– أنت عيان ؟؟

صرخ بوجهه باغتياظ قائلاً :-
– مامي بتولد

ونظر نحو الباب فوجده يدخل حاملها على ذراعه ويصرخ هو الآخر ،، أخذ كرسي متحرك وركض نحوه يأخذها منه ودفعها بينما “أيمن” يمسك أطفاله ويركض خلفها بحيرة وضعته بها أيجب أن ينتبه لها أم لأطفاله الذين أحضرتهم معها ،، أخذوها لغرفة العمليات بينما أستسلم للأمر الواقع بخوف منه حين يتصل ويزعج “صقر” لكن يجب أن يفعلها لتأتى له “جالان” أختها الوحيدة وبالتأكيد ستحتاج لها بعد الولادة ،، أجري أتصل عليه وبعد مرتين أجاب عليه بالثلاثة فأخبره بما حدث …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

نزل من السيارة أمام المستشفي وهو يحمل طفله الرضيع وهى بجواره ثم ولجوا معا للداخل حتى غرفة العمليات وفور ظهورها ركضوا الأطفال نحوها بسعادة يعانقوها قائلين :-
– مامى جابت نونو ،، صغير قد كدة ..

كان يشيروا لها ببراءة على حجم أخاهم الصغير بحجم كف يدهم فضحكت عليهم وأخذتها ذاهبة نحو “أيمن” ،، سأله عن حالها :-
– خير يا أيمن مرتك ولدت ولا لسه

– ولدت ،، تعالوا نروح لها
أخذهم إلى غرفتها ودلفت “جالان” أولاً وخلفها ،الأطفال ،، هندمت ملابسها ولفت لها حجاب بسيط لكى يدخل “صقر” أما الأطفال ركضوا نحو سرير أخاهم الصغير يداعبوه بضحكتهم بفرحة عارمة فكل واحد منهم لم يمر بتلك اللحظة سابقًا ،، كانوا يضحكون بسعادة تغمرهم لحضور طفل صغير مثله إلى عالمهم بينما يدخل “يوسف” يده الصغير من بين قبضان السرير ليداعب يد أخاه الذي لم يطلق له أسمًا حتى الأن ،، دلف “صقر” خلف “أيمن” فعانقها بسعادة واضعة قبلة على جبينها بينما قطعه صوت “مكة” تسألهما الأثنين بفضول :-
– هو إحنا هنقوله يا أيه ؟؟ يعنى أنا مكة ودى ملك ودا يوسف ودا أسمه أيه

تبسم “أيمن” وقال بحنان وفرحة تغمره :-
– سيف أسمه سيف

-سيفوو
قالتها “ملك” بينما تلتف مرة آخري لأخاها الصغير ضاحكة عليه ،، حاولت الجلوس على الفراش فساعدها برفق وقبل أن يتركها أنقض “يوسف” على الفراش فوق قدمها يضحك صارخًا بهم بسعادة وبدأ يقفز مرارًا وتكرارًا فوق الفراش وهى تضحك رغم تعبها عليه ،، حاول “أيمن” السيطرة على طفله ولم يستجيب فصرخ به بحزم ،، رمقه “يوسف” نظرة شر وغضب ثم أجهش فى البكاء فهو يعلم بأن أمه لن تتحمل بكاءه وستشاجر والده على أبكاه ،، تنهدت بتعب ثم فتح ذراعيها له بينما تقول بحنان :-
– تعال يا يوسف ،، سيبه يا أيمن يلعب

أسرع لصدرها يقفز بين ذراعيه بسعادة فضمته لها باسمًا ،، نظر نحو والده فى حين أبقي هو بين ذراعيها يطوقها كما تفعل هى الءخري وأبتسم له ثم أخرج لسانه له يعانده غيظً فكز “أيمن” على أسنانه وقال بغيظ سافر ونظرات تبث غضب :-
– شايفة الواد

نظرت نحو طفلها بينما هو مُستلقي بين ذراعيها مغمض العينين كملاك بريء لم يفعل شيء بوجه حزين من أثر البكاء ،، رفعت نظرها لزوجها وقالت بحدة له :-
– مش هتبطل تعاند الولاد

ضحكت “جالان” على مشاكساتهم ثم نظرت لطفلها الذي تحمله بين ذراعيها تأمل أن يكبر سريعًا ويشاكسها مثلهم وتكون أسرة سعيدة تمتاز بالدفء والحنان ممزوج بالحب فقط خالية من المشاكل وحقد الآخرين على زوجها …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت تقف بالمرحاض بتوتر شديد وصوت أنفاسها يمليء المكان بأكمله ناظرة لأنعكاس صورتها بالمرآة بوجه شاحب وحبيبات عرق حول عنقها النحيل من شديد توترها فرفعت يدها للأعلى ترفع خصلات شعرها الكثيف للخلف ثم نظرت للأسفل على السطح المحيط بالحوض تحديدًا على ذلك الشيء الصغير الذي سيخبرها أما بخبر يسعدها ويجعلها قلبها يرفرف فرحًا وتتسرع نبضاته تمامًا كما هى الآن لكن ليس توتراً بل فرحاً أم سيخبرها بخبر يحزنها ويدخل الأستياء على قلبها ،، أخذت أختبار الحمل بين أناملها ورفعته أمام وجهها أكثر قربًا حتى أتسعت عيناها بصدمة ألجمتها من شدة فرحتها وكما أنتظرتها فحقاً ستصبح أم لا بل بداخلها روح تحمل بها قطعة من حبيبها لم تشعر بشيء سوى أنهمار دموعها الدافئة على وجنتيها وقدميها تركض خارجًا صارخة بأسمه تناديه :-
– نبيل .. نبيل … نبيل أنت فين

فتحت باب الغرفة وولجت وجدته يقف أمام الدولاب بصدر عاري ويرتدى تيشرته فركضت نحوه بسعادة دون أنذار وتعلقت بعنقه بسعادة بينما تلف قدميها حول خصره كطفلة صغيرة ،، أتسعت عيناه على مصراعيهم مُستغربًا فعلتها بينما ذراعيه مفتوحين إلى الأمام من الدهشة دون حركة ثم طوقها برفق يسألها مُستفهمًا عن سبب تصرفها :-
– فى أيه يا فريدة مالك ؟؟

عادت برأسها للخلف لكى تنظر إلى عيناه وقالت بسعادة مُبتسمة له :-
– أنا بحبك جوى جوى

بينما بدأت تقبل كل أنش فى وجهه بسعادة جبينه وعيناه ثم وجنتيه وعادت لدفن رأسها فى كتفه ،، فأعاد سؤاله مرة آخرى بصيغة مُختلفة بنبرة مُبهجة وسعادة تغمر قلبه لأجل فرحتها وبسمتها تلك :-
– حصل أيه ؟؟ شكلك بيقول أن فى حاجة حلوة حصلت ؟؟ أيه ؟؟

– أحلى حاجة ممكن تحصل ياحبيبي
قالتها بينماوتشد بيدها على عنقه ،، فقال بفضول شديد :-
– طب مش هتنزلى وتعرفينى حصل أيه ؟؟

– لا مش هنزل أنا مبسوطة وأنا فوق
قالتها بينما تعود بجسدها للخلف مُتشبثة بعنقه حتى لا تسقط وقالت ببراءة طفولية :-
– لف بيا يا نبيل دوخنى جامد ،، أجولك أدينى بوسة فى رأسي ،، لالا أحضنى جامد جوى ،، لالا أغمزلى غمزة وعاكسنى

ضحك عليها أى زوجة مجنونة مثلها ،، ثم نظر هائمًا فى ملامحها السعيدة وفضوله يقتله لمعرفة ماذا حدث ليجعلها بتلك السعادة عكس حالتها الطبيعية وعكس حالتها فى الأوان الآخيرة كانت حزينة فى الغالب أو تبكي ليلاً بينما أكثر بكاءها كان فى صلواتها وكأنها تشكى ما يؤلمها لخالقها وحده وسألها بحنان :-
– حصل أيه ياحبيبتى ؟؟ فرحينى معاكى ،، وبعدها هلف واحضن وأبوس رجلك كمان مش رأسك بس ،، قوليلى

نظرت لعيناه بفرحة بينما تنفست الصعداء مُنيهية بتنهيدة هادئة وقالت هامسة له بصوت مبحوح يكاد يخرج منها ونطقتها حرف حرف بدقة :-
– أ نـ ـا حـ ـامـ ـل

نظر لها بدون حركة أو التفوه لكلمة واحدة فقط عيناه ترمش وقال بدهشة :-
– أنتى أيه ؟؟

– حامل ،، حامل ،، حامل يا نبيل ،، هجيب نونو حاااامل
قالتها بصرخ مرات متتالية وهى تنظر له وتبتسم بسعادة فضمها له بسعادة وبدأ يدور بها بالغرفة بفرحة عارمة ثم توقف مرة واحدة ورفعها مُغير وضعيتها حاملها على ذراعيه وأخذها إلى الفراش وقال بتحذير :-
– أدوخ أيه ،، أنتى تقعدى هنا متتحركيش حركة واحدة وأنا هعملك كل حاجة أستنى

تركها وخرج من الغرفة إلى المطبخ بسعادة وهو يحدث نفسه بينما يأخذ طبق الفاكهة من فوق الطاولة :-
– الفاكهة مهمة جدًا لصحة الحامل ،، اه اللبن

فتح باب الثلاجة ليحضر لها الحليب فوقعت عيناه على العصير فقال :-
– اه العصير مفيد برضو معرفش فى أيه بس مفيد أكيد ،، اااه الحلويات بقي أكيد النونو محتاج سكريات

– لا وكمان فى سلطة مفيدة
قالتها بينما هى تقف خلفه ضاحكة عليه وهو يأكد يفقد عقله من الفرحة ،، ألتف لها بعبث وقال بتحذير :-
– أيه اللى قومك من السرير ،، أنا قولت أيه ،، تعالى

ضحكت عليه وهو يأخذها بينما ذراعيه الأثنين أمتلئوا بالطعام لها فقالت :-
– أنت أتجننت ياحبيبى ولا لسه فى شوية عقل عشان أطمن على ابنى بس

لم يجيبها بينما حملها على ذراعيه بحب فصرخت بذهول من تصرفه حين سقط طبق الفاكهة الزجاج على الأرضية وتحول إلى جزئيات صغيرة متناثرة وحوله الفاكهة وزجاجة العصير قائلة :-
– كسرت الطبق يا نبيل دا مكتوب فى القايمة يخربيتك ،، بتكسر جهازى يا نبيل والله لو …..

أسكتها بقبلة ناعمة على شفتيها فتبسمت عليه …..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

دلف إلى أحد المصانع الخاص به فوجده مقيد على الأرض كالجرو الصغير وحوله رجال “صقر” ومعه “عوض” فقال بحزم بينما يرفع كمام قميصه إلى ساعده مُستعدًا لأعطاءه عقابه الذي يستحقه :-
– بجي كلب زيك أنت يتجرأ أنه يجرب من مرتى وأبنى ..

جثو على ركبيته بينما وضع يده خلف رأس “حاتم” يجذبه له بغيظ وغضب ثم قال بعنف فى حين يكز على أسنانه :-
– عارف الشمس جابلنى لو شوفتها تانى فى حياتك كلتها ،، أنت عارف ياواد أنت عليك كام جضية وواخد كام حكم من المحكمة ،، أنا بقي هأخد حجي منك ومهسيبش فيك حتة سليمة وبعدها البوليس اللى واجف برا دا هيأخدك يدفنك بقي ،، يسجنك ،، يوديك مستشفي تصلحك دا لو عرفت هو حر

مسكه من قميصه وجعله يقف أمامه ثم أطرحه ضربًا لم يبقي بوجه أنش واحدة سليمة كسر معظم عظامه وضلوع صدره أمامه فقد بكاء حبيبته ونبرة صوت الطبيب وهو يخبره بوفاتها وسقوط طفله بين ذراعيه حين أخذه منها ،، لم يستطيع أحد أفلته من قبضته حتى دخلت الشرطة تأخذه منه بصعوبة وصدمة ألجمت الجميع فلم يترك بوجهه نقطة واحدة لم تسيل بيها الدماء ،، مسكه “عوض” بأحكام حتى تأخذه الشرطة وتخرج من أمام نظره …

– أنت بتعمل ايه يا بيه هتموته ؟؟
قالها “عوض” بهدوء ،، فصاح بوجه غاضبًا :-
– مبجاش غير أبن شاكر كمان جايلى أخلص من ابوه عشان يجيلى هو كانت ناجصه أمه

نفض ذراعيه بعيدًا عنه ثم خرج من المصنع وولج إلى سيارته يقودها إلى حيث حبيبته فتلك اللحظة لا يريد سواها يقفز بصدرها كطفل صغير يحتويه وتربت عليه تطمئنه أنها معه ،، دلف إلى شقته صامتًا بينما يبحث عنها بنظرها فسمع صوت بالمطبخ ذهب إلى الداخل فوجدتها تغسل الخضار بالحوض ،، أقترب منها وجذبها من معصمها معه للخارج فقالت مُستغربة :-
– صقر ،، أيه اللى رجعك بدرى من الشركة ؟؟ حصل حاجة ؟؟

أخذها بصمت دون أن يتفوه بكلمة واحدة حتى ولج إلى غرفتهم وأخذها نحو الفراش فقالت بهدوء :-
– صقر انا ورايا طبيخ مش وقته خالص أنا ….

بتر حديثها حين جعلها تجلس على الفراش ومدّ جسده على الفراش بينما وضع رأسه على قدمها وأغمض عيناه وقال بخفوت شديد :-
– خليك اكدة شوية ياجالان

تبسمت بخفوت رغم فضولها عن معرفة ما حدث له أو معه فرفعت يدها بحنان تغلغل أصابعها النحيلة بين خصلات شعره بينما يدها الآخري تربت على كتفه بحنان مُتأملة ملامحه بصمت دون كلمة واحدة …..

يتــــــبــع …..

error: