نوڤيلا : صقر الصعيد الجزء الثانى (2)

•• الفصــــل الثـــانــى ( 2 ) بعنــــوان ” ســأحميــــــك ” ••

– رحمها الله …
هكذا قال الطبيب له ،، لم يشعر بنفسه سوي وهو يمسك الطبيب من ملابسه بقوة ودفعه فى الحائط بأهتياج وقال بقوة :-
– هى مين اللي رحمها الله ؟؟ .. مرتى أنا ؟!

أزدرد الطبيب لعابه بخوف منه ومن نظرات عيناه وقال بأرتباك وهلع منه :-
– يافندم دا قدر ربنا أنا ذنبي …..

بتر حديثه حين وضع يده على فمه يكبت حديثه بداخل فمه قبل أن يقتله ،، كان يعتصر فك وجهه بين قبضته …
خرجت الممرضة بسعادة تحمل طفل رضيع وأسرعت إلى “فريدة” وقالت :-
– مبروك جالك ولد زى القمر شبه أمه ما شاء الله ربنا يقومهالكم بالسلامة

نظرت “فريدة” لها بحزن من حديث الطبيب ثم سألتها بأستغراب :-
– دا ولدها

– اه وهى فى الأفاق ربع ساعة وتخرج لكم ،، فين حلاوتى بقي
قالتها بسعادة ،، ذهبت “فريدة” بانفعال لأخيها وقالت بحدة :-
– مش تبجي تتوكد الأول جبل ما تجول الدبش دا .. تعال ياصجر مرتك بخير

تركه بأغتياظ وذهب يحمل طفلهم بين كفيه بمجرد رؤيته له تحولت ملامحه من الغضب إلى ملامح السعادة ورسمت بسمة على وجهه ،، ظل يتأمله بحنان ويداعب أنامله بأصبعه السبابه وكأنه عاد لطفولته مع هذا الطفل فوضع قبله على جبينه برفق شديد ليسمع صوت طفله يبكي بعد أن داعبته لحية والده الخفيفة فضحك عليه بأرتياح أنتظر أيام وليالى كثيرة على أحر من الجمر فقط ليسمت صوته بأذنيه ويلمسه كما كان يشتاقه كلما كبرت بطنها أمامه فكان يشعر وكأنه يكبر أمام عيناه وليس بداخلها ،، أعطاه لأخته وذهب إلى غرفتها بسرعة جنونية ليطمئن عليها بعد أن شعر بالخوف عليها بحديث هذا الطبيب الوغد فكيف تجرأ على أخبره بأنه فقدها ..
دلف إلى غرفتها بلهفة مُشتاق لها وكأنها تركته لعدة أيام وشهور وأخيراً سيلتقي بها ،، وجدها على فراشها مُنهكة من الولادة وبجوارها ممرضة تضع لها المحلول يعوض لها ما فقدته من دماء أقترب لها بسعادة كطفل صغير مُتناسي لوقاره وهيبته وفور أقتربه رحلت الممرضة بهدوء ،، أنحنى لها بسعادة واضعاً قبلة على جبينها فقالت بصوت مبحوح من البنج الذيةأصابها بالأحتقام :-
– صقر ،، شوفت ابننا عاوزة أشوفه ..

– شوفته كيف الجمر زيكى ،، واحشتنى جوى
قالها وهو يمسح على رأسها بحنان ،، فهتفت بسعادة رغم تعبها الملحوظ قائلة :-
– مش مهم قمر ولا لا أنا عاوزة اشوفه ياحبيبى أستنيته كتير ،، هاتهولى عشان أربيه أزاى يضرب مامى الضرب دا كله

قهقه من الضحك عليها فأى أم هذه تخرج من العلميات عابثة من طفلها وحركته بداخل أحشاءها كباقي الأطفال ،، تأملت وجهه الشاحب وسألته بخول عليه :-
– مالك ياصقر ؟؟ أنت تعبان …

– لا ياحبيبتى دا الدكتور الله يخربيته قاله مراتك رحمها الله
أتاها صوت “قمر” وهى تدلف للغرفة حاملة طفلها الرضيع بين ذراعيها ،، نظرت لها بسعادة مُشتاقة لرؤية طفلها ضاحكة على زوجها العاشق ،، قالت “قمر” وهى تعطيها الطفل :-
– ضربه وكأن على وشك قتله بس الممرضة لحقته ،، سمي ياحبيبتى

– بسم الله الرحمن الرحيم
قالتها وهى تضع قبلة على جبين طفلها ،، وضعته “قمر” بين ذراعيه فى حضنها ولفت لها حجاب بسيط قائلة :-
– الناس عايزة تدخل ومعاهم أيمن ونبيل

دلف الجميع وهى فى عالم آخر مع طفلها الباكي تداعب أنامله بسعادة فسألت “فريدة” بلهفة :-
– هتسميه أيه ؟!

– مروان
هكذا نطقت وهى تنظر لوجهه فهتف “نبيل” قائلاً :-
– حلو مروان مبروك يابو مروان

ثم أنحنى على أذنه زوجته وقال هامساً حتى لا يسمعه غيرها :-
– أنا عاوزة فريدة الصغننة

أحمرت وجنتيها من الخجل ونكزته فى صدره دون أن تنظر له فصاح بها :-
– الله

وضعت يديها على فمه بهلع فغمز لها ثم قال بمرح وهو يقف ويمسك يدها :-
– حمدالله على سلامة المدام ياصقر ،، نستأذن بقي أنت طبعا عاذرنى عريس جديد بقي وكدة

ضحكوا جميعاً عليه أم هى زادت حمرتها ،، رحلا أثنتهم وظل “أيمن” و “قمر” معاها طوال اليوم ثم أخبرتهم “قمر” بأنها ستبقي معاها الليلة فرحل أزواجهم …

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

صفعه صفعة قوية أسقطته أرضاً فحين أنه صاح بوجهه غاضباً :-
– ماتت ها وتدعيلها مش كدة ،، غبي ضيعت فرصة متتعوضش ..

– ياباشا أنا كنت هخلص واللى منعنى أن الدكتور قال أنها ماتت أزاى عايشة بقي معرفش
قالها وهو على الأرض ،، فضربه بقدمه بأغتياظ وقال :-
– عشان متخلف وغبي .. أعمل أيه أعمل أيه .. معتمد على شوية أغبياء …

ظل يفكر بصمت ولم يجد شيء أمامه سوى حل واحد فأقترب منه وقال :-
– دى آخر فرصة ليك ولو منفذتش تحضر كفنك …

وضع يده على عنقه وقال بحماس :-
– رقبتى ياباشا ،، قولى أعمل أيه وهجبلك خبرها المرة دى

رمقه بنظر شر وقال بمكر خبيث :-
– لا مش عاوز خبرها لوحدها أنا عاوز خبرها هى وابنها .. تعمل اللى أقولك عليه بالحرف الواحد ……

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان يمشي فى ممر المستشفي مُتخفي فى زى ممرض ناظراً حوله بأختلاس ثم ركب المصعد …

دخل المستشفي حاملاً بيديه عشاء لزوجته الضعيفة من الولادة و “قمر” معاها وبعض مستلزمات الطفل من شقتهم ..

خرج من المصعد باحثاً عن رقم غرفتها حتى وصلها لها فنظر حوله بهدوء ثم فتح الباب ودلف للداخل وجد الغرفة مظلمة وهى على فراشها نائمة بتعب وطفلها بفراشه الصغير أقترب خطوات هادئة حتى لا تشعر به وتستيقظ وأخرج مسدس به كاتم للصوت وقطعه رؤية وسادة على الأريكة فأخذها ووضع مسدسه فى جيبه وأقترب منها تأمل ملامحها بهدوء يتأكد بأنها زوجة هذا الصقر ثم وضع الوسادة على رأسها يكتم نفسها حتى تختنق فأستيقظت من قوته تحاول الصراخ وأبعده عنها بيديها وتحاول التخلص من يده مُلتقطة أنفاسها بصعوبة فأسقطت المحلول من مكانه …..

كانت “قمر” بالمرحاض تتوضيء لكي تصلى ركعتين قبل النوم فسمعت صوت أرتطام شئ بالخارج فأخذت المنشفة بسرعة تعتقد بأن “جالان” أستيقظت وتريد شيء فلم تستطيع فعله وبطنها مفتوحة بعد ولادتها القيصرية ….

حاولت مراراً وتكراراً التخلص من الوسادة أو قبضته بقدر الإمكان لكنها لم تستطيع فأستسلمت لألتقاط آخر نفسه يدخل لرئتيها وسقطت يدها تاركة يده بجوارها … أبعد يديه عنها بعد أن تأكد بموتها وأستدار ليأخذ طفلها ويتمم مهمته وبتلك اللحظة خرجت “قمر” من المرحاض على عكس ما توقعه ،، أتسعت عيناها بصدمة من رؤيته ذلك الغريب وهو يحمل “مروان” بين ذراعيه وعلى وجه “جالان” الوسادة كما هى لتجمت شتت نفسها وصرخت بقوتها فركض هارباً للخارج ليصطدم بذلك الصقر ويسقط طفله من بين يديه على يد والده ….
أتسعت عيناه بغضب من رؤيته ولم يفهم شيء لكنه أفاق على صوت صراخ “قمر” وهى تحاول أفاقتها مُجدداً مطالبة بطبيب ليفحصها ،، أعطي طفله للممرضة وقبل أن يقبض عليه فر هارباً ،، ولج للغرفة فوجدها جثة هادمة و”قمر” تصرخ بحالة يرثي بها ،، دلف الطبيب مسرعاً لها فأحقنها حقنة وأنعش قلبها بجهاز صدمات القلب الكهربائية محاولاً أعاد النبض له ولم يعود ،، حاول مرة آخرى ولم يعود ..
كان ينظر لها بصدمة مُحتضن طفله بين ذراعيه وهو يصرخ باكياً كأنه يعلم بأن والدته رحلت وتركته …
أستدار الطبيب له بوجه عابث يخشي أن ينطقها مرة آخري فيقتله تلك المرة وقبل أن يفعل أنقذه صوت جهاز القلب يتوقف عن صفارته ويعود برسم خط معوج يدل على عودة نبضها وعودتها للحياة ،، أستدار لها بلهفة واضعها على جهاز الأكسچين ..
ضم طفله بأرتياح وحمد ربه فى حين أن “قمر” توقفت عن البكاء وظلت تحمد ربها وتشكره …

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

قهقه ضاحكاً وهو يرتشف كأس من الخمر ثم قال بسعادة :-
– مش مهم الواد نعوضها المهم أنها ماتت وصقر أتكسر ،، خد روش نفسك وأختفي عن الأنظار لن صقر مش هيسيبك وهيدور عليك
قالها وهو يلقي له الكثير من الأموال فأبتسم له وهو يأخذهما ….

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

ظل طوال الليل معاها ويجري الكثير من الأتصالات حتى دلف صباحاً عليهم وقال بجدية :-
– خلصتوا

– أنا لبستها هى ومروان بس هى مش هتعرف تتحرك وتمشي بطنها مفتوحة والجرح لسه ملتوح ملمش
قالتها “قمر” بهدوء وهى تنظر له فدهشت حين أقترب منها بوجه حاد وحملها على ذراعيه ثم خرج بها من الغرفة ،، رمقته بنظرة تعب ثم قالت بضعف :-
– صقر ….

بتر حديثها بحنان وهو يضغط بيديه عليها بمعنى لن يستطيع أحد الأقتراب منكِ مُجدداً فوضعت رأسها على كتفه بتعب مُنهكة وخلفه “قمر” تحمل حقيبتها وطفلهم ..

وصل إلى شقته بها فوجدت “عوض” ورجاله أمام باب شقتها فعلمت بأنه أحضرهم لحمايتها ،، دلف بها إلى غرفتها ووضعها على الفراش وكاد أن يذهب فمسكت يده بحنان وأردفت بلهجة واهنة :-
– صقر ،، أنا كويسة الحمد لله

نظر نحوها بوجه عابث فصاح بأغتياظ :-
– بس كنتى …

توقف عن حديثه فقالت بدفء تطمئن قلبه :-
– ياحبيبي خلاص متفكرش كتير فى اللى حصل أنا معاك أهو الحمد لله خلي فرحتنا بمروان متبوظش

جلس أمامها بحنان وجذبها لصدره بحنان يمسح على راسها وقال مُحدثاً نفسه :-
– أوعدك أجبلك حجك ،، مستحيل أسمح لحد أنه يأذيكى طول مانا عايش وبتنفس ،، أنا عارف هو مين ومهرحموش هو اللى طلب الجحيم لنفسه ……

وضع قبله على جبينها بحنان ثم تركها وخرج ومعه “عوض” يتهامسا سراً ….

يتــــــبــع …..

error: