مراهقـــين و مـن ربنــا قريبيــن

( الحلقة السابعة عشر )

المشهد الاول

على : سلااام عليكم .. ازيك يا حودة عامل ايه ؟

محمود : الحمد لله بخيير يا لولو 🙂

على : لولو !! ماشى ما علينا ..

هنروح امتى بقا ؟؟

محمود : دى تقريباً المرة العشرين اللى تسألنى فيها

يابنى قولتلك كمان اسبوع ان شاء الله .. كمان اسبوووووووووووع الله يرضى عنك

على : مااشى متزعقش ياعم :))

محمود : عامل ايه فى صيام الاثنين و الخميس و قيام الليل و باقى الحاجات

اللى اتفقنا عليها ؟؟

على : الحمد لله مية مية .. متقلقش يابنى انت سايب وراك رجالة

محمود : مانا عارف يا لولو .. ربنا يبارك فيك يارب 🙂

طب متعرفش حاجة عن ” عماد ”

مختفى كده بقاله كتير ومعرفش حاجة عنه و مش بيتصل زيك 3 مرات فى

اليوم يسأل ” هنروح امتى “؟؟ 🙂

على : اممممم آه صحيح ده مختفى .. طب انا هكلمه دلوقتى و ممكن اعدى

عليه عشان كان سالف منى قميص كاروهات و لسة مرجعهوش

محمود : ماشى و ابقا سلملى عليه كتيير..

المشهد الثانى

على راح لبيت ” عماد ” لانه كان مش بيرد على التليفون .

على فضل يخبط على الباب كتير لحد اما عماد فتح !

على : ايه يابنى ساااااعة على ما تفتح ؟؟

عماد : معلش يا على كنت نايم !

على : صح النووووم .. طب يللا ادخل طس وشك بشوية مياه و انا هستناك

فى الصالة .. اعتقد البيت بيتى

عماد : ايوه طبعاً و احنا الضيوف :))

على لاحظ ان عماد لوحده .. والدته مش موجودة !

عماد : منووور يا على 🙂

على : بنورك .. اومال فين الحاجة ؟!

عماد : تقريباً عند جارتنا

شوفت اللى حصل ؟

على : خييير

عماد : ( بابا ) قال ايه بيكلمنى و عايزنى اعيش معاه و اسيب امى ؟؟

على : و انت قولتله ايه ؟

عماد : هقوله ايه يعنى .. لأ طبعااااااااااا

على : انت بتشوفه

عماد : لأ و مش عاوز

على : لا إله إلا الله .. ده برضو والدك يا عماد و ليه حقوق عليك مينفعش كده

و يا ابنى ممكن يكون حس بغلطته .. و قلبه حن علشان كده اتصل بيك

و قالك تيجى تقعد معاه !

عماد : لأ لأ لأ معتقدش ابداا

على : يووووه .. يابنى طب روح زوره ممكن يكون محتاجك !

عماد : و هو كان فين وقت اما انا كنت محتاجه ؟!!!!

كان فين وقت اما كنت محتاج حد يرشدنى و يوجهنى للصح

كان فين ؟؟؟ هه ؟

على : خلاص بقا يا عماد … ساااااامحه .. الله يكرمك سامحه بقاا .. ليه تخلى

فى قلبك ذرة كره لحد .. و ده مش اى حد ده ( ابـــوك )

فاكر الرجل اللى كان من اهل الجنة بسبب انه كان بينام و مفيش فى قلبه اى ذرة حقد او غل و كره لأحد من المسلمين

سامحه يا عماد .. يمكن ربنا سبحانه و تعالى يعفو عنك يوم القيامة بسبب كده

معلش انا عارف انه ظلمك .. لكن احنا بشر و بنغلط ..

بس لازم نسامح بعض و نتغاضى عن الإساءة علشان نعرف نعيش ..

سامحه ( لله )

عماد : هحااااول يا على هحاااول ..

على : انا هكلم محمود ييجى علشان ناخدك انا و هو و نروح عند والدك

ايه رأيك ؟؟

عماد : هقول اييييه ..

على : قول لا إله إلا الله 🙂

و كلم على محمود و جه عند عماد ..

و خلاص رايحين عند والده ..

المشهد الثالث

عماد و محمود و على واقفين على الباب

عماد متردد انه يخبط على الباب ..

و استعاذ بالله من الشيطان الرجيم و خبط ..

فتح الأب الباب

و كــانت المفاجــــأة ..

عماد : بابا !!!!!!

والد عماد : عماااااد ابنى حبييييبى !!!

( والد عماد كان مُقعد على كرسى متحرك و من ملامح وجهه كان واضح

عليه انه اصاب بشلل نصفى )

عماد اصابه الذهووول اول ما شاف والده كده !!!

والده اللى كان ( قـــوة ايه ؟؟ ) القوة اللى كان بيستعملها فى ضرب ام

عماد !! ربنا سلبها منه .. سبحان الله

و اصبح الآن ( مقعد بشلل ) اقصى حلمه فى الحياة انه يقف على رجليه من تانى !!

عماد جثى على ركبته .

عماد : بابا ايه اللى حصل فى ايه ؟؟

والد عماد : طب ادخل يابنى جوه و انا هحكيلك كل حاجة .. اتفضلوا .

دخلوا البيت كان اشبه ” بالشارع ”
!!!

والد عماد : انا آسف عشان البيت مكركب و مش متنضف .. بس انا

لوحدى و زى ما انتوا شايفين مش بقوم على حيلى و مفيش حد معايا

يساعدنى ..

عماد ادخل اغسل 3 كوبايات و اعمل شاى لأصحابك ..

عماد : حاضر !

و بعد الشاى ..

والد عماد : انت عامل ايه ؟؟ و ازى امك ؟ انتوا كويسين ؟ و عايشين ازاى ؟

عماد : الحمد لله .. ربنا ميسرها علينا و عايشين فى احسن حال ..

و انت يا بابا ؟!!

احكيلى فى ايه و ايه اللى حصل ؟؟

والد عماد : حاضر يابنى هقولك على كل حاجة ..

بعد اما سبتكوا و اخدت الشقة دى بالإيجار .. الدنيا لطشت معايا اوووى

اتجوزت واحدة ربنا يسامحها .. نصبت عليا و اخدت اللى ورايا و اللى ادامى

و سابتنى على الحديدة .. خدت كل حاااجة منى

لكن انا استحق .. والله العظيم انا استحق اكتر من كده

ربنا جزانى على ظلمى ليكم و معاملتى ليكم ..

بعد كده حسيت ان الدنيا اسودت فى وشى و انها مقفلة من كل ناحية

كل يوم حسرتى بتزيد و تزيد و تزيييد

حسرتى عليك يابنى

كان نفسى اربيك و تعيش معايا و اشوفك قصادى و انت بتكبر

كان نفسى اعيش معنى ( الأبــوة )

حسرتى على امك !!

الست الطيبة اللى انا بغبائى فرطت فيها

و اللى دلوقتى كنوووز الدنيا كلها متساويهاش !!

حسرتى على حاالى و اللى انا وصلت ليه !!

حسرتى انى لما بكلمك مش بترد عليا و بتتهرب منى !!

بدل ما اكون انا الحضن الدافى اللى تلجأله !

بقيت انا عدوك اللى بتهرب منه !

ربنا أراااااانى ( قدرته عليا )

ربنا قادر انه يسلب منى النعم اللى كنت بغضبه بيها !

و فعلاً ..

ما بين يوم و ليلة حالى بقا كده ..

شلل نصفى

و انا والله استحق اكتر من كده .. ياااااه ده كده ربنا رحيم بيا اووووى

انه خلانى اعيش و الحق اتوب قبل ما اموت !

سامحنى يا عماد يابنى .. ابوس ايدك تسامحنى .. نفسى ارجع اعيش معاكوا تانى

نفسى اووووى يابنى .. نفسى اصلح كل حاجة .. و نرجع تانى نعيش

( كأســرة مترابطة )

سامحنى يا عماد !! انا آسف يا حبيبى

عماد : لا يا بابا متعتذرش .. انا مقدرش ازعل منك ..لأنك ابوووويا اللى بحبه :))

والد عماد : بجـــد ؟؟!!

يعنى خلاص هنرجع نعيش مع بعض من تانى ؟!

عماد : ايوه يا بابا 🙂

ربنا سبحانه و تعالى عمل كده علشان نرجع تانى لبعض ..

والد عماااد : ياااااه احمدك و اشكر فضلك يااارب

و انا هكلم امك و هعتذرلها و رجائى من ربنا انه يخليها تسامحنى

عماد : ماما طيبة اووى .. صدقى اول ما تشوفك هتسامحك علطوول

على و محمود :

على : ربنا يجمع شملكم من تانى يا عمو ..

محمود : طب يللا بينا يا عمو يللا يا عماد علشان ترجعوا بيتكـم 🙂

و فعلاً

رجع عماد و والده البيت ..

والد عماد اعتذر لأمه و سامحته و رجعوا من تااانى للسعادة

اللى كانوا عايشين فيها

اتعلموا حاجات كتييير اوى من المرحلة اللى عاشوها دى !

لكن مش كلنا هنستنى لما نوصل للمرحلة دى !!

لازم نفتش فى بيوتنا عن اى ( ثغر ) يمكن انه يتسع

و يبقا ( فجــوة ) كبيرة بيننا و بين اولادنا

…….

و اختم الحلقة بــ ( مـــا اجمـل تدبيـر الله لنا ! )

و نكمل الحلقة الجاية ان شاء الله 🙂