مراهقـــين و مـن ربنــا قريبيــن
(( الحلقة الثامنة ))
المشهد الأول
دخل ” على و عماد ” بيت ” محمود ”
وقعت عنيهم على حاجة غريييبة ..
لقوا ( والد و والدة ) محمود ” مقعديــن ” و مصابين بشلل كلى و الوالد
على الكرسى المتحرك و الأم راقدة على السرير لا بتقوم ولا بتتحرك ..
عماد : محمود !!! هو ابوك ماله ؟
” على ” غمز لعماد عشان يسكت
محمود : بابا و ماما عملوا حادثة زمان ايام ما كنت صغير بالعربية و من
ساعتها و هما على الحال ده مش بيتحركوا من مكانهم .. ده غير ان الكلام
عندهم يكاد يكون ” معدوم ” .. و السمع كذلك .. ربنا يشفيهم و يعافيهم
يارب
على: آمين ياارب ..
عماد : و انت مين اللى رباك ؟؟ طلعت كده لوحدك ؟
” على ” يغمز لعماد تانى !
محمود : لا يا عم مش لوحدى .. ده بفضل ربنا أولاً طبعاً و بعد كده اختى
الكبيرة هى اللى شالتنى انا و ماما و بابا .. لحد دلوقتى ..
عماد : آهاا .. غريبة انك منحرفتش !!
محمود : اقوله ايه يقولى ايه ؟ :))
” فالله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين ”
ماشى ؟؟
عماد : هه .. آآه .. و نعم بالله .. تعرف ده انا ابويا اللى يسامحه مطرح ماهو
قاعد هو السبب فى كل اللى انا كنت فيه ده .. عمرى ما شوفت منه حنية
او اهتمام ولا كأنه ابويا و مكتوب بإسمه فى شهادة الميلاد ..
علطول ضرب ضرب ضرب مفيش اى تفاهم بينى و بينه .. عمره ما كان
بيسمعنى , عمرى ما حسيت انه فاهمنى او حاسس بيا ..
تقولش ابن حرام ؟؟ بس انا قولت اعكنن على نفسى ليه ؟؟ وانا لسة فى عز
شبابى ما اشوف حياتى و اعيش .. حاكم انا لو كنت فضلت مع ابويا ده كان
زمانى ميت بحرقة الدم .. ابويا طلّق امى من زمان .. عمرى ما شوفتهم
متفاهمين علطول كانوا بيتخانقوا ادامى كان ابويا بيضرب امى و بيطردها من
البيت حتى لو كنا نص الليل .. و لو كنت ادافع عن امى كنت اتضرب
و اتطرد معاها .. بس امى كانت حنينة اووى عليا .. بس برضو حنيتها
الزيادة دى و طيبتها اللى ودتنى فى داهية عمرها ماكنات بتسألنى رايح فين
و جاى منين ؟؟ او واخد الفلوس دى هتعمل بيها ايه ؟
برضو عمرها ما سألتنى مصاحب مين و بتخرج مع مين ؟؟
هو بس كان كل همها انها تخلينى مبسوط كانت بتحاول تعوضنى عن حنان
الأب ورعايته , مكنتش تعرف انها بكده بتدمرنى انا ..
انا مبلومش عليها .. انا بحبها .. بس الطريقة غلط .. ابويا هو السبب فى ده
كله .. مكنتش اشوفه إلا كل شهر و هو بيدى امى الفلوس .. كأنه بيمنّ
علينا .
بزمتك واحد زىّ عاوزه يطلع إيه ؟؟
إمام مسجد مثلاً ؟ 🙂
محمود : احنا مش لازم نجيب العيب كلـه على الظروف يا عماد !!
انا هتكلم معاك بصراحة ..
انت بإيدك كنت تمشى فى الطريق الصح , و بإيدك تمشى فى الطريق الغلط ..
ربنا خلقنا و انعم علينا بنعمة العقل .. لازم نستخدمه و إلا هيبقا إيه الفرق
بيننا وبين اى مخلوق تانى ؟
ربنا خلق جوانا الإرادة . خلق جوانا الثقة بالنفس , خلق جوانا العزم
و الإصرار .. احنا لو مستخدمناش الحاجات دى فيما يُفيد طبعاً أكيد مصيرنا
هيبقا ضياااع ..
كان بإيدك انت تقرر انت عايز تبقا ايييه ؟؟
عايز تبقا صايع و ضايع ولا شاب ملتزم محترم الكل يعمله ألف حساب ..
انا مبقولش إن الظروف ليها عامل كبير فى حياتنا , بس مش هى اللى هتأثر
فيها ,, إحنا اللى هنأثر فيها …
و طبعاً إحنا لا حول لنا ولا قوة .. كل شيئ فى نظرك مستحيل تقدر تحققه
بكلمـة ( ياااارب ) واحدة بس طالعة من قلبك ..
الموضوع بسيط خالص ولا معقد ولا حاجة .. المهم ( إنت عايز تبقا إيه ؟ )
عماد : انا عايز آكل هههههههههه ايه يا عم مش انت عازمنا هنا على الغدا
ولا رجعت فى كلامك ؟!
محمود : لا يا سيدى .. انا اقدر برضو ده انتوا تاكلونى
يللا بينا ناكل و نكمل كلامنا بعد الغدا ..
على : طب و الفاكهة و الشاى ؟؟
محمود : ده انتوا داخلين على طمع بقا :))
المشهد الثانى
الأم : فووووووزية !! انتى يا بت ..
فوزية : نعم يا حآجة ..
الأم : عارفة ام سامح؟؟ جارتنا اللى فى العمارة التانية ؟
فوزية : آه مالها ؟؟
الأم : جاتلى النهارده و طلبت ايديكى لإبنها ” سامح ” ده بشمهندس اد
الدنيا و هو دلوقتى مسافر الإمارات يكوّن نفسه و كده و هيرجع كمان
شهرين .. و كانت بتقولى نعمل الخطوبة اول ما ييجى البشمهندس .. ايه رأيك ؟؟
فوزية : ايه ده كله ؟ ايه ده كله ؟؟ ده ناقص تجوزونى كمان و بكره تقولولى
جبنالك العيال بالمرة اهو توفروا عليا ..!!
الأم : بت انتى بلاش لماضة !
فوزية : خطوبة ايه دلوقتى يا يا ست الحاجة لما اكمل دراستى الأول .. ابقا اشوف الحورات دى .
الأم : ياختى اللى فى سنك بيتجوزوا ..
فوزية : ده عندكم فى الأرياف , إنما هنا مفيش جواز إلا بعد اما البنت تكمل دراستها ..
الأم : هنا ولا هناك مفيش فرق , بقولك اييه انا خلاص اديت كلمة لأم
سامح و كلمتى متنزلش الأرض ابدااا ..
فوزية : يادى البلاوى اللى بتتحدف عليا .. يا ستى انا لسة مخلصتش الثانوية
العامة عيزانى اتخطب ؟؟
الأم : يوووووه انا قلبى بيوجعنى من المناهدة معاااكى يا شيخة , انا هكلم
ابوكى يشوفلك حل عشان انا تعبت ..
فوزية : يُستحسن برضو !
المشهد الثالث
محمود : ايه رأيكم فى القعدة الحلوة دى بقا ؟؟
عماد : محسسنى انك أخدتنا شرم الشيخ ولا الغردقة . دى بلكونة بيتكم يابنى
على : ياض انت علطول كلامك دبش كده .. ما تحاسب شوية ..
محمود : ههههههههه ياعم سيبه ده عماد ده حبيبى 🙂
على : خلاص اطلع انا منها بقا 😀
محمود : آه صحيح من ساعة ما قعدنا مسمعناش صوتك يا عم ” على ”
ما تقولنا حاجة كده 🙂
على : ايه اغنيلكم مثلاً ؟
محمود : لا يا ظريف احكى .. فضفض , قول اى حاجة .. بس من غير غناء
لحسن شبابيك البيت مش مستحملة و الجيران بيناموا بدرى
على : اتريق اتريق مانتوا مش حاسيين مين اللى قاعد معاكوا :))
انا يا سيدى مش هقولك ان حالى زى حال عماد .. انا ابويا و امى عايشين
مع بعض و الأسرة إلى حد ما متماسكة ..
بس المشكلة فى ( طريــقة التعامل )
يعنى محدش قالى الصح من الغلط رغم ان الحاجات دى بديهيه بس لما كنت
بعمل الغلط ألاقى الخرزانة على دماغى و محدش كانت بيرشدنى للصح ..
كانت التجارب هى اللى بتعرفنى و بتفهمنى .. ابويا راجل كبير و تعبان و امى
شايلة البيت على دماغها ..
كل هم ابويا انه يجيب فلوس يصرف علينا و بس .. يعنى مادام المصروف
موجود و الأكل موجود .. يبقا كده مسئوليته انتهت بالنسبة له ..
نفس الكلام امى .. طالما غسلت هدومنا و روقت الشقة و عملت الأكل
,, برضو مهمتها انتهت ..
نسيت انى محتاج اكتر من هدوم مغسولة و مصروف و اكل جاهز .. نسيوا انى
محتاج لحد يفهمنى و حد يكون صاحبى ..
من و انا صغير كنت اشوف كل العيال معاهم آباهاتهم و امهتاتهم بيلاعبوهم
و بيذاكرولهم و كأنهم ( أصدقاء ) ..
كنت بحسدهم اوووى .. كان نفسى ابويا و امى يكونوا زيهم ..
على الأقل فى أسلوب التعامل ..
تعرف يا محمود انت و عماد … معاملة ابويا ليا دلوقتى زى معاملته ليا و انا
عندى 6 سنين مفيش اى اختلاف ..
كنت دايماً حاسس انى مليش أب .. المفروض أبويا ده يكون صاحبى ,,
لما يكون جمبى أحس بالأمان .. لكن انا كنت بحس عكس ده خااالص ..
مش عارف بقا العيب من مين ؟؟ زى ما قولت يا حودة اكيد احنا كمان علينا
مسئولية كبيرة على اللى وصلنا ليه مش بس ابهاتنا و امهاتنا ..
بس انا حاسس انى فعلاً عايز اتغير و ابقا إنسان كويس …
بس معرفش ازاااااى ؟؟؟؟
و نكمل الحلقة الجاية ان شاء الله 🙂