عشقك أذاب قسوتي للكاتبة ريهام-حلمى

محتويات المقالة

الفصل الثانى عشر :
فى المشفى الخاص،،،،،
خرجت حياه من غرفه منه وهى قلقله من سيف عليها ،فقد اخبرتها منه عن امر الملف بعد ان الحت حياه عليها ،وحاولت معها ان تقنعها بعدم فعل ذلك ولكنها لم تتمكن فصديقتها عنيده للغايه ولا احد يتمكن من ردها عما فى رأسها
ذهبت الى كافتريا المشفى حيث يتواجد احمد ،واقتربت منه ،ولكنها تسمرت فى مكانها عندما وجدت حسام بجانبه ،بينما رفع حسام نظرها اليها وتفاجأ بوجودها …
شعر احمد من نظرات حسام لشقيقته خطب ما ،فسأله بجديه :
-مالك يا حسام فى ايه ؟!!
التفت حسام اليه ،وهم برد عليه ولكن قاطعه اقتراب حياه اليهم كثيرا ،نظر احمد بوجوم الى حياه ،وجذب لها مقعدا لتجلس بجانبه ،ثم نظر الى حسام قائلا بجديه :
-دى تبقى حياه اختى الصغيره .
ابتسم حسام اليه بهدوء ،واجابه بنفس النبره :
-اعرفها ،هى طالبه عندى مش كده يا آنسه حياه ؟!!
ارتبكت حياه من نظراته ،وامأت براسها بخجل ،بينما رد عليه احمد بهدوء :
-طيب كويس والله انا كده هبقى مطمن وهى هناك .
لوت فمها حياه بضيق واضح ،من حديث اخيها ،بينما اخذا الصيديقان يتحدثان فى امور عده ،اما هى فالتزمت الصمت، واخذت تفكر وكأنها فى عالم اخر ،بينما كان حسام يختلس النظرات اليها من حين لاخر ،وهو سعيد للغايه انها شقيقه صديقه ….
بعد فتره نظرت من بعيد وجدت سيف يقترب منهما ،وعلى وجهه الامتعاض والضيق ،فجزت على اسنانها بقوه ،قائله بخفوت :
-اهى كملت!
اقترب سيف اليهم ،وسألهما عن اجراءات الدفن ،فاخبره احمد انهم فى انتظار الانتهاء منها ،فأوما برأسه موافقا ،وجذب مقعد ما وانضم اليهم ،بينما استأذنت حياه من احمد للاطمئنان عليها
————————-
فى فيلا احمد مهران ،،،،،،
جلست ندى امام التلفاز وهى تقلب القنوات بملل ،فلم تجد شئ يسليها ،فجلست على فراشها ،وامسكت بهاتفها لتهاتف زوجها وتعلم منه ماذا حدث ليسارع بالخروج ومعه حياه ،كتبت رقمه على الهاتف فهى تحفظها عن ظهر قلب ،وكيف لا تحفظها وهى تعشق كل شئ يتعلق به ،انتظرت ثوانى حتى اتاها صوته التى تعشقه ،قائلا بجديه :
-السلام عليكم
اخذت ندى نفسا عميقا ثم اجابته بحب :
-وعليكم السلام ،احمد انت فين قلقتنى عليك ؟!
رد عليها احمد بايجاز :
-اطمنى ما فيش حاجه .
اغمضت عيناه بضيق من حديثه القليل معها ،فسألته بفضول :
-يعنى ايه اللى حصل ،وكنت مستعجلين اوى انت وحياه ؟!!!
رد عليها احمد بهدوء :
-صحبه حياه مامتها وبابها تعيشى انت ،وهى فى المستشفى .
ضمت ندى شفايفها فى اسى وشفقه على حال هذه الفتاه ،فردت بحزن :
-انا لله وانا اليه راجعون ،ربنا يصبرها على فراقهم .
بعد فتره من صمتهم ،حاولت ندى ان تتجاذب معه اطراف الحديث ،قائله بحب :
-طيب هو انت امتى هتيجى ،اصل انا زهقانه اوى .
قطب احمد حاجبيه بشده ،فهتف بجديه :
-لسه مش عارف ،حاولى تشغلى نفسك بأيه حاجه ،وانا هحاول مش اتأخر !
اومأت ندى برأسها ،ثم قالت له بعفويه :
-طيب ممكن اروح عند بابا وماما ،اصلهم وحشونى اوى ؟
احتدت نظرات احمد ،واجابها بحده:
-لأ مفيش خروج الا وانتى معايا غير كده لا !
ثم تابع بأمر :
-وكلى كويس وخدى دواكى ،مفهوم يا حبيبتى ؟
تمددت ندى على فراشها ،واجابته بسعاده :
-حاضر يا حبيبى .
تنهد احمد طويلا ،ثم سألها بهدوء :
-عاوزه حاجه ،علشان لازم اقفل دلوقتى ؟
اجابته ندى بخفوت :
-سلامتك ،يا حبيبى .
خطى احمد باتجاه صديقيه ،ثم حياها بجديه :
-طيب سلام دلوقتى ،وماتنسيش اللى قولت عليه .
ابتسمت ندى ثم ردت عليه بطاعه :
-حاضر سلام .
اغلقت ندى الهاتف،ثم احتضنته بسعاده ،وهى تنظر الى صورته على الكومود التى بجانب فراشها
———————-
ذهبت حياه الى غرفه منه ،وحاولت هى والممرضه افاقتها لتلقى نظره اخيره الى والدتها ،وبعد محاولات لافاقتها ،فتحت منه اعينها ووجدت امامها حياه فاحتضنتها بقوه وظلت تبكى بمراره ،بينما احتصنتها حياه هى الاخرى ،وهى مشفقه عليها كثيرا
ابتعدت منه عنها قليلا ،ثم تحدثت من بين بكاءها :
-ماما يا حياه عاوزه اشوفها اكيد هى محتجانى اوى ،ارجوكى
نظرت حياه بزهول اليها رغم انها اخبرتها بخبر وفاه والدتها الا انها ابت ان تصدق ،فوجدت ان الحل الاخير والاصعب ان تأخذها اليها لتتأكد بنفسها ،فاشارت للممرضه بذلك ،فاخذتهما الممرضه هناك …
دلفت منه الى الغرفه التى تتواجد بها والدتها ،ووجدت وجهها مغطى بملاءه ،فابتلعت ريقها بخوف ودموعها على وجنتيها ،فتقدمت منها بخطوات مرعوبه ،حتى وصلت اليها ،ثم ازالت الغطاء عن وجهها ،فتسمرت مكانها ما ان وجدتها والدتها ،ثم حدثتها بجنون :
-ماما قومى يا حبيبتى ،خلاص انا مش هسيبك مع جوزك ده تانى ،همشى انا وانتى وبس وهعملك العمليه وهتبقى كويسه !
انتظرت منه انت تكلمها ولكن لا رد،فهزتها بلا وعى :
-يلا بقى يا حبيبتى انت ليه مش بتردى عليا ؟!!
صرخت منه بجنون وهى تحتضنها ،وهى تهتف بجنون:
-قومى يا ماما انا مقدرش اعيش من غيرك .
اقتربت حياه منها وجذبتها بقوه عندما احتد صراخها ،بينما ارجعت الممرضه الغطاء الى وجهها مره اخرى ،ثم عاونت حياه لاخراج منه خارج الغرفه ……
ادخلوها غرفتها مره اخرى ،ثم مددوها على الفراش ،وهى تهذى بكلمات غير مفهومه
………………….
بينما عند احمد وحسام اكملوا اجراءات دفن والدة منه ،وانطلقوا الى المدافن بعدما انضم لهم بعض جيران صلاح ،اما سيف فقرر المكوث بجانب منه حتى لايتركها لتختلى بنفسها ابدا ،فانطلق باتجاه غرفتها ليسأل عن حالتها ….
طرق عدة طرقات فسمع صوت حياه تاذن له بالدخول ،فوزع نظره بالغرفه ،وجد منه ممدده على الفراش وهى تهذى بالكلمات الغير مفهومه ،وبجانبها حياه تمسك بيدها ،فسالها بجديه:
-فى ايه ؟!
نظرت له حياه بضيق ،ثم اجابته باستفزاز:
-لا ابدا مفيش مامتها وبابها ماتوا بس!
جز سيف على اسنانه ،ثم تمتم بضيق:
-استغفر الله ،يارب صبرنى ؟
اقترب سيف منهما ثم نظر الى منه وجدها تبكى بصمت ،وهى تهذى مع نفسها كانها انفصلت عن العالم ،ثم نقل بصره الى حياه ،وطلب منها بهدوء :
-طيب اتفضلى انتى ياحياه ،وانا هتصرف معاها .
قضبت حياه جبينها بشده ،ثم تحدثت بحده :
-نعم !انت عاوزنى اسيبها معاك ده لا يمكن يحصل ابدا !
ابتسم سيف لها باستفزاز،ثم رد عليها ببرود:
-لو خايفه على صحبتك ،اطلعى بهدوء.
نظرت حياه الى منه ،وخافت عليها منه ولكن فكرت انه لا يمكن ان يأذيها وهى فى حالتها تلك ،فتأفأفت بضيق ثم خرجت من الغرفه ،بينما جلس سيف على طرف الفراش بالقرب من منه ،ثم قرب وجهها منه ، مسح دموعها بابهامه ثم ومرر كفه على وجنتها ،قائلا ببرود:
-مش متعود عليكى هاديه كده ،ايه ندمانه ؟!!
لم ترد عليه منه ،بينما ابتسم هو بسخريه ثم امسك خصله من شعرها ولفها حول اصبعه وهو يقول باعجاب غير متناسب مع تلك الظروف :
-شعرك حلو اوى ،عارفه اول ما شوفتك ما نكرش انك جذبتينى ليكى؟
ثم اكمل وهو يجذبها من خصلتها بقوه قليلا:
-بس جمالك مش هيشفع ليكى عندى ،انا مش بسيب حقى ابدا وانت جربتينى يوم ما مديتى ايدك عليا !صح يا حلوه؟
تأوهت منه من جزبه لخصله شعرها ولكن لم تتمكن من مقاومته فقد شعرت غير قادره على تحريك اطرافها ،بينما استرسل سيف فى حديثه الحاد:
-انا هسيبك دلوقتى عشان الحاله الا انتى فيها ،بس بعد كده نور الشمس مش هتشوفيه ،وهتبقى زى اى حاجه مالهاش لازمه فى البيت …
نظرت اليه منه ،وكانت تشهق بالبكاء بعد تهديده البائن،ابتسم سيف بداخله على الرغم من غضبه منها ،فمنظرها وهى تسمع لكلماته وهى تشهق بالبكاء كالاطفال جعله يبتسم ،مد سيف يده ومسح دموعها مجددا قائلا بنفاذ صبر وصرامه :
-وبعدين بقا بطلى عياط
انتفضت منه بقوه واغمضت عينيها بخوف ،ولم تتمكن من الرد عليه ،اما هو فنهض من مكانه ،واتى له بكوب من الماء ،ثم ذهب باتجاهها ثانيه ،واحاط زراعه بظهرها ،وعدل وضعيتها واجبرها للجلوس ،ثم قرب الكوب من فمها ،ولكنها بحركه مفاجئه القت الكأس من يده بحده وغيظ ،فتناثر الماء على يده وبنطاله ….
اظلمت نظراته ،وضغط على فكه بقوه ،ثم امسك بيدها بقوه قائلا بحده :
-انتى اللى جبتيه لنفسك ،قسم بالله لهتشوفى معايا السواد يا منه
———–
يتبع
error: