رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد/ كاملة
رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد الفصل الرابع
فى صباح اليوم التالى استيقظ جميع الخدم على صوت البوق الصباحى عدا خادم واحد هاجر او هادى .
نظر تامر الى هادى النائم ” حد يصحى هادى يا جماعه ”
توجه محمد الى سرير هادى الذى اصبح ينام فوقه وبداء يهزه برفق ” هادى قوم اصحى ”
لترد هاجر بنعاس وعيون مغلقه وتتقلب الى الجانب الاخر ليظهر وجهها الى محمد ” سبينى انام شويه يا ساره ”
لتظهر ابتسامه على شفتاه محمد وبداء يتأملها وهى نائمه رفع يده وضعها على شعرها وبدأ يلعب به وهى نائمه لا تشعر لينظر محمد ما احرزه ليجدها ملامح بنت يقول فى عقله ” هو فى بنات بالحلاوه دى ده انت غلبتهم يا هادى ”
بعثر شعره وبداء يهزه بقوه اكبر ” هادى كريم لو جه ولقاء لسه نايم هيغضب ”
تفتح هاجر عيناها وتغلقها مره اخره محاوله ان توضح ملامح الشخص الذى بجوارها على السرير فتحت عيناها بسرعه لتجده شاب تفزع وترجع للخلف وتلم شرشاف السرير على صدرها وتقول بصراخ ” انت مين وبتعمل ايه فى اوضتى ”
يضحك محمد ويناوله النظاره التى بجوار المخده ” خد البس دى وربنا يهديك يا هادى اكتر ما انت هادى ”
ونزل محمد من اعلى السرير لينزل مع الباقى المستيقظون جلست هاجر تفكر من هادى ذلك للتذكر ما مرت به بالامس تضع يدها على شعرها تجده قصير اذا لم يكن حلم هى فى القصر الان وتتقمص دور هادى ، شعرت ببعض الضيق فى الرباط التى تربطه حول صدرها ليصبح املس وتريد ان تحكها ولكن كيف لابد من وجود حمام هنا بدأت تشم نفسها لتقزز وتقول قبل ان تنزل من السرير ” لازم اتنقع لمده يومين على الاقل ”
نزلت لتلامح قدمها الارض وتجد جميع من فى الغرفه عارى الصدر وبملابسه الداخليه للتسع عيناها وتعطيهم ظهرها على الفور وتصرخ ” انتو فى مولد سيدى العريان ولا ايه ”
لتسمع قهقه من الخلف ” وكمان بتتكسف ده انت عار على الرجاله ”
قررت ان تنظر مهما كلف الامر يجب ان تتحلى بالجراءه قليلا لانها سوف تمكث مع الشباب مهما طال العمر او اكتشفت ولا تستطيع الزهور بهاجر لان من الواضح الملك يريدها ، التفتت لتنظر لهم ليضحكوا جميعا عليها ويخرج صوت طلعت الضاحك ” وكمان خدوده بتحمر قولى سبت ايه للبنات مش فيك ده انت حتى ” ينظر الى اسفل ظهرها ويكمل حديثه ” مدوره ”
لتصحيح بصوته الغاضب ” انت قليل الادب ”
يضحك طلعت ” اه انا قليل الادب بس مش طرى يا طرى ”
ضربت بقدمها الارض دليل على غضبها ودفعتهم بغضب لتسمع صوت من خلفها ” مش بقولكم الواد ده طرى محدش صدقنى ”
نظرت خلفها باستحقار وتفتح الباب وهى مازلت تنظر لهم بغضب وسخريه ومجرد ما تلتفت تقع فى احضان احد تغمض عيناه ومجرد سماع صوته تبتسم ” مين مزعلك يا هادى ”
نظرت الى طلعت بتحدى وترى الجميع انحنى احترام لكريم ” طلعت بيقول عليا خدودى حمرا زى البنات وطرى وكمان ” تنظر الى الارض وتخجل وتصبح حمراء اكثر
تسمع صوت كريم ” وايه كمان ”
لتضع وجهها فى الارض ولا تتحدث ليقول تامر بصوت عالى ” التوته مدوره ”
ليضحك كل من فى الغرفه على تلك الكلمه ومعهم كريم ” ايه ده بجد طب ورينى كده ”
لتضربه على صدره بخفه ” اوريك ايه انت كمان ما تلم نفسك ”
ليصمت الجميع عن الضحك بمجرد ان تطاولت هاجر عليه نظر اليها كريم بوجه لا يدل على السعاده او الحزن ليخرج صوته الغير المرح اطلاقا ” محمد خلى هادى يصحى الملك هو طلبه بنفسه امبارح ”
وخرج من الغرفه دون حديث معها شعرت بالحزن وجلست على سرير محمد لا تتحدث هى لم تقصد ان تقل منه امام الخدم او من شأنه هى فقط تعاملت معه بكل عفويه جلس بجوارها محمد وضع يده على فخذها ” متزعلش بس انت غلطان محدش يقدر يمد ايده على رئيس الخدم حتى لو كانت بهزار ”
كانت على وشك البكاء ولكن مسكت نفسها فى اخر لخظه ” مكنتش عارف انه غلط ”
رفع رأسها لفوق بيده ” محدش فينا بيعرف حاجه هنا غير اننا خدم لازم نحط وشنا فى الارض لازم ننحنى لاصغر مننا فى السن عشان ربنا اراد نبقى يتامى ”
تراقب هاجر ملامح محمد العابسه التى تحولت الابتسامه فى لحظه ” بس تخيل لو الملك مش جمعنا هنا كنا ازاى هنقدر نصرف على امهاتنا كنا هنبقى فى الشارع مش لاقين الاكل الى بنكله ده وكمان 3 وجبات احنا هنا فى النعيم اه خدم بس بره القصر لينا مكانه ”
قام محمد بعد ان طبطب على فخذها مره اخرى ” قوم يلا عشان نستحمى وتروح تصحى الملك ”
اعطها محمد ملابس الخدم التى لم ترتديها امس التى كانت عباره عن قميص احمر بكم وبنطال ابيض وقبعه بيضاء فوق الشعر ، نظرت الى الحمام وفكها نزل الى الارض يقفون السته الى معها فى طابور وهو فى حمام واحد ، انتظرت حتى جاء دورها بدأت تفك الرباط لتنعم ببعض الحريه وتستمع بقطرت الماء الساخن على جسدها ولكن سمعت طرق على الباب ” خلص يا هادى الملك المفروض يصحى بعد خمس دقايق ”
اغلقت الماء بسرعه حتى الاستحمام لم تنعم به لفت الرباط مره اخرى وتأكدت منه وبدات فى ارتداء ملابسها بسرعه التى كانت مجسمه عليها وتبرز جسدها اكثر ف اكثر ولكن الرباط افادها فصدرها لايبرز خرجت من الحمام بشعرها المبلول الساقط على وجهها وترفعه لتقابل كريم امامها نظر لها ببرود ” كل ده تأخير انت فاكر نفسك فى حمام بيتكم يلا قدامى ”
خرجت من الغرفه دون تسريح شعرها وضعت القبعه عليه حتى لا يظهر ومن الجيد حتى تخفى شعرها بعد طوله اسفلها ، كانت تسير خلف كريم واضعه وجهها فى الارض والجميع ينحنى اليه فى طريقهم الى غرفه الملك نظرت الى الحارسان امام الباب ودخلت وحدها تلك المره دون كريم .
اتجهت الى سرير الملك رفعت الغطاء قليلا ليظهر لها عارى الصدر لتقول فى سرها ” هو ايه مزاج الرجاله فى النوم عريانين ”
حاولت ان تيقظه دون لمسه ” مولاء الملك مش هتقوم بقى ”
ولكن لا فائده تحدث نفسها ” لا مهو مش هيقوم كده لازم اهزه ”
تحلت بجميع الجراءه التى فى الكون وبمجرد ما وضعت يده على كتفه وجدت نفسها مستلقيه اسفله وسكين على رقبتها نظرت بفزع نحو السكين وتوترت وبدأت فى الاترتعاش وكل ما جاء فى عقلها هو انها تم اكتشافها ترى عيونه الناعسه وحاجبيه المعقودين بطريقه محببه وصوته الناعس الخامل ” انت مين وبتعمل ايه هنا ”
لترد بخوف ونظرها معلق على السكين ” انا خادمك الشخصى هادى كنت بصحيك ”
يغلق عيناه مرات متعدده محاوله ان يفيق من نعاسه ” ماشى ”
ازاح السكين من على رقبتها ليضعه اسفل المخده وذلك يعطيها الاذن ان تشم عطره الذى تنجذب اليه بسرعه ويعجبها بطريقه لا توصف كان التوتر هو سيد الموقف هى تشعر بالحراره من تلك الوضعيه التى بها اسفله وايضا كونه عارى الصدر اما هو احمرار خدوده يجعله ينجذب اليه بطريقه هو لا يعلمها والذى تحول الاحمرار الى شفتاه الذى يبلهم بالسانه من التوتر هو يعلم ان الانجذاب للرجال خاطئ وحرام ولكن يوجد شئ خاطئ هو لا يعلمه اقترب اكثر منه محاوله ان يدقق فى ملامحه او يكتشف الخطئ به ولكن توترها نتج عنها صرخه انثويه ليبتعد عنها ولكن مازلت يداه واضعه على السرير متعجب من تلك الصرخه التى خرجت من رجل الان امامه ، يلتفت الى صوت الباب الذى فتح ودخول كريم بسرعه ليسأل عن ماذا يحدث يجد ان باهر مستلقى فوق هادى وايضا عارى الصدر هذا وحده جعل شعور الغضب يجتاحه فهو يشعر ان هادى ملكه هو فقط لا يسمح لاحد ان يصادقه غيره ولكن ما سبب غضبه بتلك الطريقه طالما كان الملك لديه تلك العاده السيئه عند استيقاظه ولكن عقل كريم يسأل اين السكين ولماذا صرخ هادى ماذا يفعل باهر له خرج صوته بعد ان انحنى لدخول الحراس خلفه ” فى ايه يا مولاى ”
قام من اعلها بهدوء واشار الى الحارسين للذهاب ” مفيش حاجه يا كريم ”
نظر كريم الى باهر الذى جلس على حافه السرير وهادى الذى قام مسرعا من السرير وخلفه مثل كل مره يحتمى به من اى شئ يخيفه وهذا جعله يشعر بالسعاده نوعا ما ، كانت هاجر تشعر بالخوف ماذا اذا اكتشف انها بنت ولكن تلك الصرخه ربما تكشفها وايضا الملك كان ينظر لها بتسأل هى تعترف انها كانت تقراء اسئلته التى فى عيناه ولكن وجدت نفسها بين يدى الملك يمسكها من مقدمه قميصها ويرفعها لتلامس اصابع قدمها الارض ” انطق حالا اختك فين لقطع رأسك دلوقتى ”
كانت خائفه فى كل الحالات سوف تموت وبمجرد ان يعرفوه الحقيقه منها والان ولكن قررت ان تكابر يمكن ان تجد فرصه واحده للنجاه والهرب من هنا وترجع فتاه جاريه وتنتهى من ذلك الكابوس الرجولى التى تعيش به ” اننننا معرفش فين ”
ليمسكها بقوه وتشدت قبضته عليها ” ازاى متعرفش انت مش قلت عايز تصرف عليها ”
لتستلم ان الكذب ليس له قدمان وان الكذب مهما اطالت به سوف يقع لسانك يوما ما ولكنها ليس لديها القدره الان على قول الحقيقه ” اصلا امى فى المستشفى وبعنا بيتنا عشان نصرف على علاجها هى راحت تسكن عند واحده صحبتها وانا جيت هنا عشان اشتغل وو اشترى بيت ونعيش فيه ”
تركها مره واحده لتقع على الارض بقوه ينحنى الى طولها ” وفين بيت صحبتها ده ”
” معرفش ”
ليصرخ باهر ” ازاى متعرفش هى مش اختك ”
تشعر بالخوف وتنظر الى كريم لنجده ولكن كريم ينظر لها ببرود يشاهد تلك المعركه بهدوء وهذا ما ابكاها وليس خوفها من الملك ” انا مجرد ما خرجت من البيت عشان اشترى اكل جنودك اخذونى ومعرفش حاجه عن اختى ”
لتمسح دموعها بقوه وتقف امام باهر ” هو مش انت الملك وبتساعد المحتاجين الى زيى دورلى على اختى ”
وتركته وذهبت لا تعرف الى اين متجهه بدأت تسير فى الاورقه هى تعلم انها سوف تتوه ولكن الغضب حقا يعمى البصيره ولكن وجدت نفسها واقفه امام باب القصر ولا يوجد عليه حراس هل سوف تهرب الان لترجع الى ادراجها وتهرب فى الليل افضل لها من النهار وبمجرد ان دخلت اعتاب القصر سمعت صوت بوف الافطار كانت ترى الخدم متجهين الى غرفه الطعام وبدأت تسير خلفهم حتى وصلت واتجهت الى طاولتها مع باقى زملائها بدأت تتناول الافطار فى هدوء تام مع ضحكات وحديث البقيه التى لم تهتم له مطلقا هى يكفيها ما تعيش وامها تريد ان تطمئن عليها قالت بصوت خافت ” محمد هو انا ينفع ازور امى فى المستشفى ”
هز رأسه بنعم ” اه طبعا انت بس تقول لرئيس الخدم ”
هزت رأسها بتفهم هى يجب ان تفرط فى كرامتها من اجل ان ترى امها ، انتهت من الفطور وبدأت تبحث عن كريم فى كل الانحاء حتى وجدته يتكلم مع احد الخادمين انحت له وقالت ” رئيس الخدم ”
ليأشر للخادم ان يذهب ” خير عايز ايه ”
بدات تلعب فى اصابعها بتوتر ” كنت عايز ازور امى ”
نظر الى الامام وببرود واضح ” لا ”
صمتت ومشت من امامه قبل ان تنحنى له مره اخرى وتذهب مسرعه الى غرفتها مع الخدم دخلت الغرفه لتجد ان لا احد موجود طلعت على سريرها واستلقت بهدوء تنظر الى السقف ببكاء صامت دموعها فقط تجرى على خديها لسقط على المخده فى النهايه مر كثيرا من الوقت على حالتها تلك
لتسمع صوت دخول احد الغرفه ولكن لن تقوم من مكانها لترى من وما سمعته جعلتها تظل مكانها ” ايه يا طلعت نويت الهرب امتى ”
يرد طلعت ” مش ههرب لوحدى المره دى يتامر انت هتيجى معايا ”
” لا مش ههرب غير لما اعرف حكايه الواد هادى ايه انت شفت كريم بيعمله ازاى ”
” وانت مالك اهو انهارده مصدره الطرشه وهادى مختفى والملك وكريم قالبين عليه الدنيا ”
” طب يلا بينا من هنا قبل ما حد يجى ”
سمعت صوت اغلاق الباب تنهدت وقالت فى عقلها ” بقى دلوقتى قالبين عليا الدنيا انا الى هقلبها عليكم ”
وظلت على هذا الحال حتى سمعت بوق الغذاء نزلت من على السرير واتجهت الى الحمام لتغسل وجهها من اثار البكاء وسرحت شعرها على جنب مثل امس وتوجهت نحو قاعده الغذاء بصعوبه بالكاد ذهبت كادت تتوه جلست على الطاوله بجوار محمد الى همس فى اذنها ” كنت فين طول النهار يا هادى ”
همست بنبره الصوت ” فى الاوضه ”
كاد محمد يتكلم ولكن يد وضعت على كتف هاجر جعلته يصمت ” اتغدى يا هادى وتعالى المرسم ”
ذهب كريم من امامهم ليكمل محمد حديثه ” هو فيه ايه انت عملت ايه للملك ”
نظرت حولها ” اصله عايز اختى التؤم وانا معرفش مكانها ”
توسعت عيون محمد ” هو انت ليك اخت تؤم ”
هزت رأسها بنعم هى تريد توسيع الكذبه للتصديق ليس إلا ” اه نسخه منى ميفرقش عنى انا وهى غير الشعر هى طويل وانا قصير ”
ابتسامه علت على شفاه محمد وهو يتذكر عندمت حاول ايقاظه فى الصباح وتذكر انه جميل اذا كيف لو كان فتاه بداء يأكل فى صمت وهو فقط يتخيل اخت هادى ليس إلا . .
انتهى موعد الغدا وتوجهت نحو المرسم لتجد ان الحارسين لاول مره مش موجودين دخلت الغرفه لتجد كريم ينظر لها من اعلها الى اسفلها ” انحنت له ” رئيس الخدم ”
يهز رأسه بهدوء ” الملك مش موجود دلوقتى وانا مش مصدق الحوارات دى ”
تبتلع ريقها فى توتر ويكمل كريم حديثه ” اعترف بالحقيقه دلوقتى وانا مستعد انى اسعدك ”
تهز رأسها بلا ” صدقنى مفيش حاجه ”
هز رأسه بهدوء ” اه مفيش وانا مش مصدق الاقميص ده يتقلع ويتحط على الارض دلوقتى ”
ويأشر بيده على قميصها التى نظرت اليه وابتلعت ريقها . . .