رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد/ كاملة
رواية مدينة الرجال بقلم دودي أحمد الفصل الحادي عشر
همست فى اذنه ” مين دى الى بنت عمك وخطيبتك انت هتهزر معايا يا كابتن ”
ضحك باهر بخفه وقبل يدها امام الحضور ” عاملك مفاجئات حلوه بس اصبرى على رزقك ”
امسكت بكتفه ” انت بتحطنى قدام الامر الواقع صح ماشى يا سمو الملك ”
يضحك مره اخرى وتغضب ” انت بتضحك على ايه ”
تبداء موسيقى فى انحاء القاعه يأخذها ممسك بيدهها ويده الاخرى على خصرها ” حطى ايدك على كتفى ”
لتضع يدها على كتفه بهدوء ليبداء مرقصتها مع جميع الثنائى الموجود بالقاعه ” لازم تضحكى قدامهم عشان مينفعش يبان قد ايه بتكرهينى يا حبى ” يلفت يده عند خصرها ويجعلها تدور فى مكانها ثم يرجعها مره اخرى ” وحكايه بنت عمى دى بعد الحفله هحكيلك عليها وانك خطيبتى عشان قبل اى حاجه بحبك ثانيا انتى بنت عمى فهمتى يا جميل ”
ليطبع قبله على خديها لتعلن الموسيقى انتككهائها مع تصفيق الحضور ليأخذها من يدها يجلسونش على احدى الارئك الفخمه على منصه عاليه قليلا عن الجميع لترى جميع الضيوف والمدعوين وتجد ساره تقف مع الرجل الحديدى
لتهمس له فى اذنه ” هو مين ده الى واقف مع ساره ”
يبحث عنها بعيناه والابتسامه مازلت على وجهه” ده مصطفى ”
تبتسم بسخريه ” لا بجد قول كلام غير ده مصطفى وبيشتغل ايه سى مصطفى ده هنا ”
يمسك يدها ” يا حبيبتى اه لو لسانك الطويل ده يتقص شويه هنعيش احلى قصه حب ومصطفى الوزير بتاعى يا قمرى ”
تحاول ازاله الخجل من على وجهها ولكن تفشل عندها يصطبخ وجهها بالاحمر ويلتقط احدى المصورين لها صوره فى تلك الوضيعه ليزداد خجهلها وتسمع قهقه منه تعجلها تبتسم لا ارادى ” طب والوزير بتاعك ده بيعمل ايه مع صحبتى ”
ابتسامه خبيثه ظهرت على محياه ” تحبى اقولك كمان بيقولها ايه دلوقتى ”
لتهز رأسها بنعم فى حماس
” بحبك ”
قلبها ينبض بسرعه وتشعر بالحراره تجرى فى جسدها نفسها اصبح ثقيل مجرد ما سمعت تلك الكلمه شعرت بتعرك يديها التى بدأت تعبث بهم بتوتر ابتلعت ريقها بصعوبها غير محتمله تأثير تلك الكلمه عليها لتنظر بخفه الى باهر التى ابتسامته اصبحت اكبر من زى قبل ” اه بحبك هو بيقولها كده ”
تتلاشى ابتسماتها فورا عندما عرفت انه يقصد ساره ومصطفى ليضحك بشده على منظرها وكأنه بالفعل شعر انها تبادله الحب ولكنه يعشق جعلها طفله فى حضوره ابتسامتها التى فى نظره كل شئ رأه وسعادته زادت عندما علم انها ابنه عمه ينظر لها بهيام واضح لتفرق اصابعها امام وجهه وتقول بسخريه ” خدلك تصويره بتعيش اكتر ”
ليقوم باهر من مكانه ممسك بيدها معلن بصوت عالى ” اعلن الان ان الاميره هاجر اميره رسميا ”
يأتى احدى الخدم ممسك بوساده حمراء مربعه صغيره موضوع عليها تاج صغير مرصع ببعض الالماس الملون يقف امام الملك ينحنى ليمسك باهر بالتاج ويضعه فوق رأسها مع تصفيق حار من الحاضرين وضوء الفلاش الذى امتلئ بسرعه فى المكان ابتسمت حتى لا تفسد تلك الامسيه وداخل عقلها الكثير من الاسئله تريد الاجابه عليها ليأتى بعد قليل خادم اخر يحمل علبه حمراء كبيره موضوع بها خاتمين ليرتدى باهر احداهم لهاجر وينظر الى هاجر المتردده فى امساكه حتى ليهمس لها “اوعدك عمرى ما هتندمى ” لتأخذ الخاتم الكبير الذى يوجد به حجر كريم اسود وتضعه فى اصبعه وهى خائفه من الاتى .
ليأخذها الى وسط القاعه ويرقصون مره اخرى ليهمس لها فى اذنها ” مش قادر اوصفلك فرحتى كبيره ازاى ”
تشعر ببعض القشعريره فى جسدها بسبب قربه لها ” وانا كمان مبسوطه ”
ليحملها وسط نظرات الجميع بالحماس ويدور بها فى منتصف القاعه اسفل الثريه الكبيره والتى وضعت وجهها فى رقبته من الخجل لينزلها الى الارض ” ارفعى وشك انتى مكسوفه ليه ده انتى الاميره وبعد كام شهر هتبقى الملكه ”
يشعر ابتسامتها على صدره والتى مازلت تخفى وجهها من الخجل . . .
يجلس فى غرفته يتناول كؤس الخمر واحد تلو الاخر حتى ذهب عقله يمسك بوشاحها الذى سرقه خلسه من غرفتها يشمه ويحضنه ويبكى بحرقه ” ليه خليتنى احبك وانتى ملك حد تانى ”
ليشعر بيد على كتفه يلتفت يجدها ميرا ” انت قاعد هنا لوحدك ليه والحفله تحت وهاجر بقت رسمى خطيبته قدام كل المملكه ”
يقول بصوته الثامل والحزين ” وانتى جايه تشمتى فيا دلوقتى ”
لتذهب الى السرير وتستلقى امامه ليظهر ساقيها امامه ” عمرى ما شمت فيك يا كريم ده انا بحبك ”
لينظر الى الزجاجه الخمر ويمسكها ويصب لنفسه كأس اخر يشربه مره واحده مع دموعه التى بدأت بالسقوط بسبب حرقه الخمر وحرقه قلبه لينظر الى ميرا التى مستلقيه امامها يراها فى هيئه هاجر ليبتسم ” انتى هنا عشانى ”
تهز ميرا رأسها بنعم ليذهب الى السرير يستلقى بجوارها فى احضانها ” انا محبتش غيرك يا كريم وعمرى ما هحب باهر”
يبداء فى تقبيل عنقها وابتسامه خبيثه تظهر على شفتاه ميرا التى وضعت يدها اعلى ظهره لتقربه لها اكثر . . . . . .
تجلس بجواره على الارجوحه فى حديقه القصر وقدمه هى التى تهز الارجوحه ” قولي بقى يا ستى مش عايزه ترقصى ليه معايا ”
تلعب فى ذلك الكأس المملوء نصفه عصير ليمون ” مبعرفش ارقص ”
” ليه هو انتى رقصتى مع حد قبل كده عشان كده عرفتى انك مش بتعرفى ترقصى ”
تلوى فمها وتشرب بعد القصير ” طول عمرى بحلم ارقص مع فتى احلامى زى ما بشوف فى الافلام الهندى بس عمرى ما لقيته وشكلى كده هفضل اتفرج على هندى ومش هعيشه ”
يمسك يدها لتفزع ويسقط الكوب من يدها على الارض وتسحب يدها بسرعه من يده ” انت بتعمل ايه ميصحش كده على فكره ”
يقترب منها ليغلق تلك المسافه التى وضعتها بينهم ” هو انتى عنيكى حلوه ولا انا الى شايف كده بس ”
لتقوم بسرعه من لتقف بسبب امساكه لمعصمها وتبتسم بخفه وتدعى الغضب ” لو سمحت سبنى لو شافنا حد هيقول ايه ”
يرجعها بيده ليجعلها تجلس على الارجيحه مره اخرى ” هيقول مصطفى بيتمرجح مع ساره ”
لتضحك معاها وتخرج من حقيبتها الصغيره خياره وتبداء فى قطمها مع نظرات مصطفى ” انتى بتعملى ايه ”
” ايه باكل خيار ” وتبداء فى قطمها مره اخرى
يضحك مصطفى عليها ” وجبيتها منين الخياره دى ”
تقترب منه وتنظر حولها ” سرقتها من المطبخ بس اوعى تقول لحد ”
يهز رأسه بهدوء ” حاضر مش هقول لحد معكيش واحده كمان نتسلى كده واحنا بنتمرجح ”
لتخرج واحده اخرى من حقيبتها وتعطيها له ويبداء فى اكل الخيار معا وسط ضحكاتهم . . .
انتهى الحفل بعد منتصف الليل يبحث عن كريم فى كل مكان يسأل الخدم عن مكانه ولم يعرف احد مكانه ” ما تشوفه يا باهر ليكون نايم فى اوضته ”
يقترب منها بهدوء ” انتى قلتى ايه ”
تتعجب ” قولت نايم فى اوضته ”
يهزر رأسه بلا ” قولى كل الى قولتيه بالحرف ”
تتنهد بضيق ” ماتشوفه يا باهر ”
يقاطعها ” احلى باهر سمعتها فى حياتى ”
تضحك بخفه ” والنبى ده وقته مش كنت بدور على كريم ”
يتذكر ويذهبوا سويا الى غرفته ويفتحها دون طرق بصوته ” يا كريم انت هنا ”
لترى ذلك المنظر الذى تشهق وتضع وجهها فى صدره من الخجل ليحتد صوته ” قومى من هنا يلا ”
لتضع ميرا الملاءه على جسدها وتخرج بسرعه من الغرفه يمسك بيد هاجر ” تعالى ادخلى المرسم وانا شويه واجاى وراكى ”
تنظر الى الارض ذاهبه الى المرسم لتدخل وتتأمل فى اللوحات بدقه
يجلس امامه على السرير يرمى عليه بناطله المرمى على الارض ” استر نفسك يا كريم انت ايه الى انت هببته ده ”
يرتدى بنطاله مع نظرات باهر فى جميع انحاء العرفه وينظر الى زجاجه الخمر ويتنهد بغضب ” غصب عنى يا باهر مكنتش عارف انا بعمل ايه ”
يمسك بأحدى زجاجات الخمر ” وده برضو غصب عنك ” يضع وجهه فى الارض لا يستطيع الحديث .
يرمى باهر الزجاجه على الارض ” بكره هيكون كتب كتابك عليها ومن غير نقاش مش عايز قله ادب فى الاقصر ”
يخرج باهر من غرفه كريم الذى ضرب السرير بغضب وانفجر بالبكاء على حاله . .
فتح باب المرسم ليجدها واقفه امام احدى اللوحات عانقها من ظهرها لتجد صورتها وهى نائمه وشعرها اقصر قليلا ” الصوره دى رسمتها ليكى فى اول يوم عرفتك فيه انك هاجر ”
تبتعد عنه بخفه ” عرفت فيه انى هاجر هو انا كنت حد تانى ”
ليجلس على كرسى ويمسك بيدها لتجلس على الكرسى الاخر ” كنتى هادى وخادمى الشخصى ”
تتعجب من حديثه وتميل رأسها ” انا مش فاهمه حاجه ”
يضحك بخفه ” انا هفهمك ”
يبداء يتلو لها القصه كما اخبره بها كريم وهى ملامح وجهها تتحول من التعجب الى الذعر حتى الابتسام تلمس شعرها محاوله ان تتذكر اى شئ عن الذى يحكى ولكن تتذكر اشياء غير واضحه لها تحاول ولكن تفشل مع حديث باهر المهتم بها . . . . .
تجلس بجواره فى السياره ” انا اتأخرت ده بابا هينفخنى ”
يحاول ان يهديها ” انتى معايا متخفيش مش هيعملك حاجه ”
تتنهد بحزن ” الساعه دلوقتى واحده وهو قالى متأخرش عن عشره ”
يمسك يدها بقوه ” خلاص بقى عشان خطرى مفيش حاجه هقوله العربيه حصلها حاجه واتعطلت ده الى أخرنا ”
تتنهد ” مش هيصدق يا مصطفى ”
يقاطعها مصطفى بحده ” ساره خلاص انا قلت انا معاكى اسكتى بقى ”
يترك يدها ويعقد حاجبيه وينظر الى الطريق تشعر بالضيق لانها اغضبته مره اخرى تهمس ” مصطفى ”
لا ينظر لها ” عايزه ايه ”
تتوسل اليه ” افرجها الله يخليك ”
ليخرج صوته حاد مره اخرى ” الفستان ده ميلبسش مره تانيه لو شفتوا عليكى هقطعه ”
لتصرخ هى الاخرى ” انت بتغير الموضوع ليه ”
يضغط على المكابح مره واحده ينظر لها بغضب ” انتى صوتك ميعلاش فى وجدى انتى فاهمه ولا لاء ”
لتصرخ هى الاخرى ” صوتى يعلى فى اى وقت انت مين اصلا عشان اسمع كلامك ”
يصمت ويبداء فى فى القياده بسرعه وهى ايضا صامته تبكى بصمت حتى وصل الى المنزل لتنزل مسرعه قبل ان ينزل وتطرق الباب ليفتح لها ابيها ” كل ده تأخير يا هانم ”
تدفع ابيها باكيه مسرعه الى غرفتها يتعجب ويجد مصطفى امامه متجه ” مساء الخير يا سياده الوزير ”
يصافحه مصطفى ” قول صباح الخير يا استاذ وجدى ”
يضحك وجدى ” صباح الخير ”
ينظر مصطفى الى مكان ما ذهبت ساره ” بص يا استاذ وجدى انا مبعرفش ازوق الكلام انا عايز اتجوز ساره “