رواية القاسيان الجزء الثالث
الحلقة السادسة
بقلم / عبدالرحمن احمد
انطلق يوسف الى غرفة سهوة حيث كان يقدم قدم ويؤخر الأخرى ولكن استقر به الوضع فى الغرفة وقام بإغلاق الباب وعاد إليها ليجلس بجوارها بينما هى لم تلتفت له وكانت تتابع التلفاز دون اى اهتمام له …
وضع يده على يدها قائلاً بحب :
– سهوة ممكن تسمعينى
اجابته سهوة ببرود شديد :
– مش فاضية ، زى ما انت شايف بتفرج على التلفزيون
اثارت تلك الجملة غضبه وامسك الريموت وقام بإغلاق التلفاز وعاد النظر اليها قائلاً بغضب :
– لا هتسمعينى يا سهوة ، انا بقالى اسبوع مش عارف اكلمك ولا حتى المسك وانتى مش مديانى اى وش نهائى…حرام عليكى
ابتسمت سهوة ابتسامة سخرية ونظرت اليه :
– حرام عليا !! وانت مكانش حرام عليك لما اتجوزت عليا وجبتها تعيش معايا علشان تدمرنى !! مكانش حرام عليك وانا مش مخلياك محتاج حاجة وتتجوز عليا !! تصدق انا مصدومة انت عارف لية ؟ علشان كنت فاكرة ان حبنا حب اسطورى وانك اتغيرت وبقيت ليا انا وبس بس للأسف عمرك ما هتتغير ولا هتبقى حاجة تشرف ، انا بقيت بقرف منك ومن وجودك ، انت عارف لو كنت انا مقصرة مكنش هيبقى ده احساسى ومشاعرى من ناحيتك لكن انا كنت قايدة صوابعى العشرة شمع علشان اسعدك ودايما كنت باجى على نفسى علشان اخليك مش محتاج حاجة وسعيد .
انت انسان انانى وعمرك ما حبتنى ولا هتحبنى حتى ربع الحب اللى بحبهولك ، قولتلك الكلام ده قبل كدا بس كنت غلطانة لكن هقولو دلوقتى تانى وانا واثقة منه … انا بكرهك يا يوسف .. بكرهك
كان كل حرف يخرج من فم سهوة كالرصاصة يخترق قلب يوسف ، كان يسمع ويتمنى ان يكون هذا حُلم ، كان قلبه يتحطم لسماع تلك الكلمات القاسية من سهوة ، قست عليه بطريقة لم يكن يتصورها .
وقف يوسف ونظر الى سهوة بعينان دامعتان واردف :
– بتقولى انى مش بحبك ربع حبك ليا !! ربنا وحده يعلم انتى اية بالنسبة ليا ومكانتك اية فى قلبى ، انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد فى حياتى غيرك ، بتقولى انك كنتى فاكرة ان حبنا اسطورى بس انا عمرى ما هتغير !! انا اتغيرت اصلا علشانك يا سهوة ، بتقولى بكرهك !! عمرى ما فكرت ولا تخيلت انى اصلا اقولك الكلمة دى مهما حصل بينا ، اللى بيحب فعلا حب اسطورى زى ما بتقولى عمره ما يكره الشخص اللى بيحبه مهما كان السبب ، كنت واخد قرار نهائى انى مقولكيش سبب جوازى من سمر بس للأسف حصل اللى مكنتش متوقعه ، انا هقولك يا سهوة يمكن تستريحى ويمكن اموت فى المهمة الجاية واستريح …
سمر تبقى بنت رئيس أكبر مافيا وتاجر مخدرات فى مصر بس عايش حياته كلها فى المانيا ووصلت لينا معلومات انه شغال مع المخابرات الإسرائيلية وهو اللى بيمول الجماعات الارهابية فى مصر ، جتلى مهمة انى اخليها تقع فى حبى بما انها فى زيارة لمصر واتجوزها واقرب لأبوها وابقى ايده اليمين فى كل حاجة علشان أوقعه بس كان لازم تعرف عن حياتى كل حاجة اكنى مش مدسوس ودى حياتى فعلا وتعرف انى متجوز وطلبت انها تتعرف عليكى وتعيش هنا بس نيتها كانت سليمة والبنت بريئة من ابوها بس ده كله شغل ، استريحتى !!! هديتى بعد ما عرفتى الحقيقة ؟
وقفت سهوة بصدمة ونظرت الى يوسف بعدم تصديق واردفت :
– انت عارف اللى بتقوله ده لو حقيقى يبقى كارثة ، انت فاكر باللى قولته ده هفتكرك مظلوم ودى مهمة تبع شغلك واساعدك !! ده انت زودت الجرح اكتر واكتر
انت بكدا دخلت شغلك فى حياتك الشخصية .. فاهم يعنى اية !!
انت بكدا مكانش همك انا اضيع من ايدك المهم الشغل بتاعك الجديد وبس وانا مش مهم ..
انت بكدا ضحكت على واحدة بريئة وخليتها تحبك وانت اصلا مبتحبهاش وبعد ما تخلص مهمتك هترميها وهى ساعتها هتتدمر وهتموت …
انت بكدا اثبت ان اهم حاجة فى حياتك هى الشغل مش انا وبدليل اللى انت عملته ده ، دى مصيبة اكتر
انت بكدا قطعت كل اللى بينا يا يوسف واذا كنت الاول قولتلك كلام قاسى وقولتلك بكرهك فأنا دلوقتى بقولك انا بكرهك اوى ، طلقنى يا يوسف
نظر لها يوسف بعدم استيعاب وعدم تصديق وضم حاجبيه :
– اطلقك !! انا مش مصدق ودانى من اللى بسمعه ده ، انتى عارفة يعنى اية طلاق يا سهوة
ابتسمت سهوة :
– ايوة عارفة يعنى اية طلاق ، مانت طلقتنى قبل كدا لما قتلت ابنك وظلمتنى فاكر !!
نظر اليها يوسف بعدم تصديق :
– يااااه انتى قلبك اسود اوى كدا !! مش فاكرة الحلو وفاكرة الوحش بس !! مش مصدق انك سهوة اللى عرفتها ، انتى اتغيرتى نهائى ، مبقاش فيه ثقة فى حبنا ..
ضحكت سهوة واردفت :
– ثقة !! كانت فين الثقة دى لما خبيت عليا ان عمر مش مسجون وشغال معاك ، حتى لما سألتك نفيت الكلام ده
كانت فين الثقة دى لما ضربتنى وهينتنى واتهمتنى فى شرفى !
كانت فين الثقة دى لما خبيت عليا شغلك الجديد !
واضح انك اللى محتاج تجدد ثقتك مش انا
ابتسم يوسف ونظر الى سهوة وكأنها النظرة الأخيرة :
– فعلا مينفعش نقاش تانى خلاص ، انتى قطعتى كل اللى بينا يا سهوة ، كلامك ده دمرنى فعلا ، مكنتش متخيل ان قلبك كدا ، انا مسافر النهاردة ولو رجعت هبقى اطلقك ، يارب ما ارجع
رحل يوسف بعد ان انقطعت جميع الحبال بينهم ، جلست سهوة وانفجرت فى البكاء وبينما كان يخرج يوسف اصطدم بإبنته الصغيرة سهوة فصرخت :
– اهاا مش تحاسب يا بابى
ابتسم يوسف وانخفض الى طفلته بإبتسامة :
– معلش يا حبيبتى مكنش قصدى
ابتسمت سهوة ببراءة واردفت :
– خلاص ماشى ، صحيح يا بابى النهاردة عيزاك تيجى معايا بليل علشان اشترى فستان علشان عيد ميلاد صحبتى اروى بكرا وانت زوقك حلو
ابتسم يوسف ومسك وجه ابنته بحب :
– معلش يا حبيبتى خلى مامى تروح معاكى علشان انا مسافر النهاردة بليل
ظهرت علامات الحزن على وجهها واردفت :
– اية ده يا بابى انت مسافر !!
نطق يوسف بنفس حالته :
– ايوة يا حبيبتى مسافر
نطقت سهوة الصغيرة بحزن شديد :
– وهتيجى امتى يا بابى
ضمها يوسف بحب شديد وعينان دامعتان واردف :
– مش عارف يا حبيبتى بس مش هتأخر ، المهم انتى تخلى مامى تنزل تشترى معاكى الفستان ، عايزك تبقى احسن واجمل واحدة فى الكون كله
ابتسمت سهوة الصغيرة ببراءة ثم تعجبت من شكل ابيها :
– اية ده يا بابى انت بتعيط !!
انتبه يوسف ومسح دموعه وابتسم كي يدارى هذا عن ابنته واردف :
– لا يا حبيبتي ده فيه حاجة دخلت فى عينى ، يلا بقى ذاكرى علشان بليل مامى تجيبلك الفستان عايزك زى مامى وبابى احسن مهندسة
ابتسمت سهوة الصغيرة :
– حاضر يا بابى
ضمها يوسف بحب وتوديع ونهض وتركها وتحرك الى غرفة سمر ليجدها قد اعدت جميع الحقائب ونظرت اليه بتعجب واردفت :
– مالك يا يوسف
نظر اليها يوسف بإنتباه وابتسم :
– لا مفيش يا حبيبتى ، جهزتى كل حاجتك !!
اجابته سمر بإبتسامة وسعادة بالغة :
– ايوة ، اخيرا هشوف بابا ، بقالى شهرين مشفتهوش من ساعة ما اتجوزنا
نظر يوسف الى الارض ثم عاود النظر اليها مرة اخرى :
– انا رايح مشوار كدا يا حبيبتى ولما اجى الاقيكى جاهزة علشان نتحرك تمام
اجابته سمر بحب :
– تمام يا حبيبي
تحرك يوسف وانطلق بسيارته الى مكان عمر وبعد عدة طرقات فتح له عمر واردف بمزاح :
– اية ياعم براحة على الباب ده مش قدك
دلف يوسف الى الداخل دون ان ينطق بكلمة واحدة فضم عمر حاجبيه بتعجب :
– مالك !!
نطق يوسف دون ان ينظر الى عمر :
– حكيت لسهوة كل حاجة عن سمر
ابتسم عمر واردف بسعادة :
– ياااه طب كويس ياعم ، اديك كدا هتستريح وهى هتعرف ان ده شغل
حرك يوسف رأسه بالرفض واردف بحزن :
– بالعكس ، حصل عكس كدا خالص … سهوة اتبدلت 180 درجة ، كرهتنى اكتر وقالتلى كلام مكنتش اتخيل انه يطلع منها ، سهوة طلبت الطلاق
ضم عمر حاجبيه بصدمة :
– اييية !!! طلاق ؟
حرك يوسف رأسه دون ان ينطق
جلس عمر واردف :
– قولتلك يا يوسف المهمة دى مش هتنفع بالطريقة دى وانت اصريت على اللى فى دماغك وادى النتيجة
وضع يوسف يده على رأسه واردف :
– اللى حصل حصل بقى ، المهم انا مسافر النهاردة ألمانيا لكارم ابو سمر علشان اكمل المهمة
نطق عمر محذرا :
– يوسف .. كارم ده مش سهل ابدا ، ده بيشك فى بنته نفسها ولو كشفك هتموت ، فاهم يعنى اية !!
اجابه يوسف بلا مبالاه :
– فاهم !! انا قبلت المهمة دى وعارف عواقبها كويس اوى بس اللى معملتش حسابه سهوة ….
المهم قولى مفيش اخبار عن حسام الشيمى ؟
مسك عمر بكوب العصير وارتشف منه ثم اجاب :
– لا معملش اي حاجة ولا ابوه نفسه خد خبر وكل اللى ابوه عرفه ان ابنه طلع عليه بلطجية وضربوه وطبعا ابوه اتعصب وقال انه هيجيب العيال دى والخ…
حسام ساكت بس معرفش سبب سكوته بس متقلقش ده عيل ملوش اي ستين لازمة
نظر يوسف الى عمر واردف :
– لا اقلق ، متنساش انه معاه لسة الفيديوهات
حاول عمر ان يهدئه قليلا :
– اللى زى حسام ده ميعرفش يعمل اي حاجة ، سافر انت وانا هراقبه
وقف يوسف واستعد للرحيل ونظر الى عمر بتوسل :
– عمر لو حصلى حاجة عايزك تخلى بالك من امى واختى وبنتى ومن سهوة
اردف عمر بسرعة :
– بعد الشر عليك يا يوسف ، بأذن الله ترجع بالسلامة
حضنه يوسف وودعه وانطلق عائداً الى الفيلا وصعد الى غرفة اخته ليودعها …
دلف يوسف الى غرفة اخته ليجدها تشاهد التلفاز وعندما رأته ابتسمت وقامت بغلقه .
جلس يوسف بجوار اخته واردف بأبتسامة :
– الجميل عامل اية
اجابته جودى بإبتسامة :
– الحمدلله
امسك يوسف بخصلات شعرها بإبتسامة :
– انا جيت اودعك علشان مسافر كمان شوية
تغيرت ملامح جودى للحزن واردفت :
– هتسافر !! وهتسيبنى لوحدى
ابتسم يوسف وحاول ان يطمئنها :
– مش هسيبك لوحدك ، انتى هنا مع اهلك .. ماما وسهوة ونيرة وكلهم بيحبوكى
اردفت جودى بحزن :
– طب هتتأخر ، اسبوع !!
نظر يوسف الى الارض :
– احتمال اكتر بس متقلقيش مش هيزيد عن اسبوعين وهرجعلك تانى بس مش عايز اشوفك زعلانة كدا ، فين ابتسامتك اللى بتنور المكان !!
ابتسمت جودى ببراءة فأردف يوسف :
– ايوة كدا ، يلا اشوف وشك بخير
وضمها يوسف بحب وودعها بعينان دامعتان وانطلق الى والدته الذى أدارت وجهها عندما رأته .
انطلق يوسف اليها وقبل يدها بدموع وتوسل :
– ابوس ايدك يا ماما انا مش عايزك تزعلى منى ، انا من غيرك ولا حاجة .. انا عارف ان اللى عملته الفترة اللى فاتت دى كلها غلط فى غلط بس والله غصب عنى ، عايزة تعرفى سبب جوازى اسألى سهوة انا حكيتلها كل حاجة بس بعد ما اسافر
نظرت له رباب بتعجب :
– اية ده انت مسافر !
اردف يوسف بحزن :
– ايوة سفر تبع الشغل وكدا ، علشان كدا مش عايز اسافر وانتى زعلانة منى يا ماما بالله عليكى علشان لو حصلى حاجة اموت مستريح
ضمته رباب بحب ودموع :
– بعد الشر عنك يا حبيبي ، تسافر وترجع بالسلامة ، مسمحاك يا يوسف ، انا مليش غيرك انت واختك من بعد موت رأفت الله يرحمه ، ربنا يخليكوا ليا يارب و ميحرمنيش منكم ابدا
ابتسم يوسف وسط بكائه :
– ربنا يخليكي لينا يا ماما يارب ، كدا اقدر اسافر وانا مستريح ، اشوف وشك بخير يا حبيبتى
ضمته رباب مرة اخرى وشعرت ان هذه اخر مرة ستراه فيها لاتعلم لماذا يأتيها هذا الشعور.
اردفت رباب بحزن :
– لازم السفر ده يا يوسف يعنى !!
اردف يوسف بسرعة :
– ايوة يا ماما ، صفقة للشركة ولازم اخلصها ، معلش مش هتأخر بأذن الله
قبل يوسف رأسها وانطلق بسرعة قبل ان تنهمر دموعه امام والدته فيقلقها اكثر واكثر وانفجر فى البكاء عندما خرج من غرفتها فلاحظ قدوم ابنته الصغيرة فمسح دموعه بسرعة وتقدم إليها بإبتسامة :
– سهوتى حبيبتى الصغنونة خلصتى مذاكرة !!
ابتسمت سهوة الصغيرة ببراءة :
– ايوة يا بابى خلصت ، انت مسافر دلوقتى !!
اجابها يوسف بحزن :
– ايوة يا حبيبتى مسافر دلوقتى ، هتوحشينى اوى
اردفت سهوة :
– وانت هتوحشنى اوى يا بابا ، متتأخرش
ابتسم يوسف :
– حاضر يا حبيبتى مش هتأخر
ضمها يوسف بحب وودعها بقلب محطم وقبل رأسها وانطلق الى غرفة سمر
– يلا بينا يا سمر ، انا جاهز
حمل يوسف الحقائب ورحل مع سمر متجها الى مطار القاهرة ومنه الى ألمانيا …
***
دلفت سهوة الصغيرة الى غرفة والدتها سهوة واردفت :
– مامى مش هتجبيلى الفستان بقى !! بابى قالى انك هتجيبيه علشان هو مسافر
ابتسمت سهوة واردفت :
– طيب يا حبيبتى نص ساعة البس وانزل انا وانتى نشترى احلى فستان لأحلى سهوة فى الدنيا
ابتسمت سهوة ورحلت فى فرح شديد ولم يمر وقت حتى دلفت رباب الى غرفة سهوة
– سهوة انا حاسة ان يوسف مخبى عنى حاجة ، اية موضوع مراته ده هو قالى انه قالك الحقيقة وقالى اعرفها منك
صمتت سهوة لبعض الوقت ثم اردفت :
– يوسف شغال فى المخابرات يا ماما
شهقت رباب :
– اية !! يوسف ابنى ؟
حركت سهوة رأسها بالإيجاب :
– ايوة ، من ساعة موضوع المنظمة ده وموت عمى رأفت وهو شغال وكان مخبى عنى وقالى من فترة صغيرة
حركت رباب رأسها بعدم فهم :
– واية موضوع الجواز ده !!
اغلقت سهوة عينيها وبدأت فى سرد كل شئ على رباب التى كانت تستمع فى صدمة كبيرة وعدم تصديق ….
نطقت رباب بعد ان علمت بكل شئ :
– يعنى يوسف سافر علشان المهمة مش شغل زى ما قالى !!
حركت سهوة رأسها بالرفض :
– لا يا ماما مش شغل
انهمرت الدموع من عينيها خوفاً على ابنها واحتضنتها سهوة لكى تهدأ من روعها …
***
دلفت نيرة الى غرفة جودى وجلست بجوارها بإبتسامة قائلة :
– خدى يا ستى ، الرز بلبن اللى بتحبيه اهو
ابتسمت جودى واخذت الطبق من يدها واردفت :
– شكراً يا نيرة
ابتسمت نيرة :
– على اية يا جوجو ، انتى صاحبتى الانتيم
نظرت جودى اليها بحزن واردفت :
– انا لو صاحبتك الانتيم زى ما بتقولى كنتى قولتيلى اية اللى حصلى وخلانى افقد الذاكرة
نظرت نيرة الى الارض بتوتر وتردد شديد ثم عاودت النظر الى جودى واردفت :
– لو ده هيريحك هقولك ……
***
بعد رحلة سفر طويلة وصلا اخيرا الى ألمانيا ووجدا سيارة بأنتظارهم وانطلقا الى قصر كارم المهدى واستقبلهم كارم استقبال حار ثم نظر الى ابنته قائلاً :
– اطلعى فوق يا سمر انا عايز يوسف فى موضوع
شعر يوسف بالقلق ، شعر بأن هناك شئ غير طبيعي يحدث ولكن فضل الصمت والانتظار
نطقت سمر بفرح شديد وابتسامة تغطى وجهها :
– ماشى يا بابا ، هغير وانزل
صعدت سمر الى الاعلى وجلس كارم واشار الى يوسف بالجلوس ثم بدأ حديثه :
– انت سألت عنى يا يوسف !!
تعجب يوسف من سؤاله :
– حضرتك طبعا معروف ومش محتاج اسأل عن رجل اعمال كبير زى حضرتك
ابتسم كارم ابتسامة سخرية قائلاً :
– انت عارف يا يوسف اللى محيرنى اية !! ان مليونير زيك يكون شغال مع الحكومة المصرية
فى تلك اللحظة أدرك يوسف ان كارم كشفه فنطق بإبتسامة يخفى خلفها قلقه :
– حكومة اية يا كارم باشا !! انا مش فاهم ، هو لغز ده ولا اية !!
ضحك كارم واشار الى احد رجاله فسحب سلاحه وشد أجزائه ووجهه الى رأس يوسف واستعد لأطلاق النار وبالفعل اتته الإشارة بإطلاق النار …