رواية القاسيان الجزء الثالث

الحلقة الثامنة
بقلم / عبدالرحمن احمد

اعتدل يوسف بعدما انتبه لصوت سمر
نظرت سمر له بتعجب وصدمة فى ان واحد :
– ازاى تعمل كدا يا يوسف !! بتخونى وكمان فى بيتى !
اتى كارم من خلفها على صوتها العالى واردف : فيه اية يا سمر صوتك عالى ليه ؟
اردفت سمر بدموع :
– تعالى شوف يا بابا … يوسف بيخونى وفى بيتك
لم يبالى كارم بما تقوله وقام بإغلاق باب الغرفة ونظر الى ابنته قائلاً :
– احنا هنا مش فى مصر يا سمر
نظرت الى والدها بتعجب :
– يعنى اية يا بابا ! علشان مش فى مصر يبقى يخونى عادى !!
ابتسم كارم ووضع يده على كتف ابنته قائلاً :
– دى مش خيانة يا سمر ، انا اللى عرضت عليه السهرة وانا اللى قولتله يعمل كدا ويوسف بيحبك ومش علشان شوفتيه مع واحدة تانية يبقى بيكرهك
لم تستعب سمر حديث والدها فأنطلقت الى غرفتها والقت بنفسها على سريرها وظلت تبكى …
احضر يوسف بعض المال واعطاه الى تلك الفتاه وأشار لها بالرحيل ثم توجه إلى غرفة سمر وجلس بجوارها لا يعلم بماذا يبرر موقفه ولكنه وضع يده على كتفها ولكنها دفعتها بقوة
– ابعد عنى ، انت ليك عين تيجى هنا !!
صمت يوسف لبعض الوقت ثم نطق مبرراً :
– انا كنت سكران يا سمر ومكنتش فى وعيى ومكنتش عارف بعمل اية ، ازاى اخونك انتى وسهوة .. انا مش قادر اتخيل انى رجعت تانى زى زمان
نظرت له سمر بعينان دامعتان :
– انت من ساعة ما جيت هنا وانت اتغيرت خالص ، مكنتش بتشرب ودلوقتي بتشرب ومكنتش تعرف اى بنت ودلوقتي بتخونى انا وسهوة ، انا عايزة اعرف فيه اية يا يوسف ، اية اللى غيرك مرة واحدة كدا
وضع يوسف يده على رأسه ولم يستطيع الرد ..
على الرغم من انها رأته مع امرأة اخرى الا انها شعرت بمعاناته فأعتددلت ووضعت يدها على رأسه بحب واردفت :
– مالك يا يوسف ، حاسة ان فيه نار جواك ، نار بتحرق فيك واحدة واحدة .. حاسة انك بتموت بالبطئ ، اية اللى جواك يا يوسف !! مالك .. احكيلى يمكن تستريح لما تفضفض ليا
وكأن يوسف كان ينتظر قلب يشعر بما يشعر به فأنفجر فى البكاء وكأن هناك بركان بداخله وبمجرد اثارته انفجر هذا البركان ..
ضمته سمر بحب بينما هو يبكى بشدة ، لم يبكى فى حياته بهذا الشكل وعلى الرغم من قصة حبه بسهوة الاسطورية الا انها لم تشعر به هكذا ولم تحنو عليه هكذا ابدا ، سمر وحدها هى التى كانت ترى ما يخبأه وما يكتمه …

ربتت سمر على ظهره وبكت لبكائه وكأنه طفل صغير …
بدأ يوسف بالحديث وسط دموعه وبكائه :
– كنت عايش فى حياه سهلة ومستريح ، مكنتش شايل اى مسؤولية لغاية اما اتسجنت ظلم واتهمونى فى قضية قتل بسبب الشغل ومكنتش عايز ابيع ارض وبعدين خرجت وحصل حاجات كتير اوى وانتهت بجوازى من سهوة ، كنت بحبها اوى ومكنتش متخيل يومى من غيرها واتجوزنا لغاية اما في يوم قالتلى انا حامل .. مشوفتش قدامى وضربتها وهينتها واتهمتها فى شرفها وقتلت ابنى … كنت عارف انى مبخلفش بس سافرت وعملت تحاليل وندمت اشد ندم فى عمرى ، خسرت حبيبتى وقتلت ابنى ..
بعدها منظمة خطفتنى واعلنت موتى ودربونى بس كنت على تواصل مع ظابط فى مصر وحصل اللى حصل وخسرت جدتى وابويا وبعدها اشتغلت فى المخابرات بسبب اللى عملته ، الصراحة انا كنت حاببها وكنت شايف نفسى فى الشغلانة دى بس مكنتش اعرف انها هتدمرنى كدا … سمر انا عايز اعترفلك بحاجة
انا اتكلفت بمهمة انى اوقع ابوكى ، ابوكى شغال مع منظمة إرهابية واكبر تاجر مخدرات فى مصر وهو اللى بيمول الجماعات الإرهابية فى مصر
كانت تتابع سمر بصدمة شديدة
واكمل يوسف حديثه :
– كان الطريق الوحيد انى اوصل ليه هو انتى .. قررت امثل عليكى الحب ورتبت كل حاجة علشان نتقابل واديكى فرصة تعرفينى وهو ده اللى حصل واتجوزتك وقررت اعمل اى حاجة فى سبيل ان المهمة تنجح وادى سهوة عرفت وكل اللى بينا راح ولما قررت اعرفها الحقيقة قطعت كل اللى بينا لما عرفت انى خدعتك علشان شغلى وانى ظلمتها بسبب شغلى بردو وانى فضلت شغلى عن اى حاجة … سهوة خسرتها خلاص بعد الوقت ده كله واللى هتتظلم هى بنتى ، اقسم بالله يا سمر انا لما عرفتك كان علشان اوصل لأبوكى بس … بس لما قعدت معاكى وعرفتك حبيتك ، انتى بتعرفى اية اللى مدمرنى وبتحسى باللى بعانى بيه .. رغم كل اللى عملته النهاردة وانتى بتسمعينى وبتضمينى وبتطمنينى … مشوفتش فى حنيتك يا سمر ، والله بحبك حتى لو هتروحى تبلغى كارم انى فى مهمة ضده ، انا خلاص ضعت اصلا
ظلت سمر شاردة لبعض الوقت تحاول استيعاب ما قاله يوسف فتابع يوسف حديثه قائلاً :
– اقسم بالله كل كلمة قولتهالك حقيقة ومش بكذب عليكى وموضوع ابوكى انا عارف انك مش هتتقبليه بسهولة بس دى الحقيقة يا سمر ، كل ده مكتوم جوايا وجت سهوة زودت الجرح اللى جوايا وقطعت كل حاجة بينا ، ده اللى كاتمه وحاسس انه هيموتنى
ضمته سمر بعينان دامعتان وهى تقول :
– مصدقاك يا يوسف .. موضوع بابا انا عرفته الصبح بالصدفة لما سمعته بيكلم حد فى التليفون وساعتها مفهمتش بس كلامك دلوقتى فهمنى ، مش هقولك ليه ضحكت عليا ومثلت حبك ليا ولية تعمل كدا فى واحدة بتحبك بس اللى انت قولته دلوقتى انا مصدقاه ولو بجد بتحبنى يا يوسف متضيعش نفسك وترجع يوسف بتاع زمان .. مينفعش الواحد بعد ما ينضف يرمى نفسه فى الطينة تانى ، بالله عليك يا يوسف ما تضيع نفسك وتغضب ربنا تانى
كان حديثها يزيد من بكائه وندمه
تابعت حديثها :
– بالنسبة لموضوع بابا اعمل اللى انت شايفه بس بالله عليك ما تقتله .. هو اللى باقيلى فى الدنيا بعد موت ماما
اجابها يوسف بحب :
– حاضر يا سمر اوعدك …
***
مر اسبوع دون ان يتغير شئ ، لا جديد يذكر وكأن الايام تشبه بعضها البعض ….

جلست سهوة فى غرفتها تبكى بشدة لما اصابها ، اصبحت عنيفة ولا تتقبل اى حوار
اصبحت وحيدة بعد رحيل يوسف
اصبحت تبكى فى جميع اوقات اليوم وكأنها خلقت للبكاء فقط
خسرت اخاها بسبب تهورها
شعرت ان هذه النهاية المؤلمة ، لم تظن يوماً بأن يحدث ما حدث كله ، لم تظن انها ستصل إلى تلك الحالة ..
لا تعلم اذا كانت هى المخطئة ام يوسف هو المخطئ !!
لماذا قست عليه بهذه الطريقة !!
لماذا لم تقف بجواره وتنصحه بكل هدوء !!
ما فعلته ليس بحب ، كانت طريقتها خاطئة تماماً ..
الان لا تعلم مدى خطورة المهمة التى اقحم نفسه فيها ، لا تعلم هل سيعود ام لا ، كل ما تعرفه فى تلك اللحظة انها ليست بخير ..
ليست بخير فى غياب حب حياتها يوسف .
بينما كانت تبكى وتفكر فيما حدث رن هاتفها برقم غريب فقامت بالرد :
– الو !!
اتاها رد عمر على الفور :
– ايوة يا سهوة انا عمر
فرحت سهوة لأن عمر يعرف كل شئ عن يوسف وربما يطمئنها :
– ايوة ياعمر
شعر عمر بأنها تبكى او يسيطر عليها الحزن فأردف :
– ازيك يا سهوة انتى وجودى ونيرة وطنط رباب
اجابته سهوة بحزن :
– كويسين يا عمر ، بس … متعرفش اى اخبار عن يوسف !!
صمت عمر لبعض الوقت ثم اردف :
– لا يا سهوة لسة مكلمنيش بس متقلقيش هو هيبقى بخير ان شاء الله ، معلش معرفتش اجى بسبب المهمة اللى انا فيها وكدا بس ولاء جاية ليكى دلوقتى بس صحيح حصل حاجة من الزفت اللى اسمه حسام ده !!
تذكرت سهوة ما حدث فأجابت مسرعة :
– ايوة كلم جودى بس طبعا جودى مش فاكراه وقفلت فى وشه وخليتها تحط رقمه فى البلاك ليست ، وبعت فيديو نيرة لصابر كمان
فكر عمر قليلاً ثم اردف :
– امممم طيب انا هتصرف بس لو حصل حاجة اديكى معاكى رقمى وكلمينى علطول وانا اول ما يوسف يكلمنى هكلمك واطمنك علطول ان شاء الله
ابتسمت سهوة واردفت :
– تمام شكرا يا عمر …
***
كانت تشاهد معها التلفاز حتى نطقت متسائلة :
– هى سهوة كان قصدها اية من اسبوع لما قالت ان انا وانتى اتضحك علينا ؟
صمتت نيرة ولم تعرف بماذا تجيب فعلمت جودى انها تخفى عنها امراّ فعاودت السؤال مرة اخرى :
– ساكتة لية يا نيرة !! انا سمعت اللى قالته سهوة وعايزة اعرف اية اللى حصل بدل ما انا حاسة انى عايشة فى دوامة كدا ومش فاهمة حاجة
نظرت إليها نيرة بحزن ثم اردفت :
– هقولك يا جودى لانى مش عيزاكى تفضلى مش فاهمة حاجة كدا ، هقولك علشان تستريحى …
ثم بدأت فى سرد القصة كاملة وكانت جودى تستمع بقلب محطم ما حدث حتى انتهت نيرة من سرد ما حدث تماماً
لم تتحدث جودى بل ظلت شاردة تنظر الى نيرة بصدمة شديدة واخيرا انهمرت الدموع من عينها واردفت :
– يعنى اللى كلمنى وقالى انه حسام هو ده !!
حركت نيرة رأسها بالإيجاب
فتابعت جودى حديثها :
– ويوسف مكنش عايز يقولى انه السبب فى اللى حصلى ده وانا كنت متطمناله !! ازاى يعمل فيا كدا ويضربنى بالوحشية دى لغاية اما اتدمر وافقد الذاكرة !!
كان بيعاملنى حلو ازاى بعد اللى عمله ؟
يوسف ده حيوان مش بنى ادم
ونهضت من مكانها
فصرخت فيها نيرة :
– انتى رايحة فين !!
تحدثت جودى بثقة :
– انا عايزة عنوان حسام ده
ضمت نيرة حاجبيها بتعجب :
– عايزة عنوانه ليه !! فهمينى يا جودى انتى بتفكرى فى اية ؟
اجابتها جودى بنفس الثبات :
– هتقولى يا نيرة العنوان ولا اجيبه انا بطريقتى !!
حركت نيرة رأسها بالرفض :
– لا مش هقولك يا جودى حاجة ، متخلينيش اندم انى حكتلك كل حاجة
اردفت جودى بإبتسامة :
– طيب
ثم اتجهت الى غرفتها واسرعت الى هاتفها وبحثت عن الرقم الذى هاتفها منه حسام وقامت بالإتصال به :
– حسام معايا !!
ضحك حسام ثم اردف :
– دمك خفيف يا روحى ، امال رقم مين .. مانتى عارفة انه رقمى
اردفت جودى بثقة :
– معلش يا حسام ، اخويا ضربنى جامد اوى لما عرف موضوعى وفقدت الذاكرة
ضم حسام حاجبيه بتعجب :
– فقدان ذاكرة !! امتى الكلام ده
اظهرت جودى توترها وقلقها قائلة :
– بص انا مش هعرف احكيلك كدا ، ابعتلى العنوان فى رسالة وانا هجيلك دلوقتى احكيلك كل حاجة
اردف حسام بجدية :
– طيب تمام تمام ، اقفلى وهبعتلك العنوان .. انا مستنيكى اهو
اجابته جودى بتوعد :
– تمام ، مسافة السكة
اغلقت جودى الهاتف معه وانتظرت بعض لحظات حتى وصلت رسالة من حسام بالعنوان فنهضت جودى واتجهت الى الدولاب الخاص بها وظلت تبحث حتى وجدته اخيرا ..
كان عبارة عن صندوق صغير يوجد بداخله مسدس ورصاصات كثيرة فأمسكت به بيد مرتعشة وقامت بملأه بالرصاص واتجهت الى حقيبتها ووضعته بها وانتظرت هدوء الاجواء بالأسفل ونزلت متخفيه واخيرا خرجت من الفيلا مسرعة دون ان يراها احد واوقفت سيارة اجرة واعطته العنوان …
***
وصلت ولاء الى الفيلا واستقبلتها سهوة بترحاب
نطقت سهوة معاتبة :
– بقى كدا يا ولاء تكونى عارفة ان عمر موجود وفى مهمة وانا قلبى متقطع عليكى !!
نطقت ولاء بحزن :
– معلش يا سهوة غصب عنى والله ، انا عرفت فى الاخر من فترة صغيرة كمان ولو كنت نطقت بكلمة مكنتش هشوف وش عمر تانى…يابنتى انتى صاحبتى الانتيم ومقدرش على زعلك ابدا
ابتسمت سهوة :
– لا مش زعلانة يا ولاء ، المهم هو انك سعيدة
ابتسمت ولاء ثم اشارت لها بالجلوس :
– طيب اقعدى بقى علشان فيه مليون حاجة عايزة احكيلك عليها
***
شعر يوسف بالقلق فقرر مهاتفة شقيقته ليطمأن عليها وبالفعل احضر الهاتف وقام بالاتصال بها …
رأت جودى هاتفها فردت :
– الو !!
ظهر صوت يوسف بحب :
– ازيك يا جودى ، عاملة اية يا حبيبتى
بمجرد ان علمت انه يوسف اغلقت هاتفها على الفور مما اقلق يوسف وهاتفها مرة اخرى لكن هذه المرة لم ترد مما اقلق يوسف بشدة فهاتف صديقه عمر على الفور :
– ايوة ياعمر
صاح عمر بفرح :
– يوسف ، فينك يا جدع انا قلقت عليك
صاح يوسف بقلق شديد :
– اسمعنى يا عمر ، انا كلمت جودى دلوقتى وردت عليا ولما عرفت انه انا قفلت علطول من غير ما تسمعنى ولما اتصلت بيها تانى مردتش ، انا حاسس ان فيه حاجة
شعر عمر بالقلق فرد مسرعاً :
– فيه اية يا يوسف اهدى ياعم مش للدرجة دى ، انا هتصل بسهوة دلوقتى واعرف فيه اية واطمنك
نطق يوسف بتوسل :
– علشان خاطرى ياعمر بسرعة وطمنى
اجابه عمر :
– حاضر حاضر
سارع عمر بالاتصال بسهوة فتفاجأت برقم عمر فنطقت بتعجب :
– عمر !! فأنتبهت ولاء
ردت سهوة :
– ايوة يا عمر !
سارع عمر فى الحديث :
– سهوة هى جودى مالها ، يوسف كلمها ولما عرفت انه هو قفلت ومردتش ترد عليه تانى .. هى كويسة ؟
نظرت سهوة بتعجب الى ولاء ثم نطقت :
– اها كويسة قاعدة مع نيرة دلوقتى
= طب معلش هاتيها كدا
وافقت سهوة واتجهت الى غرفة نيرة فلم تجد الا نيرة فقط فسألت نيرة :
– اية ده امال فين جودى يا نيرة ؟
اجابتها نيرة بحزن :
– فى اوضتها
اتجهت سهوة الى غرفة جودى ولكن لم تجدها فبحثت عنها فى جميع أنحاء الفيلا ولم تجدها مما اقلقها بشدة ..
صرخت سهوة مستنجدة بعمر :
– الحقنا يا عمر جودى مش موجودة في الفيلا
انتفض عمر من مكانه وصاح بقلق :
– بتقولى اية !! هتكون راحت فين يعنى ؟
ظلت رباب تبكى وسهوة وولاء يهدئونها حتى وصل عمر وصعد الى غرفتها ليبحث عن اى شئ تركته او شئ يقوده لها فوجد دولابها مفتوح ويوجد فى داخله صندوق صغير مفتوح وبداخله عدة رصاصات
وضع عمر يده على رأسه بصدمة وقال فى نفسه :
– يلاهوى يا جودى انتى لقيتى مسدس يوسف اللى كان مخبيه فى دولابك ازاااى !!! هتعملى بيه اية يا مجنونة ؟
ثم تحرك مسرعاً الى نيرة ليسألها عن اخر ما دار بينها وبين جودى وما الذى حدث فنطقت نيرة بعد ان انفجرت فى البكاء
– انا حكيت لجودى كل حاجة ، قعدت تسألنى وصعبت عليا وقولتلها
فى تلك اللحظة لم ينتظر عمر وانطلق بأقصى سرعته بعدما عرف ما الذى تنوى جودى فعله …..
***
وصلت جودى الى الفيلا وظلت تنظر حولها وتحاول ايجاد طريق الدخول حتى وجدته ودلفت الى الداخل لتجد حسام يصيح بفرحة :
– جوووودى ، عاااش من شافك .. تصدقى وحشتينى
لم ترد جودى وكانت يداها ترتجف خوفاً فأنطلق حسام اليها وامسك بذراعها وجذبها إليه واخذ يقبلها وهى تحاول منعه فتوقف ونظر إليها بتعجب واردف :
– اية اللى حصل صحيح ، وموضوع فقدان الذاكرة ده بجد ؟
حركت جودى رأسها بالإيجاب :
– ايوة ، يوسف لما استنتج اللى حصل ضربنى جامد وكان هيموتنى بس اللى حصل انى فقدت الذاكرة
حرك حسام رأسه بفهم :
– اممممم علشان كدا لما كلمتك من اسبوع مكنتيش عارفانى ، امال عرفتى الحكاية دى منين
اجابته جودى بخوف شديد :
– نيرة حكيتلى
ابتسم حسام وقال بمغازلة :
– طيب تعالى فوق وانا هرجعلك الذاكرة تانى يا حبيبتى
صاحت جودى بغضب :
– انا مش فاكراك بس واضح انك كنت شخص وسخ ومازلت وسخ ، انت هتجيب الفيديوهات دى وتنسانى انا ونيرة يا اما …
ضحك حسام بصوت عالٍ واردف :
– يا اما اية !!
فتحت جودى حقيبتها وامسكت بالمسدس ووجهته ناحية حسام بدون تردد وبدون اى مقدمات اطلقت الرصاص على جسده لتستقر اول رصاصة فى صدره ولكنها لم تكتفى فأطلقت الرصاصة الثانية فوقع حسام وعلى وجهه نظرات الصدمة .. وقع حسام واغلق عينيه معلناً وفاته وفى تلك اللحظة دلف صديقه وائل بصدمة ورفع سلاحه وصرخ فيها :
– جودى !! انتى هببتى ايييية !!
التفتت جودى واطلقت النار عليه دون تردد او سابق انذار فوقع وائل هو الاخر لتغرق الارض بالدماء ..
وقعت جودى على الارض وعيناها مليئة بالدموع واعصابها بدأت فى الإنهيار ثم وجهت المسدس الى رأسها و ….

error: