رواية القاسيان الجزء الثالث
الحلقة الثالثة
بقلم عبدالرحمن احمد
دلف يوسف الى الغرفة فى تلك اللحظة ونطق بتعجب وهو يضم حاجبيه :
– اخوكى مين اللى ظابط وهيقتله ؟؟ انتى كنتى بتكلمى مين ؟
ترددت جودى واجابت بخوف شديد :
– ده واحد بيتصل يعاكسنى انا ونيرة كتير فقولتله كدا علشان اخوفه
تحرك يوسف خطوتين وجلس على الكرسي قائلاً :
– هاتى الرقم ده
نظرت جودى الى نيرة بخوف ثم عاودت النظر إلى يوسف :
– خلاص مش لازم يا يوسف انا هزقته وحطيته فى البلاك ليست خلاص
صاح يوسف بغضب شديد :
– قولتلك هاتى الرقم
شعرت جودى ان هذه نهايتها واعطته الرقم وقام يوسف بالاتصال ليرد عليه حسام قائلاً :
– ايوة !! مين ؟
صرخ يوسف بأعلى صوته قائلاً :
– انت مالك ومال اختى يا ابن ال*** ، اقسم بالله لو كلمتها تانى لأدفنك مكان ما انت موجود
ضحك حسام ضحكة طويلة ثم رد قائلاً :
– ههههه خلاص متعصبش نفسك مش هتصل تانى بس الشتيمة بتاعتك دى هتتحاسب عليها
ابتسم يوسف يوسف ابتسامة سخرية :
– وحياة امك !! انا كدا اخاف ولا اعمل اية ؟
ضحك حسام :
– تخاف متخافش بس عايزك تحط فى دماغك اننا هنشوف بعض كتير الفترة الجاية
واغلق حسام فى وجهه مما جعل يوسف يعاود الاتصال ولكن وجده مغلقاً
نظر يوسف الى جودى نظرة غضب :
– لو فاكرة انى هقولك معلش ومتزعليش علشان ضربتك تبقى غلطانة ، انتى وهى غلطانين واللى عملتوه ده مش هيعدى بالساهل كدا
خرج يوسف من الغرفة واتجه الى الاسفل ليجد سهوة قد قامت بتحضير الطعام والجميع بأنتظاره
اشارت سهوة الى يوسف بالجلوس :
– اقعد يا يوسف ، انا هطلعلهم الاكل وهنزل
توجه يوسف الى السفرة وجلس وتوجه بالحديث الى والدته :
– ماما ابقى اقعدى مع البنات دول ، انا حاسسهم مخبيين حاجة
ضمت رباب حاجبيها بتعجب قائلة : مخبيين اية !!
هز يوسف رأسه قائلاً :
– معرفش بس مجرد احساس
اجابت رباب :
– مش علشان اللى عملوه ده يا يوسف تعمل كل ده وتفتكر الكلام ده
ابتسم يوسف ابتسامة سخرية :
– المفروض اسيبهم على حل شعرهم يعنى !! ، ماما متنسيش انى فى يوم من الايام كنت بمشى مع بنات كتير وبسهر مع بنات كتير وياما عملت معاهم الحرام وياما ضحكت على بنات وعملت اللى ميتعملش ، خايف ده كله يترد فى اختى واخت سهوة .. خايف ربنا يردهولى ، ساعتها هنتهى
اسرعت رباب فى الحديث قائلة :
– اللى انت كنت بتعمله ده كان زمان يا يوسف وانت دلوقتى اتغيرت وسيبت ده كله وتوبت
نظر يوسف الى الارض بملامح يسيطر عليها الحزن :
– ربنا يستر
عادت سهوة وبدأ الجميع فى تناول الطعام
نظر يوسف الى سهوة وقال بحب :
– الله .. محشى الورق عنب طعمه يجنن يا حبيبتى تسلم اديكى
ابتسمت سهوة بحب :
– بالهنا يا حبيبي
تعجب يوسف من عدم وجود سهوة الصغيرة :
– امال فين سهوة ؟
اجابت سهوة :
– بتتغدى مع جودى ونيرة فوق
نظر يوسف امامه :
– امممممم الحمدلله شبعت يا حبيبتى ، انا هقوم اغسل ايدى والبس .. هروح مشوار صغير كدا وهاجى علطول
تعجبت سهوة فتسائلت :
– مشوار اية ده ؟
ادار يوسف ظهره قائلاً :
– لما اجى هقولك
خرج يوسف وانطلق بسيارته الى مديرية أمن القاهرة واتجه الى مكتب احد رجال الشرطة واشار الى امين الشرطة الذى ادى له التحيه وسمح له بالدخول
ابتسم يوسف وصاح قائلاً :
– مبروك الترقية يا سيادة العقيد
ضحك محمد بصوت عالٍ قائلا :
– الله يبارك فيك يا جوو ، اية اخبار الشغل
جلس يوسف ولوى شفتيه قائلاً :
– اللواء مهدى رفعت مش راحمنى ده غير انه لحد دلوقتى لسة عايز يدربنى تانى ومش مقتنع انى متدرب على اعلى مستوى
ابتسم محمد وسارع بالاجابة :
– عنده حق ، انت متدرب على اسلوبهم ونظامهم وده مش وحش بالعكس ده يعتبر قمة التدريب بس لازم بردو تدرب على نظامنا علشان تبقى فاهم الدنيا ماشية ازاى وعلى فكرة .. طالما اللواء مهدى بيعمل كدا يبقى اكيد فيه مهمة صعبة هيخليك تنفذها قريب وعايزك بكامل استعدادك
فكر يوسف قليلا ثم نطق :
– امممم شكلى هخش فى الشغل الجد
رجع محمد بظهره الى الكرسى :
– امال انت فاكر اية ، وخلى بالك الفترة دى لازم تثبت نفسك كويس اوى علشان ده اللى هيخليك رتبة كويسة وهيخلى كل فترة صغيرة يجيلك ترقية جديدة وتثبت نفسك فى الجهاز كله
حرك يوسف رأسه بعد ان اقتنع :
– امممممم طيب اشطا ، اها صح بقولك ، عايزك تدى الرقم ده لـ احمد يعرف هو رقم مين وساكن فين وبيعمل اية وكل حاجة عنه
ضم محمد حاجبية بتعجب :
– لية !! رقم مين ده
وقف يوسف واستعد للرحيل :
– ده رقم عيل كدا بيعاكس اختى ولما كلمته شتمنى ابن الكلب ، شوف بس كدا ولما يوصل لحاجة كلمنى
حرك محمد رأسه بالموافقة :
– خلاص تمام ، كلها ساعة او اتنين وابلغك بكل حاجة
***
كانت تبكى بشدة وكانت سهوة تضع يدها على وجهها لاتعلم ماذا تفعل ثم نطقت قائلة :
– ما انا مش هسيبكم تروحوا ، انا لازم اتصرف ، انا هقول ليوسف هو اللى هيتصرف
صاحت جودى بخوف ودموع :
– لا ابوس ايدك يا سهوة ، يوسف هيقتلنى لو عرف
لم تعلم سهوة ماذا تفعل فنطقت محاولة اقناع جودى :
– يوسف اخوكى وبيحبك يا جودى وعمره ما يأذيكى ، انتى نسيتى لما كنتى صغيرة كان بيعمل معاكى اية وكان دايما معاه اسرارك وهو اللى بيحللك مشاكلك كلها
نظرت جودى الى الارض نظرة حزن قائلة :
– يوسف بتاع زمان مش هو يوسف بتاع دلوقتى ، يوسف لما اتغير مبقاش فيه اي صفة من صفاته القديمة حتى طيبته واحساسه ، مبقاش شايف غير انه مسؤول من حد معين لكن نسى العيلة ونسى ان ليه اخت ومبقاش يسمعنى ولا يقعد معايا زى زمان ، حتى لما كنت بحاول اكلمه الاقيه يقولى انا تعبان ودماغى مصدعة ويقوم ويسيبنى ، يوسف بتاع دلوقتى مش يوسف اخويا بتاع زمان
لم تستطع سهوة الرد وصمتت لبعض الوقت حتى سمعت صوت وصول سيارة بالاسفل فعلمت ان يوسف قد عاد ، قامت سهوة ونزلت للأسفل لأستقبال زوجها فأبتسم يوسف عندما وجدها بأنتظاره فقبلها من جبينها قائلاً :
– حبيبتى انا عاملك مفاجأة
تعجبت سهوة وتسائلت :
– مفاجأة اية !!
ابتسم يوسف قائلاً :
– النهاردة مبيفكركيش بحاجة ؟
تذكرت سهوة فى الحال ووضعت يدها على وجهها بفرح وصاحت قائلة :
– عيد جوازنا
ابتسم يوسف واحضر من خلفه صندوق احمر صغير مزين بطريقة جعلته جميلا وجذاباً وفتحه معلناً عما بداخله قائلاً :
– كل سنة وانتى حبيبتى وروحى ومراتى وكل حاجة فى حياتى ، كل سنة واحنا دايماً مع بعض يا حبى الوحيد
شعرت سهوة انها اسعد شخص فى تلك اللحظة ، فى عالم اخر ، السعادة غمرتها فأنطلقت وضمته بحب شديد :
– ربنا يخليك ليا يا حبيبي وتفضل دايما جنبى وسندى وجوزى علطول
قبلها يوسف بحب قائلاً :
– النهاردة هنتعشى انا وانتى وبس فى المكان اللى تشاورى عليه
تذكرت سهوة امر جودى ونيرة فحاولت ان تتحدث وتمنعه حتى لا تذهب جودى بصحبة نيرة فنطقت :
– بس .. خلينا هنا
حرك يوسف رأسه بالرفض وقال بأبتسامة حب :
– لا لا النهاردة بتاعى وبتاعك بس يا حبيبتى ومش مسموح ابداً ترفضى
صمتت سهوة حتى لا تعكر صفو هذه اللحظة ولكن خطر ببالها فكرة وقررت ان تنفذها فنطقت :
– يوسف حبيبى
نظر اليها يوسف متسائلا :
– ايوة يا حبيبتى
صمتت قليلا تفكر ثم نطقت :
– الساعة دلوقتى 4 ، خليها على الساعة 8 بس لازم اروح مشوار لولاء انت عارف من بعد حبس عمر واللى حصل وهى حالتها صعبة اوى
حرك يوسف رأسه بالموافقة :
– ايوة فاهم فاهم ، خلاص يلا نروحلها انا وانتى
سارعت سهوة بالرد :
– لا لا خليك انت ، انا مش هتأخر ، نص ساعة بالكتير اوى
ابتسم يوسف قائلاً :
– خلاص على راحتك يا حبيبتى ، خلى بالك بس وانتى سايقة علشان انتى يادوب لسة متعلمة السواقة
ابتسمت سهوة وقبلته من جبينه قائلة :
– متقلقش يا حبيبى ، طول ما معلمنى سواق ماهر زيك يبقى انا فى امان
ابتسم يوسف وقبلها وتركته سهوة وارتدت ملابسها وتوجهت الى ذلك المكان الذى وصفته جودى لها ، فيلا حسام الشيمى …
***
صرخت بأعلى صوتها قائلة :
– بابااااا
سارع صابر بالرد :
اية يا ايما وطى صوتك شوية
اجابته ايما على الفور قائلة :
– عمتو سهوة وحشتنى اوى وانت كل شوية تقولى هنروحلها ومش بنروح وبعدين انا دلوقتى فى 5 ابتدائى يعنى كبرت والمفروض اروحلها لوحدى
ابتسم صابر ثم اخذ يعبث فى شعر ابنته قائلاً :
– ماشى يا ستى بكرا ان شاء الله هقولها تيجى تقعد معاكى اليوم كله ، ها اية رأيك ؟
ابتسمت ايما :
– ماشى يا بابى
تابع صابر الحديث قائلا :
– يلا بقى روحى ذاكرى مع شروق ورحمة اخواتك
ابتسمت ايما قائلة :
– حاضر
جلست سارة حيث كان وجهها شاحب اللون ويبدو عليها الارهاق الشديد ولاحظ ذلك صابر فتحرك وجلس بجوارها وامسك بيديها قائلاً :
– مالك يا سارة ، حاسك تعبانة ووشك مخطوف كدا
تحدثت سارة بإرهاق واضح :
– مفيش مفيش يا صابر ، شوية دوخة زى كل يوم عادى
شعر صابر بالقلق فنطق :
– لا لا انتى باين عليكى تعبانة اوى ، يلا بينا هنروح نكشف
سارعت سارة بالرد :
– مش مستاهلة يا صابر ، شوية دوخة وهيروحوا لحالهم
اصر صابر على موقفه ووقف :
– يلا بقى انتى شكلك يقلق ، يلا انا هتصل بدكتور اعرفه واقوله ان احنا جايين
استسلمت سارة لرغبة صابر واستعدت للرحيل معه …
***
دلف الخادم الى الداخل قائلاً :
– حسام بيه ، فى واحدة ست برا عايزة تقابل سعادتك
تعجب حسام قليلا ثم نظر الى الخادم قائلاً :
– طيب دخلها وانا جاى حالا
ادار الخادم وجهه واتجه الى تلك المرأة واخبرها بأن حسام ينتظرها بالداخل وبالفعل دلفت الى الداخل وانتظرت لبعض الوقت حتى ظهر حسام بإبتسامة واسعة قائلاً :
– اهلا اهلا اهلا ، مدام سهوة زوجة المليونير يوسف رأفت الحسيني هنا ، الفيلا نورت
نظرت سهوة الى حسام نظرة استحقار قائلة :
– عملولك اية علشان تعمل فيهم كدا !! لية تعمل فى بنات الناس كدا ؟
اصطنع حسام الحيرة وعدم الفهم ونطق قائلاً :
– انتى قصدك اية ، انا مش فاهم حاجة
اجابت سهوة بنفس النظرة :
– قصدى انت عارفه كويس ومتحاولش تبين انك مش فاهم
ابتسم حسام ثم نطق قائلاً :
– قصدك على جودى ونيرة
اجابت سهوة بنبرة كره :
– ما انت فاهم قصدى اهو ، انا عارفة الاشكال اللى زيك ولية بيعملو كدا ، انا مش هضيع وقتى … تاخد كام والفيديوهات اللى معاك دى ميبقاش ليها وجود نهائى
ضحك حسام بصوت عالٍ وظل يضحك ولا يتوقف حتى نطق :
– انتى شايفة انى عايز فلوس !! مش شايفة الفيلا ؟ طب مشوفتيش العربية بتاعتى نوعها اية اللى برا دى ؟ طب سيبك سيبك .. متعرفيش انا ابن مين ؟
ابتسمت سهوة ابتسامة سخرية :
– هتكون ابن مين يعنى
ابتسم حسام ونطق بسرعة شديدة :
– ابن ايهاب الشيمى ، مش بيفكرك بحاجة الاسم ده !! اقولك انا … ايهاب الشيمى يبقى وزير الداخلية يا سوسو
تبدلت ملامح سهوة وشعرت بأن كل شئ انتهى وانها لن تستطيع ان تفعل شئ ، لم تعرف ماذا تفعل وماذا تقول فنطق حسام :
– اية !! مش عارفة تقولى اية صح ؟ ، قومى ارجعى لجوزك وقولى لأختك ولأخته ميتأخروش علشان السهرة النهاردة عنب
صرخت سهوة فيه قائلة :
– يوسف لو عرف اللى حصل ده هيقتلك ، عارف يعنى ايه هيقتلك !!
ابتسم حسام قائلاً :
– انا اعرف كل حاجة عن يوسف من ساعة ما كان سكرى وبتاع بنات لغاية دلوقتى ومتسأليش جبت المعلومات دى ازاى ولا عرفت عنه كل ده لية ، المهم ان يوسف لو عرف فعلاً هو اللى هيموت ، فى قناص فوق الفيلا واخد اوامر ان لو لمح يوسف جاى ناحية الفيلا يقتله فوراً ، ياترا بقى هتقولى ولا هتخافى على حبيب قلبك
وقفت سهوة واستعدت للرحيل ثم نظرت الى حسام قائلة :
– انت مش بنى ادم ، ربنا ينتقم منك
ابتسم حسام ورحلت سهوة وسط نظراته السعيدة وابتسامته التى لم تفارق وجهه
***
انتهى الطبيب من فحص سارة فتوجه صابر بالبحديث اليه :
– اية اللى عندها يا دكتور !!
صمت الطبيب لبضع لحظات ثم نطق قائلاً :
– زوجتك يا بشمهندس مفيهاش حاجة وكويس بس هنحتاج نعمل الاشاعات دى علشان نتطمن اكتر
رد صابر مسرعاً :
– طيب الاشاعات دى علشان اية يا دكتور !!
اجابه الطبيب :
– دى اشعة علشان بس نعرف اذا كان فيه حاجة بس متقلقش ، دى زيادة اطمئنان بس
تردد صابر قليلا ثم نطق قائلاً :
– طيب ، شكراً يا دكتور
اصطحب صابر زوجته سارة واتجه لأجراء هذه الأشعة عليها …
***
عادت سهوة الى الفيلا لتجد يوسف بأنتظارها فتحركت بتردد بأتجاهه مما جعل يوسف يلاحظ انها تخفى شئ فحاول معرفة ذلك :
– ها ولاء عاملة
كانت شاردة غير منتبهة حين سألها هذا السؤال فنطقت قائلة :
– هاااا !! اهااا ولاء كويسة
ضم يوسف حاجبيه بتعجب قائلاً :
– مالك يا سهوة !!! انتى راجعة تايهة خالص ، فيه اية يا بنتى انتى قلقتينى عليكى !
حاولت سهوة ان تخفى ذلك فأبتسمت ابتسامة خفيفة :
– لا يا حبيبى مفيش بس صعبان عليا ولاء اوى
شعر يوسف بالحزن ونظر الى الارض قائلاً :
– علقها بيه وفى الاخر باع نفسه وضيع نفسه
نظرت سهوة اليه بعد ان خطر ببالها فكرة :
– يوسف ، انت متأكد ان عمر شرير مش خطة علشان توقعوا حد زى عوايدكم !!
تعجب يوسف من سؤالها فأجابها :
– هنوقع مين واحنا قبضنا على اخر ناس ومنهم عمر ، مفيش حد علشان نوقعه اصلا
جلست سهوة ثم عاودت النظر إلى يوسف :
– بس اللى عمر عمله لم عرفنا خبر موتك مكنش يدل على انه شغال مع حد ضدك ابدا .. ده معاملته كانت عادية وياما طنط اسماء كانت بتحكيلى عنه وعنك وانكم متربيين مع بعض واخوات مش صحاب بس ، مش قادرة اقتنع انه خطفنى ووقف ضدك
جلس يوسف ونظر بتعجب الى سهوة :
– انتى بتسألى الاسئلة دى كلها لية !! عايزة تقولى ان عمر برئ وانى عارف ده
حركت سهوة رأسها بالرفض قائلة :
– لا لا بس مش معقولة بعد العمر ده كله يجى يغدر بيك
نظر يوسف الى الارض بحزن :
– اهو اللى حصل بقى
ثم نظر اليها مرة اخرى بأبتسامة قائلا :
– انتى عايزة تعكننى على اليوم الحلو ده ليية ، يلا بينا علشان نمشى
تذكرت سهوة جودى ونيرة فنطقت دون قصد :
– طب ونيرة وجودى!!
تعجب يوسف :
– مالهم يوسف ونيرة !!
تلجلجت سهوة فى الحديث :
– اااا…..هنسيبهم لوحدهم
ضم يوسف حاجبيه :
– امال هناخدهم معانا مثلا !! اية يا سهوتى يلا قومى متضيعيش اليوم الحلو ده
وقفت سهوة ولكن سمعا الاثنين صوت جرس الباب فتوجهت سهوة لتفتح الباب وكان يوسف ينظر من الداخل ويتابعها
فتحت سهوة الباب لتجد امرأة فى غاية الجمال عندما رأى يوسف وجهها شعر بالصدمة وتجمد فى مكانه .
تعجبت سهوة وتسائلت :
– ايوة ، مين حضرتك ؟
اشارت تلك المرأة الى يوسف بأبتسامة فنظرت سهوة خلفها لتجد يوسف فعاودت النظر الى تلك المرأة مرة اخرى ونظرت اليها نظرة استفهام فنطقت تلك السيدة :
– يوسف … انا مراته
نظرت سهوة الى يوسف بصدمة حيث كانت تحاول استيعاب ما سمعته فنطقت قائلة :
– اية اللى هى بتقوله ده يا يوسف !!
تجمد يوسف مكانه حيث كان لا يستطيع الرد وسط نظرات سهوة الحائرة ونظرات يوسف المشحونة بشحنات كثيفة من الصدمة …..