رواية القاسيان الجزء الثالث
الحلقة العاشرة
بقلم / عبدالرحمن احمد
فتح يوسف عينيه بصعوبة بالغة ليجد جودى امام عينه تصرخ فيه :
– قوووم بقى يا يوسف انت لسة ناايم !! ده بابا هيهزقك وهيسمعك كلمتين زى الفل بسبب انك راجع وش الفجر ومروحتش الشركة معاه
فرك يوسف فى عينيه واعتدل ثم نظر الى اخته وقال بوجه نائم :
– وبابا عرف منين بقى انى جيت وش الفجر ؟
ابتسمت جودى واردفت :
– وقعنى فى الكلام ، معلش بقى
نظر لها يوسف بنصف عين واردف :
– وقعك فى الكلام !! ماشى يا جودى .. مفيش بلاى ستيشن تانى ، انسى بقى تلعبى على البلاى ستيشن بتاعى
نظرت له جودى بحزن :
– بقى كدا !! طييييب
رحلت جودى وبقى يوسف لوقت قصير على سريره واحضر هاتفه ليجد رسالة من “واتس آب” ففتحها ليجد رسالة من سهى
” انا اسفة يا حبيبي على اللى حصل منى امبارح بس انت شوفت سما هى اللى استفزتنى ”
لم يرد يوسف والقى بهاتفه على السرير ونهض بتعب وقرر النزول الى اسفل …
نزل يوسف الى الاسفل ليجد جدته “اسماء” تجلس على الكرسى وبمجرد ان لمحته صاحت قائلة :
– ما لسة بدرى يا يوسف !! الساعة بقت 2
فرك يوسف فى عينيه ثم توجه الى احد الكراسى وجلس :
– صباح الخير يا سوسو
اردفت اسماء بمزاح :
– مساء الخير قصدك
ابتسم يوسف قائلاً :
– وات ايفر ، المهم فين امينة تعملى فنجان قهوة علشان دماغى مصدعة وهتتفجر
اجابته اسماء على الفور :
– امينة سافرت علشان هتولد وجه مكانها سهوة ، استنى هنديهالك
يا سهوة .. سهوة
تعجب يوسف قليلا من الاسم ولكنه لم يعطى اهتمام للأمر ..
حضرت سهوة قائلة :
– ايوة يا اسماء هانم
اجابتها اسماء :
– اعملى فنجان قهوة ليوسف بسرعة
حركت سهوة رأسها بالأيجاب :
– حاضر
رحلت اسماء وكان يتابعها يوسف بنظراته فلاحظت اسماء ذلك فسألته :
– مالك مركز عليها كدا لية !! لا اوعى يكون اللى فى بااالك .. سهوة ايوة جميلة بس مش زى البنات اللى بتسهر للفجر معاهم
انتبه يوسف إلى اسماء فصاح قائلاً :
– جرا اية يا سوسو !! هو انا هبص لشغالة المهم الواد عمر مجاش !! اصله كان جايلى الساعة 1
حركت اسماء رأسها بالنفى :
– لا مجاش
نهض يوسف قائلاً :
– طيب ، هاخد القهوة بقى واخد شاور عقبال ما يجى
سارعت اسماء بالحديث قبل رحيله :
– يينى بطل بقى وعيش المسؤولية بقى ، هتفضل كدا لحد امتى
ابتسم يوسف وقال مازحاً :
جرا اية يا سوسو انا حاسس انك بابا متنكر بشكلك ، ايية مانتى كنتى كويسة … يلا تشاااو بقى
رحل يوسف وتوجه الى المطبخ ليأخذ القهوة فى طريقه للأعلى فوجد سهوة تعدها ، ظل يوسف يتابعها بنظارته ثم تحدث :
– اول مرة اشوف قهوة بتعمل سهوة ااا… قصدى سهوة بتعمل قهوة
نظرت سهوة اليه بقلق وخوف :
– فيه حاجة يا بشمهندس !!
حرك يوسف رأسه بالرفض بعد ان ارتسمت البسمة على وجهه واردف :
– لا مفيش يا بشمهندسة
انتبهت سهوة الى كلمته فنطقت متعجبة :
– بشمهندسة !!!
رفع يوسف يده وصاح بتعجب :
– جرا اية يا بنتى هو انا غلطت !! انا اسف ياستى
حركت سهوة رأسها بالنفى :
– لا لا اصلى فعلا مهندسة
ضم يوسف حاجبيه بتعجب :
– مهندسة مين يما !! هنهزر بقى ولا اية
حركت سهوة رأسها مرة اخرى بالنفى ثم اردفت :
– لا والله ، انا بجد مهندسة
توجه يوسف الى كرسى فى المطبخ وجلس واردف :
– لا ده الموضوع محتاج قعدة بقى ، مهندسة ازاى يعنى واية اللى شغلك هنا ! ما تشتغلى فى شركة
نظرت سهوة الى الارض بحزن شديد واردفت :
– حاولت بكافة الطرق بس للأسف مفيش نصيب
وقف يوسف ورفع يده وقال بجدية :
– مفيش نصيب اية هو انتى رايحة تتخطبى ! تعالى معايا
ضمت سهوة حاجبيها ونطقت بحدة :
– اجى معاك فين يا بشمهندس !!
صاح يوسف مازحا :
– مالك يابنتى هو انا هاخدك على اوضتى فوق !! تعالى يابنتى هشغلك عندى فى الشركة
لم تتحرك سهوة واردفت بعدم تصديق :
– انت بتهزر يا بشمهندس ؟
نظر لها يوسف بتعجب :
– ده منظر واحد بيهزر !! خليكى هنا هطلع اخد شاور والبس ونروح على الشركة وهناك هفهمك كل حاجة
لم تنطق سهوة بل انتظرت ولم يمر وقت طويل حتى نزل يوسف
– يلا بينا
حركت سهوة رأسها بالموافقة :
– حاضر حاضر بس لو اسماء هانم او رباب هانم نادولى وملقونيش مش هيبقى كويس وده اول يوم ليا
صاح يوسف بغضب :
– انتى استقالتى من هنا خلاص ، بقولك هتشتغلى فى الشركة بتاعتى .. انتى فاهمة كلامى ؟؟
لم تصدقه سهوة ولكن قررت ان تذهب معه وترى ان كان يمزح ام يتكلم بجدية وبالفعل انطلق يوسف الى الشركة بصحبة سهوة ودلفا الى الشركة
ليجد سما فصاح قائلاً :
– سمااا اية اخبار الشركة
ابتسمت سما واقتربت من يوسف بحب :
– سوفة ، غريبة اية اللى جابك الشركة دلوقتى
نطق يوسف بصرامة :
– قوتلك بلاش سوفة فى الشركة ، بصى عايزك تجهزى مكتب لسهوة
نظرت سما الى سهوة بإستحقار ثم نظرت الى يوسف :
– احنا مش محتاجين مهندسين يا يوسف
رفع يوسف حاجبيه بتعجب :
– نعم !! هو انتى بقيتى صاحبة الشركة وانا مش واخد بالى ولا اية ، المكتب يجهز دلوقتى علشان سهوة وياريت نخلص
نظرت سما الى سهوة بإستحقار مرة اخرى ثم اردفت :
– حاضر
ثم رحلت وبقى يوسف وسهوة
نظر يوسف الى سهوة ولكن هذة المرة اختلفت نظرته لأنه تذكر شئ :
– اية ده !! سهوة احنا فين ؟ انا بتعرف عليكى من تانى ولا اية ؟
حركت سهوة رأسها بعدم فهم :
– نعم ؟ مش فاهمة يا بشمهندس .. احنا فى الشركة
– عارف يا سهوة اننا فى الشركة ، اقصد اية اللى بيحصل ده وانا رجعت مصر ازاى وازاى سما هنا !! المفروض ضوضاء والمفروض انتى صاحبة الشركة
رفعت سهوة حاجبيها بعدم فهم :
– صاحبة الشركة !! انت بتهزر يا بشمهندس ؟ وانا مالى رجعت مصر ازاى .. انا مش فاهمة حاجة
مسك يوسف يدها لكنها سحبت يدها بسرعة شديدة فنطق يوسف :
– سهوة انتى مراتى وعندنا بنت على اسمك ، انتى ازاى مش فاكرة حاجة !!
– انت شكلك اتجننت ، انا اسفة انى جيت معاك ، انا هدور على شغل تانى وشكرا على اللى عملته ده
رحلت سهوة وحاول يوسف ان يوقفها ولكنها رحلت على الفور …
وقف يوسف يتابعها ترحل بنظرات حائرة لا يدرى ما حدث ، اخر ما يتذكره انه كان فى مهمة و حصل على معلومات خطيرة من منظمة تدعى هامر ، اخر ما تذكره انه وصل الى غرفته بالفندق واغلق عينيه بعد ان هدأت انفاسه حتى انقطعت ..
نظر يوسف الى يده ثم حدث نفسه قائلاً :
– انا مت ولا اية ؟ شكلى مت ، على الاقل عملت حاجة كويسة قبل ما اموت وجبت كل المعلومات ، على الاقل مخونتش سهوة ابدا وجيت على نفسى بس لو انا ميت لية شايف كل ده !!
رفع يوسف نظره ليجد والده امامه مبتسما لا يصدق وجود ابنه بالشركة :
– يوسف انت بجد هنا !! لا لا دى حاجة جديدة ، مش معقولة
انهمرت الدموع من عين يوسف وانطلق الى والده وضمه بحب شديد :
– بابا انت بجد عايش !! وحشتنى اوى .. وحشنى صوتك وانت بتقولى لازم تشيل مسؤولية .. وحشنى حضنك ، كنت سندى وضهرى وخسرت جامد من بعدك … بابا انا مش عايزك تسيبنى تانى ، انا ضايع من غيرك ، مش مصدق انك قدام عينى تانى .. بالله عليك يا بابا متسبنيش تانى
ابتسم رأفت ووضع يديه على كتف ابنه بحب ثم اردف :
– انا طول الوقت معاك يا يوسف ، متنساش انك فى كل مهمة بتحطنى قدام عنيك وانك لازم تحقق رغبتى فى انك تكون اد المسؤولية ، انت شايفنى مثلك الاعلى يا يوسف بس الحقيقة انى اللى دلوقتى فخور علشان عندى ابن زيك ، اعمل اللى شايفه صح يا يوسف .. انت تقدر تختار طريقك وصدقنى كل اللى حصل ده كان مجرد اختبار وانت مسقطش فيه ، كنت دايما ذكى ولحد دلوقتى ذكى ، خلص مهمتك يا يوسف وارجع لسهوة ..سهوة بتحبك اكتر ما تتخيل
متستغربش من رد فعلها .. كل ما الانسان بيحب كل ما صدمته فى اللى بيحبه بتزيد فى وقت زى ده ،، قوم يا يوسف وواجه متهربش وخليك دايما واقف …
قوم يا يوسف
قوم ……
فتح يوسف عينيه ليجد نفسه على سريرة فى الفندق والسرير ملئ بدمائه ووجد نفسه مازال على حاله ومكان الرصاصة مازال ينزف بالدماء فقام يوسف واعتدل وسند بظهره على السرير ورفع عينه ليجد سمر ..
وجد سمر تمسك بمسدس وتوجهه ناحيته بإبتسامة :
– يوسف .. مكنتش اعرف انك جامد كدا وهتقتل كل الرجالة وتخرج بالمعلومات ، طبعا انت مصدوم ازاى انا رافة المسدس ناحيتك صح ؟
ابتسم يوسف وضحك بضعف ثم اردف :
– انتى وابوكى عمركم ما ضحكتوا عليا ودايما انا كنت سابقكم بخطوة ، لا طبعا مش مستغرب لانى عارف من قبل ما اتجوزك انك شغالة مع ابوكى اصلا
ضمت سمر حاجبيها بقلق :
– قصدك اية !! عرفت منين
ضحك يوسف مرة اخرى ثم اردف :
– عارف انك كنتى جاية مصر اصلا علشانى مش زيارة وانتى وابوكى عارفين انى هاجى اتعرف عليكى علشان اقرب من ابوكى واكشفه على حساب انى اتجوزك .. تقدرى تقولى انا كنت كاشف المهمة من كل جانب يعنى زى ما كان فيه مهمة كنت انا عارف انكم عارفين انى ظابط مخابرات وده اتأكدت منه لما قابلتك .. خدت موبايلك من شنطتك من غير ما تعرفى اصلا وشوفت رسالة منك لأبوكى ان المهمة ماشية تمام وانك قابلتينى …. قررت اعمل نفسى حمار واعمل نفسى بحبك وانك فهمانى والخ وطبعا سافرت على هنا وانا عارف ان فيه حاجة هتحصل وكلامى مع ابوكى اثبت انى كنت صح من الاول وانه عارف انى ظابط بس طبعا حب يموتنى موتة حلوة وفى نفس الوقت لما اموت ابقى مت خاين لبلدى … فاكرة اليوم اللى دخلتى فيه لقيتينى مع واحدة !! انا مكنتش بعمل معاها حاجة وعمرى ما اخون سهوة … دى كانت تبعنا وكانت جاية تدينى معلومات عن المهمة اللى ابوكى هيكلفنى بيها ولما حسينا بصوت برا قولتلها اطلعى على السرير وعملت انى مع واحدة ، المهم بقى اية ابوكى قالى على المهمة بس اللى ميعرفوش ان انا عارف المهمة من الاول اصلا يعنى يدوب بسمع منه علشان اشوف بيكدب ولا لا وبالفعل طلع كداب ، قالى ان المنظمة دى اسمها دارك وانى هجيب معلومات منها والبنت طبعا قالتلى ان ده مقر منظمة هامر اصلا اللى صاحبها يبقى كارم بمعنى انه كان بيسلمنى علشان اموت ده غير انه ادانى معلومات غلط عن الحراسة وقالى على عدد اقل من اللى هناك مرتين بس انا طبعا عرفت العدد الحقيقي من البنت وطبعا كان مدينى اسلحة بايظة ، هههههههه ابوكى ده اهبل .. ميعرفش ان ظابط المخابرات هيكشف الاسلحة البايظة دى ، ما علينا المهم عرفت انه اصلا العقل المدبر لمنظمة هامر وانتى الدراع اليمين ليه وطبعا فاكرنى اهبل بس احب اعرفك ، انتوا اللى طلعتوا اغبية وهبل علشان بكدا سلمتولى كل المعلومات والمعلومات دى كلها خلاص فى مكان امن وهتوصل للمخابرات وهتوصل بردو للحكومة الألمانية وانتى وابوكى هتبقوا زى الفيران هربانين بعد ما انا قتلت كل رجالتكم ، يااااه حلوة الحكاية صح ؟
صفقت سمر بإبتسامة :
– ياااه ، تصدق فعلا احنا غلطنا علشان مدرسناش يوسف بجد .. احنا اللى دربناك وعلمناك كل ده بس مكناش نتخيل كدا ، لا بجد براااافو بس اللى معملتش حسابه انى هقتلك دلوقتى وبكدا فى النهاية انت هتموت بردو
ضحك يوسف وشعر بألم شديد ولكنه كان يتحمل بصعوبة :
– تفتكرى لما تموتينى يا سمر كدا الموضوع خلص ؟ لا خلاص أسطورة مجموعة هامر انتهت وانتى وابوكى خلال كام ساعة هتبقوا على قوائم المطلوبين من الحكومة الألمانية ولما تتقفشوا هتترحلوا على مصر ومصر بقى هتستقبلكم استقبال حافل ، تعرفى دلوقتى افتكرت اية !! افتكرت يوم لما قبضنا على عمر مع ظابط المخابرات الفاسد التانى اللى عمر وقعه ولما قتلت برايم وراجلكم فى مصر ساعتها سهوة قالتلى كلمة .. قالتلى المنظمة دى لسة منتهتش واكيد مش هتسيبك فى حالها … ساعتها رديت وقولت مظنش لان كدا هم ملهمش دعوة باللى حصل…هم ليهم مصلحتهم وبس
بس لو ظهروا تانى ساعتها هتصدى ليهم وهو ده اللى حصل
يلا يا شاطرة اقتلينى
ابتسمت سمر وشدت اجزاء سلاحها ووجهت السلاح ناحية يوسف واطلقت رصاصة لتستقر فى جسد يوسف ولكن رغم ما حدث له رفع مسدسه بحزم وجهه بأتجاهها واطلق رصاصتين بسرعة شديدة لتقع سمرعلى الارض معلنة موتها …..
شعر يوسف ان النهاية تقترب بشدة وتذكر سهوة وابتسم ثم اغلق عينيه بعد ان انهى مهمته ، كانت تلك المهمة بمثابة المستحيل بعينه ولكن انجزها يوسف بالرغم من الصعوبات التى واجهها والتحديات التى قابلته ، استطاع ان يتقدم بخطوة عن الجميع واستطاع دراسة المهمة جيدا …
***
– مش عايزك تقلقى يا سارة ، هتخرجى بأذن الله وهتبقى كويسة
كانت هذه اخر كلمات صابر قبل دخول سارة غرفة العمليات ونطقت سارة بعينان دامعتان :
– لو حصلى حاجة خلى بالك من البنات يا صابر بالله عليك
انهمرت الدموع من عينه وقبل رأسها بحب :
– بعد الشر عنك يا سارة ، بأذن الله هتخرجى وانتى اللى هتربيهم وتاخدى بالك منهم
– اوعدنى يا صابر بالله عليك !!
نظر صابر الى الارض بحزن شديد واردف :
– اوعدك يا سارة …
***
اقتربت سهوة الصغيرة من جودى بحب واردفت :
– مالك يا جودى ، انتى كنتى بتلعبى زمان معايا بلاى ستيشن .. دلوقتى مبقتيش تلعبى لية ؟
ابتسمت جودى الى سهوة الصغيرة :
– معلش يا حبيبتى انا تعبانة وكمان نسيت اللعبة دى بتتلعب ازاى
مسكتها سهوة وسحبت يدها قائلة :
– تعالى انا هعلمك ، البلاى ستيشن فى اوضة بابا
بالفعل استجابت جودى لرغبة سهوة الصغيرة وتقدمت معها حتى دلفت الى غرفة يوسف التى عندما دخلتها هاجمتها ذكرايات كثيرة فوقعت جودى على الارض وظلت تصرخ وسط بكاء سهوة الصغيرة التى لم تعرف ماذا تفعل …
كانت الذكريات تهاجمها … ذكرايات مختلفة ومتنوعة ولكن معظمها فى تلك الغرفة ، غرفة اخيها التى اعتادت الدخول اليها لتوقظه وايضا لتلعب معه وتحكى له ما حدث فى يومها …
(اقتربت جودى منه بهدوء شديد وفجأة صرخت فيه بصوت عالٍ مما جعله يقوم من نومه وهو يصرخ من شدة الفزع ..
نهض يوسف بغضب وركض خلفها فى جميع أرجاء الفيلا حتى امسك بها فقال بغضب :
– بقى انتى تخضينى الخضة دى يا بت !! ده انا هعمل منك صنية بطاطس باللحمة
صرخت جودى :
– خلااااص ، اسفة والله … معلش يا يوسف سيبنى بقى )
******
اقترب عمر بحذر من الغرفة ..
كان يحمل سلاحه ويعرف وجهته ولكن بمجرد ان دلف الى الغرفة حتى انغلقت جميع الابواب والمنافذ فنظر عمر حوله بقلق يحاول ايجاد مخرج ولكن لا يوجد !!
فجأة سمع صوت يتردد فى الغرفة بأكملها وكأنه يتردد فى رأسه وليس الغرفة وكان يقول
” عمر … كنت متأكد انك موجود ومش مقبوض عليك زى ما قالوا ، كنت حاسس انهم بيدبروا لحاجة بس مكنش عندى دليل وحيد فحبيت اقطع الشك باليقين وقومت عامل الكمين الجميل ده تحسباً انك فعلا متكونش مسجون وانك تيجى هنا فى وقت التنفيذ وطلع كل اللى بفكر فيه صح هههههههه ، الاوضة اللى انت فيها دى متقفلة كويس اوى وفيه فوق منافذ يدخل منها غاز علشان تموت ببطئ وانت بتشم الغاز ومش عارف تتنفس ، هيبقى مشهد ممتع اوى ..تيجى نجرب !!
نجرب …”
فجأة ظهر صوت الغاز يتدفق الى داخل الغرفة فحاول عمر محاولة الخروج وفتح الباب ولكن لم يستطيع ولو حاول اطلاق النار ستحترق الغرفة كلها بفعل هذا الغاز ..
لم يجد عمر مفر وبدأ فى الاختناق ولم يستطيع التنفس ووقع على الارض بضعف شديد …
لا مفر من الموت … لا مفر