الحضارات القديمة

 سلالة كينج, الإمبراطورية المغولية, إمبراطورية مرثا, توجوجاوا شوجنيت في الصين يزداد التحضر كلما زاد عدد السكان. كما أن قطاع الأعمال يصبح أكثر تعقيدًا؛ مراكز التحضر الكبيرة مثل ناجنج وبكين ساهمت إلى حد كبير في النمو الصناعي,

والصين لم تكن أبدًا بمعزل في عهد أسرة منج. فقد نمت التجارة والاتصالات مع العالم الخارجي وخاصة اليابان, واستكشف التجار الصينيين المحيط الهادي بأكمله. وبلغت رحلات تشنج شرق أفريقيا.

 تأسست أسرة تشنج . (1644-1911) بعد هزيمة منج  الذي كان آخر من في أسرة هان  الصينية من قبل المانشو كان يعرف المانشو سابقًا بـ الجورشن.عندما سقطت بكين بيد الفلاحين عام 1644, قام آخر أباطرة أسرة الجورشن بالانتحار, فتحالفت المانشو مع أسرة منج وسيطروا على بكين التي أصبحت في وقتها العاصمة الجديد لأسرة تشنج. قام المانشو باعتماد التعاليم الكونفوشيوسية كأسلوب للحكم في الصين.

 تمت إعادة تأسيس الحكومة المركزية من قبل اودو نوبوناجا وتويوتومي هيدوشي في اليابان بعد فترة تسمى بـ ” الدول المتحاربة” وتحديدًا أثناء فترة Azuchi-Momoyama بعد معركة سيكاجارا .في عام 1600 , تمت الإطاحة بالسلطة المركزية بواسطة لياسو توكوجاواوحصل آنذاك على لقب شوجن في عام 1603. يشترط لتكون شوجن منتسبًا لعشائر ميناموتو العريقة.

كان المجتمع الياباني في “فترة توكوجاوا” مغايرًا لفترة الشوجن التي سبقتها والتي كان النظام فيها مبنيا على نظام الطبقات الذي انشأ من قبل هيدوشي تيوتومي. الثيدييمو  أو الأمراء وهم على رأس الهرم الطبقي تليها طبقة محاربي الساموراي والمزارعين والتجار والحرفيين في الأسفل,

 في بعض المناطق من الدولة وخصوصا الأجزاء الصغيرة يصعب التمييز بين الساموراي وبين الديمو, حيث يعامل أحيانًا الديمو معاملة الساموراي, كما يعامل الساموراي معاملة الأمراء,

 إن هذا النظام زاد من مستوى العدائية واستخدام القوة مع مرور الوقت.ووضعت الضرائب على الفلاحين بمبالغ ثابتة دون مراعاة نسبة التضخم, ونتيجة لذلك كانت عائدات الضرائب التي يجمعها ملاك الأراضي من الساموراي ذات أثمان بخسة وتقل أثمانها أكثر مع مرور الوقت،
وهذا أدى إلى مواجهات عديدة بين الساموراي والنبلاء, وكذلك صحوة الفلاحين واضطرابات تراوحت بين البسيطة إلى مستوى ثورات أكبر من ذلك بكثير, ولكن هذا أثبت جدواه في مواجهة النظام القائم حتى وصول القوى الأجنبية. في شبه القارة الهندية, حكم المغول الذين شكلوا إمبراطورية في معظم أجزاء الهند في وقت مبكر من القرن الثامن عشر.

انتهت الفترة الكلاسيكية مع وفاة الإمبراطور ارنجزيب  في عام 1707 وقد هزم من قبل إمبراطورية المرثا الهندوسية, على الرغم من أن أسرته كانت على سدة الحكم لمدة 150عامًا.

في هذه الأثناء تميزت الإمبراطورية بمركزية الإدارة حيث ربطت مختلف المناطق بشكل محكم, وكانت معالم المغول و إرثهم واضحًا .كذلك تميزت هذه الفترة باتساع رقعة النفوذ الفارسي على المستوى الثقافي في شبه القارة الهندية فنيًا وأدبيًا ومعماريًا.

كانت تقع إمبراطورية المرثا في جنوب غرب الهند بالنسبة للوقت الراهن وتوسعت أكثر في ظل حكم بيشواز رئيس وزراء إمبراطورية المرثا. في عام 1761 خسر الجيش معركة مرثا الثالثة في بانيبات التي وضعت حدًا للتوسع وقسمت الإمبراطورية بشكل كونفدرالي :

 مملكة الروس: شهدت روسيا نمو إقليميًا إبان القرن السابع عشر, وقد كان يسمى عصر الكوساكس ( فئة سلوفاكية مسلحة من جنوب روسيا “أوكرانيا”) وقد كانوا محاربين مدربين في مجتمعات عسكرية, فكانوا بمثابة قراصنة ورواد العالم الجديد. في عام 1648 اجتمع فلاحو أوكرانيا مع الزابوروشيان (وهم أيضا من جماعة الكوساك لكنهم يعيشون وراء نهر الدنييبر ليوحدوا جبهتهم للقتال مع ليثوانيا البولندية مع انتفاضة الكيميلنيتسكي (كوساك اوكرانيين) بسبب الضغط الاجتماعي والديني الذي عانوا منه تحت حكم بولندا) .في عام 1654 عرض القائد الأوكراني بوهدان كليميلنيفسكي وضع أوكرانيا تحت حماية القيصر الروسي اليكسي الأول.وقد نتج عن موافقة اليكسي لهذا العرض حرب روسية بولندية أخرى ما بين (1654-1667) وفي النهاية قُسمت أوكرانيا على امتداد نهر الدنييبر فكان القسم الغربي من النهر تحت الحكم البولندي والضفة الغربية  تحت الهيمنة الروسية. بعد ذلك في عام 1670-71 بدأ ستينكا رازين الكوساك (من مقاطعة دون ) انتفاضة كبيرة في إقليم الفولقا, لكن قوات القيصر نجحت في إخماد الثورة.في الشرق, كذلك كان هناك تقدم روسي سريع في الاستكشاف العلمي واستعمار أقاليم واسعة من سيبيريا قادها الكوساك الذين كانوا يبحثون عن الفرو والعاج, فتقدم المستكشفين الروس نحو شرق نهر سيبيريا وفي أواسط القرن السابع عشر كان هناك استقرار روسي في شرق سيبيريا.في جزيرة تشوكشي على طول نهر امور, وشاطئ المحيط الهادئ. في عام 1648 تم اقتحام مضيق البيرينغ بين آسيا وأمريكا الشمالية للمرة الأولى على يد فيودور بابوف وسيميون ديزنيوف.

  إن التحول الفكري الأوروبي إبان عصر النهضة أضاء العصور الوسطى والحقبة الحديثة. عصر العقلانية في العالم الغربي هو المحرك الرئيسي لعجلة الفلسفة الحديثة ^[40] والسبب في هجر نهج القرون الوسطى وترك التشبث بالأساليب التقليدية أن فلسفة القرن السابع عشر المبكرة غالبًا ما كانت تسمى بعصر العقلانية ، وقد سبقت فلسفة عصر النهضة وقدمت لعصر التنوير, ولكن البعض يعتبر هذه الفلسفة جزء سابق لحقبة التنوير, مما يوسع تلك الحقبة لقرنين إضافيين. في القرن الثامن عشر ظهرت بواكير العلمانية في أوروبا وقد وصلت لطبقة النبلاء مع صحوة الثورة الفرنسية.إن عصر التنوير هو مصطلح لوصف الفلسفة الغربية والحياة الفكرية خلال القرن الثامن عشر, وفيه تمت الدعوة لتنصيب العقل كمرجع رئيسي وشرعي للسلطة. تمت محاكاة ومجاراة هذا التطور بشكل أقل أو أكثر في أجزاء كثيرة من أوروبا و أمريكا, ومع تطورها خلال حقبة التنوير, انتشرت نهضة النزعة الفكرية عبر أوروبا.التدريب الرئيسي للإنسانيين كان على مهارة التحدث والكتابة(كتابة الرسائل). إن مصطلح اومانيستاكوم من الجزء الأخر من القرن الخامس عشر يقصد به أن الناس يركزون على دراسة العلوم الإنسانية, وهو منهج جديد كان ينافس المنطق المدرسي. إن العلوم الإنسانية في عصر النهضة درست النصوص اللاتينية والإغريقية الكلاسيكية, وكانت معادية لقيم المناهج التقليدية في تركيزها على التعليقات المتراكمة.^[41] كان الإنسانيون مهتمين بالعلوم والفلسفة والفن والشعر التابع للعصور الأقدم, وبالقياس مع اللاتينية المتراجعة طبقوا مبدأ العودة إلى المصدر عبر مساحات كبيرة للتعلم. إن الصراع بين القدماء و الحداثيين كان صراعًا أدبيًا وفنيًا احتدم في بدايات 1690 وصدم الأكاديمية الفرنسية؛ فقد عارض الجهتين, القدماء الذين تقيدوا باختيار المواضيع التي خطتها الأدبيات القديمة، و الحداثيين الذين شجعوا فضائل كتاب عصر لويس الرابع عشر, أما فونتيل فقد استطرد في كتابه1688 حيث اتخذ الصف الحداثي ودافع عنه, محتجًا بأن المنهج الحداثي يسمح للإنسان المعاصر أن يتجاوز القدماء بالمعرفة.

 الثورة العلمية: يطلق مصطلح الثورة العلمية على فترة التحول الجذري في دراسة الفيزياء والفلك والأحياء وعلم التشريح والعلوم القديمة الأخرى التي استوحى العلماء قوانينها من العلوم اليونانية القديمة. شهدت هذه المرحلة تحولا ملحوظا في طريقة دراسة هذه العلوم والذي أدى إلى إنشاء مراكز بحثية تعنى بالبحوث العلمية. بدأ الأفراد بالتساؤل عن كيفية حدوث الأشياء من حولهم، والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى لظهور حركة الثورة العلمية، والتي أسست مبادئ العلوم الحديثة وإنشاء العديد من الأقسام العلمية الحديثة.

رسمت سلسلة الصراعات الفرنسية- الهندية الواقعة في أمريكا الشمالية حال الصراعات بين الأسر الحاكمة في أوروبا. تسمى الحروب الواقعة في كوبييك بحروب المستعمرات.

 في هذه الأثناء، كانت القوى الأسبانية والهولندية في صراع مع بريطانيا العظمى وحلفائها، وحلفاء الأمريكيين الأصليين من جهة ، والمستعمرات الفرنسية وحلفاء الهند من جهة أخرى. وكان الهدف من توسع المستعمرات البريطانية والفرنسية السيطرة على الأقاليم الشرقية أو الداخلية. على الرغم من أن أوقات الصراعات لا تتزامن بالضرورة مع الحروب ،

 إلا أنها كانت تحدث في المستعمرات عندما تقرر الحكومات الأوربية الحرب. في خضم الثورات، شهدت الثورة الأمريكية والتغيرات السياسية في النصف الأخير من القرن الثامن عشر سقوط الاحتلال البريطاني على يد المستعمرات الثلاثة عشر ورفض الحكم البريطاني الملكي من قبل الولايات المتحدة. بدأت المستعمرات أولا برفض سيطرة البرلمان وقامت بالحكم الذاتي للولايات المستقلة.

 في عام  1775/1783اجتمع أعضاء الكونجرس مرة أخرى ضد القوى البريطانية لتحقيق رغبتها بالحكم الذاتي والتي سميت فيما بعد بالثورة أوالحرب الأمريكية لنيل الاستقلال. بدأت الثورة الأمريكية بالقتال في ليكسينغتون . وكونكورد .

في الرابع من يوليو 1776م تم إصدار إعلان الاستقلال والتي أعلنوا فيها استقلالهم عن بريطانيا العظمى وتشكيلهم الاتحاد التعاوني.

في يونيو 1776 عُين بينجامين فرانكلين عضوا في اللجنة الخماسية التي صاغت إعلان الاستقلال وعلى الرغم من كونه مصاب بمرض النقرس وغير قادر على حضور أغلب اجتماعات اللجنة ، إلا أنه قام بالعديد من التعديلات الصغيرة على المسودة التي أرسلها له توماس جيفرسون .

 هزمت الولايات الثائرة بريطانيا العظمى في حرب الثورة الأمريكية ،وهي أول حرب استقلال ناجحة ضد الاستعمار.رفضت الولايات حكم البرلمان من خلال الإعلان بأن الولايات المتحدة الجديدة ترفض مطالبة النظام الملكي بحق بالولاء.

 استمرت الحرب لمدة سبع سنوات مع انتصار أمريكي ساحق متبوعا بتخلي بريطانيا الرسمي عن أي مطالبات إلى الولايات المتحدة بموجب معاهدة باريس .اتفاقية فيلادلفيا هي التي أعدت الولايات المتحدة الحالية تصديق دستور الولايات المتحدة .

 في السنة التالية جعل الولايات جزء من جمهورية مع حكومة مركزية محدودة. في عام 1791تم إقرار لائحة الحقوق التي تضم عشر تعديلات دستورية تضمن الكثير من الحقوق المدنية الأساسية والحريات

 في المراحل المتوسطة والأخيرة من عمر الثورة الفرنسبة. تطلع التغيُر السياسي والثورة الاجتماعية والراديكالية لهيكل الحكومة الفرنسية السابق ،وهو ملكيه مطلقه مع امتيازات إقطاعية للارستقراطيين ورجال الدين الكاثوليك ، وتم تحويل وتغيير هذا النموذج بناء علي مبادئ المواطنة المستنيرة والحقوق الغير قابله للتصرف.

أول ثوره أدت إلى حكومة من قبل الجمعية الوطنية الثانية من قبل الجمعية التشريعية،والثالثة من قبل ما يعرف بالإدارة التنفيذية .ورافق التغييرات اضطرابات عنيفة تضمنت محاكمة وإعدام الملك وسفك الدماء والقمع في عهد الإرهاب،وحرب ضمت كل قوى أوربا العظمى .

 الأحداث اللاحقة التي من الممكن أن تعزى إلى الثورة تشمل كل من الحروب النابليونية وترميمين منفصلين للنظام الملكي وثورتين إضافيتين بينما تتخذ فرنسا الحديثة شكلها. في القرن التالي فإن فرنسا سوف تُحكم كجمهورية ملكية دستورية وإمبراطورتين مختلفتين .

 المجلس الوطني (الثورة الفرنسية) و المجلس التشريعي (فرنسا) أثناء الثورة الفرنسية ، كان المجلس الوطني الذي وُجد ابتداءً من 17 يونيو 1789 حتى 9 يوليو من نفس العام، عبارة عن هيئة انتقالية بين مجلس الطبقات والمجلس الوطني التأسيسي. المجلس التشريعي كان المرجعية التشريعية لفرنسا ابتداء من 1 أكتوبر 1791 حتى سبتمبر 1792. وقد ركز على إدارة الجدال السياسي وصياغة القوانين الثورية بين فترتي المجلس الوطني التأسيسي والميثاق الوطني.

  كان مجلس الإدارة التنفيذية . عبارة عن هيئة تتكون من خمسة مدراء أمسكت بزمام السلطة التنفيذية في فرنسا. وكان المجلس خاضعاً للميثاق ومهيمناً على الحكومة. الفترة التي ساد فيها هذا النظام ( من 2 نوفمبر 1795 حتى 10 نوفمبر 1799 ) عُرفت بالحقبة الإدارية على الأغلب،
وقد شكلت المرحلة ما قبل الأخيرة من الثورة الفرنسية. الحقبة النابليونية هي فترة زمنية في تاريخ فرنسا وأوروبا. وتصنف بشكل عام بأنها المرحلة الرابعة من الثورة الفرنسية. بدأت الحقبة النابليونية تقريباً بانقلاب نابليون، الذي أطاح بمجلس الإدارة .
وانتهت بما يعرف بفترة المئة يوم وهزيمته في واتر لوو.( 9 نوفمبر 1799 -28  يونيو 1815). مؤتمر فينا  بعد مدة قصيرة رتب لإعادة أوروبا لأيام ما قبل الثورة الفرنسية.

توحيد إيطاليا هي حركة سياسية واجتماعية عملت على إلحاق دويلات شبه الجزيرة الإيطالية المختلفة تحت مظلة دولة إيطالية واحدة في القرن التاسع عشر. يغيب الإجماع على تواريخ دقيقة لبداية هذه الحقبة ونهايتها،
ولكن كثيراً من العلماء يتفقون على أن بداية الحركة كانت مع نهاية حكم نابليون وانعقاد مؤتمر فينا في 1815، ونهايتها كانت تقريباً مع اندلاع الحرب الفرنسية الروسية  في 1871. ومع ذلك لم تنضم حركة إيطاليا إيريدينتا  لمملكة إيطاليا إلا بعد الحرب العالمية الأولى.

تطور الإمبريالية الجديدة شهد الهيمنة على جميع بلدان النصف الشرقي من العالم تقريباً من قبل القوى الاستعمارية. الاستعمار التجاري للهند استُهلَ في ١٧٥٧، بعد معركة بلاسي ، حين سلم نواب البنغالي  ممتلكاته لشركة الهند الشرقية  في عام ١٧٦٥، عندما مُنحت الشركة حق جمع الإيرادات ( ديواني ) في البنغال  وبيهار  و في ١٧٧٢ حين أنشأت الشركة رأس مالٍ في كلكتا  وعينت أول حاكم عام لها وارنر هاستنغز  الذي أصبح مشاركاً في الحكم بشكل مباشر. وتولت مارثا [كانت تحكم معظم مناطق الهند]، وعقب حروب الأنجلو مارثا  خسرت الهند في نهاية الأمر أمام الاستعمار الهند الشرقية البريطانية في عام 1818،

واستمر حكمهم حتى عام 1858، بعد التمرد الهندي في عام 1857والذي ترتب عليه إحالة أمر لبريطانيا مهمة إدارة الهند مباشرة في الحكم البريطاني الجديد. في عام 1819 أنشأ ستامفورد رافلز  سنغافورة لتكون المركز التجاري الرئيسي لبريطانيا في منافسة مع الهولنديين. ولكم مع ذلك، هدأت المنافسة بينهما في عام 1824 بعد المعاهدة البريطانية الهولندية وترسيم مصالحهما في جنوب شرق آسيا .

 وابتداءً من خمسينات القرن التاسع عشر تحولت وتيرة الاستعمار إلى أعلى المعدلات بشكل ملحوظ.

 الاستعمار الهندي الشرقية الهولندية (1800) واستعمار الهندي الشرقية البريطانية (1858) أنحلوا من جانب حكوماتهم إدارة المستعمرات. فقط تايلاند كانت تُدَّخَرُ لاختبار الحكم الأجنبي عليها. مع أن تايلاند نفسها متأثرة من سياسات القوة من القوى الأجنبية. كان الاستعمار الأجنبي مؤثرًا بعمق على جنوب شرق آسيا. بينما استفادت القوى الاستعمارية من الموارد الغنية في تلك المناطق والأسواق الكبيرة

 انتهاء الاستعمار الأجنبي في القارة الأمريكية راجع إلى المنهج التي اتبعته البلدان في الأمريكتين ليحصلوا على استقلالهم من الحكم الأوروبي. عملية إنهاء الاستعمار بدأت مع سلسلة من الثورات التي قامت في أواخر القرن الثامن عشرة وأوائل القرن التاسع عشر حتى منتصف هذا القرن.

 وقعت الحروب الأسبانية الأمريكية من أجل الاستقلال ضد الحكم الأسباني في أمريكا في أوائل القرن التاسع عشر في عام 1808 وحتى 1829، ارتبطت مباشرة بالغزو النابليوني الفرنسي لأسبانيا.

 بدأت الصراعات مع حكم المجلس العسكري لفترة قصيرة والتي أُنْشِئَتْ في شوكيساكا  وكيتو  معارضة ضد تشكيل المجلس العسكري الأعلى المركزي إشبيلية.

عندما سقط المجلس العسكري المركزي أمام الفرنسيين، ظهرت مجالس جديدة في جميع أنحاء القارة الأمريكية، ما أدى في نهاية المطاف إلى ظهور سلسلة من البلدان المستقلة الجديدة تمتد من الأرجنتين وشيلي في الجنوب، إلى المكسيك في الشمال. بعد موت الملك فرديناند السابع  في عام 1833 ظلت فقط كوبا وبورتوريكو تحت الحكم الأسباني حتى جاءت الحرب الأمريكية الأسبانية عام 1898.

ومن سوء حظ الأسبانيين لم يقم البرتغاليون بتقسيم أراضيها الاستعمارية في أمريكا. الأراضي التي أنشئوها، تم إخضاعها للإدارة المركزية في سلفادور (نُقِلَتْ فيما بعد إلى ريو دي جانيرو)، حيث سُجِّلَت مباشرة إلى ملكية البرتغال كولية للعهد حتى استقلالها عام 1822، لتصبح إمبراطورية البرازيل.

 الثورة الصناعية الثانية: تاريخ الثورة الصناعية. يرى ايريك هوبزباوم  بأن الثورة الصناعية بدأت بالظهور عام ١٧٨٠ ولم تكن ملحوظة بشكل كامل إلا في بداية ١٨٣٠ أو ١٨٤٠ ؛ أما توماس سواثكليف آشتون فيرى أنها بدأت تقريبا بين عام ١٧٦٠ و ١٨٣٠( تحت فترة حكم جورج الثاني، ريجينسي، و جورج الرابع)

 التغير الأكبر الذي حدث للبلدان قبل القرن التاسع عشر كان يهتم أكثر بالأفكار الديانات والاحتلال العسكري ، أما التقدم التكنولوجي فلم يحدث سوى تغيرات بسيطة في الثروة المادية للناس .

 الثورة الصناعية الأولى اندمجت مع الثورة الصناعية الثانية قرابة السنة ١٨٥٠ ميلادية ، عندما بدأ التكنولوجيا والاقتصاد يحققان تقدم كبير بتطوير السفن البخارية والسكك الحديدية ، وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر باكتشاف محركات الاحتراق الداخلي ومولدات الطاقة الكهربائية .

الثورة الصناعية الثانية كانت مرحلة من الثورة الصناعية وفي بعض الأحيان يطلق عليها مسمى منفصل كالثورة التكنولوجية ، أما من الناحية التقنية والاجتماعية فلا يوجد خط واضح يفصل الفترتين. في هذه الفترة ابتكرت العديد من الاختراعات في المجالات الكيميائية والكهربائية والبترولية والصناعات الحديدية .

 وعلى سبيل المثال اختراع توربينات الضخ النفطي  ومحركات الاحتراق الداخلي للسفن الحديدية  والتطور في صناعة الطائرات والتسويق العملي للسيارات واختراع الهاتف

وإنتاج الكثير من السلع الاستهلاكية الجيدة ، وإتقان التعليب وثلاجات التبريد وغيرها من الطرق التقنية الأخرى لحفظ الطعام .

التصنيع هي عملية تغير في المجتمع والاقتصاد بحيث ينتقل مجموعة من الناس من مرحلة ما قبل الصناعة إلى مرحلة الصناعة ، وهي مرحلة فرعية من التقدم الحضاري العام ، حيث أن التغيرات الاجتماعية والتطورات الاقتصادية على علاقة وطيدة بالاختراعات التكنولوجية ، خاصة في مجال التطور الواسع للطاقة والصناعات الحديدية .

التصنيع يحتاج إلى جهد واسع ومكثف في توظيف القوى الاقتصادية للتصنيع. وقد صاحب التصنيع وجود تغيرات فلسفية حيث أصبح الناس يتبنون اعتقادات و سلوكيات مختلفة من ناحية الإدراك للطبيعة المحيطة بهم .

سيطرت صناعة الآلات على الاقتصاد القائم على العمل اليدوي. إذ بدأ الإنتاج في تصنيع مصانع النسيج وتطوير تقنيات صناعة الحديد، ومن ثم توسعت التجارة عبر القنوات المائية والطرق المعبدة والخطوط الحديدية. ارتكزت زيادة كبيرة في الطاقة الإنتاجية على استخدام الطاقة البخارية (وهي ناتجة بصفة رئيسة من الفحم) وآلات تعمل بالطاقة (خصوصا آلات تصنيع الغزل والنسيج). يسر بعد ذلك تطوير صناعة كل الآلات المعدنية في العقدين الأولين من القرن التاسع عشر على صناعة المزيد من الآلات للإنتاج في مصانع أخرى. بدأت المصانع الحديثة في استخدام النفط عام ١٨٦٤ بعدما اكتشف إبراهيم بينو جينسر عملية تنقية مادة الكيروسين  في مقاطعة نوفا . وطور لوجناسي  طريقة جينسر  ليكشف عن وسائل لتنقية الكروسين من النفط المتسرب الذي يتواجد بين الصخور في عام ١٨٥٢،

 وفي السنة التالية بني أول منجم للتنقيب عن النفط في مدينة بوبركا  القريبة من مدينة كروسنو  في منطقة غاليسيا . كان برفيسور العلوم في جامعة يال  التي تقع في مدينة نيو هافن  بنجامين سليمان أول من جزأ النفط بواسطة التقطير في عام ١٨٥٤. وانتشرت هذه الاكتشافات بشكل سريع حول العالم.

تراوحت إنجازات المهندسين في الثورة الصناعية من توسيع الكهرباء إلى تطوير علوم المواد ، مما ساهم في تحسين الحالة المعيشية في الحياة . وكان لاختراع  لويس آلة النسيج الأسطوانية – نصيب في الثورة الصناعية من التطوير إذ تعد هي الأساس لمحرك البخار والذي يستخدم لفتل القطن في مصانع القطن.

 كانت تطويرات ماثيوبولتن و جيمس وات  للمحرك البخاري أساسية بالنسبة للتغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية في المملكة المتحدة والعالم .

 طور بعد ذلك توماس اديسون  العديد من الأجهزة التي أثرت على الحياة في العالم ، وكان مساهما في إبداع معامل البحوث الصناعية. ثم وصل تيار كهربائي قوته ١١٠ فولت على نطاق واسع في مدينة مانهاتن إلى ٥٩ شخص. أسهم كذلك نيكولا تسيلا  في نهاية الثورة الصناعية الثانية التي كانت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في حقل الكهرباء والمغناطيس،

وكانت اكتشافاته الهندسية في الكهرباء وأعماله المبكرة ذات أهميه قصوى، كذلك شكلت براءات اختراع تسيلا  وأعماله النظرية في وضع أساسات أنظمة الطاقة الكهربائية ذات التيار المتناوب متضمنة توزيع الأنظمة الكهربائية ذات التردد المتناوب، بالإضافة إلى اختراعه المحرك الكهربائي. وساعد بتلك الاختراعات على بداية الثورة الصناعية الثانية.

 وفي عام 1887م حُفظ لتسيلا العديد من براءات الاختراع التي تركزت على توزيع الطاقة الكهربائية المعروفة بالتيار المتناوب.

وفي السنوات التالية خرج أمامنا تنافس قوي بين تسيلا . وأديسون  لدرجة تسمية منافستهم بـ”حرب التيارات”،من أجل الوصول لأفضل طريقة لتوزيع الكهرباء. وبعد أن نجح تسيلا  في اختراعه للراديو سنة 1894م،

 وانتصاره في “حرب التيارات”، أصبح معروفًا لدى الأمريكيان بشكل كبير كأحد أعظم المُهندسين الكهربائيين الذين عملوا في أمريكا على مر التاريخ.

كانت الثورات الصناعية الكبرى محركًا ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتقنيًا في آخر القرن الثامن عشر وأول القرن التاسع عشر، حيث بدأت هذه الثورات الصناعية في بريطانيا ثم انتشرت في كافة دول العالم. وانتشرت التأثيرات في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية في القرن التاسع عشر قبل أن تؤثر على غالبية العالم في النهاية.

 وتأثير هذا التغيير على المجتمع كان هائلاً إلى درجة إمكانية مقارنته بالثورة النيوليثية وهي الثورة التي طورت حياة الإنسان من البدوية إلى أسلوب الزراعة .

وقد قيل بأن الناتج المحلي والإجمالي لكل فرد كان أكثر استقرارًا وتطورًا، وفي معدل بطيء بكثير حتى قامت الثورة الصناعية وظهر الاقتصاد الرأسمالي الحديث، ومنذ ذلك الحين فقد زاد الناتج المحلي والإجمالي للفرد بسرعة في الدول الرأسمالية.