الحضارات القديمة

ثورات منتصف القرن التاسع عشر الأوروبية

الثورات الأوروبية سنة 1848م، عُرفت في بعض البلدان بمثل ربيع الأمم أو سنة الثروات، حيث كانت هناك سلسلة من الثورات السياسية في كافة أنحاء القارة الأوروبية. حيث وُصفت تلك السنة بالموجة الثورية، وبدأت فترة الاضطراب من فرنسا، لتظهر الثورة الفرنسية سنة 1848م، ولتنتشر بسرعة في بقية أوروبا،
ورغم أن غالبية الثورات تحركت بسرعة إلا أنه كانت هناك كمية عنف كبيرة في العديد من المناطق مع عشرات الآلاف ممن عُذب أو قُتل.
ورغم أن هذه الثورات السياسية حدثت بسرعة إلا أن الانعكاسات الهامة لهذه الأحداث حدثت على المدى البعيد.

الحكم الإمبراطوري الروسي

بقيادة بيتر الأول (الأكبر) أعلنت روسيا عن إمبراطورتها في العام 1721 و أصبحت معروفة على أنها قوة عالمية .حكم بيتر من العام 1682 حتى1725 ,
هزم بيتر من السويد في الحرب الشمالية العظمى مما اضطرها للتنازل عن كاريليا الغربية وانقريا (منطقتين خسرت من قبل روسيا في وقت الإضرابات )، و كذلك استلاند و ليفلاند ضمان روسيا عن الطريق الدخول من البحر و التجارة البحرية على بحر البلطيق ،أسس بيتر عاصمة جديدة تسمى سانت بيترسبرق ،
عرفت فيما بعد باسم نافذة روسيا على أوروبا. إصلاحات بيتر الأكبر الكبيرة أحضرها لأوروبا الغربية بالتأثيرات الكبيرة لأوروبا . كاثرين الثانية ( العظيمة ) التي حكمت في 1762-1796 ،
مددت السيطرة السياسية الروسية على الكومنولث البولندي الليتواني وأدرجت معظم أراضيها في روسيا خلال أقسام من بولندا، ودفع الروس الحدود غربا إلى أوروبا الوسطى.
 في الجنوب بعد الحرب الروسية التركية الناجحة ضد الإمبراطورية العثمانية ، كاثرين قدمت الحدود الروسية إلى البحر الأسود وألحقت الهزيمة بالسيرميان كانات .

الهيمنة الأوروبية والقرن التاسع عشر

يعرف المؤرخين أحيانا القرن التاسع عشر الحقبة التاريخية الممتدة من 1815 (مؤتمر فيينا) ل1914 (اندلاع الحرب العالمية الأولى)؛ وبدلا من ذلك يعرفها اريك هوبسباوم “القرن التاسع عشر الطويل”
وهي تمتد وتغطي الوقت من 1789حتي 1914. حصل خلال هذا الوقت، تمكين سقوط الارمادا الأسبانية و صعود الإمبراطورية البريطانية.

الاستعمار والإمبراطوريات

الاستعمار خلال القرن التاسع عشر كانت البرتغال وإسبانيا والدولة العثمانية إمبراطوريات آيلة للانهيار وأما إمبراطورية روما العظيمة وإمبراطورية المغول فقد انتهت و طوى عليها الزمن .
 بعد حروب نابوليون أصبحت الإمبراطورية البريطانية أقوى قوة في العالم ، تحكم ربع سكان الأرض وتحتل ثلث مساحتها ، وهذا ما فرض الباكس برتانيكا ( كلمة من أصل لاتيني تعني السلام البريطاني)
كما شجعت التجارة وحاربت القرصنة المتفشية. كانت الكهرباء والفولاذ والبترول ثلاثة عناصر قوت شوكة ألمانيا لتبني سلطة عالمية عظيمة يتسابق الآخرون في بناء إمبراطوريتها .
إن ثورة استعادة الحكم الياباني مرت بمراحل كان لها آثار ومتغيرات هائلة في السياسة اليابانية وفي التركيبة الاجتماعية أيضا.
 وقد كانت هذه القبضة المحكمة متزامنة مع فتح اليابان بوصول سفن الكومودور ماثيو بيري السوداء, وقد أعطت إمبراطورية اليابان سلطة مطلقة. على كل حال ففي روسيا وفي سلالة تشينغ في الصين فشلا في محاذاة خطوات قوى العالم العظمى
 وهذا بدوره قاد لاضطرابات اجتماعية كبيرة وهائلة.إن قوة جيش إقليم تشينغ ضعف إبان القرن التاسع عشر, ووقف وجها لوجه أمام ضغوط عالمية وحركات تمرد هائلة وهزائم في المعارك,
 وانهارت الملكية بعد منتصف القرن التاسع عشر.احتلت القوى الأوروبية أجزاء من اوقيانوسيا بشق فرنسي من كوليدوز عام 1853 وشق فرنسي من بولونيز عام 1988،
أما الأمة الألمانية فقد أسست مستعمرات في غينيا الجديدة عام 1884 وفي سماوا عام1900. توسعت الولايات المتحدة في المحيط الهادئ وصولا إلى هاواي التي ضُمت إلى أميركيا كمقاطعة سنة 1898. نشأت خلافات بين الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا على إقليم ساماوا وهذا قاد إلى عقد اتفاقية ( الميثاق الثلاثي) عام 1899.

الحقبة البريطانية الفيكتورية

الحقبة الفيكتورية في انجلترا تمثل عهد الملكة فيكتوريا من يناير 1837 إلى يناير1991 وهي مرحلة طويلة قدمت حياة كريمة للشعب البريطاني سميتها الازدهار,
 وكان ذلك بسبب عائدات الاستعمار من بلاد ما وراء البحار ، وبسبب التطور الصناعي المحلي الذي سمح للطبقة الوسطى بالارتقاء ، وقد يزيد بعض الباحثين في طول مدة الحكم الفيكتوري, حسب تعريف هذا الحكم على أساس تنوع الألاعيب السياسية والعقلية التي عرف بها الفيكتوريين , مما يمتد بالفترة إلى خمس سنوات من الإصلاح السياسي عام 1832في بريطانيا أبان العصر الفيكتوري,
 نجد أن انتصارها على نابوليون تركها بلا منازع مما شكل تهديد حقيقي غير روسيا في أواسط آسيا. ولأن أساطيل بريطانيا تفوقت في البحر فقد نصب هذا التفوق بريطانيا كرجل أمن عالمي. حال شؤون الدولة هذه هي ما عرف بمسمى البريانيكا باكس(السلام البريطاني) وكانت سياسة خارجية من الاعتزال الرائع. إلى جانب سيطرتها المحكمة على مستعمراتها فقد سيطرت على اقتصاد العالم والعديد من الدول المستقلة مثل الصين الأرجنتين وسيام,وهذا ما أعطاها لقب ( إمبراطورية غير رسمية)
 يجب التنويه هنا أنه خلال هذه الفترة قامت الحرب الانجلوزولو بين الإمبراطورية البريطانية وإمبراطورية الزولو في أفريقيا. ترتكز الإمبراطورية البريطانية على تقنيتين جديدتين اخترعتا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (الباخرة والتلغراف)
وقد قدمتا لبريطانيا الفرصة للسيطرة والدفاع عن الإمبراطورية. في عام 1902 كانت الإمبراطورية البريطانية مترابطة الأجزاء والأطراف بواسطة شبكة التلغراف , وهو ما سمي بالخط الأحمر. استمرت حتى عام 1922 على مساحة 10,000,000 ميل مربع ( 34,000,000 كيلومتر مربع ) و458 مليون كان تعداد السكان.
أسس البريطانيون مستعمرات في أستراليا سنة 1788 ونيوزلندا سنة 1840 وفيجي عام 1872 وجزء كبير من أوقيانوسيا أصبح مستعمرا من قبل الإمبراطورية.

الحكومة الفرنسية والخلافات

استعادت بوربون تلتها الإطاحه بنابليون الأول لفرنسا في 1814. استعاد الحلفاء السلالة الحاكمة لعرش بوربون بفرنسا. الفترة التي تلتها سميت بـ الاستعادة, والتابع للعرف الفرنسي . وتميزت بردات فعلها المحافظة والتي أعادت إنشاء الكنسية الكاثوليكية الرومانية كقوة للسياسة الفرنسية يوليو الملكية . كانت فترة للدستور الليبرالي الملكي في فرنسا في عهد الملك لويس فيليب بدءاً من ثورة يوليو (أو ثلاثة أيام مجيدة) في 1830 وانتهت مع ثورة عام 1848. الإمبراطورية الثانية كانت الإمبراطورية النابليونية لنابليون الثالث من 1852 حتى 1870, مابين الجمهورية الثانية والثالثة في فرنسا.
 كانت الحرب قائمة بين الفرنسية البروسية وبين فرنسا وبريسيا, في حين أن بروسيا خضعت من قبل الإتحاد الألماني الشمالي الذي كان هو عضواً فيه, وجنوب الولاية الألمانية للبادن , فورتمبيرغ وبافاريا. النصر الكامل تحقق للبروسية والألمانية جاء عند التوحد النهائي لألمانيا تحت الملك  لبروسيا.
 وشهد أيضا سقوط نابليون الثالث والإمبراطورية الفرنسية الثانية التي حل محلها الجمهورية الثالثة كجزء من الاتفاقية, أخذ تقريباً كل إقليم الألزاس واللورين بواسطة بروسيا لتصبح جزءا من ألمانيا, التي ستحتجز حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى. الجمهورية الفرنسية الثالثة كانت حكومة جمهورية لفرنسا ما بين نهاية الإمبراطورية الفرنسية الثالثة متبوعة بهزيمة نابليون لويس في حرب بروسيا الفرنسية 1870 وحكم فيتشي  بعد غزو فرنسا من قبل الرايخ الألماني الثالث في 1940. صمدت الجمهورية الثالثة سبعين سنة, محدثة أطول بقاء للنظام في فرنسا منذ انهيار النظام القديم في الثورة الفرنسيه عام 1789.
error: