اغتصاب بالتراضى بقلم ( سيرين عادل ) كاملة

الفصل الرابع

شعر رامي بتوقف العالم من حوله ..فماذا يحدث !!
وهتف بقلق : ايليف مالك ؟!
أجابته بهمس مضطرب بشدة : رامي الحقني !!
اتسعت عينه وهو ينهض من علي مكتبه وقال بعصبية :في ايه مالك ؟!*
ايليف بنهيج : في رجالة بيجروا ورايا ..أنا خايفة ..الحقني !!!
شعر رامي بتصلب عضلاته وهو لا يفهم شئ : رجال أين وكيف ؟!
وفجأة أخذ سلاحه ..وفي لحظات قليلة كان بالأسفل يركض مسرعا ..*
فتح سيارته وقفز داخلها دون شعور*
وكأن سرعة تنفسها هي التي تحركه!!
قال بحدة : انتي فين حاولي توصفي !
ايليف باضطراب : مش عارفة يا رامي ..مش عارفة الشارع انا مشيت كتير!*
خبط رامي عجلة المقود وهو يهتف بها بعصبية : كنتي رايحة فين ..قولي المنطقة فين ؟!
أجابته بخفوت : قريبة من شقتنا ناحية منطقة **** بس انا مشيت في شوارع كتير !
تنفس بحدة وقال يطمئنها : اهدي ..متخافيش انا قربت ..
انا عارف المنطقة كويس اوصفيلي !
بدأت ايليف بوصف البنايات وألوانهم وأشكال الأشجار القريبة منها!*
قال رامي : اهدي انا عارف المكان .. دا عند بيتي التاني !!
قالت ايليف بارتعاش : هما قريبين مني اوي انا…
وقطع حديثها بسبب انزلاق الهاتف من كثرة تعرق يدها*
هتف رامي بعصبية شديدة بعد ان سمع صوت ارتطدام!*
انخفضت ايليف وهي تنتفض ..تشعر بالبرد والخوف وكل شئ سئ ..
هي لم تمر بخوف كهذا !
تشعر أنها علي بعد لحظات من مقتلها !!
أمسكت الهاتف وهي تجفف يدها بثوبها القصير
فكانت ترتدي ثوب ابيض باكمام قصيرة يصل لركبتها
رفعته علي أذنها وفي نفس الوقت*
شعرت باليد الغليظة والتي قبضت علي ذراعيها!! ..
صرخت بفزع وهي تشعر ان قلبها قفز من صدرها*
وفي نفس لحظة صرختها ..صرخت سيارت رامي باصدارها صرير مرتفع عند توقفها !
فبمجرد وصوله للأشجار التي وصفتها وألوان البناية عرف أنها في تلك البقعة*
ترجل رامي وهو يصرخ بصوت مرتفع : ايليف ! ..اطلعي انا هنا !..ايليف !!
حاول ذالك الشاب تكميمها ..ولكن بسبب شدة ذعرها*
أعطاها طاقة كبيرة لدفعه وهي تتمسك بقميصه تريد قتله! وهي تصرخ بهستيريا
سمع رامي صوتها وأتجه مسرعا وهو يشعر بحركة خلفة ..
نظر للخلف فوجد شابين يركضون في عكس اتجاهه!*
ظل كالمجنون يتلفت حوله وهو يصرخ باسمها
الي أن وصل لذالك الشاب وهو ممسك بعنقها يحاول خنقها !
سحبه رامي بعنف وغضب من ملابسه
وظل يركله ويضربه بعنف حتي سقط صريعا ارضا فاقد الوعي !
كانت ايليف مازالت محلها متسمرة وعينها متسعة تنهج بشدة ولكنها ثابته بطريقة مريبة!*
اقترب رامي منها وهو يبصق علي الجثة الهامدة ارضا*
وبمجرد لمسها صرخت به وهي تنتفض*
رفع يده امامه وهو يقول بخفوت : اهدي ..اهدي خلاص ..اهدي !
رمشت بعينها عدة مرات وهي تنظر ارضا للرجل
ودون مقدمات وفجأة تخطت رامي وهي تتجه له وتسب وتلعن*
وكأنها ستخرج خوفها وذعرها بقتله الان !
امسكها رامي من خصرها بذراعه اليمني وهو يجذبها له ..
وهي علي حالتها من السب المنحدر والصراخ والانتفاض!
وضع يده علي رأسها بقوة وهو يدفنها بصدره ويهدئها ولكنها لا تهدئ !!
هو يعلم أنها تفقد تركيزها من خوفها وذعرها ..
فيوم السارق بالفيلا محسن كانت مغيبة تماما وشاردة!
لف رامي ذاعيه عليها ورفعها قليلا حتي وصل عنقها لفمه*
وهو يحتضنها وكأنه يعتصرها وظل يهمس بأنه هنا ولا شئ اخر ..*
ولم يمسها مكروه .. وأن الامر انتهي .. فلا داعي للخوف !!
ابتلعت ايليف ريقها وهي تتنفس بصعوبة وأصبحت متعرقة بشدة ..
فهي تخيلت نفسها وسط الدماء بعد أن يتم ذبحها علي يد هؤلاء الاوغاد كما تستمع دائما !
أبعدها رامي قليلا ونظر لوجهها
فوجد ذلك العرق الازرق بجبهتها الشاحبة والذي ينم علي مدي خوفها وعصبيتها !
سحبها بهدوء وبدأ بالسير معها تجاه سيارته وهو يجذبها له ..
فتح الباب الأمامي وأجلسها وأغلقه مرة اخري*
ودار حول السيارة ركب جانبها وأخرج سلاحه ووضعه في التابلو للسيارة*
شغل المحرك وأنطلق مرة أخري علي شقته وهو يطلب الشرطة للمكان ليأخذوا هذا الفاسق! ..
بعد دقايق كان يدخلها الشقة وأغلق الباب ..
ذهب للمطبخ وأخرج علبة عصير باردة وماء واتجه لها ..
كانت قد جلست علي الأريكة تحاول التحكم برعشتها

جلس أمامها نصف جلسه علي احدي ركبتيه وقال بهدوء : ايليف !!
نظرت له بشرود فتابع وهو يفتح علبة العصير لها : اشربي !
امسكت العلبة باستسلام ورشفت منها بارتعاش ..ثم انزلتها وهي تنظر له بوهن*
أخذ منها العلبة ونظر للطاولة خلفة ليضعها وهو علي نفس جلسته
وعندما وضع العلبة والتفت لها ..وجدها تنظر له بطريقة غريبة*
وفجأة احاطه عنقه بشدة وهي تنتفض !! ..
في البداية تفاجأ رامي من رد فعلها ولكن سرعان ما رفع كفه يمسح علي ظهرها*
ظلت تشدد من ذراعها حول عنقه وكأنها تحاول اخراج الطاقة من داخلها !
قال هو بخفوت جانب اذنها : عيطي يا ايليف او اصرخي ..طلعي خوفك !
شعر بحركة رأسها العنيفة بالرفض ..
هي لا تبكي ..ولن تبكي !!
تركها كما هي فقط نهض وجلس جانبها وسحبها معه لتظل كما تريد ..
وظلت بالفعل !
هي شعرت بالأمان معه كما لم تشعر !!..*
شعرت بالقوة بعد أن رأته .. شعرت بالخوف والضعف دونه !!!
*****************************************

خرج الطبيب وطمأن روهان وعائلته عن وليد
مبررا أن ما حدث له نتيجة ضعف بسبب سحبه لكمية كبيرة من الدماء*
وعدم الاهتمام بعدها بطعامه وصحته ..
فأدي ذلك لأصابته بأنيميا حادة ..
وطلب الاهتمام به حتي ترتفع نسبة الحديد مرة أخري بالدم !
تنفس روهان براحة فكان قلبه علي وشك التوقف عندما رأي خاله هكذا ..
هو لا يستطيع فقدانه كما فقد والدته !!
جلس رؤوف بتعب علي الكرسي الحديدي في الممر وهو يتنفس براحة وكذالك عاصم ..
خرج وليد بعدها وعادوا للفيلا مرة اخري ..
ولم يشأ أحد اخبار رامي ..حتي لا يقلق ..فرامي الأقرب لوليد !
وعندما دخلوا الفيلا .. نهضت ديالا مسرعة وسألت بقلق عليه
فوليد انسان جيد وحنون كثيرا وتبرع لها بدمائه دون مقابل..*
طمئنها روهان معللا أن لديه ضعف عام منذ أن سحب لها الدماء..*
فهم سحبو كمية كبيرة ..وهذا أثر عليه بضعف عام وأنيميا..*
ابتسمت ديالا بحرج لوليد وهي تتأسفله..
بادلها البسمة أن لا عليك فليس لكي دخل…
وصعد غرفته لينال قسط من الراحة..
****************************************

قال محسن للشخص الجالس أمامه : وطلع عنده ايه ؟!
الرجل : انيميا ياباشا وضعف عام !
محسن : اممم تمام ..*
هتلاقي مكافئتك برة ..ويفضل تحت عنيك ..سامعني !
الرجل : تمام يا باشا .. بس احنا مش هنقدر نوقع وليد ..
دا وراه ضهر جامد ومش لوحده.. رامي شهمي معاه!
قال محسن وهو يضحك بانتشاء : لا انا محضرله مفاجأة! ..
سيبك انت ..ركز بس في شغلك*
الرجل : تحت امرك يا باشا*
خرج الرجل وأراح محسن ظهره علي الكرسي الجلدي*
وهو يقول بابتسامة : ماشي ياولاد سليمان شهمي بكرة نشوف !

جلست ديالا جانب روهان واحتضنته*
وهي تقول : انا محرجة اوي .. خالو وليد كده بسببي !
ابتسم روهان وقال : انتي هبلة ياحببتي صح ؟!
حركت رأسها لأعلي علي صدره لتنظر له*
فقال: لو كنتي مكانه كنتي هتعملي كده ..
اذا مكنتيش اتبرعتي بكبدك كله ولا قلبك بالمرة*
انهي كلماته وهو يضحك بشدة !
امتعضت ديالا وقالت : انت اصلا مش هتفهمني !
أبعدها روهان وهو يضيق عينيه*
وقال بعبث : لااا استني ..انا برده مش هفهمك ؟!
هو حد بيفهمك .. ويحسك .. ويحبك ..زيي!!
ابتسمت ديالا بخجل من مقصده*
فقال بضحك أموت انا في الخجول العبيط ياولا*
نظرت له بدهشة وقالت بخفوت : روهان !
ضحك مرة اخري وقال : طب بصي بقي انتي بتغريني ..
انتي مبتسمعيش بتقوليلي روهان ازاي ؟!!
ضحكت ووضعت رأسها مرة اخري علي صدره*
وهي تقول باحراج : مس ببقي قاصدة علي فكرة !
فقال وهو ينهض بها : لالا احنا نشوف موضوع قاصدة ولا مش قاصدة دا !
ضحكت بشدة وهي ترفع شعرها تشعر بسخونة وجنتها !
********************************************

نفخ رامي بضيق وهو يقول بعصبية : يعني ايه كنتي بتتمشي يا ايليف؟!! ..
وازاي أصلا تنزلي من غير ما تقوليلي !!
الشوارع دي أكيد مش هتروحيها مشي يعني! ..
يعني لا فيها ناس تتمشي وسطهم ولا مناظر خلابة مثلا في ايه بقي ..*
انتي بتكلمي عيل صغير !!
قالت بثبات : والله انا قلت الحقيقة مش عاوز تصدق براحتك !
ضيق رامي عينه وقال : مش هصدق وهفوتها بمزاجي .. تمام !*
وتابع وهو ينظر بازديراء لثوبها وقال : وبعدين ايه الأرف اللي انتي لابساه دا ؟!
فقالت بلامبالاة : مش انت اللي جايبه ؟!
قال بعصبية : متستعبطيش ..أنا جايبة يتلبسي في البيت*
مش تنزلي بيه الشارع ..انضفي بقي !!
نظرت له بغضب ونهضت من أمامه متجهة للغرفة ببرود!*
تمدد رامي علي الأريكة وهو ينفخ بضيق : هي تثير أعصابه بحرفية !
مط شفتيه وهو يتذكر*
منذ لحظات عندما استردت وعيها وابتعدت عن عنقه ..
تعاملت ببرود غير طبيعي !
وكأنها شخص أخر غيرها بعد أن كانت بانهيار وذعر منذ قليل!
كيف لا تبكي ولا تشكي .. ما بها !! ..
هو يعلم أنها مريضة نفسية ..
ولكن أيضا عندما أشار للموضوع من بعيد حتي يأخذها لطبيب ..
تحولت لفتاة شوارع وهي تسب وتقول له بعصبيه :ان لا دخل له بها!! ..
ولن يتبناها ..بل مجرد أشهر ويطلقها ويذهب من حياتها!!*
ابتسم بسخرية.. كيف يذهب وهو لم يتمسك بها لحظة واحدة !!
بل هي من تفرض عليه الوضع بشروطها اللعينة !

جلس رامي ووليد بعد عدة ايام*
ينهون أمر صفقة مهمة*
وعندما انتهوا قال وليد : كده تمام .. الصفقة لينا باذن الله !
رامي بشرود : اممم ان شالله لينا !
قطب وليد بين حاجبيه وهو يقول بتساؤل : مالك يا رامي ؟! ..مش طبيعي كده ؟!
مسح رامي وجهه وقال وهو يتنهد : مفيش ! انا قايم شوية وراجع*
نفخ وليد بضيق :هو يعلم أن الموضوع مع ايليف ..
ولكن لا يعرف ماذا يحدث هو يقلق فقط!!*
قرر رامي الذهاب لشقته فهو لم يذهب منذ أيام..
ولا يجيب علي اي من اتصالاتها!! ..
يريد ان يلغيها ويخرجها من حياته!
ولكن ها هو يشعر بشئ داخله.. والحاح من عقله أن يذهب لها !!*
صف رامي سيارته وصعد البناية بارهاق فهو لا ينام جيدا منذ أيام من كثرة التفكير والقلق
دخل الشقة وهو يبحث عنها بعينيه*
وألقي سلسال مفاتيحه علي الطاولة باهمال وذهب للمطبخ ليصنع قهوة له
وقف أمام الة القهوة وهي تعمل مستند بكفيه علي الطاولة الرخامية حولها ينظر بشرود للألة!

رفع بصرة علي حركة ..
فوجد ايليف تسير بوهن في الممر المقابل له مستندة علي الحائط !! ..
خفق قلبه بشدة من حالتها ..وتحرك بسرعة لها*
أمسكها من ذراعها بقلق وهو يقول بقلق : مالك يا ايليف ؟!
كانت متعرقة بشدة وشاحبة نظرت له بتعب*
وامسكته من قميصه وهي تهمس : رامي! انا …
مسح وجهها وجبهتها وانخفض حتي وضع يده أسفل ركبتها
والاخري خلف ظهرها وحملها متجها للغرفة !
وضعها برفق وخرج يأتي بهاتفه ليتطلب المساعدة ..
عاد لها وهو يأتي بالأسماء ليطلب رقم سكرتيرته الخاصة في الشركة لتأتي له بطبيب
جلس جانبها وهو يمسح علي وجهها وعنقها ..
فتحت عينها له بتعب ورفعت يدها فامسك كفها البارد
وقال بقلق : مالك ..في ايه.!!.. حاسه بايه ؟!
أجابته بوهن : انت سبتني ليه ؟!!..
واغلقت عينها بعدها لا تشعر !

نهض رامي وأخرج لها ملابس لائقة حتي لا يراها الطبيب بقميصها هكذا ..
ونهض بعد ان انتهي من تلبيسها.. وظل بانتظار الطبيب*
وهو يأخذ الغرفة ذهابا وايابا لا يعرف ما بها
بعد ما يقرب الساعة ودع الطبيب بعد أن علق لها محاليل
فهي اصيبت بهبوط حاد وانخفاض السكر لعدم تناولها الطعام منذ عدة أيام !!
وبعدها علم رامي أن المال وقع منها يوم الحادث كما قالت هي !! ..
ولم تستطيع شراء شئ وهو لم يجيب علي اي من اتصالاتها!*
لم يصدقها رامي في حديث النقود ..
ولكن ماذا بيده غير الصمت والتصديق فهي تفعل شئ ما وهو لا يستطيع معرفته!!*
أصبح يهتم بها وبطعامها حتي تسترد عافيتها جيدا ..
حتي أنه أصبح يبيت كثيرا خارج الفيلا ولا يجعل أحد يعلم غير وليد احيانا..
فقط ليبيت معها ويطمئن عليها !!
***************************
خرج رامي صباح يوم للشركة كما يفعل ..
ونهضت ايليف وارتدت ملابسها وخرجت مرة اخري بحذر من الشقة!!*
وأوقفت سيارة أجرة وأعطته عنوان ما !!*
ترجلت ايليف بعد أن نقدت السائق أمام فيلا سليمان شهمي .!!!
وضربت الجرس بثقة!..*
فتحت لها مريان وابتسمت*
وقالت : مدام ديالا!!*
انا معرفش ان حضرتك بره!!*
تسمرت ايليف عندما سمعت ماقالته ماريان.. وقلبها يخفق بعنف!!
وكان اجراس الكون رنت بأذنها..*
هل قالت دياالاااا !!!*

error: