رواية البقاء للأقوى للكاتبة نوران شعبان
- الـبقاء لـلأقوى –
• الـفصل الـرابع •
••
فـي منـزلٍ راقٍ يتميز بـإتساع الـمساحة و تـعدد الـطوابق بـه ،، حـامت سيـدة أربعينية تـرتدي مـلابس تليق بـرُقي الـمنزل الـمُصمَّم على الـطراز الـحديث مع لمحة كـلاسيكية قـديمة فـأصبح للـمنزل مذاقًـا مختلفًـا ..
دارت الـسيدة صاحبـة الـشعر الـذهبي الـقصير للـيمين و للـيسار و في كل الإتجاهـات تُنظم الأشيـاء الـمُبعثرة من هنا و هناك و تـضبط وضع تلك و ذاك حتى دقـت الـساعة الـضخمة بـموسيقى ناعمـة حليبيـة نحو الـثالثة عصرًا لـتبتسم بـإرتياح و تهندم خُـصلة إنسابت على وجـهها الـقمحي اللـامع لـخلف أُذنها ، تـوجهت لـغرفة الـطعام فـقابلت في طريقها فتـاة عشرينية يبدو من ملامحها الـبسيطة و ملابسها الأبسط أنها الـخادمة فـصاحت بـعشوائية و طريقة فظـة :-
_ الـغداا جاهز يا ست هااانم ..
إنكمشت تعابير الـسيدة بـتقزز جليّ ، فـتراجعت بضعة خطواتٍ للـخلف تُصيح بـسبابتها بـحدة و رسمية :-
_ زهـرة أنا كام مرة هـأعلم فيكِ ، أنا مش قـولت مليون مـرة تناديني بــ مدام يا بني آدمـة إنتِ ؟!
شهقـت ” زهرة ” الـخادمة بـخفة واضعـة كفها على فمها ، لـتسرع معتذرة :-
_ يووه يقطعني آسفة و الله يا ست ها .. يا مـدام آسفـة ..
كان لسانها على وشك الـسقوط بـالممنوع لكن تمهلت سريعًـا و أصلحت خطأها ، استرسلت بـإبتسامة خبيثة و غمزة عين :-
_ بس ماتأخذنيش يعني يا ستي ، أصلك بسم الله ما شاء الله بدر منور اللي يشوفك يقول في عز شبابها مش واحدة معدية الأربعين و عندها بدل العيّل أربعة
جحظت الـسيدة ” سُمية ” ربـة الـمنزل بـإستنكار ، إحمر وجهها لـيوضح إنفعالها الـذي كاد أن ينفجر لـكن صبَّرت نفسها بـالشهيق و الـزفير الـمستمر .. إقتربت من زهـرة بـحدة أكثـر و بـ لهجة إصـرار واضحة صاحت :-
_ زهـرة ! إنتِ لو معدلتيش لهجتـك اللـوكال دي هـدور على واحـدة غيرك ، أنا حـذرتك كام مرة و نبهت عليـكِ تخليكي في حالك و تُردي على قد الـ سؤال بس هـا ؟؟
أنكست زهـرة رأسها أرضًا إحترامًا لـأوامر الـسيدة سُميـة تهمس بـخفوت :-
_ آسفـة يا ست هانم آخر مرة ..
سمعـت زهرة صوت زفـير سُميـة و همهماتها الـغريبة بـاللغة الـفرنساوية فـلم تفهم شيئًا ، بينما كانـت الأخرى مُستائة من غشامة زهرة التي للـمرة الـمليون و واحد تنطق كلمة ” ست هانم ” ..
لم تجد سمية فـائدةً فـتركتها سريعًـا و دلفت عبر حجرة الـطعام بُخطى مُتسعة ، وجـدت أُسـرتها مُتجمعة حول الـمائدة بـخفوت فـتوجهت هى الأخرى لـتجلس على مقعـدها بعد أن ألقت الـتحية بـاللغة الفرنساوية عليهم ..
أمسكت بـرقة الـملعقة لـتملأها من الصحن أمامها فـفعل الـجميع الـمثل تطبيقًـا للـذوق الـرفيع و هو الـكبير يأكـل أولًا ، كانت على وشك أن ترتشف من الـمعلقة و الـكل ينتظر ذلك على أحر من جمر لـسد جـوعهم لكنـها إستوقفت ذلك فـجأةً و أخذت تُحدق بـالجميع لـتتساءل بـهدوء :-
_ مـعـتـز ،، مـعـتـز فين ؟؟
زفـر الأخـوة الـثلاثة بـضجر لـتُجيبها الأخـت الـكبرى :-
_ تـلاقيه نايم يا ماما كـالعادة ..
تركت سُـمية الـمعلقة و تحولت نبرة الـهدوء لأخرى حـادة و هى تصيح بـ :-
_ يعني إيه ينام للـساعة تـلاتة هو مش في حاجة اسمها غدا !
رد أصغرهم الـثمين صاحب الـوجنتين الـممتلئتين بـإثارة لـقرصهما كثيرًا بـنفاذ صبر و قد أغراه موضع الـفرخة في طلاءٍ محمر :-
_ و إيه الـجديد في كدة ، ما هو كل يوم بيصحى متأخر يا ماما يلا نـاكل بس يلا !
صفعـت سميـة الـمنضدة منتفخة الأوداج لـتتعالى نبرتها أكثـر :-
_ ده كان زمان ، دلوقتي في أصول و إلتزامات و قـواعد الـكل يمشي عليها ..
إلتـزم الـجميع الـصمت لكن تبادل الـنظرات الـمُختنقة فيما بينهم ، تنفسـت سُميـة بـهدوء ريثما يتحـرك كفها لـيضبط وضعيـة شعرها بـأنفٍ مشموخ و رأسٍ مرفـوع لـتنده على زُهـرة فـأتت تهرول على الـفور مُلبية الـنداء ، أمـرتها سُميـة بـ :-
_ روحي صحي معتز و قوليله ينزل فورًا عشان الـغدا ..
إنكمشت مـلامح زُهـرة بـضيق و تـقزز و إرتـدت خطوتين للـخلف بـإيماءة نافيـة :-
_ لا معلش ، بلاش سي معتز الله يكرمك الواحد مش ناقص ..
رمـقتها سُمية بـإستهجانٍ من أعلاها حتى أصابع قـدميها ، فـصاحت و كفها يتوسط خصرها :-
_ بـلاش سي مُـعتز ؟! و هو بـمزاجك يا ست زُهـرة و لا إيه ؟
أسـرعت زهرة نافيـة بـلهجتها الـريفية الـبسيطة :-
_ مش الـقصد يا ست هانم و الله ، بس أصل حضرتك ده بتاع مقالـب و عفاريت و أنا قلبي رهـيف مابستحملشي ..
حدجتها سُمية بـنفس الـطريقة و إزدادت حدة عينيها لـتسترسل بـصلابة :-
_ إتفضلي كملي شُغلك و مخصوملك يوم !
مـصمصت زُهـرة ثـغرها بـتهكم و إلتفت للـخروج مُتمتـة بـ بعض الـكلمات :-
_ و مالو يتخصملي .. أحسن ما أطلع أصحي الـسمج اللي فوق ده !
راقبـتها سُمية حتى خرجت لـتلتف نحو الإخوة فـوجدتهم أشاحوا بأنظارهم فـورًا ، تنحنحـت نحو ” عُمر ” الأخ الـصغير صاحب الـبدن الـمُمتلئ و الـبطن الـمنفوخ لـتبتسم له قـائلة :-
_ عـموري حبيب مامي ، روح صحي أخوك يلا !
زمـجر الـصغير و عقد حاجبيه مع إلتواء ثغـره الـمكتنز رافضًـا :-
_ لا معتز لا ، بيقعد يقرص في خدودي و يضربني في بطني ..!
إبتسمت سمية بـلطف لـتواسيه بـضحكة خفيفة :-
_ يا حبيبي ده بيلعب معاك !
تنصمت الإبتسامة على ثغرها و جزت على أسنانها عندما حرك رأسه لليمين و لليسار نفيًـا ، فـإنتقل بصرهـا للـكُبرى بنفس اللـهجة الـمرحة :-
_ مـيوش حـبيـ..
قـاطعتها ” مـي ” و التي تُشبهها كثيـرًا في الـشكل بـنفيٍ هى الأخـرى :-
_ سوري يا ممـا ، حضرتـك عارفة معتز و رخـامته .. كـل ما يشوفني بـيضربني على قفايا و أنا زهقت … ده غير هـزاره السخيف الملل !
ذمت سمية شفتيها ، مُـعتز صاحب السابع و الـعشرين عامًـا لكن كـعقل لم يتعدَ الـعشرة .. رسمـت الإبتسامة مرة أخرى بـصعوبة و توجهت الـمقلتان نحو ” خالد ” الابن الأكـبر لـيُسرع قـائًلا قبل أن تففوه بـشئ :-
_ ماما أنا راجل داخـل على جواز و خلفة ،، و مش مستعد أعرض نفسي لـمقلب سخيف من مقالب معتز عشان أقطع الـجواز و الـخلفة !!
هبـت الـوالدة بـعاصفة نابعـة من داخلـها لـتنفجر بـالجميع :-
_ خـلاص ! ماحدش قادر يستحمل أخوكم في البيت ده ؟ هو عشان بيهزر كتير و مش عايز يبينلكوا جرحه تنعزلوا عنـه كدة ؟!
الـجميع في حالـة صمت ، زفـرت سُميـة و تـزغللت حدقتاها لأعلى الـدرج حيث غرفـة ” مـعـتـز ” فـإبتلعت ريقها و قـررت الـصعود بـنفسها لإيقـاظه و هى تدعو الله سـرًا أن لا تُصيب بـصدمة قلبية من هيئة غرفتـه أو مقالبـه الـمُرعبة الـسخيفة الـتي تقع بها دائمًـا ……
••••
ذمـت مـلـكـة ثغـرها للـيسار بـإستهزاءٍ و تهكـم صـريح و سبابتها تتحـرك على الـكوب الـكريستالي بـإهمال :-
_ و بعدين ؟
تـرك يعقـوب الـكوب لـيتربع ذراعاه نـاظرًا لها بـحدة :-
_ فـين الـفلاشة ؟
ضحكـت بـسخرية مُـثيرة لـتشتت الأعـصاب و هى تُـجيبه :-
_ فـلاشة إيـه يا بـاشـا ؟
عقـد حاجبيه يُـطالعها بـغضبه الـذي كان يكتمه طـوال فتـرة جلـوسه فـخرج صوتـه الـعنيف الـمُحمَّل بـالغبار و أصـوات الـريح الـمُخيفة فـي آوان فصـل الـشتاء مُـزمجرًا بها :-
_ بـقولك إيـه ، أنا جيبتلك من الآخر من غير لـف و لا دوران ، يـاريت إنـتِ كمان بقى تجيبيها من قـصيرها عشان نبقى حلوين مع بعض ..
قـامت ملكة بـعقد ذراعيها مثله تمامًـا لـتهتف بـجمود و صُـلب :-
_ شـئ مـايشرفنيش أبـدًا مـعرفتك علشان يـشرفني أبقى حلوة معـاك ..
أفحمتـه بـردها الـقويّ فـقبض على الـطاولة بـعنف و أسنانه تتـكئ على بعضهم الـبعض ،، صـاح بـها يـحاول تمالك أعصابه و الـحفاظ على هـدوئه :-
_ آنسـة ملكـة ، بـتمنى مـاتثيريش أعصابي لإنـك وقتـها صـدقيني هتنـولي شرف أول جريمة ارتكبها في حق ست !!
••
لا يعلـم ” مـايـو ” كـم مـرّ من الـوقت و هو يـحدق بها و شفـاه تكاد تـلامس الأرض ..!
يُحدق كـأن الـزمن تقـوف و يملك الـوقت كما يحلوا لـه ..
فـهو يجلس أمـام مخلوق سُبحان من أبـدع تصميمه !
رأى الـعديد من الـفتيات بـل و حفـظ تفـاصيلهن حتى كـلّ و مـلّ لكـن تلك الـنمرة التي تـقف أمـامه لـيس لها مـثيل ! مُختلفـة لا شـك بـل مـزقه الـيقين …
كـأنها فـصيلة نـادرة من الـبشر لـأول مرة يرى نمـوذج لها و مُباشرةً …
شعـرها الـناريّ مُـتوسط الـطول معقـود على هيئة ذيـل حصان و رغـم ذلك استيقن أنـه متمرد ثـائر يأبى الـحصار و يعشق الـحُرية ، زُيّـن وجـهها بـنمشٍ مُـشتت على وجنتيها الـبضة لـكن لا لا لا …… كـل هـذا لـم يبهـره بـقدر ما أبهـره حجـرتان من الـفيروز الـخالص إنفجـرا من بـراكين الأرض لـيقفزا داخـل حـدقتيها مُبـاشرةً !
لـونٌ صـافِ خـطف أنـظاره كما خـطف أنفـاسه جعلـه يشعر حقًـا أنهـا فصيلـة نـادرة لا تتـوفر مرتين خـاصةً في بلـد كـمصر يتميـز سُكانها بـالملامح الـشرقية …
” هـتفضل متنـح كـدة كتـير ؟ شفايفك وصلت الارض .. ! ”
أردفـت بهـا تـلك الـمخلوقة الأُسطورية الـهاربة من مـلائكة الـسماء و هبطـت الأرض عن خـطأ ، لـتجد لا رد فعـل ! صفـر …
صفعـت الـمنضدة الـحديدية بـعنف لـيصدُر صوتًا مُزعجًـا لأبعـد حـد ، لكـن يبدو أنه مازال تحت تأثير الـصدمة فـلم يتأثـر فقط رمش بضع مـرات ..
صـاحت بـنبرة مُـرتفعة تُلـوح أمـامه علَّـه ينتبـه :-
_ إنـت !!
أغلـق فمـه أخيـرًا ثـم إبتلع ريقـه يُـتمتم كـالمُغفل :-
_ هـا !
زفـرت بـنفاذ صـبر و إنطوى حاجباها دلالـةً على ذلك ، استنـدت بـمرفقيها على الـمنضدة تُـطالعه بـحدة لـتُصيح بـبحتها :-
_ سـبق و قـولتلك إن وقتي قـصير ، و دلـوقتي حبة اسمـع ردك ..
تحب تكمـل حياتـك في الـسجن و لا هتمشي حلو معايا ؟!
ختمت كلمتـها لـتجده إنتفـض مكانـه كـمن لُـدغ من أفعى و هـب صائحًـا :-
_ ايه اللي امشي حلو معاكي ده أنا هـأمشي و أجري و أزحف لو حبيتي كمان ! ده أنا أجيبلك يعقوب بـذات نفسـه متعبي في شوال و لا علـب تـونة و مع مرتبة الـشرف وحيـاتك !
إعتلى ثغرها إبتسامة خبيثـة فـإنكشفت حبـات اللـؤلؤ الـمرصوصة بـإنتظام كـعساكر جـيوش الـيابـان ، لـيجحظ بـتعابير الـصدمة الـمرسومة إكلـينيكيًـا على محيـاه و يهمهم وسـط ذبذبات عينيه :-
_ يا لاااهوي ! هو في كدة ؟
راقبـت حـركاته بـملل ، فـبات وجهها بـاردًا صلبًـا ..
و هو مستمر في غمغماته و تـأملاته :-
_ طب إزاي بس ؟ يـالاهوي عليّا و على سنيني اللي قـضيتها بـعاكس في سنية كلينكس و إكتشفت دلوقتي إنها راجل بس ما إكتملش تكوينه ، لا راجل ايه ده مخلوق لسا ما اتوصلش الـعلماء في أصله …!
حـدقت به زائـغة الـعينين ، مُلتوية الـثغر بـتهكم .. إعتكزت وجنتها على قبضتـها ريثما تستند بـمرفقيها على المنضدة لـتنهـره بـخفة :-
_ ممكن نخُش في الـجد و تبطل تفاهـة ؟
أسـرع بـقوله الـمتلهف يـؤيد :-
_ يـاريت ، طـب ده يبقى يوم الـمُنى ! بس عدم اللامؤخذة في الـسؤال يعني ، هو الـوحش اسمـه إيه ؟
إحتـدت مـلامحها كثيـرًا كـأنها على وشك الـهجوم عليـه ، لكن اكتفت بـرفع سبابتها أمامـه تُحـذره بـفحيح مُسمَّم و نـظراتٍ حـارقة مُلتهبـة :-
_ إحتـرم نفسـك و إلـزم حدودك كويس جدًا احسن لك ! انا لغايـة دلـوقتِ ساكتـة لإنك مش عارف نـظامي لسـه ..
ابتسـم بـمُتعة و تسـلية يـتفرس في مـلامحها أكثـر و قد تحولت للـحدة فـزادتها لمعانًـا و حلاوةً على حـلاوتها ..
عـاد يستند بـأريحية على مقعـده بـهدوء هامسًا بـمغزى و مكرٍ :-
_ حقك عليّا ، بس زي ما قـولتي أنا مش عارف نظامك و يبقى خير و بركة لو عرفتهولي ..
رمقتـه الأخرى بـتأفف ، علمـت من أول حديث انه مُـراوغٌ مكـار ..
فـإضيقت عَيناها لـتتابع و إبهامها يُـلامس ذقنها الـعريضة :-
_ هـاتعرف ، مـاتستعجلش ..
صمتت تُـهيئ الـحوار داخلها و تُقلِّب الـكلمات ثم تنتقى أفضلهن .. تنهـدت بعد لحظاتٍ أخذ يحدق فيها و يحاول استكشاف ما يدور بـخُلدها الـذي لا يقل على مكـره بل يزداد …
صقفـت بكفـيها لـيسطع الـضوءُ فجـأةً و يُنير الـغرفة بـأكملها ، لم تـطرأ عيناه شيئًا جديدًا الـغرفة فـارغة تماما .
وجـدها تتـحرك و تـحوم حـوله بـرشاقة الـغزالة و نـظرات الـنمرة الـشرسة لـتتحدث بـلباقة مُثيـرة :-
_ فـيروز ، اسمي فيروز ..
سني عيلتي حياتي دي حاجة مـاتلزمكش ماتسألش عنها لا دلوقتِ و لا بعدين … بـالنسبة بقى للـنظام :-
اولًا : انا مش بحب الـتفاهة ..
ثانيًا : انا مش بحب الـتافهين ..
ثالثًا : انا بـتنرفز من الـتفاهة ..
رابعًا : .……
قـاطعها مـايـو ضـاحكًا مقهقهًـا بـسخافة مُتعمدًا إثـارة غيظها منـه فـصاح :-
_ كـإنك مش بـتوصفيني أبـدًا ! مش عارف أقـولك إيـه أحـرجتي تواضـ..
لـم يُـكمل فـقطاعته مُرتفعة الـنبرة بعد أن صفعت الـمنضدة أمـامه و إصتُبغ وجـهها بـالقرمذية الـواضحة :-
_ مـايـو الـضبع انا كلمتي تتـقال مـرة واحـدة تتـنفذ سـامعني ؟؟؟
إنكماشة قـاسية فـي عضل مـؤخرة فكـه جعلتها تـعود لـهدوئها الـراسخ تـراقبه و تخمن ماذا يـدور بـعقله ؟
هـل سـيصرخ عليها ؟ يُـعنفها ؟ حسنًا أم سـيتململ فـي مقعـده يحـاول الـتحرر فـتنكسر الـقيود تحت وطئـة قبضتيـه الـحديدتين ؟