جانٍ بلا وجه
#جانٍ_بلا_وجه
#بقلم_يمنى_عفيف
#سلسلة_نفوس_وهبت_أرواحها_للمرض
وأما النفس فيها شتات وتشتت وتقلب… فيها مزيج من الشخصيات والأشخاص… تظهر في وقتٍ أو أوقات…توصل الانسان الى الهاوية… حيث لا رجوع…اما الموت البطيء من نظرات المجتمع… او ملاقاة الحتف في الهاوية…ليكون أحلاهما مر…
…..
الجزء الأول
بقاعة المحكمة الكبيرة… الهدوء طاغي عالمكان… الصمت هو سيد الموقف… الكل موجه نظره ناحية القاضي… بستنوه ينطق بالحكم… العيون تايهة وكإنه حكم القاضي هو اللي رح يدلها عالطريق… وخلف القضبان… شخص أعصابه باردة… بتطلع عالقاضي بنظرات سخرية… ولا كإنّه هو الجاني… مش مهتم للحكم… شو ماكان يكون… أخيراً كسر الصمت صوت القاضي وهو بنطق بالحكم: بعد الاطّلاع على التّقارير الطبيّة الصحية والنفسية للمتهم ~عماد الهاشم~ حكمت المحكمة بتحويله إلى سجن مستشفى الأمراض النفسية لتلقي العلاج النفسي وقضاء عقوبته التي مدتها 8 سنوات هناك… رفعت الجلسة
الكل التخم… انصدموا من الحكم بدت الهمسات بقاعة المحكمة… كبار رجال الاعمال حاضرين حاولوا يشترو القاضي ليغير الحكم للاعدام لكن للأسف فشلوا…مجرم ومحتال ونصاب زي عماد الهاشم تتشخص حالته بإنه عنده مرض نفسي… شي ما بدخل عقل…اجو شرطيين الشرطة واخذوه لعماد… ابتسم ابتسامه جانبية ومشى معهم باستسلام
….
بمستشفى الامراض النفسية
باستراحة الغدا
الممرضة اخلاص:عرفتوا شو صاير؟
الممرض أنس:لأ خير شو القصة إخلاص؟
الممرضة إخلاص: عماد الهاشم طلع مريض نفسياً…ومش هون القصة لأ… القصة إنه طلع من عيلة مش معروفة وهو شخص محتال…كون اسمه وسيطه بأموال ومقتنيات مسروقة لإنه محتال وحرامي
الدكتورة تقوى:أوف…واحد مريض نفسياً قدر يضحك على أكثر رجال الأعمال فطنة!!!…فعلاً إنّه زمن العجايب
الدكتورة ديانا:يا ترى المدير لمين رح يسلم حالته؟
الدكتورة صفاء ~بغرور ~: أكيد رح يسلمني اياها انا اشطر دكتورة بهالمستشفى… وبكون بنت أخته كمان
الممرض أيمن: ما ترفعي سقف أحلامك كثير…بلا ما يوقع على راسك
الدكتورة صفاء~بعصبية~:عن اذنكم
تعالت الضحكات بين المجتمعين من طاقم العمل… بالمستشفى… أكيد هاي صفاء ما حد بقدرلها غير أيمن هالممرض اللي أسلوبه حلو مع الكل إلاّ مع صفاء…لإنها إنسانة متعجرفة… خصوصاً إنه ضمنان عدم رد صفاء عليه… لإنها بتحبه بس هو مش معبرها
…..
الممرضة إخلاص
صبية عمرها 24 سنة… بتشتغل بهالمستشفى لتعيل إمها وإخوتها الأيتام…المرضى اللي بهالمستشفى صح بعانو من أمراض عقلية ونفسية بس بحبوها لإنها حنونة عليهم
الممرض أنس
شب عمره 29 سنة… ابن واحد من أغنى أغنياء البلد… بس فضّل يستقل عن أبوه ويكون حاله لحاله… شاطر بشغله كثير
الدكتورة تقوى
دكتورة قديرة وبتشتغل بهالمستشفى من حد ما تأسّس… عمرها 45 سنة…خبرتها بمجالها وحبها إله… خلّاها تعالج حالات كثيرة وبعض هالحالات كان ميؤوس منها لكن مع هالدكتورة ما في مستحيل
الدكتورة ديانا
صبية عمرها24 سنة… من جديد توظفت… قدراتها على قدها وبتتعلم من الدكاترة المميزين بهالمجال… إنسانة بسيطة من عيلة بسيطة قنوعة وراضية بنصيبها
الدكتورة صفاء
صبية عمرها 27 سنة…أسلوبها سيء مع المرضى…وحالتهم بتصير حرجة أكثر لما يسلموهم لصفاء…بس ما حد بقدر يحكي ويطلع عن اوامر مدير المستشفى…اللي بكون خالها لصفاء
الممرض أيمن
شب عمره ٢٨ سنة…يتيم الأب والأم ما إله بهالدنيا غير خواته اللي ساكنين معه وبشتغلوا ليساعدوه بالمصروف
……
وباب المستشفى
عماد:يلا يلا دخلوني أسلّم على اللواء…هو حكى رح يستناني هون
الشرطي~لؤي~:سامع مش عارف هيك مجنون كيف قدر يضحك عناس بعتبروا حالهم من هوامير الدولة… قال سيادة اللواء قال
أصيل~الشرطي الثاني~:مفكر إنّه سيادة اللواء ما عنده إشي غيره… لا والأحلى من هيك واثق من نفسه
عماد: إنتو بتفكروني مجنون بس أنا عاقل ورح تشوفوا اللواء جوّا بستنى
لؤي: خلص امشي بلا كثرة حكي
أصيل:خلينا نخلص من هالقصة ونرجع عالمركز…فرفط روحي هالمجنون
…..
طول طريقهم لغرفة مدير المستشفى… برفقة صفاء طبعاً اللي بس بدها تثبت وجودها… وللأسف ما بتتحلى بأخلاق مهنتها وقعدت تتمسخر على عماد مع لؤي وأصيل… اللي احتقروها لإنها دكتورة وبتحكي هالحكي
….
صفاء: تفضلوا فوتوا
لؤي: إمشي يا مجنــ…
ما قدر يكمل حكيه ووجه نظره لأصيل اللي فتح تمه زي الأهبل لما شاف اللواء قاعد بالمكتب…وحكي عماد صحيح
اللواء ~حازم~: خلصوني أدخلوا لسا واقفين عالباب لسا…
لؤي وأصيل: احترامي سيّدي
عماد~وإيديه بجيابه~:شو بعدكم بتحكو عني مجنون؟
المدير~زكريا~: صفاء نادي الدكتورة تقوى وتعالوا
صفاء: تمام
…….
حازم
لواء وإله مركزه بين كل الضباط… عدا عن إنّه شخص واصل بالدولة وبعرف كثير من المسؤولين الكبار…عمره ٥٣ سنة…متزوج وعنده بنت ولد…عيلته رقم واحد عنده
…..
زكريا
مدير المستشفى…وهي الإشي الوحيد اللي بملكه… عمره ٥٦ سنة…مش متزوج… عنده اللواء حازم إشي كبير…لو يطلب روحه ما حيبخل عليه فيها لانه قدمله كثير خدمات
بعد ١٥ دقيقة
الدكتورة تقوى: السلام عليكم
زكريا وحازم : وعليكم السلام
زكريا: تفضلي…دكتورة تقوى بتعرفي إنه أجانا ضيف جديد~وغمزها~ لهيك خذي الأستاذ عماد وورجيه غرفته وان شالله بتعجبه ضيافتنا
الدكتورة تقوى: حاضر… تغضل أستاذ عماد
عماد: يلا… وما بدي أي غرفة لإنّي ضيف عندكم
حازم: انت روح معها وما بكون خاطرك إلّا طيّب
…..
أخذت تقوى وبرفقتها صفاء عماد لغرفته…الكل بالممرات كانوا يرحبوا بعماد كإنّه شخص مشهور…مش كإنه مريض نفسي…هيك أسلوبهم بهالمستشفى…ما بحسّسوا المريض إنهم أحسن منّه…بالعكس بحسّسوه إنهم محظوظين لاستضافته عندهم…لحتى يوخذ عالوضع ويعتبر حاله إنسان طبيعي
بعد ما طلعوا
أصيل:سيدي اللواء…ممكن أسألك سؤال؟
حازم:اسأل
أصيل:ليش جيت هون عشان المجنون؟
حازم:أوّلاًً هو مش مجنون هو مريض نفسي ورح يتعالج ويقضي محكوميته ويرجع زيك تمام…وإنت شو بدك بهالقصة؟…ناسي إنك قدام اللواء حازم
أصيل: أنا آسف سيدي
حازم: المهم يلا عن اذنك زكريا… وما تنسى بدي عماد يتعامل أحسن معاملة واذا صار غير اللي بدي إيّاه ما حيصير خير
زكريا:لــ… لا تشغل بالك سيادة اللواء بضمنلك انه عماد رح يكون منيح
حازم: بتمنى هالشي… يلا خلونا نمشي
……
بعد ساعة ونص
بغرفة الاجتماعات الخاصة بالمستشفى
زكريا:قراري نهائي غير قابل للنقاش
أيمن~بخبث~: بس صفاء عندها سوابق مع كثير مرضى… واذا عرف اللواء بهالشي ما رح يصير خير
زكريا: وكيف رح يعرف إذا ما حد حكاله..وانا متأكد إنه ما حد رح يحكيله … لإنّه ما حد بقدر يتحدّاني… خصوصاً لمّا يكون المعيل الوحيد لأسرته
……
تغير لون وجه أيمن بعد حكي زكريا… هيك دايماً بمسكوه من إيده اللي بتوجعه…خواته… ما إلهم غير بعض بهالدّنيا… عندهم بعض بعد ربنا… لهيك قرر بدل ما يحاول يساعد النّاس… يلتهي بحاله وبخواته لحتى ما تيجيه الضربة القاضية
……
صفاء: يلا خالو سلام… سلام يا جماعة… رايحة أشوف المريض تبعي
ما حد عجبه حكيها ولا حتى قرار زكريا… لإنه صفاء مش من الكفاءات اللي بتقدر تمسك هيك حالة… لحد الآن كل الحالات اللي مسكتها زادت حالتها المرضية… بس ما باليد حيلة لإنهم عارفين زكريا واصل وبتلفون بقدر ينهي حياتهم…وهمه أضعف من إنهم يتحدوه…لهيك اختصروا الشر من أوّلّه
…….
عند عماد
دخلت صفاء عالغرفة المخصصة اله…اللي ما فيها اي ادوات حادة او اي اغراض ممكن يستعين فيها الواحد ليقتل حاله او غيره
……
صفاء: مسا الخير
عماد: مسا النور أختي
صفاء~بتضحك~: أختك… إنت أصلاً منبوذ كيف بده يكون عندك أخت؟
هون عماد انجن وبقوة عجيبة قلب التخت وقلب الطاولة ووقع كل شي عليها مسك إبريق المي والكاسة ورماهم كسرهم… طال قطعة قزاز وتوجه لعند صفا وهو مخبيها ورا ظهره
عماد~بهمس~: بتعرفي شو أكثر إشي بحب أشوفه؟
صفاء~خافت~:شــ.. و
عماد: بتلذذ بمنظر الشخص بعد ما امارس اجرامي عليه
صفاء~بتصرخ~: سااااعدوووني سااااعدوووني
استغل عماد الفرصه قبل ما يجي حد… قرب عوجهها وجرحه، بقطعة القزاز من أوّله لآخره… بدخلة دكتور من الدكاترة ووراه ٣ ممرضين..أيمن..أنس..إخلاص
…..
أيمن: أنس إخلاص ثبتوه خليني أعطيه إبرة مهدئ…~صرخ~بسسررعة شو بتستنو!!؟
الدكتور~سالم~:صفاء قومي لا تخافي يلا
قامت صفاء بسرعة وطلعت مع سالم…
عماد: كيف بالله وجهها ما صار حلو بعد ما شوهته لاني انا مجرم ههههههه… انا مجرم… بحب الاجرام اللي بمشي بعروقي انا اجراميتي بالفطرة… انــ
ما كمل عماد حكيه لانه وقع بالارض اثر ابرة المهدئ نقلوه عالتخت وطلعوا برا الغرفة… بعد ما نادو على الصبية اللي بتنظف لتنظف مكان القزاز المكسر وترجع ترتب الغرفة وهو نايم
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
=======================
الجزء الثاني
بمكتب زكريا
زكريا:صفاء كيف صار هيك فهميني؟
صفاء: ما بعرف خالو ما بعرف… اصلا ما قدرت اشخص حالته منيح باللقاء اللي ما تعدى ١٠ دقايق
زكريا: شوفي صفاء انا سكتت كثير على تعاملك مع المرضى إلاّ هالمريض بالذّات لإنه اللواء حازم بظهره معك كمان جلسة بس وإذا ما تحسن تعاملك معه وعرفتِ تشخصي حالته رح اضطر أحول حالته لدكتور ثاني
صفاء: خالو شوف شو عمل بوجهي
زكريا: من لما دخلتِ طب نفسي كنتِ عارفة إنّه رح تتعرضي لهيك مواقف
صفاء: معك حق خالو… يلا أنا رايحة أشوف باقي المرضى
…..
وبمكان ثاني بعيد عن المستشفى تحديداً بمركز الشرطة
حازم~بقلبه~: يارب أنا تايه ومش عارف شو بدي أعمل دلني عالطريق الصح لحتى أقدر أوفي بالوعد اللي قطعته عحالي
…..
بعد ٦ ساعات
صحي عماد بعد ما راح تأثير المهدئ… كان ريقه ناشف… وجوعان كثير…تطلّع عالطاولة لقي عليها إبريق مي وكاسة بلاستيك… ضحك بينه وبين حاله وحكى:ما أحسنهم حاطينلي مي لحتى أشرب إذا عطشت… أنا لازم أقدرهم وأعملهم إشي لإنهم بديروا بالهم علي
…..
شرب كاستين مي لحتّى ارتوى… فتح جرار الطاولة ولقي أوراق وأقلام وألوان…طالهم وبدا يرسم
…..
وبغرفة قريبة على غرفة عماد بنفس المستشفى…
الغرفة اللي بتكون فيها شاشات ليراقبوا المرضى عن طريق كاميرات خفية بغرفهم… خوفاً من إنه يعملوا إشي بحالهم أو يصير معهم إشي…قاعدة صفاء قدام وحدة من هالشاشات… وقدامها دفتر وبتعض بالقلم… قرّرت إنها تصير جادة بشغلها… لإنها خافت من انها تنفصل…
بلشت تحكي مع حالها وتكتب: يا الله هالإنسان شو غريب… خليني أبدا أكتب وأشرح عن حالته بملفه أحسن شي… بس أول أقرأ شوي عنه… فتحت الملف وبدت تقرأ…انصدمت من المعلومات اللي عرفتها عنه…كيف مريض نفسي وعقلي عنده كل هالمميزات
….
خلصت صفاء قراءة وقامت لتطلع من الغرفة…وتروح لغرفة عماد بس قبل كان عندها إشي بدها تسويه
….
صفاء: نسرين يا نسرين
الممرضة~نسرين~: تفضلي دكتورة
صفاء: جيبي وجبة غدا وإلحقيني للغرفة رقم 107
نسرين ~مستغربة~:بس مش هاي الغرفة تابعة لمستشفى السجن؟
صفاء: آه وفيها مريض أنا المشرفة عحالته لهيك جيبي الغدا ويلا
نسرين: أمرك
ضفاء: ما تتأخري
نسرين: لأ دقيقة وباجي وراكِ
…..
دخلت صفاء على غرفة عماد وابتسامة عذبة بتزين ثغرها… سبحان الله كإنه عماد هدية من السما لتتغير وتغير أسلوبها مشت لعند عماد وقعدت جنبه
…..
صفاء: مسا الخير
عماد:مسا النور
صفاء:كيف حالك
عماد:انا منيح…استني استني…لإنكم ناس مناح وحطيتولي مي لحتى أشرب لمّا أعطش… أنا لقيت دفتر وألوان وأقلام… لهيك رسمتلكم قلوب لإني بالرسم بعبر عن حبي لأي شخص
صفاء~ابتسمت~: ما أحلى هالرسمات… فنان… شكرا ًكثير إلك
وقطع حديثهم دق الباب الخفيف
صفاء: ها هي أجت نسرين وجابتلك وجبة الغدا لإنّك ما أكلت
بتسمحلي أدخّلها؟
عماد: طبعاً طبعاً… انتو ناس مناح أهلا وسهلا فيكم وينتا ما بدكم
صفاء: تفضلي نسرين
عماد:أنا حوعان كثير ما بدك تحطيلي أكل؟
نسرين: لا شو نخليك جوعان
~حطت الأكل عالطاولة وكملت~: تفضل
عماد: شكراً شكراً… يا اللي ما بعرف اسمك
صفاء: أنا؟
عماد: آه
صفاء: أنا اسمي صفاء ورح أكون صاحبتك
عماد:اسمك حلو
صفاء~بتضحك~: شكلك مو ناوي توكل يا عماد
عماد: لا بدي أوكل شكل هالأكل بشهي… صحيح وينتا بقدر أطلع؟
صفاء~واختلفت ملامح وجهها~: آه…بهالسرعة مليت منّا؟… اسمع انت حاليا ً رح تبقى بضيافتنا لحتى تساعدنا بشغلنا… والا مش حاب تقدملنا المساعدة؟
عماد: لا اذا هيك اختلف الوضع… أنا ما برد حد بطلب مساعدتي…رح اضل هون لحد ما نخلص الشغل
صفاء: شكراً الك… وهسا عن اذنك لازم نروح عنا شغل
عماد: ماشي… ما تنسو تسكروا الباب
نسرين: حاضر
…..
طلعت صفاء من عند عماد… وفكرها مشتت… بطلت تفهم هالشخصية ولا حتى قادرة تشخص مرضه… كل دقيقة بحالة…الموضوع أصعب من ما تخيلت… ومعقد مع انها استبسطته…وجهت نظرها للساعة اللي بايدها وانتبهت انه الساعة صارت7 المسا… زفرت بارتياح… أخيراً خلص دوامها بعد يوم شاق ومتعب…مشت لباب المستشفى…ركبت سيارتها وتوجهت لبيتها…ما كانت حابة تدخل عالبيت لإنها مش متعودة عليه بدون أهلها اللي سافروا اليوم…دخلت وغيرت أواعيها وتوجهت للمطبخ فتحت الثلاجة
صفاء:شو بدي أوكل هسا؟…أحسن حل أطلب ديلفري…بس شو بدي أوكل؟…ممم بيتزا
تناولت التلفون عن طاولة المطبخ واتصلت بالمطعم اللي بتطلب منه دايما
صفاء:ألو…يعطيكم العافية
الموظف:الله يعافيكِ
صفاء~بقلبها~:هالصوت مش غريب علي
الموظف:شو طلبك يا أخت؟
صفاء~صرخت~:أيمن!!
الموظف:عفواً مين معي؟
صفاء:أنا صفاء أيمن…طلعت بتشتغل بمطعمي المفضل وأنا ما بعرف
الموظف:آه بشتغل بعد دوامي بالمستشفى هون…وهسا مش ضروري تحققي معي احكيلي طلبك
صفاء:بدي 2 بيتزا خضار وبدي خدمة التوصيل
أيمن:تمام ربع ساعة وبكونوا عندك…بدك إشي ثاني؟
صفاء:آه آه عصير أناناس الحجم الكبير
أيمن:ماشي…سلام
سكر الخط حتى بدون ما يسمع رد صفاء…هو ما صدق يخلص منها بالمستشفى لتطلعله هون كمان…أما صفاء زعلت من جواها…هي بتحبه وبتموت عالأرض اللي بمشي عليها…بس هو مش معبرها وبعتبرها المتعجرفة دلوعة أهلها…
صفاء:رح أتغير يا أيمن رح أتغير ورح تشوف كيف رح أصير
…..
بعد مدة بسيطة
وصل طلب صفاء وراحت لتوخذه وهي مجهزة المصاري بإيدها وكمان أيمن هو عامل التوصيل…ولما شافته
صفاء:أغلبك عطيني الطلب
أيمن:تفضلي
صفاء:شكراً…
حطت المصاري بإيده ودخلت بلا ما تستنى الرد…استغرب أيمن من تصرف صفاء خصوصاً إنها بالعادة بتكون قاتلة حالها عليه…بس ارتاح لإنه من زمان بدّه هيك
……
صفاء: ياعيني ريحة هالأكل بتشهي… خليني أتعشى وأدخل أنام
فتحت الأكل وحطته قدامها… صبّت عصير وحطت كل أكلها على صنية… دخلت على غرفتها خلت الإضاءة خفيفة قعدت عتختها… فتحت اللابتوب على فيلم كوميدي لتنسى وحدتها بدون أهلها
…..
صفاء: هيك ها الواحد بعرف يوكل
…..
وبالمصحة
عماد قاعد عالكرسي وبتفرج عالتلفزيون… فجأة صارت تمر براسه خيالات غريبة مسك راسه وضغط عليه لكن عبث
…..
بدت هالتخيلات تزيد
…: بعدووااا عني اتركووني مشاان الله والله ما عملت شي
…: اخررررسي يا حيوانة حطييتِ روسنا بالطين
…..
وخيال ثاني
…: شوف هالمسكين لسا جديد دخل هون خلينا نعلمه كل شي
…: رح نعلمه الدقة والرقصة
…..
وخيال ثالث
…:دير بالك عحالك ولا تنساني
…: لا لا تروحي وتتركيني ابقي معي
…..
ما قدر عماد يتحمّل أكثر من هيك…. صار يصرخ والدموع مغرقة وجهه حاول يكسر بس للأسف ما لقي إشي يكسره غير الأقلام وقلب التخت والطاولة زي المرة اللي قبل… أخيراً انتبه الدكتور المناوب للكاميرا وركض بسرعة
……
الدكتور~بركض ووراه الممرضين~: إلحقوني عالغرفة رقم 107 بسرعة… وحيبوا المهدئ معكم يلا… وبدي أعرف مين المشرف على حالته
……
دخلوا غرفة عماد لقيوه مدمر كل شي… وزي المرة اللي قبل ثبتوه وعطزه إبرة مهدئ لحتى ارتخى وزبطوا التخت وحطوه عليه
الدكتور:بسرعة بتنادو على حد من المراسلين ينظف هالفوضى… وبدي أعرف مين المشرف على حالة هالمريض وليش حاطينه بقسم المستشفى التّابع للسجن؟… وشو المرض اللي بعاني منّه؟
من ضمن الممرضين كانت نسرين توجهت لعند الدكتور وحكت: هالمريض هو عبارة عن مجرم متجول…عماد الهاشم…والمشرف عليه الدكتورة صفاء… لسا اليوم وصل وما تشخصت حالته وهو بقسم المستشفى التابعة للسجن لانه المفروض يكون بالسجن لولا الاضطرابات النفسية والعقلية اللي بعاني منها حسب تقرير المستشفى اللي قدمته للمحكمة لينحكم عليه يمضي محكوميته هون وهو بتعالج
الدكتور: ايوا… طيب يلا تعالوا خلوه نايم…ونادو حد ينظف ويرتب هالفوضى
……
أما صفاء نامت وهي بتتفرج عالفيلم… بعد ما حكت مع أهلها وتطمّنت إنهم وصلوا بالسّلامة…
……
ثاني يوم الصبح بالمستشفى
عماد بغرفته بفطر وناسي كل شي عن اللي صار معه… الغريب انه لما بتجيه الحالة او بصير معه إشي…. وبعطوه إبرة مهدئ بس يصحى ما بتذكر أي إشي من الأحداث اللي صارت معه
……
وعند صفاء
قاعدة مع الدكتور اللي أسعف عماد قبل بيوم
صفاء:كيف يعني فجأة انهار وصار يضغط عراسه وقلب الفرفة فوق تحت؟…بدي أعرف ليش صار هيك
الدكتور:ما بعرف أصلاً استغربت من اللي صار معه…وحبيت أحكيلك ليكون عندك علم…آه ونسيت أحكيلك إنّه بس صحي الصبح ما كان متذكر اي شي من اللي صار معه ورايق ومبسوط
صفاء:صحيح حكيك…لإنّه كمان بعد أول نوبة اجته وعطيناه المهدئ صحي ولا كإنه كان صاير معه إشي…عن اذنك دكتور عندي شغله مهمه
….
وبعد ربع ساعة بمكتب زكريا
زكريا~بصرخ~:انتِ مجنونة بدك تروحي عند اللواء تسأليه عن عماد
صفاء:خالو بدي أروح أشوف شو بعرف عنه لإني متأكدة إنه في قصة وراه
زكريا~ولسا بصرخ~:انت ِ عارفة اللواء شو ممكن يعرف عنه…اذا بعرف انك مشرفة عحالته رح يقلب الدنيا فوق روسنا لانه بعرف عن سوابقك
صفاء~وقفت وتناولت مفاتيح سيارتها~:لو الثمن كان وظيفتي فأنا رح ادفعه لحتى احاول اكفر عن شوي من ذنوبي مع المرضى اللي غلطت بحقهم
……
طلعت صفاء بعد ما حكت اللي عندها بدون ما تسمع رد زكريا…ركبت بسيارتها لتتوجه لمركز الشرطة وتقابل اللواء حازم…لانها عارفة انه في وراه قصة كبيرة…لانه مش من الطبيعي يهتم بواحد زي عماد عبث لا ومجرم ومريض كمان…هي حاطة هدف بين عيونها ولو شو ما كلفها الأمر بدها توصلله…
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
__________________________________
الجزء الثالث
بمركز الشرطة
توجهت صفاء لعند الشركي اللي واقف باب مكتب اللواء حازم… أخذت نفس عميق وحكت: لو سمحت… ممكن أقابل اللواء حازم
الشرطي:أهلاً…خليني أشوفه أول
صفاء: تمام… بستناك
دخل الشرطي وطلع بعد دقايق
الشرطي:مين حضرتك؟
صفاء: صفاء العلي دكتورة نفسية بمصحة ومستشفى الأمراض النفسية والعقلية
الشرطي: معلش تستني كمان شوي
صفاء: ما في مشكلة
…..
وبغرفة اللواء حازم
الشرطي: سيدي بتحكي إنها دكتورة اسمها صفاء العلي بتشتغل بمصحة ومستشفى الأمراض النفسية والعقلية
حازم~وقف~: شو!!! عالسريع دخلها
…..
دق باب مكتب حازم
حازم: تفضل
فتحت صفاء الباب بهدوء وايديها بيرجفوا…خايفة يصير اللي حكالها اياه خالها… وتخسر وظيفتها اللي من صغرها بتحلم فيها… هي ما بتنكر انها غلطت بحق مرضى كثير… بس هي قررت تتوب ولازم يعطوها فرصة…
…..
صفاء~بشفاه مرتجفة~: مرحبا سيادة اللواء
حازم:أهلين دكتورة… تفضلي استريحي
قعدت صفاء عالكرسي وكل الحكي اللي كانا مرتبته لتحكيه تبخر…بعد برهة من الصمت حكى حازم: ضو دكتورة إنتِ جاسة لهون لتضلي ساكتة؟
صفاء: أكيد لأ… بس مش عارفة كيف ومن وين أبدا بالموضوع
حازم: احكي براحتك… واعتبري حالك بتحكي مع حازم بس… مش مع اللواء
صفاء: بصراحة يعني إنت… هو اكيد سمعت حكي كثير عني
و انــ…
ما خلاها حازم تكمل وحكى: سمعت عنك إنك بتتسببي بتدهور حالات المرضى وإنك ما بتستاهلي تكوني دكتورة نفسية… وبعرف إنك المشرفة عحالة عماد
صفاء انصدمت كيف بعرف كل هالمعلومات… وكيف حكى عنها وذمها بكل جرأة بدون ما يهتم إنها موجودة وقاعدة قدامه… اكيد مش هو سيادة اللواء حازم… وقابل كثير ناس وتعب لوصل لمنصبه… لحتى بالآخر يجي يخاف يحكي عن وحدة زيها بوجهها
قطع على صفاء تفكيرها حكي حازم: شو دكتورة صفاء لوين وصلتِ؟… لو سمحتِ ادخلي بالموضوع مباشرة لإنه أنا عندي مشاغل
صفاء: بعتذر حضرة اللواء… انت حكيت عني وعن المرضى اللي اشرفت على حالاتهم… وانا ما بنكر إنه غلطت بحقهم وما كنت الدكتورة المنيحه بالنسبة لالهم… لكن اي شخص فينا بغلط وعنده نقطة ضعف… وانا صدقني تغيرت واكيد كل انسان فينا لازم يوخذ فرصة ثانية…وبوعدك اني اعامل عماد أحسن معاملة وأكون سبب بتحسن حالته
حازم: وأنا رح أعطيك ِ هالفرصة… ومعك مدة قصيرة… وصدقيني إذا دمرتيه لعماد رح تندمي… وهسا تفضلي شو الاستفسار اللي عندك
خافت صفاء من حكي اللواء والنبرة اللي فيها تهديد ووعيد… أخذت نفس عميق وحكت: وان شالله بكون عند حسن ظنّك… ممكن أعرف شو علاقتك بعماد ليش مهتم فيه كل هالقد… كمان حابة أعرف عن شخصيّة عماد… وكيف شخص منيح وطيب بحسب ما شفته بقدر يعمل هيك؟
ثواني واحمر وجه اللواء وعصب وصار يصرخ: وانتِ مين وبصفتك شو بتسألي عن علاقتي فيه… موضوع ما بخصك لا تتدخلي فيه ولا تجبريني أطردك من مكتبي
صفاء~خافت~: أنا جد آسفة كثير حضرة اللواء بس الفضول دفعني لأسأل هيك سؤال…بس بترجاك احكيلي كيف شخص بريء وطيب بقدر يعمل أشياء بشعة
حازم~هدي شوي~: سامحتك لإنها أول مرة… أما كيف بقدر يعمل هيك فهاي قصة ثانية… اذا بتحبي تسمعيها… واعرفي انه ما رح احكي غير لاني متيقن انها جزء من علاجه
صفاء~وبإيدها ورقة وقلم ومسجل صوت~: تفضل
……
وبالمستشفى
بمكتب زكريا تحديداً
كان قلقان كثير من العاصفة اللي رح يجي حازم يعملها بالمستشفى… لما يعرف إنه صفاء المشرفة عحالة عماد…لإنه بعرف بكل سوابق صفاء مع المرضى… خصوصاً انه زكريا كان دايماً يلجأله ليحل قصص ومشاكل صفاء… لعن غباء صفاء 100 مرة بعقله لانه بتصل عليها وما بترد
……
بعد 3 ساعات
وقفت صفاء وهي بتبسم وحكت للواء:شكرا الك سيادة اللواء…اسعدني لقاءك…وان شالله المرات الجاية بنتلاقى بظروف أحسن
حازم:ان شالله…تفضلي
……
طلعت صفاء من عند اللواء وهي مبسوطة…وبتعتبر انها بدت بطريق ما حتكون نهايته غير شفاء عماد…هالتفكير عطاها جرعة إيجابية وتفاؤل لتكمل مشوارها بشغف…راحت عالمستشفى لتبشر خالها باللي صار
اما حازم..بعد ما راحت صفاء لبس جكيته…وطلع ليقعد بخلوة مع نفسه…ركب السيارة مع الشوفير…بلشت الذكريات تقتحم راسه
……
اول ذكرى
…:اتركنيي اترركنيي والله ما عملت شي
…:امشي وانت ِ ساكته لا تنبهي الناس علينا
…:بعدووووا عنيييي
…:اخرسيييي
…….
ثاني ذكرى
…:انت بتعرف اني مش غلطانة…لا تفرط فيهم…انا ما بوثق بحد غيرك بعد اللي عمله الواطي…الله يخليك همه بعهدتك…م ممكن يقتلوني وممكن أبقى هون لحتى أموت…دير بالك عليهم
…:بوعدك ما أخيب ظنك
…:ان شالله ماتخذلني زي ما عملوا
……
حازم:غير الوجهة…روح عالمكان اللي دايماً بتوصلني عليه
الشوفير:حاضر
…..
بالمستشفى
انفتح باب مكتب زكريا بسرعة وبدون استئذان…دخلت صفاء بسرعة…رمت كل شي معها وتوجهت لعند زكريا
صفاء~بحماس~:خالو خالو
زكريا:شو رح تتركي شغلك؟…والا اللواء رح يقلب المستشفى عروسنا؟
صفاء:لا هاي ولا هاي حتى انه عارف كل سوابقي مع هيك عطاني مهلة ليشوف كيف رح اتعامل مع عماد
…..
حكت صفاء كل شي لزكريا اللي انبسط…وتندم ان كان معارض فكرتها بالبداية…ومن طريقة حكيها عرف انها ندمانة على كل شي عملته وكل شي صار بسببها وحابة تفتح صفحة جديدة
….
وعند عماد
دخلت الممرضة لتعطيه كاسة العصير …صرخ بوجهها ورشها بالمي
عماد~ببكي~: ما بدي اياكم انتوا انا بدي صاحبتي
الممرضة: طيب حاضر رح اجبلك اياها بس احكيلي شو اسمها
عماد: بعتقد كان اسمها صافي
الممرضة:آه قصدك صفاء
عماد~نط من مكانه~:أيوا أيوا صح حكيك اسمها صفاء…جيبيبلي اياها
الممرضة:من عيوني…هسا بجبلك اياها
ولفت الممرضة لتطلع…مسكها عماد من كتفها وحكى:انا…انا اسف…ما كان قصدي أبلّك بالمي…صدقيني ما كان قصدي..وبــ…
مسكته الممرضة بسرعة
الممرضة:مش مشكلة هسا بغير ولا كإنه صار إشي
عماد:شكرا ً
الممرضة:عفواً
……
بمنطقة نائية على أطراف المدينة …واقف حازم قدام بيت قديم ومهجور…وبإيده مفتاح…فتح الباب ودخل…سمع صوت بالمطبخ…حكى بصوته الجهوري لينبه الموجودة إنه أجا:السلام عليكم
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
___________________________
الجزء الرابع
#بقلم_يمنى_عفيف
تنبهت مرا عمرها بحدود ال44 سنة لوجود حازم لبست حجابها ولبسها الشرعي وطلعت
عتاب: أهلا وسهلا أبو رامي… طولت الغيبة هالمرة
حازم: أهلين فيك ِ عتاب… إنت ِ بتعرفي إنّه ما بمنعني عن الجيّة هون إلّا الشّديد القوي… شو وين ريف؟
عتاب:بغرفتها بتحب أناديها؟
حازم: ياريت
عتاب~قامت~: يلاّ دقيقة بس
……
قامت عتاب لتنادي بنتها… وفكرها عند حبيب روحها وابن قلبها …دقت على باب الغرفة وهي متأكدة إنها بتبكي زي عادتها
أمّا ريف لما سمعت صوت دقة الباب مسحت دموعها… ونزلت شعرها عوجهها… لتئذن للطارق بالدخول
…..
ريف: تفضّل
عتاب: بنتي…تعالي على غرفة القعدة عمك أبو رامي أجا
ريف:يلا ماما شوي وبلحقك
عتاب:ماشي حبيبتي…ما تطولي
…..
طلعت عتاب من الغرفة وتركت ريف وراها بتحاول تخفي آثار دموعها وبكاها
…..
ريف…صبيّة عمرها 22 سنة…ما معها غير شهادة توجيهي~بكالوريا~…لإنه تخفيها هي وامها بهالمنطقة المهجورة ما ساعدتها تكمل دراسة
…..
دخلت ريف عغرفة القعدة وهي ماسكة دموعها…ولا ارادي اول ما شافته كتّوا دموعها… ركضت لعنده وضمته… وبلشت شهقاتها تعلى أكثر وأكثر…وقف حازم ووقفها معه… مسح دموعها… وطلب من عتاب كاسة مي… جابت عتاب كاسة مي وشربتها ريف هديت وقعدت جنب حازم
…..
حازم: حبيبتي يا عمو إهدي
ريف: كيف بدك إيّاني أهدا وأنا مدفونة بالحياة وهمه عايشين حياتهم وما عندهم شي يضيق عليهم…واللي كان يحبنا ويدافع عنّا عند السلطات مسجون
حازم: طولي روحك يا عمو…ربنا كبير وما رح يضيع حقكم وكلوا أمركم لربنا… بعدين وين رحت أنا وخالك تقي؟… مفكرة ما حد بسأل عنكم غيره…الاخ غالي…بس كمان أنا وخالك بنفديكم بروحنا
ريف: الله يخليلنا إياكم وما يحرمنا منكم يا عمّو… بس بيبقى غير
حازم: الله يفرجها
عتاب وريف: آمين
ريف: عمو أنا حلمي أكمل دراستي وانا زهقت وتعبت من هالمكان هدا
حازم: حكينا بهالموضوع من قبل
عتاب: وانا مع بنتي أبو رامي بكفي أنا راح عمري هيك هي كمان من حقها تعيش زي باقي الصبايا اللي بعمرها
حازم: بشوف
ريف~انفعلت وصارت تبكي~: عمو كل مرة بتحكيلي بشوف… مشان الله ارحموني أنا ما بدي أبقى عايشة وأوكل واشرب لحتى أموت
حازم: طيب خلص عمو إهدي… بوعدك هسا بس أطلع من هون أروح وأشوف معارفي لنعمللك ارواق ثبوتية باسم ثاني
ريف: ليش مش باسمي الحقيقي؟
حازم: انتِ بتعرفي شو ممكن يعمل فيك ِ لو عرف إنّك بعدك عايشة… لهيك خلينا نتوخى الحذر
عتاب: ريف عمك معه حق
حازم: يلا أنا هسا صار لازم أروح
عتاب: لسا ما وصلت ابو رامي
حازم: لا معلش الجايات كثار
ريف: مع السلامة عمو
حازم: الله يسلمك حبيبتي
……
طلع حازم من عندهم ومشى شوي للحديقة اللي دايماً بخلي الشوفير ينزله فيها لانه ما بوثق بحد… اتصل بالشوفير وأجا أخذه
الشوفير:لوين بدك تروح سيادة اللواء
حازم: على قصر راغد بيك
الشوفير:تمام
……
وبالمستشفى
بعد ما عرفت صفاء باللي صار وإنّه عماد طلبها بالاسم… دخلت عنده بعد ما عرفت كل شي بدها إيّاه من اللواء… حملت دفتر وقلم وشوية أشياء ودخلت لعند عماد…شافته برسم وما حبت تقاطعه…واكتشفت انه فعلاً موهوب…أخيراً خلص عماد رسم وعرض الرسمة عصفاء بدون ما يحكي حرف…انصدمت صفاء لما شافت الرسمة لإنّه كان راسمها هي
صفاء:كثير حلوة…وكإنّي كاينة قدامك…ما أحلى هالرسمة يا عماد
عماد:إنت ِ الحلوة يا صاحبتي
صفاء:شكرا ً إلك…بدي احــ
ما كملت صفاء حكيها لإنه رن تلفونها…شالت الاغراض عن رجليها وحطتهم عالطاولة وحكت:عماد شوي وبرجع بس أرد عالمكالمة
عماد:مش تطلعي كذابة يا صاحبتي
….
طلعت صفاء لبرّا لترد على تلفونها…كانت صاحبتها واتفقوا على جمعة مع بعض آخر الأسبوع…أنهت المكالمة ودخلت
….
صفاء:أنا جيت
عماد:طيب
طالت صفاء الدفتر لتبدا تسجل ملاحظاتها بخصوص حالة عماد…واجت توخذ القلم بس ما لقيته…دورت تحت الطاولة وتحت التخت وبجيابها…عبث ما لقيت شي…ما اهتمت وحكت امري لالله هالمرة
صفاء:طيب يا عــ
فجأة نط عماد ووقف جنبها
صفاء:شو مالك عماد؟
عماد:حاب اوقف جنبك
صفاء:وكيف بدنا نتناقش؟
عماد:عادي
صفاء:طيب
بلشت صفاء تحكي معه…وبعدها بفترة بالغصب قعدته قبالها… لتعرف شو حيصير فيه من حكيها… وتحاول تشخص حالته…وهو ابداً ما تجاوب معها…بعد ساعتين ونص وصلت لمرحلة اليأس وطلعت…التقت مع أيمن بالممر
أيمن:صفاء بدنا نوصي على أكل عشان نتغدّى نوصيلك معنا؟
صفاء~بعدم اهتمام~:وصولي على وحدة بيتزا خضار
أيمن:طيب…وشو بدك معها
صفاء~وهي ماشية قدامه~:عصير أناناس
…..
لفت صفاء عالمرضى وابتسمتلهم وحكت معهم بإيجابية وتفاؤل…أجت ممرضة لتوخذ مريض كبير بالسّن وتطلع معه عالحديقة…رفضت صفاء وطلعت معه
…..
بالحديقة
بقيت صفاء قاعدة معه فترة طويلة وبتسمع حكيه اللي مش واقعي أبداً وبتبتسم لانها مضطرة تسايره وهي عارفة حالته…بعدها دخلته على غرفته وراحت على مكتب زكريا اللي طلبها بالاسم
…..
صفاء:خير خالو طلبتني
زكريا:تفضلي استريحي…دكتورة تقوى…دكتورة صفاء اسمعوني
تقوى:تفضل
صفاء:احكي خالو
زكريا:صفاء إنت ما رح تشرفي على عماد وعلاجه لحالك…رح تكون معك الدكتورة تقوى لإنها أكبر وأخبر ولإنّه مش ناقصنا مشاكل بدنا نحافظ على سمعة المستشفى المنيحه
خلص زكريا حكيه وغمز لصفاء اللي فهمت إنه ما بده مشاكل مع اللواء لهيك بده دكتورة قديرة تكون معها….تقوى ما حبت الموضوع كثير…لكن اللي ريحها إنه هي حتشرف على صفاء وطريقة علاجها إله بعد تشخيص حالته…مش اكثر
تقوى:ماشي دكتور…بس بدك تعرف إنه المسؤولية والحمل الأكبر حتكون على صفاء لإنه أنا عندي كثير مرضى
زكريا:أكيد وإحنا عارفين هالشي
صفاء:تمام دكتورة اللي بدك إيّاه بصير
تقوى:عن اذنكم…طالعة اتغدى
صفاء:استني دكتورة خذيني معك
زكريا:اذنك معك دكتورة تقوى
……
ماشيين تقوى وصفاء بالممرات…بتبادلوا اطراف الحديث وكل شوي صفاء تحكي اشي يخلي ضحكة تقوى تتردد بالممرات وبس توعى تقوى على حالها تدفش صفاء دفشة خفيفة…أخيرا وصلوا لمكان ما بدهم يتغدو
صفاء~وايديها بحيابها بتدور على إشي~:كم طلع علي ؟…لحتى أدفع
أنس:خلص مش محرزة دكتورة…خليها علينا هالمرة
صفاء:لأ أنس ما بصير…خليني بس أطــ…يي وين راحوا المصاري….معقول حطيتهم بكڤر التلفــ…شو هالشغلة هاي والتلفون كمان مش مبيّن
إخلاص:ما تخافي بتكوني حطيتيهم بمحل ونسيتيهم
صفاء:معك حق…هسا بس نتغدى بدور عليهم
قعدوا يتغدوا والكوميديا طاغية عالجو…لوقت أجت وحدد من الممرضات همست بدان صفاء إشي
صفاء~بتصرخ~:شووو!!!
الكل صار يستفسر ويسأل خير وشو القصة واكتفت صفاء ب:ما تقلقوا ولا تشغلوا بالكم كل خير ان شالله…عن اذنكم هسا برجع
طلعت صفاء بتركض بين الممرات وهي زي اللي فاقدين عقلهم بسبب اللي سمعته
…..
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
___________________
الجزء الخامس
#بقلم_يمنى_عفيف
…..
ووبيت راغد بيك
الخدامة~اعتدال~:يا بيك في رجال تحت بده يشوفك
راغد~وهو بعدل بياقة قميصه~: خليه يستناني بالصالة الخارجية وما بدي اوصي ضيفوه احسن ضيافة
اعتدال: حاضر يا بيك… عن اذنك
نزلت اعتدال من الغرفة من عند راغد… أما راغد…وقف عالشباك وهو بفكر بالضيف اللي أجا فجاة… وبنفس الوقت مستغرب لإنّه بالعادة أي شخص بدّه يزوره بوخذ موعد قبل… لإنه هو رجل أعمال معروف ووقته مش ملكه…بالآخر أنهى صراعه مع ذاته ونزل ليشوف الضيف اللي جاي عنده فجأة
……
اما عند حازم
زفر بملل وضيق…لهالدرجة راغد بيك عنده مشاغل ليخلي الضيف يستناه…بس تذكر طبع راغد وكيف بحب يعاقب أي شخص بلهيه عن اشغاله وما بلتزم بالمواعيد والاستئذان قبل الزيارة…بعاقبه بالتطنيش لفترة من الزمن
…..
راغد:اوف مرة وحدة اللواء حازم عندي ببيتي وبضيافتي
حازم: شايف… مين كان يعرف إنّه بعد هالسنين هاي رح آجي وأزورك…
راغد:هيك القدر بده…
حازم:السنين والوقت ما غيروك… بعدك بتتبع أسلوب التطنيش مع أي شخص بزورك بدون موعد
راغد:غلطنا ومنك السماح يا حضرة اللواء…لو عارف إنّك إنتَ اللي بضيافتي ما كنت عملت هيك… بس معلش درس إلك لحتى توخذ موعد المرة الجاية
حازم: شو وين المسيحية وولادها؟
راغد:حازم المسيحية اللي بتحكي عنها بتكون زوجتي وولادها بكونوا ولاد اخوك
حازم: بس أنا بعرف وإنت بتعرف والكل بعرف إنّه جاك ابن جاكلين من زوجها الأول
راغد: وأنا بعتبره ابني… لإنه هو اللي أنقذني وانقذ اموالي اللي كانت على وشك الضياع من المحتال اللي اسمه عماد الهاشم
حازم: لو إنّك داير بالك على ابنك اللي من لحمك ودمك وبتعرف وين أراضيه مش بس أنقذ أموالك كان شالك عكفوف الراحة
راغد:حازم انت السبب وانت اللي حرمته من امه وأخته لما حرقتهم وهمه عايشين… لا وبالآخر المجرم صار واصل بالشرطة…فعلاً دنيا غريبة… بعدين وين ما راح يروح ما هو يتيم الام وقفت علي انا ابوه
حازم: فعلاً انك بلا قلب
راغد: بالله… اذا بدنا نحكي عن مين عنده وقلب ومين بلا قلب فإنت رح تكون اول شخص بلا قلب…خطية هالولد برقبتك لانك انت اللي حرمته من امه.. حرقتها هي وطفلة بريئة بلا ذنب
انفعل حازم وصار يصرخ ويكسر كل تحفة بترصدها عينه: حكيتلك مليون مرة انا ما تحكي بإشي مش عارفة… فااااااهم
كسر آخر تحفة وطلع من بيت أخوه منفعل على حكيه اللي من سنين طويلة وهو بعايره فيه… يا ريت لو يفهم الموقف والظروف المحيطة فيه… ياريت لو بقدر يحكيله عن اللي بدور بخلده واللي بعرفه… بس هو عارف راغد بده حجة ليلقي اللوم عليه زيادة ويبرئ حاله
……
وعند زكريا بالمكتب
صفاء: خالو بقدر افهم ليش مودي الممرضة تبلغني بهالخبر اللي بسم البدن
زكريا: شو اللي بسم البدن بالزبط؟
صفاء: لا ابداًِ بس انه اللواء رح يجي بعد اسبوع يشوف عماد واذا ما كنت مشخصه حالته رح يسحب ملفه من تحت ايدي
زكريا: حطي عقلك براسك وركزي شوي وحطي كل الامراض اللي ممكن تكون هيك اعراضها واشتغلي على التشخيص
صفاء: رح احاول
زكريا: مرفوضة هاي رح احاول…انا ما عندي غير رح انجح طيب؟
صفاء~بملل~: ماشي عن اذنك رايحه، اعمل زي ما حكيتيلي… صحيح انا نسيت عندك التلفون والمصاري وقلم
زكريا:لأ ما نسيتِ عندي ولا اشي وهسا يلا عشغلك
صفاء:قبل شغلي ادور على اشيائي
زكريا:روحي شوفي عماد وانا بكلف وحدة ثقة من المراسلات تدورلك عليهم
صفاء:طيب…سلام خالو
زكريا: ما بدي ارجع احكي من هون عغرفة عماد مباشرة
صفاء:خالو حكيتلك رح اروح ما تخاف ما رح اتناسى
زكريا: انا ما بأكد غير لانه التناسي من عوايدك
صفاء: كان من عوايدي… هسا باااي
….
طلعت صفاء من المكتب وخبطت الباب لدرجة خلت زكريا ينقز ويسب عليها بعقله…طبعها ومستحيل تغيره… بتعرف قديه بتنرفز زكريا من صوت خبط الباب القوي وهي عمداً بتعمل هيك…لتغيظه وتضحك شوي
…..
وبغرفة عماد
دخلت صفاء عالغرفة… شافها عماد وركض لعندها
صفاء: عماد تعال بدنا نطلع شوي عالحديقة
عماد:لا لا ما بدي
صفاء: ليش؟
عماد: إنت ِ بدّك ترميني برّا عشان الكلاب يوكلوني
صفاء~بتضحك~: أنا!.. مين حكى هالحكي ؟… في حد بضحّي بصاحبه؟
عماد: نسرين حكتلي… آه آه نسرين
صفاء: طيب نسرين حسابها عندي… وهسا ما بدك تيجي معي؟
عماد: مبلى مبلى بدي آجي… يلا خلينا نطلع عالحديقة
صفاء: امشي
….
ماشية صفاء بأروقة المستشفى وممراتها برفقة عماد… عماد بحكي وبحكي وبحكي وهي مش منتبهة وبتفكر شو مصلحة نسرين من الحكي اللي حكته لعماد…قررت تواجه نسرين باللي صار
…..
صفاء:دكتورة دكتورة
الدكتورة:نعم دكتورة صفاء
صفاء:بدي إياكِ عجنب
الدكتورة:اه طبعا تفضلي
صفاء:عماد دقيقة بس
عماد:مش تنسيني هون
صفاء:لأ ما تخاف
….
وقفت صفاء مع الدكتورة بعيد عن عماد بشوي
صفاء:دكتورة معلش تطلعي مع المريض عالحديقة لإنّي تذكرت شغلة لازم أسوّيها
الدكتورة:ولا يهمك
صفاء:شكراً
الدكتورة:أنا دايما ً بالخدمة
…..
راحت صفاء لعند نسرين بعد ما قعدت قريب الساعة بتدور عليها للقيتها
صفاء~بوجه متجهم~:نسرين تعالي بدي إيّاك ِ
نسرين:يلا دكتورة ١٠ دقايــ
صفاء:نسرين!…الموضوع ضروري وما بتحمل تأجيل
نسرين~تركت اللي بإيدها~:ماشي
…..
صفاء:نسرين ممكن أفهم شو هدفك من اللي حكيتيه لعماد؟
نسرين~مستغرب~:أي حكي؟
صفاء:نسرين مش علي…ليش حاكيتيله إنه أنا رح أوخذه أرميه للكلاب وأخلّيهم يوكلوه…انت ما بتعرفي إنّه المريض النفسي والعقلي زي الطفل…حتى لو كان الحكي مش مزبوط او لا يصدق هو بصدقه
نسرين:ما حكيتله هيك صدقيني ولا بعرف من وين أجا هالحكي صرلي 7 سنين بشتغل بهالمستشفى عمري ما جيت بحد وحكيت كلمة مش مزبوطة أو نقلت حكي حتى…وأصلاً انا ما بتعاطى مع المرضى بإشي خارج خطة العلاج
صفاء~تذكرت إشي~:لحظة لحظة أنا كيف ما خطر ببالي هالشي من الأول…أنا جد بعتذر نسرين ما كان قصدي…تعالي تعالي
نسرين:بسيطة دكتورة بس شو مالك؟
صفاء:يا ربي ليش ما أجت ببالي هالفكرة من الأول إمشي معي إمشي
نسرين:طيب فهميني بالأول وين بدنا نروح
صفاء:ساعات بكون الواحد معمي عن الاشي مع انه بكون قدامه…تعالي معي بدي أروح أشوف الشاشات بغرفة المراقبة…ومنه بعرف وين راحوا أغراضي
نسرين:فكرة والله يلا خلينا نروح
……
وبغرفة المراقبة… دخلوا صفاء ونسرين بسرعة… توجهت صفاء مباشرة للشاشة اللي عن طريقها براقبوا غرفة عماد…رجعت شريط الكاميرا من بداية اليوم…انصدمت صفاء من اللي شافته… وكيف تفكيرها سطحي وبهالمحدودية… تنهدت ووقفت
صفاء:الصورة وضحت وصفيت قدامي يا نسرين
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء السادس
#بقلم_يمنى_عفيف
نسرين:طيب أنا شفت الأشرطة معك بس ما فهمت شو الغريب بالموضوع؟
صفاء:الغريب بالموضوع يا نسرين إنّه عماد ذكي…ذكي زيادة…بس ذكاؤه بجبله وبجبلنا مشاكل…لإنّه انتبهي كيف طال التلفون والمصاري من جيبتي وانا واقفة جنبه بدون ما احس او انتبه حتّى…وليش استهدفك انتِ بكذبته
نسرين:ما بعرف… صراحة أول مرة بمر علي مريض ما حد بفهمه هيك
صفاء:رح نتعب معه…رح نتعب كثير…حتى شوفي الأماكن اللي خبّاهم فيها ما بتخطر ببال حد…في إنسان بخطر بباله يضب تلفون بفتحة شباك صغيرة… او يلف لمصاري بورقة ويفتح الصابونة بقلم… يحطهم فيها ويرجعها زي ما كانت
نسرين:غريب كتير هالإنسان
صفاء:تعالي تعالي…شكلي رح أتغلب معه…واللي مجنّني أكثر إنّه مش قادرين نفهم حالته ونشخّصها…وبالتقرير اللي تقدم للمحكمة ما حددوا غير إنه بعاني من اضطرابات نفسية وعقلية
……
بالحديقة
عماد~بذعر~: هيييه هيييه بعدوووه عنيي بده يقتلني سااعدووني
الدكتورة: عماد إهدا ما في حد ولا في إشي
عماد~بصرخ~: مبلى بده يقتلنيي… بعديييه عني… هيه ماسك مسدس بده يطخني
….
نادت الدكتورة ل2 من حرس المستشفى… ثبتوه… وهو لسا بصرخ خايف من إشي همه نفسهم مش عارفينه
الدكتورة ~بتركض~: بسرعة وراي عالغرفة 107… وبسرعة احكو لحد من الممرضين يلحقني بإبرة مهدئ
عماد: إتركوني ياا كلااب بعدوا عني… انا عارف انكم بدكم تخلووه يقتلني… يا أشرار والله غير أحكي لصفاء صاحبتي عنكم يا مجرمين…
…..
دخلوا عالغرفة وعماد لسا بسب وبغلط ودموعه عخدوده… لف وجهه ليلقى حد يستنجد فيه شاف صفاء
عماد~بصرخ~: صاااحبتي… صفااااء… تعااالي… بدهم يقتلوني
وجهت صفاء نظرها لمصدر ابصوت لقبت الحرس مثبتينه عالتخت وبدهم يعطوه إبرة مهدئ… صرخت صوت هز أركان المستشفى: اتركوووووه… لاااا تعطووه إبرة مهدئ لااا دكتورة
حطت الدكتورة الإبرة عالطاولة وعماد صار يبكي زي الصغار…الكل كان صافن بصفاء وانفعالها… وصوت اللي جمع كل اللي بالممر عليها… أما هي ارتخت ملامحها ولانت… حطت إيديها بكل برود أعصاب بجياب لابكوتها وحكت بصوتها الجهوري: بظن إنه الرواتب اللي بتندفعلكم مش عشان تصفنوا وتتدخلوا بكل شي بصير بالمستشفى… ماشي…كل واحد فيكم يتفضل عشغله
…..
ما حد قدر يرد عصفاء بكلمة… لإنّه معها حق بكل شي حكته
صفاء:دكتورة لا تعطيه إبرة مهدئ… من حد ما أجا وهو على إبر المهدئ هدا مش حل عفكرة… ما بدنا إياه يدمن عالمهدئات… وإنت واياه شو بتستنو لسا اتركوه واطلعوا برّا
…..
تركوه وطلعوا برّا الغرفة… هدي شوي وارتاح بس شاف صفاء…بس مع هيك بقي عنده شوية خوف… لف حاله بالحرام
صفاء:عماد ما تقلق إحنا كلنا معك وما رح نسمح لأي شخص يئذيك
عماد~بصوت متقطع~:إنــ… تو مش شايفين اللي أنا شايفه… هو… هو… رجع بعــ… د كل هالسنين ليقتلني ويحرق قلوبكم زي ما….
ما كمل حكيه وصار يصرخ: لااا تحرررقني…. لا تقتلنييي… بدي أعيييييش…
ركضت صفاء لعند… ربتت على كتفه بحنان… وصارت تحكي معه حكي يطمنه… ويريحه… لحتى نام… زفرت بارتياح وسكرت الباب وطلعت
…..
صفاء~بقلبها~: يا رب ساعدني… بعدين مع هالقصة
…..
وببيت حازم
مرته~ميسون~:خير حازم شو صاير معك ؟
حازم: ما في إشي…فكري مشتت بشوية قضايا وقصص
ميسون: الله يقوّيك
حازم: الله يسعدك يا ميسون… شو وين الولاد؟
ميسون: رامي بنادي الحديد… وهنادي طالعة مع صاحباتها
حازم: مشغولين يعني
ميسون: عالآخر
…..
ميسون
بنت عم حازم ومرته… عمرها 47 سنة… وقفت معه بكل المواقف الصعبة اللي صارت … بعتبرها شريكة الحياة المثالية من شتّى النواحي
…..
بعد ساعتين ونص
حازم:ميسون اتّصلي على رامي خليه يروح ويجيب هنادي معه…لإنّه الوقت تأخّر
…..
اتصلت ميسون بابنها… وطول لحتى رد… واول ما سمعت صوته حكت: بدري سيد رامي كان استنّيت كمان شوي وبعدها تذكرت ترد
رامي:حقك علي يا إمي… بس كنت طالع من النّادي ونسيت التلفون جوّا… ورجعت أجيبه
ميسون: آه… اذا هيك سامحتك…رح أتّصل على أختك وبتمر عليها توخذها عشان تروحوا
رامي: طيب امي
ميسون: وما تتأخّروا لإنّه أبوك بالبيت
رامي: حاضر امي يلا سلام
ميسون: سلام
سكرت ميسون الخط وحطت التلفون… وراحت عند حازم
حازم: شو حكالك؟
ميسون:هسا بمر عليها بس أول بدي أشوف هنادي
…..
وعند صفاء
أخيراً خلص دوامها بعد يوم شاق ومتعب… طلعت من المستشفى بعد ما وصّت الطاقم المناوب على عماد وحكتلهم يطلّوا عليه كل شوي
……
وببيت عتاب
ريف:يا ماما لوينتا رح نضل هيك…حتى كهربا ما عنا
عتاب:الله يفرجها يا بنتي
ريف:إمي أنا تعبت من هالحالة…وإذا عمو حازم ما رح يعمللي أوراق باسم ثاني رح أقدم عالجامعة باسمي واللي بدّه يصير يصير
عتاب:ريف الله يرضى عليك ِ يا امي لا توقعينا بمشاكل احنا بغنى عنها…بعدين مين بده يدفعلك تكاليف الجامعة كلها؟
ريف:عادي بشتغل
عتاب:ريف صرلنا سنين طويلة على هالحال ما بتقدري تصبري شهر بس
ريف:إمي أنا زهقت من هالحياة…وبكرة رح انزل عالجامعة
عتاب~بعصبية~:ريف من هالبيت ما رح تطلعي لحالك غير عجثتي
ريف:بس يا ماما هدا ظلم
عتاب~وقفت ومشت~:هدا آخر حكي عندي وإنت ِ حرّة
مشت عتاب عالمطبخ وهي عارفة انها قسيت على ريف…صح ريف معها حق لانه حياتهم من صغرها وهي مأساوية…بس مع هيك امها بذلت جهدها طول هالسنين لحتى تحميها ويتخبو عن العيون وتيجي بالآخر تخرب كل شي
……
ريف:يا رب افرجها علي…أنا تعبت طفولتي قضيتها بهالمكان وما رح اسكت واضيع شبابي هون كمان
…..
الساعة 3 ونص الفجر
دكتور وممرضة من ضمن الطاقم المناوب بلفوا على غرف المرضى…دخلوا عغرفة من الغرف الممرضة كانت رح تصيح من اللي شافته بس الدكتور سكتها…وبسرعة أشر لدكتور وممرضين…كانوا يحاولوا يسيطروا على حالة اللي بالغرفة وعالفاضي…ركضت الممرضة عالتلفون وكانت بتطلب برقم
لف عليها واحد من الدكاترة رمقها بنظرة مرعبة وحكى:اوعي تخبريها…اوعي…ولا تخبريه…رح تندمي…رح تخسر شغلها بسببك اذا وصل الموضوع لعنده…اتركي التلفون وتعالي
من خوفها رمت التلفون عالأرض وهالشي خوف المريض وانهارت أعصابه زيادة…ضربوه لحتى فقد وعيه…مسحوا عنّه آثار الدام وطلعوا…بس طلعوا ظهرت الممرضة صحته وكان ببكي زي الطفل…شربته مي وهي بتبتسم بداخلها
نسرين~بقلبها~:هههه… مفكرين رح تنفدوا بعملتكم…انا بربيكم…خلي الصبح يطلع بس…رح تندموا
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء السابع
#بقلم_يمنى_عفيف
ببيت حازم
صحي على صوت التلفون… قام وهو مش مركز… رد بدون ما يشوف الاسم: ألو …….
…
ريف: اسمعني عمو خلال يومين ما دبرتولي اوراق ثبوتية أنا رح أهرب وما رح تلقوني
حازم~بغضب مكتوم~:ريف شو اللي بتخبصي فيه… حطّي عقلك براسك وما تنجنّي
ريف: عمو أنا ما عندي شي أخسره وبكفي اللي ضاع من عمري بهالمكان أنا خلص ما بقدر أتحمّل أكثر ما بدي أموت بدون ما أطلع عهالدّنيا
حازم: أنا بوعدك أعمل كل اللي بقدر عليه لأحققلك بتتمنيه
ريف:عمو أنا حكيت اللي عندي
حازم: بلا جنون… وأنا أول ما يطلع الضو رح آجي عندكم لنحل القصة
ريف: طيب عمو باي
حازم: باي
….
سكر حازم التلفون… والنوم طار من عيونه… عرف إنّه ريف خلص نفذت طاقتها… وتحققت فيها المقولة… كثر الضغط بولد الانفجار…توضى وجهز حاله ليطلع عصلاة الفجر… صحيت ميسون وحكت إيدها عكتفه
ميسون: مع مين كنت تحكي؟
حازم: اتصلوا علي من الفرع
ميسون: آها… بدك قهوة
حازم: ياريت
ميسون: طيب تعال بعملها وبنشربها سوا
…..
عتاب:ريف شو اللي عملتيه؟
ريف: شو عملت امي؟
عتاب:ريف لا تطلعيني عن طوري أنا سمعت مكالمتك مع عمك حازم…ليش هيك عملت ِ؟
ريف:أنا عملت اللي من زمان المفروض ينعمل… عملت الإشي اللي إنت ِ ما قدرتِ تعمليه
صوت الكف اللي نزل عوجه ريف زلزل المكان… حطت إيدها مكان الكف وهي مصدومة والدمعة متحجرة بعينها…مش قادرة تستوعب فكرة إنه إمها ضربتها لأوّل مرّة من 22 سنة… أما عتاب رفعت إيدها وصفنت فيها… وبعد شوي رجعت نزلتها وشدت على قبضة إيدها وتجهمت ملامحها من جديد وبانت على وجهها العصبية
عتاب~وقفت لتطلع من الغرفة~:بعمرك ما تفكري تكسري الإيد اللي انمدتلك… لإنّه بوقتها رح أكسر رقبتك…واذا ما اتصلتِ بعمك واعتذرت ِ منّه ما تفكري ترجعي تحكي معي
صفنت ريف بالمكان اللي اختفت فيه إمها…وأدركت حجم خطأها متأخرة للأسف…لهيك قررت تتصل على عمها وتعتذر منه… وهيك بتضرب عصفورين بحجر بتراضي إمها وبتعتذر من عمها
…..
وعند صفاء
صحيت الصبح وهي كلها حيوية ونشاط… لتبدا يوم جديد ومغامرة جديدة مع عماد لعل وعسى تفهم حالته… لبست وافطرت بسرعة… بدها توصل المستشفى بوقت قياسي…صح قلقت من مكالمة نسرين إلها عالفجر بس مع هيك حاولت تتفاءل…كانت بتسوق بطريقها للمستشفى وهي بتسترجع تفاصيل مكالمتها مع نسرين
…..
فلاش باك
نسرين: ألو صفاء
صفاء: أهلين نسرين… خير شو صاير لحتى متصلة بهالوقت؟
نسرين: اسمعي… بكرة اول ما توصلي قبل ما تيجي على غرفة عماد حتى بتروحي على غرفة شاشات المراقبة وبتسحبي الأشرطة تبعات غرفة عماد عالسريع بدون ما حد يعرف…واوعك تحكي لحد أو حتى تجيبي سيرة اني حكيت معك
صفاء: ماشي… بس شو صاير خوفتيني
نسرين: ما تخافي إنتِ إعملي زي ما حكيتلك بس… يلا باي
صفاء: طيب… باي
…..
بااااك
صفاء:يا ربي ما اطول الطريق اليوم
…..
بغرفة عماد
صحي وهو بصرخ…وبتذكر تفاصيل اللي صار معه الليلة الماضية…كانت نسرين عنده… ما كانت حابة تعطيه مهدئ… بس مجبورة تقعد مع صفاء بغرفته براحتهم وتحكيلها عن اللي صار
…..
وعالفطور ببيت حازم
هنادي: يسعد صباحكم
رامي: صباح الخير
حازم: يا صباح الورد… اقعدوا خلينا نفطر مع بعض اليوم
ميسون: معه حق ابوكم… استريحوا
…..
رامي
شب عمره ٢٧ سنة… شخص واعي ومثقف… وبعرف كثير بهالحياة… عنده شغله كأستاذ اشي مقدس… لجانب اهتماماته الرياضية
….
هنادي
صبية عمرها ٢٠ سنة بتدرس لغات…أمورة ومتواضعة لأبعد الحدود…وزي أبوها عيلتها هي أهم شي بحياتها
….
رن تلفون حازم…وحكتله ميسون:حازم شو قصتك من الصبح وتلفونك ما هدي؟
حازم: ميسون يعني هسا صرت ِما بتعرفي طبيعة شغلي؟…دايمة
…..
قام حازم وهو معصب من ميسون…وتغير لونه لما شاف الرقم وحكى بقلبه:شكلها هالمجنونة ناوية تعمل إشي غبي زي تفكيرها الغبي
أخيراً فتح الخط ورد
حازم:شو يا ريف شو بدك؟…مش حكيتلك إنّي جاي خلص إهدي
ريف:عمو بس أنا ما اتصلت عشان هيك
حازم:وإلّا عشان شو؟
ريف:لحتى أعتذرلك…عمو أنا آسفة كثير كثير عاللي صار الصبح وبعرف إني خبصت بالحكي كثير…بس صدقني ما كان طالع من قلبي…كل القصة إني مضغوطة لهيك حكيت حكي أنا مش عارفة شو هو ولا شو أبعاده
حازم~ابتسم~:بسيطة يا بنتي…اعتذارك مقبول…بس ها ترا المرة الجاية ما بقبل اعتذارك بدون عزومة عالغدا
ريف~ضحكت~:خلص عمو معناته إنت اليوم معزوم عنا عالغدا واعتبره عربون الصلحة شو رأيك؟
حازم:اتفقنا…ومنه كمان بكون مجهزلك الأوراق
ريف:الله لا يحرمني منك عمو
حازم:ولا يحرمني منك حبيبتي
…..
خلصت ريف مكالمتها مع عمها وهي مبسوطة كثير إنّه رضي بسرعة وما أخذ عخاطره منها…وقررت تطلع تحكي لإمها وتراضيها…وبالفعل راحت ودقت الباب ودخلت…كانت عتاب معطية ظهرها للباب وبتشتفل صوف
عتاب:أنا حكيت تفضل؟
ريف:لأ…الصوفات حكولي…انتِ امي… واكيد الام غير لهيك الشخص ما بحتاج يستأذن إمه عشان يفضفضلها
عتاب:وأنا مش إم حد
ريف~دمعت~:لا إنت ِ إمي وأنا عملت زي ما حكيتيلي…اتصلت على عمو حازم اعتذرت منه وراضيته وعزمته عالغدا
لفت عتاب لعند بنتها والرؤية عندها مش واضحة بسبب الدموع المتجمعة بعيونها…ابتسمت وفتحت إيديها لريف…اللي بدورها ركضت لتتخبى بالحضن اللي كله أمان وحنان…ليتعاتبوا ويحكو لبعض اللي بقلوبهم
…..
نزلت صفاء من سيارتها عالسريع باب المستشفى… دخلت على غرفة شاشات المراقبة ولحسن حظها ما كان في حد موجود… أخذت الأشرطة وضبتهم بشنتتها…وهي طالعة صدمت بدكتور من الدكاترة…وقعت شنتتها عالأرض…بسرعة البرق تناولتها وقعدت فوق الشريط اللي وقع لحتى ما حد ينتبه
الدكتور:خليني أساعدك دكتورة
صفاء:لأ هسا بقوم لحالي
الدكتور:براحتك عن اذنك
صفاء:اذنك معك
وبس راح زفرت بارتياح وضبت الشريط…تأكدت مليون مرة من تسكيرة شنتتها لحتى ما تتكرر معها الحادثة وتنكشف…
وقفت وزي الفراشة بتلف بهالممرات وهي بتدور على نسرين…يئست لما ما لقيتها وتوجهت لغرفة عماد…فتحت الباب ولقيت نسرين هناك…شهقت لما شافت منظر عماد
…..
صفاء:نسرين شو هدا مين عامل فيه هيك؟
نسرين:صفاء أقعدي ووطي صوتك لحتى أفهمك القصة لإنّي مستعجلة صار لازم اروح خلصت مناوبتي…رح اتعامل معك كصفاء صاحبتي خارج الشغل
صفاء:طيب احكي بسرعة هالمنظر خلّاني على أعصابي
نسرين:اول إشي بدي أعتذر منك لإنّي بس صحي عماد عطيته إبرة مهدئ
صفاء:ليش يا نسرين ليش؟!..ما بدي إيّاه يدمن عليها
نسرين:الضرورات تبيح المحظورات…لما صحي كان بحالة يرثى لها وعنده انهيار عصبي لإنه كان يتذكر بشاعة اللي صار معه الليلة الماضية…لهيك اضطريت أعطيه المهدئ
صفاء:ماشي…وهسا بدي أعرف مين عمل فيه هيك؟
نسرين~بصوت أقرب للهمس وبتتطلع يمين وشمال بعيونها~:راغد بيك
صفاء~بنفس طريقة الهمس~:راغد بيك!!!…كيف وليش وشو مصلحته؟
نسرين:ودالنا عالمستشفى عصابة من عصاباته دخلت عن طريق جواسيسه اللي بالمستشفى…وضربوه لعملوا جسمه خرايط…أما ليش لإنّه بفترة أعمال الشغب تاعته قبل ما تمسكه السلطات كان سارق منه مبلغ مش هين أبداً لهيك حط الانتقام براسه وأجته الفرصة
صفاء:طيب نسرين احكيلي كل شي بالتفصيل من البداية لحتى أعرف شو بدي أعمل
نسرين:هسا صار لازم أروح بلا ما أوقع بسين وجيم…بس يخلص دوامك باجي عندك عالبيت وبحكيلك كل شي بالتفصيل…تمام؟
صفاء:تمام…بس خذي الأشرطة ما بدي حد يشوفهم…خذي كل الشنته عشان الكاميرات…وبدك تحكيلي القصة بالتفصيل
نسرين:التسجيلات لحالها قصة ثانية…باي
صفاء:باي
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الثامن
#بقلم_يمنى_عفيف
بعد ما طلعت نسرين بشوي صحي عماد وكان مذعور وخايف كثير…وبلش يهلوس ويتوهم ويشوف أشياء مش موجودة…وصفاء كالعادة هدّته وحففت من خوفه
صفاء: إهدا عماد ما تخاف ما في حد بقدر يعملّك إشي وأنا موجودة
عماد:بس مبارح ضربوني ووجعوني كثير وإنت ِ ما كنتِ موجودة
صفاء: حقك علي… أنا آسفة كثير… بوعدك ما أخليهم يقريوا عليك… وأضل دايماً جنبك
عماد: صفاء وينتا بدك أحدد موعد العرس؟
صفتء: أي عرس؟
عماد: عرسنا… ما احنا بنحب بعض من وإحنا بالجامعة… مابدك تتزوجيني؟
أيقنت صفاء إنّه عماد بحكي حكي بدون وعي منه بسبب حالته النفسية… فقررت تطنشه لحتى ما تئذيه بالتأييد أو الرفض…وغيرت الموضوع
صفاء: عماد شو رأيك ترسم رسمة؟
عماد: ما بقدر
صفاء: ليش؟
عماد:لإنه كل جسمي بوجعني
صفاء: من شو؟
عماد: شو صايرلك صفاء اليوم ناسية كل شي… ما أنا مبارح وقعت عن الدرج لهيك كل جسمي معلم
عرفت صفاء إنّه نسي اللي صار معه والضرب اللي انضربه… لهيك حبت تمشي معاه وما تذكره بالقصة لحتى ما حد يعرف و تقدر تحل الموضوع
صفاء: سامحني يا عماد بس صايرة أنسى كثير هالفترة
عماد: شو بدي أعمل مجبور أتحملك ما انت ِ مرتي
…..
صفاء فاهمة حالة عماد… ومدركة إنّه هاي أعراض مرضه… وهالشي بشير لإنّه وضعه بدا يتفاقم… ولازم تتشخّص حالته بسرعة…تنهّدت تنهيدة طويلة…وجالت بعيونها على ترتيب الغرفة الدقيق… صارت أحلى من ما كانت عليه قبل…كل مرة عماد بعمل إشي بثبتلها فيه إنّه ذكي كثير… بس للأسف مرضه وذكاؤه مع بعض… إشي متعب وخطير عالبشريّة
…..
وببيت راغد
جاكلين:أنا جيت حبيبي
راغد: يا أهلا وسهلا والله… وينهم حبايبي
جاكلين: ما تشغل بالك
راغد: جاكلين جاوبي عاللي سألته
جاكلين: أوف شو بتنق…سالي بقيت عند أهلي وبدها تسافر معهم… وأنجيلا طلعت عالجامعة مباشرة…أما جاك حبيبي راح عالشركة… حكى ما بده يروحوا المناقصات عليه
راغد: سالي صرلها عند أهلك أسبوع ما زهقت بعدين كيف بتتركيها لحتى تسافر معهم بلا ما تحكيلي ولا كإنّي أبوها… هسا بتتّصلي عليها تروح… نص ساعة بدها تكون مزروعة قدّامي… ~صرخ~: فاااهمة
جاكلين:ليش عصّبت حبيبي… خلص حقك علي هسا بتّصل عليها
ابتسم راغد… ورجع عادي ولا كإنّه صار إشي… حب جاكلين مسيطر على عقله وكيانه… ابتسامة جاكلين بتخلّيه يغفرلها أي خطأ لو شو ما كانت عاملة…لما يكون مع جاكلين ما بكون راغد اللي كله جبروت وقسوة والمجالس بتتزلزل من ذكر اسمه
…..
راغد
رجل أعمال مشهور… عمره 50 سنة… متزوج مسيحية وعنده منها بنتين…وعنده ابن من وحدة ثانية ما بعرف عنّه شي من سنين طويلة
جاكلين
زوجة راغد المسيحية… عمرها 48 سنة…كانت متزوجة قبله واحد مسلم كمان…عندها منه ولد وعايش معها…وبكون إيده اليمين لراغد
……
عتاب:ريف يا ريف
ريف:نعم ماما
عتاب:تعالي جهزي الغدا معي لإنّي عزمت خالك تقي كمان
ريف:عنجد…يلا جيت
عتاب: بدنا نجهز كل شي قبل بوقت عشان لما يجو ما يتأخّروا وهمه بستنو بالغدا
ريف: ماشي ماما
……
بمكتب زكريا
صفاء: خالو أنا اليوم ما بقدر أضل لنهاية الدوام
زكريا: ليش؟
صفاء~بتكذب~: تعبانة كثير ومش قادرة أتحمل بدي أروح عالدكتور
زكريا: طيّب اطلعي بس مين رح يضل مكانك؟
صفاء:هسا بشوف دكتورة تقوى
زكريا:ماشي…بس حاولي تخليها تغطي عليكِ
صفاء:ما تقلق خالو أنا بدبّرها
…..
بشركة راغد
جاك ماسك التلفون وبرن على راغد…وراغد ما برد…عصّب كثير…واتّصل على إمه
جاكلين:أهلين حبيبي
جاك:وين عمو راغد
جاكلين~ونظرها على راغد~:هيه ليش؟
جاك:عطيني إيّاه إمّي
جاكلين:راغد…خذ…جاك بدّه إيّاك
راغد:هاتي
…..
دقايق ووقّف راغد وبإيده تلفون جاكلين…طلع عالحديقة وهو لسا ماسك التلفون وبشد على قبضة إيده
جاك:عمو إمّي حواليك؟
راغد~تطلع بكل الاتّجاهات~:لأ احكيلي بسرعة شو صار بموضوعنا
جاك:وديت عصابة وبالتعاون مع اللي النا بالمستشفى تمت المهمة…بس في ممرّضة الخوف منها لهيك حطيت عليها مراقبة
راغد:يعني أخذت حقنا منّه
جاك:وزيادة
راغد:الله يرضى عليك يا ابني…بدي أطلّع اللي سرقه من عيونه
جاك:ما تقلق عمي رح نخلّيه يشتهي الموت وما يدوقه…رح تكون نهايته على إيدي
راغد:بس بدك تنتبه ما تترك أثر وراك
جاك:ما تقلق عمو ولا تشغل بالك أنا قدها
…….
ببيت صفاء
اول ما دخلت مباشرة رمت شنتتها وطالت التلفون اتصلت بنسرين اللي ردت مباشرة
صفاء:ألو نسرين
نسرين:أهلين صفاء…خير في إشي؟
صفاء:أنا بالبيت…تعالي لعندي…بدي أعرف كل شي بخصوص عماد
نسرين:أوك
…..
حطت نسرين التلفون وبعدت البرداية شوي عن الشّبّاك…هي أذكى من إنّه حد يراقبها وما تعرف…صح متخفيين وما حد بلاحظ…أخذت دورة عسكرية فادتها كثير…لهيك فهمت إنه في حد براقب فيها…راحت على خزانتها وفتحت الجهة اللي بتضب فيها الأغراض اللي ما بتحتاجها…طالت باروكة شعر احمر…وفستان كله الوان مع شال على كتافها وحطت طاقية عالباروكة بحيث تخفي شوي من ملامحها…ومع الميك اب صارت وحدة ثانية…طلعت من البيت وسكرته…شافوها اللي براقبوها
الاول~سامر~:شوف شوف مازن طلعت
الثاني~مازن~:يا غبي هاي مش هي ولا بيناتهم شبه أصلاً شكلها وحدة كاينة زايرتها
سامر:خلينا نلحقها
مازن:انت غبي إشي إفرض تكون هاي بدها تلهينا لحتى نلحقها وتطلع اللي اسمها نسرين
سامر:معك حق والله كيف ما فكرنا هيك
نسرين كانت بتضحك على غباءهم وسذاجتهم…وكيف بنغروا بالمظاهر…عضلات واجسام ضخمه…لانه عالاغلب بلعبوا كمال اجسام وبالاخر يطلع عقلهم قد بذرة الخردل…وما في بروسهم مخ
……
وببيت عتاب
أجو حازم و تقي تغدو وانبسطوا…وبعد الغدا بقيت عتاب قاعدة معهم…وقامت ريف رتبت ونظفت…ودخلت تعمللهم إشي يشربوه…كانت سامعتهم ريف بتبادلوا أطراف الحديث…وصارت تشتغل بسرعة لحتى تروح تقعد معهم..
بغرفة القعدة
تقي :عتاب إنسيها…إنتِ ما عندك بنت غير ريف…ولا ترجعي تفتحي هالموضوع معي شو ذكرك بهالسيرة بعد هالسنين
عتاب:الضنا غالي
تقي:الرفض كان منّك…وما رفتلك عين لما رفضتيها بالبداية …تحملي يا عتاب لإنه كل شي من عمل ايديك ِ إنتِ…غلطتك وبدك تتحملي نتائجها…وياريت هالموضوع ما ينفتح مرة ثانية
حازم: إنتِ ما عندك غير بنت وحدة اسمها ريف…نقطة سطر جديد…هدا آخر كلام عنا والا شو تقي
تقي:معك بكل شي بتحكيه…لإنّك ما بتحكي إشي غلط
حازم:وبرجع بحكيلك وبأكد عليكِ قدام أخوكِ … لازم تتقبلي إنّه ريف بس بنتك وحد ثاني لأ..وشيليلي القصة كلها من راسك
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء التاسع
#بقلم_يمنى_عفيف
عند صفاء
سمعت صوت الجرس…عرفت مباشرة انها نسرين… هاي رنة الجرس المزعجة تبعتها…لازم تحرق الجرس…لانها عارفة انه هالحركة بتنرفز صفاء…وهي بتعشق نرفزة صفاء
فتحت صفاء الباب…واول ما شافت شكل نسرين جمدت لدقايق وبس استوعبت الفكرة ما قدرت تكتم ضحكتها اللي كانت تصدح بصوتها الرنان…لدرجة طلعت الجارة تشوف شو القصة
صفاء~وهي بتحاول توقف ضحك ~:تفضلي نسرين تفضلي …شو هالهلة اللي انتِ فيها هاي
نسرين:كنت عارفة إنك رح تضحكي علي …بس شو أعمل مجبورة ….وسعي وسعي خلي الواحد يشيل كل هالخرابيش ويقعد براحته …الله ينتقم من اللي كان السبب بس
صفاء~سكرت الباب~:هدي هدي واحكيلي شو صاير معك
نسرين:راغد بيك شاطر…شاطر كثير…بس على مين؟…أكيد مش على نسرين
صفاء:لا تجننيني وتحكي بالألغاز
نسرين:راغد بيك حط مراقبة علي…بس انا عرفت من حركات المراقبين الغريبة والغبية بنفس الوقت
صفاء:كيف وليش؟…وشو اخر الاحداث لحتى يحط عليك ِ مراقبة ؟
نسرين:رح أحكيلك كل شي وخذي حطي الاشرطة لتشوفيهم بس يخلص حديثنا
صفاء~اخذتهم من ايدها~:تمام
بدت نسرين تقص عصفاء الحادثة و اللي صار كلّه …وصفاء ساعة تسكت ودموعها تنزل بسبب حزنها على عماد…وساعة تتوعد لراغد وأنصاره …وساعة تحلف وتقطع وعد عنفسها انه تنتقم لعماد
…..
وعند ريف
من حد ما سمعت حكي خالها وعمها مع امها وهي قاعدة بغرفتها وبتحاول تحلل اللي صار او حتى تبرر تبرير منطقي…بس عبث…راسها بوجعها …ومن كثر التفكير زاد …من لما وعيت وهي ما بتعرف غير انه الها اخ واحد وما بتعرف وين أراضيه…وراضية بقدرها…ومتناسية الموضوع لحتى ما توجع راسها بمشاكل اكبر منها…لحتى بالاخر يفجروا هالقنبلة ويروح كل واحد عبيته وينام بتخته الدافي بدون ما يحمل هم تفكيرها بالموضوع …او حتى يفكر مجرد تفكير انها سمعت تمتماتهم مع بعض
طالت الاوراق اللي باسمها الجديد…واوراق قبول الجامعة بتخصص الاقتصاد ….باستهم وضمتهم لصدرها وهي فرحانة كثير …وبنفس الوقت خايفة على امها كيف رح تتركها بهالمكان لحالها خوفاً من انه يصرلها اشي بغيابها…طردت هالافكار من راسها وحكت:مياس …اسمي الجديد مياس
……
بمكتب زكريا
بمشي رايح جاي وهو بفكر وبحكي بينه وبين حاله:قربت…قربت كثير…ما في شي بضل مخبا طول العمر آخرتني أكشفهم…بس ان شالله تطلع شكوكي بمحلها
……
ببيت راغد
جاكلين:لوينتا راغد اه لوينتا؟
راغد~نزل الجريدة عن وجهه~:لا حول ولا قوة الا بالله …شو مالك جاكلين؟
جاكلين:راغد انا ما بقدر اضل مخبية على جاك اكثر من هيك هو ابن مين …صح بحبك وجميلك عراسه…بس مع هيك الدم بحن …الدم بحن يا راغد …اكيد هو ما رح يتركك بس كمان من حقه يعرف هو ابن مين لما تركت ابوه كان عمره 4 سنين بس هسا هو كبر وصار عمره 24 سنة لهيك بكفي كذب واحتيال خلص …خصوصا انه الكل بعرف انه ابنك وعمره 18 سنة وبسبب ذكاؤه مسلمه كل الشغل
راغد~بصرخ~:جااااااااكلييين لا تجننيني مش وقته هالحكي …..بعد 20 سنة جاية تتذكري وتصيري الحنووووونة…بعدين اذا انعرف هو ابن مين وانه كنت مستهبل الناس كل هالسنين اكيد رح اخسر كثير …ورح ينهد كل اللي بنيته بشقاي وتعبي…وسنين عمري اللي راحت وانا بكون بحالي
جاكلين~بتبكي~:راغد لا تخليني اضطر افتح الخزنة واطول شهادة ميلاده الرسمية واعطيه اياها بدل المزورة اللي معه….وانت بتعرف اني بعملها وما بتفرق معي وما بهمني شي
راغد:جاكلين اسكتي وبلا تخبيص …بوعدك اول ما تسمحلي الفرصة افاتحه أنا بالموضوع
جاكلين:وعد؟
راغد:وعد
وورا الباب كانت متخبية سالي…لمعت ببالها فكرة لما سمعت اللي حكوه…ابتسامة شيطانية ارتسمت عثغرها …خصوصا انها بتكره جاك…صح هو اخوها …بس راغد السبب ..سجلّه كثير املاك باسمه …ورفض يسجل باسامي بناته ..لانهم لسا صغار ….لهيك قررت تتخلص من جاك بطريقتها…لتصير هي ايد أبوها اليمين
…….
عند حازم
قاعد مع مرته وولاده وعقله وروحه بمكان ثاني ….بفكر باللي ذكر عتاب باللي صار بعد كل هالسنين الطويلة…وكإنها كل فترة بتجيب قصة تنكد عليهم فيها…وصارت اسئلتها كثيرة عن كل شي
ميسون:اصبلك كمان كاسة شاي ؟
حازم~بابتسامة ~:يا ريت
هنادي:كلوا من الحلو اللي عملته …زاكي كثير …ليش ما بتوكلوا ؟
رامي:لا ابدا مافي شي….بس لانه مرة حطيتِ بوحدة من وصفاتك بدل الزيت عصير …ومرة عملتيلنا كوكتيل الموز والنعنع…ومرة حطيتِ 7 بيضات بوصفة مقدارها بيضتين …وبدك اياني اوكل كيك بالكريمة واحتمال تكوني مخربشة بين الكريمة والرغوة واتسمم
هنادي:ما ازنخك …انت جرب وما رح تندم …صح بابا
هز حازم براسه وبتمه قطعة كيك وعمل لرامي لايك بايده
رامي:اذا عجب بابا معناته طعمه زاكي خليني اذوق
…….
وببيت صفاء
صفاء:يلا باي حبيبتي نسرين…والله انا قلقانة عليك ِ كيف بدك تفوتي
نسرين:هاي بسيطة …نطة من الشباك الخلفي لجوّا
صفاء:فكرة والله…المهم انا بكرة رح اعرض على خالو زكريا الفكرة…بعد ما اوخذ عماد نعمل الفحص
نسرين:تمام…يلا باي
…….
روحت نسرين من عند صفاء واول ما دخلت البيت حسته موحش طالت صورة اهلها عن الطاولة ضمتها وهمست:الله يرحمكم …ياريتكم ما افشيتولي هالسر قبل ما تموتوا وحملتوني هالحمل الثقيل الله يرحمكم بس
…….
نسرين
صبية عمرها 20 سنة دارسة عهد تمريض سنتين …توفوا أهلها من 9 شهور …بحادث سير…هي وصفاء صاحبات قبل ما يكونوا دكتورة وممرضتها…وبعتبروا بعض خوات خلقوا من رحم الايام والعشرة
……
وببيت راغد
راغد:يلا جاكلين تأخرنا
جاكلين~ من الطابق الفوقاني~ :طيب هيني نازلة ….وحكت لانجيل:انجيلا ماما احنا طالعين وعالاغلب رح نتأخر
انجيل:طيب ماما ما تشغلي بالك
جاكلين:حبيبتي اذا صار معكم اي اشي بتتصلي فينا وبجاك…وبتشوفي الحرس…وما تطلعوا لانه الوقت تأخر
أنجيل~بتضحك~:كإنه اول مرة بتروحوا عحفلة وبتتركونا لحالنا…كل مرة بتحكي نفس الحكي…وبتوصي نفس الوصايا…لتتأخري ويصير بابا يصرخ
جاكلين:صايرة فيلسوفة انجيلا خانوم…يلا باي
انجيلا:اكيد بعجبك…الله معكم ماما
طلعوا راغد وجاكلين وبقيوا انجيل وسالي بالبيت…سالي كانت تتظاهر بالنوم…وقفت عباب غرفتها بس تأكدت إنه أنجيل التهت…طلعت من غرفتها بحذر…ومشت على أطراف أصابعها….لحتى وصلت مكتب ابوها…سكرت الباب بهدوء…نزلت حالها لتحت وهمست:وأخيراً
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء العاشر
#بقلم_يمنى_عفيف
الساعة 7 ونص الصبح
بغرفة ريف
دخلت عتاب شوي شوي عالغرفة وتوجّهت لتخت ريف وصارت تهز فيها
عتاب:ريف…ماما ريف…قومي اليوم أول يوم دوام إلك بالجامعة
ريف:صباح الخير ماما
عتاب:صباح النور يا روحي…الفطور جاهز إلبسي وانزلي لنفطر
ريف:حاضر ماما
عتاب:يلا رح أتركك لحتى تغيري
…..
وعند نسرين
نسرين:رح تعرف يا راغد بيك مين هي نسرين…وحتشوف إنه ذكاءك ما بيجي شي قدامها
قرّرت تخلي راغد يتطمن من ناحيتها هالفترة لحتى يشيل المراقبة عنها…وتتحرك براحتها…لهيك رح تصير تروح عالشغل بس…وما حتقدر تساعد صفاء بخطتهم لانّه العين عليها هالفترة…جهزت حالها وسقت ورداتها وطلعت بتكسي متوجهة للمستشفى…وبراسها قصص ومشاكل كثيرة
…..
صفاء صحيت متنشطة وكلها أمل بسبب الأدلة اللي قدمتلها اياها نسرين…الاشي اللي مقلقها ردة فعل خالها واللواء…لإنه خالها ما إله بهالقصص و مش قد قصص المحاكم
…..
ببيت راغد
قاعدين بفطروا مع بعض…نزلت سالي متأخرة على غير عادتها…ما حكت أي إشي وكانت مركزة بتلفونها…استغربوا كلهم من تصرفها العجيب
راغد:صباح الخير
سالي~رفعت راسها~:صباح الورد يسعد صباحكم
جاك:وين طالعة بلا فطور
سالي:صرت حاكيتلك مليون مرة ما تتدخّل فيه بوجود بابا او عدمه
راغد:سالي
سالي:بابا ما حد اله الحق يتدخل فيه غيرك…عن اذنكم
……
بسيارة حازم
حازم:صباح الخير حبيبتي
ريف:يسعد صباحك عمو
حازم:اسمعيني شو رح احكي لانه اللي رح احكيه مهم كثير
ريف:تفضّل عمّو
حازم:رح اصير كل يوم اجي أوخذك عالحديقة ومن هناك بتطلعي بأي تكسي…وبالرجعة نفس الشي بتطلعي بأي تكسي لتوصلي الحديقة وباجي أوخذك بس أتأكد إنه ما في حد براقبنا
ريف:ليش كل هالتّعقيدات عمّو؟
حازم:الحيطة والحذر واجب يا ريف ما بدنا نكون بشي ونصير بشي ثاني
ريف:حاضر عمو زي ما بدك
…..
بالمستشفى
بغرفة عماد
عماد:بعدوووا عني ما بدي أروح لعندهااا…هي ماااتت بس انااا ما بدي أمووووووت بعدووووا
دخلت صفاء عالغرفة…وتوجهت لعند عماد مباشرة…عطته مضاد القلق…وهدته شوي بأساليبها
صفاء:عماد
عماد:نعم
صفاء:شو رأيك تتحمم وتلبس اواعي جداد لتصير حلو
عماد:لأ لأ ما بدي…بعدين اللي عندي لازم بكون عايش معها تشوف انا حلو بلا ما اعمل حلو
صفاء:خلص زي ما بدك انا رح اطلع شوي صغيرة وبرجع…ورح اخليهم يجيبولك الغدا
عماد:شو يعني نطلع عالغدا ليجيبوه ويروح كله يصير فاضي
تعودت صفاء على وضع عماد…وصارت تركز على كل شي بعمله وبحكيه لتقدر تشخص مرضه…وقربت كثير من النهاية لتشخص مرضه وتبدا معه رحلة العلاج
……
دق باب مكتب زكريا
زكريا:تفضل
صفاء:صباح الخير
زكرياةصباح النور…شو المصيبة اللي جايبتيها هاي المرة؟
صفاء:ليش انا ما باجي غير بمصايب يعني
زكريا:اه هاي الحقيقة…المهم احكيلي شو عندك؟
صفاء:بصراحة أنا بدي أشكي على راغد بيك
زكريا: صفاء شو صاير لعقلك؟… انتِ مش قده لراغد بيك… وبعدين ما في تهمة لتشكي عليه
صفاء: مبلى…تهمة الاعتداء على احد مرضى المستشفى… عماد الهاشم
زكريا:بالله وليش ان شالله؟
صفاء:رح احكيلك كل شي
حكت صفاء لزكريا كل اللي صار مع الأشرطة ووضّحتله كل اللي صار وكيف اعتدو على عماد بكل وحشية…وما راعو مرضه…ضربوه بدون أي رحمة او انسانية
زكريا:ما رح تشكي
صفاء:لا بدي اشكي…رح اعمل ملف كامل واطلع عالنيابة ونسرين رح تشهد معي
زكريا~بصرخ~:على جثتي رح يصير هالحكي
صفاء:خالو فهمني إنت ليش معارض موضوع الشكوى كل هالقد مش شعارك مرضى المستشفى اولا مهما كلف الثمن
زكريا:مبلى مبلى ولسا عند مبادئي أنا بس كيف رح نشكي عليه وهو أبوه آه فهميني؟
صفاء~انصدمت~: خالو هسا بدي أفهم كل شي
زكريا~ندم إنه حكى~:خلص اعتبريني ما حكيت إشي وشيلي موضوع الشكوى من بالك
صفاء:اذا ما فهمت شو القصة صدقني ما رح اتردد لحظة وحدة عن تقديم ملف الشكوى للنيابة
زكريا:كيف هو ابنه ومين امه ما بعرف…بس أصلا أنا عرفت إنّه راغد أبوه بالصدفة
صفاء:احكيلي
زكريا:طيب رح احكيلك كل شي من البداية بس هالحكي مش لازم يطلع لإنّه احنا مش قد هدول النّاس
صفاء:ما تشغل بالك…بوعدك إنّه هالحكي مل رح يعرف فيه مخلوق…وهسا يلا احكيلي
زكريا:زي ما بتعرفي إنّه إحنا كل مريض بيجي عالمستشفى بنعملّه فحص دم لحتى نعرف اذا كان المريض عنده أي أمراض بالدم وتبين فصيلة الدم وكمان الDNA بتدخّل لحتى لو صار معاه أي إشي يتأكد….فإحنا أخذنا عماد ليعمل الفحص
فلاااش بااك
زكريا:يلا عماد انزل
عماد:لشو جينا لهون؟
زكريا:انت هسا انزل وما عليك
نزلوا زكريا وعماد عالمختبر… عملوا الفحص… وقعدوا يستنو تطلع النتيجة
وبغرفة التحاليل
الممرض:دكتورة عنا تحليلين مستعجلات بمين نبدا؟
الدكتورة:لمين التحليلين؟
الممرض:واحد لعماد الهاشم والمستشفى مستعجلين عليه…والثاني لسالي راغد العطار
الدكتورة:اعملوا التنين مع بعضهم لانه التنين مهمات
الممرض:تمام
…..
بعد ساعة
الممرض:عماد الهاشم
زكريا:عطيني التحليل لو سمحت
الممرض:تفضل
….
اخذوا التحليل وطلعوا من المستشفى…التحليل طلع سليم وعماد ما بعاني من أي مرض…وصلوا المستشفى…وحطوا التحليل بملف عماد بدون ما ينتبهوا للاسم حتى
بعد يومين
اتصلوا المختبر على المستشفى
زكريا: الو
الموظفة:الاستاذ زكريا مدير مستشفى الامراض النفسية والعقلية بالحي الجديد
زكريا:تفضلي
الموظفة:معك مختبر الرحمة…من كم يوم عملتوا عنا تحليل دم للاخ عماد الهاشم…وللاسف احنا خربشنا وعطيناكم نتيجة سالي راغد العطار وعطيناها نتيجته…لهيك ياريت تتفضلوا لعنا لتوخذوا النتيجة الصحيحة وتعطونا نتيجة الصبية
زكريا:تمام شوي وبكون عندكم
……
طلع زكريا من المستشفى وهو عالطريق ما بعرف شو اللي دفعه يفتح التحليل وضربت عينه على ال DNA صور التحليل بدون ما يعرف سبب هالشي…
وصل المختبر اخذ التحليل ورجع…وكمان عماد طلع ما معه اشي…بس انصدم لما ضربت عينه عال DNA تبع عماد…سالي وعماد بمتلكوه نفسه…يعني همه إخوه وراغد أبوهم
باااااااك
……
زكريا:وهدا كل اللي صار
صفاء: يعني لو رفعت الملف للنيابة رح اخسر وراغد رح ينفضح وتكون نهايتي على ايده
زكريا: بالزبط… لهيك شيلي الموضوع من بالك
صفاء:حتى لو…انا ثابتة على موقفي…عن اذنك
…..
طلعت صفاء وهي مصدومة…كيف هالعيلة كلها خبايا وشغلات غريبة…كيف راغد تارك ابنه مرمي بالمستشفى بلا ما يسأل عنه…تفكيرها اخذها لمكان بعيد…فخبطت بصبية وهي مش منتبهة
صفاء:آسفة…آسفة كثير
سالي:مش مشكلة…ممكن تحكيلي وين مكتب مدير المستشفى
صفاء: امشي على طول وبعدها لفي عاليمين حتلاقيه
سالي: شكرا الك
صفاء:عفوا
مشت صفاء بطريق وسالي راحت بطريق
صفاء صار تفكيرها انحصر بإنها شايفة سالي قبل هالمرة بس وين مش عارفة…بقيت تحاول تتذكر وين شايفتها…لوصلت غرفة عماد وفتحت الباب
وصرخت:عماااااااااااااااااد
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الحادي عشر
#بقلم_يمنى_عفيف
ركض ايمن اللي كان بالممر لغرفة عماد لما سمع صرخة صفاء …اول ما دخل عالغرفة…لقي صفاء جنب عماد بتبكي وبتصرخ…عماد محاول ينتحر مقطع شرايين إيده….عالسريع دفش صفاء عنه وحمله بصعوبة …ليطلع فيه عالسيارة …لحقوه صفاء ودكتور ثاني ….اما إخلاص ركضت لعند زكريا
…..
بمكتب زكريا
زكري:تفضلي يا آنسة سالي شو الموضــ…….
قاطع حكيه دخول إخلاص المفاجئ
زكريا:إنتِ كيف بتدخلي بلا ما تدقي
إخلاص:لولا الموضوع طارئ ما كان دخلت بهالطريقة …عماد حاول ينتحر وهيه بالمستشفى…..عن اذنك
زكريا~بصرخ~:كييييف….وين التلفون وينه ؟
طال التلفون ليتصل بحازم ….متناسي وجود سالي بالمكتب…وبدون ما يعرف شو الموضوع المهم اللي جاييته فيه بنت راغد العطار وهو اصلا ما بعرفها غير بالصور وعالتلفزيون…اخيرا رد عليه حازم
حكى بسرعة بدون ما بفكر:إلحق ياحازم ابن اخوك بالمستشفى حاول ينتحر
حازم:شووو!!!….بأي مستشفى ؟
زكريا:هيني برن على ايمن لحتى اسأله ….أيمن عماد بأي مستشفى ؟
أيمن:بمستشفى الشفاء
فصل زكريا بوجه أيمن بدون ما يسمع رده حتى ….وحكى لحازم:هيهم بمستشفى الشفاء
سكر زكريا الخط وراح حازم عالمستشفى…أما سالي صارت تسترجع حكي زكريا لحازم …ابن اخوك بالمستشفى …معقول عماد يكون أخوها؟
…….
زكريا:بعتذر منك آنسة سالي بس انتِ شايفة الظرف اللي صار…فرصة سعيدة
سالي:براحتك أستاذ زكريا…بس اعرف اذا رحت ما رح أرجع…بالاخص إنّه المعلومات اللي معي بتهمك كثير…أكثر من عماد
زكريا~خاف وقعد~:تفضلي
سالي:أول شي تفضل…شوف شهادة هالميلاد هاي
زكريا~مد ايده~:لمين هاي؟…وبشو بتلزمني
سالي:شوفها اول شي …ومتأكدة انها رح تلزمك
زكريا:جــــ…جاك …ابني
سالي:صرلك سنين بتدور عليه…وأنا جبتلك إياه
زكريا:كـَ…كيف بقدر اوصلله ؟…وينه هسا؟
سالي:بالبلد…ما سافر وشغله وكل شي هون
زكريا:جاك ابني هو نفسه ابن راغد بيك
سالي:ذكي كثير استاذ زكريا…بس بدك تعرف إنّه جاك ما بعرف مين ابوه …وبابا زورله اوراق نسبه اله فيهم
زكريا:والحل؟
سالي:ما بعرف…انا حكيتلك اللي عندي وساعدتك …وهسا صار دورك …اه نسيت احكيلك …جاك قاتل حاله ليعرف مين أبوه…بس للاسف بابا رافض يحكيله …وهو خلص تعايش مع هالوضع
زكريا:شكرا الك…فرصة سعيدة
سالي:وانا اسعد…عن اذنك
……
بالمستشفى
صفاء:دكتور دكتور شو صار؟
الدكتور: حالته مستقرة… لكن لما عملنا تحليل الدم عشان نجبله دم من نفس فصيلته تبينلنا انه في نسبة مخدرات خفيفة كثير بجسمه
صفاء:بتقدر تعطيني تقرير بهالشي دكتور؟
الدكتور: أكيد تفضلي معي
مشت صفاء مع الدكتور وابتسامة جانبية على تمها… هالورقة بتفيدها كثير عشان الملف اللي بدها ترفعه للنيابة… لانه بشريط الكاميرا واضح انهم حقنوه ابرة…كانت ماشية ورا الدكتور وبتحسب الخطوات لتوصل مكتبه… لحد ما اجا حد ومسكها من ايدها
صفاء: أيمن… شو بدك؟
أيمن: وين رايحه حضرتك مع الدكتور
صفاء~مسكت ايده وشالتها عن ايدها~:موضوع ما بعنيك ما تتدخل فيه
…..
بالجامعة عند ريف
ريف: لو سمحت لو سمحت
الشب: تفضلي
ريف: من وين بقدر اروح لكلية الاقتصاد
الشب: هيها لقدام ضلي ماشية مستقيم بتوصلي
ريف: شكرا الك
الشب: عفوا… ~مد ايده~… انا عدنان
ريف:وانا ر…. مياس… انا مياس
الشب:تشرفت بمعرفتك مياس
ريف: شكراً الك عن اذنك
…..
تركت ريف عدنان وبقيت ماشية لوصلت كلية الاقتصاد… وقفت قدام المبنى… والفرحة بتشع من عيونها العسلية اللي ضاربة عليها أشعة الشمس
…..
وعند عتاب
قاعدة عالكنباية بتشرب فنجان قهوة… ابتسمت لما شافت جكيت ريف محطوط عالكرسي… ضحكت من قلبها وحكت: ما كنت بعرف انك لهالدرجة عاملة حركة بالبيت…الله يحميكِ ويبعد عنك ولاد الحرام
…..
وصل حازم اخيرا عالمستشفى ونزل عالسريع… اخذ رقم غرفة عماد…لما وصل استغرب انه زكريا مش موجود… نادى على ايمن ليسأله
حازم: أيمن يا أيمن
أيمن: نعم يا سيادة اللواء
حازم: وين زكريا؟
أيمن: حكالنا رح يجي بس صار عنده ظرف ظرف طارئ… بس هيه جاي
حازم: ايوا…ماشي شكرا
أيمن:عفوا
حازم:مسموح ندخل عند عماد هسا؟
أيمن:آه عادي بس هو أصلا لسا تحت تأثير البنج
دخل حازم عالغرفة عند عماد…وترك ايمن وراه مستغرب… شو سر اهتمام اللواء بعماد… مع انه ما في بينهم صلة قرابة…وكمان صح عماد مريض نفسي وعقلي لكن يعتبر مجرم من ابرز المجرمين…قرر أيمن ينسى الموضوع لانه مش قد اللعب مع النّاس الكبار
…..
بغرفة عماد
قاعد حازم عالكرسي وبتأمل بعماد…بتأسف على حاله…لا أبوه سائل عنه…ولا إمه بتعرف عنه شي…ما اله بهالحياة غيره بعد ربنا
…..
وببيت راغد
متمددة سالي عالكنباية وراكيه راسها عالمخدة وبتفكر…راحت لعند زكريا ومفكرة حالها ذكية لإنها رح تخلص من جاك…بس أجا اشي ثاني يكركب حياتها…فكرة إنها إلها أخو حلوة…بس بنفس الوقت صعب تلقاه
…..
وعند عماد
صحي من تأثير البنج..وكان حازم نايم عالكرسي…رجعت الأوهام تتوافد لراسه وصار يحكي:عنجد بتقدر ترجعلي امي لهون؟ بتقدر تجيبها من الجنة؟…جيبها جيبها الله يخليك بعطيك شو ما بدك
نقز حازم بسبب صوت عماد وهو بصرخ:رجعلي اياااااهاااا
حازم:عماد شو صرلك؟…مع مين بتحكي؟…عماد…احكيلي شو مالك؟
للأسف ما كان في جدوى من أسئلة حازم لعماد…لانه ما كان على لسانه الا رجعلي اياها…عالسريع طلع نادى الدكاترة…اجت صفاء تفوت وما رضيوا
صفاء:بس انا دكتورته النفسية والمشرفة على حالته بالمستشفى
الدكتور:ادخلي معناته
…..
وعند جاك بالشركة
راغد:شو جاك بدك ترجع توديله حد الليلة؟
جاك:لأ عمّو…ما بدنا حد يشك فينا خليه ليهدى الوضع شوي
راغد:ممتاز…وشو أخبار آخر مناقصة
جاك:كسبتها طبعاً
راغد~حط ايده على كتف جاك~:هدا هو ابني
جاك:شوف عمو صح انا بحبك وبعزك…بس كمان بدي أعرف مين أبي ما بدي اضل مجهول الهوية بدي اتسجل على اسم ابي…لانه انا تعبت
راغد:هيك يا جاك…ماتوقعتها منك…بس تحط عقلك براسك وتراجع حالك احكي معي
حكى هالكلمتين اللي عصبوا جاك زيادة لإنّه تعب من وضعه…وطلع وخبط الباب
……
وبغرفة أنجيل
حكتلها سالي كل شي صار من لما اخذت شهادة ميلاد جاك الاصلية لحد ماراحت عند زكريا وسمعت اللي حكاه
سالي:بصراحة أنا حابة يكون عندي أخو من نفس الأبو بس صعب نلقاه
أنجيل:وإيش رأيك إنّه الحل عندي
سالي:عن جد انجيلا؟…شو هو طيب؟
أنجيل:بس لازم يكون معنا جاك كمان لحتى نحل القصتين ويكون النجاح حليفنا…ورح نجيب اخونا لهون لحتى يوخذ حقه
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الثاني عشر
#بقلم_يمنى_عفيف
سالي: طيب احكيلي شو الحل؟
أنجيل: أول إشي بدك تعرفيه إنّه عندك غباء مستفحل
سالي:مش رح أجاوبك لإني محتاجيتك…وهسا تفضلي احكي
أنجيل:مش حكيت ِ إنه دخلت ممرضة وحكتله عماد حاول ينتحر…بالتالي اكيد عماد حيكون مريض بهالمستشفى واخونا مريض نفسي…واللي بأكد على انه مريض بالمستشفى انه اتصل بعمو حازم وحكاله ابن اخوك حاول ينتحر
سالي:آه والله كيف ما خطرت ببالي
أنجيل:ببساطة لانك غبية…المهم…ملاحظة بالفترة الأخيرة إصرار جاك على إنّه يعرف أبوه…هالشي بخدمنا ولصالحنا…رح نحكي لجاك انه بنعرف مين ابوه وانك حكيتِ لأبوه عنه وبنوخذه لعنده…فبابا بلتهي هو والمدير شو كان اسمه…اه زكريا…بجاك وبصير الملعب النا لنخطط وندبر جية أخونا لهون…وعمو حازم مخبي علينا وعلى بابا اشي كبير لانه هو الوحيد اللي بعرف عن عماد
سالي: وانا شاكه بإنّه مخبي علينا اشي… والله فكرة فعلاً إنّك إم الأفكار
أنجيل:عشان تعرفي بس…وهسا ما علينا غير نستنى ليروّح جاك…واوعي جاك يعرف عن اخونا…الحيطة والحذر واجب
…..
طلع عماد من المستشفى ورجع على غرفته بمستشفى الأمراض النفسية…حطلّه حازم حراسة على غرفته…وهدد زكريا اذا برجع يصير لعماد اشي…وشرط عليه يكثف متابعته وانتباه الدكاترة والممرضين عليه
…..
بمكتب زكريا
زكريا:حازم بصراحة انا بدي إياك بموضوع ضروري بهمك كثير
حازم:بخصوص شو؟
زكريا:بخصوص صفاء
حازم:رجعت وقعت حالها بمشاكل وبدك إيّاني أطلعها منها؟
زكريا:لأ لأ…بس صفاء بتلعب بلعبة رح تخرب على أخوك راغد كثير أشياء
حازم~وركز انتباهه بحكي زكريا~:احكيلي لشو قاعدة بتخطط؟
زكريا:بدها تقدم شكوى للنيابة على أخوك راغد
حازم:شو اللي بتحكي فيه؟…بدي أعرف كل شي
حكاله زكريا كل شي بالتفصيل الممل…وحازم صارت النار تطلع من راسه…زكريا حكاله لحتى يبعد بنت اخته عن الخطر… لانه ما حد رح يقدر يوقفها عند حدها غيره
…..
حازم:هسا بتناديها لهون…بدي أحط حد لهالقصة
زكريا:يلا رح اتصل فيها…بس ما تهددها لانه هي لما تتهدد بتعند اكثر
حازم:طيب خليها تيجي وما عليك
بعد دقايق اندق الباب ودخلت صفاء اللي كانت عند عماد تفاجأت لما شافت حازم عند زكريا
صفاء:السلام عليكم
حازم وزكريا:وعليكم السلام
قعدت صفاء عالكرسي بعد ما حطت الصندوق اللي فيه كل الادلة والاثباتات على مكتب زكريا
حازم:موضوع الشكوى ورفع ملف للنيابة انسيه
صفاء:ليش ؟…هو كمريض عنا لازم نسعى لنوخذله حقه من اللي ظلمه
حازم:بالله؟…وبأي قانون بتعاقب حد ما عمل شي ؟
صفاء:بكل قوانين العالم …لما يكون معي دليل على انه هو اللي مودي اللي عملوا العملة
حازم:كلمة وحدة …الشكوى ما حتتقدم …وهدا آخر حكي عندي …زكريا ملف عماد بنسحب من تحت ايد صفاء…بتلقالي اي دكتور او دكتورة ما بعملوا مشاكل يشرفوا على حالته وعلى علاجه …تمام؟
زكريا:زي ما بدك حازم
صفاء:لأ الله يخليكم خلوني انا المشرفة على حالته
حازم:ما بلزمني ناس مشكلجية تشرف عليه
صفاء~بذكاء~:وبصفتك شو وشو صلة القرابة بينكم لتصدر هيك قرارات؟
حازم~ارتبك~:ما دخلك
صفاء:ممم…معك حق يا حازم العطار…ما دخلني…وانا بحكيلك براحتك بدك دكتور ثاني لعماد ما في مشكلة بس عطيني يومين ثلات اسجل كل شي بتعلق بحالة عماد بالفترة اللي كان فيها تحت إشرافي …والادلة ما بدي اياها …وشلت فكرة الشكوى من راسي…بس حابة احكيلك اشي قبل ما اروح…الله لا يسامحك على كل شي عملته وكان سبب بتدمير عماد ….بيباي
مشت بشموخ لبرا والدمعة بطرف عينها …هي عارفة انه لو قدمت الشكوى احتمال كبير حازم ينقل عماد لمستشفى ثاني….ويمكن ما يعرفوا يشخصوا حالته وتتدهور اكثر….لهيك قررت تسكت وتختصر حتى لو ماكانت المشرفة على حالته ….عالاقل ببقى تحت نظرها….خصوصاً انها بتعرف الكفاءات اللي بالمستشفى …سمعت صوت الاشرطة بتتكسر والورق بتمزع…خبت قهرها جواها وكملت مشي لوجهتها
…….
عند ريف
بتحكي عالتلفون وهي قلقانة وخايفة حد يسمعها
ريف:ألو عمو …أنا 10 دقايق وبكون بالحديقة
حازم:ماشي حبيبتي رح تلقيني هناك
……..
ببيت نسرين
روحت معصبة بعد ما سمعت قرار صفاء…كان نفسها تدخل تقتل حازم وزكريا فوقه اللي ما قدر يوقف بوجهه….بس ما خلتها بنفسها ….وقبل ما تروح جابت قطعة حديد وبحذر شديد خوفا من انه تصيدها الكاميرات مشت من جنب سيارة حازم وخشطتها من اولها لاخرها…شفت شوي من غليلها
نسرين:حازم الغبي….لا وبالآخر يطلع عمه …والحيوان راغد أبوه وتاركه مرمي للزمن …ناس حقيرة
اخيرا بعد ما تعبت قد ما سبت على راغد وحازم لبست بجامتها وقعدت تفكر…تمنت لو ابوها ما افشالها هالسر قبل ما يتوفى وتركها على عماها…والامانة الثقيلة اللي حملها اياها
……
بغرفة جاك
أنجيل:جاك بصراحة احنا جيناك بموضوع مهم كثير وشاغل تفكيرك طول هالفترة
جاك~بلا مبالاة ~:احكي
عصبت سالي من برود جاك …وعدم اهتمامه بحديثهم ولا مبالاته لهيك قررت تنفجر فيه
سالي:اسمع خليني احكيلك ….ترا احنا مش قاتلين حالنا عليك فاهم…لانه بالنهاية ابونا وامنا عنا انت اللي محتاجنا لتعرف مين ابوك ووينه لتقابله فااااهم !!
جاك:ابي….انا اسف سالي وانجيلا حقكم علي صدقوني وهسا يلا احكولي كل شي
أنجيل:رح نحكيلك…ورح نخليك تقابل ابوك كمان …بس ماما وبابا وغيرهم مش لازم يعرفوا بهالموضوع لانه رح يعطلوا عليك فاهم؟
جاك:فاهم يلا احكولي
…….
وعند نسرين ….بعد ما قررت تعمل بوصية اهلها وتوصل هالامانة انصدمت صدمة عمرها….قعدت على تختها وصوت بكاها معبي المكان …صدمتها كانت كبيرة …لهيك قررت تتناسى الموضوع وحكت:خلص يا نسرين انتِ قوية …ما تبكي عناس ما بتستاهل…وهالورقة هاي رح اخفيها لانها رح تلزمني بشي يوم …بس رح اكمل حياتي زي ما هي وما حد رح يعرف اي شي بخصوص هالموضوع…رح يبقى سر بيني وبين نفسي وبين اهلي اللي اندفنوا واندفن السر معهم …انا ما بقبل اوقف حياتي بهالموقف…وعشان مين عشان ناس خسيسة…يمكن اموت بلا ما ينعرف هالسر…لانه لو انعرف رح تصير حرب…وفضايح كبيرة… كبيرة كثير
….
ببيت راغد
سالي:على اتفاقنا جاك؟
جاك:على اتفاقنا
انجيل:سالي حكت لابوك عنك…وعطته شهادة ميلادك الاصلية ليكون معكم دليل على انه ابوك…وتذكر انت الك الدور الاكبر باقناع ابوك…واحنا رح نغطي عليكم لحتى تتم هالقصة على خير
جاك:شكرا الكم..شكرا الكم على كل شي…معروفكم هدا بحياتي ما رح انساه
سالي:طيب اخرس…ترا الاخوة لبعض…المهم اوعى اوعى اياك ثم اياك توثق بحد…وتحكيله اشي عن الخطة
جاك:ما توصي حريص
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الثالث عشر
#بقلم_يمنى_عفيف
…..
ببيت عتاب
فتحت ريف الباب بالمفتاح اللي معها…دخلت هي وعمها…قعد بغرفة الضيوف…لحتى تروح تحكي لامها انه معها…كانت زي الفراشة بتتنقل من زاوية لزاوية…أخيراً حطت رجلها على أول الطريق لتحقق حلمها…نزلت عتاب من فوق وحكت بتعب:السلام عليكم
حازم:وعليكم السلام ….
عتاب:كيفك ابو رامي
حازم:الحمد لله منيح
عتاب:ريف يا ريف…اعمليلنا فنجانين قهوة
ريف:حاضر ماما
……
وبالمستشفى
قاعدة صفاء بالأرشيف تحت ودمعتها على خدها وهي بتعبي ملاحظاتها بملف حالة عماد…لتشوفهم الدكتورة اللي رح تستلم مكانها….هربت دمعة سريعة من عينها…لتنزل على ايدها اللي بترجف وهي بتتذكر قعدتها وحكيها مع اللواء…ومعرفته لشخصية عماد الغريبة
……
فلاش باك لوقت زيارتها لحازم بالقسم ….
……
صفاء:احكيلي كل شي عن عماد…تصرفاته الغريبة…شخصيته الغامضة…المزيج العجيب اللي بتكون منه
حازم:أنا ما بعرف كيف وليش عماد هيك…بس اللي متأكد منه إنه عنده نوع غريب من الذكاء …عمل منه مجرم ومريض مع بعض…بحس الطيبة غالبة عشخصيته…طيب كثير…تصوري مرة سرق بنك وهرب بسيارة…شاف وحدة معها طفلة ومبين عليهم الفقر….خاطر بحياته… نزل قدام الشرطة عطاها كيس من اللي معه…ولما مسكته الشرطة…رجع لوعيه نوعا ما وطخها باجرها…لانه اعتبرها السبب بمسكته ….بس زي ما حكيت الطيبة دايما غالبة على شخصيته ….
صفاء:بصراحة حالته معقدة
حازم:كثير مش شوي…بس حاولي خلال العلاج تلتمسي وتركزي على جانب الطيبة فيه ورح ينحل كل شي
صفاء:بس اشخص حالته ان شاء الله…اخذت من وقتك كثير شكرا كثير
حازم:عفوا
…..
بااااك
رجعت لواقعها ولاول مرة بتزعل لما حد يستلم حالة مريض بدالها…كملت وصف الحالة من وجهة نظرها حسب ملاحظاتها…ومع الاستشهاد بشوي من حكي اللواء حازم
……
ماشي عماد بالممر مع اخلاص…سمع صوت غريب جاي من مكتب زكريا
عماد:اروح نشوف…شو جوا..اقعد…نحكي سوا
اخلاص ما فهمت بس حاولت تجاريه:بدك تدخل جوا؟
عماد:بدي…اه
حستها اخلاص فرصة لتخلص من عماد وتروح تطق حنك مع الممرضات لهيك حكتله:طيب ادخل بس ما تحكي لحد انه انا كنت معك لانه ممنوع
عماد:طيب
…….
دخل راغد عالفيلا وصوته برعد رعد:جاااااكلييييين يااا جااااكليييين
اجت جاكلين من المطبخ وبايدها كاسة عصير:شـــ…شو
راغد~لسا بصرخ~:جاااك وييين؟…ليش ما داااوم اليوم؟…وشو لزووومها هالحركات؟
جاكلين:اي حركات؟
راغد:حااااط ورقة استقالته عمكتبي
نزل جاك من فوق بكل برود أعصاب وحكى بنبرة استفزت راغد:خير عمو شو في؟
راغد:شو هدا اللي عملته؟
جاك:ليش أنا شو عملت؟…مليت من شغلك وبطلت بدي إيّاه
راغد~هدي شوي~:وشو السبب؟
جاك:طالما انت رافض تحكيلي مين أبي الحقيقي ومعيشني بأحضان المجهول وانت وماما كل واحد فيكم برميني للثاني ما الي حاجة بهالشغل
راغد:طيب معناته على حسب وصفك انك عايش بأحضان المجهول اقل ما فيها كنت عايش معزز مكرم بأحضان المجهول بس هسا رح تعيش بأحضان المجهول ذليل…بيتي بتعذرك…وبوعدك اخلي هوية ابوك غصة بقلبك
جاك:ضحكتني والله….على فكرة اغراضي صاروا برا بالتكسي…وكل بطاقات الائتمان والتلفون اللي منك و مفاتيح السيارة بتلاقيهم فوق…كلمة أخيرة…العشرة ما بتهون الا على ولاد الحرام
طلع جاك وهو شايف الشر بعيون راغد وعصبيته على اخر كلمة حكاها…انقهر كثير…وجاكلين بقيت وراه والدموع بعيونها…هه…اكيد ما رح تبديه على زوجها اللي عظمه ذهب
بعد ٧ دقايق دخل حازم عالفيلا وهو معصب كثير واول ما شاف راغد قدامه صار يصرخ:اااااانت كيييييييف بتعمل هيييك عملة؟؟…شو المصييييييبة الللي عملتها؟…كييييف بتخلي العصاااابة الزفت تبعتك تعطي عمااااد حقنةةةة مخدرااات….ربناااا بحببببككك انه الكمية قليلة وبتطلع من الجسم بظرررف 24 ساعة
راغد~رجع يصرخ~:اسسسمع حاااازم اااناااا مش ناقصك حرررر اناااا هدااا مجرم نصاااب حراااامي بدي اعاااقبه عاللي عمله فييه
حازم:في ابووو بعمل هيييك عملة بااابنه…بححححقن ابنه بمخدراات
راغد~بضحك بمسخرة~:بالله بتحكي جد؟…كيف ابني وهو اسمه عماد الهاشم وانا اسم ابني عماد العطار؟
حازم:ولللك ابننننك انااا كنت عاملله اوراااق باسم مزووور ليقدرررر يكمل حياته بعيد عنك
راغد~ارتخى عالكنباية~:كيف؟
حازم:اللي سمعته…وهيه مرمي بمستشفى الامراض النفسية والعقلية…وكانت دكتورته رح تشكي عليك مع الاثباتات انه الضرب اللي انضربه مش بفعل فاعل بفعلك انت لولا انا اتصرفت بالموضوع
راغد:بدي اعرف كل القصة هسا
…….
زكريا:دكتورة تقوى انا استدعيتك لابلغك انه حالة عماد حتصير تحت اشرافك من اليوم وطالع
تقوى:بس يا دكتــ…
قاطعها زكريا:ولا بس ولا غيره…انا ناديتك لاعطيكِ خبر بالموضوع مش عشان استشيرك
تقوى~تضايقت~:ماشي دكتور…بالاذن
زكريا:اذنك معك
رن تلفونه بعد ما طلعت تقوى بشوي ورد:اهلين يا انسة…عنجد…ما توقعت بهالسرعة…يوم المنى هدا…اكيد بستناكم بالمستشفى
سكر التلفون والفرحة مش واسعته…رخى أعصابه وركى ظهره عالكرسي غمض عيونه وبلش يتخيل باللقاء اللي بستنى فيه على أحر من الجمر
…….
سالي:الو جاك…ما ازنخك ساعة لترد…المهم اسمع ياغبي
جاك:سالي خلصيني احكي لاني مش رايق
سالي:قلعة تقلعــ
انجيل:انصرفي هاتي التلفون…اه جاك…اسمع حكت سالي مع أبوك ورح نروح لعنده هسا لحتى تقابله…لهيك استنانا بكافيه حياة القريب من الفيلا لحتى نيجي ونوخذك
جاك:الله لا يحرمني منكم…بستناكم…بس لا تطولوا…باي انجيلا
انجيل:حاضر…باي
……
انجيل:هيك اللي بحكي يا دبة مش زيك بتدجي الحكي دج
سالي:ما اثقل دمك انتِ الثانية…خلصي البسي خلينا نلحق نوصل لعنده بسرعة
فتحت جاكلين الباب:وين بدكم توصلوا بسرعة..مافي طلعة ابوكم معصب
سالي:اسمعي امي انا ما رح اشوف اخي زعلان واضل ساكتة لا حبيبتي ماما بدنا نروح لعند جاك
جاكلين:اذا عند جاك روحوا شوفوه الله يرضى عليكم…وانا بدبرلكم طريق من الباب الخلفي…روحوا بسيارة انجيلا
انجيل:حاضر امي
……
وعند نسرين
مروحة من الشغل قرفانة حالها…لقيت سامر ومازن لسا واقفين زي الاغبياء بستنو فيها عشان يراقبوها…هي اصلاً خلقة كانت معصبة وبدها حد تنفش فيه…مشت بعصبية لعندهم
نسرين:هييي انت واياه…اسمعوا احكيلكم انا اكره ما علي التطفل…لهيك بتحملوا حالكم بكرامتكم وبتروحوا تحكو لمعلمكم اللي وداكم لهون تراقبوني…بتحكيلك نسرين اعمل اللي بدك تعمله ترا ما عندها اشي تخسره واصلا ما عملت اشي…لانه اذا ما بعدتوا عن طريقي والله لابلــ…استتوا استنوا ليش بتحلف اصلا…وهي التلفون وها…رح ارن عالشرطة
سامر~خاف من سيرة الشرطة~:لا لا…خلص ما بدنا نعمل اشي ولا رح نراقبك ورح نوصل للمعلم حكيك…وبنوعدك ما نضايقك مرة ثانية…يلا عالسيارة مازن
ركضوا عالسيارة وثواني كان في غبرة وراهم
نسرين ~بتضحك~:تيوس جبانين
دخلت على بيتها وهي مرضية ضميرها وغرورها ومريحة نفسيتها
……
جاك:بتمزحوا معي صح؟
سالي:بالله عليك؟…انت غبي؟…هدا موضوع ينمزح فيه…زكريا العلي بكون ابوك…
جاك:انتِ كل حياتك دفاشة…خلص قوموا خلينا نروح يلا سالي يلا انجيلا
انجيل:يلا
…..
الساعة 6 ونص المغرب
انفتح باب مكتب زكريا…نزلت دمعة من عينه لما شاف اللي دخل…خوف وفرح وقلق…مشاعر مختلطة ببعض…ركض جاك لعنده وضمه…تفاجأ بكمية الشبه اللي بينهم…نفس العيون الزرق المكحلين والشعر الاسود الحريري…وحتى لون البشرة الحنطي نفسه
زكريا:وين كنت عني كل هالسنين؟…اشتقتلك يا ابني
جاك:ليش ما سألت عني من قبل؟…سنين وانا بستناك
زكريا:سامحني يا ابني…بس امك حكتلي انك مسافر على دولة اجنبية وهي ما بتعرف وينك…كل الشكر للانسة سالي لولاها ما لقيتك
سالي:ولو عمو…احنا بالخدمه
زكريا~ضم جاك~:حبيبي…من هاللحظة ما رح اخليك تبعد عني
جاك:ما رح افكر مجرد تفكير ابعد عنك حتى
…
ببيت راغد
اجاه مسج على تلفونه…فتحه وانصدم من اللي شافه وقع بأرضه وصوت ارتطامه بالبلاط كان زي اللعنة اللي دخلت هالقصر واخر كلمة حكاها:انا بفرجيكم يا كلاب
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الرابع عشر
#بقلم_يمنى_عفيف
اجت جاكلين اللي كانت تبكي على ابنها بعد ما سمعت صوت الارتطام بالارض…شافت راغد بالارض وصارت تصرخ:رااااااااغد ياااااا رااااااغد
على اثر صراخها اجو الخدم وعالسريع طلبوا الاسعاف و اخذوه عالمستشفى…اما جاكلين ما قدرت تطلع معه…ضربت عينها عتلفون راغد اللي عالأرض…طالته واخذت شنتتها بسرعة عن الكنباية وطلعت…وهي ماشية للسيارة انصدمت من الصورة…لعنت غباء بناتها…ومن داخلها انبسطت انهم خلو اخوهم يعرف ابوه…بس خوفها على زوجها كان اكبر من كل شي
…..
……
وعند حازم
رن تلفونه وكانت جاكلين
حازم:اه جاكلين…كيف؟ لا بتمزحي…طيب هيني جاي بس وديلي اسم المستشفى…طيب كيف صار هيك بدي اعرف؟
جاكلين~بتبكي~:الغبية سالي اتفقت مع انجيلا وجاك واخذوه عرفوه على ابوه…وبتروح سالي بتصور ابوه وهو حاضنه
حازم:جاك وزكريا مع بعض؟…كيف صار هيك؟
جاكلين:ما بعرف وانا مستغربة كيف عرفوا لانه اصلا ما حد بعرف جاك ابن مين غير انا وانت وراغد
حازم:هالموضوع مش وقته هسا…روحي وهيني جاي
جاكلين:ماشي
…..
يادوب سكر الخط مع جاكلين..اتصلت فيه ريف…مافهم عليها شو بتحكي…لانها كانت تبكي وتشهق
حازم:اهدي وفهميني القصة
ريف:عــ…عمو…ماما تعبت واترفع ضغطها وغابت عن الوعي… الله يخليك تعال وجبلها دكتور بتصل على خالو تقي تلفونه مسكر
حازم:ماشي…إنتِ لا تقلقي هسا باجي
ريف:مع السلامه عمو…ما تطول
حاز:لا حبيبتي ما رح اطول
كانت ميسون بغرفة الغيار بتكتم شهقاتها بعد ما سمعت مكالمة حازم مع ريف وهو بحكيلها حبيبتي لانها هي ما بتعرف عن موضوع ريف وعتاب…قررت ماتبينله انها بتعرف بالموضوع…وتلحقه لتعرف وين رح يروح
اما هو…فكان بين نارين…مش عارف شو يعمل يروح لعند راغد اخوه مهما صار…والا يروح لعند ريف اللي ما الها غير هو بعد الله…بعد تفكير سريع…قرر يروح عند ريف…لانه راغد الكل عنده وحواليه…اما ريف ما حد عندها…ولو صار لامها اشي رح تنهار وتتدمر
…..
سالي:شوووو بتحكي رويدة؟
رويدة~الخدامة~:هدا اللي صار وهسا نقلوه عالمستشفى
سالي:كيف صار هيك طيب؟
رويدة:بحكو انه وصلت رسالة عتلفونه بس شافها وقع بأرضه
سالي:طيب رويدة بتعرفيلي هو بأي مستشفى؟
رويدة:هسا بسأل وبحكيلك
سالي:ماشي
سكرت سالي التلفون ومباشرة سألتها أنجيل:شو في؟
سالي:أنا غبية
جاك:ما اختلفنا انك غبية بس شو صاير؟
سالي:رحت صورتك انت وعمو زكريا ووديت الصورة لبابا وبسببي دخل المستشفى…أنجيلا…شو بدنا نعمل؟
أنجيل:هسا جاية تسأليني؟…قبل ما تتصرفي اشي استشيريني…امشي قدامي
جاك:صح تقاتلنا وطردني بس كمان ما بنكر فضله علي هو اللي رباني…خلونا نروح لعنده
سالي:ها…هي ودتلي رويدة المستشفى…مستشفى الإيمان…يلا خلونا نمشي
زكريا:جاك ابني…استنى بدي آجي معكم
جاك:يلا بابا
أنجيل:تفضلي قدامي يا منبع المشاكل
……
بمستشفى الامراض النفسية والعقلية
دخلت تقوى عند عماد…وهي راسمة ابتسامة حلوة على ثغرها…من جواها خايفة من ردة فعل عماد…لانه تعود عصفاء…وكان دايما يسأل عنها لما تغيب عنه شوي
تقوى:مسا الخير يا حلو
عماد:وين صفاء
تقوى:صفاء ما حتقدر تيجي عندك هالفترة لانه عندها ظروف
عماد:ماااااا بددددي اياااااكِ بدددي صفااااء
كالعادة اخذ ابرة مهدئ ونام بعد ما عجزت معه تقوى
…..
وعند عتاب
ريف:عمو يعني ماما ما فيها اشي
حازم:لأ ما تقلقي بس ضغطها ارتفع لهيك غميت
ريف:ماشي عمو شكرا
حازم: ما تشكريني حبيبتي هدا واجبي…يلا عن اذنك لازم اروح…بس ها…ما تنسي تعطي امك ادويتها بموعدها
ريف:لا تخاف عمو…ما توصي حريص
ضمت حور حازم وهمه عالباب وباست راسه…مشى حازم وابتسامة خفيفة على ثغره …مشى لعند الحديقة واتصل بالشوفير…وعيون بتراقبه والوجع باين فيها…والشهقات بتنبلع بلع…لحتى ما ينتبهلها
…..
نسرين:صفاء صفاء…قبل ما تقومي تعملي اشي عرفت ِ آخر خبر؟
صفاء:لأ شو في؟…احكيلي
نسرين:راغد جاييته جلطة عالقلب وهو حاليا بالمستشفى…والسبب مجهول والصحافة مالية المكان
صفاء:بستاهل…ربنا جازاه
…..
بالمستشفى
أنجيل~بهمس~:بعرف الحكي اللي رح احكيه مش وقته…بس لازم ينحكى
سالي~بنفس الهمس~:احكي
أنجيل:مش انتِ حكيتيلي مرة انه صار خربطة بتحليل الدم تبعك وتبع شخص اسمه عماد الهاشم وبالصدفة كنتِ مصورتيه وموديتيلي اياه عشان يضل عندي اذا احتجتيه
سالي:طيب وشو استفدنا من كل هالحكي؟
أنجيل:زكريا بكذب علينا ما بعرف شو مصلحته من الكذب…لانه لما دققت بالفحص اكتشفت انه بتحملوا نفس فصيلة الدم و ال DNA نفسه
سالي:بس يطلع بابا بالسلامة لازم نكمل شغل عهالموضوع لنثبت انه أخونا
……
من حد ما دخل جاك ومعه زكريا والصحافة ملتفه حواليهم…بدهم يعرفوا شو علاقتهم ببعض…وجاك رافض انه يصرح وزكريا مطنشهم…بس زكريا عصب بالآخر…ولقي انه هاي فرصة ليثبت انه جاك ابنه لانه وراغد صاحي رح يلفلف الموضوع…همس بدان جاك..واستغرب تأييد جاك إله…خلص مل وبده كل الدنيا تعرف ابن مين هو…بكفي كذب
زكريا:بصراحة جاك بكون ابني…وانا كنت متزوج مدام جاكلين قبل ما يتزوجها راغد بيك لكن ابني كان معها
الصحفي:طيب الكل بعرف انه جاك بيك اب راغد بيك فيك تفسرلنا اكثر
زكريا:هيك الكل بعرف…بس ما خفي اعظم…جاك ابني واذا بتحبوا هسا بروح بعمل تحليل للDNA مباشر قدامكم لتعرفوا صحة الحكي اللي بحكيه
الصفحي:جاك بيك احكيلنا اكثر
جاك:شو بدي احكيلكم اكثر من اللي حكاه بابا…تفضلوا لنعمل تحليل ال DNA
وسط صدمة الكل واولهم حازم وجاكلين…مشو الصحفيين ورا زكريا وجاك ليعملوا التحليل…جاك شب ذكي كثير…استغل الفرصة ليعمل التحليل وراغد تعبان…لانه لو صحي راغد رح يعطل عليه ويرشي الدكاترة ليبينوا عدم التطابق…فهو ما عمل هالشي من فراغ…وحسبه منيح قبل لايفكر مجرد تفكير فيه
……
بالمستشفى
صحي عماد الفجر…واول شي خطر بباله يرفع فرشة التخت ويطول ورق مخبيه تحتها…واول ما طاله وشافه…ابتسم ابتسامة شيطانية والحقها بضحكة اجرام:ههههههه…ما…رح…سيطرتك…تروح وانا….اسلم…بعدها…اكون…محلك…تشوف…ورقك…..امين…معي…حتندم
في عيون بتراقبه من طرف الباب المفتوح ولما انتبهت لوين مكان الورق…ابتسمت ابتسامة انتصار وقررت تطلع بأي حجة ليخلالها الجو
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف
الجزء الخامس عشر
#بقلم_يمنى_عفيف
صباح اليوم التالي بالمستشفى
طلع الدكتور من غرفة راغد…بايده تقرير…تفاجأ من الكم الهائل من الصحفيين بالمستشفى…ركضت لعنده جاكلين اللي حالتها بالويل وعيونها مليانين دموع…ما ذاقت طعم النوم من حد ما دخل راغد المستشفى
جاكلين:دكتور دكتور…كيف صارت حالته؟
الدكتور:طوّلي بالك مدام جاكلين…راغد بيك منيح كثير…ووضعه مستقر…رح ننقله على غرفة عادية…وبكرة بتقدروا تطلعوه
أنجيل:ماشي شكراً إلك دكتور
……
بغرفة عماد
نسرين:صباح الخير عماد
عماد:صباح النور…ما أجت صفاء؟
نسرين:أول ما تيجي بحكيلك…هسا روح مع أيمن عالحديقة شوي
عماد:مابدي…بس تيجي صفاء
نسرين:اذا بتروح مع أيمن أول ما بتيجي صفاء بحكيلك ماشي؟
عماد:طيب
ايمن:يلا خلينا نطلع عالحديقة
عماد:امشي
اول ما تطمنت نسرين انه عماد طلع مع ايمن وما في حد بالممر سكرت باب الغرفة بهدوء بس تذكرت الكاميرات اللي بالغرفة…فتحت الباب بسرعة وطلعت جابت قماشة ورجعت دخلت رمتها عالكاميرا
نسرين~مع نفسها~:يا ربي وين الورق؟…صح صح شفته طاله من تحت التخت…هيهم خليني أوخذهم وبعدين بشوف شو اللي فيهم بس على ما يبدو ورق مهم
طلعت بهدوء ورجعت دخلت وصارت تحكي بصوت عالي:ليش عماد مغطي الكاميرا…خليني أشيل اللي عليها
شالت القماشة وطلعت مباشرة وهي مخبية الورق بجيبة بلوزتها…تنفست الصعداء انه ما حد شافها ولا عرف عنها شي
…..
بعد 4 أيام
قاعد عماد بغرفته وبعيونه لمعة شر…تطلع على ابريق المي اللي من القزاز…رجعوله اياه بعد ما تطمنوا انه حالته صارت منيحة…ما بعرفوا انه لما ينوي عالشر ما برده اشي…دخلت تقوى لعنده وهي مبتسمة
تقوى:مسا الخير يا عماد كيفك؟ اليوم
ابتسم ابتسامة شيطانية…وخبط الابريق بايده متعمد
تقوى:ما تخاف عماد مش مشكلة…هي بدي الم القطع الكبيرة وهسا بنادي على حد من المراسلين ينظف
نزلت تقوى لتلمهم وانقض عليها عماد مسك رقبتها بده يخنقها وهو بصرخ:موووووتي ليشششش اخذتيلي صفاااء موووتي
وعلى صوت صراخه اجو الدكاترة بالوقت المناسب وبعدوه عن تقوى اللي كانت منتهية تقريباً
……
وعند راغد
نايم على التخت بغرفته وعنده جاكلين بتهتم فيه ومبسوطة لانه طلع من المستشفى
راغد:جاكلين ناديلي سالي وأنجيلا بسرعة
جاكلين: يلا هسا بناديهم
بعد ٥ دقايق اجو سالي وأنجيل…راغد اول ما شافهم رجع عصب وضرب الطاولة اللي جنبه بإيده…جاكلين سكتت وقعدت عجنب…من جهة شفقانة عليهم وحابة موقفهم لانهم ساعدوا اخوهم ومن جهة ثانية معصبة لانه بسببهم انفضح راغد فضيحه مرتبة ولانهم تصرفوا من وراه
راغد~بهدوء عكس العاصفة اللي جواه~:شو اللي عملتوه؟… مفكرين انه عملتكم بسيطة وخلص مضت ينهاية سعيدة لما عرف جاك ابوه… بسببكم يا هوانم انفضحت فضيحة مرتبة… عقاباً إلكم رح تضلوا اسبوع محبوسين مش بس بالبيت لا بغرفكم…وانا كنت احكي انجيلا عاقلة ورزينة وبوثق فيها وبقراراتها للاسف ثقتي ما كانت بمحلها…من هسا بدا العقاب عغرفكم يلا
……
حازم:ميسون حبيبتي يلا ما بدنا نتأخر عراغد
ميسون~بجلافة~:طيب هيني خلصت…رامي هنادي يلا امي
حازم:ميسون شو جاريلك ليش بتحكي معي هيك؟
ميسون~بتصرخ~:ولا اشي شو بده يكون جاريلي يعني راسي بوجع وانتهت القصة
حازم:لا اله الا الله…صبري قرب يخلص
ميسون:يجعله يضل خالص…فكرك اني قلقانة كثير يعني
…….
عتاب:ريف يا امي ليش ما رحت ِعالجامعة اليوم؟
ريف:كيف بدك اياني اتركك وانت ِ تعبانة يا امي احكيلي
عتاب:انا ما فيه اشي الحمد لله منيحة…ما تضيعي عحالك فرصة تحقيق حلمك
ريف:الله يخليلي ايّاك يا امي…هو يوم واحد بس اللي ما داومته…ما تخافي علي
عتاب:الله يرضى عليك ِ ويحقظك يا حبيبتي
ريف~ضمتها~:امين… وما يحرمني منك
……
وعند راغد
صقر:طلبتني يابيك
راغد:اه…اسمع منيح شو بدي…بدي اقتل عماد الهاشم
صقر:اعوذ بالله يا بيك انا بعمل كل شي بدك اياه ما عدا اني اقتل انسان
راغد:فعلاً انك غبي…يا أهبل انا ما بدي تقتله بالمعنى نفسه لأ معنى مجازي هون…هو هسا بمستشفى الامراض النفسية والعقلية…بدي اياك تجننه زيادة…يعني يوم يصحى يلقى جرح بجسمه يوم مصاري جنبه او مرمية على الارض عنده…او انك تصير تطلع اصوات بس بلا ما يشوفك بدي يوصل لمرحلة ما يفكر غير بالانتحار ليخلص من الحياة
صقر:امرك راغد بيك
راغد:تفضل بتقدر تروح بس اهم اشي بشغلك التخفي فاهم
صقر:بعجبك انا
…..
ببيت نسرين بعد الدوام
روحت صفاء معها وهي مقررة تنام عندها بعد ما بلغت اهلها…راحت نسرين غيرت اواعيها وتوجهت للمطبخ لتجهز الغدا…اما صفاء دخلت على غرفة نسرين لتوخذ البجامة اللي دايماً بتلبسها لما تروح عندها
صفاء:ياربي رافعتها فوق…شو اعمل بحالي انا هسا؟…احسن حل اسحبها شوي شوي لتطلع عشان ما انفلها الخزانة
بلشت صفاء تسحب وتسحب بهالبجامة لطلعتها وبس فتحتها وقع منها كومة اوراق طالت صغاء اول ورقة وقعت عينها عليها…بلشت تقرأ وفتحت عيونها وتمها على اخرهم…الصدمة خلتها تنادي على نسرين بصوت عالي لدرجة كل الجيران سمعوه:نسسسرررررين ياااا نسسسريين يااا خاييينة
اما نسرين كانت بالمطبخ اول ما سمعت صراخ صفاء…رمت السكينه والبطاطا من ايدها…سبت على حالها وعلى تفكيرها مليون مرة
نسرين:يا ربي وقتها بس انا الحمارة يعني ما جيت اضب هيك ورق غير ببجامتها…اوف اول مرة ما بحسب اشي صح…يا رب استرها معي…مش ناقصني فضيحة وبلبلة وزفت
قطع حكيها مع حالها صوت صفاء اللي بتصرخ مرة ثانية:نسسسسررررررين…تعاااالي بحكيييييييلك…هااااي عملة بتعملييييييها…كيف بتخبييييي هييييك موضوع بسرررعة تعاااالي لهووووون
دخلت نسرين عالغرفة واستقبلتها صفاء وهي بتحكي بهدوء ولا كإنها اللي كانت من دقايق:ليش هيك يا نسرين ليش هيك؟…ما بدك تحكي لحدا احكيلي انا عالاقل الله يسامحك بس الله يسامحك…انا بدي اروح باي
نسرين:لا ما تروحي صفاء تعالي بدي احكيلك كل شي بقلبي
صفاء:احكي اشوف
نسرين:بتمنى منك ما تندفعي صفاء انا بعتبرك اختي قبل ما تكوني صاحبتي لهيك اسمعيني للاخر ورح تعرفي انه معي حق باللي عملته…انا اللي مريت فيه بحياتي مش قليل…وما بقيلي بهالدنيا غيرك
صفاء:ما تخافي حبيبتي انا رح ابقى جنبك بس اندفعت شوي بعد ما شفت الورق وهسا يلا احكيلي كل القصة وكل شي كل شي من الالف للياء
#للرواية_بقية
#بقلم_يمنى_عفيف