في قبضة الطاغية الفصل الثالث والعشرون
في قبضة الطاغية الفصل الثالث والعشرون
*في قبضة الطاغية*
((الفصل الثالث والعشرون)) “قبل الأخير”_ضربات انفعالية قاتلة هبت إليه جعلت قلبه يضرب بعنف وهذا الجهاز يُصفر لتحاول الممرضة معالجة الأمر ،اتصال بالطبيب سريعًا ليأتي مهرولًا ويحاول إنقاذ الموقف بجهاز صدمات الكهربائية ، كل ذلك تحت أنظار “جود” التي لم تستطع التحمل استندت على باب غرفته تبكي وهي ترا من الداخل عدم استجباته لتصرخ بكل صوتها باسمه الذي يعشقه منها:
-“غيــــــــث” !!
بعد برهة من الوقت استجاب القلب وأُنعش من جديد ، لتهدأ ثورة “جود” وتجلس أرضًا باكية!
…………………….. …………
خرج الطبيب وهو يحاول تهدئة “جود” قائلًأ:
-اطمني يا مدام الباشا حالته مستقرة ،قدرنا نسيطر على الوضع !
لم تكف عن البكاء وانكمشت وهي تحتاج الأمان فلم يكن للطبيب سوى أن يعطيها إبرة مهدئة حتى نقولها إلى غرفتها لتنام باكية!
استدعت “كوثر” “صباح لتخبرها بأنها ستأخذها إلى ابنتها وأن صاحب القرية التي كانت بها هو ولدها العزيز !
دهشة “صباح” كانت كبيرة وهي تضع يدها على صدرها قائلة بشهقة:
-معجول (معقول) اللي بسمعه ده ؟! ، المفتري ده يبجى ابنك يا هانم !
أومأت برأسها مبتسمة وهي تكمل قائلة:
-بس متقلقيش هو اتغير دلوقتي بنتك قدرت عليه باين كده !
لم تفهم منها مقصدها فسألتها مستفهمة:
-ازاي جدرت (قدرت) عليه مش فاهمة !
استجمعت قواها وهي تقول مترقبة ردة فعلها :
-أصل هي بقيت مراته دلوقتي !
صدمة كبيرة متتالية عليها بكت بحسرة وهي تتحسر على حال ابنتها:
-أأه يا بتي أكيد بتتعذبي كل يوم حرام والله !
أشفقت عليها “كوثر” وعلى حال ولدها الذي وصل إلى ذلك الحال ربتت عليها وهي تخبرها قائلة:
-صدقيني هو اتغير وأنا هروح معاكي عشان أرجعه ليا اهدي بقى!
أخذت تهدئها وتقنعها أن الأمر تغير الأن !
……………………
أتى يوم تنفيذ الخطة …
جهزت “كوثر” حقيبتها التي اشترتها جدية حتى لا يلاحظها أحد وأعطتها لابنتها بجانب حقيبتها أيضًا أعد “مالك” حقيبته واستعدوا للخارج افتعلت “كوثر” أنها تودع ابنتها ، ودع “رحيم” ابنته مقبّلًا رأسها بينما تحدث “سالم” موجهًا حديثه ل”مالك”:
-مكنش لازم يعني تروح معاها لهناك !
كان يود أم يرد عليه “مالك” فبعد الذي حدث لم يطيقه حقًا ، بينما تحدث “رحيم” قبل أن يرد ولده:
-خلاص يا بابا سبيه يعمل اللي هو عاوزه ،كده أحسن عشان نتطمن على البت كمان !
أومأ برأسه ثم شعر بذلك الألم من جديد وذهب إلى غرفته !
استقرت “مليكة” سيارة “مالك” وودعهما “رحيم” و”كوثر” ،نظر إليها ليجدها تبكي بحرقة رق فلبه للحظة لكن القسوة عمته قائلًا:
-قال فعلًا بتحبيهم !
نظرت له باحتراق شديد ثم دلفت ولم ترد عليه !
…………………….. …………………….. ..
جلس “عماد” في المزرعة لينظر ما الأعمال التي يجب ان يفعلها من قِبل سيده ،فعل كل شيء حتى لا يشعر أحد بهذا الأمر ،استدعى “باسل” الذي أتى منتظرًا ما سيقوله فأخبره بجدية:
-دلوقتي تقدر تستلم مكانك في القصر الباشا وافق عليه !
ابتسم من داخله بلؤم ثم هتف شاكرًا:
-متكشر يا”عماد” عنئذنك !
أومأ برأسه ،ثم انصرف “باسل” نحو القصر ،وقلبه متلهف لرؤية أخته وكذلك للانتقام الحاد لولده الراحل في ظنه !
…………………….. ……..
أخبرت “كوثر” عمها وزوجها أنها ذاهبة عند جارتها وستأخذ معها “صباح” للعمل هناك فلم يمانعها بل تحدث “سالم” بطريقته المزرية لها:
-روحي ويارب ما ترجعي !
…..
خرجت تتألم بصمت حتى ركبت مع والديها اللذان انتظراها على قرب منزلهم ومعها “صباح”
…………….
جلست بقربه بعدما استقر وضعه أكثر وهي تضع رأسها على كتفه وممسكة بيده تحدثه قائلة:
-يمكن قبل كده مكنتش بحس بالخوف ده عليك ، كنت بكره وجودك ،بقرف منك تعبتني وخلتني أعيش أيام صعبة ،بس أنت كنت بتتوجع أكتر مني كنت عايش حياة صعبة أكتر مني ،مكنتش حاسس ولا فاهم الصح والغلط مكنتش تعرف غير حاجة واحدة بس ، لكن دلوقتي أنا سامحتك خلاص ومش بس سامحتك أنا كمان آآ!
أكملت وهي تتشبث بيده وتشد عليها قائلة بصدق:
-بحبك !
بكت أكثر وهي تتشبث به حتى شعرت بيده تطبق على يدها نظرت نحوه وهي تضحك ورتاه يجاهل لفتح عينه فابتسمت بسعادة متأملة:
-“غيث” أنت بتصحى ؟! ،كلمني يلا قولي إنك كويس وهتعيش !
فتح عينه بمجاهدة وهو ينطق بصوت متقطع قائلًا:
-بتحبيني بجد !
ابتسمت وهي متشبثة بيده قائلة بصوت عالي:
-هيييييييييه أنت عايش عايش ،الحمدلله !
كان يريد أن يضحك عليها لكنه لم يستطع وكان يشعر بشيء غريب بداخله هناك من يحبه ويريده للحياة كما افتقد ذلك كثيرًا !
…………………….. …………………
كان في عمله يترقب رؤيتها أو أي شيء ،وأخيرًا لمح تلك الفتاة الشقراء تذهب نحو البستان لتأخذ من الورد الموجود ، ذهب خلفها سريعًا لينطق اسمها بلهفة:
“جود” !
ارتعدت ونظرت خلفها لتجد ذلك الشاب ينظر لها بشغف رفعت أحدى حاجبيها باستغراب لتلك الملامح المألوفة لها قائلة:
-حضرتك تعرفني ؟!
اقترب منها وأمسك بيدها قائلًا بحنان:
-وحشتني أوي يا حبيبتي معقول معرفتنيش !
دققت به أكثر وهي تشعر بدقات قلبها لتقول غير مصدقة:
-“محمد” ؟!!!
أومأ برأسها فلم تصدق وهي ترسل له نظرات مندهشة حتى بكت فأخذها بأحضانه يدور بها تشبثت به وهي تبكي ولم تصدق حقًا أخيها قد عاد إليها !
ابتعد عنها فنظر له بحب كبير:
-كنت فاكرة إني مش هشوفك تاني !
تحولت نظراته الى قسوة مبرحة وهو يقول :
-كان لازم أجي عشان أنتقم وأحميكي منه !
فهمت مقصده وسرعان ما تحدثت بنبرة صادقة:
-استنى يا “محمد” لازم تفهم كل حاجة !
حكت له حكايتها وحكاية “غيث” كاملة ،فهدأ قليلًا لكن مازال البغض به:
-طب وأمي هي فين محدش عارفلها طريق ازاي هنرجعها ! ،وأبويا فينه دلوقتي !
ما لبث أن أتى “حامد” مهرولًا ليطمئن على ابنته قائلًا:
-بتي إيه اللي حصل ،جوزك حصله إيه لسة “عماد” مكلمني !
توقف عن حديثه فور رؤيته لهذا الرجل الغريب ! الذي يشعر أنه يعرفه جيدًا نظر له الشاب وراتمى بحضنه يبكي:
-وحشتني يا بابا !
شهق “حامد” ودموعه تنزل قائلًا بعدم تصديق:
-ابني “محمد” مش معجول !
…………………….. ……………….
في الطريق حدث “مالك” اخته عن خطبيها الذي أتى وفعل مشكلة كبيرة تنفخت “مليكة” وهي غير مدركة لما تقوله :
-أنا هسبيه خلاص مش هكمل معاه !
دُهش “مالك” لأنها كانت تحبه فلم يصدق أنها تريد تركه الأن لم يعقب على حديثها بنما وافقتها “كوثر” على ذلك!
………..
وصلا إلى القرية ومن هناك نحو قصر ولدها الذي تشتاق إليه ،
ودلفوا جميعًا إلى هناك
…….
دلفت “مليكة” أولًا ورأت “جود” تصعد إلى فوق فنادتها بصوت عالي قائلة:
“جــود” استني !
التفت لها سريعًا لتسلم عليها لكنها دُهشت عندما شاهدت ما شاهدته بعينها !
لم تكن “مليكة” وحدها بل رأت معها شخصين آخرين ولكن ما ألجمها حقًا هو رؤيتها لمن تشتاق حقًا ولمن تريد هل هي تحلم هذه والدتها نطقت بشفاه مرتعشة:
-ماما ؟!!
عندما لمحتها “صباح” ركضت نحوها باكية وهي تهتف:
-بتي!
احتضنتها وأخذت تقبلها كثيرًا ،و”جود” تبكي بانهيار تام وهي غير مصدقة:
-الحمدلله يارب إنك بخير !
نظرت لها “صباح” متباهية بابنتها قائلة:
-ما شاء الله عليكي يا بتي ،قوليلي أنتِ كويسة!؟؟
أومأت برأسها ثم قالت لها :
-وفي حاجة هتشوفها هتفرحك أوي يا ماما ، يا دادة “حسنية” !
أتت لها “حسنية” فأخبرتها “جود” وهي تشير لوالدتها:
-أمي رجعت الحمدلله خديها في الأوضة اللي كنت فيها من شوية !
أومأت برأسها ممبتسمة وهي تقول:
-عنيا يا بنتي اتفضلي حضرتك !
لمحت “حسنية ” هؤلاء الناس فسألت بنبرة غريبة:
-هو مين دول يا ست “مليكة” ؟!
نظرت نحوهم “جود” ثم عاودت النظر نحو “مليكة” وهي تتقول بنبرة قلقة:
-مامته !؟
أومأت برأسها لترتمي “جود” بحضنها قائلة:
-أخيرًا جيتي صدقيني أنا حاسة بيكي !
نظرت لها بحنية بالغة وهي تراه بهذا الجمال قائلة:
-أنتِ حلوة أوي ،وأنا متأكدة إني ابني ميقدرش يستغنى عنك !
كانت “حسنية” تخشى ما سيحدث إذا رأى سيدها ما سيراه ،بكنها أخذت “صباح” لتشير لها “جود” باطمئنان فتذهب معها متوجسة!
…………………….. …………………….. ………
نظرت “جود” نحو تلك النسخة المشابهة ل”مليكة” فأخبرتها “مليكة” تعرفها بأخيها:
-ده أخويا وتوأمي يا “جود”
سلمت عليه بحرارة وهو كان منبهر بجمالها فسلم عليها بشرود لتقرصه “مليكة” !
تحدثت “جود” مع “كوثر” وقالت:
-تعالي معايا لازم تشوفيه !
ارتعش قلبها و”جود” تسحبها إلى فوق ،تفتح الباب وتدخلها ،يلتفت برأسه ويراها صدمة كبيرة في عينه أتت وغضب جامح احتل كيانه!
…………………….. …………………….. …
((الفصل الثالث والعشرون)) “قبل الأخير”_ضربات انفعالية قاتلة هبت إليه جعلت قلبه يضرب بعنف وهذا الجهاز يُصفر لتحاول الممرضة معالجة الأمر ،اتصال بالطبيب سريعًا ليأتي مهرولًا ويحاول إنقاذ الموقف بجهاز صدمات الكهربائية ، كل ذلك تحت أنظار “جود” التي لم تستطع التحمل استندت على باب غرفته تبكي وهي ترا من الداخل عدم استجباته لتصرخ بكل صوتها باسمه الذي يعشقه منها:
-“غيــــــــث” !!
بعد برهة من الوقت استجاب القلب وأُنعش من جديد ، لتهدأ ثورة “جود” وتجلس أرضًا باكية!
……………………..
خرج الطبيب وهو يحاول تهدئة “جود” قائلًأ:
-اطمني يا مدام الباشا حالته مستقرة ،قدرنا نسيطر على الوضع !
لم تكف عن البكاء وانكمشت وهي تحتاج الأمان فلم يكن للطبيب سوى أن يعطيها إبرة مهدئة حتى نقولها إلى غرفتها لتنام باكية!
استدعت “كوثر” “صباح لتخبرها بأنها ستأخذها إلى ابنتها وأن صاحب القرية التي كانت بها هو ولدها العزيز !
دهشة “صباح” كانت كبيرة وهي تضع يدها على صدرها قائلة بشهقة:
-معجول (معقول) اللي بسمعه ده ؟! ، المفتري ده يبجى ابنك يا هانم !
أومأت برأسها مبتسمة وهي تكمل قائلة:
-بس متقلقيش هو اتغير دلوقتي بنتك قدرت عليه باين كده !
لم تفهم منها مقصدها فسألتها مستفهمة:
-ازاي جدرت (قدرت) عليه مش فاهمة !
استجمعت قواها وهي تقول مترقبة ردة فعلها :
-أصل هي بقيت مراته دلوقتي !
صدمة كبيرة متتالية عليها بكت بحسرة وهي تتحسر على حال ابنتها:
-أأه يا بتي أكيد بتتعذبي كل يوم حرام والله !
أشفقت عليها “كوثر” وعلى حال ولدها الذي وصل إلى ذلك الحال ربتت عليها وهي تخبرها قائلة:
-صدقيني هو اتغير وأنا هروح معاكي عشان أرجعه ليا اهدي بقى!
أخذت تهدئها وتقنعها أن الأمر تغير الأن !
……………………
أتى يوم تنفيذ الخطة …
جهزت “كوثر” حقيبتها التي اشترتها جدية حتى لا يلاحظها أحد وأعطتها لابنتها بجانب حقيبتها أيضًا أعد “مالك” حقيبته واستعدوا للخارج افتعلت “كوثر” أنها تودع ابنتها ، ودع “رحيم” ابنته مقبّلًا رأسها بينما تحدث “سالم” موجهًا حديثه ل”مالك”:
-مكنش لازم يعني تروح معاها لهناك !
كان يود أم يرد عليه “مالك” فبعد الذي حدث لم يطيقه حقًا ، بينما تحدث “رحيم” قبل أن يرد ولده:
-خلاص يا بابا سبيه يعمل اللي هو عاوزه ،كده أحسن عشان نتطمن على البت كمان !
أومأ برأسه ثم شعر بذلك الألم من جديد وذهب إلى غرفته !
استقرت “مليكة” سيارة “مالك” وودعهما “رحيم” و”كوثر” ،نظر إليها ليجدها تبكي بحرقة رق فلبه للحظة لكن القسوة عمته قائلًا:
-قال فعلًا بتحبيهم !
نظرت له باحتراق شديد ثم دلفت ولم ترد عليه !
……………………..
جلس “عماد” في المزرعة لينظر ما الأعمال التي يجب ان يفعلها من قِبل سيده ،فعل كل شيء حتى لا يشعر أحد بهذا الأمر ،استدعى “باسل” الذي أتى منتظرًا ما سيقوله فأخبره بجدية:
-دلوقتي تقدر تستلم مكانك في القصر الباشا وافق عليه !
ابتسم من داخله بلؤم ثم هتف شاكرًا:
-متكشر يا”عماد” عنئذنك !
أومأ برأسه ،ثم انصرف “باسل” نحو القصر ،وقلبه متلهف لرؤية أخته وكذلك للانتقام الحاد لولده الراحل في ظنه !
……………………..
أخبرت “كوثر” عمها وزوجها أنها ذاهبة عند جارتها وستأخذ معها “صباح” للعمل هناك فلم يمانعها بل تحدث “سالم” بطريقته المزرية لها:
-روحي ويارب ما ترجعي !
…..
خرجت تتألم بصمت حتى ركبت مع والديها اللذان انتظراها على قرب منزلهم ومعها “صباح”
…………….
جلست بقربه بعدما استقر وضعه أكثر وهي تضع رأسها على كتفه وممسكة بيده تحدثه قائلة:
-يمكن قبل كده مكنتش بحس بالخوف ده عليك ، كنت بكره وجودك ،بقرف منك تعبتني وخلتني أعيش أيام صعبة ،بس أنت كنت بتتوجع أكتر مني كنت عايش حياة صعبة أكتر مني ،مكنتش حاسس ولا فاهم الصح والغلط مكنتش تعرف غير حاجة واحدة بس ، لكن دلوقتي أنا سامحتك خلاص ومش بس سامحتك أنا كمان آآ!
أكملت وهي تتشبث بيده وتشد عليها قائلة بصدق:
-بحبك !
بكت أكثر وهي تتشبث به حتى شعرت بيده تطبق على يدها نظرت نحوه وهي تضحك ورتاه يجاهل لفتح عينه فابتسمت بسعادة متأملة:
-“غيث” أنت بتصحى ؟! ،كلمني يلا قولي إنك كويس وهتعيش !
فتح عينه بمجاهدة وهو ينطق بصوت متقطع قائلًا:
-بتحبيني بجد !
ابتسمت وهي متشبثة بيده قائلة بصوت عالي:
-هيييييييييه أنت عايش عايش ،الحمدلله !
كان يريد أن يضحك عليها لكنه لم يستطع وكان يشعر بشيء غريب بداخله هناك من يحبه ويريده للحياة كما افتقد ذلك كثيرًا !
……………………..
كان في عمله يترقب رؤيتها أو أي شيء ،وأخيرًا لمح تلك الفتاة الشقراء تذهب نحو البستان لتأخذ من الورد الموجود ، ذهب خلفها سريعًا لينطق اسمها بلهفة:
“جود” !
ارتعدت ونظرت خلفها لتجد ذلك الشاب ينظر لها بشغف رفعت أحدى حاجبيها باستغراب لتلك الملامح المألوفة لها قائلة:
-حضرتك تعرفني ؟!
اقترب منها وأمسك بيدها قائلًا بحنان:
-وحشتني أوي يا حبيبتي معقول معرفتنيش !
دققت به أكثر وهي تشعر بدقات قلبها لتقول غير مصدقة:
-“محمد” ؟!!!
أومأ برأسها فلم تصدق وهي ترسل له نظرات مندهشة حتى بكت فأخذها بأحضانه يدور بها تشبثت به وهي تبكي ولم تصدق حقًا أخيها قد عاد إليها !
ابتعد عنها فنظر له بحب كبير:
-كنت فاكرة إني مش هشوفك تاني !
تحولت نظراته الى قسوة مبرحة وهو يقول :
-كان لازم أجي عشان أنتقم وأحميكي منه !
فهمت مقصده وسرعان ما تحدثت بنبرة صادقة:
-استنى يا “محمد” لازم تفهم كل حاجة !
حكت له حكايتها وحكاية “غيث” كاملة ،فهدأ قليلًا لكن مازال البغض به:
-طب وأمي هي فين محدش عارفلها طريق ازاي هنرجعها ! ،وأبويا فينه دلوقتي !
ما لبث أن أتى “حامد” مهرولًا ليطمئن على ابنته قائلًا:
-بتي إيه اللي حصل ،جوزك حصله إيه لسة “عماد” مكلمني !
توقف عن حديثه فور رؤيته لهذا الرجل الغريب ! الذي يشعر أنه يعرفه جيدًا نظر له الشاب وراتمى بحضنه يبكي:
-وحشتني يا بابا !
شهق “حامد” ودموعه تنزل قائلًا بعدم تصديق:
-ابني “محمد” مش معجول !
……………………..
في الطريق حدث “مالك” اخته عن خطبيها الذي أتى وفعل مشكلة كبيرة تنفخت “مليكة” وهي غير مدركة لما تقوله :
-أنا هسبيه خلاص مش هكمل معاه !
دُهش “مالك” لأنها كانت تحبه فلم يصدق أنها تريد تركه الأن لم يعقب على حديثها بنما وافقتها “كوثر” على ذلك!
………..
وصلا إلى القرية ومن هناك نحو قصر ولدها الذي تشتاق إليه ،
ودلفوا جميعًا إلى هناك
…….
دلفت “مليكة” أولًا ورأت “جود” تصعد إلى فوق فنادتها بصوت عالي قائلة:
“جــود” استني !
التفت لها سريعًا لتسلم عليها لكنها دُهشت عندما شاهدت ما شاهدته بعينها !
لم تكن “مليكة” وحدها بل رأت معها شخصين آخرين ولكن ما ألجمها حقًا هو رؤيتها لمن تشتاق حقًا ولمن تريد هل هي تحلم هذه والدتها نطقت بشفاه مرتعشة:
-ماما ؟!!
عندما لمحتها “صباح” ركضت نحوها باكية وهي تهتف:
-بتي!
احتضنتها وأخذت تقبلها كثيرًا ،و”جود” تبكي بانهيار تام وهي غير مصدقة:
-الحمدلله يارب إنك بخير !
نظرت لها “صباح” متباهية بابنتها قائلة:
-ما شاء الله عليكي يا بتي ،قوليلي أنتِ كويسة!؟؟
أومأت برأسها ثم قالت لها :
-وفي حاجة هتشوفها هتفرحك أوي يا ماما ، يا دادة “حسنية” !
أتت لها “حسنية” فأخبرتها “جود” وهي تشير لوالدتها:
-أمي رجعت الحمدلله خديها في الأوضة اللي كنت فيها من شوية !
أومأت برأسها ممبتسمة وهي تقول:
-عنيا يا بنتي اتفضلي حضرتك !
لمحت “حسنية ” هؤلاء الناس فسألت بنبرة غريبة:
-هو مين دول يا ست “مليكة” ؟!
نظرت نحوهم “جود” ثم عاودت النظر نحو “مليكة” وهي تتقول بنبرة قلقة:
-مامته !؟
أومأت برأسها لترتمي “جود” بحضنها قائلة:
-أخيرًا جيتي صدقيني أنا حاسة بيكي !
نظرت لها بحنية بالغة وهي تراه بهذا الجمال قائلة:
-أنتِ حلوة أوي ،وأنا متأكدة إني ابني ميقدرش يستغنى عنك !
كانت “حسنية” تخشى ما سيحدث إذا رأى سيدها ما سيراه ،بكنها أخذت “صباح” لتشير لها “جود” باطمئنان فتذهب معها متوجسة!
……………………..
نظرت “جود” نحو تلك النسخة المشابهة ل”مليكة” فأخبرتها “مليكة” تعرفها بأخيها:
-ده أخويا وتوأمي يا “جود”
سلمت عليه بحرارة وهو كان منبهر بجمالها فسلم عليها بشرود لتقرصه “مليكة” !
تحدثت “جود” مع “كوثر” وقالت:
-تعالي معايا لازم تشوفيه !
ارتعش قلبها و”جود” تسحبها إلى فوق ،تفتح الباب وتدخلها ،يلتفت برأسه ويراها صدمة كبيرة في عينه أتت وغضب جامح احتل كيانه!
……………………..