رواية هالة للكاتب محمد مالك
محمد مالك: رواية هالة
للكاتب المصري محمد مالك
البارت الاول
هدي السيدة الثلاثينية الجميلة وزوجها المليونير محمد حشمت يحزمان حقائبها استعدادا للعودة الي القاهرة بعد قضاء اجازة لمدة اسبوعين بالغردقة وتدخل نها ابنتهما ثمان سنوات فتجد امها تقوم بوضع الملابس داخل حقائب السفر
نها .. ايه ده يا ماما !! هو احنا خلاص هنرجع مصر ؟!!
الام .. ايوا يا نهي .. خلاص راجعين مصر انهاردة
نها .. طب ما تخلينا والنبي قاعدين شوية .. الجو جميل اوي هنا .. دي مصر حر اوي
الام .. قلت لباباكي ومش موافق قال عنده شغل ولازم يرجع
نهي .. طب ما يرجع هو يشوف شغلة .. واحنا نستني هنا وبعدين يبقي يجي ياخدنا
ثم يدخل محمد الي الغرفة ويبدوا انه يتحدث بالمحمول مع مدير اعمالة وذراعه الايمن حمادة
محمد .. خلاص يا حمادة قلتلك راجع القاهرة انهاردة !! لا متعملش اي حاجة لحد ما اجي .. سلام
هدي .. بنتك مش عايزة تروح يا محمد .. بتقول ارجع انت شوف شغلك وبعد ما تخلص تعالي خدنا
محمد .. مش هينفع طبعا يا هدي
نهي .. ليه بس يابابا ؟!! دا الجو حلو اوي هنا وانا مش عايزة اروح للحر والقرف اللي هناك
محمد .. مينفعش يا حبيبتي اسيبكم لوحدكم هنا .. انتي عرفة اني بخاف عليكم اوي انتي وماما ومقدرش اسيبكم تغيبوا عن عيني لحظة واحدة
نهي .. ليه يعني ؟!! هتاكلنا امنا الغولة مثلا ؟!!
هدي .. بنت !!
نهي .. يووووه .. براحتكم بقي الواحد مبقالوش كلمة في البيت ده !!
ثم تخرج الابنة الصغيرة خارج الغرفة وهدي تسأل في تعجب
هدي .. فيها ايه يا محمد لو سبتنا فعلا قاعدين شوية هنا ؟!! وانت انزل شوف شغلك براحتك وبعد كدا ارجع خدنا
محمد .. مينفعش يا هدي انا مأمنش عليكم لوحدكم هنا وانتي عرفة السبب
هدي .. اها .. هو انت لسة حاطط في دماغك ان اخوك حمدي هو اللي ورا اللي حصلنا السنة اللي فاتت لما هجموا علي الفيلا شوية مجرمين وكانوا عايزين يقتلونا ؟!!
محمد .. ولولا ستر ربنا وجيت في الوقت المناسب كان زماني خسرتك انتي وبنتي للآبد
هدي .. بس هما قالوا في النيابة ان اخوك ملوش علاقة بالحادثة خالص
محمد .. انا اخويا له علاقة بأي حاجة وحشة بتحصلي في حياتي .. طول عمرة ندل وطماع وخثيث وفاشل وعالة كمان ويتمني موتنا كلنا عشان فلوسي كلها ترحله .. يلا بقي جهزي الشنط عشان مفيش وقت لازم اكون في الشركة الصبح
هدي .. حاضر .. زي ما تحب
محمد .. حضرلك الخير دايما يا حبيبتي .. الا قليلي هو البيبي اللي في بطنك دا مش ناوي ينزل ولا ايه ؟!!
هدي .. صدقني تعبانه من الصبح وحاسة اني خلاص هولد
محمد .. لا ارجوكي .. امسكي نفسك لحد ما نوصل القاهرة
هدي تبتسم برقة ومحمد يقبلها في جبينها قائلا..
محمد .. ان شاء الله تولدي بالسلامة يا اجمل هدية من ربنا انتي وولادي
هدي .. ربنا يخليك لينا يارب
وتحزم هدي الحقائب وتستعد للسفر ويستقل الجميع السيارة واثناء الطريق تخرج عليهم تريلا صخمة تسير بسرعة عالية فتصدم بالسيارة فتحولها الي حطام .. ويتجمع الكثير من المارة حول الحادث وتأتي الاسعاف لتحمل الجثث الثلاثة الاب والبنت وابنتهما الصغيرة ويأتي حمدي وزوجته يدعيان الحزن الشديد وينظران الي موقع الحادث من بعيد في شوق ولهفة وكأنهما يريدان ان يسمعا خبرا يشرح صدرهما وبالفعل علما انه لم ينجو احد من الحادث
حمدي .. ايه؟!! كلهم ماتوا ؟!!.. اخويا حبيبي ومراته وبنته ماتوا !!! يا حول الله يا ربي .. اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسالك اللطف فيه ..
ثم ينظر لزوجته ويبتسم فرحا فقد تحقق ما كان يتمني طوال عمره ولكن فجأة ومن داخل حطام السيارة يُسمع صراخ طفل يبكي .. الجميع يهرول ناحية الحطام باحثا عن مصدر الصوت .. وفجأة يتم العثور علي طفل رضيع ما زال ملتصق بالمشيمة .. سبحان الله .. انها الطفلة التي كانت تحمل بها هدي ..لقد شاء القدر ان تخرج للحياه من رحم الام الممزق نتيجة الحادث البشع وسرعان ما زالت الفرحة التي كانت تغمر قلب حمدي وزوجته وتبدلت الي حسرة وحزن شديد ويقول المسعف
المسعف .. سبحان الله !! مولوده يا جماعة عايشة اهي .. بنت المرحومة اللي جوا العربية
حمدي .. يا سبحان الله بنت اخويا !! ربنا حاسس بيا وسابلي حاجة من ريحته. انا عمك يا بنتي وانا اللي هربيكي وهسميكي هالة كمان علي اسم المرحومة بنتي ..
حمدي يلاحظ ان الرضيعة تنظر له في غضب وغيظ شديد
حمدي متعجبا .. البنت بتبرقلي ولا انا بيتهيآلي ؟!!!
الرواية في غاية المتعة والتشويق .. لو عايزني انزل بالباقي مرة واحدة تفاعل ومشاركة .. تحياتي الكاتب المصري محمد مالك.