رواية فتاة الماضي بقلمى رهف سيد
الحلقة ٧
نزلت فاطمة هي وتالا من التاكسي ثم دخلت الي الميتم تجمع الاطفال حول فاطمة مرحبين بها ثم اتت مديرة الدار
المديرة…ازيك ي فاطمة
فاطمة…. الحمد لله ي فندم
المديرة… دية بنتك
فاطمة…ايوة تالا
المديرة… ازيك ي تالا
تالا….كويسة
فاطمة…كنت عايزاكي شوية لو سمحتي
المديرة….اتفضلي
فاطمة…تالا حبيبتي خليكي هنا علشان خاطري
تالا…ي ماما ب
فاطمة..علشان خاطري
تالا…ماشي
بقيت تالا تجلس مع الاطفال وذهبت فاطمة مع المديرة الي المكتب
المديرة…مالك ي فاطمة
قصت فاطمة كل ما حدث معها في خلال ٥ السنوات
المديرة… انتي غلطتي لما وافقتي تتجوزي من ورا اهلو
فاطمة…عارفة اني غلطانة واديني خدت التمن
المديرة… وانا وعدتك ان مكانك هيفضل موجود
فاطمة…لا انا مش هفضل هنا انا هسافر اسكندرية عند سندس
المديرة…طب اقدر اساعدك في حاجة
فاطمة …انا عايزة اشتغل هناك
المديرة…خلاص انا عندي مديرة مدرسة انترناشونال هناك وممكن اخليها كمان تدخل تالا هناك
فاطمة… شكرا جدا ي فندم
جائت فاطمة لتخرج ولكنها وقعت على الارض مغشية عليها ركض الجميع اليها
الدكتورة… مبروك المدام حامل
فاطمة….اييية حامل في اد اية
الدكتورة…حامل في شهرين الف مبروك
خرجت الطبيبة ودخلت تالا وهي تبكي وتحملها على يدها مي تمنعها من البكاء
تالا…ماما اعاااااا ماما تعالي
اخذتها فاطمة واجلستها بجانبها ثم وجهت كلامها الي المديرة
فاطمة…انا عايزة انزل البيبي
المديرة…لية كدة ي بنتي غيرك بيتمنى ضفر العيل
فاطمة…طب لما يكبر هقول اية اقولو ابو….
صمتت ونظرت الي تالا التي تتابع حوارهم باهتمام ولكنها لم تفهم
المديره…لازم تخليه ي حبيبتي ربنا هيحاسبك عليه
اومات لها فاطمة ونظرت الي صغيرتها وطبعت قبلة على راسها
مرت عليها ثلاث شهور على وجودها في الميتم ولكن كانت تنتبة كل يوم الي تالا التي بدات قليلا قليلا تبتعد عن العالم وفي يوم دخلت الشرطة الي الميتم
المديرة…ممنوع حضرتك تدخل الميتم كدة
الضابط…احنا عايزين شخص وهنطلع بية برضاكم او غصب عنكم
المديرة…ممكن اعرف مين الشخص دة
الضابط…فاطمة خالد
المديرة بصدمة…لية هي عملت حاجة
الضابط…معرفش هي مطلوبة وخلاص
المديرة…. بس هي حامل
الضابط…متخافيش احنا مش هناذيها
تقدمت فاطمة وهي تحمل تالا
فاطمة…انا جاية معاكم
تالا…وانا كمان
فاطمة…معلش ي حبيبتي خليكي هنا
تالا…لا انا جاية
فاطمة…قولت لا خليكي
نزلت تالا وذهبت الي سيارة الشرطى وركبت بها
المديرة…خلاص خوديها معاكي وانا هاجي وراكم
ذهبت فاطمة وجلست بجانب تالا وذهبو الي مركز الشرطة دخلت فاطمة معها مديرة الميتم وتركو الصغيرة في الخارج كانت تالا تنظر لكل ما يحدث حولها بنظرات غامضة تقدمت الي الباب لتسمع
المديرة… ممكن اعرف مين اللي عما كدة
الضابط…حسن اكرم القاضي
فاطمة…ايييية حسن يعمل كدة
لم تفهم الصغيرة سوى شئ واحد ان والدها هو المتسبب في وجود والدتها هنا تقدمت خطوتان وقفت في احد زوايا القسم تحفر هذا المشهد في راسها بادق تفاصيلة تنظر لهم ولم ينتبة احد لها تسمع كل ما يقال عادت وهي مازالت مصدومة الي مكانها بعد مدة خرجت فاطمة ومعها المديرة
فاطمة….يلا ي تالا هنروح
اومات لها تالا بصمت تام وما ان نهضت من مكانها حتى وقعت مغشية على الارض مرة اخرى
ركض الجميع حول الصغيرة حملوها سريعا وذهبو الي المشفى خرج الطبيب بعد مدة
الدكتور… واضح ان عندها مرض في القلب وحصلت ليها صدمة عصبية فهي رافضة النطق
فاطمة…يعني مش هتتكلم
الدكتور…لا هتتكلم بس وقت ما هي تحب ويا ريت محدش يغصب عليها
المديرة… حاضر
الدكتور …انا هديكي كام نصيحة لازم تمشي عليها
فاطمة…اتفضل ي دكتور
الدكتور… ممنوع الاجهاد الجامد متلعبش كتير متزعلش محدش يضغط عليها في حاجة ي ريت دة افضل لسالمتها النفسية
فاطمة…حاضر ي دكتور
الدكتور…ربنا يقومها بالسلامة
دخلت فاطمة الي صغيرتة التي كانت تنظر الي سقف الغرفة اقتربت وطبعت قبلاتها على وجهها
فاطمة…ي حبيبتي ي بنتي كل دة يحصل معاكي وانتي لسة صغيرة ي قلب امك ي بنتي
كانت تالا في عالمها الخاص فقط تسمع ولا تتكلم تنظر لهم بغموض عجز الجميع عن تفسيره
**************************
اما في قصر القاضي كان حسن لا يفارق غرفتة يجلس بها طبع صورة لفاطمة وتالا بحجم كبير وعلقها على جدار غرفته كان الجميع يشفق على حالته وحاولو ان يغيرو راي اكرم ولكن لا محال في تغير القدر ذهب حسن الي شقته دلف الي حجرة ابنته تذكر كيف كانت تنط على الفراش وترمي الالعاب وتضحك وكيف تركض اليه عندما يدخل وكيف تبكي وتبتسم شعر بدموعة التي تنزل رغما عنة تمدد على الفراش واصبح يتذكر كيف تهرب من شرب الحليب وتستخدم ذكائها وحيلها لخداعهم تارة يبكي وتارة يضحك نهض وتوجة الي غرفة فاطمة اصبح يتلمس كل شئ بها نظر الي دبلتها التي اهداها لها في يوم زواجها كان يحفظها في جيبة امسك حقيبة وجمع بها القليل من العاب طفلتة وملابسها وملابس زوجتة واحضرها الي الفلة
اكرم…استني عندك ممكن اعرف هتفضل كدة لحد امتى
حسن…لحد ما اموت
اكرم…مش ملاحظ انك بتزيد فيها
حسن…اسف
روفيدة…اية الشنطة دية ي حبيبي
نزل حسن على ركبتية وفتحها لتظهر العاب طفلتة
حسن…العاب تالا اللي اتحرمت من اني اشوفها طول عمري ولا دية كمان حرام عليا هدوم مراتي ولا هي كمان بقت متحرمة عليا زي ما الحياة بقت متحرمة عليا انا سبت كل حاجة خسرت بنتي ومراتي ومش عارف هما فين ولا عايشين ازاي ولا بياكلو ولا مياكلوش ولا بينامو ازاي
روفيدة…خلاص ي حسن اطلع فوق على اوضتك
اخذ حسن اغراضة وصعد الي غرفته دخلت عليه امل كالعادة محاولة ان تغير مزاجة ولكن هي لم تعرف ماذا تفعل فهو محق ودخل معها الطفلان هشام ويزيد
يزيد…خلاص ي عمو متزعلش
….بابا
لف حسن وجهه ليجد هشام
هشام…ممكن اقولك بابا
اوما حسن والدموع في عينية
اقترب هشام وحضنة اما حسن فعانقة بقوة لدرجة انه شعر بعظمة الصغير تكسر بسبب عناقة الطويل
امل…خلاص بقى ي حسن معلش
بدء حسن يخرج قليلا للحياة ولكنة مزال حزينا على فراق زوجتة وصغيرتة كان يوم حسن يذهب صباحا الي العمل ينهي عملة ثم يعود الي شقتة كما كان يفعل في الماضي ثم يعود مرة اخرى الي شركتة ثم يذهب الي الفلة يساعد الصغيرين ثم يذهب للنوم
**************************
كانت تالا جالسة امام الغرفة تسمع صراخ والدتها في الداخل بسبب هذه الولادة كانت تالا تقف فقط لا تتحرك لم تنزل لها دموع منذ زمن بعيد ابتعدت عنهم وذهبت الي الحديقة الخاصة بالميتم وجلست على الارض العشبية ونظرت الي القمر والسماء بنظرات خاليه
…تالا تالا
لفت تالا وجهها لتجد احد فتيات الميتم
نهضت تالا واقتربت منها
الفتاه…مامتك جابت بنت
ذهبت تالا بخطوات تشبة الركض الي غرفة والدتها لتجدها تجلس على الفراش والجميع حولها يهنئونها على الصغيرة
سندس…تعالي ي توتو شوفي ماما جابت بنت
تقدمت تالا وجلست بجانب الصغيرة ثم مسحت على راسها وقبلته
احد الفتيات….هتسمو البنوتة اية
نطقت تالا بخفوت …تالين
فاطمة…قولتي حاجة ي حبيبتي
تالا …تالين اختي تالين
ابتسمت فاطمة برحب فهذه اول مرة تتحدث تالا من اشهر
فاطمة…خلاص تالين علشان تالا
اومات تالا بخفة وابتسامة
سندس…اسلام هيفرح اووي لما يعرف ان تالا رجعت تتكلم تاني
فاطمة….اه صح احنا هنمشي من هنا امتى
المديرة… انتي لسة والده ي حبيبتي
فاطمة…الحمد لله يعني على اخر الاسبوع كدة
المديرة… براحتك
تالا…هنروح فين
فاطمة…هنروح نعيش في شقة جمب خالتو سندس واسلام وعمو علي
اكتفت تالا بالايماء
كان يستقبل هو واخوة عزاء والدهم المتوفي من اسبوع واحد انتهى العزاء ودخل الجميع الي الداخل لتجتمع عائلة القاضي بنقص لاكبر افرادهم وهو اكرم القاضي نعم ي سادة لقد توفي قطعت الصمت روفيدة
روفيدة…حسن
حسن…نعم ي امي
روفيدة…تقلب الدنيا على مراتك وبنتك ويجي يعيشو معانا هنا
عزيز…اية بس بابا..
روفيدة….الله يرحمو خلاص توفى وانا هنا المسوؤلة وانا هنا اللي هقرر
فاتن…بس عمي كان رافض
روفيدة… دلوقتي عيلة القاضي هي اللي بتتكلم انتي اية حشرك
يزيد…ايوة ي عمو حسن احنا عايزين طنط فاطمة
هشام…ايوة ي بابا وكمان تالا
روفيدة …تدور عليهك وتجبهم وتيجي
نهض حسن والابتسامة تكاد ان تصل لاذنية
حسن…حاضر ي ماما
**************************
وقف الجميع امام الميتم مودعين فاطمة واطفالها ركبت سندس في الخلف وهي تحمل صغيرها البالغ من العمر شهران ومعها فاطمة وهي تحمل تالين اما في الامام ركب اسلام بجانب والدة جائت تالا لتركب نظرت الي الميتم والقاهره نظرة اخيرة
تالا في نفسها… انا هرجع تاني ي بابا
ثم ركبت بجانب اسلام وانطلقت السيارة الي الاسكندرية
**************************
ابي القلب الذي صنعتموه انتم لن يلين …
ابي القلب الذي جرحتموه لن يغفر …
لن يعف…
لن يكمل..
ابي بقساوتكم قسى اكثر….
الم يقل غازي القصبي…
اعتذر عن هذا القلب الذي حل مكانة حجر …