المسخ قصة قصيرة
الجزء الثاني .. المسخ ..
اول ما حطيت ايدي حواليه عشان اشيله حسيت كأني اتكهربت ، زي ما يكون الهواء المحيط بيه مليان شحنات كهربية.. و في نفس اللحظة لقيته بيفتح عينيه و يبصلي ..
انا اتفزعت و رجعت بضهري لورا ..
منظر مفزع دي مش نظرة طفل ابدا ..
المفروض اصلا ان الاطفال مبتفتحش عنيها دلوقتي ..
هو المفروض حاجات كتيرة متحصلش بالنسبة لطفل بس ده استحالة يكون طفل او حاجة تخص بني ادم اصلا ..
بعد ما حاولت اتمالك اعصابي شوية ندهت علي الممرضات ينقلوا الام لاوضة عشان تفوق فيها و شاورتلي واحدة منهم علي الطفل او الشئ اللي طلع منها ده قولتلهم يسيبوه مكانه ..
خرجت للناس اللي كانوا جايين معاها و انا جسمي كله بيترعش و مش عارف اسيطر عليه ، قولت ليهم علي حالة الام و انها محتاجة تفضل هنا 4 ايام و طلبت منهم يخشوا ياخدوا المولود ..
كان كلامي كله بيتقطع مقولتش كلمتين منهم علي بعض ، بس هما كان عندهم ثبات رهيب .. مش عارف هما كانوا عارفين اللي هيحصل ، ولا ايه بالضبط ..
بس الهدوء بتاعهم ده كان غريب جدا ..
دخلت اوضة الاستراحة الخاصة بيا و انا بحاول امسك اعصابي ، قعدت علي كرسي كان جنب الشباك و انا عمال اخبط بإيدي علي دماغي و بعدين بدأت اخبط دماغي في الشباك نفسه ، عاوز أشيل نظرة المسخ ده اللي بصهالي من دماغي ، بس مش عارف ..
بحاول افكر في اي شئ تاني عشان اشتت تفكيري عنه ، بس برضه مش قادر ..
كأن النظرة دي اتسجلت جوه دماغي و بتعيد نفسها كل ثانية ..
عنيه كانت سوداء تماما مفيهاش اي بياض و نظرته ليا كأنها اخترقتني ، حسيت بأثر النظرة دي جوايا ..
كأن النظرة دي اثرت علي حاجة عضوية جوة جسمي ،
او ممكن يكون الخوف مش عارف ..
ولعت سيجارة و انا مستمر في الخبط علي دماغي ، لحد ما قررت اني اقوم احط راسي تحت الحنفية ، المياه هي اللي بتطرد الشياطين و الوسوسة اللي انا فيها دي مش هيطفيها غير المياه ..
قمت و روحت الحمام و حطيت دماغي تحت المياه لحد ما حسيت ان دماغي هديت شوية من الفوران اللي كان فيها ده ..
بعد ما نشفت راسي حسيت إن في حاجة بتلزق في الفوطة ، بصيت عليها لقيتها مليانة دم ، صرخت بشدة و طلعت اجري علي بره ، اعصابي مبقتش مستحملة خلاص ..
قعدت اقنع نفسي إن دي وساوس و تهيؤات بسبب الشئ الملعون اللي انا ولدته ده ، و مش هينفع اسيب نفسي لشوية تهيؤات .. اصل ايه اللي هيجيب دم علي الفوطة ، انا بس شفت دم كتير النهارده و دي خيالات مش اكتر ..
التهيؤات دي لو سبت نفسي ليها هتجنن ..
تمالكت اعصابي و قمت تاني ابص علي الفوطة لقيتها مفيهاش حاجة ، و قررت إني لازم أجمد اعصابي اكتر من كده ..
قررت اني اروح عند الطفل ده و امسكه بإيدي و مخافش ، ما هو لو مقتلتش خوفك هيقتلك هو لازم حد في الطرفين يسيطر ، و انا عمري ما كنت جبان ..
خرجت من الاوضة و رايح ناحية الاوضة اللي فيها الطفل ، اكيد سابوه مكانه و خافوا يقربوا منه ..
لقيت في دوشة و زعيق جامد ، طلع الرجالة قرايب الست اللي كانت بتولد بيزعقوا مع الممرضات ..
قلت في دماغي تلاقي الست جرالها حاجة ..
قربت منهم و بحاول افهم في ايه قالولي الطفل اختفي…. !!!
ازاي يختفي ؟ معرفش و محدش عارف ..
قلبوا المستشفي بس ملقهوش ، انا الصراحة فرحت معرفش ليه .. حسيت ان الكابوس انتهي ..
بس الغريب اصرار اهله و زعيقهم و زعلهم الواضح عليهم بسبب الاختفاء ده ، المفروض يفرحوا اصلا ، هما ما شافوش شكله كان عامل ازاي ..
انتهت النبطشية بتاعتي و سيبتهم لسه بيتخانقوا هناك
و عاوزين ابنهم و روحت عشان انام ..
الواحد دلوقتي ينام و هو مرتاح ، فتحت الباب و دخلت رميت جسمي علي السرير من غير ما اغير هدومي حتي ، بس سمعت صوت خروشة كده ..
مش عارف بحلم ولا ايه ، عنيا نص مفتوحة و الصوت عمال يزيد ، فتحت عنيا و ببص جنبي ناحية الباب لقيت الطفل واقف و بيبصلي ..