أحببتُ العاصيِ الفصل الواحد والثلاثون
أحببتُ العاصيِ الفصل الواحد والثلاثون
اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة : 31
هذه المرة مزقتكَ عمدًا
الألم الذي أصاب صورتك بشرخ صغير في المرة الماضية صار شرهًا، التهم تفاصيلها من أدناها إلى أقصاها، استحالت صورتك فتات، ولم يشبع الألم!
ولأن النسخة الوحيدة المتبقية منك معلقة فوق جدار نابض بقلبي؛ قفز الألم إليها، واستأسد بسطوته عليها. دافعتُ عنك ببسالة جندي يرى في الوطن شرفه، وفي الزود عنه عزته. تشتت أركاني، وبترت أطرافي، وفقدتُ آخر قطرة من دمائي، وبقيت صورتكَ ترفرف كالعلم في وطن ينازع سكراته الأخيرة.
بعثتُ إليك بألف رسول يطلب المدد، ويحكي لك عن كسر لا يجبره إلا قوتك؛ فامتطيتَ أقوى خيولك، وتسلّحتَ بسيف بتّار، ثم مضيت تحارب في صفوف الألم !
عندئذ جمعتُ ما تبقى من شتات قلب، وحلم مبتور، وكبرياء مكسور، ومزقتكَ إلى ثلاثة آلاف قطعة، ثم نثرتُكَ تحت الصخور وفي الجحور، فوق الجبال وعند التلال.
فالوطن الذي يتحالف مع الألم لا يستحق أن نحارب من أجله.
( الكاتبة مني سلامة لرواية أحببت العاصي )
…………………………………………………….
تلك الصيحة جعلتهم جميعاً ينظرون باتجاه صاحبتها و لكن أنظار مختلفة فيوجد من ينظر لها بلهفه ويوجد من ينظر لها بغضب وآخر بترقب.
– آدم، سيبه
– عاصي
قالها ملهوفاً مندفعا يريد أن يعانقها لتكون بجانب قلبه النابض لها وبها يريد أن يحتويه ولا يهم ماذا يقولون فدفع آدم و أسرع إليها وخلفه كان الآخر و عندما وصل إليها وأراد أن يحتويها كانت الصاعقة أنها تبتعد عنه كلما تقدم منها خطوة تراجعت إثنين وهو لا يفهم لماذا تنظر له هكذا لماذا تبتعد هكذا لماذا تهبط الدموع من عينيها الجميلتين فهتف متعجباً:
– عاصي
رفعت يديها بوهن تحث على عدم الحديث تريد أن يتوقف تريد ان يرحل تريد و يا ويلة تريد أن تعانقه تريد ان تبكي داخل احضانه تريد أن تضع كفها على قلبه النابض تريد أن…… تصرخ نعم ستصرخ هي قادر ليست عاجز
– أسكت…… أبعد
هتفت بنبرة حادة لا تخلي من الحزن ، عاصي انقسمت عاصي الصلبة تهشمت عاصي أصبحت فُتات بداخلها جانب يصرخ آخر يخضع و آخر عاشق وبجانبه كارة ربة أي وجع هذا الذي أشعر به فبعد تلك الصراخ والهتاف صمت طويل فأين صورته تشعر أنه محمل بقطرات دماء وواجع و حصرة تتبعها شهقة و هو الحبيبي الوحيد ولكنه ليس حب هو كان عشق أم تره أصبح أبعد من العشق ولكن تشعر الآن انهع أصابت بالمرض الخبيث ومكانه القلب والمرض يدعي الخيانة و يا له من وجع بدون ترياق بدون بترّ بدون وصف سوى موت……….
– عاصي في أيه ؟
قالها بحنان و عاطفها لمظهرها الشاحب :
– طلقني
– نعم !
– طلقني
– أنت اتجننتي
– أنا موت …
نطقتها من بصوت متقطع كانه صدقت قولاً وفعل ، وكان هو ينظر لها بغضب مصحوب بعدم فهم و الجميع لا يعي ما الذي وصل الأمور لها ولكن كان عليها التدخل الآن يجب أن يحافظ على العائلة التي أصبحت الآن على طريق الانشقاق فدبت تلك العصا التي توحي بالحزم وهتف من الأسفل وهو يتابع بعين صقر :
– عاصي أنت أزاي تقولي كده الطلاق أبغض الحلال إلي الله ومش كل المشاكل تتحل بالكلمة دي هات أختك وجوزها يا آدم وتعاله نقعد ونتفاهم
اه….. و ألف أه يريدون أن يعذبوها أكثر وأكثر بنطقها يريدون أن تذبح نفسها بنفسها حقاً ماذا بها الآن تشعر أنها مغيبة أنها رحلت العالم ولكن تشعر بجزء من خلايا جسدها مازال علي قيد الحياة هل هي طلوع الروح إذا فمرحي هذا رئفه بحالها و بدون تفكير هتفت بغضب بحدة مصحوبه بتلك الدموع المتساقطة مع وجع بأحشائها لا تعلم مصدرة :
– هو خاني……. خاني والله يا جدي خاني ذبحني…….. اااااه………. آدم
قالتها ولا تعلم ماذا حدث بتلك اللحظة كانت تقولها مغمضة العينين تحاول التغلب عن الالام ولكنه زاد عن مقدار تحملها فصاحت بأنين من مقدار ذلك الوجع ولكن أنسحب أنفاسها و شعرت أن العالم يتوقف من حولها حين رأت آدم ينقض على عز الدين يلكمه بوجهه وغابت عن ذلك العالم حين سمعت أختها تهتف بصوت عالي لا يخلوا من الشهقات :
– آدم ألحق عاصي
…………………………………………………………………………………
الوضع كان صعب على الجميع والجميع يترقب آدم والطبية التي أستدعها آدم لتساعده بالكشف وتعرف سر هذا النزيف الذي أصاب عاصي في ، لأول مرة تري أخيها هكذا غاضباً قاسياً يتعامل مع الجميع بقسوة حتى الجد مصطفى لم يرحم من قسوة آدم و أماهم عز الدين كان في حاله بين الوعي والا وعي ويقف بجانبه ماجد مهران ذلك الكائن الذي تسلسل إلي قلبها و محور الفكر في عقله يقف بجانب أخية الخائن الذي وصل بأختها إلي هذا الحد من الانهيار لا تعلم لماذا نزعت نفسها من أحضان فداء اتجهت إليه و وجدت نفسها تنظر له بقسوة ثم هتفت :
– انت السبب في كل اللي حصل، جاي حالاً ليه يله امشي مش عارفة ايه البرود اللي عندك ده يا اخي
– هند ، احترمي نفسك
وبالطبع المتحدث هو ذلك السائر ماجد مهران ينظر لها وكأنها أخطأت فيما تقول و لم تكن هي هند غنيم إذا امتنعت عن الرد :
– احترم نفسي ، والله اخوك اللي المفروض يحترم نفسه و يروح يشوف اللي خان اختي معها و بعدين أنت زعلان عليه ليه آه ما انت أخوه يعني عينا وحدة
صدم من ذلك الكلام ونظر لها بغضب عارم شعرت به من نظراته و بلحظة وجدته يشد على معصمها ويهتف :
– لا الوقت ولا المكان يسمح ان هرد عليك بس وقسما بالله يا هند لنتحاسب على كل حرف نطقتية
– اسكت منك ليها خالص مش عاوز اسمع صوت لحد ما نطمئن على العاصي
هتف الجد مصطفي غاضباً فبتعد ماجد عنها وعاد أدراجه بجانب أخيه ولكن، ظلت تلك النظرات الغاضبة تنبعث في المكان و ما هي إلا لحظات وخرج آدم تتبعه الطبية ينظر إلي الجميع بآسي ويحمل نظرة الغضب و القسوة والعتاب لذلك العز فاسرع عز الدين إلي الطبيبة وهو يتجاهل نظرات آدم يسالها عن حال عاصي :
– عاصي عمله إيه يا دكتورة أنا جوزها
نظرت له الطبيبة ثم نظرت إلي آدم وقالت وهي تنهي الحوار وتبتعد :
– دكتور آدم هيشرح لحضرتكم حالتها الف سلامه عليها
ورحلت والانظار تتعلق بآدم و لحظات تحمل لحظات وآدم ينظر للجميع فقط حين هتف الجد :
– طمئنا يا ولدي أختك عملة إيه
نظر باتجاه عز الدين وتجاهل الجد وقال بنبرة خاليه من التعابير :
– أختي……..
وابتسامة ساخرة تتبعها…… نصيبة وفاجعه ثم قسوة وغضب :
– أختي….. كانت حامل و لأسف نتيجة الضغط النفسي والانهيار فقدت الجنين
صودم الجميع من الامر وتعلقت انظار الجميع بذلك الذي اختلا توازنه وهوي جالسا على الارض الصلبة و أخيه يرتب على رأسه المنحني. بينما نظرت هند إلي أخيها والدموع تنهمر من عينيها و ما كان أنها جرت لكي تختبئ داخل احضانه فاخذ يرتب على ظهرها بحنان ثم تركها و سار خطوات معدودة باتجاه الجد مصطفي وقال بحزم :
– أنا عارف اللي فات بس مستني أتأكد عشان احاسب الكل بس ذي ما كنت السبب في جواز أختي خالي حفيدك يطلقها بدل بشرفي ما اقتله و الكلام حالا بينه بعدين هيبقي بالمحكمة. وهتحكم لينا من اول جلسة
ثم نظر إلي فداء وهند نظرات تحسهم على الدخول إلي غرفة عاصي ثم دلف هو الآخر وأغلق الباب خلفة وكأنه يحسم أمراً ما
تتذكر جديده ما مر بعد ذلك اليوم المشؤوم وكانه الحقائق كلها اجتمعت لتظهر كلها في وقت واحد، أمرة الطبيبة انا تظل اختها في المستشفى ايام معدودة حتى يتم الاطمئنان على صحتها، عاصي الحبيب اخوتها التي تقتضي بها ولكم من تلك المسطحة علي هذا الفراش وكأنها ناهزت من العمر اضعاف لا تتحدث ولا تتحرك إلي للضرورة و فقط تنتفض مذعورة حين تسمع ذلك الصوت بالخارج صوت عز الدين و والخناق الدائم بينهم. تلك الأيام تريد ان تمحيها من ذاكرتها ولكن كيف والشيء الموجع أيضا هي تلك الحقيقة التي اخبرهم آدم بها بعد زيارة جواد لعاصي وكلامه هو وآدم مصطفي مهران هو القاتل مصطفي مهران هو من حرمها من ابيها مصطفي مهران الجرم ومصطفي مهران هو جد ماجد….. وعند هذه الفكرة بكت والبكاء سار صراخ ثم قتل …. قتل القلب بالنفس وأد الروح بالفكر و قرار…. بالثائر
وتحت تلك الشجرة التي كانت تجمعهم معاً وقفت تنتظره و عزمت على انهاء القيد لتكون الحرب خاوية من المشاعر المستحدثة و يبقي فقط الجرح الدامي. تقدم وهو ينظر لها بتلك النظرة التي تعرفها و تجيدها فهي كانت لها معبر يوما ما و عندما وقف امامها ثم تحث ساخراً :
– بعتيلي…. نعم أمرك جنابك
و بكل جمود هتفت غير عابئة بسخريته :
– دي امانتك اللي معاية وسحبت كف يده ووضعت به ذلك القيد خاتم الخطبة ثم اكملت كل شيء نصيب يا ابن كامل مصطفي مهران
وسار مبتعدة عنه وما هي لحظه ووجت شيئاً قوي يطبق على معصمها بقوه و يهتف بغضب شديد :
– أنت اتهبلتي ولا ايه … إيه الجنان اللي بتقوليه ده
– أحترم نفسك انا مش هقبل باي تطاول وكفاية اوي لحد كدة
قالته بلهجة صارمة للغاية و لكن صوته جعلها ترتعد خوفاً وتنصت له :
– تطاول أنتِ جاية حالا تقولي نصيب هو كان لعب عيال …. وكله بأمرك و انا بقي إيه قدامك
– والله سميها زي ما تسميها
ابتعدت عنه لعدت خطوت ثم نظرت له وهتفت بنبرة حاده :
– ايه عوزنه نكمل بعد ما اخوك خان اختي ولا بعد ما عرفت ان جدك وابوك اللي قتلوا اهلي انت متصور لو للحظة ان ممكن افكر فيك بعد كدة لا فوق كده انا لو هفكر فيك هيبقي عشان اخد بتاري منك بس سامع
– انتِ بتقولي ايه أكيد أنتِ اتجننتي ، أبويا وجدي ازاي قتلوا اهلك
– والله اسألهم بقي أزاي، اللي اعرفه حالا أعداء بس كل شيء انتها
نفضت أيديها إمامه وهي تهتف بكل ثقه وكأن ما كان لم يكن و استدارت راحلة ولكن تلك الكلمة التي كانت القشة الأخيرة لنهي تلك القوة المصطنعة كانت منه حين هتف صائحا :
– هند أنا بحبك بلاش الغضب يعميكِ عن كل حاجه جميلة بيني وبينك
وقفت مكانها تنظر إلي الفضاء من حولها والدموع تذرف من عينيها الجميلتين ثم هتفت بنبرة حزينة :
– أخوك كان بيحب اختي وخانها مفيش حاجه اسمها حب فوق من الوهم ده
وسارت راحلة ولم تنظر خلفها ويقسم القدر أنها إذا طاوعت هتاف قلبها في ان تنظر إليه لكان كل شيء ما كان ولكن هي لعنه …. لعنه عصيان أصابتها مسيرها أنها احبت والقدر وهي من عاصَا والعصا لمن عصا
شهقات ترتفع وهي تتذكر الآن كل شيء والجرح ما زال ينزف حتي الآن جرح لها وبيدها هي من عملت علي الجرح ليكون عميقاً خارقاً والآن يثبت لها الجميع أنها هي من نهت كل شيء وهي فقط المسؤولة عند نهاية حكايتها ……. ولا نعلم ما هي خبايا القدر
……………. ………………………..
يريدون أن يعود من جديد مرة أخرى يتجدد كل شيء أمام عينيه و لكن هل يعود بعد ما حطم وتحطم يعلم العقل يرفض والقلب يقبل بكل شيء في سبيل رأيت الحبيب ….. خائن خيانة يتهمونه وينعتونه وهو لا يعلم عن أي خيانة يتحدثون يقسم أنه لم يخن و لم يتقرب إلي إحداهنّ منذ أن تزوج بها لم يفكر إلّا بها هي كان يريدها يريد أن يعيش معها كما تمني يريد أن يريد أن يرها تلك المرأة التي تخجل من نظراته يريد أن يشعر بها كفتاة مجنونه بصحبة حبيبها يريد أن تكون له زوجه والصديقة والعاشقة والمعشوقة هو رجل يريد أن يري امرأته أمامه بكل أشكالها……….. ولكن هي ظلت كما هي تنظر له من بعيد تشغل نفسها بأناس أخيرين وفي الوقت ذاته يلتف حوله الكثيرات …… خائن هو من كان قبلها يبدل الفتيات كثيابه وفراشة لا يخلي منهن ولكنه لم ينظر إلا لها هي ففي قانون القبلة والاحضان كالسلام بالأيد أي عناق وأي قبلة تحكي عنهم العاصي وتنعته بالخيانة فهو هذب نفسه من أجلها فقط من تحكي عنها سلوي الشاذلي موضعها شمال العدد لدية ولا شيء الأخر إذا كانت تريد أن تحاسب أحد تحاسب نفسها على تلك الحصون التي شيدتها بفعلها ولك ويحها عقابها كان تلك الفترة التي ابتعد فيها والآن سيذهب و يرد قلبه المسلوب ويرد روحة المنتزعة ويعود الدراجة وكفي من كل هذا العويل بتلك الكلمة ابتعد عنها طلقها ….. فهي له منذ أن خلقت و معه صك الملكية …………..
نظر عمرو لصديقة طول تلك الرحلة وهو شارد ولا يعبئ بمن حولة ولا بحالة الجو المضطربة التي من الممكن أن تؤدي إلي مشكلة ما إذا لم ينبه فأعاد النظر إليه وقال ساخراً :
– سمعت أخر نُكتة يا عز الدين
نظر إليه عز الدين بغضب بعد أن أفاق من شروده ، فالوضع الان خطير وهو ولأول مره منذ زمن بعيد يكون مُضطرب إلي هذا الحد ولا يدري ماذا يفعل ؟
– عمرو بمرح : هقولها وأمري لله عشان لو موتنا نموت وإحنا بنضحك بيقولك إيه بقي
بعد اقلاع الطائرة: الكابتن في الميكروفون يرحب بالركاب ويقدم لهم النصائح!!! وفجأة….. صرخ مذعورا…يا ساتر يا رب.
معقولة المصيبة دي؟؟؟ … ساد الصمت في الطائرة بين الركاب لاحس ولا خبر.. ثم سمعوا صوت الكابتن مرة ثانية وهو يقول : انا اسف يا جماعة المضيفة دلقت كوباية الشاي عليا وبهدلتلى البنطلون .
صاح احد الركاب وقال: . … .. .. .. ابوك على ابو بنطلونك تعالى شوف بنطلوناتنا واللي حصل فيها
نظر له عز الدين وشرارة الغضب تخرج من عينية فنظر له عمرو و ابتسم ببرود وهتف :
– كنت بضحك معاك يا كابتن
…………………………………………………………
يسير في تلك والشوارع ينظر هنا وهناك مناظر مُبهرة و حياة الحرية كل شيء كاملاً متكاملاً ولكن أين تلك الروح التي تتأصل ببلادة أين هؤلاء الأشخاص التي ترتسم على صفحات وجوههم الحب والطيبة حقاً هي بلاد طيبه بلادة بتلك المناظر التي يراها هنا الآن يعذر أخية هناك في تلك البلاد التي ينعتونها بالتخلف يوجد عرف و عادات وتقاليد محكومة و الكثيرين يعتزون بها أما هنا فكل شيء مباح و أخية عاش هنا لفترة طويلة وقبل ذلك كانت أفكاره عز الدين متحررة و الجميع كان يسعد بتلك الحرية و لكن الآن هل سيوافق على الرجوع هل سيوافق الصقر الشارد الرجوع لبلادة و إذا فما هي الخطوة التالية هل….. سيعود عز لعاصي بعد كل شيء سار…… هل ستوافق أم ستندلع النار مرة أخري في السابق النار اشتعلت بقلبة فاحترقت جدرانه وابتعد سكانه وهو كما هو يقف الآن ينظر فقط ولكن ذلك القلب المشتعل يهتف ويصيح ويقسم أنه محرم وسيحرم على من هجره بختيارة
جلس على تلك الأريكة ينظر إلي من حوله مشاهد متعددة عجوز تجلس بجانبه تقرأ في أحد الكتب و بعض الفتيات يرقدون و أطفال يلعبون و…. حبيب يعانق حبيبته من الواضح أنه زوجته فبطنها ظاهرة تحمل في أحشائها قطعة منه والآخر ينظر لها بحب… نظر لهما و ابتسم ماجد مهران المغوار يجلس يشاهد ذلك المنظر ويبتسم كم كان يشتاق ليعيش تلك اللحظة حلم لأيام و الحلم فارقة سنين وبسببها هي هند غنيم وحدة تنهد بخفوت و أغمض عينيه و صورتها وهي تضحك وترقد تظهر أمامه يتذكرها ويتذكر لحظاتهم ويقسم أن مع تلك الذكريات يشعر بألم لا يحمل في ذلك المطعون …… فهو رجل نزل من عرشه لأجلها ولا يعرف كيف ولا متي استطاعت هي أن تحتل ذلك العرش لتصبح ملكة علي عرش قلبه ولكنها رحلة بعيداً ولم تنظر خلفه للذي قالها لها هي من دون النساء ولكنها رحلت ولم تهتم بمن خلفها فتح عينيه لينبعث منها تلك الشرارة الحارقة و بنبرة وعيد هتف بخفوت :
– والله لكل لحظة وجع و ألم عشتها لتعيشي شكلها يا….. يا بنت آل غنيم
…………………………………………………………….
دلفت إلي تلك الغرفة بخطوات مثقلة تنظر لصغار بحب اتجهت إلي فراش الصغير تعدل الغطاء و الوسادة ثم قبلته بحب وعي تبتسم ثم نظرت إلي الصغير واتجهت إليها بخطوات مثقلة وقد غلبتها دموعها و هي تجلس بجانبها تمسد علي شعرها الطويل بلونه الذي ورثته عنه هو كل شيء بها يشبه معاد لون عينه المحبب له كما يقول كان يعشق ذلك اللون فهي مزجت كل شيء بينها وكان القدر يسبت لها انها هي وهو سيظلون في ربات إلي الأبد ……. احتضنها في أحضانها و هي تتمتم و :
– أنا أسفه يا روح ماما ماكنش ينفع أعرف حد خبيتك عن الكل عشان تبقي قدام عينه بس صعب اوي صعب أن أعملك بحساب عشان محدش يعرف خايفة اوي يعرف ويخدك مني خايفة يا روحي تبقي انتِ السلاح اللي بيحربني بيه عشان كده مش قدرة أرجع مش قدرة
احتضنت الصغيرة بين ضلوعها وأخذت تنظر لوجها الحبيب و تتذكر ذلك اليوم حين أخبرتها الطبي أنها حامل و………… !!