أحببتُ العاصيِ الفصل الثانية
أحببتُ العاصيِ الحلقة الثانية
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة آية ناصر
الحلقه : 2
جلس مصطفي مهران بصحبة إبنه كامل يتكلمان في مواضيع عدة حين دلف عز الدين ووقف أمام جده وتنحنح قائلا بحزم
عز الدين : أنا موافق يا جدي إن أرجع مصر
الجد مصطفي بفرحة : ربنا يريح قلبك يا ولدي
عز الدين : بس عندي شرط يا جدي
كامل بغضب : أنت بتتشرط علينا يا عز ولا إيه
عز الدين : هو مش شرط يا بابا هو طلب
الجد مصطفي بتفهم: قول يا ولدي
عز الدين : عاوز أفضل هنا أشوف هعمل إيه في موضوع شغلي و أخلص كذا حاجه قبل نزولي مصر
الجد مصطفي : يلزمك وقت قد إيه يا عز الدين
عز الدين : شهر يا جدي علي الأقل
كامل بسخرية : شهر متطول شويه كمان
عز الدين : بابا من فضلك دي أقل فترة ممكن أعرف أخد فيها أجازه
كامل : وتاخد أجازة ليه أصلاً إستقيل من الشغلانه اللي عاملة لينا تعب أعصاب دي
عز الدين بغضب : بس ده شغلي اللي بحبه
كامل بحدة : شغلك ده اللي مغربك في بلد غير بلدك
عز الدين : يا بابا….
قطع الجد مصطفي حديثهم وهو يخبط بعصاه الأرض وينظر لهم بغضب
الجد مصطفي : والله عال أنا معدش ليا إحترام خالص وصتيكم
كامل : العفو يا بابا
الجد مصطفي : وهو ينظر إلي عز معك شهر يا ولدي تخلص كل شغلك فيه شهر ويوم وقسم بالله يا عز لهتكون عندي بردك بس بطريقتي أنا
ثم قام من مجلسه و تقدم أمام حفيده بخطوات واثقة و
الجد مصطفي : حذاري يا ولدي كلمتي متتسمعش عشان ساعتها هتشوفني واحد تاني خالص غير اللي قدامك يا ولد ولدي
وبين أحلام وأماني واقع مسلم به و ما بين أريد ومفروض قرار وقرار مصطفي مهران هو الحكم والحكم هنا نهائي غير قابل للاستئناف
……………………..
و مع شروق الشّمس علي أرض أل مهران تدب روح العمل والنشاط و مع نسمات الصباح تفتح عاصي عينيها الخضراء بخمول و دعونا نلقي الضوء علي تلك السلاسل المكبلة فشعر العاصي طويل جداً أسود كسواد الليل و أخذ من ملمس الحرير قدر كبير ، كانت ترتدي بجامة من اللون الزيتي الغامق فقامت علي الفور و بعد أن إغتسلت و أدت فريضتها ثم ارتدت ملابسها و توجهت إلي الطابق السفلي كانت السيدة حنان تضع الطعام علي المنضدة المخصصة له فتوجهت عاصي إليها بسرعة و جلست لكي تأكل طعامها
حنان بعطف: صباح الخير يا بنتي
عاصي بحب : صباح الخير يا خاله
حنان بإهتمام: هما هيوصلوا علي الساعة كام
عاصي : أن شاء الله علي الساعة ستة يا خالة عاوزه كل حاجه تكون جاهزه
حنان : أن شاء الله يا حبيبتي ويوصلوا بالسلامة
عاصي بجديه : هند وعائشة لسه نايمين لحد دلوقت
حنان : أيون يا عاصي أنتي عارفة أنهما مش بيصحوا الوقت
عاصي : معلش يا خالة تصحيهم عندنا شغل كتير عاوزين نخلص كل حاجة قبل موسم الحصاد وهما ولا هنا
حنان : معلش يا بنتي لسه صغيرين بردك
عاصي وهي تقوم من مكانها بسرعة : للاسف مش صغيرين يا خالة بيدلعوا و أنا مش هرحمهم لو حصل تقصير في شغلهم ثم أسرعت الخطي إلي الخارج وهي تقوم بربط الوشاح الذي تضعه كعمامة علي رأسها وسارت بخطي سريعه إلي الخارج
…………… ..
وفي مطار العاصمة باريس وقف عز الدين يودع آدم وجده وأبيه المكان ممتلئ بالمسافرين من جميع دول العالم وتلك الأجواء التي إعتاد عليها عز الدين ويعشقها، وبعد أن رحلت عائلته أخرج هاتفه من جيب بنطاله الجنز قام بمهاتفت أحدهم و
عز الدين : أنت فين يا زفت
الشخص :
عز الدين : طيب خليك عندك أنا جيلك
الشخص :
عز الدين بغضب : كب كيك إيه اللي أجيبه أنت ديماً همك علي بطنك
الشخص :
عز الدين : طيب أقفل يا زفت علي أما اجيلك
……………… ………..
في المزرعة دلفت هند إلي المكتب الخاص بالأطباء البيطريين وأخذت تتفقد بعض الأشياء حين لمحت عائشة وهي تسير مسرعه وعلي وجهها معالم الغضب وتحمل بيديها ورقه بيضاء وتنظر لها بغضب، فأسرعت إليها وأخذت تهتف بإسمها حتي تسمعها و
هند : عائشة… عائشة إنتي يا بنت
عائشة بمعالم منزعجة وهي تنظر إلي هند: عوزه إيه يا هند ؟؟
هند بتعجب : في إيه مالك وبتتكلمي كده ليه !!
عائشة بضيق : مهو اليوم بيبان من أوله ، والنهارده شكله هيبقي جميل
هند : ليه كل ده بس
عائشة وهي تعطي لها الورقه: أتقضلي شوفي النصيبة اللي إتحدفت عليا من الصبح
هند وهي تقرأ تلك الورقه، ثم أتسعت حدقت عينيها ونظرت إلي عائشة و
هند : يا خبر إيه ده دول مجنين ولا إيه عاصي عِرفت
عائشة وهي تهز رأسها برفض : لا مهي دي النصيبة ربنا يستر هند ما تعملي فيا صواب وتوديه إنتٍ
هند بسرعة: أأنا أنا دا أنا ورايه شغل كتير جداً الدكتور جابر بينادي آه سلام يا عائشة
عائشة : أه يا و…….
حين لمحت عائشة عاصي تسير مع والدها بإتجاهها فأسرعة عائشة و إختبأت خلف شجرة ضخمة كانت بجانبها حتي مرت عاصي ووالدها فخرجت و
عائشة وهي تفكر : وبعدين بقي في الرعب ده أعمل إيه، أيون لقتها وإبتسمت بشدة ثم قالت هو واحد بس اللي بلجأله في الموقف إللي شكل دي
……………………..
في القاهرة وفي ڤيلا كامل مهران كانت السيدة إيمان تقرأ أحد أشهر المجلات في إهتمام حين رأت إبنتها سلمي وهي تسرع إلي الخارج فرفعت حاجبها و صاحت غاضبه
إيمان : سلمي إستني، أنتٍ راحه فين
سلمي : راحه المطار يا ماما عشان أستني جدي وبابا
إيمان : والله كده ومن نفسك ، ومن غير ما تقوليلي
سلمي : هو في إيه يا ماما هو أنا مسافرة ولا إيه
إيمان وهي ترفع صوتها : هو أنا معدش ليا أي لازمة في البيت ده ولا إيه
سلمي : يا ماما و..
إيمان : إخرسي وإتفصلي علي فوق مفيش مرواح في حتة
سلمي : يا ماما بليز
إيمان : إتفضلي علي فوق
أخذت الدموع تتساقط من عيني سلمي فهي لا تعلم ماذا تفعل مع والدتها التي تحب التحكم في كل من حولها و بالطبع يستطيع الكل الهرب من تلك التحكمات إلا هي ، صعدت سلمي إلي غرفتها ثم جلست علي فراشها تبكي بشدة هي لا تستطيع أن تتعامل مع والدتها أستخدمت كل الأساليب وللأسف تفشل ، هي الأن وحيدة وهي تعيش في كَنف أسرتها فالأمر مرير حين تقف مُكبل الأيدي وسط أقرب الناس لك وهي لا تستطيع الهروب كعز و لا الأختباء كماجد وإنشغال كوالدها هي ما عليها غير تنفيذ أحكام إيمان المرشدي التي تصدرها
( الإنسان هو الإنسان صغير كان أو كبير يحب أن يعطي رأيه في شئونه يحب أن يكون هو ، يسعي من صغره ليكون نفسه ويحاول في كبره أن يثبت نفسه فهي طبيعة إنسانية ولكي نصنع جيلاً صاعداً يتسم بالنجاح أتركه ليأخذ قراره في أبسط أموره وراقب أنت من بعيد و تتدخل لتوجيهه في الوقت المناسب ، لا تفرض علي الأخرين رأيك بالتسلط وأترك الخلق للخالق )
……………
……
هبطت الطائرة علي أرض القاهرة ونزل مصطفي مهران بصحبة ابنه و آدم كان ماجد في إستقبالهم وحين لمحهم أسرع وأخذ يُسلم عليهم بإشتياق وقام بتقبيل يد جده وأبيه وعانق آدم بحب فماجد مصطفي مهران شابً محبوباً من الجميع يتميز بروح الفكاهية و تقلب المزاج ماجد مهران !كم أخاف هذا الأسم الكثير و الكثير فهو يحب عمله جداً وهو المسؤول عن مصانع اللحوم الخاصة بهم وعلي الرغم من حداثة سنه فهو في الرابعة والعشرين من عمره إلا أنه أثبت نجاحاً باهراً في هذا المجال أما عن الجاذبية ف ماجد مهران لا داعي عن التحدث عن وسامته وجاذبيته فأبناء مهران معروفون بالتفوق في كل شيئ كان ماجد صاحب جسد رياضي حيث يتناسب جسده مع طوله أما عن عينية فهي بلون حبات القهوة فهو صاحب عينين بنيتين و بشرة بيضاء وشارب خفيفف يتناسب مع لحيته المهذبة ، إصطحب ماجد جده وأباه و آدم إلي الخارج و
ماجد : الحمد للّه علي سلامتك يا جدي
الجد : الله يسلمك يا ولدي كيفك
ماجد : الحمد لله تمام يا جدي
كامل : سلمي فين يا ماجد مش قالت أنها هتيجي معاك المطار
ماجد : معرفش يا بابا أتصلت تانى و قالت مش هينفع تيجي و بعدين إحنا خمس دقايق ونبقي في الڤيلا إبقي إسالها
الجد : أنا عاوز أعاود المزرعة يا ماجد اطلع علي المزرعة
كامل : إزاي يا بابا مش هينفع لازم نروح الڤيلا الأول عشان تستريح
الجد: لا يا ولدي أنا عاوز أرچع علي المزرعه أتوحشت بيتي
و أهلي
ماجد : مش هينفع يا جدي لازم تعدي علي البيت الأول علي أقل ترتاح شويا ثم نظر إلي آدم و هتف ولا إيه يا آدم
آدم : اللي يشوفه جدي طبعاً
كامل : طبعاً هيجي معانه إطلع يا ماجد علي الڨيلا
في باريس وقف عز الدين يدق باب منزل أحد الشقق بعصبية حين فتح له أحد الشباب نظر عز الدين إلي الشاب بتأفف ثم دلف إلي الداخل بسرعة وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة
عز الدين : أنت لسه نايم يا عمرو أنا متصل بيك بقالي ساعة
عمرو : إيه يا عم ما براحة دا لسه بدري حتي علي معاد الرحلة ثم دقق النظر إلي يده و
عمرو : الله أمال فين الكب كيك أفطر أنا ايه الوقت
عز الدين : هو أنا كنت، خلفتك ونسيتك ولا إيه وبعدين مالك كده محسسني أن إحنا هنروح نِتفسح
عمرو بغمز : يا ريت و الله وحشتني الفسح بتعتنا، بس هنعمل إيه في أبوك وجدك إللي كتموا علي نفسنا
عز الدين : وله إحترم نفسك شويا وبعدين هما سافروا انهارده
عمرو : أيون بقي يعني هنهيص ونجيب الناس تهيص
عز الدين : أها يا خويا بس خلصنا يله قوم إلبس عشان نعدي علي البيت عندي أجهز عشان منتأخرش
عمرو : فوريره
عمرو السمري مصري مقيم بباريس يعمل مساعد طيار وهو المساعد الخاص بعز الدين تعرف عليه عز الدين من أكثر من خمس سنوات وأصبحا أصدقاء جداً بحكم العمل و انهما مصريان مثل بعضهما فكان عمرو شاب متوسط القامة يتميز بشعره الطويل نسبياً وبشرته البيضاء و أما عن عينيه فكانت سمراء كاحله ويتميز بأهداب طويلة أنه عمرو طيب القلب ويحب عز الدين جداً
…………………….
كانت عائشة تبحث عن ذلك الصبي المحبب إلي قلب عاصي إنه ” يوسف ” الفتي المدلل إبن أحد المزارعين حضرت عاصي ولادته فكان لولادة يوسف ذكري محببه علي قلب الجميع فلقد ولد يوسف يوم ولادت ” مطر ” ومن يعرف عاصي جيداً يعرف مطر أيضاً ومطر هي فرسة عاصي التي ولدت علي يديها و في تلك اللحظة عرفت عاصي بولادت أحد العاملات في حقول القمح فأسرعت إلي هناك فوجدت أحدي الفلاحات تعطيها طفل صغير وتبتسم و تبشرها بيوسف فابتسمت عاصي ومن ذلك اليوم و أصبح يوسف محبب إلي قلبها وهو يحبها ويراها مثله الأعلي ، أخذت عائشة تبحث عن الصغير فوجدته يلعب مع الصغار في أحد الساحات التي خصصتها عاصي للعب و
عائشة : يوسف … يوسف
يوسف وهو يتجه إليها : نعم يا أبلة عائشة
عائشة : تعاله عاوزه منك خدمة
يوسف : طيب ما تسبيني شويه ألعب وبعدين أبقي أجيلك
عائشة : مش هينفع تعالى بقولك
يوسف وهو يخاطب الأطفال : خلاص يا عيال بكره نكمل تدريب بقي
عائشة : يله يا إبني
يوسف : جيت أهه نعم
عائشة : بص أنا عاوزه منك خدمة أنت الوحيد اللي هتقدر تعملها
يوسف : خدمة إيه يا أبلة عائشة
عائشة : تروح تودي الورقة دي لعاصي ، وقولها دي أبلة عائشة بتقول دي وصلت من المصنع
يوسف : أبله عاصي عند إسطبل الخيل روحي وديها أنتٍ
عائشة بتهرب : لا أصل مش فضية أسمع الكلام بقي يا يوسف عشان خطري وأنا هقف أستنك وراء شجرة الجميز عشان أشوفك عملت إيه بس أوعي تعرف عاصي مكاني
يوسف : حاضر يا أبلة عشان خاطرك بس هسيب المَشت وأروح
عائشة بعدم فهم: مَشت إيه إللي هتسيبه ده يا يوسف
يوسف : المَشت المَشت مع أصحابي
عائشة بفهم : اه أنت قصدك الماتش مش توضع معلش يا يوسف أصل الموضوع مهم يله بقي روح لعاصي وأديها الورقة
يوسف ببراءه : حاضر
في ذلك الوقت كانت عاصي في خلوتها نعم فهذا الساعة المُخصصة لإختلاء بنفسها وبمطرها المُحبب أوقات تصعد علي ظهره وتترك لهُ الطريق لكي يُسرع هو إلي حيث لا تدري ويظل مطر يجري حتي يأخذها لمكان خاوي ويبقي هو وهي فقط تهمس له وتخبره بكل همومها تعانقه وتبكي مطر هو سر عاصي وفي العاصي حرية مطر وعلاقة عجيبة يتعجب لها بني البشر ، كانت تنظف جسد مطر بالفرشاة المخصصة لذلك العمل وهي مُبتسمة حين دلف إلي الداخل يوسف و
يوسف : خالة عاصي خالة عاصي
عاصي : تعال يا يوسف أنا هنا ، عامل إيه
يوسف : أنا الحمد لله كنت بلعب مشت مع العيال عشان أبقي شاطر وأنتٍ تلعبٍ معايا زي ما قُولتٍ
عاصي : بس كدا من عنيه يا يوسف هنظم ليكم ماتش ونلعب فيه كلنا بس بعد مُوسم الحصاد
يوسف : وتلعبٍ في فريقي
عاصي : حاضر يا حبيبي بس تذاكر الأول و تبقي شاطر
يوسف : حاضر، أها نسيت الخالة عائشة بعتالك دي معايا و وسلام حالاً بقي عشان أروح لها عشان هي مِستنيه عند شجرة الجميز
أخذت عاصي الورقة من الصغيرة ، حين أسرع هو بالخروج من الإسطبل ، نظرت إلي محتواها فاتسعت حدقة عينها وإرتسمت علامات الغضب علي وجهها ، و أسرعت عاصي بالخروج وإتجهت مُسرعه إلي مكان وجود عائشة وهي تتفوّه بكلمات غير مَفهومة.
في ڤيلا كامل مهران جلس الجد مصطفي وبجانبه آدم وعلي قرب منهم جلس ماجد وبجانبه كامل حين دلفت أم السعد وهي تحمل بعض المشروبات وأخذت تبتسم وترحب بهم بسعادة و
أم السعد بفرحة : الدنيا نورت يا سيدي
مصطفي بابتسامة : تسلمي يا أم السعد عامله إيه وولادك عاملين إيه
ام السعد بشكر : الحمد لله يا سيدي بيدعولك ربنا يطول لنا في عمرك
مصطفي : تسلمي يا أم السعد
وهنا سمع الكل هتاف عالي فرح ينبعث من الأعلي و سلمي تسرع في نُزول درجات السلم و
سلمي بفرحة : ياااه جدي هنا جدي حبيبي
وأسرعت إليه وهي تضحك بشدة نعم مدللة الجميع حقاً سلمي فتاة عائلة مهران وللقلب الطيب علامات نعم فأصحاب القلوب الطيب دائماً تكون سيماهم علي و جوههم وهكذا كانت سلمي مرحة طيبة القلب محبوبه مُتواضعة وبشدة، إحتضنت سلمي جدها ثم قبلت يده و
سلمي : الحمد لله علي السلامة يا جدي
مصطفي بحنان : الله يسلمك يا روح جدك عامله ايه
سلمي : بخير طول ما أنت بخير
كامل : مفيش بوسة وحضن لبابا ولا أي حاجه
جرت سلمي علي أحضان وألدها وهي تضحك بمرح و
سلمي : وحشتني يا بابا جداً
كامل : آه ما أنا لاحظت أه
سلمي : أنت حبيبي يا بابا ، والله
ثم سلمت سلمي علي آدم هو الأخر ونظرت إلي أخيها ماجد بفتور فإستعجب ماجد لهذا ولكنه إلتزم الصمت من أجل جده وبعد قليل دلفت السيدة إيمان هي الأخرى وأخذت تسلم عليهم ببرود مصطنع فنظر لها كامل بغضب وبنظرات مُحتقنة و
كامل : من فضلك يا إيمان ممكن دقيقة
حركة رأسها بقبول ثم قامت وقفت وسارت إلي الخارج بصُحبة زوجها و
كامل : دي مُقابلة تقبلينا بيها يا ست هانم
إيمان : عاوزين أقبلكم إزاي يعني و أنتم جايين من غيره يا كامل ده وعدك أنت وبابا ليا فين إبني فين يا كامل
كامل بغضب : أبنك يا هانم مش عاوز يبقي معانا وبيتحجج نعمله إيه يعني
إيمان : تتصرف يا كامل عز لازم يجي ويبقي معانا وينسي الغربه
وهنا دقت عصا مصطفي مهران بأرض فنظروا إليه فكان غاضب فزوجة إبنه ترفع صوتها في حضرته والأَدَهْىَ أمام زوجها وهذا لا يليق و
مصطفي بغضب وهو يقف وخلفه أحفادة وبجانبهم آدم : صوتك ميعلاش يا بنت حسن المرشدي ولدك مش صغير ولدك راجل
إيمان : أنا تعبت من بعده يا بابا وأنتم السبب في بعده عني
مصطفي : إبنك اللي إختار طريقه واحده ومحدش سبب غربته
إيمان : لا أنتم السبب لما محدش رضي علي دراسته فسافر عشان يدرس اللي بيحبه أنتم اللي ضيعتم إبني من بين إيديا
كامل بغضب : إحنا ولا تحكماتك أنتٍ وسيطرتك هي اللي بسببها فضل أنه يبعد عن الكل
مصطفي : ولدك هيكون عندك عن قريب بس ياريتك تعرفي تحافظي عليه ، يله يا آدم بدي أرچع بلدي
كامل : إزاي يا بابا بس لازم نتغدي سوا
مصطفي : ملوش لزوم يا ولدي عاوز أرچع المزرعة قبل الليل
سلمي : عشاني يا جدي خليك معانا
مصطفي : معلش يا غالية لازم أرچع وأنتٍ تبقي تچي تعدي معايا يوم أچازتك وأنا هخلي ماچد يچيبك ليا، يله يا آدم
كامل : يا بابا ..
مصطفي : بلا منهده يا كامل بقول عاوز أرچع بلدي
كامل : خلاص يا بابا برحتك بس أهم حاچه متتعبش نفسك
مصطفي : ماشي يا ولدي يله أشوفك علي خير
حزنت سلمي لان جدها سيرحل ويعود إلي مزرعة كانت تود أن تجلس معه تستمع إليه و إلي نصائحة و تستمتع بحنانه وها هو سيرحل جاء ليرحل نظر مصطفي إلي صغيرته و
مصطفي بحنان : أنتٍ عرفه چدك زي الطير اللي ميقدرش يبعد عن عشه ، ثم إبتسم و هتف بس هستناكٍ تنوري البلد وتقعدي مع چدك يومين
سلمي بحب : هخلص إمتحان وأجيلك علي طول
مصطفي : هستناكٍ يا قلب چدك
ورحل رحل مصطفي مهران من أرض لأرض ومن سماء إلي سماء كي يستقر وأخيرًا علي أرضه ..أرض شرفه وعرضه و دفئ روحه
……………………..
وبعد رحله دامت ساعات هبطت طائرته في مطار باريس كان هو قائدها كابتن طيار عز الدين كامل مهران يهنئهم بسلامة الوصول إلي بلادهم بسلام، حلمه الذي تحقق رغما عن الجميع أن يطير وقد صار كابتن عز يحب عمله كثيراً و يحب السماء يحبها لهدوءها و نقاءها و سلامها يعشق سكونها عز الدين كامل مهران شاب في السابع والعشرين من عمره أعطاه الله الكثير والكثير ليصبح مميزاً نعم مميزاً عن غيره من الشباب فعز الدين صاحب الشموخ والعزة يمتاز بالجاذبية المُدمرة علي قلوب بنات حواء صاحب الرقم القياسي في الصداقات والفتحات و الغزوات ولكن ليست في حروب مُقننه مُعترف بها لا فأرقامه و انتصاراته كانت في صداقات الفتيات والعلاقات، لقد خلت الطائره من ركابها ، في مكان يُشبه القُمره كان هو يقبل أحدي الفتيات التي وقعدت أسيرة بجاذبية إبن آل مهران، وبالخارج كان عمرو صديقة يبحث عنه حين توجه إلي تلك القُمره بخطوات حذره ثم فتح بابها بسرعة فتفاجئ بما يحدث وإستدار سريعاً فاضطربت الفتاة بشده وتتحنح عز الدين بمكانه و
عمرو : أسف …. أسف
أستأذنت الفتاة سريعاً وخرجت من الغرفة بخطوات مُسرعة بينما نظر عز الدين إلي عمرو بغل ممزوج بغضب و
عز الدين ساخراً: أنت دائماً كده بتيجي في وقتك
عمرو : ربنا يخليك يا عمهم، دا أنا قالب عليك الدنيا من الصبح
عز الدين : ليه الدنيا خِربت ولا إيه
عمرو : لا يا عم مخربتش بس عاوز نشوف هنسهر فين انهارده أنت أيامك بقت معدودة هنا ثم غمز بعينه وأكمل ولازم نستغل الوقت ده
عز الدين : أيامي بقت معدودة الله يخربيت لسانك أنت بتفول عليا يا زفت
عمرو : لا يا عم دا أنت حبيبي المهم أنت كُنت بتعمل إيه مع البنت روز
عز الدين : كان عندها مشكلة وبحاول أحلها لها
عمرو وهو يغمز له : وحلتها
عز الدين بإبتسامه: عيب عليك أنت عرفني مفيش مشكلة تقف قدامي
وأخذ يضحك ضحكة عالية شاركه فيها صديقه وهما يتصافحان ، والأمر كله بالنسبة لهم عادة أن يبقوا محور أنظار بنات حواء واليوم مع هذه وغداً مع هذه وهكذا إعتادوا
……………..
نظرت عاصي إلي عائشة بغضب فهي تشعر أنها تتعامل مع طفلة صغيرة لا تعلم مقدار الكارثة التي أوقعهم هذا البغيض ماجد هذا الذي لا يفقه شيئاً في حياته سوا عجرفته وغروره ذلك المغرور أوقعها وأوقع نفسه بمشكلة كبيرة و عائشة تستهين بذالك ف
عاصي بغضب : مُمكن أعرف إيه اللي في الورقه دي، وإزاي حاجه مُهمه شكل دي توصل ليا مع يوسف إحنا بنهزر صح
عائشة : أأسفة بس صراحة كُنت خائفة من رد فِعلك و كمان الفاكس ده ينرفز جداً زي صحبه بظبط
عاصي : هو كده جاب آخره معايا وقسما بالله لعرفه مين هي عاصي
عائشة : ط طيب أنتٍ ناويه علي إيه
عاصي بتوعد : علي كل خير أن شاء الله….؟