أحببتُ العاصيِ الفصل الثاني والعشرون
أحببتُ العاصيِ الفصل الثاني والعشرون
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 22
مزرعة مصطفي مهران ستشهد فرحان كبيرًا الكل ينظر حفل زفاف الأحفاد و الكل سعيد فالأميرة المتوجه علي عرش القلوب ستتزوج عاصي أطيب خلق الله تحب الجميع وتعاملهم معامله حسنه يشعرون أنها منهم و الكل يدعي لها بالتوفيق ، واستقبال أخر في بيت مصطفي مهران لقد جاء اشتاقت له أحمد هنا يجلس أمامها لا تستطيع التصديق أخذ الجد مصطفي يرحب بأحمد ووالدته
بينما كان كامل ينظر لزوجته باستغراب ما بها لماذا تغيرت هكذا بين يوماً وليلة ما الأمر يا حبيبتي !! نظر الجد إلي زوجة ابنه وقال بجمود :
– سكت ليه يا مرت ولدي !
و النبرة منكسرة لا بعد حد و ارتسمت البسمة علي ثغرها و:
– لاء أبداً مفيش يا بابا، ثم نظرت حولها وقالت، أمال الولاد فين وفين عاصي وهند
– ولادك أكيد في المزرعة وأنا بعتلهم عشان يجوا و وعاصي زمانه جايه حالاً ومعه هند
حركة رأسها بتقبل ثم صمتت مره آخري حين نظر الجد إلي أحمد ثم نظر إلي سلمي و تنحنح ثم قال بصوت هادئ :
-تعالي جنبي يا سلمي وأنت كمان يا أحمد
ارتبكت سلمي بشدة ثم قامت و سارت بضع خطوات وجلست بجانب الجد بينما تقدم أحمد وجلس بجانبه من الجهة الأخرى فقال الجد بحنان وهو ينقل نظراته بينهم :
– أنا وفقت علي جوازكم عشان عرفت قد إيه هو جدع و ها يصونك وأنت يا ولدي أنا أعرف أنك بتاخد حفيدة مصطفي مهران الوحيدة يعني أوعاك تزعلها وصونها سلمي مفيش أطيب من قلبها أحنا في عويدنا مفيش حاجه أسمها خطوبه وعشان كده فرحكم يوم الجمعة ذي ما اتفقت مع والدتك و هاتاخد عروستك وتعاود بيتك بيها
– تنحنح أحمد ثم قال بنبرة هادئة :
– بس يا جدي الفرح في علي العريس يعني أنا اللي
– اسكت ساكت يا ولد إحنا هنا أفرحنا غير عنديكم ومفيش حد يدفع حاجه ومصطفى مهران عايش
– يا جدي أنا
– أحمد خلاص أسمع كلام جدك، هتفت به والدته هي تعرف طبيعة ابنها فهو لا يقبل المساعدة من أحد ولكنها تعلم أنا في حضرت مصطفي مهران لا مجال لناقش
وبوجه بشوش وابتسامة تشرح القلب تقدم كامل من ابنته واحتضنها بحب و :
– مبروك يا حبيبة بابا، ربنا يسعدك
– ربنا يخليك ليا يا رب يا أحلي أب في الدنيا
كم هي سعيدة الأن العصفورة الصغيرة تكاد تطير فرحاً قلبها يعزف الآن أنشودة الفرحة قلبها الذي ظنت أنه توقف الآن ينشد الأناشيد
……………………..
وأخيرًا انتهت منذُ الصباح والخالة حنان تعلن حالة الطوارئ و الحمد لله انتهت عليها الآن أن تتفقد العمال لتعود سريعاً فالسيدة إيمان هنا يا رب سلم فاليوم أول مرة ستتعامل معها علي أنه زوجة زوجها المستقبلي عز الدين كم تشتاق له الأن كم هي سعيدة سارت بسرعة باتجاه المزرعة و ظلت تتابع العمال ، وفي الوقت ذاته اتجهت فداء إلي عملها هي الأخرى ولكن كانت حزينة جداً فهي تشتاق لأمها كثيرًا تتمني لو تتحدث معها الان وتحكي لها عن ما تعيشه من سعادة وفرحة بجانب آدم ولكن كيف السبيل للوصل لأمها الآن ….. يا الله أنها ضلت طريقها وهي شاردة ولكن ما هذا المكان أنها الأن في مكان منعزل نوعاً وأمامها غرفة مقفولة ما هذا مكان مهجور في أرض كأرض مصطفي مهران نظرت فداء حولها بهلع و اضطراب ولكنها الأن تذكرت منانها الذي يرافقها دائمًا غرفة كهذه و سيارة ورجل يصيح و أخر يقتله و دماء وموت أبيها وصرخات وعند هذا الحد أسرعت بالابتعاد عن ذلك المكان وهي تلهث و تبكي …. لقد أنها عملة سريعاً حتي يعود فهذا اليوم الذي حدده الجد مصطفي للاتفاق علي كل شيء بخصوص زواج أختيه و أخيرًا وصل إلي المنزل بعد مشقة وتعب فالشوارع الأن مزدحمة …سيذهب أولاً ليراي فداء ابتسامة عريضة شقت ثغرة فهو أصبح يشتاق لها كثيرًا ولا يطيق الابتعاد عنها فداء صاح بها وهو يراها تركض بسرعة وكأنّ هُناك من يلاحقها…. استمعت إليه وهو يهتف باسمها فها هو آدم أمامها ستشعر الان بالأمان آدم معها أسرعت الخطى باتجاهه ثم ركضت و كان مكانها بأحضانه مكانها الأن بين ضلوعه و بجانب قلبه فداء ما بكي و لقد ولحظات وربما استمرت إلي دقائق حتي شعرت هي و انتفضت بسرعة ولكنه ولم يسمح لها حاوط خصرها بيده و مسح دموعها باليد الأخرى وقال بحنان :
– مالك يا فداء في إيه
وماذا تقول عن ماضي يلاحق خطاها وهي لا تستطيع تذكره إلا بمنامها ماضي سرق منها أبها وسرق منها صوتها و الأن يسرق فرحتها ، باتت شاردة أمامه فتفهم هو ذلك بسرعة و قال :
– تعالي نرجع البيت حالا ولما تهدي تعرفيني في إيه
و لم يتخلى لم يتخلى عنها يديه ما زالت علي خصرها كأنه يقول لها بالفعل أنها ملكه أنها له أنها زوجته أمام الله وامام الناس
……………………..
منذ الصباح تفكر ماذا تفعل هي بين خيارات متعددة ولا تعرف هل توافق أم ترفض أم ترضي أم ماذا ووجدت نفسها تسير تبحث عنه ولا تعرف لماذا ، بينما كان هو يسير يتحدث في هاتفه مع سكرتيرة مكتبه راها فنظر ثم سار في طريقة فصاحة هي تقول :
– كابتن ماجد
في الوقت ذاته انتهي هو اتصاله ووقف يتمتم حين استمع إلي ذلك اللقب التي تطلقه عليه وبعد برهه التفت لها وقال بغضب :
– نعم
تقدمت إليه بخفوت و بنظرات مشتتة وقالت له بارتباك :
– بص…. بص يا كابتن أنا …. يعني
– بلاش كابتن وبعدين كملي و بعدين مالك مرتبكه كده ليه مش وأخد عليكٍ كده
يسخر منها اذا أنت البادي : لا مش مرتبكة ولا حاجه وكابتن دي أصل كل ما اشوفك أفتكر كرتون كنت بحبه وأنا صغيرة ثم ابتسمت وقال مش فكره بتاع كابتن ماجد ثم أخذت تغني كابتن ماجد.. كابتن ماجد عاد إليكم من جديد كابتن ماجد
– خلاص اسكتي أنتٍ مبتفصليش قال بغضب ثم هتف، كنت عوزه ايه
عدلت حجابها بتوتر ثم قالت :
– بص أنا فكرت ولقيت أن أمسك العصاية من النص ماشي وده قراري
نظر لها ببلاهة ولم يفهم شيء فهتف :
– يعني إيه ده مش فاهم
– يعني عصفورا في اليد أحسن من خمسه علي الشجرة
رفع أحد حاجبيه وتأفف وهتف غاضباً:
– يا بنتٍ أنتٍ حد مصلتك عليا تعليلي الضغط انا مش فاهم حاجه
نظرة له بسخرية وهتفت باستنكار :
– ده كله ولسه مفهمتش ، أنا موافقة ي موضوع الخطوبة نظر لها وابتسم فنظرت له هي واكملت ، عشان ده احسن حل كده أنا علي البر ولسه ما ادبستش ولان طبعاً محدش ها يقبل موضوع الرفض ده كمان لو كتبنا الكتاب وبعد كده أنا مرتحتش سعتها بقي أرفع قضية خلع و محاكم فا كده احسن الخطوبة ايه رأيك
إيه رايك في ايه هو لا يستوعب ما قالته تلك المجنونة لو انتظرت قليلاً من الممكن أن يتهور و يصفعها نظر لها ثم أغمض عينه قال :
– أنا ها عد من واحد لعشرة لو فتحت عينيه ولقيتك قدامي سعتها بس يعلم ربنا هعمل ففيكٍ ايه
– نعم أنت
– واحد، اثنين، ثلاثة
فسارت مبتعدة تلك هي لا تخاف ستقول ما تشعر به بدون تفكير ستشعر بالمرح طوال حياتها ستعيش مرحه أقسمت علي ذلك منذ اظافرها و ستكون هكذا حتي الممات
……………………..
علامات الانبهار تظهر علي وجه عمرو وكيف لا وهو بمزرعة مصطفي مهران للخيول العربية نظر إلي عز الدين بانزعاج وهتف :
– إيه الجمال ده، أنا لو منك أفضل في المكان ده طول عمري
نظر له عز الدين بسخرية ثم قال :
– أنت مش أنا ، أنا أسعد لحظات حياتي وأنا في الجو
– طبعاً ده شعور مختلف بس المزرعة فعلاً جميلة وأحلي حاجة فيها الفرس ده
نظر عز الدين إلي ذلك الفرس الذي يقصدها عمرو فابتسم وقال :
– مطر ده فرس عاصي
– مميز حتي في نظراته شكل عاصي انسانه رقيقة جداً عشان تختار فرس شكل ده
عبس بوجهه ثم قال بغضب :
– عمرو، أحترم نفسك احسن لك مالك أنت رقيقه ولا مش رقيقه
– مالك بس يا زيزو أنا بتكلم عادي يعني
– بلا عادي بلا مش عادي أخرس خالص ويله عشان نرجع
ضحك عمرو بشدة ثم قال له ساخراً :
– علي فكره يا عز الدين مش لايق عليك موضوع الجواز ده خالص
– ليه يا عم يعني ماشي بالمقلوب
– لا بتحب التجديد يا عز الدين وده جواز يعني سجن لمدي الحياه
– ولا سجن ولا حاجه يا عمرو يله يا عم بلا كلام فارغ
ضحك عمرو بشدة فهو يعلم عز الدين جيداً عز الدين كالصقر الشارد يحب الحرية و يعشقها فهل سيتأقلم مع فكرة الزواج
……………………..
جلس شارداً يفكر كيف يستطيع أن يظهر الحقيقة فأبيه لم يقل له سوأ القليل عن الماضي ويوجد الكثير يجب أن يعلمه فالحرب الان ليست علي العاصي الرحب الان هي حرب دماء ويجب أن يأخذ كل شخص حقه
وهذا ليس حباً في سالم غنيم فهو أيضاً أحد الأطراف وسبب في وفاة أحب الأشخاص والان العين بالعين والبادي اظلم والنفس بالنفس و الفائز أعظم و المرأة بالمرأة وسيأخذ امرأته و بالتأكيد ستكون العاصي وبعدها ستكون وجهته المقبلة هي الأرض و ليحل الخراب ….. و رنين هاتفه برقم ينظره أخرجه من ترتيب أفكره واللهفة في نبرته و :
– ألو يا أنور وصلت لايه
– لسه يا جواد بيه بدور الموضوع من سنين
– بسرعة يا أنور المعلومات تكون عندي قبل يوم الجمعة
– حاضر
ووعدكم هو الجحيم الجحيم أيها السادة فابن ابيه سيكون لكم الحاكم الفاصل في أمركم فيا ويلكم
……………………..
الكل يجتمع بقصر مصطفي مهران و السيدة إيمان تبتسم بسعادة الأجواء مفرحه و الجميع يضحك و لأول مره ورغم وجود مصطفي مهران تشعر بالألفة تجلس تتحدث مع عاصي و هند وتشاركهم الحديث سلمي وأختها يضحكون و يأكلون عاصي تشبه أمها في الطباع كثير تشعر بالراحة معها ولكنه فتاة تقليدية عاديه جداً وهذا ما جعلها تخاف فهي تعلم أبنها جيداً متمرد لا يرضا بالقليل هكذا شعرت ايمان أما هند مشاكسة عنيدة طفلة ستناسب ماجد كثيراً ، سلمي سعيدة مع خالته و تتودد إليها كثيرًا هكذا ستكون مطمئنه نظرت لهم ثم ابتسمت وقالت :
– ها يا ولاد حضرتم نفسكم بقي ليوم الجمعة ولاء
نظرت سلمي إلي أمها بحزن ثم قالت :
-لاء يا ماما أنت عرفه الموضوع جه بسرعه شكلي كده ادبست ومش هلحق أجيب أي حاجه
نظرت إيمان اليها بنظرات حانيه ثم قالت برفق :
– سلمي أنت بتشتري المحلات كلها في ساعة وحده بكره ننزل نشتري اللي أنتٍ عوزه
– طيب والفستان يا ماما
– نكلم رامي المصمم يجيب أحسن تشكيلة نزلت عنده تختاري منها اللي أنتٍ عوزه
– هتف سلمي بحماس وقالت : yas
نظرت إيمان إلي عاصي وهند ثم هتفت :
– وأنت وهي جهزتم نفسكم
نظرت عاصي إلي هند ثم هتفت بثقة :
– أيون الخالة حنان أشترت كل حاجه عوزنها من وحده هنا
رفعة إيمان حاجبها و قالت بعدم تصديق :
– وحده هنا ، طيب ممكن أشوف الحجات دي
– أكيد طبعاً
ثم نظرت إلي أختها وعائشة وقالت لهم بابتسامة :
– ممكن تروحي يا هند تجيبي الحاجه اللي جبناها
اقتربت هند من عاصي ثم هتفت بصوت منخفض :
– ما بلاش يا عاصي تضحكٍ علينا الناس
– روحي يا هند قالتها عاصي غاضبة
فسارت هند تتمتم بكلام غير مفهوم و ما هي إلا لحظات وعادت تحمل هي وعائشة بعض الأغراض والأكياس ثم أعطتهم لعاصي التي بدأت تفرغ محتوياتهم و تبتسم ببراء ، تابعة السيدة ايمان بعينها ما قامت عاصي بشراء فمتعص وجهها بضيق شديد بعد ما انتهت عاصي بينما نظرت سلمي إليها باستغراب اما عن هند فهي تعلم أن أختها ترضى باقل القليل ولا تفهم في أمور المشتريات تنحنحه أم أحمد واستأذنت لتؤدي صلاة العصر بينما نظرت إيمان إلي عاصي و هتفت بنبرة هادئة :
– عاصي حبيبتي الحجات اللي أنت شريها دي متنفعش عروسة ، و لا حتي تنفع أي حد أنت لازم تجيبي حجات علي الموضة تناسب سنك إيه اللي أنت شريه ده وإيه الريش ده في بنت الأيام دي تلبس روب بريش
صاحة هند بفخر وسعادة وقالت :
– والله قولتها يا طنط بس هي مصممه تبقي فرخة
– ضحكة إيمان وسلمي بشدة ثم هتفت :
– وأنتٍ يا هند إيه
– لا أنا لسه قدامي فترة خطوبه الاول اتفقت انا وكابتن ماجد علي كده
ضحكة سلمي مره أخره وهتف :
كابتن ماجد ، علي فكره الاسم ده بيضيقه جدا
– بجد، طيب كويس أنك قولتٍ لي
– أنت مشكلة يا هند، قالتها إيمان ثم التفتت عاصي وقالت هتيجي معانه بكره يا عاصي عشان نجبلك كل حاجه نقصاكٍ و الفستان تختريه من نفس المصمم اللي سلمي هتشتري منه
نظرت لها عاصي بحزن ثم قالت :
– أنا مش هلبس فستان
انصعق الجميع من كلامها و حسم الأمر عندما قامت بسرعة وذهبت إلي غرفتها تبكي بشدة و الأمر هو الامو جرح العاصي الدفين
……………………..
في حضرت مصطفي مهران اجتمعوا و في البداية كانت فاتحة الكتاب بينما قال الجد مصطفي بجدية :
– زي العادة يا آدم إيه طلباتك
– ابتسم آدم بشدة وهتف : طلبات إيه يا جدي أنا اهم حاجة عندي قدامكم أه عاصي وهند لو واحد فيكم زعل وحده فيهم أنا اللي قدامة
– ما تهدي يا عم نزعل مين بس
قالها ماجد مقاطعاً ، فابتسم آدم وقال :
– أنا متأكد أنك أنت اللي هتزعل
ضحك الجميع بشدة ثم هتف مصطفي مهران :
يعني كتب الكتاب والدخلة والوليمة يوم الجمعة
نظر ماجد إلي آدم وأشار له فهو تكلم معه قبل ان يجلسوا وشرح له الامر فتنحنح آدم وقال :
– بعد أذنك يا جدي يا ريت هند نصبر عليها لحد ما تخلص السنه دي وده طلبها يعني يبقي في إشهار للخطبة مش لجواز
نظر مصطفى مهران إلي آدم بعضب وقال :
– من أمتي عندنا خطيه بدون كتب كتاب
نظر الجميع بعضهم إلي بعض فصاح كامل متدخلاً :
– يا بابا الأيام دي مش ذي زمان والمسالة دي بقيت عادي
– فعلاً يا جدي. وانا موافق عشان هند تخلي بالها من الكلية
نظر مصطفى لهم ثم قال بثبات :
أنتم متفقين علي الموضوع من قبل كده يا ولد بس أنا موافق عشان خاطر هند دي الغالية بس
علي بركة الله الجمعة فرح عاصي وعز وسلمي وأحمد
وتعالت الأصوات العالية و هتفت النساء وصوت الطبول يقرع والبرود في السماء