أحببتُ العاصيِ الفصل التاسع عشر
أحببتُ العاصيِ الفصل التاسع عشر
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 19
منذُ دقائق فقط كان معها وينظر لها بحب وبنظراته يجسد لها أحلامها التي كانت ترها عندما تخلد إلي الفراش و الآن يعانق تلك الفتاة بحرارة والوقحة تقدمة أمام الجميع وقبلته علي ثغره ، وقفة بجانب أختها التي تفتح ثغرها وحدقتها بعدم تصديق بينما أخذت تنظر هي وتتابع لهفته علي تلك الفتاة وعلي ذلك الشاب الذي يقف بجانبه الآن تود أن تتوسل لأحدهم أن يقتلها نعم يقتلها فالموت هو الحل لما تشعر به هي عينها تدمعاً ولكنها متماسكة تنتظر لقاء عينيه حين يتذكرها ولكن شيءٌ أخر بداخلها يدفعها بالتماسك يحسها علي ذلك و أختها تنظر لها ثم تنظر لذلك المشهد الذي لم تره إلا علي شاشة التلفزيون و الفتاة تتكلم الآن واللغة مختلفة كالوضع ولكن هي تفهم الحديث الفرنسية كانت أحب المواد إليها لا تعرف لماذا تعلمتها ولكن الآن علمت أنها مهمة جدًا و تلك الصفراء شبيهة صفار البيض تهتف :
– أشتقتُ إليك يا عز الدين وأشتقتُ لمغامرتنا المجنونة
و هو يحتضنها بين زراعة و يسايرها فيما تفعل و :
– وأنا أيضا هيلين
أشتياق وأشوق وهي تقف ألم يقل منذُ قليل أنها خطيبته ألم يتكلم و كلامه يكون مضموماً لياء الملكية خاصته و الغريب الذي أخذ دوره هو الآخر في الأشواق تلك والمُعانقة والترحاب أخذ ينظر إلي ما حوله بنبها و ينظر لها أيضا نظرات مطوله ثم أنتقل إلي أختها للحظات وعادة أنظارة لها مرة آخري و هتف ولكن أنه يتكلم المصرية و بطلاقة وصوته كان يحمل نبرة ماكرة :
– واو يا عز الدين المكان يجنن و عرفت ليه أنت قاعد هنا
والغمزة من عينيه فإستفاق الأخر ونظر علي ما ينظر و كانت النظره نارية لها ولهند وللواقف بجانبه الذي أكمل كلامة :
– بس مش هتعرفني
والفتاة أخيراً تركت أحضانه أم هو الذي تركها و الوجه كانت لها وقف بجانبها و إحتضن كف يدها بين قبضت يدة و هتف بتملك :
– دي عاصي مرآتي
و العين صديقه تتسع من المفاجأة و أختها تنطر له و هي آآه منها هي ضاعت هي و انتهت بكلماته فهل للرحمة بقلبها
…….. ……………
مزرعة سعيد غالب تتشرف بوجود مصطفي مهران الذي لم يخطوها منذُ زمن طويل هُناك حقيقة مبهمه في الأمر لا يعلمها سوا الراحلون و الأن الماضي يتجسد و طرف الخائط عندهما سعيد غالب مصطفي مهران ما سرهما الدقين ينظرون لبعضهم بسخط و العين تحكي وتقسم أن تلك النظرات هي نظرات كره ونفور و دائماً البداية منه :
– أبعد أبنك عن اللي يخصني يا سعيد
– ولو مبعدش إيه اللي هيحصل …. هتقتله
وبنظرات سابته و جادة أجاب:
– خاف عليه في حجات كتير وجعها بيكون أقوي من القتل
و التحذير كان و النظرات قبل أن يغير وجهته و يضرب بعصاه الأرض و يسير عائداً من حيث آتي و لكن :
– أنت وافقة بتجوز أحفادك لأحفاد سالم عشان خايف الحقيقة تكشف وأمرك يتفضح
ثواني وهو واقف بمكانه و الأخر ينظر إليه ينتظر أن يلتفت ليري تعبير القلق في وجهه ، ومن مكانه ومن موضعه ولم يلتفت و بجديه صوته المعهودة :
– مصطفي مهران الخوف ميعرفلوش طريق وقولتلك أبنك يبعد أحسن ليه وليك أنا سكت زمان حالاً مش هسكت
و الآخر ينظر له حتي غاب عن مرمى بصره و الغضب والغل يعتري نظراته و :
– مش كل مره أنت اللي هتحط قانون اللعبه يا مصطفي ومش كل مره هتفوز
…………………..
تجمع وتجهز الأغراض وتشتري المُشتريات و هو لا يفهمها بالتأكيد هذه ليست زوجته جلس يقرأ الجريدة وينتظر عودتها سيتكلم معها ويعرف كل شيء وما هي إلا لحظات و دلفت وهي تحمل الكثير والكثير من المُشتريات و خلفها الخادمة أيضاً تحمل بعضها نظرت له بهد أن وضعت الأغراض من يديها ثم جلست بجانبه وهي تبتسم و :
– بتعمل إيه يا حبيبي.
نظر لها بحب بخوف بعدم فهم حبيبته وأم أولاده من أفقدته التفكير والتعقل إيمان الغاليه وبنبرة حانيه :
– بقرأ الجرنان، وأنتٍ كُنت فين يا حبيبتي
إبتسمت بفرحة وأخذت تقول :
– كُنت بشتري حجات أنت ناسي أن يوم الجمعة قرب معدش إلا يومين سلمي هتنخطب و عز وماجد هيكتبوا كتبهم يعني لازم يكون كل شيءٍ جاهز
– إيمان أنت فرحانة بجد أن الولاد هيتجوزوا وخصوصًا أن ده أمر بابا يعني… يعني
– يعني كان لازم أرفض… صح
هز رأسه بموافقة فإبتسمت وقالت :
– كُنت هعمل كده لو أختار أي حد بس ده أختار عاصي وهند ولاد الغالية يعني ولادي أمال كانت أكتر من أختي صحيح أنا خايفه من الجوازة دي لأن عز وماجد مختلفين عن عاصي و هند بس مع ده فرحانه والأكتر فرحانه بسلمي هبقي مطمئنة عليها وهي مع أحمد صحيح كنت رافضة بس أنت عارف سبب الرفض. هو أحنا هنروح المزرعة أمتي ؟!
– المزرعة إيمان تريد أن تذهب للمزرعة بعد سنوات كثُر كانت ترفض أن تذهب إلي هُناك و بإستغراب قال:
– أنتٍ عوزه تروحي المزرعة يا إيمان!
– أيون عايزه أحضر كل حاجه بنفسي
– مالك يا إيمان
ضحكة بشدة زوجها يستغربها و عنده حق كل الحق له هي أيقنتْ أن الفراق قريب ويجب أن تكون لها ذكرى طيبة داخل عقولهم وتتمني ذلك من الله
…….. ……..
هي معه منذُ الصباح يعاملها بحنان وبحترام يقدرها و يبتسم لها اصطحبها إلي السينما وشاهدوا أحد الأفلام الرومانسية الذي أختاره هو جخلت كثيراً منه يحتضن كف يدها الصغير بكفه و يتعمد النظر إليها في أكثر المشاهد رومانسية فتفتح عينها باضطراب ثم تنظر إلي الأرض ووجنها مُشتعله بحمرة الخجل و هو يضحك بشدة و بعد أنتهاء ذلك الفيلم الذي لم تشاهد نصفه بسبب خجلها الشديد وبداخلها تدعوا الله أن تستمر تلك السعادة والفرحة التي تشعور بها وتشكر الله علي تلك النعمة، أستقلوا السيارة معاً حتي يعودوا إلي المزرعة ولكنه ظل جالسا ينظر لها ويبتسم ولا يعرف لماذا هو الآن يشعر بالراحة لوجودها ويريد أن تبقي معه سيشكر الله دائماً علي تلك النعمة وسيشكر عاصي أيضاً وعند عاصي تذكر أمر زواجها عاصي وعز الدين هل ينجحاً تنهد و هي تنظر له و لقد فهمت أن هُناك أمراً ما فكتبت له في مفكرتها ثم مدت يدها لها فنظر لها و قرأ ما كتبت و كان :
– معلش أسالك…… مالك؟
نظر لها وبمعالم غضب مصطنع فاضطربت هي فهتف بجديه :
– فداء أنتٍ مش مرتاحه معايه يعني شيفه أن مصلحش أكون زوجك وياريت تردي وبلا خجل أو خوف .
هزت رأسها بسرعة وهي ترفض الأمر هي سعيدة جدًا بالامر بل لا تصدقه أخذت المفكرة منه وكتبت بسرعة
-لا أنا مرتاحة و….. سعيدة
وترددت في كتابتها ولكنه دونتها بيدها وقلبه هو الذي يرشدها إبتسم بهو بفرحه و هتف :
– وأنا كمان فرحان أوي وبدام أحنا الحمد لله مرتحين لبعض و دي علامه ان طريقنا واحد أن شاء الله ، إبتسمت بخجل ، فأكمل هو لما تكوني عاوزه تسالي علي حاجه هتقومي شدة كف أيدي و تكتبي اللي أنتٍ عاوزه بدون مقدمات وده أتفاق و هنبدأ حالا .
وضع كف يده علي كف يرها الصفير و أشار لها أن تبدأ فنظرت له ثم كتبت وهي تشعر أن وجنتيها تحترق و كتبت بإضطراب :
– مالك
– نظر لها و قال : حول أوي كده قلقان عشان عاصي وهند هما كل حياتي مش هستحمل لو حاجه زعلتهم
– هل تقول له أن هي الوحيدة التي علي درايه بفرحة عاصي الأن تحقق أحلام باتت مستحيلة بنسبه لها ولاسف لا تري إلا عز الدين أمامها ونست ما كان و هذا هو المخيف تنساق وراء عاصفه و لا تري مساوئ ربما تنهي كل ما هو أخضر ويابس في قلبها .
وبحكمه عقلانية كتبت له :
– لا تخف من ما هو آت فكل شيءٍ مقدر من عن الله و ربك بيختار لنا دائمًا الخير فسبها علي الله .
– قبل يداها نظر لها وقال : ونعم بالله ربنا يخليكي ليا ويبارك ليا فيكي يا رب
اذاً فيجب أن تعتاد علي الخجل معه فهو لا يتعمد أن يخجلها ولكن هو بطبيعة يفعل هذا ظلت يداها بين يديه و شغل هو محرك السيارة و أسرع حتي يعودان إلي المزرعة
……………..
رحب الجد مصطفي بأصدقاء عز الدين ولكنه كان ينظر إلي حفيدة بضيق شديد فتلك الفتاة الشقراء منذُ قدومها ولا يصح هذا الأمر أستاذنا منهم ثم ذهب لغرفته لكي يرتاح قليلًا ، جلس عز الدين وماجد ومعهم عمرو يتحدّثون
وكانت هيلين تجلس معهم بجانب عز الدين بينما جلست عاصي و هند وعائشة يجلسون بجانب بعضهم ويتابعون تلك الفتاة بغضب وحنق فهتفت عائشة بغيظ:
– عاصي أنت سكته ليه علي اللي بيحصل ده
ظلت تتابع بنظرها المشهد الذي يسير أعصابه ثم قالت :
– يعني أعمل أيه أروح أقعد جنبه أنا كمان
– محدش قال كده بس أعملي حاجه عشان يعرف أنك مش عجبك الوضع دا أنا نفسي أضربها
– عائشة اسكتي هتفت عاصي غاضبه
نظرت عائشة إلي هند التي تنظر إلي الفتاة بغل وحقد و كأنها زوجة أبيها فرفعت حاجبها و إقتربت منها وقالت :
– بتفكر في إيه يا كبير
– هتشوفي
– أستر يا رب
ولم تنظر إليها بل كانت تنظر للفتاة التي وضعت يدها علي لحيته و اقتربت من أذنه وتهمس له فإبتسم هو ونظر إلي عاصي التي تنظر له فقام وهتف بإسمها و :
– عاصي لو سمحتي ممكن ثواني
تقدمت نحوه بملامح جامدة عابسه و قالت :
– أفندم
رفع أحد حاجبيه و نظر لها لم يفهم سر تلك النبرة الغاضبة ف:
– تعالي معايه ثواني
و سار مبتعداً فلحقت به حتي خرجوا من الغرفه ، بينما نظرات هند وعائشة تتابع الفتاة التي أخذت تتحدث مع ماجد و تضحك معه فهتفت لعائشة :
– البنت دي جابت أخرها معايه وهوريها أيام جاز قبل ما أولع فيها دي جيه تتعلم هنا كيف تشقطين رجلاً
ضحكة عائشة بشدة و قالت :
– البنت مش هتستحمل و بعدين تشقط مين دي جيبه معها موز أنما أخر حاجة
– غمزة هند لعائشة و قالت : هو إيه النظام
– ولا نظام ولا غيرة يختي ركزي مع البنت اللي شكلها بترمي الشبك علي ماجد
– نظر هند لماجد و الفتاة و قالت ساخرة :
يا رب يختي يا رب تخده والله هشكرها وأديها جموسه هديه
وبينما هي تتحدث عن ماجد وتنظر إليه إلتقت أعينهم كان يبتسم فغمز لها بعين فأخرجت له لسانه و قامت بسرعة وتركت الغرفه ومن ورائها عائشة التي تضحك و……