أحببتُ العاصيِ الفصل الواحد والعشرون
أحببتُ العاصيِ الفصل الواحد والعشرون
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 21
تهرب منه ولا تعرف لماذا و لماذا هذا الخوف فهو جواد صديق طفولتها ولكن ما فعله اليوم كان غريب جدًا جعلها تشعر أنها بعد كلّ تلك السنوات لا تعرفه و لكنه الآن يصيح ويهتف :
– عاصي أقفِ ثواني
ماذا تفعل الآن ؟ جاهدة الخوف بداخلها و بحركة سريعة أوقفه مطر ووقفت تنظر له لحظات ولحق بها وأخذ ينظر لها بندم فهتفت :
– نعم يا جواد عايز إيه مش كفاية اللي حصل
ظل ينظر لها بندم ثم قال بنبرة بمحملة بالأسف
– أنا أسف بجد ماكنتش حسَّ باللي عملته ، بس صدقيني كلّ اللي عملته كان نابع من شعور ج…
كان عليها أن تنهي الحديث الأن فلا داعي لتلك الكلمات الَّتي من الممكن أن تكون فاصل في طريق النهاية فهي ستقبل الأسف بدون مُبرّر فهتفت بنبرة هادئة :
– جواد مفيش حاجه حصلت لكلّ ده الموضوع عدّى وحصل خير
والنبرة كانت بأسف مخجل و نظرت محزنه و تابعها شبيه باعتراف و لكن المقاطعة كانت منها لا سبيل لهذا الان هي تريد أن تحتفظ به كصديق صديق طفوله كسابق ولكن نظر لها و ابتسم ساخرًا هي ترفض الاستماع لما يقول عاصي ترفض حتّي الاستماع ، و لكنه نظر لها مره أخري و قال بنبرة جامدة :
– أنا مسافر أنا وبابا بكرة وكُنت عاوز أطلب منك طلب
نظرة لهُ بعدم فهم وتعقب ثم قالت بنبرة هادئة :
– طلب إيه يا جواد أتكلّم
– بلاش تكتبِ كتابك ألّا لما أكون موجود لازم أكون شاهد على القعد أنا هرجع قبل يوم الجمعة
ابتسمت لهُ بخجل واحمرت وجنتها بشدة وهي تقول :
– أكيد دي حاجه تفرحني
و ينظر لها بتفحص و نظراته تعكس ما بداخله من عاطفة ربما تكون صادقه وربما يخفي خلفها ما لا يستطيع أن يفكر به عقل وتحيه منها وانصرفت مُبتعدة يتابعها هو بنظراته و تختفي الابتسامة رويدًا ..رويداً ليحل محله نظرات الوعيد ولا ندري وعيد لمن والله الخبير
……………………..
دلفت إلي أحدي الغرف المخصصة لاستقبال الضيوف بالمنزل تجولت في انحاء الغرفة بأنظارها ثُمَّ هتفت بنبرة ساخرة مُحمله بمزيج الغضب والغل و هتفت :
– اما أشوف بقي أعمل إيه يليق باستقبال بنت العم سام والله العظيم لأخليكٍ تحلفٍ باليوم اللي جيتٍ فيه هنا ، أخذت تفكر ثُمَّ اتجهت إلي النافذة وقامت بفتحها وهي تبتسم بغل أكيد ناموس بلدنا يحب يستقبل هو كمان البنت الصفرة دي و أخرجت من جيبها زجاجه بها ماده بيضاء وقامت بالنظر إلي الزجاجة بسعادة و هتفت ربنا يخليك ليا يا كريم أكيد بودرة العفريت دي هتجيب من الاخر ذي يوم ما حطتها في أفا البنت عائشة كانت ها تموت يله بقي هي اللي جابته لنفسه انتهت مما تفعل ثم وضعت الزجاجة الفارغة بجيبها مرة أخره ووقفت لبعض لحظات ضغطت علي شفتيها السفلي بضيق و هتفت لاء أنا لسه بردك عوزه اعمل حاجه كده تخلي البنت دي تحرم تقرب من رجاله بلدنا أعمل إيه أعمل إيه أخذت تفكر ثُمَّ ابتسمت بانتصار لقيتها بس يا رب كريم يعرف يجيبه بسرعه أما وريتك يا بنت الفرنجة
كانت عائشة تقف امام باب الغرفة لتراقب لها الاوضاع وكلما تذكرة ما عزمت هند على فعله تضحك بشدّة وبينما هي تراقب الوضع ظهر أمامها ماجد الّذي كان يتابعها وهي تبتسم بدون سبب فرفع أحد حاجبيه ووقف أمامها شهقت عائشة من المفاجأة وتمتمت بتردد وارتباك واخذت تنقل نظرتها بين ماجد و باب الغرفة و :
– م… ماجد بيه هو…. هو في حاجه حضرتك
نظر لها بنظرات متفحصة و بنبرة هادئة قال :
– لاء… مفيش حاجه ، كنت طالع أشوف هند جهزت أوضة الضيفة ولا لاء
– ها …. آه هي بتجهزها خمس دقائق ويكون كلّ شيءٍ تمام
وفي تلك اللحظة خرجت هند من الغرفة مبتسمة بانتصار و كأنها فتحت أحدي الدول أو ما شابه وهتفت بفرح و بنبرة ساخرة :
– خلاص يا عائشة والله لتحلف باليوم ده
لم تري هند ماجد الّذي كان يقف خلفها وهي تبتسم وتقفز ببلاهة كالأطفال نظرت لها عائشة بنظرات محذره فنظرت لها هند بعدم فهم و :
– مالك يا بنت بقولك خلصت اللي اتفقنا عليه
– هو إيه ده بقي أن شاء الله
انصدمت هند بشدّة ووقفة مكانها واغمضت عيناها لتستوعب الصدمة وبعد برهه التفتت هند إلي ماجد و هي تنظر لهُ بنظرات غاضبة و :
– هو إيه اللي إيه خضتني، وبعدين وحده وبتكلم أختها فيها حاجه دي يا كابتن
ابتسمت عائشة بشدّة بينما شعر ماجد بالغضب ونظر لها بانزعاج و:
– كابتن ليه كُنتٍ شيفاني ماسك صفارة وبعدين أنتٍ نويه على أيه مهو أكيد أنتم الجوز كده بدبّروا لنصيبه و أنا لازم أعرف قبل ما تعملوا حاجه كده ولا كده
رفعت أحد حاجبيها بغضب مصطنع و هتفت بغضب :
– يحول الله يا رب ليه عصابه ولا إيه بص عنّ أذنك أحنا نروح نجهز أوضه للموز قصدي الضيف وأنت أقعد هنا أبحث مع الشرطة لحد ما تلقي النصيبة واعمل نفسك المحقق كونان وحلها ، يله يا عائشة
تجمدت ملامح وجهه فهي تسخر منه ،وعقد ما بين حاجبيه بغضب وصاح بها بصوت ألجمها و أوقفها عن السير و فالتفت لهُ بسرعة فهتف :
-أعرفٍ أن صبري ليه حدود يا هند وأن بعديلك أفعالك بمزاجي إنما أقسم بالله يوم ما تعملي حاجه تيجي بيها على كرمتي سعتها بس ها تشوفي ماجد تاني خالص غير اللي قدامك
أنها كلامه و سار مبتعداً عنها وعن عائشة بينما وقف وقال مره أخري :
– عمرو هيفضل معانه في القصر التاني و مش عاوز أشوف وحده فيكم تحت وهو هنا و خصوصاً أنتٍ و عاصي معَكم
ألقي عليها كلماته ثم بدأ بإلقاء أوامره وعليها التنفيذ وخصوصًا هي ولكن إذا كان هو ماجد مهران فهي هند غنيم لم يخلق من يعطي لها قائمة اوامر وعليها أن تنفذ أنت أذاً بدأت الحرب و هي عليها القتال و أول الأمر أنها ستقوم بتخريب خططته و سنري أنا أم أنت
……………………..
وفي طريقها إلي المنزل كانت تسير بشرود الأيام تقترب وستصبح زوجته عما قريب حقاً كم هي سعيدة طول سنين عمرها تحلم أن تكون بجانبه ولكن الخوف في قلبها يزداد يومًا بعد يوم ولا تعرف سبباً لهُ والان كثير من الاسئلة تدور بخاطرها لماذا سيتزوجها هل يحبها كما تحبه هل يحلم بهذا اليوم مثلها ام أنه كان مجبرًا عليها هل… هل ممكن أن يكون هكذا عز الدين مجبر كيف ذلك و شيء بداخلها يكذب كلّ هذا عز الدين لا يجبر على فعل شيءٍ يا عاصي أنتٍ ستصبحين زوجته نصفه الآخر كيف يجبر على أمراً كهذا و عندما، نفضت تلك الأفكار من رأسها و كانت قد وصلت إلي إسطبل الخيل نزلت من علي ظهر الفرس و مسكت اللجام وسارت به إلي البلوك الخاص به وأشارت لسائس أن يتولّى أمره ثم اتجهت بعد ذلك إلي منزلها و لكن عادت إليها تلك الذكريات المؤلمة الفتيات من حوله يتجمعون وهي تكاد تجن من هذا المنظر وهو يضحك ولا يبالي يا الله لما الحب موجع إلي هذا الحد واليوم وتلك الهيلين تقوم بنفس الافعال شعرت بالاختناق وبينما هي تسير في الطريق إلي بيتها شعرت أن أحد ما يسير خلفها و في لحظة وجدت من يمسك بيدها تفاجأت والتفتت بسرعة فكان هو ينظر لها بحنان ثم قال بإيجاز :
– تعالي معايا
يا الله ما هذا يسير بجانبها و كف يده يحتضن كف يديها بتملك و هل تستطيع أن تهتف الآن وتقول له الرحمة من فضلك فوجنتها اكتست بحمرة الخجل و توترها يزيد و قلبها تستطيع أن تقسم أنه يستمع إلي دقاته ، وفي الحديقة الخلفيّة كانت وجهته الحديقة الخاص بهم مُنذُ الصغر يا الله الذكريات تعود وتحت تلك الشجرة جلس و اشار لها بالجلوس جلست علي مقربه منه وها هي جلستهم المعهودة نظر لها بنظرات حانيه ثم قال بنبرة هادئة وهي تستمع إليه بإنصات و:
– عاصي إحنا أنا لازم أتكلم معاكٍ ، عوزك تسمعيني أسمعي كلّ حرف هقوله وافهميه
– عاوز تقول إيه يا عز الدين أنا سمعاك
عاوز أقول اللي لازم تعرفيه أنا وأنتٍ هنتجوز بعد يومين يعني هتكوني مراتي يعني بعد يومين أقدر أقول أن حققت كلّ أحلمي و أولهم حلمي بيكي ، ماذا يقول هل هذا صحيح هو …… هو يحلم بها هو يريدها تستمع ودموعها تتساقط علي وجنتها وقلبها يعزف ألحان ، فأكمل من يوم ما جيتي علي الدنيا دي وأنا حسّ أنك ملكي حته مِني كُنت بخاف عليكٍ من كلّ حاجه ممكن تأذيكٍ وكان أي حد يجي جنبك كُنت أبقي عامل زي المجنون فضلت أعملك كلّ اللي أنتٍ عوزه لما كُنت ببقي في القاهرة كُنت بعد الأيام عشان تجي الاجازه و أجي أشوفك وكلّ مره اشوفك أبقي عاوز أخدك وأهرب بيكي لحد ما دخلت الثانوي وكلّ مدي وبتعلق أكتر بيكي حسيت أن لازم أبعد لان بقيت أشوفك قدامي كبيرة وخاصه بعد ما آدم لبسك الحجاب و عشان محدش يقرب منك كُنت أقعد أسخر منك و أخليهم يضحكوا عليكٍ كُنت سعتها بموت بس وأنا شيفك بتعيطي وزعلانه لحد يوم تخرجي يوم الحفلة يمكن تلوميني عشان كُنت بصاحب البنات بس ده كله كان عادي عندي أنتٍ اللي كنت مهمه بس ويوم اللي حصل صدقي ضعفت سعتها أن مخنوق و مش عارف أعمل أيه وشوفتك وأنتٍ في حضن ماجد ، نظرت لهُ بانصعاق فاكمل، قولت اكيد كرهتني و قررت أبعد و بعدت الأيام كانت شكل بعضها كنت بقضيها وأنا مش عايش سنين و ايام وشهور لحد ما جدي وادم كانوا عندي كنت بتكلمي آدم و أنا معه ، سعتها بس حسيت أن مش قادر أبعد أكتر من كده و جيت وشوفتك سعتها كان نفسي أحضنك بس مقدرتش و فضلت أشوفك من بعيد لبعيد بس آه القدر جمعنا لو كان هو ده الحب فأنا بحبك ولو كان عشق أنا بعشقك ولو ليه أسم تاني فده هو شعوري بيكي
والكلمة كانت أمام عينيها ينظر لها وتنظر له وقد بدأت لغة العيون وما أصدق منها من لغة وكف يداه على وجنتها يمحوا قطرات اللؤلؤ ليلة لا تُنسي يجب أن تكتب تلك الذكري بحروف من ذهب في كتاب العاشقين ليلة باتت الأماني حقائق والأحلام تتجسد و ليكن بعدها ما يكون فتلك القصة ستكون
……………………..
سارت هيلين بصحبه ماجد إلي غرفتها فأشار لها بالدخول فابتسمت له بود ثُمَّ اقتربت من وجنته وقبلته قبله لتشكره على لطفه وفي ذلك الوقت خرجت هند من تلك الغرفة وهي تبتسم ولكنها تفاجأت بالأمر واشتعلت عينيها بغضب فأخذ تتنحنح :
– احم، احم ، أحم
أنتبها ماجد لها و ابتعد عن هيلين بسرعة و أخذ ينقل نظراته بينهم فنظرت هيلين لهم وودعتهم ودلفت إلي غرفتها وهي تبتسم بينما نظرت هند لماجد بنظرات غاضبة وسارت باتجاه غرفتها فأوقفها هو و قال لها :
– هند ممكن ثانيه وحده
التفتت له وهي ونظرت له بنظرات قاسية وهتف :
-نعم
يكاد يقسم أنه يتعامل مع طفلة في العاشرة ، نظر لها بنظرات متفحصة ثم هتف بجديه :
– ممكن نقعد نتكلم مع بعض بهدوء عشان لازم نتفاهم وبلاش عناد وصدقيني ده هيبقي أحسن حل
اخذت تفكر بكلامه و هو أمامهما يتابعها وبعد لحظات من الصمت هتفت :
– ماشي موافقة بس أتفضل أتكلم واخلص عشان ورايا مذكرة
يا الله هل هذه الفتاة تتعمد أن تخرج من أمامها عن طوره ، أنها مستفزه لأبعد حد ولكن هو يريد أن ينتهي من هذا الأمر هو رجل لا يستطيع أن يترك حياته هوجاء هكذا هو رجل يحب أن يفكر جيداً ويحسب خطواته يجب عليه أن يتكلم معها أشار لها لكي يجلسان في الشرفة المخصصة لغرفة الاستقبال فسار هو ثم تبعته وهي تتأفف كان هنا كرسيان و منضدة صغيرة فجلس ثُمَّ جلست هي أمام ف هتف هو بنبرة جادة :
– بصي يا هند أحنا مش ها نعرف بعض لسه أحنا عرفين بعض من زمان بس أحنا حالاً ها نبقي
زوجين يعني بيت وحياة ومسؤوليه يمكن أنتٍ رفضه الموضوع وصدقيني أنا بردك مفكرتش فيه بس الطروف اللي عملة كده يعني لازم نتقبل ده لكن أنا رغم كل حاجه بقولك أه أنتٍ عوزه إيه وأنا أعمله لو عوزه نأجل الموضوع أنا معنديش مانع ولو عوزه نفضل زي ما احنا صدقيني بردك أنا معنديش مانع ولو عوزه ننهي الموضوع أنا تحت أمرك فكري يا هند و معاكٍ فرصه للصبح تقولٍ قرارك قبل ما نقعد نتفق أحنا و أخوكٍ
ماجد مهران ، هل هذا الشخص هو ماجد مهران يخيرها و سيفعل ما تريده ويتكلم بعقلانية و يتكلم في صالحها نظرت في الفضاء أمامها و أخذت تفكر بكلامه ما عليها أن تفعل هو الأن ألقي الكرة في ملعبها وعليها الان أن تفكر جيداً
……………………..
تجلس في غرفتها تشاهد أحد البرامج التلفزيونية وحدها فلقد اعتادت علي تلك الوحدة مُنذُ زمن بعيد ولكن قطع عليها تلك الوحدة هو رنين هاتفها فتأففت ثُمَّ قامت من امام شاشة التلفزيون وذهبت إلي تلك المنضدة وأخذت من عليها هاتفه ونظرت إلي اسم المتصل ولكنها لم تصدق عيناها هو تلك الحروف التي تعبر عن أسمه رقمه هو بعد طول غياب هو بعد عذاب هو بعد دموع وشهقات أحمد و أنقطع الاتصال جلست مكانها علي الأرض الصلبة وتتابع رنين الهاتف مره أخري و تدعي الله أن يعاود الاتصال ولحظة أثنان و مكالمة مره أخري ولكن تلك المرة كانت السرعة منها و سكات مع همهمته :
– سلمي
يا الله كم الاشتياق موجع يا الله كم الاشتياق قاتل صوته لا تصدق و التلذذ بنطق أسمة كان هو الحل :
– أحمد
وما بعد الصبر هي الفرحة وما بعد الحزن هي الفرحة وما بعد البكاء سوآ فرحة ولقاء الأحبة فرحة و نطلب دائمًا من الله فرحة والله مجيب…. الله مجيب
……………………..
منتصف الليل الكلّ خلد للنوم ولكن صرخات الفتاة الفرنسية أفزعت جميع من في قصر آل غنيم و اجتمع الجميع امام الغرفة وأخذ آدم يحاول أن يكسر الباب ليدلف إلي الداخل و يري ما هُناك بينما إبتعدت عائشة وهند عن الجميع وأخذوا يضحكون بشدة وأخيرًا قام آدم بكسر باب الغرفة ثم دلف إلي الداخل وخلفه كانت عاصي و فداء و السيدة حنان ثُمَّ تقدمة هند وعائشة كانت الفتاة ترتدي قميصاً حرير يكشف أكثر مما يسطر غضي آدم بصره على الفور وتنحنح و خرج بسرعة من الغرفة بينما كانت هيلين في حالة لا يسري بها كانت تصوت بصوره هستيرية و تحرك يديها على جسدها و تصرخ نظرت عاصي إلي الخالة حنان بعدم فهم بينما أخذت عائشة وهند يضحكاً بشده وفي تلك و في الوقت ذاته كانت فداء غاضبه لان آدم راها هكذا ، أمسكت الخالة حنان بالفتاة التي تتكلم كلام غير مفهوم بنسبه إليها و أخذت تهدئها ثم أصحبتها إلي المرحاض وغابه بالداخل لبضع دقائق بينما نظرت عاصي إلي عائشة وهند بغضب و قالت :
– أقدر أعرف عملتم أيه
نظرات هند إلي عائشة ثم إلي عاصي و قالت علي الفور :
– بصي يا عاصي أنا كانت ها تشل لو معملتش في البنت دي كده وبعدين كلّ الحكاية شويه بودره عفاريت ومش عارفه عمله ده كله ليه أمال لو كنت جبتلها فار و تعبان ذي ما كنت بفكر كانت ماتت
ضيقت عاصي ما بين حاجبيها في ضيق و قالت لها بنبرة حادة :
– هند أنتٍ مش ها تبطلي لعب العيال ده أنتٍ اللي يسمع كلامك ده يقوا عليكٍ طفله ، أتفضلي حالاً روحي نامي وبكره لينا كلام تاني و أنتٍ معه
أشارت عاصي لعائشة هي الأخرى فسار الاثنين بسرعة مبتعدين عن الغرفة بينما نظرت عاصي إلي فداء ضحكوا بشدة
……………………..
منذُ الصباح وكلّ شيءٍ مختلف كلياً فتحت أهداب عينها و أخذت تبتسم ليلة أمس ربما أسعد ليله مرة عليها عز الدين يحبها ، سمعت طرق على باب غرفتها والخالة حنان تدلف إلي الداخل فابتسمت لها فهتف المرأة بنبرة حانيه :
– صباح الخير علي عيونك يا ست العرائس
– صباح الخير يا خاله
– يله يا عاصي فوقي يا حبيبتي عندنا شغل كتير
نظرت لها باستغراب و عدم فهم ثم هتفت :
– شغل ، شغل إيه يا خاله
– إيه يا عاصي أنتٍ مش عروسه يا بنتي وعوزين نطلع الهدوم اللي كنت بشتر يهالك و نضبطها ونشوف نقصك ايه نجيبه ، شوفتٍ كنتٍ بتزعلي لما اشتري حاجه وأشلها اه كل حاجه وليها وقتها ، يله قومي يا عاصي أنتٍ لسه نائمة ، حماتك جيه علي فكرخ لها بعدم فهم وبلاهه كل هذا كثير حقاً :
– حماتي مين
– مالك يا بنتي ست إيمان ام عز الدين
– طنط إيمان جيه المزرعة طيب… ازاي
– حصليني تحت يا عاصي بعد خمس دقائق
– حاضر يا خاله
وما بين يوم وليلة قد تتبدل الأوضاع بعد أيام ستصبح زوجته و الأن تجهز للعرس و بعد قليل السيدة إيمان ستصل إلي المزرعة بعد غياب قد طال ما كل هذا التوتر هي الآن بحاجه إلي الاختلاء بنفسها ستهرب إلي شجر التوت
……………………..
جلس بمكتبه يتابع بعض الأوراق أمامه حين طرق الباب ودلفت إلي الداخل سكرتيرة مكتبه وهتف
-جواد بيه المحامي منتظر سيادتك يا فندم
– دخليه يا دعاء بسرعة
– حاضر يا فندم
وما هي إلا دقائق و دلف المحامي إلي الداخل فرحب جواد به ثم نظر إليه بجديه وقال :
– عوزك تعرف كلّ المعلومات الممكنة يا أنور عن حادثه بس بقاله اكثر من عشرين سنه بس عاوز المعلومات دي في أسرع وقت
تنحنح الرجل ثُمَّ اعتدل في جلسته و هتف :
– أوعدك أعمل كل اللي أقدر عليه بس الحادثة دي كانت سنه كام والاسماء اللي ها تحري عنها
– الورقة دي فيها كل حاجه والاسماء منصور كامل غنيم و كامل غنيم
نيران الماضي تنبعث من جديد ولا نعلم هل ستكون برداً وسلاماً أم ستكون كالجحيم
……………………..
– وصلتها يا عمرو
هتف بها عز الدين إلي صديقة الّذي جلس لتوه فرد عليه الآخر بهدوء :
– أيون وصلتها ، أنا مش عارف هي ليه مشيت دي كانت فرحانه وإحنا جين عشان ها تشوفك
– يمكن الجو مش عجبها ، كويس أنها مشيت أنا مش عاوز مشاكل مع عاصي
رفع عمرو أحد حاجبيه بتعجب وابتسم ابتسامه عريضة وهتف ساخرًا :
– الله هو في إيه عز الدين مهران بجلاله قدرة خايف من المشاكل ثُمَّ غمز له أنت بتحبها ولا ايه يا بص
– خليك في حالك يا عمرو. ..و يله قوم أوريك الخيل اللي هنا ، قبل ما أبويا وأمي يجوا
– يله يا كابتن أمال ماجد أخوك فين من الصبح
– مش عارف حالا يبان
……………………..
بأعجوبة استطاعة أن تهرب منهم ما هذا عاصي أختها لا تفقه شيئاً في الموضة والخالة حنان تجلب لها أشياء تقسم أنها من قديم الزمن وتريد أن تجلب لها مثل أختها و فداء ستذهب إلي عملها و عندما ستعود ستتصرف معهما عز الدين و آدم من الممكن أن يموتان ضحكا عندما يشاهدا فداء وعاصي و ثوب الفرخة البيضاء كما أطلقت عليه الفتيات يسعون دائماً ليكونوا مثل الدجاجات أخذت تضحك بشدة
بينما نظر لها الصبي الذي يعمل معها و قال :
– في حاجه يا دكتورة
رفعة حاجبها بغيظ الفصيل أخرجها من خيالتها فقالت غاضبه :
– مفيش يا كريم بضحك بلاش أضحك
– لا يا دكتورة أضحكٍ
– بعد إيه ما أنت فصلتني يله علي الشغل
وسارت مع الصبي وهي تتمتم بكلام ببعض الكلمات ومن بعيد تابع هو المشهد فوقف وأخذ يضرب كفوف يداه ببعضهم ويقول :
– البنت دي حاجه من إثنين لا هبله لا عبيطة ألطف بيه يا رب
……………………..
وأخيراً وصلت السيدة إيمان بصحبة زوجها و أختها و ابن أختها أحمد الأمر بنسبه لها موجع منذ موت ابنه عمها لم تحضر إلي هنا أرضاً تذكرها بالماضي بالطغيان والظلم أرض باتت لها جحيم ذكري زواج كان مرفوض و فراق لاحب الأشخاص و لكنها تتمني إذا رحلت عن هذا العالم ستوصي أن تدفن هنا في الأرض نفسها لتتقبلها حتي وهي جثه هامده بلا روح والان ستعيش الفرح وتزوج أولادها لتكون انتهت من رسالتها في هذه الحياة نقلت بصرها بين قصر مهران وقصر غنيم و هتفت لزوجها :
– كامل أنا عوزه أفضل في بيت غنيم عشان أبقي مع عاصي وهند
– اللي يريحك يا إيمان بس بابا كده ممكن يزعل
– أدخلي نسلم عليه وبعدين أقوله علي طلبك
ربما نقف هنا لبعض لحظات و دعونا نفكر هل السيدة إيمان لم تستيقظ مما كانت فيه إلا عندما اقتربت النهاية هل يظل الإنسان يبحث عن دنيا زائفة فانية، هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها..؟ ….. وكلنا من صنع الله مخلوقات الله فتذكروا يوماً ترجعون فيه إلي الله
……………………..
لكلّ قصة بداية ولكلّ بداية نهاية ولا يوجد مستقبل بدون ماضي وفي قانون الإنسانية كلنا نسير بين طريقين شر و خير شيطان وملاك ولهذا خلق التضاد والمعلوم مجهول للبعض والمجهول معلوم للبعض الآخر و يوماً ما نتساوى لكن ستكون هنا النهاية
– رنين هاتف مصطفي مهران يتكرر بإلحاح و الإجابة كانت من العم عليّ و الرسالة كانت مُختصره :
– أنا جمال المحامي يا عم علي بلغ الحاج مصطفي أن في حد بيفتش ورائنا