أحببتُ العاصيِ الفصل السادس عشر
أحببتُ العاصيِ الفصل السادس عشر
بقلمى : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقه : 16
يقول الله عز وجل في سورة الأنفال : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وهكذا كانت انقلب السحر علي الساحر عاد سعيد غالب مع ابنه إلي بيتة يجر خيبته وخسارة رهانه الرابح كما كان يزعم و لكن الله بعباده بصير فداء تلك المسكينة كانت ستكون هي الضحية لمكرهم ولكن كل شيءٍ ضع هبأن نظر جواد إلي إبية بحسرة ثم اشتعل بعينه شعاع الغضب وهتف :
– عاصي راحت من بين أيدي بسببك أنت خسرت الإنسانة اللي بحبها
نظر له سعيد بنظرات مُشفقة والأخر قد ثار بشدة كالبركان وبدأ يهلوس بكلمات غير مفهومه ثم وضع يديه علي أذنة وأخذ يصرخ :
– عاصي مرآتي أنا وحبيبتي أنا لوحدي هي ب تحبني أنا بس و أنا هخدها و أسافر بعيد عن كل اللي هنا عاصي ليا صح ليا
وفي لحظة أنقلب الوضع و جلس جواد علي الأرض واضعاً يديه علي أذنيه و يتحرك بشدة وسعيد أمامه ينظر له ويستمع إلي هذيانه وعندما عالي صوته هتف سعيد صائحاً بأحدهم :
– يا عوض أنت يا عوض
ورجل شديد البنيان يأتي من خلفهم فيشير سعيد إلي ابنه الذي أنفصل كليا عن الواقع مع وكأن الرجل يعرف مهمته أخرج من جيبة حُقنة وقام بتعبئتها بعقار ما ثم حقنها بيد جواد الذي كان مستسلماً كلياً له ثم سار معه إلي الطابق العلوي ، ظل سعيد غالب يتابع الأمر حتي أختفي ابنه بعيداً عن أنظاره ثم قال بخفوت حذر :
– ماكنتش عامل حسابي لكل اللي حصل ده يا ابني بس أوعدك أن أحقق كل أحلامك قبل ما موت ، وأفرح يا مصطفي يا مهران بانتصارك بس اللي أنت مش عارفه أنك بأيدك دقية أول مسمار في نعشك وأنت مش حاسس !!
……………………..
وفي القاهرة كانت السيدة إيمان في أشد مراحل مرضها فلقد تضاعفت الالام بشدة متسطحة علي الفراش لا حول لها ولا قوة والغريب أنها لا تريد أن تخبر أحد عن مرضها رن هاتفة فنظرت له بثقل ثم مدت يدها وحملته كان المتصل زوجها يهاتفه لكي يطمئن قلبة عليها فردت عليه بضعف و:
– يا حبيبي مش عوزاك تخاف والله أنا كويسة
قلقاً عليها وبشدة فالأيام الأخيرة كانت ساكنة لا تتكلم ولا تعقب علي شيءٍ لا يعلم ماذا بها وعندما يسأله تزعم أنها بخير :
– طيب يا إيمان أنا جاي بكرة وهقولك علي أخبار يا رب تعجبك
– توصل بالسلام يا حبيبي
هي الأن بأمس الحاجة اللي أخبار مفرحه تساعدها علي الحياة لتتشبث بها ربه هل من الممكن أن يكون مصطفي مهران وافق علي زوج ابنتها من ابن أختها ليته يفعل الأن كم تتمني أن تطمئن قلبها علي ابنتها قبل الرحيل
……………………..
أرض الوطن مصر منها وليها نعود تجهدنا هي تتعبنا هي ولكن تبقي الغالية أرض لسحرها سحر خاص ولأهلها نكهه خاصة مصر فلنسافر يا بلدي سنذهب هنا وهناك سنتجول بأرض التحرر و سنذهب إلي أرض العلم و سنعيش في بلاد الحرية وسنسافر إلي بلاد وبلاد ونجول ونثور ولكن هل ينجح النبات في أرض غير أرضه هل يكون ولا يكون الجزر هو أصل النبتة و المنبع هو نهر النيل واللون بلون طيبة و مهما كان فيكي عادات فيكي الجهل فيكي خراب بس بقولها مضافة لياء ملكية البلد دي بلدي ومليش غيرها
وأخيراً جاء إلي أرض الوطن بعد طول غياب عمرو السمري وحيد أبيه الحاج ناصف عبد الغفار الذي توفي منذ زمن بعيد بعد أن ربي أبنه عمرو حتي وصل إلي المرحلة الثانوية ثم توفي لحقاً بزوجته وبقي عمرو وحيداً في هذا العالم ولكنه فضل السفر إلي بلد أخري ليتحقق حلمه بسهوله وقد كان ذهب إلي بلاد لا يعرف فيها إلا هويته و بقي هناك من وقتها وتعرف هناك علي عز الدين صديق عمرو الذي أعتبره عمرو أخ له كتعويض من الزمن علي سنين الوحدة و النقصان ابتسم إلي صديقته التي تقف بجانبه كانت شقراء شديدة البياض وعينيها كلون السماء وعن ملابسه فهي ملابس متحرره بعض الشيءٍ لا بل نقول متحرره عن كل شيءٍ هتف ماجد لها معبراً لها بلغتها التي لا تفهم غيرها :
– دي بلدي يا هيلين إيه رأيك
– أنه جميله حقاً يا عمرو
– بالطبع
– ولكن كيف سنري عز الدين هنا
– لا عز الدين في بلدته سنذهب إليه فيما بعد
– واو أشتاق أليه من الآن
– وبالتأكيد هو كذالك لا تقلقي
وسار بها إلي أحد أشهر الفنادق علي نهر النيل علي أمل بملقاة صديقة قريب
ونحن نقول في تلك الحالة يا قاعدين يكفيكوا شر هيلين
…………………….
عاد الجميع إلي مزرعة مصطفي مهران وإجتمع الجد بالأحفاد مجددًا كانت هند مازالت تبكي بأحضان حنان و بجانبها سلمي وعائشة التي هتفت بسخريه :
-يا حظك الإسود يا هند بقي يضيق بيكي الحال و تتجوزي الكائن السمج اللي أسمه ماجد ، ثم لأحظت وجود سلمي فقالت، معلش يا سلمي بس أنتٍ عرفاني بحب أقوا اللي في قلبي
– نظرت سلمي لها بغيظ و:
– أنتٍ ليه بتقولي كده أنتٍ تعرفي ماجد أصلاً ، علي فكره ماجد أطيب وأحن أنسان في الدنيا
– كانت تبكي بشدة ولكنها قالت من بين دموعها :
– طيب مش طيب أنا مش عايزة أتجوز وبعدين مش لقين ألا أخوكي
كانت سلمي سترد عليهم فهم يتكلمون علي أخيها بكلام لا يوجد له أصل من الصحة ولكن أوقفها دخول الجد مصطفي إلي المنزل فجرت هند بإتجاهه و قالت بعين دامعه :
– أنت قولت لما ترجع هتفهمني أزاي عايزني أتجوز ده وأشارت علي ماجد الواقف خلف جدة يرفع أحد حاجبيه
– نظر الجد لها و قال بجدية وهو يرتب علي كتفيها :
أنتٍ مش بتحبي جدك مصطفي، أشارت له بموافقة فأكمل،
يبقي تسمعي كلامي، لأن أنا عارف مصلحتك.
– نظرت هي إلي آدم الواقف خلف الجد بجانب آدم ولكنه تخطي الجميع وصعد إلي غرفته فنظرات هند لهم بنظرات راجيه و عاجزة و في غرفته أغلق باب الغرفه وجلس علي مكتبة يسترجع ما مرة عليه منذ عددت ساعات و
{ إستدعاء الجد مصطفي له و كان العم كامل قد وصل سلم عليه آدم مُرحبًا وبعد قليل دلف ماجد ومن بعده عز الدين جلسوا جميعاً يستمعون إلي ما يقول الجد الذي قال بنبرة جدية :
– أنا لقيت حل للمشكلة دي والحل ده هيحل مشكلة آدم مع المجلس و هيحل ليا مشاكل كتير كنت في غني عنها و كمان هيريح قلبي لو أنا غالي عليكم بجد هتوفقوا عليه وهترحبوا لأن ده الحل الوحيد إلي هيبعد عاصي عن المقايضة وكان الأسرع هو فهتف آدم مُسرعاً :
– إيه هو يا جدي أنا موافق علي أي حل ينقذ أختٍي من الموضوع ده
– الجواز يا آدم الحل هو الجواز
ونظرات عدم الفهم و الغضب وعدم التصديق كانت مُسيطرة علي الأجواء الجواز هتف ماجد مُتعجبًا :
– جواز مين يا جدي عاصي
– أيون يا ولدي عاصي ومش عاصي بس هند كمان
– هند قالها آدم بعدم فهم
– هند زي عاصي يا آدم الإتنين أخواتك و الإتنين ينطبق عليهم المقايضة
– يعني إيه يا بابا وعاصي وهند هيتجوز مين!!
– ولادك
– نعم ، والتعجب كان من نصيب ماجد وعز الدين وبصحبتهم آدم
– بجد يا بابا ده أنسب حل و أنا موافق مش هلقي عرايس لولادي أحسن من ولاد منصور الله يرحمة
– بس يا جدي أنا لا يمكن أقبل كده لأخواتي قالها آدم رافضًا
– لا يمكن تقبل لو مقبلتش حالاً بعد ساعة هيبقي غصب عنك وبعدين يا آدم أخواتك دول مسؤلين منٍ أنا اللي هقول هيتجوز مين وميتجوزوش مين
– بس يا جدي
– مفيش بس يا آدم
و أنتم رأيكم أيه أشار مصطفي مهران إلي عز الدين وماجد فنظر لهم آدم ثم ترك لهم المكان بأكملة وخرج وهو لا يدري أين يذهب فالدنيا أمامه ضيقه ولا يعلم ماذا يفعل}
وعاد إلي الواقع وهو يتنهد بقوه و يهتف متمنيًا :
– يا رب أسعدهم يا رب لو الموضوع ده ليه خير ليهم يا رب أبعد عنهم كل شر وحزن
……………………..
كان يجلس بالحديقة ينظر إلي السماء و يبتسم سعيد هو اليوم كان الحظ حليفة وبشدة فتذكر سؤال الجد له هو وأخيه :
{ – وأنتم إيه رأيكم بالموضوع ده
الزواج أبعد الأفكار عن مخيلته هو يحب الحريه يعشقها ولكن مع الزواج لا يعلم كيف سيكون الوضع نظر إلي أخيه عندما هتف الجد ولا يعلم لما الأن تذكر ذلك المشهد عناق ماجد وعاصي في حديقة قصرهم هل أخيه يفكر بعاصي هل أخيه يحب عاصي ولكن أوقف ماجد تفكيرة وقال:
– أنا الموضوع ده ماكنتش بفكر في الموضوع بس بدام يا جدي أنت شايف أن الموضوع فيه مصلحة الجميع يبقي أنا موافق هتجوز البنت هند هي صداع أه بس تحس كده أنها شبهي خالي عز الدين يتجوز كعبول بتعته
– ضحك الجد مصطفي هو وإبنه علي كلام ماجد ولكن نظر إلي عز الدين و :
– وأنت، إيه
– أنا هسافر يا جدي، شغلي هناك وحياتي
– وده يمنع أنك تتجوز عاصي يا عز الدين ولا أنت مش عاوز عاصي أصلاً
– لا يا جدي بس أنا عايز اعرف أن أنا كده كده هسافر
– وقتها نتكلم يا عز الدين
– ماشي، يا جدي
– ماشي ، إيه
– أنا موافق بس بشرط قاله بجديه
– رفع مصطفي مهران حاجبه و نظر لحفيدة بغضب :
– شرط أيه ياولد كامل
– توافق علي زواج سلمي من أحمد أبن خالتي ولو حضرتك مش موافق أنا مش هوافق علي الزواج
الصمت والتفكير والتنهيد مصطفي مهران يفكر يحسم الأمر وبعد ترقب هتف :
– موافق يا عز الدين }
وقد كان ما كان وستقام الأفراح في مزرعة مصطفي مهران لأيام فهذا زواج آل مهران وآل غنيم
يجلس أستطاع أن يساعد أخته الحبيبة و حلمه حلمه سيتحقق عاصي نكهة التوت ستكون خاصتة ولكن ذلك المشهد الذي كلما فكرة يدور في ذاكرته لا يستطيع نسيانه و كأن القدر أرسل له المنجد من السماء أخيه الذي جلس بجانبه و :
– مالك يا عم عز الدين مش فرحان دا أنت عملت اللي محدش يقدر يعمله بس هتتجوز كعبول لك الله
نظر له بغيظ وهتف :
– بطل تقول عليها كده، أنا بس اللي كنت بقولها كده وبعدين ده كان زمان
– الله أحنا بدأنا دفاع من حالاً يا عم أنا مالي خليني في الصداع اللي جبته لنفسي شوفت البنت شوفت وهي بتقوله ده تقولش جوز أمها كان نفسي أضربها قلم
– ضحك عز الدين تضرب مين هند دي أرّقُّ من الورد
– نعم وإيه كمان
– يا عم روح من هنا أنت جاي تصدعني قالها
عزالدين ساخرًا ولكن نظر ماجد له وهتف قائلاً :
– تعرف يا عز الدين أنا من يوم حفلة تخرجك وأنا حاسس أنك بتبعد عني ومعرفش ليه بس اليوم ده مشيت حتي من غير ما تسلم عليا ومفهمتش ليه بعدت بعدها كده
– نظر له عز الدين ماذا يقول له أنه الأن كلما تذكر شعر باختناق ولكنه تماسك :
– أنا مابعتش أنت اللي بتفكر كده أنا كنت عايز أروح لحلمي
– يمكن بس أنسي كان يوم كئيب الصراحة يومها أفتكر كعبول قصدي عاصي تعبت و أغمي عليها وشلتها و ظهري أتكسر وطلعت نمت ولما صحيت قالوا عز سافر
– شلتها تعبانه وذكريات و آلام و أوجاع طول سنوات و هو يظن السوء والأمر كله كان أعتقاد منه و لكن فاق من شروده علي صوت أخيه الذي هتف بمرح :
– يا عم أنت بتروح فين تفتكر البنت أختك هتعمل أيه أول أما تشوف أحمد وأبوك وأمك هتموت كن عرفنها كام هيبقي أحسن
– لا خليها مفاجأة أحسن
– خلاص يا عم أنا هطلع أنام وربنا يستر بقي من بكرة أنا أخايف أنام و أصحي أبقي أبو العيال
– ضحك عز الدين وهتف متخفش لما تشوف هتعمل إيه مع أمهم الأول أبقي فكر في العيال
– علي رأيك
ورحل عنه وتركه يفكر ويفكر وبطريقة لا إراديه نظر إلي شباك غرفتها المغلق و أخذ يفكر بلُعبته فهي باتت وستظل لُعبته
……………………..
هربت من الواقع إلي النوم ولكن لم يتركها حتي في منامها وصوت الجد مصطفي يهتف وهي تجلس أمامه :
– أنتم هتتجوزوا عز الدين وماجد
– ضحكة هند بشدة وصاحة:
إيه الهزار ده يا جدي قول كلام يتصدق
– هند أنا مش بهزر صاح بها غاضبًا ، لو الكلام ده متنفزش هتبقي وحده فيكم زوجه لسعيد غالب الليلة
– والصدمه ألجمتها و لم تتفوه وظلت تتابع أخته والجد الذي قال وهو ينظر لعاصي :
– أنت طلبتي من أخوكً يتجوز فداء وأنا بطلب منك تتجوزي عز الدين و ده طلب من أب مش من جد أو شخص في خانه مركونة فياريت تريحي قلبي
– موافقة ، عشان أنت مش خانه مركونة أنت الجد والأب وكل شيءٍ بس أسمعها منه يا جدي
– موافق يا عاصي مش مصطفي اللي هيرخص عاصي
وأستيقظت ولا سبيل لنوم حلمها يتحقق دعائها أستجاب و دموعها ستمحي و أمانيها ستتحقق أم ماذا!!
وفي الصباح حلاوة لا يعرفها إلا المفكرون و صباح جديد علي أرض بات الجميع فيه ينتظر القدر فهل منصف هل مخزي لا نعلم غير أنه سيأتي وأي كان سنعيشه…….!