نوڤيلا عشق الثعلب بقلمى أميرة مدحت

نوڤيلا “عَشَقَ الثَّعلَبُ”
((الفَصْلُ الرَّابِعُ))

بعد مرور أسبوع كامل من تلك المُهمة البوليسية، في تلك الفترة خضع “مُهاب” لأختبارات مُفاجئة كثيرة من قبل تلك الجماعة الإرهابية ليتأكدوا من صدقهُ، بدأ يثق به الزعيم؛ بسبب تفوقهُ ونجاحهُ في الأختبارات التي أختبرها لهُ، وخاصةً حينما كان يجلس معهُ بمُفردهم، يحاول أن يلاعبهُ في الحديث لكي يدخُل أغوار عقلهُ، ولكن الأخير لم يستسلم قط، فهو قد تدرب كثيراً وهو أيضاً ذو خبرة في ذاك المجال، أستشعر نجاحهُ عندما أصبح الزعيم يثق به بدرجة متوسطة، نجحت “آثار” في تكوين صداقة مع السفيرة ولكن في بعض الأحيان ينقبض قلبها خوفاً على زوجها وعلى ذات نفسها، ولكن تعود بخير حينما تقنع نفسها أن كُل شيء سيُصبح بخير وجيد لأنهُم الحق، والله دائماً ينصُر الحق.

بعد مرور يومين، جلس “مُهاب” مع الزعيم والجماعة يتحدثون بشأن العملية الإرهابية التي يُريدون أن يرتكبوها في حق الدولة، أخبر أحدهم بشأن السفيرة وأنهُم علموا أن هُناك فتاة تجلس معاها بمُفردهم، بدأوا بتخمين أنها من تكون، ليهتف الزعيم بتفكير عميق :
_ياترى تكون مين البنت دي؟؟..

توتر” مُهاب” بداخلهُ كثيراً؛ خوفاً على زوجتهُ، هتف فجأة أحدهم وهو يضيق عينيه:
_مش يمكن تكون ضابطة، يمكن قلقانين عليها فجابوها تقعد معاها، وأنا عموماً ليا حبايب كتير، هسأل وهقولك يا باشا.

خفق قلبهُ بقوة حينما وجد أنهم قد كشفوا أمر زوجتهُ، بلع ريقهُ بصعوبة بالغة وهو يُفكر كيف ينجدها2من براثن الإرهابيين، هتف الزعيم وعينيه تلمع بشر دفين :
_لو طلعت زي ما بتقول، يبقى نخلص عليها عشان دي هتبقى الضربة القاضية، بس نقتلها وهي خارجة من العمارة، وحاول تجيب صورتها.

بدأ يصبب عرق من فرط الخوف والذُعر الذي بداخل قلبهُ، نظر له الزعيم وهو يقطب حاجبيه :
_مالك؟؟..

وضع “مُهاب” يديه على رأسهُ وهو يقول :
_مش عارف، دماغي وجعاني أوي وجعاني جداً، آآآآآآآآآآآآه!!!!

صرخ بألم شديد زائف؛ لكي يطلبوا لهُ الطبيب الذي يعيش مع زوجتهُ وطفلهُ الوحيد، في إحدى الشوارع الجانبية، والذي فحصهُ من قبل، فهو ليس بطبيب بل هو ضابط في المُخابرات المصرية، وزميلهُ في العمل، ولكن لا أحد يعلم ذلك حتى زوجتهُ، وهو يأخُذ مهنة الطب لكي يُداري على عملهُ الحقيقي، ويُمثل هذا الدور مع زميلهُ “مهاب” بسبب عندما يُريدُ أن يبُلغ أي شيء من المعلومات الطارئة، فيجب أن يقولها لهُ، لكي يُرسل تلك المعلومات لجهاز المُخابرات المصرية عن طريق رسائل نصية من هاتف لا أحد يعرفهُ حتى زوجتهُ.

هب الزعيم واقفاً وهو يهدر بقوة :
_أطلبوا الدكتور محمد إللي كشف عليه قبل كده وإنتوا خدوه على الأوضة بتاعتهُ لحد ما يجي الدكتور، بسُرعــــة!!!


بعد فترة وجيزة، خرج الطبيب من الغُرفة التي يرقد فيها “مهاب”، ليخبرهُ أنهُ من الطبيعي يحدُث هذا؛ بسبب الضربة القوية التي حدثت لهُ أثناء غرقهُ،وأن الأمر لا يتعلق إطلاقاً بذاكرتهُ، أطمئن الأخير ثُم دخل الغُرفة بعد أن أوصل الطبيب إلى باب المنزل تحدث معهُ وهو يخبرهُ أنهُ مُطمئن عليه.

بعد مرور أكثر من ساعة ونصف، دخل أحد الرجال إلى الغُرفة وهو مُمسك بصورة فوتوغرافية، نظر لهُ الزعيم قائلاً بحدة :
_عملت إيه؟؟..

ردّ الأخير بجدية :
_أتأكدت أنها ظابطة فعلاً بعد ما شوفت صورتها.

نظر لهُ بإستغراب :
_صورتها؟؟..

أومأ برأسهُ بتوتر :
_وحضرتك تعرفها كويس.

زاد إستغرابهُ ليأمرهُ:
_وريني الصورة وأطلع برا الأوضة .

هز رأسهُ سريعاً ليعطيه الصورة الفوتوغرافية، ثُمَّ خرج من الغُرفة، توسعت عيناه حينما رأى من في الصورة، أحمرت عيناه غضباً، ليهدر بصوتهُ القوي وهو يسب قائلاً :
_يا ***يا بنت ****!!!!

حاول “مُهاب” أن يتمالك أعصابهُ لكي لا ينكشف، أرتدى قناع القلق وهو يسألهُ:
_في إيه؟!!.. إنت تعرفها؟؟..

ردّ بشراسة :
_دي قتلت أخويا الكبير، قتلتهُ!!.. كانت السبب في القبض عليه، ومات معدوم، ده أنا هقتلها، هشرب من دمها، قتلت خالد الشناوي!!!!!

حدق به بصدمة عارمة، أهذا شقيقهُ، فقد كان هو رأس الكبيرة لتُجار السلاح والآثار، وبالفعل أستطاعت بعقلها وبذكائها وبمكرها أن تقبض عليه، وتم إعدامهُ شنقاً.

نظر لهُ بإستغراب قائلًا :
_إزاي وإنت إسمك كريم محمد، وهو خالد الشناوي؟؟..

ردّ بعصبية :
_أخويا من أُم وبس، بس أنا هقتلها وهشرب من دمها.

نظر لهُ بمكر :
_طيب فهمني هتعمل إيه؟؟..

نظر لهُ بشر :
_بعد بُكرا عيد سيد المسيح، هقتل السفيرة، وهي أكيد هتبقى معاها، فهقتلها.

نظر لهُ بخُبث :
_وأنا هساعدك في الإنتقام، بس قولي هتعمل إيه بظبط؟؟؟….


“أَنَتْهَاءُ الفَصْلُ الرَّابِعُ”


error: