قصة الشيطان والبقرة
قصة الشيطان والبقرة
يحكى ان مزارعا كان عنده بقرة يستعملها في ري أرضه ، وفي كل صباح يأخذ البقرة من حظيرتها الى الساقية ثم يربطها بخشبة الساقية لتدور حولها وتخرج الماء ، أما هو فيذهب الى حقله فيشق الأرض بفأسه ليوصل الماء الى أصول الشجر .
فجاء الشيطان يوما للبقرة وهي تدور حول الساقية فقال لها : لماذا تتعبين نفسك بالعمل المتواصل دون راحة ؟ اجلسي واستريحي قليلا .
فقالت له البقرة : اخشى ان يغضب صاحبي .
فقال لها الشيطان : وما يدري صاحبك أنك جالسة ؟ إنه مشغول بأرضه ولا يراك .
فجلست البقرة عن العمل وتوقفت الساقية .
فوجئ المزارع بأن الماء قد توقف عن الوصول للشجر ، فذهب ينظر الى البقرة فإذا هي جالسة فلما رأت البقرة صاحبها مقبلا قامت مسرعة تدور حول الساقية ، فلما ولى ظهره وعاد لأرضه توقفت عن العمل من جديد .
فكر المزارع ماذا يفعل كي لا تتوقف البقرة عن العمل ، فوضع في عنقها جرسا وقال : هكذا أعرف ان البقرة تعمل أم لا تعمل .
جاء الشيطان للبقرة فقال لها : توقفي عن العمل واجلسي .
فقالت له : لا أستطيع ، فصاحبي علق في رقبتي جرسا يتوقف عن الرنين إذا توقفت عن العمل .
فقال لها الشيطان : كلا ..إنما أراد صاحبك فقط ان يسمع صوت الجرس لأنه جميل فاجلسي وحركي رأسك فيتحرك الجرس ، اقتنعت البقرة بالفكرة فجلست وبدأت تحرك رأسها واستمر الجرس بالرنين فعلا ، بينما هي في الحقيقة لا تعمل ، استغرب المزارع من الأمر لماذا توقف الماء عن التدفق رغم ان جرس البقرة يرن بصوت عالي .
ذهب المزارع ليرى البقرة فكانت المفاجأة إنها جالسة وتحرك رأسها ، غضب المزارع من بقرته غضبا شديدا فأحضر من مزرعته عصا غليظة وانهال على البقرة بالضرب لتقوم للعمل .
فأخذ الشيطان يصرخ بالبقرة وهي تتألم من الضرب ويقول لها : أيتها البقرة حركي رأسك أكثر ان صاحبك يريد ان يسمع صوت الجرس أعلى وأعلى .
استمر صاحبها يضربها لتقوم للعمل والشيطان يقول لها : زيدي من تحريك رأسك أكثر إنما يضربك صاحبك لتجعلي الجرس يرن أكثر.
وأخيرا يئس المزارع من بقرته فقرر ان يذبحها