رواية المظفار والشرسة للكاتبة مريم غريب كاملة

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ‏( 10 ‏) – ﺃﺳﻴﺮﺗﻪ ! – :
ﺃﺷﺮﻕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﺤﻠﻪ ﺟﺪﻳﺪﻩ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﻣﺮﺗﻘﺒﻪ ، ﻭﺃﺯﺍﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺍﻷﻣﺲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ، ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﻻﺗﻌﺮﻑ ﻧﻬﺎﻳﻪ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺮﻛﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺑﻘﻠﻖ ﻣﺘﺄﻭﻫﺔ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻳﺆﻟﻤﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺜﻘﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ..
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺣﺘﻲ ﻋﻠﻲ ﺭﻓﻊ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﺮﻱ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ؟ ﻭ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ ؟؟
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ..
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ، ﺗﻌﺒﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻟﻜﻲ ﺗﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ ، ﻭ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻴﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﺔ ..
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺇﺧﺘﻨﻘﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﺬﻝ ﻭ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻄﺮﻓﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ ..
ﺿﺎﻋﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﻭ ﻭﻫﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻭ ﺻﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻓﻌﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻫﺐ ﻟﺘﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﺟﺴﺪ ﻓﺮﻳﺴﺘﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﺒﺘﻠﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ
ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮﺍﻥ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﺃﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺼﻮﻥ ﻗﻠﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﻫﺠﻢ ﺳﻴﻞ ﺟﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺘﻴﻦ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻬﺎ ﻗﻠﻘﺔ .. ﺃﺣﺴﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺷﺨﺺ ﻳﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ ..
ﻭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ .. ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺪﻳﻦ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ﺷﻌﺮﻫﺎ ، ﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺗﺎ ﺧﻔﻴﻀﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻳﻬﻤﺲ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻗﺔ
ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﺐ ، ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻭ ﻗﻮﻱ ، ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ، ﻭ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ..
ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ .. ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺣﻘﺎ ؟ .. ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ؟ .. ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ..
ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻭ ﺗﻤﻠﻤﻠﺖ ﺑﺘﻜﺎﺳﻞ، ﻭ ﺑﺒﻂﺀ ﺃﺯﺍﺣﺖ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ..
ﺳﻜﻨﺖ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻣﻘﻄﺒﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻨﻈﺮﻫﺎ
ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ،ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺴﻴﺤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ، ﻋﻠﻲ ﺳﺮﻳﺮ ﻭﺛﻴﺮ ﻭ ﻣﺮﻳﺢ ..
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻨﺸﻖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺯﻛﻴﺔ ﻣﻨﻌﺸﺔ ..
ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺇﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮ ﻣﺸﻬﺪ ﺭﺃﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻬﺎ .. ﻭ ﻓﻲ ﻟﻤﺤﺔ .. ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻠﻪ ، ﻓﻘﻔﺰﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻣﺮﺗﺎﻋﺔ ، ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﺁﻻﻡ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻖ ، ﻭ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ..
ﻓﺸﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺇﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺗﻤﺜﺎﻻ ﺧﺰﻓﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺇﺳﺘُﺨﺪﻡ ﻟﻠﺰﻳﻨﺔ ﻭ ﺗﺼﺪﺕ ﺑﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺬﻓﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪﺍ ﻫﻨﺎ ، ﻭ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺃﺻﻼ ..
ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺣﻴﺪﺓ .. ﻭ ﻫﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﺧﺮ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﻮﺣﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺿﺤﻜﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ .. ﻭ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﻜﺮ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺬﺍﺀﻫﺎ ، ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ؟ !!
ﺇﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻓﺘﺤﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﻭﻗﻔﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺨﻮﻑ ﻭ ﺗﻮﺗﺮ ..
ﺭﺃﺕ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺏ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺨﻄﻲ ﻭﺋﻴﺪﺓ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻴﺒﺔ ..
ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺣﻠﺖ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺇﻧﻪ ﻫﻮ .. ” ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ” .. ﺇﺫﻥ ﻓﻬﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﻪ ﺍﻷﻥ !
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ؟ ﺃﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﻘﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺑﺮﺍﺛﻦ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻭ ﺯﻣﻼﺀﻩ ؟؟
ﺇﺳﺘﻤﺮ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺬﺍﻫﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻼﺷﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺘﻴﻦ ، ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﺟﺬﻟﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺈﻋﺘﺪﺍﺩ ﻭ ﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻥ .. ﺭﺟﻼ ﻳﺼﻌﺐ ﻗﻬﺮﻩ .. ﺭﺟﻼ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ..
ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺣﺘﻲ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﻠﺘﻤﻌﺎﻥ ﺑﺸﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪ ، ﻓﺄﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻗﺪ ﺣﺎﻧﺖ .. :
– ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻔﻬﻤﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﺟﻴﺖ ﻫﻨﺎ ﺍﺯﺍﻱ ؟؟ !
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺤﺪﺓ ﺷﺮﺳﺔ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺠﺎﻫﻞ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺒﺮﻭﺩ :
– ﺍﻧﺘﻲ ﻧﻤﺘﻲ ﻛﺘﻴﺮ ﺍﻭﻱ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻧﻨﺎ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺿﻬﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ !
ﺻﻌﻘﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ .. ﺇﺫ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻭ ﻫﻲ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ !
ﻧﺎﻣﺖ ﺃﺭﺑﻊ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ !!
ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺑﻌﺪﻡ ﺇﻛﺘﺮﺍﺛﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻭ ﻗﻄﺒﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻛﻲ ﺗﺒﻘﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺧﻔﻴﺾ :
– ﻣﺎﺟﺎﻭﺑﺘﻨﻴﺶ ﻋﻠﻲ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ! .. ﺍﻧﺖ ﺑﺄﻱ ﺣﻖ ﺗﺠﺒﻨﻲ ﻫﻨﺎ ؟ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ !!
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ ﺑﺠﻔﺎﺀ :
– ﺍﺣﻤﺪﻱ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻧﻲ ﻭﺻﻠﺘﻠﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭ ﺟﺒﺘﻚ ﻫﻨﺎ .. ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻚ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺗﻌﻤﺪ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ .. ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺼﻮﺕ ﻧﺎﻋﻢ :
– ﺑﺲ ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ .. ﺍﻧﺎ ﺧﺪﺗﻠﻚ ﺣﻘﻚ ﻭ ﺍﺩﻳﺖ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺩﻭﻝ ﺩﺭﺱ ﻋﻤﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﻫﻴﻨﺴﻮﻩ .
ﺣﺒﺴﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ، ﻭ ﺗﻬﺪﺝ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ :
– ﻣﺎﺗﻔﺘﻜﺮﺵ ﺍﻧﻚ ﻛﺴﺮﺕ ﻋﻴﻨﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻴﻚ ﻣﻨﻐﻴﺮﻙ ﻛﻨﺖ ﻫﺒﻘﻲ ﻛﻮﻳﺴﺔ .
– ﻭ ﺍﻟﻠﻪ !!
ﺭﺩ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺑﻴﻨﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺇﺗﺸﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺤﻨﻖ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ، ﻟﻜﻦ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻬﺘﻢ ﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﺣﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺘﺤﺪ :
– ﺍﻳﻮﻩ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﺪ .. ﻭ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ .. ﺍﻧﺖ ﺍﺧﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻓﻜﺮ ﺍﺳﺘﻨﺠﺪ ﺑﻴﻪ ، ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﺍﺻﻼ ، ﺍﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻔﻘﺔ ﻭ ﻻ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﺘﻌﺘﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﺬﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺗﺪﻭﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺗﻀﻌﻔﻬﻢ ﻭ ﺗﺮﻫﺒﻬﻢ .
ﺃﻓﺮﻏﺖ ﺟﻌﺒﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﺷﺒﻌﺖ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻌﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻟﻪ ، ﺛﻢ ﺷﻤﺨﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
– ﻭ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻛﺪﻩ .. ﺧﻠﻴﻨﻲ ﺍﻣﺸﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺣﺎﻻ .
ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺘﻘﻠﺼﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭ ﻧﺎﻋﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ :
– ﻣﺶ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺗﻤﺸﻲ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﺬﻱ ﺍﺗﻔﺎﻗﻨﺎ .
ﺛﻢ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻧﺘﻔﻀﺖ ﻭ ﻟﻄﻤﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﻴﺢ ﺑﻘﺴﻮﺓ :
– ﺍﻳﺎﻙ ﺗﻠﻤﺴﻨﻲ .. ﺍﻳﺎﻙ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﺪﻩ ﺍﺻﻼ !
ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﻬﺠﻮﻡ ﺃﻗﺴﻲ :
– ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﺎ .. ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﺗﻔﻘﻨﺎﺵ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻣﺎﻛﻨﺶ ﻭ ﻻ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﻍ .
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻗﻔﺰﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺣﺘﻲ ﺇﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ..
ﺇﺫ ﺭﺃﺗﻪ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺨﻄﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻏﺎﺿﺒﺔ .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻣﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺇﻋﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻣﺴﻨﺪﺍ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ..
ﻓﺄﻃﻠﻘﺖ ﺷﻬﻘﺔ ﻣﻜﺘﻮﻣﺔ ﻭ ﺇﻧﻜﻤﺸﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
– ﻃﺐ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻌﻤﻠﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺩﻩ ؟ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻨﻲ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ !
ﻟﻢ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ .. ﺑﻞ ﺃﺣﻨﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻴﺠﺘﺬﺏ ﺑﺼﺮﻫﺎ ، ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺸﻦ :
– ﻃﻴﺐ ﻟﻴﻪ ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﺑﺘﺒﺼﻴﻠﻲ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﺘﻜﻠﻤﻴﻨﻲ ؟ ﻣﺶ ﺑﺘﺤﺒﻲ ﺗﺒﺼﻲ ﻓﻲ ﻭﺷﻲ ؟ ﺻﺢ ؟ ﺷﻜﻠﻲ ﻣﻀﺎﻳﻘﻚ ؟ .. ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﺍﻥ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻲ ، ﻭ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺣﻈﻚ ﺍﻧﻚ ﺑﻨﺘﻪ ﻭ ﻭﻗﻌﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻱ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﺣﺪﻗﺖ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﺎﺱ ، ﻭ ﺻﺎﺣﺖ ﻭ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ :
– ﺗﻘﺼﺪ ﺍﻳﻪ ؟ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻬﺪﺩﻧﻲ ؟ ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻼﺣﻖ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﺟﺬﺑﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ .. ﺭﻓﻊ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﻴﺘﺄﻣﻞ ﺗﻘﺎﻃﻴﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .. ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺘﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺁﻥ .. ﺃﻧﻔﻬﺎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﻓﻤﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ..
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻪ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻓﺘﺮﺍﺟﻌﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺘﻲ ﺇﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ ﻭ ﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭﺗﻴﻦ ﻧﺤﻮﻩ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻵﺳﺮ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻏﻤﻐﻢ ﺑﺨﻔﻮﺕ :
– ﻛﻨﺖ ﻧﺎﻭﻱ ﺍﻧﻔﺬ ﺍﺗﻔﺎﻗﻨﺎ ﺍﻻﻭﻻﻧﻲ ﻭ ﺍﺧﻠﻴﻜﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻱ .
ﺛﻢ ﺧﻔﺾ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻭ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺤﻤﻮﻡ :
– ﺑﺲ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺷﻔﺘﻚ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺩﻩ .. ﻏﻴﺮﺕ ﺭﺃﻳﻲ ﻭ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﺧﻠﻴﻜﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻤﺮﻙ ﻛﻠﻪ ﻫﻨﺎ ، ﻫﺘﺠﻮﺯﻙ !
ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﻔﻀﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻓﺄﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻓﺴﺘﺎﻧﺎ ﻣﺨﻤﻠﻴﺎ ، ﺃﺯﺭﻕ ﻟﻴﻠﻴﺎ ، ﻟﻪ ﺣﻤﺎﻟﺘﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻳﺒﺮﺯ ﻣﻔﺎﺗﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺘﻔﺼﻴﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭ ﻣﺜﻴﺮ ..
ﺇﺭﺗﻔﻌﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻭ ﻏﻄﺖ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺴﻘﻂ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺨﺰﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﺻﻮﺕ ﻃﺮﻃﻘﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﺘﻔﺖ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺘﺂﺟﺠﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ :
– ﺍﻧﺖ ﻣﺠﻨﻮﻥ ! ﺍﻧﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﺗﺠﻮﺯﻙ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻓﻴﻦ ﻫﺪﻭﻣﻲ ؟ ﺍﻧﺎ ﺍﺯﺍﻱ ﺁﺍﺍ ..
– ﺍﻫﺪﻱ .
ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮﺍ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩ :
– ﻋﻨﺪﻱ ﺧﺪﻡ ﻛﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ .. ﻭ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺘﺎﺕ ، ﺳﻠﻤﺘﻚ ﻟﻴﻬﻢ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺟﺒﺘﻚ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻏﻴﺮﻭﻟﻚ ﻫﺪﻭﻣﻚ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺶ ﺍﻧﺎ ﺍﻃﻤﻨﻲ .
ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺗﻮﻥ ، ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻴﻮﻧﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ :
– ﺍﻧﺎ ﺍﺧﺘﺮﺗﻠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻫﺪﻭﻡ ﻭ ﻣﻴﻚ ﺍﺏ ﻭ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺤﺘﺎﺟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻛﺒﺮ Store ( ﻣﺘﺠﺮ ﺗﺠﺎﺭﻱ ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ .. ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺖ ﻣﺎﻟﻴﺘﻠﻚ ﺩﻭﻻﺏ ﺍﻟﻬﺪﻭﻡ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﻭ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺎﺕ .. ﺍﻧﺎ ﻭﺍﺛﻖ ﺍﻧﻬﻢ ﻫﻴﻌﺠﺒﻮﻛﻲ ، ﺑﺲ ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺫﻭﻗﻲ ﺍﻧﺎ ﻳﻌﺠﺒﻚ !
ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺘﻜﻠﻢ ، ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻫﻮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
– ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﺪﺍ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ، ﺍﻧﺎ ﻫﺨﻠﻴﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﻳﻄﻠﻌﻮﻟﻚ ﺍﻛﻠﻚ ﻫﻨﺎ ، ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﻓﺒﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 8 ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ، ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺗﺠﻬﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﻋﺸﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺸﺎ ﺳﻮﺍ ﻫﺎﺧﺪﻙ ﺍﻋﺮﻓﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻣﻲ .
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺭﺩﻫﺎ ﻭ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻇﻬﺮﻩ ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ..
ﺗﺴﻤﺮﺕ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﻱ ﺣﺮﻛﺔ .. ﻇﻠﺖ ﺗﺤﺪﻕ ﺫﺍﻫﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻃﺮﻓﺖ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻷﻣﺮ ، ﺭﻏﻢ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﻌﻤﻖ ، ﺛﻢ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺠﻮﺏ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﻨﻈﺮﻫﺎ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ .. ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻧﻜﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ..
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻭ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺎﻓﺬﺗﻴﻦ ﻋﺮﻳﻀﺘﻴﻦ ﺗﻜﺸﻔﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻬﺮﺓ ..
ﺇﺗﺠﻬﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺇﻟﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺗﻴﻦ ﻟﺘﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺘﺮﻑ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﻤﻨﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺸﺎﻃﺮ ﻭ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ..
ﻟﺒﺮﻫﺔ ﻭﻗﻔﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ .. ﺛﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﺘﺘﺄﻣﻞ ﺃﺛﺎﺙ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺍﻟﺴﻨﺪﻳﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻌﺪﺍﻥ ﻭﺛﻴﺮﺍﻥ ﻭ ﺁﺭﻳﻜﺔ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ..
ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺿﻄﺠﻌﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺮﻭﺵ ﺑﺄﻏﻄﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺳﻤﻴﻜﺔ ..
ﻭ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ، ﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺰﻫﺮﻳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ .. ﻭ ﻭﺟﺪﺕ ﺣﺘﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺇﺣﺘﻞ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﺮﺍﺵ ..
ﺇﻥ ﺃﺛﺎﺙ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺫﻭﻕ ﺭﺍﻕ ﻭ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻠﺤﻮﻅ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻗﻊ ﺑﺼﺮ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ..
ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﻗﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺣﺠﺎﻡ ﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ( Chanel ) ﻣﺤﻔﻮﺭﺓ ﺃﺣﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ..
ﺗﻮﺟﻬﺖ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪﻫﺎ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻭ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻓﻮﻑ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ..
ﻋﺎﺩﺕ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻫﺰﺗﻪ ﺑﺤﺬﺭ ، ﻓﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﺣﻔﻴﻒ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺳﻤﻌﺘﻪ ، ﺃﺛﺎﺭ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻔﺘﺤﺘﻪ ..
ﺃﺑﻌﺪﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻋﻨﻪ ، ﺛﻢ ﺷﻬﻘﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻭ ﺧﺠﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻗﻤﻴﺺ ﻧﻮﻡ ﺷﻔﺎﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻞ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ ..
ﺇﺳﺘﺸﺎﻃﺖ ﻏﻀﺒﺎ ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻱ ..
ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ؟ .. ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ !
ﻓﻘﻂ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ..
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺑﻐﻀﺐ ﺟﻢ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ؟ .. ﺃﻥ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﺳﺘﺘﺤﻘﻖ ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺗﺪﻱ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ؟ !!
ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻐﺾ ..
ﻻ .. ﻟﻦ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻐﺰﻭﻫﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ .. ﺳﻮﻑ ﺗﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .. ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ .. ﻭ ﻟﻦ ﻳﻀﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺬﺏ ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻮﻕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ .. ﻭ ﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..


ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﻐﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ..
ﺃﻣﺴﻚ ” ﺭﺷﺪﻱ ” ﺑﺮﺳﻎ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﻓﻲ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻗﺎﺋﻼ :
– ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﺲ .. ﺍﻗﻌﺪ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻫﺘﺮﻭﺡ ﻓﻴﻦ ﻃﻴﺐ ؟؟
ﺟﺎﻫﺪ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﻓﻲ ﺟﺬﺏ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻱ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻪ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
– ﺳﻴﺒﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ ، ﺍﻟﺒﺖ ﻣﺎﺭﺟﻌﺘﺶ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ، ﺳﻴﺒﻨﻲ ﺍﺭﻭﺡ ﺍﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺳﺎﻳﺮﻩ ” ﺭﺷﺪﻱ ” ﻗﺎﺋﻼ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
– ﻃﺐ ﺑﺲ ﻫﺘﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻦ ؟ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻪ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﺛﺎﺋﺮﺍ :
– ﻻ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ .. ﺑﺲ ﻟﻮ ﺣﻜﻤﺖ ﻫﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻌﺐ ﺩﺍﻳﺮ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﻻﻗﻴﻬﺎ .
– ﻃﺐ ﺗﻌﺎﻟﻲ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺑﺲ ﺍﻗﻌﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ .
ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﺠﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﺑﺘﺄﻓﻔﻪ ، ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺭﺯﻳﻨﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ :
– ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺩﻭﻝ ﻣﺶ ﻫﻴﺤﻠﻮﺍ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ .. ﻻﺯﻡ ﺗﻔﻜﺮ ﻛﻮﻳﺲ ﺍﻻﻭﻝ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺻﺢ .
ﺑﺎﻏﺘﻪ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﻣﻨﻔﻌﻼ :
– ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺎﻳﺰﻧﻲ ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ ؟ ﺑﻘﻮﻟﻚ ﺍﻟﺒﺖ ﻣﺎﺭﺟﻌﺘﺶ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ !!
ﺻﻤﺖ ” ﺭﺷﺪﻱ ” ﻗﻠﻴﻼ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﺮﺩﺩ :
– ﻃﻴﺐ .. ﻫﻲ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﺩﻩ ؟؟
ﺣﻤﻠﻖ ﻓﻴﻪ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﺘﺴﻌﺘﻴﻦ ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﻣﺼﺪﻭﻣﺎ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺑﻮﻏﺖ ﺑﻘﻮﺓ :
– ﻳﺎﻧﻬﺎﺭ ﺍﺳﻮﺩ ! .. ﺻﺢ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ .. ﺻﺢ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﻔﻬﺎ !
ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺇﺣﺘﻘﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻐﻀﺐ ﺣﺎﺭﻕ ، ﺛﻢ ﻫﺐ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :
– ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﻣﺶ ﻫﺴﻴﺒﻪ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺩﻩ .
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ” ﺭﺷﺪﻱ ” ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ :
– ﺍﺳﺘﻨﻲ ﺑﺲ ﻣﺎﺗﺘﻬﻮﺭﺵ ، ﺍﺣﻨﺎ ﺍﺳﻠﻢ ﺣﻞ ﻧﻌﻤﻠﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺮﻭﺡ ﻧﻌﻤﻞ ﻣﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ .
– ﻣﺤﻀﺮ !!
ﻗﺎﻟﻬﺎ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ” ﺑﺈﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﻫﺎﺯﺋﺎ :
– ﺍﻧﺖ ﻧﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻜﻴﺘﻬﻮﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﺩﻩ ﻗﺪﺭ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺮﺓ .. ﻣﺶ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ !
ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﺑﺤﺴﻢ ﻭ ﺗﺼﻤﻴﻢ :
– ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﻫﺠﻴﺐ ﺣﻖ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ .. ﻭ ﻫﺮﺟﻌﻬﺎ ﺍﻧﺸﺎﻟﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺗﻲ .

ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻪ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﻣﻘﺔ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﻕ ﺑﺈﻧﺰﻋﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺿﻮﺽ ﻭ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻸﺕ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﻐﻀﺐ ﻣﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺮﺭ ” ﻫﺎﻧﻴﺎ ” ﻣﻦ ﻫﺠﻮﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪﺍ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺘﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺇﻧﺘﺰﺍﻋﺎ ﻭ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺘﻼﺑﻴﺒﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺇﻟﻲ ﻭﺣﺶ ﻣﺨﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺮﻱ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻴﻒ ﻟﻘﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺣﺮﺍﺳﺘﻪ ﺩﺭﺳﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻫﻮ ﻭ ﺻﺪﻳﻘﻴﻪ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﺍ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺨﺰﻳﺔ ..
ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺩﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺄﻏﻠﻆ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺎﺻﺼﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻪ ..
ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .. ﺇﺫ ﺍﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﺮﻥ ﺑﺄﺫﻧﻴﻪ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻴﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺑﻌﻨﻒ .. ﺇﻗﺘﺮﺏ ﺑﻔﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻪ ﻭ ﻫﻤﺲ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ ﺟﻠﻔﺔ ” ﻣﺤﺪﺵ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﺤﻂ ﺍﻳﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﻚ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ” ..
” ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ” .. ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻹﺳﻢ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ” ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ ” ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ..
ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻟـ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻭ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻓﺮﺽ ﺷﺨﺼﻪ ﺍﻟﻤﻨﺤﻂ ﻋﻠﻲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﺏ ﻓﻘﻴﺮ ﻣﻌﺪﻡ ﺇﻟﻲ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺛﺮﻳﺎ ﻣﺮﻣﻮﻕ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ .. ﺣﺘﻤﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﻀﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻪ ، ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺗﻤﺮ ﺩﻭﻥ ﺭﺩ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺱ ..
ﺇﻧﺘﻔﺾ ” ﺟﺎﺳﺮ ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ ” ﺑﺸﻤﻮﺥ ، ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ..
ﻫﺒﻂ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﺳﺘﻮﻗﻔﻪ ﻓﺠﺄﺓ :
– ﺟﺎﺳﺮ !
ﺟﻤﺪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻟﻮﻫﻠﺔ ، ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺻُﺪﻡ ﻣﻦ ﻣﺮﺁﻱ ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻨﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺝ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭ ﺍﻷﺣﻤﺮ .. :
– ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﻛﺪﻩ ؟؟
ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﺼﺪﻣﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻴﺒﻪ ﺑﻔﺘﻮﺭ :
– ﺍﺗﺨﺎﻧﻘﺖ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .
– ﺍﺗﺨﺎﻧﻘﺖ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ !!
ﺭﺩﺩ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﻨﺰﻕ ﻣﻨﻔﻌﻞ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻏﺎﺿﺒﺎ :
– ﻭ ﺍﺗﺨﺎﻧﻘﺖ ﻣﻊ ﻣﻴﻦ ﻭ ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺍﻓﻨﺪﻱ ؟؟
ﺯﻓﺮ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﻀﻴﻖ ﻗﺎﺋﻼ :
– ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺩﻩ ﺷﻲﺀ ﻳﺨﺼﻨﻲ ﺍﻧﺎ .
– ﺍﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻋﺪﻝ ﻳﺎ ﻭﻟﺪ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ، ﻓﻜﺒﺢ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻋﺼﺒﻴﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
– ﻃﻴﺐ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟
ﻋﺎﻳﻨﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺰﺩﺭ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
– ﻫﻴﺌﺘﻚ ﻫﻴﺌﺔ ﺭﺍﺟﻞ .. ﻟﻜﻦ ﻋﻘﻠﻚ ﻭ ﺗﻔﻜﻴﺮﻙ ﻭ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ﻋﻴﺎﻟﻲ ﺍﻭﻱ .
ﻛﺰ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﺣﺎﻧﻘﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻴﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺁﻣﺮﺍ :
– ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺭﺍﻳﺎ .
ﺗﺒﻌﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻋﻠﻲ ﻣﻀﺾ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ..
ﺟﻠﺲ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭ ﺩﻋﺎ ﺇﺑﻨﻪ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻪ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺻﻤﺖ ﻗﺼﻴﺮ .. ﻫﺘﻒ ﻗﺎﺋﻼ :
– ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ ﻋﺎﻳﺰﻙ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺴﺎﺑﻚ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻫﺘﺮﻭﺡ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻚ ﻭ ﻫﻲ ﺑﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .
ﺳﺄﻟﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
– ﻭ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺗﺪﺭﺱ ﺍﻳﻪ ﺑﻘﻲ ؟؟
ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ :
– ﺳﻴﻨﻴﻤﺎ .. ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺳﻴﻨﻴﻤﺎ .
– ﻧﻌﻢ !!
ﻫﺘﻒ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻣﻨﻔﻌﻼ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻊ :
– ﺩﻩ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻛﻮﻳﺲ ﻭ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﻛﻮﻳﺴﺔ .. ﺍﻧﺖ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﻤﺎ ﺩﻩ ؟ !!
ﻣﻂ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻣﺘﺂﺳﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻨﺎﺩ ﺇﺑﻨﺘﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ :
– ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺗﻌﻮﺩﺗﺶ ﺍﻏﺼﺒﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﻣﻜﻮﺍ ﺍﺗﻮﻓﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ .. ﻫﻲ ﺣﺮﺓ .
ﺻﺎﺡ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﻔﻈﺎﻇﺔ ﺟﻠﻔﺔ :
– ﻫﻲ ﺣﺮﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻳﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﻤﺎ ؟ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺩﻩ ﺑﻴﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻪ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺣﺎﺩﺓ :
– ﺍﺧﺘﻚ ﻣﺆﺩﺑﺔ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﺑﺜﻖ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﺤﺮﻑ ﺃﺧﺮ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :
– ﺧﻼﺹ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ .
ﺻﻤﺖ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻗﺎﻃﺒﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻏﻴﺮ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
– ﻗﻮﻟﻲ ﺑﻘﻲ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ .. ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﻛﺪﻩ ؟؟
ﻧﻈﺮ ﻟﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﺘﺸﻜﻚ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻄﻒ ﻳﺤﺜﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ :
– ﻗﻮﻟﻲ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ ﻣﺎﺗﺨﺒﻴﺶ ﻋﻠﻴﺎ .. ﺍﻧﺖ ﺍﺑﻨﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻋﻨﻴﺪ ﻭ ﻣﺘﻬﻮﺭ ﺯﻳﻲ ﻭ ﻣﺎﺑﺘﺴﻴﺒﺶ ﺣﺪ ﻏﻠﻂ ﻓﻴﻚ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺖ ﺍﺑﻨﻲ ﺑﺮﺩﻭ ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻀﺮﻙ ﻛﺄﻧﻪ ﺿﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ .
ﺇﺳﺘﺮﺧﺖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻓﺘﻨﻬﺪ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﻌﻤﻖ ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻪ :
– ﻫﺎ ﺑﻘﻲ .. ﻣﺶ ﻫﺘﻘﻮﻟﻲ ﺍﺗﺨﺎﻧﻘﺖ ﻣﻊ ﻣﻴﻦ ؟؟
ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺩﺩ .. ﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ..
ﺇﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺈﻫﺘﻴﺎﺝ :
– ﻧﻬﺎﺭﻙ ﺍﺳﻮﺩ .. ﺍﻧﺖ ﺍﺯﺍﻱ ﻓﻜﺮﺕ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ؟ ﺍﻧﺖ ﺍﺗﺠﻨﻨﺖ ؟ ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﺩﻱ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻴﻦ ﻳﺎ ﻣﺘﺨﻠﻒ !!
ﺃﺟﺎﺏ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﺑﻐﻠﻈﺔ :
– ﻋﺎﺭﻑ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ .. ﺑﻨﺖ ﺣﻠﻮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻨﻴﺔ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﺑﻮﻫﺎ ﻓﻠﺲ ﻭ ﺍﻧﺘﺤﺮ ﻭ ﻣﺎﺑﻘﺎﺵ ﺣﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻴﻢ .
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺻﺪﻏﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻣﻐﻤﻐﻤﺎ ﺑﺤﻨﻖ :
– ﻭ ﺍﻭﻝ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺮﻓﻀﻨﻲ ﻭ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺑﺲ ﻷ ﺩﻱ ﺍﺗﺠﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﺿﺮﺑﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻛﻤﺎﻥ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺍﺧﺪ ﺣﻘﻲ .
ﺻﺮﺥ ” ﻛﻤﺎﻝ ” ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ :
– ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﻤﻬﺎ ﻳﺎﺧﺪ ﺧﺒﺮ ﺑﻌﻤﻠﺘﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺓ ﺩﻱ !
ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻭ ﻻﻣﺒﺎﻻﺓ ﺭﺩ ” ﺟﺎﺳﺮ :”
– ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﻟﺤﻘﺖ ﺍﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻋﻤﻬﺎ ﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺮﺩﻭ ﻓﻠﺲ ﺍﻧﺖ ﻣﺎﺳﻤﻌﺘﺶ ﺍﺧﺮ ﺍﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺶ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﺭﻓﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺠﺮ ﻭ ﻛﺴﺒﻬﺎ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﺑﻘﻮﺍ ﺻﻔﺮ ﻋﺎﻟﺸﻤﺎﻝ .. ﻭ ﻻ ﻟﻴﻬﻢ ﺍﻱ ﻻﺯﻣﺔ ، ﻣﺎﻳﻘﺪﺭﻭﺵ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺣﺎﺟﺔ .
ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﻐﻴﻆ :
– ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺎﺗﻬﻤﻨﻴﺶ ﺍﺩ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﺩﻩ .. ﻻﺯﻡ ﺍﺭﺑﻴﻪ .
ﺃﻧﺬﺭﻩ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﺤﺘﺪﺍ :
– ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﻟﺺ .. ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻭ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺳﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .. ﻓﺎﻫﻢ ؟؟
– ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺎﻳﺰﻧﻲ ﺍﺳﻴﺐ ﺣﻘﻲ ؟ !!
ﻫﺘﻒ ” ﺟﺎﺳﺮ ” ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ ، ﻓﺒﺎﻏﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
– ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻐﻠﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ .. ﻭ ﺍﻱ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻓﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﺘﺼﺮﻑ ﺯﻳﻪ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ .. ﻓﺄﻋﻘﻞ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺑﻄﻞ ﺟﻨﺎﻥ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻭ ﻣﺶ ﻓﺎﺿﻲ ﺍﻟﻢ ﻭﺭﺍﻙ .
*********************
ﻋﺎﺩﺕ ” ﻫﻨﺎ ” ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ، ﻭ ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻣﺘﺴﻠﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﺪ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﻤﻠﻌﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻓﺈﻧﻘﻀﺖ ” ﻫﻨﺎ ” ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺻﺎﺣﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻫﺎ :
– ﻳﺎ ﻗﻮﻭﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﻭﻭﺏ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻴﻴﻞ .. ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺑﻄﺔ .
ﺃﺭﺗﻌﺪﺕ ” ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ” ﻭ ﺻﺮﺧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ، ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﻮﺍﺟﻪ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﺑﺲ ﻭ ﻋﺎﺗﺒﺘﻬﺎ :
– ﻳﺎ ﻳﻨﺘﻲ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻓﺰﻋﺘﻴﻨﻲ !
ﺿﺤﻜﺖ ” ﻫﻨﺎ ” ﺑﺨﻔﺔ ، ﺛﻢ ﺭﺑﺘﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻒ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
– ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻗﻮﺕ .. ﻛﻨﺖ ﺑﻬﺰﺭ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﻋﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ .
ﺗﻨﻬﺪﺕ ” ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ” ﺑﺜﻘﻞ ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻮﺿﺤﻬﺎ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
– ﺭﺟﻌﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﺑﺪﺭﻱ ﻳﻌﻨﻲ !
ﺃﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ” ﻫﻨﺎ ” ﻭ ﻫﻲ ﺗﻠﻬﻮ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬﺎ :
– ﺍﺧﺮ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﺗﻠﻐﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﻣﺸﻲ ﻓﺠﺄﺓ .
– ﻟﻴﻪ ﻛﺪﻩ ؟؟
– ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻳﺶ ﻋﺮﻓﻨﻲ ، ﺑﺲ ﺍﻛﻴﺪ ﺣﺼﻠﺘﻠﻪ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻳﻌﻨﻲ .
ﻭﺑﺨﺘﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
– ﻳﺎﺩﻱ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻱ ﻣﻨﻚ ﺩﻩ .. ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺳﻤﻌﻚ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻠﻮﺓ .
ﻗﻬﻘﻬﺖ ” ﻫﻨﺎ ” ﺑﻤﺮﺡ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
– ﺑﺲ ﻛﺪﻩ ؟ ﻋﻨﻴﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﺗﺆﻣﺮﻱ ﻳﺎ ﺑﻄﺔ .. ﻳﻼ ﺑﻘﻲ ﺍﻣﺎ ﺍﺭﻭﺡ ﺍﻏﻴﺮ ﻫﺪﻭﻣﻲ ﻭ ﺍﺟﻲ ﺍﺷﻮﻓﻚ ﻃﺒﺨﻠﻨﺎ ﺍﻳﻪ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ .
ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .. ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﻢ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺭﻧﻴﻦ ﻫﺎﺗﻔﻬﻬﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﺑﻨﻐﻤﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ..
ﺇﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭ ﺇﻟﺘﻘﻄﺘﻪ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ :
– ﺍﻟﻮ !
– ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ ؟؟
ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻓﻲ ﺁﻥ .. ﻓﺮﺩﺕ ﺑﺈﺿﻄﺮﺍﺏ :
– ﺁ ﺍﻳﻮﻩ ﺍﻧﺎ .. ﻣـ ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ :
– ﺍﻧﺎ ﺍﻳﺎﺩ .. ﺍﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ .
ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .. ﺃﻧﻪ ﻫﻮ .. ﻧﻌﻢ ﻫﻮ .. ﺣﺪﺳﻬﺎ ﺃﻛﺪ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ..
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﺘﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺼﻤﺖ .. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﺓ :
– ﺍﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ ﻣﻴﻦ ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺣﺪ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺩﻩ !!
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﻋﺪﺓ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ، ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ :
– ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﺍﻋﺮﻓﻚ ﻛﻮﻳﺲ ﺍﻭﻱ .. ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺳﻤﻚ ﻫﻨﺎ ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ .. ﻋﻤﺮﻙ 20 ﺳﻨﺔ ، ﻃﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻧﺠﻠﺶ ، ﻭﺣﻴﺪﺓ ، ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻣﺘﻮﻓﻲ ، ﻋﺎﻳﺸﺔ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ .. ﺗﺤﺒﻲ ﺍﻗﻮﻟﻚ ﺑﻴﺖ ﻭ ﺷﻘﺔ ﺭﻗﻢ ﻛﺎﻡ ؟؟
ﺃﺟﻔﻠﺖ ” ﻫﻨﺎ ” ﺑﺬﻫﻮﻝ ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺸﺪﻭﻫﺔ :
– ﺍﻧﺖ .. ﺍﻧﺖ ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻞ ﺩﻩ ﺍﺯﺍﻱ !!
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺮﻗﺔ :
– ﺍﻧﺎ ﻇﺎﺑﻂ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ .. ﻛﻤﺎﻥ ﺭﺗﺒﺘﻲ ﻣﺶ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺼﺎﺩﺭﻱ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﺗﻮﻟﺪﺗﻲ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻜﻠﻤﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .
ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﺠﻔﺎﻑ :
– ﻭ ﻟﻴﻪ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ ﺍﺻﻼ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ :
– ﻻﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺍﻧﻚ ﻣﺎﻧﺴﻴﺘﻨﻴﺶ ، ﻭ ﺍﻧﻚ ﺑﺘﻔﻜﺮﻱ ﻓﻴﺎ ﺩﺍﻳﻤﺎ .. ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﺮﺩﻭ ﺑﻔﻜﺮ ﻓﻴﻜﻲ .
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﺗﻬﺎﻭﺕ ” ﻫﻨﺎ ” ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻠﻬﺚ ﺇﻋﻴﺎﺀً .. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺛﻘﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺍﻩ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﺠﺄﺓ :
– ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺷﻮﻓﻚ .. ﻣﻤﻜﻦ ؟؟
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﻋﺎﺩﺕ ” ﻫﻨﺎ ” ﺇﻟﻲ ﺧﺸﻮﻧﺘﻬﺎ ﻓﺒﺎﻏﺘﺘﻪ :
– ﺗﺸﻮﻓﻨﻲ ! ﺗﺸﻮﻓﻨﻲ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻌﻨﻲ ؟ ﻷ ﻃﺒﻌﺎ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ .. ﺍﻧﺎ ﻻ ﻫﺎﺷﻮﻓﻚ ﻭ ﻻ ﺍﻧﺖ ﻫﺎﺗﺸﻮﻓﻨﻲ ﻭ ﺭﻗﻤﻲ ﺩﻩ ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺗﻨﺴﺎﻩ ﻭ ﻣﺎﺗﺘﺼﻠﺶ ﺑﻴﺎ ﺗﺎﻧﻲ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ .
ﺭﺩ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺛﻘﺔ :
– ﻫﻮ ﺍﻛﻴﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ ﻣﺶ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺍﻃﻼﻗﺎ .. ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ﺍﻭﻋﺪﻙ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺠﺎﻳﺔ ﻫﻨﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻳﺎ ﺍﻧﺴﺔ ﻫﻨﺎ .. ﺳﻼﻡ ﻣﺆﻗﺖ .
ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻓﺤﺪﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔ ..
ﺃﺣﺴﺖ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ .. ﻭ ﻗﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺗﻐﺰﻭ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﻮﻱ ﺑﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ؟ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ !!
********************
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻠﻜﺔ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻣﻜﺘﺒﻪ ، ﻣﺘﻜﺌﺎ ﺑﻜﺘﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻴﺌﻬﺎ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺔ ..
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻮﺹ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ، ﺗﻘﺘﺤﻢ ﻗﻠﺒﻪ ..
ﻭ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺻﺮﺍﻉ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ..
ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﺎﺽ ﻳﻨﺨﺮ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﻮﺟﻊ ﻣﺆﻟﻢ ، ﻭﺟﻊ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﺄﻭﺻﺎﻟﻪ ﺻﻘﻴﻌﺎ ..
ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺑﺮﻋﺸﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ، ﺗﻮﺧﺰ ﻗﻠﺒﻪ ..
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﺣﺘﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻥ .. ﻭ ﻫﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻪ .. ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺘﻪ .. ﻗﻠﻴﻼ ﻭ ﺳﺘﺨﻤﺪ ﻧﺎﺭﻩ … :
– ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ، ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺟﻪ ﺑﺮﺍ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺣﻀﺮﺗﻚ .
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺕ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻀﺨﻢ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻟﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺏ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ .. ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﻗﺎﻃﺒﺎ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ :
– ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻴﻦ ؟ ﻣﺎﻗﺎﻟﺶ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﻭﻣﺄ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻔﻴﺾ :
– ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .. ﺍﺳﻤﻪ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﺗﺤﻔﺰﺕ ﺣﻮﺍﺱ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﺠﻤﻮﺩ :
– ﻫﻮ ﻓﻴﻦ ؟؟
– ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ .
ﺃﺧﺬ ” ﻋﺎﺻﻢ ” ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻖ ﻭ ﺷﺪ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺈﻋﺘﺪﺍﺩ ، ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ..
ﻏﺎﺩﺭ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﺳﻴﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻗﺼﺮﻩ .. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ” ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ ” ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭﻩ …
ﻳﺘﺒﻊ .
error: