رواية : الخريف والموت

رواية الخريف والموت كاملة ..

غربت الشمس ذات يوم في إحدي ليالي الخريف
ولكنها كانت في تلك الليلة بمذاق مختلف تماما
أتذكر تلك الليلة جيدا
وكأن مر عليها ثواني فقط
كنت جالسة علي أريكة ملمسها ناعم جدا
واواق الشجر تتناثر وتتطاير في كل مكان
والهواء شديد
والصمت يعم المكان ..
كنت حينها صغيرة لا أدري ماذا يحدث ولا ما ينبغي عليا فعله في ذلك الوقت
الساعه بعد منتصف الليل
صوت كلاب تعوي
أغلقت عيناي لبرهة من شدة خوفي ثم فتحتها وقولت لنفسي
لماذا أنا خائفة ؟!
فهي ك ليلة مثل باقي الليالي
ف الأمر لا يحتاج إلي كل هذا الخوف
وهنا ..إبتسمت إبتسامة خفيفة حين شاهدت من شرفة غرفتي زوجا ماسكا بيد زوجتة وكان يهمهم لها بكلمات وكانت تضحك بصوتا عاليا مسموعا ولكن كان صوته هو غير واضح بالنسبة لي
ف لا أستطيع فهم ما قاله لها
ولماذا كانت تضحك
ولكن إستنتجدت السبب حين رأيت رجلا عجوزا سقط أرضا .
أهذا ما كانوا يضحكون عليه ؟!
أهذا كان سبب ضحكتها العالية ؟!
دارت في ذهني عدة تساؤلات كانت تزعجني في تلك الليلة
وظل المشهد عالقا في ذهني
وأصبحت كل ما اريدة هو فهم ماذا حدث أمامي
ولماذا في هذا الوقت بالتحديد !
ف الجو حينها كان لا يشجع أحدا علي السير فيه
أتذكر جيدا ملامح هذا الرجل العجوز
وهو يلتفت يمينا ويسارا وكأنة كان خائفا من شىء
كان يبدو علي وجهه القلق
وأصيبت في تلك الليلة بقلق في نومي .. محاولة إيجاد سببا لما شاهدت حتي غلبني النوم .. ولم يفيقني سوي رنة هاتفي
شيء غريب يحدث ! .. هاتفي يرن
الساعة الثامنة صباحا
تركته يرن من شدة خوفي ولم أجيب الهاتف
كنت أظن ان الهاتف لم يرن مرة اخري لطالما لم أجيب علية وأقنعت نفسي أنه يرن بالخطأ
ولكن سرعان ما تغيرت كل ظنوني
الهاتف يرن مرة اخري
_ألو
_أهلا بالقاتلة .. لماذا قتلتي الرجل العجوز
هل فَعل لكي شيئا
أنا رأيتك فلا تحاولي خداعي
_صَمتُ.. وهنا بدأ قلبي يخفق سريعا
وصدري يعلو ويهبط
لم استطيع التحدث وكأن الكلام وقف بحلقي
حاولت تهدأة نفسي حتي أفهم ما يقولة هذا الرجل لي
ولكن لم استطيع ان أسيطر علي رعشة جسمي التي كانت تعيقني في التحدث
_قولت له.. قاتلة !

من المتحدث
_ولكنه لم يجيبني وسرعان ما أغلق الهاتف في وجهي
زاد قلقي
وصوت هذا الرجل يردد في أذني أهلا بالقاتلة .
وهنا أيضا حاولت أُكذب ما سمعتة حتي أُزيل هذا الخوف الذي يمتلكني وأتحرر منه ف أنا قد تعبت من التفكير في كل ما حدث من بداية جلوسي علي أريكتي في شرفة غرفتي وحتي تعرضي لهذة المكالمة الغريبة
لم أجد أحدا.. أقص عليه ما حدث ف انا وحيدة وأمي وأبي كانوا في سفر تبع عملهما
وهنا أدركت أنا لا يوجد سوي رفيقتي سلوي
أن أقص عليها ما حدث فهي ستفكر معي علي دليلا ومفهوما لكل ذلك
وبالفعل إتصلت بها وحكيت لها كل شيء
قالت لي لا ترهقي نفسك بالتفكير ف الأمر لا يستدعي كل هذا الخوف .
فهي صدفة لا أكثر .
وهنا نهينا المكالمة وشعرت ببعض الراحة وكأنها أنزلت السكينة علي قلبي .
واقنعت نفسي بأنها صدفة لا أكثر فعلا .
في اليوم التالي أحضرت لنفسي القهوة التي أحبها
ف انا أتلذذ برائحتها مع سماع الموسيقي ف أنا أحب سماع فيروز مع فنجان القهوة المحبب لدي وجلست في شرفتي لتناول القهوة
وفجأة سمعت الباب يطرق
_من الطارق
(الباب يطرق بقوة )
_ من في الخارج
_ ( لا أحد يرد علي )
جلست وراء الباب خائفة أرتعش مرة اخري ولكن هذة المرة كان قلبي يكاد أن يقف
وضعت أذني علي الباب
سمعت أنفاس وهمهمه كلام
إستنتجدت منها أنه يوجد بالخارج عدة أشخاص وليس شخص واحد فقط
هل هذا له علاقة بمن حكي معي في الهاتف .
لحظات ومن كانوا بالخارج إختفوا ولم يظهر لهم أثر
أسرعت لأتحدث مع صديقتي سلوي وحكيت لها ما حدث
فحاولت سلوي طمأنتي وقالت لي
انتي تربطين كل ما يحدث لكي بمكالمة الهاتف ولذلك انتي خائفة
حاولي إخراج ذلك من رأسك وكل شيء سيصبح علي ما يرام
وأغلقنا الهاتف ..
فكرت في ذلك وقولت هل حقا أنا أعطي لذلك الموقف أكتر من حقة وأفكر فيه بزيادة
لا ..ف أنا سأنسي كل ذلك وأعيش حياتي كما كانت
في اليوم التالي الساعة الخامسة صباحا
إستيقظت ولم أدري ما سبب إستيقاظي باكرا بالرغم من كوني نائمة متأخرة جدا
أحضرت كعادتي فنجان القهوة الخاص بي مع سماع الموسيقي وكان يومي يسير بشكل طبيعي .
ف فرحت وقولت سلوي فعلا علي حق .
حتي جاء الليل ونمت بشكل طبيعي بدون أن يوجد ما يثير تفكير مرة أخري وفي الصباح بعد إسيقاظي مباشرة
حدثتني سلوي وعزمت نفسها عندي لتتناول معي القهوة فهي دائما تحبها من يدي
وبالفعل وافقت علي ذلك وأتت لي بكل سرور
وشربنا القهوة مع سماع فيروز وبدأنا نحكي ونتذكر ذكرياتنا التي كانت تجمعا سويا وبدأنا نضحك وكنت حينها الفرحة تملأ قلبي وكأن أول مرةٍ أفرح فيها هي تلك الليلة التي زارتني سلوي فيها
وقامت بإلتقاط بعض الصور معي وقالت لي نلتقط بعض الصور معا حتي تصبح ذكري جميلة نتذكرها عندما ننظر إلي تلك الصور
وبالفعل وافقتها وقمنا بذلك بكل سرور
وفجأة أخبرتني سلوي بأنها تريد الذهاب
طلبتُ منها إستكمال قهوتها ولكنها رفضت بشدة وأسرعت في الخروج
أصبحت انادي عليها كثيرا حتي تنتظر ولكن لا استجابة منها
وبعد خروجها بدقائق
سمعت الباب يطرق مرة أخري
قولت حتما سلوي نسيت شيئا ما
أسرعت تجاه الباب وقمت بفتحة
ولكن ما وجدتة سبب لي ذهووول …………..

error: