ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بالصغار

ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بالصغار

عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ، وَكَانَ لَهَا غُلاَمٌ نَجَّارٌ، قَالَ لَهَا: “مُرِي عَبْدَكِ فَلْيَعْمَلْ لَنَا أَعْوَادَ المِنْبَرِ”، فَأَمَرَتْ عَبْدَهَا، فَذَهَبَ فَقَطَعَ مِنَ الطَّرْفَاءِ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا قَضَاهُ، أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِنَّهُ قَدْ قَضَاهُ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَرْسِلِي بِهِ إِلَيَّ”، فَجَاءُوا بِهِ، فَاحْتَمَلَهُ النَّبِيُّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَهُ حَيْثُ تَرَوْنَ[1].

 

من فوائد الحديث:

1- ثقة النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذا الغلام حيث إنه أمر بأن لا يصنع أعواد المنبر إلا هذا الغلام. فكفى بهذا شرفًا وفخرًا، أن يكون التعيين والتخصيص للقيام بهذا العمل للغلام من محمد – صلى الله عليه وسلم.

 

2- الغلام ليس شخصًا عاديًا، بل إنه تميز عن غيره بصنعة اشتهر بها، وهي النجارة، حتى إنه – صلى الله عليه وسلم – يعلم ذلك، لذا ندبه لهذه المهمة، التي أجاد العمل فيها، وأتقنه، وأتمه على أكمل وجه.

 

3- من الأشياء الجميلة التي تبني شخصية الصغير، أن نزرع الثقة فيه، بأن نوكل لهم بعض المهام التي نعلم أنهم يستطيعون القيام بها. وحتى لو لم يقوموا بها على أكمل وجه، فإننا نقدم لهم الشكر على صنيعهم، ولا نهضم عملهم، ونحثهم ونشجعهم على الإحسان في المستقبل.

 

4- قبول البذل، إذا كان بغير سؤال.

 

5- التقرب إلى أهل الفضل بعمل الخير[2].

error: