تفسير وإعراب: (بسم الله الرحمن الرحيم)

تفسير وإعراب

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الإعراب:

(بسم): جار ومجرور، متعلق بمحذوف، خبر، والمبتدأ محذوف تقديره: ابتدائي.

(الله): لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الكسرة.

(الرحمن): نعت للفظ الجلالة، تبعه في الجر.

(الرحيم): نعت ثانٍ للفظ الجلالة، تبعه في الجر[1].

 

روائع البيان والتفسير:

قال القرطبي [2]:

قال العلماء: “بسم الله الرحمن الرحيم” قسمٌ من ربنا، أنزله عند رأس كل سورة، يقسم لعباده أن هذا الذي وضعت لكم – يا عبادي – في هذه السورة حق، وأني أوفي لكم بجميع ما ضمنت في هذه السورة من وعدي ولطفي وبري”.

 

وقال السعدي [3] – رحمه الله -: “بسم الله”؛ أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأن لفظ (اسم) مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء الحسنى.

 

{الله} هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة؛ لما اتصف به من صفات الألوهية، وهي صفات الكمال.

 

وقال ابن العثيمين: (الرحمن الرحيم): اسمان من أسماء الله، يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر؛ أي: الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة.

 

والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية، دل عليها السمع والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات الرحمة لله، وهو كثير جدًّا؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة؛ فهو من آثار رحمة الله”.


[1] انظر: الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) – نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق (1 /21).

[2] هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الخزرجي، الأندلسي، القرطبي، المالكي أبو عبدالله، مفسِّر، توفي بمنية بني خصيب بمصر في شوال، وهو من كبار المفسرين، رحل إلى الشرق، واستقر بمنية ابن خصيب (في شمالي أسيوط، بمصر)، وتوفي فيها (671 هـ – 1273 م), وانظر: تفسيره الجامع لأحكام القرآن.

[3] هو الشيخ أبو عبدالله عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر السعدي، من آل سعدي، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك يوم 12محرم عام ألف وثلاثمائة وسبعة من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفِّي قرب طلوع الفجر من ليلة الخميس 23جمادى الآخرة عام 1376 هـ، في مدينة عنيزة من بلاد القصيم – رحمه الله رحمة واسعة، وانظر: تفسيره “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”.

error: