تاريخ آدم عليه السلام أبو البشر

كيفية خلق الله تعالى حواء :

بعد أن خلق الله تعالى. آدم من غير أم ولا أب، خلق الله حواء من ضلع آدم الأيسرالأعوج، ولكن لانعرف كيفية ذلك . ولا نعلم إن كان الله قد خلقها في نفس وقت خلق آدم أم بعده. الا أنها خلقت فبل دخوله الجنة . هكذا لتكون عوناً له في الحياة، وتعمير الأرض ببني آدم، ليخلف بعضهم بعضاً فيها. وأسكن الله عز وجل . آدم وحواء الجنة،

لكن لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على وجوه. قال بعضهم : إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف. والأول أقوى.للآية الكريمة …. والحديث …

لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله تعالى. قد أباح لهما ان يستمتعا بكل ما في الجنة من أشياء . وأن يأكلا من الشجر عدا شجرة واحدة ، فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن تلك الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره ، وراح يثير في نفسه و يوسوس إليه يوما بعد يوم . قائلا: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) وأقسم لهما بالله إنه لهما لمن الناصحين .

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة . وكانت حواء تحثه على الأكل منها . ويؤيد ذلك حديث ….. ثم قررا يوما أن يأكلا منها نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة .

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة

هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. قيل نزل آدم عليه السلام. بالهند ونزلت حواء بجزيرة العرب . ثم إن الله تعالى أوحى إلى آدم عليه السلام وهو ببلاد الهند أن حج البيت، الذي قد أمر الله تعالى الملائكة ببنائه في الأرض . وذلك قيل خلق آدم عليه السلام .فذهب الى البيت فطاف به وقضى المناسك كلها . ولما وصل جبل عرفة وجد زوجته حواء فتعارفا هناك . و ظلت حواء مع آدم يدعوان الله تعالى ويستغفرانه قائلين: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، فادركهما الله برحمته. فتاب الله عليهما، وأخبرهما أن الأرض هي مكانهما الأصلي. خلقان منها و يعيشان فيها، ويموتان عليها، ويخرجان منها تارة أخرى يوم البعث .

بدأت مرحلة جديدة لحواء مع آدم يعبدان الله تعالى في الارض ، وأنجبت حواء لآدم بطوناً كثيرة ، في كل بطن ذكر وأنثى ، وهكذا ، حتى توفى آدم عليه السلام، ثم توفيت حواء هي الأخرى بعده .

تذكرة :

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: “إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً” ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله تعالى.

كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان .

هابيل وقابيل . ابنايا آدم عليه السلام:
يذكر لنا الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.حتى يكثر النوع البشري ثم ينسخ ذلك ويحرم. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل
لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل صدقة هابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فقال قابيل -على سبيل الحسد- لأخيه
هابيل: {لأقتلنك}، بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي، فكان رد هابيل على أخيه: {إنما يتقبل الله من المتقين}، فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردًّا فيه نصح وإرشاد؛ حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله، ألا وهي التقوى، وصيانة النفس عن كل ما لا يرضاه الله سبحانه . قال الله تعالى
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
ثم إن هابيل -الأخ الناصح العاقل- انتقل من حال وعظ أخيه بتطهير قلبه من الحسد، إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}، فأخبره أنه إن اعتدى عليه بالقتل ظلماً وحسداً، فإنه لن يقابله بالفعل نفسه؛ خوفاً من الله، وكراهية أن يراه سبحانه قاتلاً لأخيه؛ إذ القتل جريمة نكراء شنعاء، ولا سيما إذا كانت من أخ لأخيه!

ثم انتقل هابيل إلى أسلوب آخر في وعظ أخيه وإرشاده؛ إذ أخذ يحذره من سوء المصير إن هو أقبل على تنفيذ فعلته السوداء الهوجاء {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين}. بيد أن قابيل لم يرعوِ لنصائح أخيه، وضرب بها عُرْض الحائط، ثم انساق مع هوى نفسه، وزينت له نفسه الإقدام على تلك الفعلة الشنعاء، فارتكب جريمته النكراء، فقتل أخاه حسداً وظلماً، فخسر دنياه وأخراه، خسر دنياه؛ لأنه قتل أخاه أقرب الناس إليه رحماً، والأخ سند لأخيه وعون له، وخسر أخراه؛ لأنه ارتكب جريمة من أبشع الجرائم وأفظعها.

على أن قابيل القاتل لم يكتف بفعل تلك الجريمة البشعة، بل ترك أخاه ملقى في العراء، معرضاً للهوام والوحوش، ما يدل على قساوة قلبه، وشنيع فعله، بيد أن الله سبحانه لا ينسى عباده الصالحين، فهو يرعاهم بعنايته ورعايته، ويكلؤهم بحفظه وحمايته، فقد بعث غراباً يحفر في الأرض حفرة ليدفن تلك الجثة الهامدة التي لا حول لها ولا قوة من البشر، فلما رأى هابيل -القاتل الظالم- ذلك المشهد، تحركت فيه عواطف الإنسانية، وأخذ يلوم نفسه على ما أقدم عليه، وعاتب نفسه كيف يكون هذا الغراب -وهو من أخس أنواع الطيور- أهدى منه سبيلاً، فعض

error: