(الحلقة الثامنة) رواية نصيبي

(الحلقة الثامنة) رواية نصيبي

( الحلقة الثامنة ) ……

نهى بجرئة :
يا نانسى هو مش حاسس بيكى ولا هيحس بيكى وبعدين انا قولت لك قبل كدا يا تروحى تعترفى له بحبك وتخلصى نفسك بقى يا اما تنسى الموضوع دا خالص وتشليه من دماغك بدل ما انتى تاعبة نفسك كدا على الفاضى
نانسى بحزن :
مش هينفع يانهى صدقينى مش هينفع انا لو اعترفت له بحاجة زى دى احتمال لا مش احتمال هو اكيد انى هخسر عمار للابد واحنا اصحاب يانهى وساعتها مش هيبص فى وشى انا بجد تعبت ومش عارفة اعمل ايه ..
كان هناك من يستمع لحوار نانسى ونهى بصدمة وزهول تام
حتى اسرع بالسير من ورائهم دون ان يشعروا به ..
اما عمار كان يجلس فى وسط اصدقائه يضحكوا ويتسامروا وينزلوا للبحر كثيرا حتى انتهكوا تعبا ..
عمار :
امال فين رامى ياجماعة غريبة يعنى دا احنا اى مكان بنروحه ويبقى فى بحر بيبات فيه
احد اصدقائهم بضحك :
سيبه فى حاله بقى لحسن دا طالع من البحر امباح 3 الصبح ماانت السبب مكنش حد بينزل البحر بالليل جننت الواد
عمار :
وانا مالى ياعم انا قولت له انزل البحر بالليل مش بات فيه وبعدين رامى مجنون اصلا مش محتاج اجننه
ايمن وهو ينظر بعيداا :
جبتوا فى سيرة القط اهو جاى هناك اهو
وصل رامى اليهم ولكنه كان غريب بعض الشئ كان يبدو على وجهه الحزن الشديد حتى ان اصدقاؤه لم يعتادوا عليه هكذا فهو مرح بطبيعته ..
ايمن :
ايه يارامى كنت فين
رامى بوجه حزين :
كنت بتمشى لوحدى شوية
عمار بضحك :
لا ياراجل لوحدك .. ثم غمز بعينه : ولا مع حد
رامى وهو ينظر لعمار بنظرة غريبة :
لا لوحدى ياعمار ما انا علطول لوحدى وشكلى هفضل لوحدى
عمار :
خلاص ياعم براحة انت هتاكلنى
ايمن :
مالك يارامى فى حاجة مضايقاك ولا ايه
رامى بزعيق وهو يصيح بهم :
ف ايه ياجدعان انتو مركزيييين معايا كده ليه ماتهدوا شوية
ثم نهض من مكانه واختفى من امامهم ..
عمار باستغراب :
ايه دا هو فى ايه ماله الواد دا
ايمن بعدم فهم :
انا مش فاهم له حاجة ماكان بيضحك وزى الفل امبارح ماله قلب مرة واحدة كده ليه
احد اصدقائهم :
ياجماعة ما انتو عارفين رامى هو شوية ويهدى وهنلاقيه نازل يسهر معانا يللا بينا احنا بقى يارجالة عشان نتغدى
اما رامى ماان ترك اصدقاؤه حتى صعد الى غرفته بالفندق واغلقها ورائه بعنف ثم امسك بشئ ما فى يديه والقى به بكل قوته فى المراه الموجودة بالغرفة حتى تحطمت تماما وجرح يديه ولكنه لم يعطى لجرج يديه اى اهمية وتركها تنزف والقى بجسده على الفراش بكل قوة ..

____________________________________________________

على الجانب الاخر فى منزل رحمة ..
كانت رحمة تجلس مع والدتها تتحدثان سويا ..
الام :
بقولك يارحمة محمود اخوكى بعت فلوس النهاردة
رحمة :
ياماما ياحبيبتى مش انا قولت لك قبل كدا ماتخليهوش يبعت لنا حاجة وكفاية عليه مصاريفه هناك وخليه يحوش عشان يرجع ويستقر هنا بقى واحنا كفاية علينا معاش بابا ومرتبى الحمد لله مكفينا وزيادة
الام :
يابنتى اخوكى هيزعل لو قولت له مايبعتش حاجة وبعدين انا بقالى كتير اووووى مش بصرف من الفلوس اللى هو بيبعتهالنا الا لما نحتاجها
رحمة بتفكير :
طيب ياماما طالما حضرتك ما بتسرفيش حاجة من الفلوس اللى هو بيبعتهالنا ممكن تجمعيهم له لغاية لما يرجع
الام :
انا كنت بفكر فى كدا بردو بس قولت لما اخد رايك الاول ياحبيبتى
بس انا خايفة يزعل لما يرجع انك اشتغلتى ويحس انه الفلوس اللى بيبعتهالنا ماكنتش مكفيانا
رحمة :
لا ياماما ماتخفيش لما يرجع ان شاء الله هقوله ان انا اشتغلت عشان كنت زهقانة من قاعدة البيت وهبقى بردو مش بكدب عليه لان دا كان سبب من الاسباب بس ربنا يرجعهولنا بالسلامة
اصله بصراحة وحشنى اوووى
الام :
يارب يابنتى ربنا يرجعه بالسلامة واطمن عليكوا انتو الاتنين وافرح بيكو يارب
رحمة : يارب ياحبيبتى يارب
ثم اردفت بتردد :
بقولك ياماما هى عيلة الاستاذ احمد اللى انا بشتغل عنده كانوا فعلا ساكنين فى شارعنا
الام :
ايوووة ياحبيبتى كانوا ساكنين عندنا فى الشارع لغاية ماكان عندك يجي 5 سنين كدا كان احمد صاحب محمود اخوكى وكانوا بيلعبوا سوا مع بعض فى الشارع ليل نهار وفضلوا مع بعض فى المدرسة لغاية ما دخلوا الثانوية سوا
رحمة :
امممممممممم هو عنده اخ اصغر منه ياماما صح
الام :
اه كان عنده اخ اصغر منه كان اسمه عمر تقريبا والله ما انا فاكرة اسمه
رحمة بسرعة : عمار ياماما
الام :
اه ياحبيبتى بس كان شقى اووووى الصراحة
رحمة باابتسامة :
هما عزلوا من هنا لييييه
الام :
ابو احمد الله يرحمه ورث هو واخواته عن ابوهم الله يرحمه ..
والفلوس اللى اخدها ابو احمد فتح بيها محل ملابس كبير و ماشاء الله كان بيكسب فشترى شقة اكبر واوسع من الشقة اللى كانوا عايشين فيها هنا وفى منطقة هادية وراقية وسابوا هنا خالص وابو احمد كان ساعتها عاوز يحول لاحمد من المدرسة اللى هنا ويوديه مدرسة قريبة من شقتهم الجديدة بس احمد صمم انه يفضل فى المدرسة اللى كان فيها مع محمود اخوكى وبصراحة ابوه مامنعش
ثم قالت بضحك :
وكمان عشان حبيبته كانت معاه فى المدرسة ماكنش عاوز يسبها
رحمة بااستغراب :
حبيبته .. حبيبته مين دى ..
الام :
بنت عمه بنوتة صغيرة بس كانت زى القمر ماشاء الله كانت اصغر من احمد ومحمود كان اسمها سالى بس ايه كان بيمووووت فيها ماكنش بيطيق الهوا عليها مرة ولد هنا ضربها عشان كانت مخصمة اخته راحت عيطت لاحمد جرى عليه ومسكه موته من الضرب
كان كل يوم يجيب لها بمصروفه كله شبسيات وشوكلاتات كان مهننها
ولا يوم ماكانوا معزلين فضل يعيط ياعينى طول الليل ومرادش ابدا يخليها تطلع شقتهم ولا وهما ماشيين الصبح وواقفين فى الشارع راح حاضنها قدام ابوها كدا عادى كانوا صغيرين ساعتها بس اللى يشفهم يحس انهم كبار من كتر حبهم لبعض
رحمة باابتسامة :
يااااه للدرجة دى ايه العسل دا تلاقى شكلهم كان بيبقى حلو اووووى
الام باابتسامة عذبة :
كانوا زى العسل
رحمة :
بس دى تبقى مراته ياماما صح
الام :
مش عارفة ياحبيبتى الصراحة بس اكيد اتجوزها دا كان بيموت فيها ياحبيبي
رحمة باابتسامة حب :
انا سمعته قبل كدا كان بيكلمها فى التليفون وبيقولها ياسالى
نظرت رحمة لوالدتها فجاة وجدتها تتأوووه بشدة ..
رحمة بخضة وخوف :
ايه ياماما مالك ياحبيبتى انتى تعبانة ولا ايه
الام وهى تحاول االا تظهر تعبها :
لا ياحبيبتى انا بخير ماتقلقيش
رحمة ومازالت مخضوضة والدموع بدات تترقرق فى عيونها :
لا ياماما انتى بقالك فترة بتجيلك الحكاية دى ومبترضيش نروح للدكتور عشان خاطرى ياحبيبتى خلينا نروح عشان نطمن عليكى
الام بوهن :
يارحمة انا بخير يابنتى بس تلاقى مع السن الواحد بيبقى تعبان بس
رحمة ومازالت على حالتها :
لا انتى بتخبئ عليا عشان مانروحش للدكتور حرام عليكى نفسك ياماما ماتتعبيش قلبى عليكى
الام وهى تحاول ان تنهض من مكانها :
يابنتى ساعدينى بس ادخل اوضتى عشان ارتاح وهبقى زى الفل
استسلمت رحمة لكلام والدتها وساعدتها حتى تدخل غرفتها ولكنها كانت خائفة للغاية عليها ولكن لم تريد ان تزعجها وارادت ان تريحها فاطمئنت عليها وتركتها وخرجت ودلفت الى حجرتها ..

____________________________________________________

اما فى شرم كان عمار واصدقاؤه يجلسون فى احدى الكافيهات يضحكوا ويتسامروا ويتحدثوا عن مستقبلهم والحياة بعد التخرج وايضا تحدثوا فى مواضيع عدة حتى انضم اليهم رامى ..
ايمن :
يااهلا باللى مش عارفين ماله وايه اللى مزعله
جلس رامى بكل قوته على احدى الكراسى وكانه لم يسمع
كلام ايمن ..
عمار وهو ينظر على يديه بدهشة :
فى ايه يارامى مالها ايدك
لم يسمع اى رد من رامى ..
ايمن :
فى ايه يابنى انت مش سامع ولا ايه مالها ايدك رابطها كده ليه اوعى تكون اتخانقت يارامى
رامى :
انا مش عارف انتو شاغلين نفسكو بيا ليه اقوم امشى يعنى انا اساسا ماكنتش جاى
كاد ان ينهض من مكانه حتى صاح به عمار :
خلاص ياعم اقعد القعدة نقصاك والله انت اللى بتحليها ومحدش يسأله على حاجة يارجالة هو لما هيهدى هيحكى
جلس رامى مرة اخرى ولكنهم كانوا فى عالم وهو فى عالم اخر ينظر اليهم يسمع مايدور بينهم ولكنه كان بعقله وقلبه بعيد كل البعد عنهم ..
دقائق وانضم اليهم بعض البنات من دفعتهم ..
نانسى : والله انا قولت هنلاقيكوا هنا
ايمن :
انتو اللى فين اصلا مستخبيبن فى الاوض فوق ماشفنكوش من الصبح
نهى :
احنا بنلف فى شرم من الصبح ياايمن تقريبا كده اشترينا شرم انتو لو كنتو شفتوا الاكياس اللى راجعين بيها هتقولو جايين بيشتروا بضاعة عشان يفتحوا محلات فى القاهرة
ايمن :
ايوة يااختى ما انتو فلوسكو كتيرة
نهى :
بطلو قر علينا بقى دا احنا غلابة والله ثم باانتباه لرامى :
ايه دا رامى موجود والدنيا هادية كدا تتحسد
ايمن :
الله يخليكى يااختى سبيه فى حاله
نانسى وهى تنظر لرامى :
ليه يارامى مالك فى حاجة مضيقاك ولا ايه
نظر لها رامى نظرة غريبة لم تعتادها نانسى منه ولم ينظرها لاحد من قبل وقال :
لا يانانسى مفيش حاجة مضيقانى انا ماشى ياجماعة
ثم نهض من مكانه واسرع من امامهم ..
كاد عمار ان يوقفه حتى قال ايمن :
خلاص ياعمار سيبه شكله فى حاجة مضيقاه بجد
صعد رامى الى غرفته والقى بجسده على الفراش ثم حدث نفسه بصوت خفيض قائلا :
مفيش حاجة مضيقانى يانانسى انا فى حاجة قتلانى
ثم اغمض عينيه وهو يتنهد بحزن شديد ..
ظلت الرحلة عدة ايام كانت مختلفة بعض الشئ عن معظم الرحلات قبلها فمنهم من كان يفكر بمن يحبه والاخر لايشعر به
ومنهم من صدمته الحياة بضياع حبه قبل ان يعترف به
ومنهم من بدات تنمو بداخله بوادر الحب للوهلة الاولى
ظلوا على هذا الحال حتى انتهت الرحلة وعاد الجميع الى ديارهم ..

____________________________________________________

فى المحل كانت رحمة تقف ترتب الثياب فى مكانها حتى سمعت صوت شخص ورائها
ما ان التفت رحمة ورائهاا حتى صدمت بشدة من وجوده فهى لم تراه منذ مدة كبيرة ولكنها ما ان راته حتى وجدت قلبها ينتفض بشدة ولا تعرف سر هذا الشعور ..

error: