(الحلقة الثالثة) رواية نصيبي
(الحلقة الثالثة) رواية نصيبي
(الحلقة الثالثة)……..
رحمة :صحيح ياماما استاذ احمد مااتصلش ..
الام :اتصل ياحبيبتى بعد مانزلتى الجامعة وقالى تعدى عليه بكرا فى المحل اللى فى فرع (______) عشان تستلمى شغلك
رحمة بفرحة:بجد طب الحمد لله
الام بحزن:
مش شايفة يارحمة انك سنة وهتبقى خريجة جامعة يعنى بعد الدراسة دى كلها وفى الاخر تشتغلى فى محل
رحمة باابتسامة :
يااااااه ياماما دا تقريبا الشعب كله مابيشتغلش حاجة كان دارسها
وبعدين انا ان شاء الله مجرد مااتخرج هدور على شغل فى مجال تخصصى وهنجح فيه كمان مش هيأس..
نظرت لوالدتها فوجدتها ماتزال حزينة..
فنظرت بقوة فى عيون والدتها الحزينة قائلة :
يااماما ياحبيبتى انتى عاوزانى افضل مستنية شغل فى اى شركة او اى شغل حكومى ودا بيبقى قليل جدا والمبلغ هيبقى صغير اوى ولا اشتغل فى محل من المحلات الكبيرة فى القاهرة ومرتبها ان شاء الله حلو وكمان صاحب المحل نعرفه ويعرفنا والشغل مش عيب يااماما
ثم نهضت من مكانها وقبلت يد والدتها قائلة:
ياحبيبتى ماتقلقيش خير ان شاء الله ..
الام وهى تضم رحمة اليها :
ان شاء الله ياحبيبة قلب امك انتى ربنا يفرحنى بيكى ويطمنى عليكى انتى ومحمود اخوكى يارب ..
__________________________
على الجانب الاخر
يجلس عمار فى وسط اصدقائه فى احدى الكافيهات الراقية
ثم ينهض من مكانه فجاة حينما يرن هاتفه برقم اخيه..
عمار: ايوووة يااحمد خير
احمد: الساعة 3 الصبح هتتاخر اكتر من كدا ايه
عمار بضيق يظهر فى صوته:
ياعم فى ايه بس هو انا عيل صغير انا اخوك يااحمد مش ابنك
احمد بصوت عالى :
خمس دقايق وتبقى فى البيت سامع ياعمار
ثم اغلق الهاتف بوجهه ..
زفر عمار بقوة ورجع الى اصدقائه وسحب مفاتيح سيارته من على الطاولة..
ايمن: ايه ياعمار رايح فين
عمار بضيق :هغور فى داااهية ياعم
ثم تركهم وذهب الى سيارته قادها بجنون متجها الى بيته ..
وما ان وصل عمار بيت والده حتى وجد اخيه فى انتظاره..
عمار :امال ماما فين
احمد :نايمة ياعمار بيه ايه اللى هيخليها صاحية لوش الصبح
عمار وهو يهبط بكل جسده على احد الارائك :
وانت بقى يااحمد بيه سايب شقتك وعيالك ومراتك وفاضيلى انا بقى
احمد وهو يجلس هو الاخر :
اعمل ايه اخويا الصغير اللى مطلع عينى ومش لاقى له حل
ثم تنهد بشدة :
عمار انا عاوزة اتكلم معاك شوية
عمار بضيق :دلوقتى دا انا هموت وانام
كاد عمار ان يقوم من مكانه حتى حدثه احمد بحدة قائلا:
ايوة دلوقتى بقولك اقعد
عمار :خلاص ياعم ماتتنرفزش اتكلم ييلا
جلس احمد مباشرة امام عمار ونظر له بشدة قائلا :
انت عاوز اييييه
عمار بعدم فهم : مش فاهم عاوز ايه فى ايه
احمد :عاوز ايه من الحياة انا شايف انك اخر سنة فى الجامعة ومش بتروح الجامعة وبردو مش بتهتم لا بشغلنا ولا بمحلاتنا وسايب شغل المحلات كلها عليا وانا عمرى ماهشتكى بس اى حد فى مكانك المفروض يهتم بالمحلات اللى ابوك الله يرحمه سابهالنا قبل مايموت
ويستقر ويتجوز بقى …
عمار بضحكة سخرية :
بص يااحمد اللى انت بتقوله وبتعمله دا على عينى وراسى وانا مقدر تعبك فى محلات ابويا وعمرى ماهنكر اللى انت بتعمله بس انا مبحبش نوع الشغل دا ومش هحبه اما الجامعة انا عارف انا ماشى فيها ازاى كويس اووووى وعلى فكرة يااحمد بيه انا مش فاشل فى دراستى والدليل التقديرات اللى انا بجبها كل سنة ولا ايه ومستنى اتخرج عشان اشتغل وبالنسبة للفلوس اللى بصرفها دى تبقى فلوس ابويا الله يرحمه يعنى فلوسى وفلوسك وموضوع الجواز اللى انت وماما عمالين تكلمونى فيه كل شوية دا فشيله من دماغك خالص لان مفيش بنت محترمة استئمنها على حياتى فى الزمن اللى احنا فيه دا دلوقتى كلهم مايعلم بيهم الا ربنا اسالنى انا وبلاش تقولى انت مابتشوفش الا اللى شبهك لانى شوفت فى كل حتة جوا وبرا وكله زى بعضه ماقبلتش واحدة خطفت قلبى وحسستنى من غير ماتتكلم انها ممكن تصون نفسها وتصونى ..
وبعدين انا لابسكر ولا بشرب ولا بسهر مع بنات ولا سمعتى زى الزفت فى وسط الناس كل اللى انا بعمله بسهر مع اصحابى اللى انت عارفهم واحد واحد وخلاص كلها سنة واتخرج واتدرب فى اكبر الشركات وبعدها هفتح مكتب هندسى خاص بيا وبس
اظن انك سمعت كل اللى كنت عاوز تسمعه…
احمد وهو ينهض من مكانه :
الظاهر ان الكلام معالك مالوش لزمة ولا حتى له نتيجة ايجابية ياعمار انا رايح شقتى وبردو هفضل مصمم انك لازم تفكر فى الكلام اللى انا قولته لانى مابقولش كلام والسلام ..
ثم اقترب من عمار وقال وهو ينظر فى عينه :
فى بنات كتير زى الفل صاينة نفسها وقلبها بس للاسف بعيدة عن اللى مش صاين نفسه ..
ثم تركه وذهب..
نهض عمار من مكانه بعدما ضحك بسخرية على كلام اخيه وذهب الى حجرته القى بكل جسده على الفراش وغاص فى نوم عميق ..
__________________________
فى صباح اليوم التالى ..
ذهبت رحمة الى جامعتها وماان نهت محاضراتها حتى ذهبت الى المكان الذى وصفته لها والدتها وهو مكان محل احمد..
وما ان وصلت حتى اصطدمت بجمال ورقى المنطقة حتى المحل كان جميل وراقى للغاية فااحست بفرحة داخلية..
ماان دخلت رحمة المحل حتى وجدت شاب فى الثلاتينات يجلس على كرسى مكتب شيك ييتطلع ببعض الاوراق ..
رحمة بكسوف :السلام عليكم
رفع الشاب وجهه من على الورق ونظر لها قائلا:
وعليكم السلام
رحمة :حضرتك الاستاذ احمد
احمد : ايوة يافندم اى خدمة
رحمة بكسوف اكبر ولكنها تتحدث بثقة : انا رحمة ..
احمد باابتسامة وهو ينهض من مكانه ويمد يده ليسلم عليها:
يااهلا وسهلا ياانسة رحمة ماشاء الله كبرتى وبقيتى انسة
رحمة وهى تتجاهل يديه الممدودة قالت بخجل :
ربنا يخليك يااستاذ احمد
احمد بدهشة : ايه دا انتى مابتسلميش بالايد
رحمة بكسوف :لا
احمد بصوت خفيض : لا ..ويقولى معدش فى بنات صاينة نفسها
رحمة بعدم فهم :
حضرتك بتقول حاجة
احمد : هاااا لا يارحمة مفيش انتى عاوزة تبتداى شغل من امتى
رحمة بسرعة :ياريت ابدا من النهاردة ..