الحقبة الزمنية للحروب العالمية

الحرب العالمية الثانية
كانت الحرب العالمية الثانية صراعاً عسكريًا ودوليًا وقع خلال الفترة ما بين 1939 و 1945 ، كانت أكبر الحروب وأكثرها دموية في التاريخ المسجل. وبلغت ذروتها بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) وانتهت بسقوط القنبلة الذرية بالرغم من أن اليابان كانت تحارب في الصين منذ عام 1938م .
كانت وجهة النظر التقليدية في أن الحرب بدأت في الأول من سبتمبر/أيلول 1939, عندما احتلت ألمانيا النازية بولندا, أو ما يسمى بالدرانغ ناخ أوستن و تعني بالألمانية (توغل إلى الشرق). في خلال يومين كانت المملكة المتحدة وفرنسا قد أعلنتا الحرب على ألمانيا. لكن مع أن المعارك كانت دفاعا عن بولندا فقط وفقا ً لما عرف لاحقاً بالسرية لمنع العنف معاهدة مولوتوف , التحق الإتحاد السوفييتي بألمانيا في 17 سبتمبر/أيلول 1939م . وذلك من أجل قهر بولندا وتقسيم أوروبا الشرقية.
كانت قوات التحالف مكونة في البداية من بولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا و نيوزلندا وجنوب أفريقيا بما فيها الدول التابعة لبريطانيا والتي كانت تحت سلطة المملكة المتحدة ، كالهند البريطانية ، فكل هذه الدول قد أعلنوا الحرب على ألمانيا في سبتمبر أيلول 1939 بعد الهدنة والتي عرفت بـ”الحرب المزيفة” ،
احتلت ألمانيا أوروبا الغربية وذلك في مايو/أيار عام 1940. بعد مضي ستة أسابيع فإن فرنسا والتي كانت مهاجمة من قبل إيطاليا في نفس الوقت استسلمت لألمانيا التي فشلت لاحقا في احتلال بريطانيا. في السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول وقعت ألمانيا وإيطاليا واليابان اتفاق دفاع مشترك ، والتي سميت بالاتفاقية الثلاثية ، وقد كانت هذه الدول تسمى بدول المحور.

بعد تسعة شهور في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران عام 1941, أعلنت ألمانيا احتلالاً ضخماً على الإتحاد السوفييتي, والذي انضم فورا للحلفاء وأصبحت ألمانيا تشارك في حرب ضد جبهتين ، ضد أوروبا ودول التحالف من جانب والإتحاد السوفيتي من جانب آخر. وكان ذلك خطأ فادحًا من ألمانيا كما ثبت لاحقًا. لم تكن ألمانيا موفقة في تحمل احتلال بريطانيا والحرب فانقلبت عكس المحور . في السابع من ديسمبر/كانون الأول عام 1941, هاجمت اليابان الولايات المتحدة في حادثة بيرل هاربر والتي كانت بمثابة الفخ لزج الولايات المتحدة في الحرب. وقد تم ذلك وأعلنت الولايات المتحدة حربها ضد اليابان,

وأعلن حلفاء الاتفاق الثلاثي حربهم ضد الولايات المتحدة ، وانضمت الصين لاحقا للتحالف كما فعلت في النهاية معظم دول العالم. كانت الصين في ذلك الوقت بحالة اضطراب وهاجمت القوات اليابانية من خلال حرب العصابات. مع بداية عام 1942 كان تقسيم المقاتلين كالتالي: رابطة الدول البريطانية (الكومنويلث البريطاني) والولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي كانوا يقاتلون ضد ألمانيا وإيطاليا؛ الكومنويلث البريطاني والصين والولايات المتحدة يقاتلون ضد اليابان .

منذ ذلك الوقت حتى أغسطس/آب عام 1945, دارت معارك ضارية في جميع أوروبا, وشمال المحيط الأطلسي, عبر شمال أفريقا, وجنوب شرقي آسيا, في الصين مرورا في المحيط الهادي وأجواء اليابان. استسلمت إيطاليا عام 1943 وانقسمت إلى قسم شمالي محتل من قبل ألمانيا – حكومة دمية – وولاية الحلفاء السلمية في الجنوب؛ واستسلمت ألمانيا في مايو/أيار 1945. بعد انفجار القنابل الذرية في هيروشيما وناجازاكي, استسلمت اليابان وكان ذلك نهاية الحرب في الثاني من سبتمبر/أيلول عام 1945 م .

كان من المحتمل أن عدد الذي قضوا حتفهم في الحرب اثنين وستين مليون شخص وربما يكون أكثر. كان هناك حوالي 60% من القتلى مدنيين, والذين ماتوا كنتيجة للأمراض والمجاعات, والإبادات الجماعية (خصوصا ً في الهولوكوست), والغارات الجوية. كانت أغلب ضحايا الحرب من الإتحاد السوفييتي السابق والصين. فقدر عدد الضحايا في الإتحاد السوفييتي بحوالي 23 مليون, وقتل في الصين حوالي 10 ملايين. ولكن لم تخسر دولة من نسبة سكانها كما خسرت بولندا, 5.6 من نسبة سكانها والذي قدر قبيل الحرب بـ34.8 مليون .
كان الهولوكوست ( والذي يعني تقريباً “الاحتراق الكلي”) جريمة القتل المتعمد والمنهجي الذي طال ملايين اليهود و”غير المرغوب بهم” خلال الحرب العالمية الثانية بواسطة النظام النازي في ألمانيا. كان هناك العديد من وجهات النظر المختلفة حول إذا ما كان الهولوكوست قد حدث من بداية الحرب أو إذا ما كانت الخطة قد بدأت بعد ذلك. على كل حال كان هناك اضطهاد عام لليهود حتى قبل بداية الحرب مثل الكريستال ناخت أو ليلة البلور ،واستخدم النازيون ذلك كدعاية لتأجيج مشاعر العداء للسامية لدى الألمان البسطاء .

بعد الحرب العالمية الثانية قسمت أوروبا بشكل غير رسمي إلى قسم غربي وسوفييتي. سميت أوربا الغربية لاحقاً بحلف شمال الأطلسي (الناتو) و أوروبا الشرقية بحلف وارسو. كان هناك تحول كبير في القوى من أوروبا الغربية والإمبراطورية البريطانية إلى القوتين الأعظم في العالم, الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي. وكانت بين هذين الخصمين مواجهة شديدة بعد ذلك في ما عرف بالحرب الباردة.
في آسيا أدّت خسارة اليابان إلى الديمقراطية في البلاد. واستمرت الحرب الأهلية الصينية حتى بعد نهاية الحرب. وبدأت الدول المستمرة من قبل الدول الأوربية في نيل استقلالها. ما بعد العام 1945 م . امتاز منتصف القرن العشرين بأن التغيرات به بشكل مباشر أو غير مباشر كانت في معظمها اقتصادية وتكنولوجية .
وكان التطور الاقتصادي هو القوة خلف العديد من التغيرات التي تشهدها الحياة اليومية بشكل لم يسبق التنبؤ به في تاريخ الإنسان.
و خلال القرن العشرين، كان النمو الفردي من مجمل الناتج المحلي محددا بواحد من خمس عوامل وهو أكبر بكثير من كل القرون السابقة مجتمعة ( وشاملة للقرن التاسع عشر بثورته الصناعية ) . وقد فسر العديد من الاقتصاديين هذه الحالة بأنها نوع من التقليل في حجم النمو، حيث أن العديد من السلع والمنتجات التي تم استهلاكها في نهاية القرن العشرين ( مثل تطور الطب ” والتي أمدت من أعمار البشر بعقد أو عقدين ” وتقنية الاتصالات ) لم تكن بسعر محدد في البداية.
وبأية حال فقد نمت الفجوة بين العالم الثري والعالم الفقير بشكل أكبر، والغالبية من السكان بقيت في الجزء الفقير من هذه المعادلة. واستمرارية تطور الطب والتقنية كان لها أثرها الكبير في الجزء الجنوبي من الأرض .
في منتصف القرن مكنت الصناعات الضخمة، و الإعلام الموجه، الحكومات، من ممارسة الدكتاتورية بوحشية، وعلى وجه غير متوقع مما أدى إلى حروب غير متوقعة أيضاً.
على أية حال فإن زيادة الاتصالات ساهمت في إحلال الديمقراطية . التطور التقني تتضمن : تطوير الطائرات ، استكشاف الفضاء ، التقنية النووية ، التطور في علم الجينات و بزوغ عصر المعلومات .
السلام الأمريكي
يطلق مصطلح السلام الأمريكي على المفهوم التاريخ للسلام الليبرالي في دول الغرب، والناجمة عن قوة الولايات المتحدة الأمريكي في بدايات القرن العشرين، على الرغم من أن المصطلح وجد بشكل أولي في النصف الأخير من القرن العشرين، إلا أنه استخدم في مواضع وحقب متعددة. تتعلق دلالاته الحديثة بالسلام المؤسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 ميلادية :
حقبة الحرب الباردة
بدأت الحرب الباردة في منتصف الأربعينات واستمرت حتى بداية التسعينات، وخلال هذه الحقبة كان الصراع واضحاً من خلال التحالفات العسكرية، التجسس، تطوير الأسلحة، الاجتياحات، الدعايات، والتنافس في التطور التكنولوجي. وشمل الصراع نفقات الدفاع و السباق للتسلح التقليدي والنووي والعديد من الحروب الموازية، ولم تتحارب القوتان العظمى بشكل مباشر فيما بينهما.

أنشأ الاتحاد السوفيتي التكتل الشرقي من الدول التي احتلها، وضم بعضها كالجمهورية الاشتراكية السوفيتية والاحتفاظ ببعضها كتوابع، والتي كونت في وقت لاحق حلف وارسو. بدأت كل من الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا الغربية سياسة ” الحد من الشيوعية ” وكونت عدة تحالفات لهذا السبب ومن بينها حزب الناتو. وكثفت عدة من هذه الدول الغربية جهودها لبناء أوربا الغربية،

ومن ضمنها ألمانيا الغربية – والتي كانت معارضة للسوفيت وموالية لأمريكا – في مناطق أخرى من العالم كأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا فإن الاتحاد السوفييتي عزز من الحركات الثورية الشيوعية ، والتي كانت تعارضها الولايات المتحدة والعديد من حلفائها، وحاولت دحرها في بعض الأحيان. وقد تشكلت بعض الدول مع بعضها لتكون فيما بعد إما حلف الناتو أو حلف وارسو، وظهرت كذلك حركات أخرى .

شهدت الحرب الباردة فترات من الهدوء النسبي وأخرى من التوتر العالي. نشأت الأزمات العالمية مثل حصار برلين (1948–1949) و الحرب الكورية (1950–1953) ) ، أزمة برلين عام 1961م و حرب فييتنام (1959 – 1975 ) وأزمة الصواريخ الكوبية ( 1962 ) ، الحرب السوفيتية على أفغانستان ( 1979- 1989 ) وحركة الناتو في نوفمبر ( 1983 ) وكانت هناك فترات من انخفاض حدة توتر الأوضاع .

تم ردع العديد من الهجمات العسكرية المباشرة، والتي كان احتمال استخدامها للأسلحة النووية عالٍ. في حقبة الحرب الباردة . واقتربت الحرب الباردة من نهايتها في أواخر الثمانينات وبدايات التسعينات. وقد زادت الولايات المتحدة الأمريكية تحت رئاسة رونالد ريغان من الضغوط الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية على الإتحاد السوفيتي والذي كان يُعاني من ركود اقتصادي حاد.

في منتصف الثمانينات، وضع الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف إصلاحات “إعادة البناء” وإصلاحات “شفافية” وقد انهار الإتحاد السوفيتي في عام 1991م، تاركاً الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية مسيطرة عسكريًا، ومع هذا فقد احتفظت روسيا بمعظم ترسانة السوفيت النووية الهائلة.

error: