احبك وتحبها

احبك وتحبها ?

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة منى ارام

الفصل الاول نوفيلا قصيره
بقلم منى ارام 

مش ممكن يا اميرة انت موافقة بجد
أميرة : ايوى موافقه يا ايمان ،وحستحمل نتيجة قراري
ايمان : اسلام اخويا يا اميرة وتهمني مصلحتو ، بس انت صاحبة عمري ومايهنش عليا ترمي نفسك في
في النار
اميرة : جوازي من اخوكي نار ياايمان ؟
ايمان : ايوى نار ،لما يبقى قلبو متعلق بغيرك
أميرة : بس غيري دي ماتت
ايمان : مش بالنسبة لاسلام ،مريم لس عايشه في قلبو
اميرة : طب اعمل ايه في ناري انا يا ايمان ،انت عارفة اني بحبو من زمان من قبل حتي مايتجوز مريم
ومش قادرة انساه لحظة كنت بدعيلو يكون سعيد حتى لو مش معايا .سعادتو بتهون بعدو عني
عاوزاني دلوقتي لما جاتلي فرصه اني اكون قريبة منو
ارفضها،مش حقدر يا ايمان
ايمان : عارفة الي فقلبك ومقدراه صدقيني ،علشان كدا خائفة عليكي ،خايفة اسلام مايقدرش الحب دا
خائفة من معاملتو ليكي تادي مشاعرك الحلوة دي
أميرة : طب هو رأيو ايه
ايمان :اسلام عاوز يتجوز علشان عيالو بس مش فارقه معاه حيتجوز مين
خصوصا لما ام مريم بقت بتلمح انها حتاخد العيال بجحة انو مافيش حد يراعيهم
أميرة : صدقيني يا ايمان لو قلتلك أن جزء من موافقتي على الجواز عشان ياسين و ميرال
انت عارفه انا بحبهم قد ايه . اول مامريم الله يرحمها كانت ديما تسيبهم عند مامتك كانو بيجو على شقتنا على طول
ايمان : اه والله وهما كمان بيحبوكي وميرال مابتبطليش كلام عنك ،وبحبو يزورو ماما علشان يشفوكي
بس غريبة انك تحبي عيال حبيبك من واحدة ثانية
أميرة وقد ادمعت عيناها : علشان من رحتو ،علشان شبهو ،تعرفي أنهم بضبط شكل العيال الي حلمت بيهم يكونو عيالنا انا واسلام
ايمان : انت جميلة اوي يا اميرة وطريقة حبك لاسلام اجمل
انت بتحبيه من غير ماتستني مقابل للحب دا
اميرة : علشان كدا وافقت على الجواز يا ايمان
وصراحة في حاجة ثانية
ايمان : ايه هي
أميرة : انا لو ماتجوزت اسلام ،حيتجوز غيري علشان ولادو .وانا الصراحة مش حستحمل قرب ست ثانية منو
انت ماتعرفش انا كنت بتعذب قد ايه كل ما اشفو مع
مريم الله يرحمها
ايمان : مش عارفه اقولك ايه غير ،ربنا يريح قلبك ويهدي اسلام من ناحية
أميرة : امين
تم الزواج ولتحصل أميرة على لقب طالما حلمت به
لتصبح زوجة حبيب عمرها اسلام

في شقة اسلام
جلسة على حافة السرير بثوبها الابيض الذي لم يكن ثوب زفاف بل كان ثوبا عاديا بلون الابيض فقط تماشيا مع المناسبة وهذا لان اسلام رفض إقامة حفل زفاف اكتفي بكتب الكتاب فقط ورغم اعتراض اهل أميرة إلا أنهم وافقو في النهاية امثتالا لتقبل ابنتهم للفكرة

جلست وجلست تنتظر قدومه ولكنه لم يأتي
ساورتها الظنون أنه قد غادر المنزل ،فخرجت تبحث بنظراتها عنه
لتجده ممددا على أريكة الصالة ،ولكنه ليس بنائم
أرادت كسر جبل الجليد بينهما لتعرف كيف ستمشي خطاها في هذه العلاقة
فتقدمت نحوه باقدام مرتجفة وانفاس مطربة
ثم استجمعت شجاعتها لتقول
أميرة : احم انت حتنام بالبدلة ،احم انا روح اطمن على الولاد وانت ممكن تدخل تغير هدومك
اعتدل في جلسته ولكنه لم ينظر باتجاهها ولم يقل اي كلمة
تحركت باتجاه غرفة الأطفال وماان ذخلت
حتى نهض واتجه إلى الغرفة ليغير ملابسه
ثم عاد إلى أريكة الصالة مجددا
خرجت من غرفة الأطفال بعد أن اطمأنت عليهم
وفوجدته قد عاد من جديد إلى الأريكة يبذو أنه يصر على قضاء ليلته عليها
ذخلت الغرفة وغيرت ملابسها الى ملابس نوم عادية محتشمه لكنها تخلت عن حجابها وجدلت شعرها الطويل جدا وناعم وراء ظهرها
ثم خرجت إليه مجددا وبنفس الخطى المظطربة وقفت امامه مجددا
أميرة : انت حتنام هنا
اسلام : ايوى
أميرة : كدا ظهرك حيتعب
اسلام بنفاد صبر : بصي يابنت الناس انت عارفة كويس انا اتجوزتك ليه ،فلو مستنيه مني حاجة فمتتعبيش نفسك ،لو مش حتقدري تتحملي العيشة معايا على كدا ،احنا ننهي الموضوع زي ما بدأناه

توقعت أميرة جفاءه معها لكنه وصل إلى أبعد الحدود بتهديد صريح بالطلاق ادا طالبت باي حق من حقوقها كزوجة
أميرة تقاوم رغبة البكاء : انا كنت عاوزة اقولك اني لاحظت ان فيه سريرين في غرفة الأطفال
وياسين لس صغير بينام في سرير البيبهات
فانا حنام معاهم هناك ،تقدر تروح تنام في اوضتك على سريرك .

جاء الغد بعد ليلة طويلة موجعة ليلة هدت احلام السنين
لكن فرحة صغيرة ذخلت قلبها وهي تستيقض صباحا على قبلة من الصغيرة ميرال
ميرال : ميرو انت نمتي عندنا
أميرة : ايوى ياروحي،وحنام عندوكو كل يوم حتخلوني انام معاكم ولا اروح في بتنا
ميرال محتضنة: لا خليكي انا فرحانة اوي انك هنا
استيقضت الصغير ياسين واخد يمد يده إليها بفرحة
فذهبت إليه وحملته مقبلة : صباح الخير يا بشمهندس ياسين .ثواني والفطار يكون جاهز
ميرال : انا حساعدك يا ميرو
أميرة :يلا يا قلبي كلناحنساعد بعض
وهكذا قضت يومها تلهو وتعتني بالصغيرين كما أنها قامت بكل اعمال المنزل وحضرت الغداء
كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر واسلام لم يستيقظ بعد
احتارت كيف توقضه خافت أن تفعل ذلك بنفسها فثتير غضبه
لدا ارسلت الصغيرين إليه
فقاما بمشاغبته حتى استيقض وراح يغرقهما بالقبلات
وقفت عند باب الغرفة تنظر إليه بابتسامة حالمة وهي تري سحر ضحكتة و الساعدة تملؤه وضحكات الصغيرين تتعالى ايضا
لمحها فعبس مجددا ،لم ينظر باتجاهها كالعادة واكتفى بالقول : فيه حاجة
انحرجت من سؤاله فكأنه يقول ماذا تفعلين هنا بيننا
ايتها الذخيلة
فتنحنحت وقالت : احم الغداء جاهز
اسلام : مش جيعان ، اتغدو انتو
أميرة بكذب : انا اتغديت بس الولاد مش راضين يكلو من غيرك .انا ححطلكم تتغدو سوى ،علما اخد دش
وضعت الاكل على الطاولة فخرج هو مع طفليه بعدان اغتسل وجلسو يتناولون الطعام ،فيما اتجهت هي إلى الغرفة حملت بعض الثياب وذخلت الحمام

ميرال : هي ميرو مش حتتغدى. معنا
اسلام : ميرو مين
ميرال : طنط أميرة ،انا وياسين بنندهلها ميرو عشان احنا صحاب
اسلام : اه طب كلي ياحبيتي هي اتغدت خلاص
ميرال : لا ماتغدتش خالص وكمان مافطرتش
اسلام : خلاص يا حبيبتي كلي انت وهي حتاكل بعدين
شرد اسلام مسغربا من تصرف أميرة فلتجعله يأكل تخلت هي عن تناول الطعام
أنهت حمامها وارتدت عباءة منزلية راقية جميلة الشكل وتزينت قليلا واسدلت شعرها الاسود الفحمي الى الوراء
فبدت بحق جميلة جدا ،وخرجت إليهم
جرت نحوها ميرال بسرعة
ميرال: انت حلوة اوي ياميرو ولبسك حلو عاوز البس زيك
أميرة : حاضر ياحبيبتي حشتريلك زيو
ثم نظرت الى ذاك الذي يبعد نظره عنها مجداد
وقالت: ماما وبابا حيجو يزرونا كمان شويا ،وكمان طنط وايمان
عارف قالها وهو يتجه نحو الغرفة
ثم أردف دون أن يستدير : بس خالد جوز ايمان كمان جي البسي حجاب
أميرة : اسفة ماكنش اعرف انو جي معاهم
ذخل الغرفة دون أن يعير ردها انتباها
لكن مجرد هذا الاهتمام البسيط الذي في الأغلب دون أي هدف دغدغ مشاعرها بفرحة لذيذة
وان كانت تعلم جيدا انه لم ينظر لها حتي فهو علق على مجرد ما لمحه منها أنها لاترتدي حجاب ،لكن فكرة أن يرغب أن ترتدي الحجاب أمام غيره انست فكرها
كانت الزيارة العائلية ورغم أنها سعت أن تكون ناجحة لكنها لم تستطع اخفاء الجفاء الذي يعاملها به اسلام عن اعين الجميع
فكان الكل اسفين لحالها فهو يعلمون جميعا وحتي والديها مدى الحب الذي تكنه لهذا الجافي

استمرت الحياة على منوالها استمر اسلام فالابتعاد عن أميرة وحتى هي لم تعد تتقرب منه فصداته لها قاسية جدا في أغلب الأحيان فهو حتى الان يرفض تناول الطعام بصحبتها كما لا يجلس ابدا في اي مكان برفقتها حتى مع الاطفال
الكلام بينهم معدوم تقريبا وان تحدث معها يتجنب النظر إليها
حتي جاء ذلك اليوم الذي زارتهم حماته السابقة فيه
بحجة أنها اشتاقت للاطفال وتود قضاء بعض الوقت معهم
رحب بها اسلام ترحيبا حارا ،وشدد على أميرة أن تحسن معاملتها وتكرمها الى أقصى حد
ونفدت هي ماقال وعكفت على تلبية طلباتها و اكرامها وحتى تدليلها
لكن معاملة حماته لها كانت جافة وخشنة لم تكن تترك فرصة الا وتحدتت عن ابنتها المتوفاة ومقارنتها باميرة ،فتعلي من شأن ابنتها وتخفض من شأن أميرة
كانت تطلق على البيت بيت ابنتها وعلى الاطفال اطفال ابنتها واسلام زوج ابنتها كأنها تقول الميرة لاشيئ لكي هنا
وما شجعها اكثر انها لاحظت معاملة اسلام لها فراحت تتمادى اكثر في كل مرة
ام مريم : انت بتنامي في أوضة العيال ليه
ومش بتنامي مع إسلام في اضتو، دا انت حتى بتحشرى نفسك في سرير ميرال مش سيباها تاخد راحتها
أميرة : عشان راحة حضرتك يا طنط يعني لو عزتي حاجة كدا أو كدا تلقيني جنك
ام مريم : لا أصيلة ،انت فكراني عيلة تضحكي عليا
أميرة : قصدك ايه ياطنط
ام مريم : قصدي انا عارفة قيمتك في البيت دا كويس ،والحمدلله انت كمان عرفتيها ،انت مجرد خدامة لعيال بنتي انت مش مرآة اسلام ولا عمرك حتكوني ,الان مريم بس الي ليها المكان دا سواء حية أو ميته
أميرة : مع احترامي لحضرتك ياطنط انا مسمحلكيش بالإهانة دي ،انت هنا في بيتي سواء قبلتي الموضوع او لا مريم الله يرحمها حتفضل ليها مكانتها واحترامها بس انا هنا مراة اسلام وصاحبة البيت دا
لا قالها اسلام الذي لم يستمع الا لجملتها الأخيرة
اسلام : مافيش صاحبة للبيت دا غير مريم وحتفضل وانا مش معترف بغيرها زوجة ليا
رفعت ام مريم حاجبيها بانتصار ونظرة تشفي
لم تستطع أميرة كبت دموعها والمها فالجرح غائر جدا في كرامتها .ركضت الى غرفة الأطفال وهي تسمع باب الشقه يغلق
يبدو أنه غادر المنزل
لحقت بها ام مريم وقالت: انت لس قاعدة انا لو منك امشي فورا ايه مافيش كرامة خالص
وقفت لتغادر فتشبتت ميرال بطرف فستانها وقالت :
ماتمشيش يا ميرو ارجوكي اوعي تسبينا
نهىرتها جدتها : بس يابنت ماذخليش نفسك في كلام الكبار وراحت تجدبها بقوة من يدها حتى تألمت الصغيرة
أميرة : سببها لو سمحتي مش كدا البنت صغيرة حتاديها
ام مريم : ماتذخليش نفسك ،دي بنت بنتي
ولا تكوني فاكرة نفسك امها بجد
أميرة : مش فاكرة نفسي حاجة بسبي البنت واخدتها
منها
حاولت ام مريم جذب الصغيرة مجددا لكنها تشبتت في أميرة باكية
ام مريم : طيب بتعصي حفيدتي عليا بس اما يرجع اسلام وانا اوريكي
لم تستطع أميرة المغادرة وترك الاطفال مع هذه الجدة القاسية فهي كادت تكسر دراع ميرال حتى أنها أصيبت بكدمة
انتظرت ام مريم عودة اسلام لتبخ سمها في أذنه وزادت في الكلام إلى أبعد الحدود حتي انها أخبرته كذبا بأن أميرة مدت يدها عليها ودفعتها لتسقط أرضا و منعتها من الاقتراب من الأطفال
توجه إلى الغرفة التي بها أميرة تتبعه تلك الحية
لكنه عندما فتح الباب صدم فقد وجد اميرة تربط يد صغيرته الباكية
وهي تخفف عنها بحنان
اسلام : مالها ميرال مين عمل فيها كدا
لم تجب أميرة لم تنظر اتجاهه قط لكن الصغيرة إجابته باكية
ميرال : تيتة يا بابا تيتة شدتني جامد من ايدي ووجعتني
نظر اسلام لحماته بصدمة
فتيسبت مكانها وهي تثلعتمت قائلة : كنت عوزاه أخدها منها وهي منعتها ، فشدتها غصب عني
ميرال : بلاش تكذبي يا تيتا الي بيكذب بيروح النار
ام مريم : شفت مراتك بتعلم بنتك ايه شفت ازاي بترد على جدتها
كاد اسلام أن يتكلم لكن جرس الباب رن ،
انتهى الجزء الاول

error: