أسري القلب – دينا إبراهيم (روكا)

الفصل السادس…

وضع علي قدمه على الاريكه التي يجلس عليها وسط الرجال ووضع يده علي ركبته يسندها وكل عقله في زوجته العنيده ليلي الذي يعيد اسمها بداخله دون توقف ،اغمض عينيه ووقف فجأه منهي لجلستهم ….
رفاعي : باااه جنابك عتروح دلوك …
نظر له علي بلا مبالاه وهو يعدل عمامته : إييوه ماليش مزاج اجعد تاني …
سار رفاعي معه ، ذراعه اليمين او بمعني اخر تابعه اينما ذهب كخياله ….
كان علي يعيد ما حدث بينه وبينها في عقله عندما اصطدمت به احدي غوازي المقهي ليبعدها عنه بتقزز وهي تضحك ضحكتها الخليعه وتتعجب من تغيره !!
هل هذا علي الذي كان يبيت بين احضانهم الغازيه تلو الاخري …عجباا هل يفعل الزواج ذلك بمحبوب النساء ؟!
وصل علي الي البيت في ساعه متأخره علي غير عادته ،ركضت بدور تفترش علي السرير مصطنعه النوم وهي تغلي بداخلها من تأخره فقد تأكدت انه أجل موعده مع اباها من الخادمه التي بعثت بها كمرشد لها …
شعرت بعيناه تمر عليها ما ان دخل الغرفه،جلس علي الاريكه في مواجهه السرير ينظر لحبيبته النائمه !! نعم حبيبته …اسند رأسه للوراء واغمض عينيه وارتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه المغريتان وقال بصوت ضعيف…
-حبيبتي…
لا يعلم كيف ومتي ولكنها تغلغلت تحت جلده وسار يستنشق رائحتها في أنفه اينما ذهب كمدمن يحتاج جرعته…
نفخ واستغفر الله و دخل الي الحمام يأخذ حماما باردا حتي يهدأ قليلا …
علي لنفسه : حبيبتك واعره جوي يا علي ، يارب جدرني عليها….
سمعت ليلي همسته الخفيفه ،هل قال حبيبتي ام انها تتخيل ؟! واذا قال فعلا فمن هي هذه الحبيبه ؟؟ شعرت بغيرة تتأكل احشائها وقلبها وكأنها مرض ينتشر بسرعه البرق داخلها…
ليلي لنفسها : استر يارب والله ياعلي اصور جتيل لو حبيت حدا غيري … اتصرفي يا خيبه راجلك بيضيع منيكي !!.
مطت شفتيها بخوف وتوتر وكادت تبكي وقلبها يدق بشده !! لمعت عيناها فجأه بفكره !! حركت يدها علي جانبي شعرها المنسدل تنفضه بخفه تعطيه شكل غير مرتب جذاب بطبيعته ، نظرت الي رداء البيت التي تنام به ففتحت اول زرين واوقعت كتفه ،نظرت الي طول فستانها بحنق وكأنه اجبرها علي ارتدائه من الاساس ،رفعت فستانها الي اعلي فخدها ونامت علي جانبها ….
خرج وهو يرتدي سرواله فقط ويبعد قطرات الماء من شعره بالمنشفه اعطاها ظهره وهو يحاول اخراج ملابسه …
بدأت ليلي تصدر تأوهات وانين خفيف ،ألتفت لها وجدها في منظر قشعر له بدنه وهو يري جسدها الذي يشتهيه يتلوي امامه وردائها مرفوع الي اعلي ساقيها …
تقلبت ليلي علي ظهرها وهي تفقد الامل في ان يتقدم منها فخطرت لها فكرة جنونيه او شيطانيه ..
ليلي بهمهمه : بس ياراجل…
كادت عيناه ان تخرج من مقلتيها وتسمر مكانه !! هل تحلم زوجته به ؟!! كيف وهي لا ترغب به 3 سنوات لم تتقدم له ابدا دائما هو الذي يطلبها ويكون كالطفل الصغير يسعي وراءها ودائما لديها عزر يجرح كبرياء رجولته … لا يعلم ما بداخلها هي تقول لا وجسدها يصرخ نعم …

علي لنفسه : الله يهد الحريم اللي في الدنيا لاااه الله يحرجهم كلاتهم …
عادت تتلوي امامه فأقترب منها كالمنوم مغناطيسيا وعيناه تبتلعها من فوقها لتحتها ..فاوقفه تفكير جمد الدم في عروقه..
اتحلم به ام برجل اخر ؟! والله لو حدث ذلك ليقتلها ويقتله معها …اقترب منها بعنف وامسك ذراعها بقوه ليعدلها في موضع جلوس ،صرخت ليلي بخضه فهي ولو تصطنع النوم لم تتوقع ان يسحبها بشده هكذا ..
رمشت بعينها اكثر من مره وهي تستوعب ما يحدث وجدته ينظر لها بملامح غاضبه وقاسيه …
ليلي : حصل ايه يا علي ؟؟
لم يهتم واردف قائلا : كنتي إبتحلمي بمين ؟؟
رفعت حاجب مصطنعه عدم الفهم : هاااه احلم بمين كيف يعني ؟!
اطبق علي ذراعها بشده المتها ..
-ااااه يدي يا علي…
اقترب من وجهها وقال بحده وقله صبر و هو يصك علي اسنانه : كنتي بتحلمي بمين مش هكرر كلامي مرة تانيه …
-انت اتجنيت عاد !! انا محلمتش بمخلوج….
شد علي علي شعرها بشئ من القسوةو قال …
-اني سامعك بوداني وانتي بتكلمي راجل في نومتك وبتتلوي زي الحيه علي فرشتي كومان …يمين بالله لو مانطجتي ماهيكفيني فيكي عمرك كلاته يابنت الشرجاوي ….
وضعت يدها فوق يده الممسكه بشعرها : والله العظيم محلمت بحدا واصل …
رفع يده الاخري وصفعها علي ساقها العاريه كعقاب علي عدم كلامها ..
ليلي ببكاء ردت سريعا : انت!! ..كنت بحلم بيك انت !!
-والله بيا اني ليه ان شاء الله سلامتك تعبانه ولا حاجه ؟!!
رفعت كفها المرتعش ووضعتها علي وجهه وهي تنظر له بعيون دامعه تستدعي حبه وشفقته …
-اتوحشتك جوي …
ابتلع ريقه وهو ينظر لوجهها الباكي واغمض عينه في محاوله ليتمالك نفسه ويصدقها …
ما ان خفت قبضته من شعرها حتي اقتربت منه ببطئ لتطبع قبله علي رقبته ثم ابتعدت تري ملامحه فقد اغمض عينه بشده اكثر فاعادت الكرة ولكن بجرأه اكبر ورغما عنه رفع ذراع يحيط خصرها ويقربها اليه فأوقفت قبلاتها لتزرع رأسها بين رقبته ووجهه وتحيطه في عناق تخرج فيه كل مخاوفها …
فتح عيناه وجدها تحتضنه وتبكي …
علي وهو يزفر: خلاص ما تبكيش اني كنت متعصب إشويه من جبل ما اجي اهنه…
فتحت عيناها الحمراء والمنتفخه من بكائها وقالت : هو اني عمري عملت حاجه غلط عشان تجولي راجل مين يا علي … طيب حتي لو اني مش كويسه انت بتهملني لحالي اخرج لوحدي لدوار امي الحاجه او ابوي عشان اعرف غيرك حتي ! ياعلي ده انا نسيت الدنيا بره شكلها كيف !! انا ف جفص ياعلي وساكته عشان اني….
سكتت لم تكمل تعبيرها عن حبها له فقد وعدت نفسها الا تنطقها قبله وتتحدي عشقها له….
علي بعيون واسعه وقلبه يدق قال بصوت اجش : انتي إييه ؟!…
نظرت الي اليمين والشمال بتوتر ..
-عشان اني ..ااا ..ااصل اني احم مش …اااااه
اتسعت عيناه بخضه : مالك جرالك إيه ؟!!!!
-جنبي ياعلي موجوعه جوي جوي إهنه..
امسكت بيده تضعها علي جنبها موضع الالم فبدأ يدلكه لها بخوف….
-طيب نامي علي ضهرك وارتاحي …
-امممم لا انا مرتاحه إكده وانت يدك عليا …
رفع نظره اليها وهو يشعر بعروق جسده تبرز وهو يحاول السيطرة علي مشاعره حتي لا يأذيها في مرضها ولكنها صدمته عندما نامت علي السرير ساحبه له فوقها وهو جالس واغمضت عينها رافعه ذقنها بشفتيها له باستسلام…
استسلام لا يعرف معناه الا معها هي حبيبته و زوجته التي تفقده عقله بالكامل وتربطه داخل دوامه من المشاعر…
كانت قبلته لها عنيفه و سريعه و كأنه اراد ان يصك ملكيته علي شفتاها ليغيب الاثنان معا في ليله ولا الف ليله وليله بالنسبه لهم وكلاهما يحاول إثبات حبه للاخر دون كلمات….
…………….
استيقظت ليلي بين احضانه علي دق باب البيت … حاولت نزع ذراعه من حولها وهو يتمتم ويقربها منه….
-اوعاك إكده يا علي ده صوت ابوي برااااه …. يالهووي يالهوي…
فتح علي عينه بصعوبه وهو يلعن اباها في سره…
ونظر لها وهي ترتدي ملابسها وتخبط علي وجهها…
نفخ بضيق : في إيه يا ولييه انتي مرتي !! هو انا مجضي الليله وياكي..ما ابوكي ديه اللي مسلمك ليا بيده !!
نظرت له بغضب : مش وجت كلام فارغ دلوك جوم بسرعه عشان نفتح الباب ..
نزلت بسرعه لتفتح لوادها الباب ..
ابراهيم : السلام عليكم ..ايه النوم ده كلاته ؟؟!!
-هااه معلش يا ابي اصل الواد تعبني طول الليل …
-امممم ماشي ياختي ..جوزك إهنه ولا مشي …
اتاه صوت علي وهو ينزل الدرج : اهني يا عمي ..اهلا ومرحبا بيك نورتنا …
-بنورك يا علي ..كيفك و كيف البت دي وياك؟؟
نظر لها بخبث واردف قائلا : زينه الحمدلله كله تمام..
-طيب الحمدلله لو عملت اي حاجه مش علي هواك اجطم رجبتها …
لوت ليلي فمها : متشكرة يا ابوي…
ضحك علي قائلا : خير يا عمي ياتري الزيارة دي وراها حاجه مهمه ولا اتوحشت ليلي..
نظرت ليلي علي امل ان يظهر اي مشاعر تجاهها…
ابراهيم بلا اهتمام : ايوة عايز اخبرك موضوع امهم يخصني ..اني نويت اتجوز وجلت لازم اخبركم اللاول …
خبطت ليلي بخضه علي صدرها فنظر لها علي بتحذير ولكنها لم تهتم …
ليلي: كيف يعني تتجوز ده انت معملهتاش طول السنين دي كلاتها ؟؟؟
علي بحده : ميخصكيش يا ليلي واتحدثي بأدب مع ابوكي ..
ليلي بغضب : كيف ميخصنيش ده اني …
علي بغضب مماثل وصوت عال : ده اني اللي هكسر راسك لو ما حطيتي لسانك جوا خشمك ولميتي الدور لاحسن اطجك كف ينسيكي الحديث ،مشي من إهنه !!!
نظرت له بوجه احمر غاضب وشعرت بمهانته ولكنها كتمت داخلها واتجهت الي غرفتها بعد ان رمقته بنظرة تعلمه عن استعدادها لتندمه علي الحديث معها هكذا واهانتها …..
نظر الي لامبالاه ابراهيم الذي يبتسم نصف ابتسامه بسخريه : البت تكسرلها ضلع يطلعلها 24 يا ولدي …هاااه اجوم اني بقي واعمل حسابك هتيجي معايا بكرة لاهل العزايزة انا هتجوز بنت كبيرهم..
علي وهو لايريد ان يظهر تعجبه من قسوته علي ابنته بل و اصراره علي تحميل علي عليها …
– تومام هجيلك من الصبح ..مبروك مجدما ياعمي …
هز رأسه بالموافقه وهم للرحيل..
وقف علي يتابعه وهو يرحل وعاد بتفكيره الي ليلي فكلما اخذ خطوه للامام عاد عشرة للخلف معها…
علي لنفسه : مجري علينا عده ياسين يابنت الحلال …
صعد خلفها سريعا ولكنه هدأ من خطواته ليتظاهر بعدم المبالاه فوجدها تجلس علي فراشهم تضم ركبتيها لصدرها ودموعها تتساقط بحريه …
زفر وتوجه الي خزانته يرتدي قفطانه ليهرب بعيدا فاكثر ما يزعجه ويمزق قلبه هي دموعها …
نظر لانعكاسها في المرآه و هي تبكي فحمحم بضيق : اااااحم بيكفي يا مرا …ايه حوصل لكل ديه ..ابوكي راجل ولسه بجوته يتزوج ولا ميتزوجش احنا مالنا وماله…
ليلي بغضب : ايووة ياخويا ما هو راجل زيك تعملوا اللي بتريدوه حتي لو بتجرحوا اجرب الناس ليكم..
-بااااه انتي محسساني انه هيتخطف منيكي … ريداني اعدلك ابوكي جاه يشوفك او سأل عليكي كام مرة في ال3 سنين اللي فاتوا دولاااا…
حزنت ليلي من حديثه الذي يرش الملح علي جروحها ونظرت له بعتاب فهي تعلم جيدا عدم اهتمام والدهم بهم لانهم من جنس حواء و كأنه خطأهم وليست اراده الله انه لم يعطيه ولد يحمل اسمه .. لقد تأقلمت علي هذا الوضع ولكن قول علي لما يؤرقها جهوريا ألمها بشده …
وضعت يدها علي فمها لتخفي شهقاتها وركضت الي غرفه اطفالها الفارغه تاركه علي ورائها بحيرته …خبط بكفه علي رأسه ونهر نفسه ..
-غبببببي هتفضل كيف الدبش لمماتك يا ابن الهواري….
خرج من غرفته واغلق الباب بعنف هز جدران البيت وهو ينزل كالخيل الجامح لايري امامه من غضبه وتفكيره ….
اما ليلي فقد كان بكائها جزء كبير منه علي روحيه المسكينه !! التي تعلم انها ضحت بحياتها ورفضت الزواج للاهتمام بهم لحبها لابيها الذي بلا مشاعر ولايستحق حبها ولا تضحيتها وصارت تلعنه في سرها…
ليلي بغضب : استغفر الله العظيم سامحني يارب …يارب صبرني واهديني للطريجه اللي امنع بيها المصيبه دي…
امسكت هاتفها لتخبر بدور فتذكرت انه اول يوم لها في الجامعه ولا تريد ان تجعله ذكري سيئه في حياتها …..
فأتصلت بروحيه للاطمئنان عليها واخبارها بانها تريدها ضروري اليوم ..و اتفق الاثنان علي المقابله بعد ساعه …
……………………..…….
في القاهره….
دخلت بدور بكل ثقه تتأمل حولها وجدت مجموعه من الفتيات ينظرون اليها ويتهامسون بضحك بينهم … لم تهتم لهم واتجهت تسأل عن المحاضرات واماكنها في شئون الطلبه ….
صعدت الي مبني كليتها وسط انبهارها بادق تفاصيلها وشعرت بفخر داخلها بأنها هي الفتاة من الصعيد نجحت في الوصول الي هنا في مواجهه عقليه ابيها المتزمتة …تحول تفكيرها الي يونس فسرحت بعد ان جلست في مدرج اولي محاضراتها في عينيه السوداء برموشها الطويله ونظرته لها !!
وضعت يدها علي فمها لتخفي ابتسامتها …غير عابئه بالعيون التي تطالعها من حولها منها نظرات سخريه ومنها تعجب ولكن اهمها هي نظرات اعجاب ….
اقترب مازن بثقه يجلس بجوارها نظف حلقه ليلفت انتباهها ،طالعته بدور بنظره مازالت حالمه بيونس ولكنها فاقت منها ونظرت الي الجهه الاخري متجاهله إياه ..
ابتسم نصف ابتسامه لنفسه واردف …
-انا مازن اول سنه هنا في هندسه معاكي وانتي ؟؟
مد يده يصافحها فنظرت لها ثم اليه وقالت ..
-اسفه مش بسلم علي شباب عن اذنك ..
ابتعدت الي صف اخر عله يتركها في حال سبيلها…اقتربت احدي الفتيات التي رأت مازن يحوم حولها وارادت ان تحط من شأنها …
سمر بسخريه : ههههههههه ايه ده انتي جايه بالجاموسه مستنيه برا…
قضبت بدور حاجبها بدون فهم : نعم حضرتك بتكلميني انا ؟؟
-اوبا ده انتي بتتكلمي حلو اهوه امال ايه جو الفلاحين ده …ايه القرف ده يابنتي اللي لبساه مش مكسوفه من نفسك انا عرفت انك من القريه من الشال الغريب ده…
نظرت لها بصدمه واردفت قائله : انتي مجنونه يا بنت انتي ازاي تكلميني كده ، انتي تعرفيني ؟؟
-لا الحمدلله معرفش الاشكال دي …
ضحكت الفتيات من جروبها وبعض الطلاب …
اخذت بدور ادواتها و وقفت بحده نظرت لها من فوق لاسفل تتفحصها وابتسمت بتهكم …
– الحمدلله جايه القريه مش جايه من كباريه ، وبس هنقول ايه لتخلف بني ادمين ..واحده تافهه شبهك مش هضيع وقتي معاها….والفلاحين دول انضف ناس وبرقبتك ،الحمدلله اني مكنتش من الغوازي!!
خرجت بدور مسرعه وهي لاتري امامها من دموعها المتجمعه بعينها ..فهربت الي احدي الحمامات واغلقت الباب علي نفسها…..
كان يونس في هذه الاثناء باجتماع مع مدير الشركه التي يعمل بها ….حينما وردته رساله من جابر يخبره بان بدور قد نست اموالها …..
شعر بانه الملام لانه من اوصلها ونسي ان يطمئن عليها نظر الي زملاءه الملتفون حول الطاوله …استأذن ليخرج مما اغضب مديره ولكنه لم يأبه علي عمله لاول مرة بحياته …
بحث في هاتفه عن اسمها الذي سجله والده له وضغط اتصال ..لم تجيب اول مرة لكنه عاود الاتصال بها وقد بدأ القلق ينبش في قلبه ….لقد أكد لها بان تجيب وقتما اتصل …اتعانده ام ان مكروه قد حصل لها بالفعل ؟؟!
ردت بدور بعد ثالث محاوله ليهجم بغضب …
-انتي مش بتىردي ليه ؟!!
بدور بحسرة وصوت باكي : الوو..
يونس وقد تغيرت ملامح الغضب الي قلق وتوتر فجأه : الو مالك ؟؟ انتي بتعيطي يا بدور ؟!!
بكت بشده وقد فقدت السيطرة نهائيا ويونس معها علي الهاتف يكاد يجن …
اخذ مفاتيح سيارته من مكتبه واسرع الي الاسفل وهو يحاول اقناعها بالحديث…
محمد زميله في العمل : انت يابني رايح فين وسايب الاجتماع انا جبت الاوراق ؟؟؟؟
-مش هينفع دلوقتي اتصرف يا محمد …
ركب سيارته وهو يحاول تهدئتها…
-بدور اقسم بالله هعمل حادثه لو مبطلتي تعيطي وتفهميني حصل ايه …في اي واحد ضايقك او عاكسك ؟؟
بدور وهي تحاول السيطرة علي شهقاتها قالت بصوت متقطع : لااا انت مش في الشغل ليه ؟؟ خد بالك وانت سايق ؟؟
-فكك مني دلوقتي خالص ممكن تفهميني العياط ده كله ليه ؟؟
سردت عليه ما حدث وكلام تلك الفتاة عليها وعلي ملابسها وهو يصك علي اسنانه ويرغب لو يدخل يقتل هذه الفتاه التي سخرت منها ،اذهلته مشاعره فهو يعيش ويتنفس عنادهم و تحدياتهم ولكنها فقط من يسمح له بمضايقتها واي مخلوق اخر سيواجه غضبه المرير….
قال بهدوء وهو يسعي لشغل عقلها : بدور انتي عارفه !!! انا بحب عنيكي من سنين !!
توقفت بدور فجأه عن الحديث وظنت انها اخطأت في سماعه : انت بتكلمني ؟؟
اطلق ضحكه خفيفه واستمر : هو انا بكلم مين دلوقتي…
بدور وهي تجفف دموعها : بتكلمني انا؟؟!!.
اردف يونس وهو يشعر بان روحه تتحرر رغما عنه ليعلن عن حديث يخشي ترديده بينه وبين نفسه : اه بكلمك انتي !! علطول حتي في خيالي وانتي مش قدامي …
بدور بخجل وتعجب: انا مش فاهمه حاجه علي فكرة ..
ابتسم يونس لنفسه : يا شيخه يجد والله مش فاهمه طيب كويس هبقي افهمك بطريقتي….
ثم ضحك بصوت جذاب رن بأذنها : ولا اقولك بلاش طريقتي ….
بدور وهي تعض علي شفتها السفلي : يونس اتلم …
-يا نهار اسود يونس واتلم في نفس الجمله مينفعش خالص ..يخربيتك انا اسمي احلو مرة واحده كده ليه؟!!
شعرت بدور بضحكه محبوسه تنتقل بين ضلوعها …لتشعر بجنون مشاعرها …اليس هذا يونس الحقير !! لما كل هذه السعاده من كلماته …من جن منهم هي ام هو ام الاثنان معا !!
-هههههههه انت مش طبيعي علي فكرة واتلم انا بكسف من الكلام الغريب ده …
-بحب كسوفك وبموت في عنيكي …..بدور انتي فاهمه حاجه انا حاسس ان الفلتر متشال انا بقولك حاجات مش عارف بتطلع ازاي وانتي الوحيده اللي بتعملي فيه كده..انا اكتر حد ممكن تلاقي عنده كنترول في الدنيا !!!…
-يونس اسكت يخربيتك …انا دماغي بدأت تلف انت متأكد انك بتكلمني !!!
شعرت بان رأسها يدور ، لم تعتاد علي هذا المديح من الجنس الاخر ..
-يخربيتك انتي اسكتي متقوليش اسمي وانا مش معاكي …اقولك متقوليش اسمي وانا قدامك والنعمه هاكلك…
اغلقت بدور الهاتف بسرعه وانفاسها مضطربه وقلبها يثور كالبركان داخلها..اللعنه علي هذا اليونس الذي يدخل ليقلب كيانها كالاعصار…..

 

error: