أحببتُ العاصيِ الفصل 44

أحببتُ العاصيِ الفصل 44

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة :44

وباللاحظة ذاتها استدارت والدمع تملأ وجهه و لكنها اسرعت إليه لتتعلق بأحضانه وقف الزمن وهي داخل أحضانه وقلبه ينبض بل يقرع كالطبول وعقله في تلك اللحظة وقف عن التفكير هند داخل احضانه هند قريبه منه تعانقه وتتعلق برقبته تبكي بشدة وكأنها تطلب منه الدعم وكأنه تريد منه أن يخبئها بداخله أغمض عينه ليستشعر تلك اللحظة هند بذلك القرب يا الله بينما أخذت هي تشهق وتبكي نعم تلك الدموع المتحجرة منذ ذلك اليوم أخذت تمطر كأمطار الشتاء تريد أن يقويها تريد أن يطمئنها علي ما هو آت تريد أن يحميها و تريد أن يضمن لها سلمة وسلام أحبتها رفع ماجد يده لكي يعانقها ولكن تذكرها وهي تسير أمامه وتبتعد بدون أن تنظر خلفها يوم كان هو بحاجه إليه وعلية الآن الاختيار هي أم الكرامة……….
قبض يديده بشدة قلبه يريد أن يعانقها يقربها له والعقل يرفض ذلك القرار وكانت هي تنتظر ماجد مهران أقسم علي أن يكون هو أقسم من قبل علي تحطيم قلبه إذا نداها أقسم علي أن يكون العقل سيد القرار وكان ما كان وإنتصر العقل حين تركت هي أحضانه لتنظر إلي عينيه عندما سمعته يقول بتلك النبرة الباردة :
– اهدي يا هند كل حاجه هتتصلح وبلاش تعيطي عياطك مش هيفيد بحاجه
أخذت تنظر له بنظرات كان تأثيرها عليه الاحتراق ضائعة هي مشتتة لا تعرف أين السبيل للنجاة ولكن يا ويله قابله هو بتلك الثلوج الممطرة من نظرت عينه أه علي تلك النظر وأه علي الخذلان و همت بالرحيل ولكنه وقفت مكانها مرة أخري وقالت وهي تنظر له :
– أسفه مكنش قصدي كنت فكرة أنك الوحيد اللي هلقي عندة أماني وحمايتي
و مع أول خطوة لها تكلم بصوت منفعل لا حياة فيه و قال :
– كنت أمانك وحمايتك في وقت من الأوقات بس فاد في ايه يوم ما احتاجتلك كنت بعتي ولا بصيتي وراكي وجيه حالا تطلبي بمكانك بجد مش عارف اقولك ايه فوقي يا هند واتعلمي تقفي علي رجلك لوحدك مرة في حياتك حالا لا عاصي ولا آدم ولا عائشة ولا حتي أنا اتعلمي تقفي لوحدك مبقتيش انت مركز الكون يا هند ولا أنت البنت اليتيمة اللي كله عاوز رضاها وبيعطف عليها يا تري هتعملي أيه بقي مستني أشوفك وأنت لوحدك وريني الهمه
ورحل نعم هو الذي رحل وتركها وهي تنظر إلا ظله و خانتها قوها فجلست علي الأرض وأخذت تشهق بقوه وتبكي بأنين مكتوم ومن بعيد وقف هو بمكان يرقبها و لم يري أحد دمع عينيه المتساقط.
……………………………….
منذ أن جاء الي هنا وهو يبحث عن هذا الرجل الذي يشتبه به او من السديد أن نقول ذلك الرجل الذي قام بتلك الأفعال جواد سعيد غالب علم قصته مع عز الدين وحبه الجنوني لعاصي علم كل شيء عنه وبأصغر التفصيل و لكنه إلي الآن لا يستطيع الوصول لعز الدين وابنته فهذا الجواد شخصيه من الصعب توقيعها فهو يراقبه منذ أيام عديدة ولم يصل إلي شيء حتي الأن ولكنه استطاع وأخيراً أن يزرع ببيت هذا الجواد عينن له لكي تنقل له كل أخباره …. دلف الي غرفته وصل إلي درجه كبيرة من التعب فلم ينم منذ أيام ولكنه أيضا يريد أن يطمئن قلبه علي حبيبته فهو منذ أن جاء إلي هنا وهو مشغول عنها كانت هي تجلس علي سريرها شاردة الذهن وتحاوط بطنها كعادتها المستحدثة فمنذ أن بدا انتفاخ بطنها بالظهور وهي اعتادت علي تلك الحركة وكأنها تحميها لم تلاحظ وصوله فخلع هو سترته واتجها اليها وجلس بجانبه ثم حاوط خطرها بيده فانتفضت هي بفزع ولكنه تدارك الأمر قبل أم تصرخ وهتف :
– اهدي يا حبيبتي أنا آسر
وضعت يديها علي قلبها وقالت بخوف ظاهر :
– حرام عليك يا آسر فزعتني
حاوطها من جديد لتجلس جواره وهو يضحك بخفة ويقبل وجنتها :
– قمر مخضوضة دة الجديد والله
نظرت له بغضب مصطنع ثم هتفت :
– ما انت اللي داخل تتسحب ولا أحم ولا دستور وعملي فيها شبح
ضحكة حتي ادمعت عينه وهو ينظر لها ثم قال ومازال يضحك :
– اخض مين وشبح أية اللي تخافِ منه هو أنا مش عارف مراتي مين قمر الأسيوطي
– طبعاً
قالتها بفخر و هي ترفع رأسها فاختضنها ومسد علي بطنها وقال :
– عمله ايه يا حبيبتي وحبيبة أبوها عمله ايه معلش مشغول عنكم
– متخفش احنا كويسين والجماعة هنا وخدين بلهم منه… ثم ضيقت عينها وقالت بس أنت وصلت لإيه عرفت حاجه عن عز الدين
تنهد بخفوت وبنبرة حزينة هتف :
– لسه يا قمر إدعيلي الموضوع صعب شويا ومش سهل ذي ما كنت متوقع
وبسرعة هتفت بصوت حماسي وكأنها علمت الطريقة وقالت :
– الموضوع سهل جدا يا آسر بس أنت لسه بتشتغل بالطريقة العقيمة بتاعة أبحث مع الشرطة دي في طرق ت..
قطع حديثها حين تركها وعدل وضعية جسده لينام باستقامة ويضع يده علي رأسه
– قمر كبري دماغك وخليك في صحتك وكل حاجه هتتحل متشغليش بالك
نظرت له بغضب من استهزاءه لها نفس فعلته حين عرضت عليه المساعدة من قبل تجاهل الأمر و ضعها علي الهامش تأكل و تنام أخذت تهتف بنفسها هل مازال لا يعلم أنه لم يتزوج إمراه عادية …. ونظراتها كانت أكبر دليل علي سخطها وهي تتمتم
– ماشي يا آسر هنشوف مين اللي هيضحك في الآخر
ثم قامت من جواره بعد أن لاحظت انتظام أنفاسه وأخذت هاتفها واتجهت نحو الشرفة لتقوم بعدت اتصالات ثم
ثم قامت بارتداء ملابسها بهدوء واتجهت إلي الخارج وهي
…………………………….
نظر إلي زوجته العافية التي تحتضن أبنه الصغير يشعر بها أنها خائفة علي سالم تخاف من ان يتعرض للخطر مثل عاصي فتأتي به لينام بغرفتهم كل ليلة و لا يغيب عن عينيها في الصباح وأصبح كل شيء علي عاتقها تهتم بهم جميعاً فالجميع الآن في حالة ضياع ولكن فداء أخذت دورها الدائم ان تكون المرشد للصواب فهي من أخرجت هند من حالتها و تهتم بسالم و تواسي عاصي ثم ترعي تلك الضيفة زوجة آسر ثم تأتي إليه هو لتكون سنداً له فداء اه يا فداء لولا وجدك أنت وخوفي عليك وعلي الصغير وأخواتي لقتلته بدون تردد هكذا سيرتاح الجميع ولكن يقسم لو أقترب من عاصي سيكون هلكه علي يديه حتمًا فنظر إلي سقف الغرفة وتمتم :
– أحسن ليك أبعد عنها يا جواد
……………………………….
انتظرتها في حديقة الفيلا فهي لا تقوي علي أن تذهب اليه وحدها خائفة هي وبشدة تخاف المستقبل لا تعرف اي سبيل تسلك تجلس هنا وتنظر مصير احبابها ام تذهب و تسير في ذلك الطريق وحدها ولكنه بالعفل سارت فيه ولا تعلم كيف فعلة ما فعلت فمنذ أن علمت من آدم انها مازالت زوجته وهي تتخبط ولكنها تعلقت بتلك الفتاة التي أقسمت أن تساعدها قمر الأسيوطي تلك الفتاة التي تبعث في روحها نزعة الحرب والدفاع عن ما يخصها ولكنها تخاف ما هو آت فالتقرب إلي جواد بنسبه لها كصراع مهلك لروحها ولكن هذا هو السبيل ….. رأت من بعيد قمر وهي تسير باتجاهه تلك تشعر أنها تلك القوية الضعيفة في آن واحد نظرت لها قمر وقالت لها وهي تنظر إلي عينيه :
– بصي يا قمر عوزاك تبقي هاديه في تعملك معه و أنا هبقي معاك كأنك بتفرجيني علي المزرعة أو قولي أنك جبتيني معاك عشان تعرفي تطلعي وسيبي الباقي عليا تمام
نظرت لها عاصي بتردد وقالت بخفوت :
– تمام
– لا بلاش نبرة التردد في صوتك دي واعرفِ أحنا مش عارفين هيقول ايه لازم نبقي هادين يله
سارا معاً إلي ذلك المكان و كل منهم تفكر في شيءٍ مختلف ولكن يوجد نقطة مشتركة في التفكير أي جواد سعيد غالب
……………………………………….
– عاصي
هتف بها جواد وهو يتقدم إليها فالتفتت إليه لتواجه وتقسم الآن أنها تريد أن تقتله أخذت نفس عميق لتستطيع أن تضبط أنفاسها المضطربة و هتفت :
– جواد ازيك
– أنا تمام الحمد لله يا عاصي أنت أخبارك إيه
قالها بنبرة هادئه فهتف هي الأخرة بصوت متحشرج تريد البكاء ولا تستطيع أن تتوقف
– أنا الحمد لله هعمل إيه …. وبسرعة هتفت أنت عرفة حاجه عن بنتِ يا جواد
– أيون يا عاصي عرفت مين اللي خطفها بس عاوز أعرف منك أنت ليه معرفتيش حد أن البنت دي بنتك
نزلت تلك الدمعة الخائنة وهي تقول بنبرة حزينة :
– كنت خايفه من عز الدين ليخدها مني كنت خايفه من كل حاجه بتربطني بيه بس لاسف راحة ومش عارفة
أوصل ليها
– متخافيش يا عاصي أنا وصلت للي خطفها وهجبهالك لحد عندك
– بجد أمتي يا جواد
قالتها بلهفه فابتسم هو وهتف بنبرة هادئة :
– قريب أوي يا عاصي أنا عمر ما أسيبك حزينه علي حاجه أنا ممكن أضحي بعمري عشانك يا عاصي
– طيب مين اللي خاطفها يا أستاذ جواد
هتفت بها قمر وهي تنظر له التفت بسرعة إلي تلك الفتاة ليري من هي بينما كانت عاصي مرتبكة كلمات جواد فأسرعت وهي تقول :
– دي قمر ضيفه عندنا من مصر وكانت عوزه تتفرج علي المزرعة و جبتها عشان أعرف أخرج
قالتها بارتباك ملحوظ حين بينما كان جواد وقمر ينقلون النظرات بينهم ومع انقطاع تلك النظرات ليتوجه بها لعاصي علمت قمر حينها أنه شك بالأمر هذا الجواد مضطرب داخليا فنظراته تدل علي شخصيته قمر الاسيوطي دائما تصيب في قراءة من امامها … وبسرعة حاولت إنقاذ الأمر فهتف بنبرة واثقة :
– اهلا يا أستاذ جواد عاصي حكيت عنك كتير بس مقولتليش مين اللي خطف البنت يا تري فعلا حضرتك ممكن توصل ليها
– أيون عن قريب هوصلها ثم نظر لعاصي وقال بس ليا طلب منك يا عاصي أوعي حد يعرف حاجه عن الكلام بتعنا ده لحد ما اشوف هعمل أيه
حركة رأسها بالموافقة وهي تنظر لقمر التي هتفت :
– يعني ايه مش فهمة المفروض حضرتك تعرف الكل و تقول للشرطة عشان يسعدوك لو انت عارف مكان البنت فعلاً
ارتبك جواد من تلك الأسئلة و لكنه قال بسرعة :
– عشان شاكك ان اللي وراء كل حاجه حد من المزرعة عندكم هو السبب في كل حاجه و سبب اختفاء البنت والحريقة اللي حصلت حتي موت ابني ومراتي
ودت لو تضحك هذا الجواد عقليته محدودة حقاً أو ما هو الا شخص ينفذ ما يملي عليه ولكنه قاطعته وقالت:
– مين يعني ده اللي إحنا عاوزين نعرفه
قالتها قمر بتهكم فغضب جواد من تلك المرأة و قال بغضب :
– أول ما أتأكد هقولكم … ثم نظر لعاصي وقال اطمني يا عاصي بنتك هتكون عندك عن قريب
لم تستطيع أن تتكلم فهي غاضبه تود لو تصرخ به و تقول له اعطني ابنتي وارحل أيها الغادر ولكن الأخرى كان لها رأي آخر حين هتفت لكي يتضح لها كل الخطوط – طيب مفيش أخبار عن كابتن عز يعني اللي خاطف البنت مش هو اللي خطف أبوها
وفي تلك اللحظة نظرت عاصي لجواد بتعقب ووجدت الارتباك ظاهر علي قسمات وجهه وهو ينظر لقمر ثم هتف بارتباك .
– مش عارف لسه حاجه عن موضوع عز الدين اللي أعرفه هبلغة لعاصي بكرة
– تمام واحنا في انتظارك …. يله يا عاصي
– يله
قالتها عاصي ثم نظرت إلي جواد لتحية برأسها ثم تذهب هي وقمر وخلفهم كان هو ينظر لهم بنظرات قاتمة.
…….. . . ……………………….
عاصي ستكون لي رغم كل شيء أنا من فعلت كل هذا من أجل وسأفعل المزيد عليه الآن أن يتخلص من ذلك الرجل الذي يقف بينه وبينها عز الدين كامل مهران أصبح الآن في تعداد الموت عليه أن يتخلص منه اليوم قبل غداً وعليه أن يجعل كل الأدلة تشير علي أنه من ارتكب كل شيء هو من اختطاف البنت والحريق وكل شيء و عليه أن يضع أصابع الاتهام كلها حول آدم وهكذا يكون انتهي ولكن تلك الفتاة الغريبة التي كانت مع عاصي هو لم يرتاح اليها تساله عن الكثير ونظرات عاصي أيضا يا تري ماذا في الأمر…… وعلي بعد خطوات كانت تقف تلك التي تظن أنها فقدت ابنتها بسبب ذلك الشخص المريض فهو الوحيد الذي أوصلها إلي ذلك اليأس هو وحدة السبب كانت تنتظره وبيدها تلك الالة ستقتله وتأخذ بثأر ابنتها الغالية ستقتل ليرتاح الجميع ….

error: