أحببتُ العاصيِ الفصل 43
أحببتُ العاصيِ الفصل 43
اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة :43
– أنتِ لسه مرات عز الدين مراته شرعاً وقانونا وقلبك وروحك معه مراته يا عاصي مراته
– نظرت له ولمن حولها وكلمات آدم تتردد داخل أذنيها مره واثنان وثلاثة ولأسف ظلت تنظر له بعدم فهم لعله يفيق من نوبة غضبة ليؤكد لها ذلك الكلام ولكن كيف فهو طلقها امام الجميع منذ ما يقارب اربع سنوات هل كل هذا كان سرب نظرت لآدم بصدمة و قالت :
– مراته ازاي وهو مطلقني قبل ما اسافر
– ايون مراته عشان هو ردك بعدها غيابي
هتف ماجد لكي يوضح كل شيء ثم أكمل بس مش ده المهم حالا المهم انك تبعدي عن جواد لحد ما نعرف مكان عز الدين و بنتك بلاش يا عاصي تتصرفي من دماغك
مصدمة هي لا تعرف ماذا تقول وماذا عليها فعله وهل هناك حقائق ما زالت مخفيه عنها.
– أنا لازم أعرف كل حاجه يا ماجد وفي اسرع وقت
هتف آسر وهو ينظر للجميع وبجانبه كانت قمر تنظر لتلك الفتاة نظرات مبهمة فكيف لا تعلم بأمر كهذا فهناك عددت أمور يجب أن تعرفها واين عز الدين هل أصبح أب وهم لا يعرفون
تنحنح ماجد وهو يقترب من آسر ليقف أمامه ويقول له :
– أطلع أرتاح أنت الأول عشان مراتك وبعدين هحكيلك كل حاجه
نظر آسر إلي تلك التي تقف بجانبه ببطنها المتكور فتأفف بغضب و هو يعاود النظر إليه حين أشار ماجد إلي فداء لتوصلهم الي غرفتهم بعد أن رحب بهم آدم .. سارت مع زوجها وهي تنظر الي الفتاة التي جلست الأرض تنظر الي الجميع بعدم فهم و لمعه الماسه في عينيها هي التي تدل علي مشاعرها فأقسمت أن تعرف كل شيء وتساعدها فهي قمر الاسيوطي والقسم عندها شهادة
………………………….
نظرت عائشة حولها بخوف ورهبه لماذا لم يتركها لماذا لم ترحل يا الله هل هذا الشخص مقدر لها مقدر أن يقف بينها وبين الحياة و يفصل بينها وبين الموت ولكن ما شل أترافها من الخوف هو منظر نظراته و ذلك المكان أين هي وأين صغيرة ربه هل…. هل تأذى لا لا ستموت حقا أن أصبه مكروه ولماذا تركه وخرج ولم يخبرها عنه لماذا يا الله أين ويلدها و ما هي الا بره وسمعت صوت بجانبه تعرفه جيدًا أنه هو… عز الدين
– عائشة أنت بخير ايه اللي جابك هنا
نظرت حولها فالمكان لا تستطيع أن تري فيه شعه من النور ولكن الصوت قريب جدا فقالت بسرعة
– عز الدين أنت هنا.. انا بخير بس أبني مش عارفه ودوه فين… أنا خايفه عليه
– بصي انا هنا في نفس المكان اهدي واحكيلي كل حاجه حصلت وايه اللي خله الجبان ده يجيبك هنا
حاولت أنا تجلس بوضعية صحيحة واخذت تنظم أنفسها وراحت تقص له من هو جواد وماذا تعرف وما هي خطته فاخذ يستمع لها بإصغاء وترقب
……………………………….
جلس علي ذلك الكرسي وهو يتبادل النظر مع رجاله ثم هتف بقوة :
– عينكم الايام الجايه علي المزرعة كل حاجه توصلني وخليكم مستعدين لتنفيز اوامري وخالو بالكم من آدم عاوز اعرف اخباره بيروح فين وبيجي منين أول بأول
– أمرك يا جواد بيه…. طيب هنعمل مع الواد اللي جوه ده و و ست عائشة
قالها أحد الرجال بتردد فنظر إليه جواد وقال :
– أول ما الوضع يهدي عاوز اخلص منهم وبنفس الطريقة اللي اتقتل بيها برعي يله كل واحد يروح يشوف هو بيعمل ايه
انصرف الرجال بسرعة فنظر هو في الفضاء امامه ابتسم بفخر فقريبا جدا سينتهي من كل شيء يبعد بينه وبين عاصي وستصبح له هو وهي والطفلان و عندما تذكر الطفلان هتف بصوت مسموع باسم أحدهم و
– ماهر…… انت يا زفت
اسرع اليه احد الشباب ونظر اليه وهو يهتف بسرعه
– أمرك يا جواد باشا
– عوزك تخالي بالك من الولد والبنت واياك اياك تهمل فيهم
نظر الشاب لجواد ثم تنحنح بخفوت وقال باضطراب :
– البنت كنت بخلي باللي منها يا جواد باشا بس الولد إزاي بس اقدر اخلي باللي منه ده لسه طفل بيرضع
نظر إليّه جواد بنظرات مريبة ثم هتف بقوه :
– أنا مالي اتصرف أنا جيبك و دفعلك فلوس عشان تخلي بالك منهم اتصرف
لا يعلم من أين آتي هذا الرجل بكل تلك القسوة والجبروت فهؤلاء اطفال ماذا فعلوا له لو يعلم ماذا فعل هو ليرزقه الله بطفل من صلبه لكان بقي طوال حياته يحمد ربه علي تلك النعمة … نظر مرة آخري له وهتف بارتباك :
– طيب يا باشا انا عندي فكرة أوديهم لمراتي تأخذ بالها منهم
نظر إليه جواد بنظرات ثاقبه ثم قال :
– لاء هات مراتك هنا عشان أبقي مطمئن أكتر
اتسعت حدقتي عينه وهو يتظر لجواد بغضب ثم هتف :
– مراتي إزاي أجبها هنا يا باشا مش هينفع
– لا هينفع هتقعد بالعيال في الاوضه اللي هناك دي ولو مينفعش أنت هتخليه ينفع
ثم نظر إلي ساعة يده وهم بالوقوف وهو يقول له بأمر لا يقبل المجادلة
مش هوصيك عليهم ….. والكلب والكلبة اللي جوه دول تمنع عنهم الاكل والشرب أنت فاهم ثم تركه وذهب من أمامه أخذ يفكر بالأمر كيف له أن يأتي بها إلي هنا كيف له أن يعرضها لتلك الأخطار وهو من فعل كل هذا من أجلها من أجل أن يرها تبتسم بسعادة وهي تحمل أبن لهما حبيبته وزوجته التي كان سيفقدها ولكن من غيرها يستطيع أن يهتم بالصغيران فهو يشفق علي حالهم ولولا الحاجه والمزلة لكن له طريق أخر يسلكه بعد أن علم الحقيقة ولكن ماذا عساه أن يفعل الأن فهو لا حيلة له في الأمر ولا حول له ولا قوة فالأمر واجب ويجب عليه التنفيذ
…………………………………………………
في صباح يوم جديد كانت تجلس في حديقة المنزل مازالت لا تفهم شيء مما قاله آدم وماجد بالأمس هل حقاً هي ما زالت زوجته كيف له ذلك وكل تلك السنوات تريد أن تعلم كل شيء لتستطيع أن ترتب أفكرها ولكن هل إن كانت زوجته أو لا هل ستعدل عن تلك الافكار المجنونة التي أخذت ترتب لها فهي الآن لابد أن تصل إلي ابنتها واليه بشتي الطرق ولكن هل سيسامحها آدم إن علم ما تود أن تفعل فهو لا يتحدث معها من بعد تلك الليلة فالجميع مشغول مع ذلك الضابط صديق عز الدين ويجلسون لأوقات طويلة بداخل غرفت المكتب الخاصة بآدم ولا تعرف إلي ماذا وصلوا وفي هذه اللحظة تعال صوت هاتفها الخاص فنظرت إليه ثم نظرت حولها لتطمئن نفسها من خلو المكان ثم فأسرعت بالرد بنبرة باردة و
– أيون يا جواد خير وصلت لحاجه
وبنبرة ماكرة استطاعت أن تميزها وهي تسمع
– أيون يا عاصي لازم أشوفك وتكلم في حاجات كتير عرفتها ولازم تعرفيها
نظرت إلي الفضاء من حولها وهي تضم قبضة يديها بغضب وقالت
– صعب يا جواد الفترة دي أنت عارف الوضع
– أنا عرفت أخبار عن بنتك عرفت مين اللي خطفها
صمت سكون اتساع ضربات قلبها و رعشه تسللت لأطرفها هل سيرد إليها ابنتها هل عدل عن خطته و لم تعطي اي رد علي كلماته ولم تستطيع حتي أن تفرض احتمالا واحد فكيف لملاك أن يتعقب اثار شيطان وجاهدت لكي تتكلم مرة أخرة ودموع عينيها تهبط بغزارة أهً علي ذلك للألم كل ذرة بجسدها توجعها وبأنفاش متقطعة هتفت :
– بجد يا جواد عرفت حاجه
وباتزان كان الجواب :
– أيون يا عاصي الكلام مش هينفع في التلفون لازم اشوفك ايه رأيك نتقابل بليل عند السقية بعد العشاء
والرد كان بسرعة فائقة فلا داعي بالتمهل :
– ماشي هستناك هكون هناك
وضعت يدها علي قلبها وهي تشهق بتقطع تقسم ان كل هذا فوق طاقتها بكثير اخذت تجاهد لكي تستطيع أن تتنفس مجدداً ولكنها استمعت إلي تلك التي تتحدث خلفها بغضب :
– أنا قولتلك بلاش تعملي حاجه الا أما ترجعيني… بس أنت ماشيه من دماغك فكرة انها لعبة هتستني فين ومع مين
استدارت لها بسرعة وقالت بأنفاس متلاحقة :
– ده قالي أنه عرف أخبار عن بنتي يا قمر و هيقولي عليها بليل
نظرت لها قمر بنظرات متمهلة ثم اخذت تفكر بكثب وهتف بتمهل
– أنا كدة لازم أرتب كل حاجه من جديد كدة في حاجة غلط أنتِ هتروحي بليل بس أنا هبقي معاك لازم أشوف اللي اسمة جواد دة
وبطريقة تلقائية اعتادت عليها أحاطت بطنها المنتفخ وكأنها تحمي طفلتها ونفسها واخذت تفكر وهي تبتعد عن عاصي
…………………………………………….
دلف جواد إلي منزلة وهو ينظر هنا وهناك يبحث عن والده فهو لم يره منذ عددت ايام ولكن لم يجده فنادي بعلو صوته علي الخادمة و قال
– أمال الحاج سعيد فين يا سعدية
– لسه ما نزلش ف يا جواد بيه
نظر لها جواد ثم نظر إلي ساعة يده وقال بعدم فهم
– الوقت أتأخر مش عادة أبويا ينام لحالا
واستدار بسرعة صاعداً إلي غرفة والده وأخذ يطرق بالباب عددت مرات متتالية حتي سمع صوت سعيد غالب يسمح له بالدخول ، دلف جواد إلي الداخل وهو ينظر إلي ابيه الذي يجلس في علي سريرة وينظر أمه فاسرع جواد وقال بقلق واضح
– بابا … في حاجه حضر تعبان .. ليه لسه منزلتش تحت
نظر له سعيد بغضب وهتف بعصبيه وبصوت قاسي :
– بفكر… في اللي انت عملته مش قادر اوصل للي في بالك تقدر تقولي ليه لسه ابن كامل عايش لحد حالا ليه خطفت البنت الصغيرة ودماغك فيها ايه لما انت موقف كل حاجه حالا ثم تابع بعلوا صوته كل ده عشان عاصي صح
نظر له جواد بغضب وقال :
– أنا عملت كل اللي انت أمرت بيه عشان احقق اللي انت عوزة بس في حاجه انا عوزها من كل ده أوصل لعاصي ….. لانها هي اللي تهمني من كل دة عاصي وبس كون بقي ان الموضوع طول أو أن لسه ما نفذتش اللي اتفقنا عليه فده هيحصل بس كل حاجه في وقتها حلوة
غضب سعيد غالب بشدة و نظر إلي ابنه بنظرات قاسية وهتف بقوة :
– أنت تبقي غبي لو فكرة أنك هتوصل لعاصي… وتبقي غبي أكتر لو فكرة أنهم لحد حالا مش شكين فيك فوق و نفذ اللي اتفقنا عليه باسرع وقت بدل ما أنفذ أن وسعتها هبعدك عن كل حاجه في أسرع وقت عوز أسمع الأخبار اللي مستنيها
لم يستطيع جواد أن يستمع إلي باقي كلام إبيه فأسرع وخرج من الغرفه بل من المنزل بأكملة وهو يفكر بكلام أبيه وفكرة واحدة تسيطر علي عقلة وهي الوصول لعاصي بأي شكل من الاشكل
…………………………..
كلما ذهبت إلي أي مكان كان تتذكر تلك الذكريات تري أمام عينيها الذكريات تتجسد وكأنها اليوم هي وعائشة يجريان وراء بعضهما ويضحكان مع بعضهم و تتذكر أيضا عندما كانوا يختبان خلف تلك الأشجار خوفا من أن تراهم عاصي كانت أيام جميلة كل شيء كان مختلف حقا هي وعاصي وعائشة كل شيء حتي الهواء والماء وتلك النباتات الأرض نفسها أصبح ميته وكأنها هلكت وأقسمت علي هلاك من عليها نظرت إلي السماء والدموع تنهمر من عينيها أين هي أين روحها هل ماتت بموت عائشة واختفاء عاصي هل هي تلك الفتاة التي كانت تجري وتلعب اه أين تلك السعادة واين تلك الراحة.
كان يسير عائداً إلي البيت بعد يوم شاق فلقد بدأ بمتابعة المزرعة و متابعة العمل من جديد لعله يستطيع أن يشغل نفسه عن التفكير بتلك الفكرة التي تراوده منذ عددت أيام يريد أن يذهب ويقتله يريد أن ينهال عليه بالضرب حتي يعترف عن مكان أخية وابنته ثم يقتله ليأخذ بثأر عائشة و بعدها هو علي اتم استعداد أن يسجن فالجميع بعدها سيعيش بسلام ولكن وقف حين لمحها تسير يا الله من هذه هل تلك الفتاة هي هند هل يعقل أن الطفل التي كانت اجري وتلعب و تضحك باستمتاع أن تكبر بتلك السرعة وتتحول بروحها إلي إمراء ذابلة وكأنها تخطت سنوات عمرها لتصبح هكذا و بجاذبية لا يعرف مصدرها غير طريقة و ذهب إليها وبنبرة هادئة حاول أن يتكلم فنادي باسمها عذب المذاق و هتف :
– هند
وقفت بمكانه عندما سمعت ذلك الصوت وتلك النبرة هو نعم هو تخاف ان تستدير وتنظر له قلبه أصبح الآن ينبض بشدة وكأنه يقسم عليها أن تنظر له وهو خلفها يريد أن يرها وينظر له كم صعب ذلك الوجع عندما يكون نابع من اعماق القلب و تكرر النداء مرة آخر وكأنه يستحلفها أن تنظر له وبهمس مسموع لأذنيها هتف باسمها وكأنه يصبر ذلك الفؤاد المفطور :
وباللاحظة ذاتها استدارت والدمع تملأ وجهه و لكنها اسرعت إليه لتتعلق بأحضانه وقف الزمن وهي داخل أحضانه وقلبه ينبض بل يقرع كالطبول وعقله في تلك اللحظة وقف عن التفكير هند داخل احضانه هند قريبه منه تعانقه وتتعلق برقبته تبكي بشدة وكأنها تطلب منه الدعم وكأنه تريد منه أن يخبئها بداخله أغمض عينه ليستشعر تلك اللحظة هند بذلك القرب يا الله بينما أخذت هي تشهق وتبكي نعم تلك الدموع المتحجرة منذ ذلك اليوم أخذت تمطر كأمطار الشتاء تريد أن يقويها تريد أن يطمئنها علي ما هو آت تريد أن يحميها و تريد أن يضمن لها سلمة وسلام أحبتها رفع ماجد يده لكي يعانقها ولكن تذكرها وهي تسير أمامه وتبتعد بدون أن تنظر خلفها يوم كان هو بحاجه إليه وعلية الآن الاختيار هي أم الكرامة……….