أحببتُ العاصيِ الفصل 42

أحببتُ العاصيِ الفصل 42

اسم القصة : أحببتُ العاصيِ
بقلمي : آية ناصر (Aya Nasr)
الحلقة :42

اخذ ينظر الي ذلك الباب المغلق يريد ان يراها لكي يطمئن قلبه الذي يتألم من اجلها ولكن عقله يرفض ذلك الضعف يرفض الاستسلام والاشتياق وبعد تفكير تقدم وتقدم حتي وقف امام باب تلك الغرفة مباشرتاً ولكنه لا يستطيع اذا راها الآن ستنهدم حصونه المنيعة التي عزم علي بنائها لماذا يرجع الان بقرارة هو قرر أن ينسي ويتنسى ويعيش ولكنها ما زات تطارد أفكاره و هو رجل دهس قلبه تحت قدميها ولا سبيل عنه لضعف و الخذلان وبالداخل كانت هي تشعر به تشعر بقربه فنظرت إلي باب الغرفة باشتياق وتقدمت هي الأخرى لتقف امام ذلك الباب وتنظر له هو هنا هي تشعر بذلك و المسافة بين الاجسام قريبة ولكن أرواحهم بعيده و القلوب تهتف بأسمائهم
( استحلفك بالله حبيبي ان تقترب فان الآن في حاجه اليك اشعر بالوحدة و اليتم اشعر باليأس اريدك بجانبي لأطمئن بوجودك و اشعر الآمن بين يديك)
( عن اي كلام تتكلمين عن اي شعور تتحدّثين هل تناسيتِ ما كان لم تنظري خلقك يومها تركتي قلبي ينزف دماءً فرقة والم اشتياق تطلبي الامن تطلبي الحنان تطالبيني بالنسيان لا حبيبتي لابد أن تشعري بذلك الشعور الدامي لتتعلمي النظر الي جراح غيرك ولتتعلمي أن الحزن للحزن والجرح للجرح الوجع للوجع دواء )
هي تنتظر وهو ينتظر و القدر كان هو الحكم في تلك المعركة معركة قلوب منهكه لكليهما حين رن هاتفه برقم ينتظره منذ عددت أيام فابتعد بسرعة وهو يفتح هاتفه ليرد علي المتصل و :

– ايون يا ماجد احنا وصلنا
– تمام ثواني واكون عندكم
و ما هي الا لحظات معدودة وكان يقف في حديقة المنزل يستقبل ذلك الزائر المنتظر ولحظة و شاهدة تلك السيارة التي تقترب وتقترب ثم وقفت علي بعد خطوات منه و خرج منها شاباً يضع نظارته الشمسية علي وجهة مما فتخفي الكثير من ملامحة فتقدم ماجد الية مسرعاً وهو يبتسم ابتسامة ترحيبية و يقول:
– الدنيا نورت يا عم آسر وربنا
ثم عانقه بمودة فبادله الاخر العناق وهو يقول بخشونة معتدة :
– تسلم يا ماجد، بس عاوز اعرف ايه الاخبار
– مفيش جديد يا آسر…. ارتاح الاول من المشوار و بعدين هحكيلك علي كل حاجه
قالها ماجد بخفوت فكاد آسر يتكلم حين استمع الي صوت من بعيد يعرفه جيد فاتسعت عينه وهو ينظر الي السيارة البعيدة التي تقف علي مسافة قريبه و تطل منها تلك المبجلة زوجته بتلك البطن المنتفخة أمامها و تتشاجر مع احد الفلاحين استغفر سرا وسار باتجاهها وهو يتمتم ببعض الكلمات ومن خلفه ماجد الذي يتبعه بعدم فهم …. كانت تتشاجر مع ذلك الفلاح الذي قطع عليها طريقها بأغنامه وحين لا حظت القادم من مسافة ليست بقريبه ولا هي تلك البعيدة والغضب ظاهر علي وجهه فابتلعت ريقها بخفوت و اسرعت كي تستقل سيارتها لترجع من حيث أتت ولكن صوته المرتفع جعله تقف مكانها فوقف خلفها وهو يقول يهتف بغضب من بين اسنانه :
– استني عندك …. ايه اللي جابك هنا
وضعت يديها علي بطنها بحركة تلقائيه توحي بالحماية و هي تستدير تنظر له بتعاطف :
– اصل … اصل كنت يعني
تسارعت انفاسه وهو يتقدم نحوها فابتعدت بسرعه وهو يقول :
– كنت ايه انطقي
نظرت حولها فلم تجد غير طريقة واحدة لكي تتخلص من هذا الموقف اي وهي البكاء فأخذت تبكي بصوت مرتفع فتغيرت ملامحة من الغضب الي المفاجئ و هو يسمعها تقول وما زالت تبكي :
– أنت…. متجوز عليا أنا عارفة من يوم ما عملت عملتك و خلتني اسيب شغلي وابقي عاملة زي الكورة… وبعدين تسبني بعد ما اخدت اجازة اسبوع عشان تتجوز ده اللي مش هسمحلك بيه يا انا وبنت يا الجوازه دي واتفضل اوعي من سكتي عشان اعدي
كان ماجد ينقل نظراته بين آسر و زوجته وهو يستمع الحوار ببلاهة أما عن آسر أخذ نفس عميق ليهدأ من شدة غضبه وقال :
– ربنا يصبرني عليك عشان انا خلاص فاض بيه منك وتعبت
– أنا….
– اسكتي مش عاوز اسمع صوتك
ثم اخذ يفكر ماذا يفعل الآن فهو يخاف يتكرها تعود وحدها في ذلك الطريق الطويل و لا يستطيع ان يترك صديقة في تلك المحنه فهو في حاجه اليه ….فنظر الي ماجد وقال معلش يا ماجد ها تستقبلني أنا وقدري اقصد عملي يوووه مراتي كان يتكلم وهو يضغط علي اسنانه بغضب ثم فنظر اليه ماجد وقال :
– عيب اللي بتقوله ده اتفضلوا
نظر آسر الي زوجته وهو يقول لها بصوت أمر :
– اتفضلي يا عملي
ضيقت ما بين حاجبيها فتحت فمها لكي تتكلم ولكنه امرها بالصمت و هتف :
– من غير ما اسمعلك صوت يله
صارت امامه وهي تتمتم بكلام غير مفهوم وهو خلفها يكتم ضحكته بصعوبة فمنظرها وهي تسير كان مضحك للغاية و لكن توقف الجميع مكانه وهم يرون آدم قادم بفرسة وخلفه كانت عاصي تمتطي نفس الفرس و علي حصان آخر كان عمرو فنزل آدم أولا ثم أنزل عاصي بغضب وسحبها إلي البيت فأسرع عمرو خلفة يحاول تهدئته فيما اصطحب ماجد آسر وزوجته الي الداخل بسرعة بينما كانت قمر تنظر إلي آدم وسارعت لتدافع عن الفتاة التي يعاملها ذلك الشاب بهمجيه وقسوة.
………………………………
وفي ذلك الوقت نظر عز الدين إلي الرجلان اللذان دخلا الي الغرفة وهم يحملان فتاة فاقدا للوعي فألقوها علي الأرض الصلبة ونظر أحداهم لغز الدين بغضب ثم خرجوا من حيث اتو بدون ان يوجه له أي كلمة … نظر عز الدين إلي تلك الفتاة وقلبه يخفق بشدة من هي تلك الفتاة هل هي… عاصي اتسعت عينه وانتفض قلبه بالخوف و وببطء شديد اقترب منها ثم مد يده لينزع ذلك الوشاح الذي يغطي عينيها فاتسعت عينيه وهو يهتف بذهول :
– عائشة
………………………………………………………
– الشخص ده خد مني اغلي ما عندي يا آدم وانا اللي هختار الطريقة اللي هتعامل بيها معه عشان ارجع بنتِ وابوها
قالتها بغضب شديد والاصرار في عينيها التي تشبه أوراق الشجر وقت الربيع بينما كان هو يكاد يجن جنونه عندما سمع منها هذا الكلام فهتف غاضبًا :
– أنتِ أكيد مش في وعيك عشان تقولي الكلام ده
– لا يا آدم انا مش صغيرة عشان اجري استخبي علي ما أنت تجبلي حقي انا حالا بقيت أعرف اخد حقي وازي اقدر اوصل لبنتي
تعالي صوتها بشده فجعل من في البيت يتجمع في تلك اللحظة حتي اختها قررت التخلي عن خلوتها لتعرف ماذا يحدث ، تعالي صوت آدم مره أخري وهو ينظر اليها ويقول ساخراً :
– من أمتي يا عاصي من امتي كانت فين قوتك لما كنت عايشه علي المهدئات كانت فين وانت بتنهاري يوم عن يوم كانت فين لما قررتِ تنهي بيتك وحياتك ودخلتيني لعبتك كانت فين
نظرت له بصدمة و الدموع تتجمع بعينيها و قالت :
– أنت بتعيرني يا آدم
تجمع الدموع في عينيه جعل تلك الثورة بداخله تهدئ قليلا وقال :
– فصحيك يا عاصي …… ابعدي عن جواد وانا هتصرف معه
وبقوه وصوت مرتفع قالتها وهي تنظر له وكأنها حسمت امرها :
– البنت بنتي أنا اللي هرجعها لحصني ، واساعد ابوها وانا اللي هتصرف
ضحك ضحكة ساخرة وقال بلهجة أكثر سخريه :
– هتتصرفِ ازاي بقي ها اقدر اعرف
نظرت له ثم قالت بعد برهه :
– لو طولت حتي يا آدم اسلمه نفسي في سبيل بنتِ هعمل كده وأضن هو هيبقي سعيد بده
اتسعت اعين الجميع حين رفع آدم يده لتسقط علي وجهه وكانت المرة الاولى التي يقوم آدم بضرب أحداهم ولكن هي من أوصلته لذلك جرب ماجد وعمرو وآسر معهم وأخذوا يبعدوا آدم عن عاصي التي نظرت له بعدم استيعاب حين اخذ يقول :
– هقتلك يا عاصي لو قولتي كلمه من دي علي لسانك هقتلك تسلميه نفسك قدرتي تقوليها …. لما تبقي في حكمك يا عاصي لما تبقي في حكمك… أنتِ لسه مرات عز الدين مراته شرعاً وقانونا وقلبك وروحك معه مراته يا عاصي مراته
نظرت له ولمن حولها وكلمات آدم تتردد داخل أذنيها مره واثنان وثلاثة ولأسف ظلت تنظر له بعدم فهم لعله يفيق من نوبة غضبة ليؤكد لها ذلك الكلام
……………………………………..
نظر عز الدين إلي باب الغرفة التي فتح علي مصرعيه ثم ظهر شخصاً ما فاتسعت عينه وهو يقول متفاجئاً :
– جواد
نظر اليه وهو يبتسم بسخرية لاذعة ثم قال :
– كابتن عز الدين مهران اهلا وسهلا بيك وحشتنا يا راجل … رجلتي عملوا معاك الواجب ولا ايه طمني
– أنت اللي بتعمل كل ده فينا
تكلم عز الدين باندهاش فتعالت ضحكات جواد وهو يقول :
– هو بذاته والهدف شيء واحد اكيد عارفه… عاصي
نظر له عز الدين بغضب وقال له بصوت جهوري :
– اياك تجيب سيرتها
ضحك بشدة وقال بسخرية :
– لالالا بلاش الغضب ده والعصبية دي اهدي كده يا راجل وعلي العموم انت لسه حسابك بعدين بعد ما احاسب بنت….. دي هنتكلم ونصفي حسبنا
ثم توجهه الي ذلك كوب الماء واخذه ثم ألقه بوجه عائشة فتحركه أهدابها ثم فتحت عينيه بعدم استيعاب وما هي الا لحظتها جعلتها تستوعب كل ما كان لتشاهده يقف امامها ويضحك بجنون فعلمت أنه الآن ليس بحالته الطبيعية وان مصيرها المحتوم بين يديه ….
– اهلا بيكي يا مراتي في المكان اللي هيبقي فيه جحيمك… ونهيتك ……..

error: